جمال شيبان
2013-07-25, 03:38 PM
مقدمة في دراسة التاريخ دكتور / جمال الدين فالح الكيلاني
علاقة علم التاريخ بالعلوم الأخرى :
ü علم الجغرافيا: من خلال الكشوف الجغرافية , الجهات والحضارات.
ü التربية الإسلامية :أخبار الأنبياء والرسل والمعارك والغزوات والخلفاء .
ü علم السياسة: علاقة الدول والمدن مع بعضها البعض.
ü علم الاجتماع: معرفة طبائع الشعوب مكانة المرأة في المجتمعات , الظروف الاجتماعية للشعوب.
ü الاقتصاد: أثر الرخاء على الوضع السياسي والاجتماعي معرفة الأنظمة الاقتصادية للدولة
ü علم الجيولوجية: اكتشاف الأثار، علم الحفريات ،التعرف على تاريخ الحضارة
ü علم النفس: معرفة أسلوب الإنسان العوامل المؤثرة على نمو الإنسان .
ü اللغة العربية: معرفة تاريخ الخطوط الأشعار تؤرخ بعض الأمم.
نشأة التاريخ وتطوره:
ظهر التاريخ أول الأمر بصورة بدائية على شكل قصص وأخبار كان الإنسان القديم يرويها لأبنائه . على جانب مايرتبط بهذه القصص من أساطير ومعتقدات دينية. عبر عن ذلك بالرسم والنقش على الجدران بالكهف وعندما تقدمت المجتمعات انتقل التاريخ إلى التعبير عن سياسات ودول.
التقسيمات الزمانية للتاريخ: "عصور ما قبل التدوين"
1. التاريخ القديم
2. التاريخ الوسيط
3. التاريخ الحديث والمعاصر
أولا: التاريخ القديم: وهو الذي يبدأ منذ ظهور الكتابة في الألف الرابعة قبل الميلاد وينتهي بظهور الإسلام أو بسقوط روما .
ففي بلاد الرافدين الإنسان القديم الكتابة المسمارية للتعبير عن الأحداث ومن أشهر الدول التي قامت في بلاد الرافدين الدولة السومرية والأكادية والبابلية والكلدانية . وفي مصر استخدام الإنسان القديم الكتابة الهيروغليفية للتعبير عن الأحداث حيث قامت فيها عدة أسر حكمت بعد توحيد البلاد من مملكتين الشمالية وجنوبية على مملكة واحدة .
وفي جنوب شبة الجزيرة العربية استخدام الإنسان القديم الخط المسند للتعبير عن الأحداث ومن اهم الدول التي قامت في الجزيرة العربية دولة معين وسبأ وحمير وحضر موت وقتبان وكندة وأوسان ولحيان وغيرها .
وفي بلاد اليونان ظهرت ثقافة وحضارات المدن اليونانية والتي كانت تتحد تارة وتتحالف ضد بعضها البعض تارة اخرى ومن أشهر المدن اليونانية أثينا واسبارطة وغيرها
وظل الوضع كذلك حتى تمكن الرومان بزعامة أوكتافيس من توحيد كل أوربا وشمال افريقا وبلاد الشام ومصر.
ثانيا: تاريخ الوسيط:
وهو الذي يبدأ من ظهور الاسلام 610م او شقوط روما في أيدي الجومان ويستمر حتى سقوط القسطنطنية في أيدي العثمانين سنة 1453م على يد السلطان محمد الفاتح ويشمل كل الدول والحضارات التي قامت خلال هذه الفترة.
ثالثا : التاريخ الحديث والمعاصر:
وهو الذي يبدأ من فتح القسطنطينية ويستمر حتى الوقت الحاضر ويشمل كل الأحداث والدول والانجازات التي قامت من خلال هذه الفترة .
مصادر التاريخ:
1. القران الكريم والسنة النبوية
2. المصادر الأثرية
3. كتب الرحالة
4. الأشعار والكتب الأدبية
5. كتب المؤرخين
6. المدونات والوثائق الرسمية للدولة
7. التقارير الصحفية وهي تسجيل الأحداث اليومية
8. تقارير شهود العيان
9. المذكرات الشخصية
الصفات التي يجب توفرها في المؤرخ:
1. الخلفية التاريخية والقدرة على النقد والتحليل
2. الأمانة والصدق في نقل وكتابة الأحداث
3. الصبر على تحمل المشاق في البحث
4. الموضوعية أي البعد عن المؤثرات الذاتية
تدوين التاريخ عبر العصور:
كما هو معروف اعتمدت الحضارات القديمة وخاصة حضارة وادي النيل وبلاد الرافدين ووسائل مختلفة لتسجيل الأحداث الهامة حيث نقشت في جدران المعابد والنصب والمقابر وتوجت عملية التسجيل بظهور الكتابة على الرقم الفخارية وأوراق البردي.
لكن التدوين التاريخي : بالمعنى الضيق للعبارة لم يعرف الا عبر كتابات اليونان هؤلاء هيرودوت الاغريقي المعروف بأبو التاريخ ثم جائت كتابات .الرومان التاريخية لكنهم مزجوها بالأدب بما عرف عنهم من ولع بالخطابة والبلاغة.
العصور الوسطى ففي أوروبا بقيت الكتابة التاريخية محصورة في نطاق رجال الدين حيث اتخذت شكل حوليات احتفظت بها الأديرة في حين عرف العرب خلال الفترة نفسيا تقدما ملموسا في حقل التأليف التاريخي وكان لهم أثر واضح في تطور علم التاريخ
في عصر النهضة الأوروبية تقدم التاريخ خطوات هامة باتجاة إرساء المنهج العلمي في البحث التاريخي وذلك في القرن الخامس عشر الميلادي. حيث تبين لهم تمرد وطغيان الكنيسة وفساد رجال الدين فتحولت كتابة التاريخ من رجال الدين الى العلمانيين حيث أدى الى انفتاح أفق الكتابة التاريخية على الكتب الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ولقد ساهمت حركت الاصلاح الديني والكشوف الجغرافية في فتح أفاق واسعة أمام البحث التاريخي حيث التعرف على حضارات راقية في العالمين القديم والجديد قدم مادة غنية للدراسة والتأليف.
في القرن التاسع عشر الميلادي ظهر المذهب التعدي في التاريخ وفي دعاة بعض الباحثين المذهب المثالي وذلك لاعتماده على إخضاع الإحداث التاريخية لتدقيق المتشدد
وفي القرن العشرين ظهرت المدارس والمذاهب الفلسفية في تفسير التاريخ.
التدوين عند العرب والمسلمين:
كانت الرواية عند العرب قبل الإسلام تعتمد على الرواية الشفوية بصورة عامة والمدونة بصورة محدودة جدا حيث وجدت الكتابة عند العرب قبل الإسلام بواسطة اهتمامهم بالتجارة وبالأنساب وبالحروب وغيرها.
وبعد ظهور الإسلام وتأكيد القران الكريم والسنة النبوية على العلم بدأت بوادر الكتابة في المجتمع الإسلامي في عصر الرسالة وأخذت فيما بعد بالانتشار والتوسع وكان كُتاب الرسول صلى الله عليه وسلم يدونون الآيات
القرآنية على الألواح والأحجار وغيرها غير أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان قد نهى عن كتابة أي شئ غير القرآن وذلك خشية الإختلاط ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: لا تكتبوا عني ومن كتب عني غير القرآن فليمحه) ولكن مع ذلك وجد عدد من الصحابة من كان يدون ويكتب مثل عبد الله بن عمر وأبو هريرة وعلى بن أبي طالب وغيرهم ولقد أستمر الوضع كذلك حتى وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ثم في عهد الخلفاء الراشدين وان أراد الخليفة عمرو بن الخطاب رضي الله عنه أن يكتب السنن
ولكنه عدل عن ذلك لان عبد الله بن العباس قد نهاة حتى لا يعتمد الناس عليه دون القران .
وفي عهد الدولة الأموية وبسب كثرة الوضع في الحديث لأسباب عديدة كالخلافات السياسية والزندقة والعصبية للمدن والجنس وغيرها ولذلك أصبح المحدثون يسألون الراوي عن سنده أي أن الرواة الذين سمع منهم الحديث ليتبنوا صٍدقه من كذبة ويسمى سلسلة الرواة وأما الخبر فهو المتن وأدى بعد ذلك ظهور علم الجرح والتعديل وهو دراسة أحوال الرواة كالمواليد وأسمائهم وأنسابهم وكانت بداية التدوين بمفهومة الشامل في القرن الثاني الهجري حيث بدأ العلماء يدونون في الحديث والفقه والتفسير والتاريخ وغيرها وأدى ذلك لتطور العلوم عند المسلمون في كافة المجالات وظهرت حركة الترجمة من المؤلفات اليونانية والفارسية وبرز عدد من المسلمين في كافة المجالات .
منهج الكتابة التاريخية عند المسلمين:
لقد سلك المؤرخون العرب في كتاباتهم منهجين : الأول: التأريخ الحولي والتأريخ حسب السنين والثاني : التأريخ حسب الموضوعات
أولا: التاريخ الحولى أو حسب السنين : وجد من المؤرخين المسلمين من أرخ لأحداث سنه بعد سنة ،فكانت مختلف الحوادث تجمع في كل سنة وتربط فيما بينها بكلمة وفيها فإذا انتهت حوادث السنة التالية فيستخدم الجملة الآتية :"ثم دخلت سنة كذا".
أبرز عيوب هذا المنهج التأريخي:
أنه يمزق سياق الحادثة التاريخية الطويلة التي تتواصل وتمتد على عدد من السنين والطبري عمدة المؤرخين العرب وهو أول مؤرخ وصلنا إنتاجه التاريخي وهناك عدد من المؤرخين ذكر أنهم قبل الطبري وعدد من المؤرخين أرخو بالمنهج التأريخي الحولي مثل محمد بن موسى الخوارزمي
ثم تطورت كتابة التأريخ الحولي في العصور الإسلامية المتأخرة من سنة بعد سنة على تقسيم العقود أي من السنة الأولى الى العاشرة وهكذا مثل تاريخ الحافظ أبو عبد الله محمد بن أحمد الذهبي
التأريخ حسب الموضوعات :
هي الإلتزام المؤرخ طريقة التأريخ إما الدول أو لعهود الخلفاء والحكام وإما السير والطبقات .
التقويم الهجري:
كانت فكرة الوقت وتحديده في المجتمع القبلي الجاهلي غير محدودة و مشوشة فكان العرب يؤرخون بكل عام يكون فيه أمر مشهور متعارف عليه كعام نزول إسماعيل مكة وكذلك عام الفيل و بناء الكعبة وكذلك بالأيام المشهورة كحرب البسوس و داحس و الغبراء وغيرها وظل الوضع كذلك طيلة حياة الرسول محمد صلى الله علية وسلم وعهد الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه كذلك وفي عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وضع التقويم الهجري وفيه أن الوالي أبا موسى الأشعري كتب إلى الخليفة عمر بن الخطاب يخبره فيها بأنه تأتينا من لدنكم كتب ليس لها تأريخ فلا ندري على أيها نعمل وكان عمر قد دون الدواوين وسن القوانين و أحتاج إلى تأريخ فجمع الناس وعرض عليهم مشكلة اختيار حادثة معروفة تكون أساسا للتأريخ الإسلامي فذكر بعضهم التأريخ بمبعث النبي صلى الله عليه وسلم و أشار بعضهم ومنهم سعد بن أبي وقاص التأريخ بوفاته صلى الله عليه وسلم و رأى آخرون أن يكون ذلك بمولده صلى الله عليه و سلم . غير أن مولده و وفاته مختلف فيه ومن هنا جاء استبعادهما فرجح لديهم جعله من الهجرة أي من هجرته صلى الله عليه وسلم وهو ما أشار عليه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وتم ذلك في العام الرابع من خلافة عمر بن الخطاب أي عام 17 هـ وما إت إتفق المسلمون على إعتبار هجرة الرسول إلى المدينة أساسا للتقويم الإسلامي حتى اختلفوا في الشهر فرأى بعظهم أن يبدأوا برمضان ورأى آخرون أن يبدأوا برجب لأنه أول الأشهر الحرام ولكن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أخذ بمشورة علي وعثمان رضي الله عنهما والذين إقترحا أن يكون مبدأ التأريخ الهجري من شهر المحرم وذلك لعدة إعتبارات منها أنه آخر الأشهر الحرام ومنصرف الناس من الحج وكذلك أن بيعة العقبة كانت في ذي الحجة ومن ثم كانت هجرته صلى الله عليه وسلم في المحرم .
ولابد من الإشارة هنا أن العرب ميزوا شهر المحرم عن غيره باعتباره أول السنة بزيادة الألف و اللام.
مفاهيم في كتابة التاريخ:
مفهوم الموضوعية : اللغة :ضد الرفع
اصطلاحاً : للدلالة على المنهج أو الأسلوب المجرد عن المؤثرات الذاتية حيث يعتمد المؤرخ في كتاباته التاريخية على الأمانة والصدق والعدالة
مفهوم التجرد:
هو الإنفصال عن كل المؤثرات النفسية والاجتماعية كذلك التصورات السابقة من العقائد والأهواء والرغبات.
مفهوم الحياد:
هو مجال البحث العلمي ألا ينصر الباحث رأيا أو مذهباً ضد الأخر إلا إذا تبين له الحق وذلك لان المسلم لا يعرف ما يسمى بالحياد في قضايا العلم
علاقة علم التاريخ بالعلوم الأخرى :
ü علم الجغرافيا: من خلال الكشوف الجغرافية , الجهات والحضارات.
ü التربية الإسلامية :أخبار الأنبياء والرسل والمعارك والغزوات والخلفاء .
ü علم السياسة: علاقة الدول والمدن مع بعضها البعض.
ü علم الاجتماع: معرفة طبائع الشعوب مكانة المرأة في المجتمعات , الظروف الاجتماعية للشعوب.
ü الاقتصاد: أثر الرخاء على الوضع السياسي والاجتماعي معرفة الأنظمة الاقتصادية للدولة
ü علم الجيولوجية: اكتشاف الأثار، علم الحفريات ،التعرف على تاريخ الحضارة
ü علم النفس: معرفة أسلوب الإنسان العوامل المؤثرة على نمو الإنسان .
ü اللغة العربية: معرفة تاريخ الخطوط الأشعار تؤرخ بعض الأمم.
نشأة التاريخ وتطوره:
ظهر التاريخ أول الأمر بصورة بدائية على شكل قصص وأخبار كان الإنسان القديم يرويها لأبنائه . على جانب مايرتبط بهذه القصص من أساطير ومعتقدات دينية. عبر عن ذلك بالرسم والنقش على الجدران بالكهف وعندما تقدمت المجتمعات انتقل التاريخ إلى التعبير عن سياسات ودول.
التقسيمات الزمانية للتاريخ: "عصور ما قبل التدوين"
1. التاريخ القديم
2. التاريخ الوسيط
3. التاريخ الحديث والمعاصر
أولا: التاريخ القديم: وهو الذي يبدأ منذ ظهور الكتابة في الألف الرابعة قبل الميلاد وينتهي بظهور الإسلام أو بسقوط روما .
ففي بلاد الرافدين الإنسان القديم الكتابة المسمارية للتعبير عن الأحداث ومن أشهر الدول التي قامت في بلاد الرافدين الدولة السومرية والأكادية والبابلية والكلدانية . وفي مصر استخدام الإنسان القديم الكتابة الهيروغليفية للتعبير عن الأحداث حيث قامت فيها عدة أسر حكمت بعد توحيد البلاد من مملكتين الشمالية وجنوبية على مملكة واحدة .
وفي جنوب شبة الجزيرة العربية استخدام الإنسان القديم الخط المسند للتعبير عن الأحداث ومن اهم الدول التي قامت في الجزيرة العربية دولة معين وسبأ وحمير وحضر موت وقتبان وكندة وأوسان ولحيان وغيرها .
وفي بلاد اليونان ظهرت ثقافة وحضارات المدن اليونانية والتي كانت تتحد تارة وتتحالف ضد بعضها البعض تارة اخرى ومن أشهر المدن اليونانية أثينا واسبارطة وغيرها
وظل الوضع كذلك حتى تمكن الرومان بزعامة أوكتافيس من توحيد كل أوربا وشمال افريقا وبلاد الشام ومصر.
ثانيا: تاريخ الوسيط:
وهو الذي يبدأ من ظهور الاسلام 610م او شقوط روما في أيدي الجومان ويستمر حتى سقوط القسطنطنية في أيدي العثمانين سنة 1453م على يد السلطان محمد الفاتح ويشمل كل الدول والحضارات التي قامت خلال هذه الفترة.
ثالثا : التاريخ الحديث والمعاصر:
وهو الذي يبدأ من فتح القسطنطينية ويستمر حتى الوقت الحاضر ويشمل كل الأحداث والدول والانجازات التي قامت من خلال هذه الفترة .
مصادر التاريخ:
1. القران الكريم والسنة النبوية
2. المصادر الأثرية
3. كتب الرحالة
4. الأشعار والكتب الأدبية
5. كتب المؤرخين
6. المدونات والوثائق الرسمية للدولة
7. التقارير الصحفية وهي تسجيل الأحداث اليومية
8. تقارير شهود العيان
9. المذكرات الشخصية
الصفات التي يجب توفرها في المؤرخ:
1. الخلفية التاريخية والقدرة على النقد والتحليل
2. الأمانة والصدق في نقل وكتابة الأحداث
3. الصبر على تحمل المشاق في البحث
4. الموضوعية أي البعد عن المؤثرات الذاتية
تدوين التاريخ عبر العصور:
كما هو معروف اعتمدت الحضارات القديمة وخاصة حضارة وادي النيل وبلاد الرافدين ووسائل مختلفة لتسجيل الأحداث الهامة حيث نقشت في جدران المعابد والنصب والمقابر وتوجت عملية التسجيل بظهور الكتابة على الرقم الفخارية وأوراق البردي.
لكن التدوين التاريخي : بالمعنى الضيق للعبارة لم يعرف الا عبر كتابات اليونان هؤلاء هيرودوت الاغريقي المعروف بأبو التاريخ ثم جائت كتابات .الرومان التاريخية لكنهم مزجوها بالأدب بما عرف عنهم من ولع بالخطابة والبلاغة.
العصور الوسطى ففي أوروبا بقيت الكتابة التاريخية محصورة في نطاق رجال الدين حيث اتخذت شكل حوليات احتفظت بها الأديرة في حين عرف العرب خلال الفترة نفسيا تقدما ملموسا في حقل التأليف التاريخي وكان لهم أثر واضح في تطور علم التاريخ
في عصر النهضة الأوروبية تقدم التاريخ خطوات هامة باتجاة إرساء المنهج العلمي في البحث التاريخي وذلك في القرن الخامس عشر الميلادي. حيث تبين لهم تمرد وطغيان الكنيسة وفساد رجال الدين فتحولت كتابة التاريخ من رجال الدين الى العلمانيين حيث أدى الى انفتاح أفق الكتابة التاريخية على الكتب الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ولقد ساهمت حركت الاصلاح الديني والكشوف الجغرافية في فتح أفاق واسعة أمام البحث التاريخي حيث التعرف على حضارات راقية في العالمين القديم والجديد قدم مادة غنية للدراسة والتأليف.
في القرن التاسع عشر الميلادي ظهر المذهب التعدي في التاريخ وفي دعاة بعض الباحثين المذهب المثالي وذلك لاعتماده على إخضاع الإحداث التاريخية لتدقيق المتشدد
وفي القرن العشرين ظهرت المدارس والمذاهب الفلسفية في تفسير التاريخ.
التدوين عند العرب والمسلمين:
كانت الرواية عند العرب قبل الإسلام تعتمد على الرواية الشفوية بصورة عامة والمدونة بصورة محدودة جدا حيث وجدت الكتابة عند العرب قبل الإسلام بواسطة اهتمامهم بالتجارة وبالأنساب وبالحروب وغيرها.
وبعد ظهور الإسلام وتأكيد القران الكريم والسنة النبوية على العلم بدأت بوادر الكتابة في المجتمع الإسلامي في عصر الرسالة وأخذت فيما بعد بالانتشار والتوسع وكان كُتاب الرسول صلى الله عليه وسلم يدونون الآيات
القرآنية على الألواح والأحجار وغيرها غير أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان قد نهى عن كتابة أي شئ غير القرآن وذلك خشية الإختلاط ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: لا تكتبوا عني ومن كتب عني غير القرآن فليمحه) ولكن مع ذلك وجد عدد من الصحابة من كان يدون ويكتب مثل عبد الله بن عمر وأبو هريرة وعلى بن أبي طالب وغيرهم ولقد أستمر الوضع كذلك حتى وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ثم في عهد الخلفاء الراشدين وان أراد الخليفة عمرو بن الخطاب رضي الله عنه أن يكتب السنن
ولكنه عدل عن ذلك لان عبد الله بن العباس قد نهاة حتى لا يعتمد الناس عليه دون القران .
وفي عهد الدولة الأموية وبسب كثرة الوضع في الحديث لأسباب عديدة كالخلافات السياسية والزندقة والعصبية للمدن والجنس وغيرها ولذلك أصبح المحدثون يسألون الراوي عن سنده أي أن الرواة الذين سمع منهم الحديث ليتبنوا صٍدقه من كذبة ويسمى سلسلة الرواة وأما الخبر فهو المتن وأدى بعد ذلك ظهور علم الجرح والتعديل وهو دراسة أحوال الرواة كالمواليد وأسمائهم وأنسابهم وكانت بداية التدوين بمفهومة الشامل في القرن الثاني الهجري حيث بدأ العلماء يدونون في الحديث والفقه والتفسير والتاريخ وغيرها وأدى ذلك لتطور العلوم عند المسلمون في كافة المجالات وظهرت حركة الترجمة من المؤلفات اليونانية والفارسية وبرز عدد من المسلمين في كافة المجالات .
منهج الكتابة التاريخية عند المسلمين:
لقد سلك المؤرخون العرب في كتاباتهم منهجين : الأول: التأريخ الحولي والتأريخ حسب السنين والثاني : التأريخ حسب الموضوعات
أولا: التاريخ الحولى أو حسب السنين : وجد من المؤرخين المسلمين من أرخ لأحداث سنه بعد سنة ،فكانت مختلف الحوادث تجمع في كل سنة وتربط فيما بينها بكلمة وفيها فإذا انتهت حوادث السنة التالية فيستخدم الجملة الآتية :"ثم دخلت سنة كذا".
أبرز عيوب هذا المنهج التأريخي:
أنه يمزق سياق الحادثة التاريخية الطويلة التي تتواصل وتمتد على عدد من السنين والطبري عمدة المؤرخين العرب وهو أول مؤرخ وصلنا إنتاجه التاريخي وهناك عدد من المؤرخين ذكر أنهم قبل الطبري وعدد من المؤرخين أرخو بالمنهج التأريخي الحولي مثل محمد بن موسى الخوارزمي
ثم تطورت كتابة التأريخ الحولي في العصور الإسلامية المتأخرة من سنة بعد سنة على تقسيم العقود أي من السنة الأولى الى العاشرة وهكذا مثل تاريخ الحافظ أبو عبد الله محمد بن أحمد الذهبي
التأريخ حسب الموضوعات :
هي الإلتزام المؤرخ طريقة التأريخ إما الدول أو لعهود الخلفاء والحكام وإما السير والطبقات .
التقويم الهجري:
كانت فكرة الوقت وتحديده في المجتمع القبلي الجاهلي غير محدودة و مشوشة فكان العرب يؤرخون بكل عام يكون فيه أمر مشهور متعارف عليه كعام نزول إسماعيل مكة وكذلك عام الفيل و بناء الكعبة وكذلك بالأيام المشهورة كحرب البسوس و داحس و الغبراء وغيرها وظل الوضع كذلك طيلة حياة الرسول محمد صلى الله علية وسلم وعهد الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه كذلك وفي عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وضع التقويم الهجري وفيه أن الوالي أبا موسى الأشعري كتب إلى الخليفة عمر بن الخطاب يخبره فيها بأنه تأتينا من لدنكم كتب ليس لها تأريخ فلا ندري على أيها نعمل وكان عمر قد دون الدواوين وسن القوانين و أحتاج إلى تأريخ فجمع الناس وعرض عليهم مشكلة اختيار حادثة معروفة تكون أساسا للتأريخ الإسلامي فذكر بعضهم التأريخ بمبعث النبي صلى الله عليه وسلم و أشار بعضهم ومنهم سعد بن أبي وقاص التأريخ بوفاته صلى الله عليه وسلم و رأى آخرون أن يكون ذلك بمولده صلى الله عليه و سلم . غير أن مولده و وفاته مختلف فيه ومن هنا جاء استبعادهما فرجح لديهم جعله من الهجرة أي من هجرته صلى الله عليه وسلم وهو ما أشار عليه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وتم ذلك في العام الرابع من خلافة عمر بن الخطاب أي عام 17 هـ وما إت إتفق المسلمون على إعتبار هجرة الرسول إلى المدينة أساسا للتقويم الإسلامي حتى اختلفوا في الشهر فرأى بعظهم أن يبدأوا برمضان ورأى آخرون أن يبدأوا برجب لأنه أول الأشهر الحرام ولكن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أخذ بمشورة علي وعثمان رضي الله عنهما والذين إقترحا أن يكون مبدأ التأريخ الهجري من شهر المحرم وذلك لعدة إعتبارات منها أنه آخر الأشهر الحرام ومنصرف الناس من الحج وكذلك أن بيعة العقبة كانت في ذي الحجة ومن ثم كانت هجرته صلى الله عليه وسلم في المحرم .
ولابد من الإشارة هنا أن العرب ميزوا شهر المحرم عن غيره باعتباره أول السنة بزيادة الألف و اللام.
مفاهيم في كتابة التاريخ:
مفهوم الموضوعية : اللغة :ضد الرفع
اصطلاحاً : للدلالة على المنهج أو الأسلوب المجرد عن المؤثرات الذاتية حيث يعتمد المؤرخ في كتاباته التاريخية على الأمانة والصدق والعدالة
مفهوم التجرد:
هو الإنفصال عن كل المؤثرات النفسية والاجتماعية كذلك التصورات السابقة من العقائد والأهواء والرغبات.
مفهوم الحياد:
هو مجال البحث العلمي ألا ينصر الباحث رأيا أو مذهباً ضد الأخر إلا إذا تبين له الحق وذلك لان المسلم لا يعرف ما يسمى بالحياد في قضايا العلم