تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كيف استدل ابن حبان للصائم إذا جهل عليه أن يقول بقلبه لا بلسانه ؟



خالد الشافعي
2013-07-08, 02:51 AM
قال الإمام ابن حبان رحمه الله في صحيحه :

ذكر الخبر الدال على أن قول الصائم لمن جهل عليه : إني صائم إنما أن يقول بقلبه دون النطق به

3483 - أخبرنا ابن خزيمة حدثنا محمد بن بشار حدثنا عثمان بن عمر حدثنا ابن أبي ذئب عن عجلان مولى المشمعل عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( لا تساب وأنت صائم وإن سابك أحد فقل : إني صائم وإن كنت قائما فاجلس ) .

ذكر خبر ثان يدل على صحة ما أومأنا إليه

3484 - أخبرنا اسحاق بن ابراهيم بن اسماعيل حدثنا عبد الرحمن بن ابراهيم الدشقي حدثنا الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن نمر حدثني الزهري أخبرني سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : ( إن سب أحدكم وهو صائم فليقل : إني صائم ) ينهى بذلك عن مراجعة الصائم .

خالد الشافعي
2013-07-08, 08:52 AM
منقول من أبي المغيرة السلفي السوداني

صرف رحمه الله المعنى القريب من القول وهو باللسان الى قول القلب من غير قرينة بينة وهذا خطأ في رأيي .

خالد الشافعي
2013-07-08, 11:06 AM
منقول من أبي مالك السعيد العيسوي / السعودية

وأظنه كما قلت أخي أبا المغيرة, أنه صرفه لقول القلب؛ ولعل موجب ذلك عنده أن القول حقيقة أو متبادر في قول القلب, ثم قول اللسان... وهو يحتاج إل استقراء لمسلكه هذا, ولعله نفس مسلك الأشاعرة في حمل القول على النفسي.

أو لعل الموجب له أن مقام السباب الأولى فيها السكوت لا التمادي والاسترسال المفضي للخصومة أكثر فكان منه أن حمله ابتداءً على قول القلب لا اللسان .. وأظنه وجه متكلف.

خالد الشافعي
2013-07-08, 11:49 AM
منقول من زياد العبادي

آخر جملة تفسر قوله ، فهو يرى أن أن الأصل أن لا يراجع الصائم من سبه أو شتمه حتى يزيد الخصام ، لذا فقد فسر القول هنا بقول القلب لا اللسان والله اعلم

خالد الشافعي
2013-07-08, 09:58 PM
منقول من الشيخ علي الحلبي الأثري السلفي

لا وجه لكلامه - فيما يظهر لي -! .

خالد الشافعي
2013-07-08, 10:01 PM
منقول من أبي المغيرة السلفي السوداني

بارك الله فيك وقد ابعدت النجعة فانما أراد فقط الحوطة من الرياء والله اعلم

خالد الشافعي
2013-07-08, 10:03 PM
منقول من زياد العبادي

آخر جملة تفسر قوله ، فهو يرى أن أن الأصل أن لا يراجع الصائم من سبه أو شتمه حتى يزيد الخصام ، لذا فقد فسر القول هنا بقول القلب لا اللسان والله اعلم
منقول من أبي مالك السعيد العيسوي / السعودية

أحسنت وهو نحو الوجه الثاني الذي أوردته.
أما وجه قولي متكلفاً أن في مراجعة الساب بكونه صائماً فيه تذكير ونصح, ولعله - أي الساب- إذا علم أن من أمامه صائم لله يرعوي عن منكره...

خالد الشافعي
2013-07-08, 10:13 PM
منقول من أبي عبد الرحمن الأثري

سبحان الله!!
استدلال عجيب لم يتبين لي وجه الدلالة من الأحاديث التي أوردها رحمه الله.

خالد الشافعي
2013-07-08, 10:22 PM
منقول من الدكتور خالد القاسم

هذه الجملة:
"ينهى بذلك عن مراجعة الصائم"
وهو فهم من الراوي..

خالد الشافعي
2013-07-09, 07:02 AM
منقول من الدكتور خالد القاسم

هذه الجملة:
"ينهى بذلك عن مراجعة الصائم"
وهو فهم من الراوي..

.............................. .................... ................
منقول من الدكتور لؤي عبدالعزيزكرم الله

أمر عجب لا تظهر لي أي دلالة !!!
.............................. .................... ....................

منقول من الشيخ إحسان العتيبي

يمكن لأنه صائم والطرف الآخر يعرف ذلك فكأنه يخاطب نفسه لا يُعلم الطرف الآخر .

أبوعلي العنزي
2013-07-09, 11:17 AM
الحديث فيه ان شاتمه او سابه او قاتله وكلها تفيد المفاعلة اي حدوث الفعل من الاثنين فكيف يسب الصائم ويشتم وهو مامور بعدم ذلك؟ اجيب عنه بان المراد من اراد سبه او شتمه فيقول في نفسه اني صائم تذكيرا لها بعدم موافقة حال الصائم تلك الافعال الشنيعة. والمسالة فيها خلاف فبعضهم قال : يقول بلسانه فى حال الفرض وبقلبه في حال النفل وبعضهم قال : يقولها مرة بلسانه ومرة بقلبه والاكثر على انه يقولها بقلبه على الاحوال حكاه الرافعي كما في الفتح

خالد الشافعي
2013-07-10, 08:19 AM
الحديث فيه ان شاتمه او سابه او قاتله وكلها تفيد المفاعلة اي حدوث الفعل من الاثنين فكيف يسب الصائم ويشتم وهو مامور بعدم ذلك؟ اجيب عنه بان المراد من اراد سبه او شتمه فيقول في نفسه اني صائم تذكيرا لها بعدم موافقة حال الصائم تلك الافعال الشنيعة. والمسالة فيها خلاف فبعضهم قال : يقول بلسانه فى حال الفرض وبقلبه في حال النفل وبعضهم قال : يقولها مرة بلسانه ومرة بقلبه والاكثر على انه يقولها بقلبه على الاحوال حكاه الرافعي كما في الفتح


منقول من أبي المغيرة السلفي السوداني

*كلام أبي علي العنزي هذا غريب وفيه تناقض عجيب حيث أنه بنى حجته على المُفاعلة ثم إذا به ينفيها حتى توافق ما ذهب اليه ابن حبان فسبحان الله!
*ثم إن قوله أراد سبّه نقول له كيف يعلم المسلم الغيب أن فلاناً أراد سبه!!!
*في النهاية الحديث واضح والقول في لغة العرب معروف أنه باللسان ولا يُصرف إلا بقرينة بينة فإن وجدتها فهاتها أما بهذه الطريقة فلا !!!
الرابط :
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=318751

خالد الشافعي
2013-07-10, 09:00 AM
منقول من أبي مسلم العربي

السلام عليكم .
بارك الله فيكم إخوتي جميعا و جزاكم الله خير الجزاء .
الأخ الفاضل خالد الشافعي بارك الله فيكم وجزاكم الله خير الجزاء على هذا السؤال حقيقة سؤال قيم يثير الاهتمام والتفكير و جاء في توقيت مناسب في وقت نستقبل فيه هذا الشهر الفضيل أسأل الله أن يوفق الجميع لصيامه وقيامه على الوجه الذي يحبه ربنا و يرضاه .
أقول و بالله التوفيق رجعت إلى عدد من كتب شروح الأحاديث للمحاولة للوصول إلى الإجابة على هذا السؤال ولكن وجدت في الغالب أن التركيز منصب في شرح هذا الحديث على الخلاف في مسألة قول ( إني صائم ) هل يكون باللسان أو بالقلب ؟؟؟
و لكن ليس هناك سبب محدد وواضح لهذا الخلاف .
فمن قال يتلفظ باللسان بقول ( إني صائم ) أخذ بالمعنى الحقيقي للفظ أما من قال ( يقول إني صائم ) قي قلبه أخذ بالمعنى المجازي و لكن لم يذكر أحد من العلماء بالضبط سبب العدول عن المعنى الحقيقي إلى المعنى المجازي و إن كانت مسألة الخوف من الرياء واردة إلا أنها في حالة صوم الفرض لا أرى لها مبرر.
و سوف استعرض بعض أقوال العلماء في هذا الخلاف ثم أذكر الخلاصة المستنتجة و الله الموفق .
قال الامام البخاري :
باب هل يقول إني صائم إذا شتم؟؟
(1904) حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام بن يوسف عن ابن جريج قال أخبرني عطاء عن أبي صالح الزيات أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به والصيام جنة وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح وإذا لقي ربه فرح بصومه.
قال الامام بدر الدين العيني في شرح هذا الحديث من صحيح البخاري :
بابٌ هَلْ يَقُولُ أنِّي صائِمٌ إذَا شُتِمَ ؟؟
أي: هذا باب يذكر فيه: هل يقول الشخص: إني صائم إذا شتمه أحد؟ ولم يذكر جواب الاستفهام اكتفاء بما في حديث الباب.
قال شيخنا زين الدين: اختلف العلماء في هذا على ثلاثة أقوال: أحدهما: أن يقول ذلك بلسانه إني صائم حتى يعلم من يجهل أنه معتصم بالصيام عن اللغو والرفث والجهل.
والثاني أن يقول ذلك لنفسه أي: وإذا كنت صائما فلا ينبغي أن أخدش صومي بالجهل ونحوه، فيزجر نفسه بذلك. والقول الثالث:التفرقة بين صيام الفرض والنفل، فيقول ذلك بلسانه في الفرض، ويقوله لنفسه في التطوع، قوله: «فليقل»، قال الكرماني: أي: كلاما لسانيا ليسمعه الشاتم والمقاتل فينزجر غالبا أو كلاما نفسانيا أي: يحدث به نفسه ليمنعها من مشاتمته، وعند الشافعي: يجب الحمل على كلا المعنيين.
قوله: «مرتين» اتفقت الروايات كلها على أنه يقول: إني صائم، فمنهم من ذكرها مرتين، ومنهم من اقتصر على واحدة.
عمدة القاري 10/256
و قال الحافظ ابن حجر:
واختلف في المراد بقوله " فليقل إني صائم " هل يخاطب بها الذي يكلمه بذلك أو يقولها في نفسه؟
وبالثاني جزم المتولي ونقله الرافعي عن الأئمة، ورجح النووي الأول في " الأذكار " وقال في " شرح المهذب " كل منهما حسن، والقول باللسان أقوى ولو جمعهما لكان حسنا، ولهذا التردد أتي البخاري في ترجمته بالاستفهام فقال " باب هل يقول إني صائم إذا شتم؟ " وقال الروياني: إن كان رمضان فليقل بلسانه، وإن كان غيره فليقله في نفسه.
وادعى ابن العربي أن موضع الخلاف في التطوع.
وأما في الفرض فيقوله بلسانه قطعا، وأما تكرير قوله " إني صائم " فليتأكد الانزجار منه أو ممن يخاطبه بذلك.
ونقل الزركشي أن المراد بقوله " فليقل إني صائم مرتين " يقوله مرة بقلبه ومرة بلسانه، فيستفيد بقوله بقلبه كف لسانه عن خصمه وبقوله بلسانه كف خصمه عنه.
وتعقب بأن القول حقيقة باللسان، وأجيب بأنه لا يمنع المجاز.
وقد استشكل ظاهره بأن المفاعلة تقتضي وقوع الفعل من الجانبين والصائم لا تصدر منه الأفعال التي رتب عليها الجواب خصوصا المقاتلة، والجواب عن ذلك أن المراد بالمفاعلة التهيؤ لها، أي إن تهيأ أحد لمقاتلته أو مشاتمته فليقل إني صائم، فإنه إذا قال ذلك أمكن أن يكف عنه، فإن أصر دفعه بالأخف فالأخف .
فتح الباري 4/594
قال الامام النووي
وقولـه صلى اللـه عليه وسلّم: «فليقل إني صائم إني صائم» هكذا هو مرتين، واختلفوا في معناه فقيل يقولـه بلسانه جهراً يسمعه الشاتم والمقاتل فينزجر غالباً،وقيل لا يقولـه بلسانه بل يحدث به نفسه ليمنعها من مشاتمته ومقاتلته ومقابلته ويحرص صومه عن المكدرات ولو جمع بين الأمرين كان حسناً.
شرح النووي على صحيح مسلم 8 /24
قال الامام ابن عبدالبر
وأما قولـه: فإن امرؤ قاتلـه أو شاتمه، فليقل: إني صائم، ففيه قولان:
أحدهما إنه يقول للذي يريد مشاتمته ومقاتلته: إني صائم ـ وصومي يمنعني من مجاوبتك، لأني أصون صومي عن الخنا والزور من القول، بهذا أمرت ولولا ذلك، لانتصرت لنفسي بمثل ما قلت لي سواء، ونحو ذلك. والمعنى حينئذ على هذا التأويل في الحديث، أن الصائم نهي عن مقاتلته بلسانه، ومشاتمته وصونه صومه عن ذلك.
والقول الثاني: أن الصائم يقول في نفسه لنفسه: إني صائم يا نفسي، فلا سبيل إلى شفاء غيظك بالمشاتمة. ولا يظهر قولـه: إني صائم، لما فيه من الرياء وإطلاع الناس على عملـه، لأن الصوم من العمل الذي لا يظهر، ولذلك يجزي اللـه الصائم أجره بغير حساب .
التمهيد 19/53
قال الامام الزرقاني
وقال الرويانـي: إن كان فـي رمضان فبلسانه وإلا ففـي نفسه. وادّعى ابن العربـي أنّ الـخلاف فـي النفل أما الفرض فبلسانه قطعاً،
وقال فـي الـمصابـيح: الظاهر أن هذا القول علة لتأكيد الـمنع فكأنه يقول لـخصمه: إنـي صائم تـحذيراً وتهديداً بـالوعيد الـمتوجه علـى من انتهك حرمة الصائم، وتذرّع إلـى تنقـيص أجره بإيقاعه فـي الـمشاتـمة أو بذكر نفسه تشديد الـمنع الـمعلل بـالصوم، ويكون من إطلاق القول علـى الكلام النفسي ظاهر كون الصوم جنة أن يقـي صاحبه من أن يؤذى كما يقـيه أن يؤذي،
شرح الزرقاني على موطأ الإمام مالك 2 /195
قال الامام علي القاري
(فليقل إني امرؤ صائم) وهو إما باللسان لينزجر خصمه، فكأنه قال له إذا كنت صائماً لا يجوز لي أن أخاصمك بالشتم والهذيان، فلا يليق بك أن تعارضني في هذا الوقت لأنه على خلاف المروءة إعادة فيندفع خصمه أو معناه فلا ينبغي منك التطاول علي بلسانك أو بيدك، لأني في ذمة الله تعالى ومن يخفر الله في ذمته يهلكه، ولا مني بأن أغضب وأجازيك
أو يقول في نفسه ليعلم أنه لا يجوز له الفحش والغضب. وفي رواية للبخاري فليقل إني صائم مرتين. قال الزركشي : أي بقلبه ولسانه لتكون فائدة ذكره بقلبه كف نفسه عن مقاتلته خصمه، وذكره بلسانه كف لخصمه عن الزيادة وهو من أسرار الشريعة (متفق عليه).
مرقاة المفاتيح للامام علي القاري4 /442
و للحديث بقية إن شاء الله تعالى .

خالد الشافعي
2013-07-10, 09:00 AM
منقول من أبي مسلم العربي

السلام عليكم .
تابع لما سبق من أقوال العلماء .
قال الامام السيوطي
فإن امرؤ شاتمه أي شتمه متعرضا لشتمه أو قاتله أي نازعه ودافعه فليقل إني صائم إني صائم قال النووي هكذا هو مرتين واختلفوا فيه فقيل يقوله بلسانه ليسمعه الشاتم والمقاتل فينزجر غالبا وقيل يحدث به نفسه ليمنعها عن مشاتمته ومقاتلته ويحرس صومه عن المكروهات قال النووي ولو جمع بين الأمرين كان حسنا.
الديباج على صحيح مسلم السيوطي 3/229
و قال أيضا :
فإن شاتمه أحد أو قاتله فليقل إني صائم» اختلف هل يخاطب بها للذي كلمه بذلك أو يقولها في نفسه وبالثاني جزم المتولي ونقله الرافعي عن الأئمة ورجح النووي الأول في الأذكار وقال في شرح المهذب كل منهما حسن والقول باللسان أقوى فلو جمعهما لكان حسناً.
شرح السيوطي على السنن الصغرى 4 /431
قال الامام ابن علان الصديقي الشافعي
(فإن سابَّه أحد) أي: سبه والمفاعلة للمبالغة لا للمغالبة، أو على بابها لأن من شأن من سب أن يسب (أو قاتلـه) أي: نازعه أو خاصمه (فليقل) بقلبه لينزجر (إني صائم) وقيلبلسانه لينزجر خصمه عنه: أي: إن أمن نحو رياء، وعليه فقيل يجمع بينهما ليزجر بلسانه خصمه وبقلبه نفسه ويكون من حمل اللفظ على حقيقته ومجازه وذلك جائز عند الشافعي.
دليل الفالحين محمد بن علان الصديقي الشافعي4 /22
قال الامام سليمان الباجي المالكي
وَقَوْلُهُ فَإِنْ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أَوْ شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ إنِّي صَائِمٌ مَعْنَاهُ فَلَا يُقَاتِلُهُ وَلَا يُشَاتِمُهُ وَلْيُذَكِّرْ نَفْسَهُ صِيَامَهُ لِيَرْتَدِعَ بِذَلِكَ عَنْ مُعَاوَضَةِ الشَّاتِمِ وَالْمُقَاتِلِ وَوَصَفَهُ هُنَا بِأَنَّهُ مُشَاتِمٌ وَمُقَاتِلٌ، وَإِنْ كَانَ هَذَا لَا يُسْتَعْمَلُ إِلا مِنْ فِعْلِ اثْنَيْنِ يَحْتَمِلُ ثَلَاثَةَ أَوْجُهٍ يَحْتَمِلُ أَنْ يُرِيدَ فَإِنْ امْرُؤٌ أَرَادَ أَنْ يُشَاتِمَهُ أَوْ يُقَاتِلَهُ فَلْيَمْتَنِعْ مِنْ ذَلِكَ وَلْيَقُلْ إنِّي صَائِمٌ وَالثَّانِي أَنَّ لَفْظَ الْمُفَاعَلَةِ، وَإِنْ كَانَتْ أَظْهَرَ فِي فِعْلِ الِاثْنَيْنِ إِلا أَنَّهَا قَدْ تُسْتَعْمَلُ فِي فِعْلِ الْوَاحِدِ فَيُقَالُ سَافَرَ الرَّجُلُ وَعَالَجَ الطَّبِيبُ الْمَرِيضَوَالث َّالِثُ أَنْ يُرِيدَ أَنَّهُ إِنْ وُجِدَتْ الْمُشَاتَمَةُ وَالْمُقَاتَلَة ُ مِنْهُمَا جَمِيعًا فَلْيُذَكِّرْ نَفْسَهُ الصَّائِمُ بِصَوْمِهِ وَلَا يَسْتَدِيمُ الْمُشَاتَمَةَ وَالْمُقَاتَلَة َ.
المنتقى شرح الموطأ 3 /18
قال الشيخ محمد أنور الكشميري
«فإن امرؤٌ قَاتَلَهُ، أو شَاتَمَهُ، فَلْيَقُلْ: إني صائمٌ» مرتين، فهو صورةٌ لحفظ صومه، لئلا يَخْرِقَ مِجَنَّهُ، وهذا القولُ إمَّا بالقلب، أو اللسان.
فيض الباري شرح صحيح البخاري 3/323
قال الامام الشوكاني
قوله: «إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ» في رواية لابن خزيمة بزيادة: «وَإِنْ كُنْتَ قَائِماً فَاجْلِسْ» ومن الرواة من ذكر قوله: «إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ مَرَّتَيْنِ». واختلف في المراد بقوله: إني صائم هل يخاطب بها الذي يشتمه ويقاتله أو يقولها في نفسه؟ وبالثاني جزم المتولي، ونقله الرافعي عن الأئمة، ورجح النووي في الأذكار الأول، وقال في شرح المهذب: كل منهما حسن، والقول باللسان أقوى، ولو جمعهما لكان حسناً. وقال الروياني: إن كان رمضان فليقل بلسانه، وإن كان غيره فليقله في نفسه. وادعى ابن العربي أن موضع الخلاف في التطوع، وأما في الفرض فليقله بلسانه قطعاً.
نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار الشوكاني 4/269
و قال الشيخ محمد شمس الحق العظيم أبادي
(فليقل إني صائم إني صائم): هكذا هو مرتين، واختلفوا في معناه فقيل يقولـه بلسانه ليسمعه الشاتم والمقاتل فيتحرز غالباً، وقيل لا يقولـه بلسانه بل يحدث به نفسه ليمنعها من مشاتمته ومقاتلته ومقابلته ويحرس صومه عن المكدرات، ولو جمع بين الأمرين كان حسناً.
واعلم أن نهي الصائم عن الرفث والجهل والمخاصمة والمشاتمة ليس مختصاً به بل كل أحد مثلـه في أصل النهي عن ذلك، لكن الصائم آكد واللـه أعلم كذا قال النووي. وقال الخطابي: يتأول على وجهين أحدهما فليقل ذلك لصاحبه نطقاً باللسان يرده بذلك عن نفسه، والوجه الآخر أن يقول ذلك في نفسه أي ليعلم أنه صائم فلا يخوض معه ولا يكافئه على شتيمه لئلا يفسد صومه ولا يحبط أجر عملـه.
عون المعبود شرح سنن أبي داوود 6/488
و للحديث بقية إن شاء الله تعالى .

خالد الشافعي
2013-07-10, 09:03 AM
منقول من أبي مسلم العربي

السلام عليكم .
سؤال : ما فائدة التلفظ بقول إني صائم عند المشاتمة ؟؟؟
لا أرى فائدة من التلفظ بذلك لأن الهدف من قول إني صائم هو أن يردع الإنسان نفسه عن الرد بالمثل على من شاتمه و ليس الهدف أن يردع خصمه عن مشاتمته بقوله إني صائم لأن الخصم الذي يصل إلى درجة المخاصمة و المقاتلة في نهار رمضان يعلم أن خصمه صائم وقد يرد عليه أيضا بقوله و أنا صائم كذلك و خاصة إذا وصل الأمر إلى مرحلة الغضب الشديد من الخصم فالشخص يملك التحكم في نفسه و لا يملك التحكم في غيره فالأولى حمل قول إني صائم على قول القلب وليس قول اللسان لأن الهدف الأساسي هو أن يصون الإنسان صومه و يحقظه من النقائص فهو بقوله ذلك في قلبه يردع نفسه و هذا أبلغ في نصح النفس لأنه ليس الهدف التلفظ باللسان كرد فعل تلقائي بل الهدف زجر النفس وتذكيرها لأن التلفظ باللسان قد لا يصاحبه العزم القلبي على ترك المشاتمه بل قد يكون هذا الرد مدخلا للخصم لجر الشخص إلى مزيد من الجدل و الخصام و الملاحاة فيغري هذا على الاسترسال في المشاتمة من الطرفين و يضيع الهدف الأساسي من مسألة قول ( إني صائم ) .
و لكن يبقى السؤال الأساسي قائما :
كيف استدل الامام ابن حبان وغيره من العلماء للصائم إذا جهل عليه أحد أن يقول بقلبه لا بلسانه ؟؟؟
قلت:
ربما الذي دعا من ذهب إلى هذا الرأي من العلماء هو اللفظ التالي الذي جاء في الحديث ( الصيام لي و أنا أجزي به ) و لما كان الصيام أبعد ما يكون من الرياء ناسب حمل قول إني صائم على المجاز أي يقول ذلك بقلبه بدلا من حمله على حقيقة التلفظ باللسان .
فراجعت نفسي ثم قلت :
هذا القول حسن جدا في حالة صيام التطوع حتى لايكون التلفظ بقول إني صائم مدخلا للرياء و إظهار العمل الصالح . أما في حالة صوم الفرض في رمضان فلا أظن أن هذا القول له وجه لأن المسلم في رمضان من المعروف أن يكون صائما امتثالا لأمر ربه سواء صرح بذلك أم لم يصرح وليس في قوله إني صائم في نهار رمضان مدخل للرياء لأن حاله حال المسلمين عموما في هذا الشهر الفضيل .
إذا ما وجه الاستدلال ؟؟؟
قلت : ربما يكون وجه الاستدلال الرواية التي ذكرها الحافظ ابن حجر في معرض ذكره للروايات المختلفه لهذا الحديث و أشار إليها أيضا العلامة بدر الدين العيني و هي كما ذكرها الحافظ ابن حجر فقد قال :
" ولأبى قرة من طريق سهيل عن أبيه " وإن شتمه إنسان فلا يكلمه ".
و قال العلامة بدر الدين العيني :
وفي رواية أبي قرة عن طريق سهيل عن أبيه: «وإن شتمه إنسان فلا يكلمه» .
فقول ( فلا يكلمه ) ربما استدل به العلماء على أن قول ( إني صائم ) يكون بالقلب لا باللسان .
و الله أعلم بالصواب .

أبو مالك العوضي
2013-07-11, 07:03 AM
الدلالة من النص الأول في قوله (وإن كنت قائما فاجلس)؛ لأن قوله (إني صائم) يحتمل احتمالين:
الأول: أن يكون موجها إلى نفسه
الثاني: أن يكون موجها إلى من شتمه
فدلت هذه القرينة (وإن كنت قائما فاجلس) على أن الكلام يوجه إلى نفسه لا إلى من شتمه؛ لأنه يبعد في العادة أن يكون الشخص قائما، فإذا أراد الرد على شخص جلس حين الرد.
فإذا دلت القرينة على أن الكلام يوجهه إلى نفسه لم يكن تلفظه به ذا فائدة؛ إذ الإتيان بالقلب كاف في المقصود.

الدلالة من النص الثاني في قوله (ينهى بذلك عن مراجعة الصائم)؛ لأنه إن كان يقول (إني صائم) ردا على من شاتمه، فهذا فيه مراجعة من الصائم لمن شتمه، فيكون الكلام متناقضا، فدل على أن المقصود قوله في نفسه حتى لا يفتح الباب لمزيد من النقاش والسباب.

هذا توجيه كلام ابن حبان فيما ظهر لي، ولا أعني بذلك صحة استنباطه، وإن كان فيه دقة نظر تسترعي الإعجاب.
وقد كان ابن حبان من أوعية العلم رحمه الله، وهو من النوادر الذين جمعوا بين التبحر في علوم مختلفة؛ كالحديث والفقه والأصول، ومع أنه أوقف كتبه على طلبة العلم قبل أن يموت، إلا أن السراق نهبوها فاندثر أغلبها، والنظر في عنواناتها يصيبك بالحسرة !

خالد الشافعي
2013-07-11, 09:38 AM
أحسنت يا أبا مالك أحسن الله إليك .

خالد الشافعي
2013-07-13, 09:18 AM
منقول من عمر الزهيري

جزاكم الله خيراً شيخنا خالد.
وجزى الله خيراً أبو مسلم على ما نفعنا به رزقه الله الإخلاص
وأقول: ما جاء في طريق سهيل عن أبيه " وإن شتمه إنسان فلا يكلمه " الرد عليه من وجهين:

الوجه الأول: الحديث منكر المتن ضعيف الإسناد جداً فطريق سهل هذا رواه الطبراني في المعجم الأوسط (9/ 30 ح 9042) قال: حدثنا المقدام نا خالد عن عبد الله بن عمر عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ( كل عمل بن آدم له والصوم لي وأنا أجزي به ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك يدع امرأته وشهوته وطعامه وشرابه من أجلي فهو لي وأنا أجزي به للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة حين يلقاني الصيام جنة فإن قاتله أحد أو شتمه أحد فلا يكلمه وليقل إني صائم.)
ثم قال الطبراني: ( لم يرو هذا الحديث عن عبد الله بن عمر إلا خالد بن نزار ) اه
قلت: هذا إسنادٌ ضعيفٌ جداً منكر المتن فيه علتان:
1- المقدام شيخ الطبراني هو مقدام بن داود بن عيسى بن تليد الرعيني المصري ضعيف
2- عبد الله بن عمر هو العدوي وهو عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب وهو ضعيف وقال الحافظ ابن حجر: ( ضعيف عابد ) اه وانظر تهذيب الكمال
أما خالد هو خالد بن نزار الغساني المصري قال الحافظ ابن حجر: ( صدوق يخطيء ) اه وانظر تهذيب الكمال فضعفه يسير فليس الحمل عليه.
أما نكارة المتن فذلك لجعله جميع اللفظ من كلام النبي ومعلومٌ أن ما صح في الطرق الصحيحة في الصحيحين وغيرهما يدل على أن بعضه حديث قدسي وبعضه من كلامه صلى الله عليه وآله وسلم - وسيأتي ذكر بعض ألفاظه - ولمخالفة الضعيف في بعض لفظه لما صح في الصحيحين وغيرهما فقد روى البخاري ح 1904 ومسلم ح 2762 الحديث القدسي عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً بلفظ: " قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلاَّ الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِى وَأَنَا أَجْزِى بِهِ وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ فَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلاَ يَرْفُثْ يَوْمَئِذٍ وَلاَ يَسْخَبْ فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّى امْرُؤٌ صَائِمٌ. وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ وَلِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ بِفِطْرِهِ وَإِذَا لَقِىَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ " . واللفظ لمسلم ولفظ البخاري بنحوه
وصح تكرار قول إني صائم روى ذلك البخاري ح 1894 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الصِّيَامُ جُنَّةٌ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَجْهَلْ وَإِنْ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أَوْ شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي صَائِمٌ مَرَّتَيْنِ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ يَتْرُكُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي. ورواه مسلم ح 2759 عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - قَالَ صلى الله عليه وسلم: « إِذَا أَصْبَحَ أَحَدُكُمْ يَوْمًا صَائِمًا فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَجْهَلْ فَإِنِ امْرُؤٌ شَاتَمَهُ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّى صَائِمٌ إِنِّى صَائِمٌ ».

فليس فيه زيادة: ( فلا يكلمه )! قبل ( فليقل: إني صائم إني صائم ) فقط فزيادة ( فلا يكلمة ) التي سبقتها منكرة.

أما زيادة: ( ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك يدع امرأته وشهوته وطعامه وشرابه من أجلي للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة حين يلقاني الصيام جنة )
فهذا كله ثابت - إلا قوله ( يدع امرأته ) والذي في الطرق الصحيح ( يدع شهوته ) فزيادة ( يدع امرأته ) منكرة لمخالفة الضعيف للثقة بل الثقات فيها وسيأتي بعض ما في الصحيحين من ألفاظ خالية منه هذه الزيادة المنكرة - في الحديث القدسي من طرق صحيحة رواه البخاري ح 7492 ومسلم ح 2763 عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلاَّ الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِى وَأَنَا أَجْزِى بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِى لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ. وَلَخُلُوفُ فِيهِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ ». واللفظ لمسلم ولفظ البخاري: ( يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَأَكْلَهُ وَشُرْبَهُ مِنْ أَجْلِي وَالصَّوْمُ جُنَّةٌ وَلِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ فَرْحَةٌ حِينَ يُفْطِرُ وَفَرْحَةٌ حِينَ يَلْقَى رَبَّهُ وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ ).

الوجه الثاني: أن طريق سهيل الذي مر تخريجه على ضعفِه فيه إثبات الكلام من الصائم لشاتمه ففي لفظه: ( فإن قاتله أحد أو شتمه أحد فلا يكلمه وليقل إني صائم ) وهذا صريح في نفي الكلام بالرد بالشتائم بنحو الشتم الذي يلقيه عليه الشاتم وإثبات الرد بقول ( إني صائم ).

خالد الشافعي
2013-07-13, 08:20 PM
منقول من أبي أحمد الغيداق

كنت قبل زمن أبحث عن أثر فقهي لمسألة : هل الكلام حقيقة في قول اللسان أو قول القلب ؟؟ ، حيث إن الأصوليين بحثوا هذه المسألة كما بحثها أهل العقائد ، وبحث الأصوليين لها جعلني أتلمس أثرا فقهيا لها ، ومما وجدت أنه قد يصلح لأن يكون أثرا : ما في هذا الموضوع من أن الصائم إذا شاتمه أحد هل يقول إني صائم بلسانه أو قلبه ، وقد أشار ابن دقيق العيد في شرح الإلمام إلى هذا .

وإرجاع الأخ أبو مالك السعيد وجه الدلالة إلى هذا الأصل وجيه وحسن خصوصا إذا تُتبع مذهب ابن حبان في هذا ، وكذلك ما ذكره شيخنا أبو مالك العوضي دقيق وجميل .

خالد الشافعي
2013-07-14, 09:15 AM
منقول من أبي مسلم العربي


السلام عليكم .
الأخ الفاضل خالد الشافعي بارك الله فيكم وجزاكم الله خير الجزاء على هذا الجهد الطيب ، فكرة جمع الردود الخاصة بالموضوع من مواقع متعددة فكرة ممتازة تسهم في إثراء الموضوع و تعزز الاستفادة من أفكار باقي الإخوة الكرام وآرائهم لتبيان ما أبهم في الترجمة المتعلقة بهذا الحديث الشريف .
و أشكر الأخ الفاضل عمر الزهيري على هذا التوضيح المتعلق بالحديث الذي ذكره الحافظ ابن حجر من طريق سهيل عن أبيه فجزاه الله خير الجزاء على هذه الفوائد القيمة .
أعتذر عن ما بدر مني بالأخذ برواية سهيل عن أبيه التي ذكرها الحافظ ابن حجر و التي فيها لفظ (فلا يكلمه ) دون البحث في سندها و التنبيه على ما فيها من زيادة ( إني صائم ) وذلك لضيق الوقت و لكن جزى الله الأخ الفاضل عمر الزهيري كل خير على ما قدمه من بحث مستفيض فيما يتعلق بهذه الرواية و خاصة ما جاء فيها من تتمة بقول ( وليقل إني صائم ) على أني بعد مراجعة كلام الحافظ ابن حجر بعد قراءتي لهذا الرد وجدت أنه أشار إلى نقطة هامة بقوله :
" واتفق الروايات كلها على أنه يقول " إني صائم " فمنهم من ذكرها مرتين ومنهم من اقتصر على واحدة.
و لكني لم أنتبه لهذا القول من قبل و هذا يعني أن رواية سهيل عن أبيه تشتمل أيضا على هذا القول و الآن اتضح الأمر و الحمد لله و لو لم يكن من هذه المناقشات إلا هذه الفوائد لكان كافيا و إن لم نعرف السبب الحقيقي للترجمة التي ذكرها الامام ابن حبان و غيره لهذا الحديث فجزى الله الجميع كل خير .
و هذه محاولة أخرى لبيان السبب و قد يكون بها (بعض التكلف) و لكن لا بأس فقط من باب تدارس العلم :
قال الحافظ ابن حجر :
قال ابن الجوزي: جميع العبادات تظهر بفعلها وقل أن يسلم ما يظهر من شوب، بخلاف الصوم.
قال الحافظ ابن حجر أنه لا يدخله الرياء بفعله ( أي الصوم ) وإن كان قد يدخله الرياء بالقول كمن يصوم ثم يخبر بأنه صائم فقد يدخله الرياء من هذه الحيثية، فدخول الرياء في الصوم إنما يقع من جهة الإخبار، بخلاف بقية الأعمال فإن الرياء قد يدخلها بمجرد فعلها.
واتفقوا على أن المراد بالصيام هنا صيام من سلم صيامه من المعاصي قولا وفعلا.(انتهى )
قلت أنا :
إذا كان الصوم صوم تطوع فإن علة إخفاء القول باللسان واضحة وهي تجنب الرياء لذلك من الأولى الاكتفاء بقول إني صائم بالقلب .
أما في حالة صوم الفرض فالعلة في قول إني صائم بالقلب قد يكون التحرز من تزكية النفس أمام الآخرين لأن الصوم المذكور في الحديث و الذي نسبه الله سبحانه إلى نفسه فقال ( الصيام لي و أنا أجزي به ) هو الصوم الذي قال عنه العلماء(صيام من سلم صيامه من المعاصي قولا وفعلا) .
قلت :
و من ذا الذي يستطيع أن يجزم بأن صومه سالم تماما من أي معصية سواء بالقول أو العمل ؟؟؟ ( يعنى لا بد من اللمم ) فكأن قول إني صائم باللسان بهذا المفهوم الكامل للصوم يعتبر تزكية للنفس وقد نهينا عن ذلك بنص القرآن الكريم فقد قال سبحانه
{فَلا تُزَكُّوۤا أَنفُسَكُمْۖ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ ٱتَّقَىٰۤ} سورةالنجم (32)
قال الحافظ ابن كثير:
أي تمدحوها وتشكروها (وتمنوا بأعمالكم).
كما قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمۚ بَلِ ٱللَّهُ يُزَكِّى مَن يَشَآءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلا} .
تفسير ابن كثير 7/426
قال الحافظ ابن حجر :
ونقل ابن العربي عن بعض الزهاد أنه مخصوص بصيام خواص الخواص فقال: إن الصوم على أربعة أنواع: صيام العوام وهو الصوم عن الأكل والشرب والجماع، وصيام خواص الخواص وهو هذا مع اجتناب المحرمات من قول أو فعل، وصيام الخواص وهو الصوم عن غير ذكر الله وعبادته، وصيام خواص الخواص وهو الصوم عن غير الله فلا فطر لهم إلى يوم القيامة.
وهذا مقال عال لكن في حصر المراد من الحديث في هذا النوع نظر لا يخفى.
فتح الباري 3/323
و الله أعلم .
ملاحظة : العجيب أن شراح الأحاديث يناقشون مسألة الخلاف في قول ( إني صائم) هل هو بالقلب أو اللسان و كأن السبب في هذا الخلاف معروف عند الجميع و كأن السبب شيء بديهي لا يحتاج إلى ذكر أو إشارة و نحن لا زلنا نبحث عن السبب الأساسي لهذا الخلاف و لم نستطع الوصول إليه بيقين !! فسبحان الله ما أشد ذكاءهم و ما أوسع أفكارهم !!
أسأل الله أن يرزقنا و إياكم الفهم و الفطنة .
وفق الله الجميع لكل خير و الحمد لله رب العالمين .

خالد الشافعي
2013-07-17, 08:05 AM
منقول من عمر الزهيري

آمين ولك بمثلٍ أخانا أبو مسلم العربي.

وجزاكم الله خيراً شيخ خالد على النقل بورك فيكم

ولي تعليقان بوركتم

الأول:
متى يترك الصائم قول ( إني صائم ) لمن سبه.

من خلال تأمل لفظ الحديث من طرقه الصحيحة في الصحيحن وغيرهما نجد أن القول باللسان هو الأصل في المراد من الحديث فهذا هو المراد منه لكن ثمة أمر مهم ينبغي أن لا نغفل عنه وهو أن القول باللسان يكون بحسب الحال فإن تيقن الصائم أو غلب على ظنه جلب الضرر أو المشقة على نفسه بقوله ذلك بلسانه فعند ذلك - لما تقرر في الفقه في قاعدة ( لا ضرر ولا ضرر ) وأدلتها صحيحة معروفة في السنة - يكون الواجب عليه قول ذلك بقلبه أما إن لم يغلب على ظنه وإنما ظن ظناً ليس بغالب من قبيل الإحتمال أنه قد يجلب الضرر أو المشقة على نفسه بقوله ذلك بلسانه فله قول ذلك بلسانه والأولى والأفضل أن يقوله بقلبه .

الثاني:
أن الصواب هو أن المراد من الحديث قول اللسان لا القلب وهذا من ثلاث وجوه :

الوجه الأول:
وقع في بعض الطرق الصحيحة في الصحيحن وغيرهما تكرار قول ( إني صائم ) وهذا فيه إشعار أن ذلك يكون باللسان لا بالقلب ولا أقول أنه دليل صريح لأنه لقائل أن يقول يمكن تكرار ذلك في القلب أقول نعم ولكن التكرار يشعر بأن المراد قول اللسان خاصةً وأن الأصل في القول أنه قول اللسان فإذا جاء الأمر به مكرراً صار مشعراً بأن المراد قول اللسان لا القلب.

الوجه الثاني:
إن قول الصائم ذلك بالقلب لمن يشتمه لا يؤدي الغرض منها على الدوام! إلا عند خوف الضرر او المشقة فيكون قولها بالقلب تذكير للصائم فلا يرد على شاتمه بشتم كما مر بيانه وهذه حالة خاصة ونص الحديث عام لم يُخَصَّص بخوف الضرر أو المشقة وإن الشرع لم يأمر الصائم بذلك إلا لحكمة وغرض صحيح فقولها باللسان هو المراد وهذا لا فرق فيه بين من يقولها لشاتمه ومن يقولها لمن يُقَدِّم له الطعام - وسيأتي ذكر حديث صحيح مسلم في ذلك في الوجه الثالث - فإن الصائم لو لم يقل بلسانه ( إني صائم ) لمن قَدَّمَ له الطعام لما حصل المقصود من أمر الشرع.
والحكمة والغرض من قول الصائم بلسانه ( إني صائم ) لشاتمه هو تذكير الشاتم بأن المشتوم صائم فلعله يتركه ولا يسبه وكذلك لتذكير الصائم نفسه الذي يقع عليه الشتم بصومه فلا يعمل ما حرم الله من قول وفعل.
والحكمة والغرض من قول الصائم لمن قدم له طعاماً أن لا يُساء به الظن فيَظنُ فيه من قدم له الطعام السوء بأن يظنه يكرهه أو يريد إهانته بعدم أكل طعامه.
وتقديم الطعام والشراب للصائم يحصل في رمضان وغيره فيشمل الفرض والنفل فقد يدعوك مشرك لطعام وشراب وهو لا يدري عن صيامك في رمضان او غير رمضان فتأمل ذلك جيداً وقد يدعوك مسلمون لطعام وشراب خارح رمضان مثلما قد يحصل شتم الصائم في رمضان وخارجه.

الوجه الثالث:
صح عنه صلوات الله وسلامه عليه أنه قال: ( إذا دُعِيَ احدكم إلى طعام وهو صائم فليقل انى صائم ).
أخرجه مسلم في صحيحه (3/ 158) قال: ( حدثنا أبو بكر بن ابى شيبة وعمرو الناقد وزهير بن حرب قالوا حدثنا سفيان بن عيينة عن ابى الزناد عن الاعرج عن ابى هريرة رضى الله عنه قال أبو بكر بن ابى شيبة رواية وقال عمرو يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم وقال زهير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا دُعِيَ احدكم إلى طعام وهو صائم فليقل انى صائم ) .
والحديث أخرجه غير مسلم رحمه الله.
أقول: وهذا الحديث فيه أمر النبي صلى الله عليه وآله وصحه وسلم الصائم أن يقول لمن قدَّمَ له الطعام: ( إني صائم ) وهذا لا يكون إلا باللسان لأن قوله بالقلب لا يؤدي الغرض والحكمة من قول ذلك بل قول ذلك بالقلب يؤدي إلى إسائة الظن بالصائم فيظنُ فيه من قدم له الطعام السوء بأن يظنه يكرهه أو يريد إهانته بعدم أكل طعامه ولذلك لم يقل أحدٌ من العلماء أن المراد من هذا الحديث قول ( إني صائم ) بالقلب لا باللسان! وهذا ظاهر فإنه إن أكلم ما انتفع بقول ذلك بقلبه وإن لم يأكل جلب على نفسه ظن الناس به السوء.
وكما مر تقديم الطعام والشراب للصائم يحصل في رمضان وغيره فيشمل الفرض والنفل فقد يدعوك مشرك لطعام وشراب وهو لا يدري عن صيامك في رمضان او غير رمضان فتأمل ذلك جيداً وقد يدعوك مسلمون لطعام وشراب خارح رمضان مثلما قد يحصل شتم الصائم في رمضان وخارجه.

فإن قال قائل لا عند تقديم الطعام للصائم تُقَال باللسان وعند الرد على الشاتم تُقَال بالقلب نقول هذا تَحَكُّمٌ ظاهرٌ لا دليل عليه وتكلف نحن في غنىً عنه.

وبهذا يظهر بجلاء ضعف ما ذهب إليه البعض من أن المراد قول ( إني صائم ) بالقلب لا اللسان في الرد على الشاتم.

خالد الشافعي
2013-07-17, 08:05 AM
منقول من أبي زرعة حمزة فزري


تفريع لكلام فضيلة الشيخ / أحمد بن عمر الحازمي المكتبة الصوتية _الفقه _زاد المستقنع _كتاب الصيام _الدرس الحادي عشر_مايجب على الصائم وغيره اجتنابه كالكذب .. ونحوه .

[ وسُنُّ لِمَن شُتِمَ قولُه: إِنِّي صَائِمٌ ] للحديث السابق: « فَإِنْ شَاَتَمَه أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُل: إنِّيْ امْرُؤٌ صَائِمٌ » هذا توجيه نبوي « فَلْيَقُل » والأصل في ظاهره أنه أمر، لكن أهل العلم على الاستحباب.
[ وسُنُّ لِمَن شُتِمَ ] يعني: سُبَّ أو لُعِن أو قوتل، أو فُعِل ما يستوجب أن يقابله بمثل المكروه، حينئذٍ لو كان مصيباً أو صاحب حقٍ لا يسن أن يقول: إني صائمٌ، وجاء في الحديث: « فَلْيَقُل » والأصل فيه القول باللسان، وقد اختلف أهل العلم هنا: هل يقوله جهراً، أو يقوله سراً؟ منهم من قال: جهراً مطلقاً في الفرض والنفل، ومنهم من قال: يسر مطلقاً في الفرض والنفل، ومنهم من فَصَّل، قال: يقول جهراً في الفرض دون النفل، لأن الجهر في الصوم الفرض هذا لا يحتمل الرياء لأن الكل صائم، فالخوف من الرياء بعيد، وأما في النفل قالوا: هنا يسر، والصواب أنه يقوله جهراً مطلقاً، سواءً كان صوم فرضٍ أو صوم نفلٍ.
بل الصواب أن الدخول في الخلاف في مثل هذه المسائل، هذا مبنيٌ على المقدمة دخلت معهم وإلا فلا، وهي القول إذا أطلق في لسان العرب، هل يطلق ويصح إطلاقه دون سيرٍ على ما في النفس أو لا، سراً.. لن تَتلفَّظ في نفسك: إني صائمٌ، هل هذا يُسمَّى قولاً أو لا؟ الصواب: لا يُسمَّى قولاً.. في لسان العرب لا يُسمَّى قولاً، ولكن كثير من ؟؟؟ من أرباب المذاهب، بما عندهم من انحراف في مسألة الكلام الأشاعرة والكُلَّابِية ونحو ذلك، اعتنوا بمثل هذه المسائل.
ولو ورد خلاف عن الإمام أحمد أو غيره لا بد من تأويله بأنه لا يُخرَّج على مثل هذا الأصل، وإنما هم يُقلِّدونه على أصله، لأنه يسمى كلاماً ويسمى قولاً ولو حَدَّث به نفسه.. إن الكلام لفي فؤادي هذا الأصل، واللسان دليل، إذاً: الدليل ليس هو عين المدلول عليه، فالدليل الذي هو اللسان اللفظ هذا ليس كلاماً، وإنما الذي يكون في الفؤاد هو الكلام، حينئذٍ إذا جاء اللفظ في الكتاب والسنة بقوله: قال أو قُل، فالأصل فيه أنه يكون بلسانه.. يُحرِّك لسانه ويجهر به، هذا هو الأصل.
حينئذٍ إذا قيل بأنه يقوله في نفسه ما نَتَنزَّل وندخل في مثل هذا الخلاف، هذا الخلاف فاسد، لأنه مبنيٌ على أنه يصح أن يطلق على ما في النفس بأنه: قول، والصواب أنه لا يصح، بل إذا أطلق القول.. قال، فيحمل على النطق باللسان مثل الكلام، ولذلك قال تعالى: ﴿ وَيَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِمْ ﴾[المجادلة:8] لو كان (يَقُولُونَ) يصدق على ما في النفس، لكان هذا القيد حشواً، ما المراد به؟ ﴿ وَيَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِمْ ﴾[المجادلة:8] يعني: لا بألسنتهم، وإذا قُيِّد القول في النفس حينئذٍ لا إشكال فيه، ولكن المراد به إذا أطلق، فقوله صلى الله عليه وسلم: « فَلْيَقُل » الصواب أنه إذا أطلق ينصرف إلى اللسان وحركة اللسان.

خالد الشافعي
2013-07-17, 10:34 AM
منقول من محمد أيت أواري

فائدته لفظيا هي تبيين حجة تركه إياه بلا مناقشة وأنه ترك السباب امتثالا للأمر الشرع لا خوفا ولا انهزاما ولا فقدان حجة

خالد الشافعي
2013-07-18, 10:20 AM
قال الإمام ابن حبان رحمه الله في صحيحه :

ذكر الخبر الدال على أن قول الصائم لمن جهل عليه : إني صائم إنما أن يقول بقلبه دون النطق به

3483 - أخبرنا ابن خزيمة حدثنا محمد بن بشار حدثنا عثمان بن عمر حدثنا ابن أبي ذئب عن عجلان مولى المشمعل عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( لا تساب وأنت صائم وإن سابك أحد فقل : إني صائم وإن كنت قائما فاجلس ) .

ذكر خبر ثان يدل على صحة ما أومأنا إليه

3484 - أخبرنا اسحاق بن ابراهيم بن اسماعيل حدثنا عبد الرحمن بن ابراهيم الدشقي حدثنا الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن نمر حدثني الزهري أخبرني سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : ( إن سب أحدكم وهو صائم فليقل : إني صائم ) ينهى بذلك عن مراجعة الصائم .

منقول من محرز الأثري الجزائري

واستدلال ابن حبان -رحمه الله- على أن الصائم إذا جهل عليه يقول بقلبه لا بلسانه من لفظ الحديث الثاني: ( ينهى بذلك عن مراجعة الصائم) أي بأي كلام، فإن مراجعة الصائم من سبه يكون سببا في زيادة الساب من الجهل عليه، وهذا المعنى موجود في لفظ الحديث الأول: ( وإن كنت قائما فاجلس ) ويدخل في عموم ( لا تساب وأنت صائم) وان كان قول الصائم لمن جهل عليه (إني صائم) ليس سبا في ذاته لكن مراجعته لمن سبه بهذا ربما يعتبره الذي جهل عليه سبا أو ربما يقوم مقام السب لأن المعنى كأنه يقول له: أنت سببت وجهلت علي ولم يمنعك الصيام من هذا أما أنا فإني صائم، وهو بهذا قد سبه وخالف الحديث (لا تساب وأنت صائم).

ولا بأس بنقل كلام ابن بطال -رحمه الله- (شرح البخاري) فربما يوضح القول عند الصائم أنه بالقلب :((...وقال طائفة : معنى قوله : ( فليقل : إنى صائم ) ، أى يذكر نفسه بذلك ، ولا يجهر به ، ولا يراجع به من سبه ؛ لأنه إذا تكلم به ، فقد أظهر نيته ، وربما دخل فيه الرياء ، قال ثابت : ومعنى القول هاهنا : العلم . قال الشاعر :
إذا ما خلوت الدهر يومًا فلا تقل خلوت ولكن قل على رقيب
ومثله قول مجاهد فى قوله تعالى : ( إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلاَ شُكُورًا ) قال : أما إنهم لم يتكلموا به ، ولكن علمه الله من قلوبهم ، فأثنى عليهم به ؛ ليرغب فى ذلك راغب )) ا هـ.

والله أعلم، وأستغفر ربي سبحانه.

خالد الشافعي
2013-07-18, 10:30 AM
منقول من عمر الزهيري

أخونا محرز حياكم الله يا اخونا الطيب وجزاك الله خيراً .
أقول كلامكم أخونا الفاضل وجيه في الكشف عن علة قول من ذهب الى أن قول إني صائم يكون بالقلب - وهو هنا ابن حبان الذي استدل بالحديث الذي تكلمتم على لفظه وذكرتم العلة من لفظه -.
لكن لو كانت العلة هي تلك - عند ابن حبان الذي استدل بالحديث المشار إليه- فهي مردودة إذ الأصل في القول أنه باللسان وعدم مراجعة الساب - الذي ورد في الحديث الثاني في الباب عند ابن حبان - يُراد به عدم مراجعته بسب وشتم ولا يلزم من عدم المراجعة بالسب لا يلزم عد جواز قول إني صائم باللسان! وفي رواية إني صائم إني صائم وفي رواية إني امرؤٌ صائم.
أما كون النبي عليه الصلاة والسلام أمر الصائم بالجلوس اذا كان قائماً حين يسبُّهُ أحد - الذي ورد في الحديث الأول في الباب عند ابن حبان - فهذا كسابقه لا يلزم منه عدم جواز قوله إني صائم بلسانه! بل جاء النص بالأمر بقول إني صائم في نفس الحديث الآخر بقوله: ( فقل : إني صائم وإن كنت قائما فاجلس ) فهو صريح بالأمر بقول إني صائم مع تغيير هيئة البدن من الجلوس اذا كان قائما!.
أما كون الشاتم قد يفهم من قول إني صائم الشتم والرياء فهذا لا عبرة به لأن الأصل عدم المراجعة بالسب بقول اني صائم وإنما قلت لا عبرة بظن الشاتم السوء بمن قال له اني صائم لأن مثله إن لم ترد عليه بشيء بقولك اني صائم في قلبك سيظن بك أسوأ من ذلك - في الغالب - من أنك تستهزيء به ولا تعيره انتباهاً وتتكبر عليه ونحو ذلك فلا عبرة بظن السوء وظن السوء بابه واسع لو فتحناه لما أسقطنا الكثير من الأوامر النبوية! بحجة خوف ظن الناس السوء!.
وهنا أمر ينبغي التنبه إليه في أمر النبي للصائم أن يغيير هيئته بالجلوس لو كان قائماً بعد أمره له بقول ( إني صائم ) وذلك أن الصائم كغير الصائم إذا سبه أحد أصابه الغضب ولذلك أمره النبي بتغيير هيئته بعد أمره له بقول إني صائم كي يقل غضبه فلا يرد بالسب على من يسبه وفي الغضب صحت أحاديث معروفة منها قول ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ) عند الغضب وتغيير الهيئة فإن كان قائما يجلس وإن كان جالساً يقوم وغير ذلك من النصائح النبوية لمن يصيبه الغضب فلو أخذنا بالعبرة سوء ظن الساب لتركنا كل ما في تلك الأحاديث من أمر من أصابه الغضب بالإستعاذة وتغيير الهئة من الجلوس الى القيام ونحو ذلك لأن الساب إذا كنت قائماً أمامه ثم جلست أو جالساً ثم قمت - أو استعذت بالله أو قلت إني صائم إذا كنت صائماً - كل هذا أو بعضه تفعله وأنت تسمع سبه أو بعد سماع سبه فإنه قد يُسيء الظن بك أيضاً فيقول في نفسه قام من جلوسه حتى يضربني أويستهزيء بي أو جلس كي يحتقرني أو استعاذ من الشيطان وأراد أنني شيطان! أو أني من أهل الشر وهو من أهل الخير وأنه قال إني صائم كي يُظهِر أنه أفضل صياماً مني ونحو ذلك فلا عبرة بهذا الظن السوء فالمرأ يقول ذلك بحسب ما ظهر له من حال سابه فإن غلب على ظنه أو أيقن أنه إن فعل او قال ما أمر به النبي عليه الصلاة والسلام في شأن الغضبان صائم او غير صائم وكذا غير الغضبان الصائم أدى ذلك لضرر أو حرج عليه لزمه ترك فعله وقوله - لما تقرر في الفقه في قاعدة ( لا ضرر ولا ضرار ) - وإن لم يرى شيئاً من ذلك لزمه عدم ترك ما في السنة خوف سوء ظن أحد فلا عبرة بسوء الظن البتة فإن الأقوال والأفعال المأمور بها عند الغضب لو أخذنا بالعبرة سوء الظن لأصبحت الأقوال جميعها تلك بالقلب!!! وليت شعري ماذا عن الأفعال أيجلس في قلبه اذا كان قائماً! وهذا لا يقوله عاقل ولا يمكن ترك الجلوس عند القيامة كله خوف سوء الظن أيضاً! فإثبات الجلوس عند القيام مع سماع السب يدل مع الأمر بقول إني صائم قبل ذلك يدل صراحة على أن المراد فعل أمر مسموع ومشاهد أما المسموع فالقول باللسان إني صائم وأما المشاهد فتغيير الهيئة من القيام الى الجلوس ونحوه مما ورد من أقوال وأفعال في السنة الصحيحة عند الغضب - إن كان غاضباً - بل لو سلمنا جدلاً أن القول بالقلب - وهو باطل - فماذا عن الجلوس بعد القيام! أمام الساب! أليس هذا يؤدي لسوء الظن أيضاً ومع ذلك النبي أمر به الصائم عندما يسبه أحد - في الحديث الأول من الباب عند ابن حبان رحمه الله - ففي هذا إلزام لا انفكاك عنه لمن يأخذ بالعبرة سوء الظن وهذا ظاهر جداً والله أعلم.

خالد الشافعي
2014-07-03, 06:22 PM
للرفع والتذكير .

خالد الشافعي
2015-06-21, 09:43 AM
للرفع .............

خالد الشافعي
2016-06-11, 12:22 PM
الحمد لله .