مشاهدة النسخة كاملة : منجنيـــق الغـــرب
أبو مالك المديني
2013-06-26, 07:07 PM
قال الإمام ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد 5/461 :وَقَدْ قَالَ جُمْهُورُ الْفُقَهَاءِ لَا يَثْبُتُ لَهَا الْفَسْخُ بِالْإِعْسَارِ بِالصّدَاقِ ، وَهَذَا قَوْلُ أَبِي حَنِيفَةَ وَأَصْحَابِهِ ، وَهُوَ الصّحِيحُ مِنْ مَذْهَبِ أَحْمَدَ رَحِمَهُ اللّهُ ، اخْتَارَهُ عَامّةُ أَصْحَابِهِ ، وَهُوَ قَوْلُ كَثِيرٍ مِنْ أَصْحَابِ الشّافِعِيّ . وَفَصّلَ الشّيْخُ أَبُو إسْحَاقَ وَأَبُو عَلِيّ بْنِ أَبِي هُرَيْرَةَ فَقَالَا : إنْ كَانَ قَبْلَ الدّخُولِ ثَبَتَ بِهِ الْفَسْخُ وَبَعْدَهُ لَا يَثْبُتُ وَهُوَ أَحَدُ الْوُجُوهِ مِنْ مَذْهَبِ أَحْمَدَ هَذَا مَعَ أَنّهُ عِوَضٌ مَحْضٌ وَهُوَ أَحَقّ أَنْ يُوَفّى مِنْ ثَمَنِ الْمَبِيعِ كَمَا دَلّ عَلَيْهِ النّصّ كُلّ مَا تَقَرّرَ فِي عَدَمِ الْفَسْخِ بِهِ فَمِثْلُهُ فِي النّفَقَةِ وَأَوْلَى . فَإِنْ قِيلَ فِي الْإِعْسَارِ بِالنّفَقَةِ مِنْ الضّرَرِ اللّاحِقِ بِالزّوْجَةِ مَا لَيْسَ فِي الْإِعْسَارِ بِالصّدَاقِ ، فَإِنّ الْبِنْيَةَ تَقُومُ بِدُونِهِ بِخِلَافِ النّفَقَةِ . قِيلَ : وَالْبِنْيَةُ قَدْ تَقُومُ بِدُونِ نَفَقَتِهِ بِأَنْ تُنْفِقَ مِنْ مَالِهَا أَوْ يُنْفِقَ عَلَيْهَا ذُو قَرَابَتِهَا أَوْ تَأْكُلَ مِنْ غَزْلِهَا . وَبِالْجُمْلَةِ فَتَعِيشُ بِمَا تَعِيشُ بِهِ زَمَنَ الْعِدّةِ وَتُقَدّرُ زَمَنَ عُسْرَةِ الزّوْجِ كُلّهُ عِدّةً . ثُمّ الّذِينَ يُجَوّزُونَ لَهَا الْفَسْخَ يَقُولُونَ : لَهَا أَنْ تَفْسَخَ وَلَوْ كَانَ مَعَهَا الْقَنَاطِيرُ الْمُقَنْطَرَةُ مِنْ الذّهَبِ وَالْفِضّةِ إذَا عَجَزَ الزّوْجُ عَنْ نَفَقَتِهَا وَبِإِزَاءِ هَذَا الْقَوْلِ قَوْلُ مَنْجَنِيقِ الْغَرْبِ أَبِي مُحَمّدِ ابْنِ حَزْمٍ : إنّهُ يَجِبُ عَلَيْهَا أَنْ تُنْفِقَ عَلَيْهِ فِي هَذِهِ الْحَالِ فَتُعْطِيهِ مَالَهَا وَتُمَكّنُهُ مِنْ نَفْسِهَا .وَمِنْ الْعَجَبِ قَوْلُ الْعَنْبَرِيّ بِأَنّهُ يُحْبَسُ . وَإِذَا تَأَمّلْت أُصُولَ الشّرِيعَةِ وَقَوَاعِدَهَا وَمَا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ مِنْ الْمَصَالِحِ وَدَرْءِ الْمَفَاسِدِ وَدَفْعِ أَعْلَى الْمَفْسَدَتَيْ نِ بِاحْتِمَالِ أَدْنَاهُمَا وَتَفْوِيتِ أَدْنَى الْمَصْلَحَتَيْ نِ لِتَحْصِيلِ أَعْلَاهُمَا تَبَيّنَ لَكَ الْقَوْلُ الرّاجِحُ مِنْ هَذِهِ الْأَقْوَالِ ، وَبِاَللّهِ التّوْفِيقُ .
ورحم الله ابن القيم لقد كان شديد التتبع لأقول ابن حزم رحمه الله ، يتتبع أوهامه ويرد عليها .
وقد قال رحمه الله في كتابه الروح ص 50:
قال شيخ الإسلام : الأحاديث الصحيحة المتواترة تدل على عود الروح إلى البدن وقت السؤال وسؤال البدن بلا روح قول قاله طائفة من الناس ، وأنكره الجمهور.
وقابلهم آخرون فقالوا : السؤال للروح بلا بدن وهذا قاله ابن مرة وابن حزم وكلاهما غلط والأحاديث الصحيحة ترده ولو كان ذلك على الروح فقط لم يكن للقبر بالروح اختصاص ..أهـ
ويقصد بابن مرة : إبليس ، لعنه الله ، ونعوذ بالله منه ، وقد كناه بذلك بعض أهل العلم .
الكتاب صديقي
2014-07-01, 11:36 PM
جُزيت خيرآ على النقل ..ورحم علمائنا ابن القيم ومنجنيق الغرب ..ورحمك دنيا واخرة
علي أحمد عبد الباقي
2014-07-02, 12:41 AM
( منجنيق الغرب ) هذا لقب في محله ، واسم على مسمى ، رحم الله أئمة المسلمين ، وجزاك الله خيرًا أبا مالك على الفائدة !
ابونصر المازري الجزائري
2014-07-02, 05:20 AM
المنجنيق لايصيب الهدف بدقة إنما الغرض منه الهدم ، وكأن ابن القيم رحمه الله يعرض بابن حزم بأنه لم يصب في كل علمه وهذا من ابن القيم مجانب للصواب فلابن حزم على ما بدر منه فضل عظيم في علومه التي بثها لولا ما فيها من القذاعة و كثرة المخالفة
أبو بكر العروي
2014-07-02, 05:36 PM
قال الإمام ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد 5/461 :وَقَدْ قَالَ جُمْهُورُ الْفُقَهَاءِ لَا يَثْبُتُ لَهَا الْفَسْخُ بِالْإِعْسَارِ بِالصّدَاقِ ، وَهَذَا قَوْلُ أَبِي حَنِيفَةَ وَأَصْحَابِهِ ، وَهُوَ الصّحِيحُ مِنْ مَذْهَبِ أَحْمَدَ رَحِمَهُ اللّهُ ، اخْتَارَهُ عَامّةُ أَصْحَابِهِ ، وَهُوَ قَوْلُ كَثِيرٍ مِنْ أَصْحَابِ الشّافِعِيّ . وَفَصّلَ الشّيْخُ أَبُو إسْحَاقَ وَأَبُو عَلِيّ بْنِ أَبِي هُرَيْرَةَ فَقَالَا : إنْ كَانَ قَبْلَ الدّخُولِ ثَبَتَ بِهِ الْفَسْخُ وَبَعْدَهُ لَا يَثْبُتُ وَهُوَ أَحَدُ الْوُجُوهِ مِنْ مَذْهَبِ أَحْمَدَ هَذَا مَعَ أَنّهُ عِوَضٌ مَحْضٌ وَهُوَ أَحَقّ أَنْ يُوَفّى مِنْ ثَمَنِ الْمَبِيعِ كَمَا دَلّ عَلَيْهِ النّصّ كُلّ مَا تَقَرّرَ فِي عَدَمِ الْفَسْخِ بِهِ فَمِثْلُهُ فِي النّفَقَةِ وَأَوْلَى . فَإِنْ قِيلَ فِي الْإِعْسَارِ بِالنّفَقَةِ مِنْ الضّرَرِ اللّاحِقِ بِالزّوْجَةِ مَا لَيْسَ فِي الْإِعْسَارِ بِالصّدَاقِ ، فَإِنّ الْبِنْيَةَ تَقُومُ بِدُونِهِ بِخِلَافِ النّفَقَةِ . قِيلَ : وَالْبِنْيَةُ قَدْ تَقُومُ بِدُونِ نَفَقَتِهِ بِأَنْ تُنْفِقَ مِنْ مَالِهَا أَوْ يُنْفِقَ عَلَيْهَا ذُو قَرَابَتِهَا أَوْ تَأْكُلَ مِنْ غَزْلِهَا . وَبِالْجُمْلَةِ فَتَعِيشُ بِمَا تَعِيشُ بِهِ زَمَنَ الْعِدّةِ وَتُقَدّرُ زَمَنَ عُسْرَةِ الزّوْجِ كُلّهُ عِدّةً . ثُمّ الّذِينَ يُجَوّزُونَ لَهَا الْفَسْخَ يَقُولُونَ : لَهَا أَنْ تَفْسَخَ وَلَوْ كَانَ مَعَهَا الْقَنَاطِيرُ الْمُقَنْطَرَةُ مِنْ الذّهَبِ وَالْفِضّةِ إذَا عَجَزَ الزّوْجُ عَنْ نَفَقَتِهَا وَبِإِزَاءِ هَذَا الْقَوْلِ قَوْلُ مَنْجَنِيقِ الْغَرْبِ أَبِي مُحَمّدِ ابْنِ حَزْمٍ : إنّهُ يَجِبُ عَلَيْهَا أَنْ تُنْفِقَ عَلَيْهِ فِي هَذِهِ الْحَالِ فَتُعْطِيهِ مَالَهَا وَتُمَكّنُهُ مِنْ نَفْسِهَا .وَمِنْ الْعَجَبِ قَوْلُ الْعَنْبَرِيّ بِأَنّهُ يُحْبَسُ . وَإِذَا تَأَمّلْت أُصُولَ الشّرِيعَةِ وَقَوَاعِدَهَا وَمَا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ مِنْ الْمَصَالِحِ وَدَرْءِ الْمَفَاسِدِ وَدَفْعِ أَعْلَى الْمَفْسَدَتَيْ نِ بِاحْتِمَالِ أَدْنَاهُمَا وَتَفْوِيتِ أَدْنَى الْمَصْلَحَتَيْ نِ لِتَحْصِيلِ أَعْلَاهُمَا تَبَيّنَ لَكَ الْقَوْلُ الرّاجِحُ مِنْ هَذِهِ الْأَقْوَالِ ، وَبِاَللّهِ التّوْفِيقُ .
ورحم الله ابن القيم لقد كان شديد التتبع لأقول ابن حزم رحمه الله ، يتتبع أوهامه ويرد عليها .
وقد قال رحمه الله في كتابه الروح ص 50:
قال شيخ الإسلام : الأحاديث الصحيحة المتواترة تدل على عود الروح إلى البدن وقت السؤال وسؤال البدن بلا روح قول قاله طائفة من الناس ، وأنكره الجمهور.
وقابلهم آخرون فقالوا : السؤال للروح بلا بدن وهذا قاله ابن مرة وابن حزم وكلاهما غلط والأحاديث الصحيحة ترده ولو كان ذلك على الروح فقط لم يكن للقبر بالروح اختصاص ..أهـ
ويقصد بابن مرة : إبليس ، لعنه الله ، ونعوذ بالله منه ، وقد كناه بذلك بعض أهل العلم .
بارك الله في شيخنا أبي مالك ونفع به.
ابن مرّة تصحيف.
فقد قال الحافظ ابن حجر-رحمه الله- في "الفتح" (3/377) في قصة أصحاب القَليب ووقوف النبي - صلى الله عليه وسلم - عليهم: "قد أخذ ابنُ جرير وجماعة من الكراميَّة من هذه القصة: أن السؤال في القبر يقع على البدن فقط، وأن الله يَخلق فيه إدراكًا بحيث يسمع ويعلم ويلذ ويألم".وذهب ابنُ حزم وابن هبيرة إلى أن السؤال يقع على الرُّوح فقط من غير عود إلى الجسم.فإن لم يكن هذا أيضًا تصحيفًا فكأن المقصود الوزير المشهور.
وهناك احتمال آخر قوي، وهو أن المراد ابن مسرة القرطبي المتفلسف الزاهد المشهور المتوفى سنة 319 ه، فقد روي عنه أنه كان ينفي نعيم الأبدان وعذابها في الميعاد.
فقد قال شيخ الإسلام- رحمه الله- : الأحاديث الصحيحة المتواترة تدل على عود الروح إلى البدن وقت السؤال و سؤال البدن بلا روح قول طائفة من الناس و أنكره الجمهور و قابلهم آخرون فقالوا : السؤال للروح بلا بدن و هذا قاله ابن مسرة و ابن حزم و كلاهما غلط و الأحاديث الصحيحة ترده و الله أعلم.
أما كنية إبليس اللعين فأبو مرة لاابن مرة فيما أعلم.
والله تعالى أعلم.
أبو مالك المديني
2014-07-02, 06:55 PM
بارك الله في شيخنا أبي مالك ونفع به.
ابن مرّة تصحيف.
فقد قال الحافظ ابن حجر-رحمه الله- في "الفتح" (3/377) في قصة أصحاب القَليب ووقوف النبي - صلى الله عليه وسلم - عليهم: "قد أخذ ابنُ جرير وجماعة من الكراميَّة من هذه القصة: أن السؤال في القبر يقع على البدن فقط، وأن الله يَخلق فيه إدراكًا بحيث يسمع ويعلم ويلذ ويألم".وذهب ابنُ حزم وابن هبيرة إلى أن السؤال يقع على الرُّوح فقط من غير عود إلى الجسم.فإن لم يكن هذا أيضًا تصحيفًا فكأن المقصود الوزير المشهور.
وهناك احتمال آخر قوي، وهو أن المراد ابن مسرة القرطبي المتفلسف الزاهد المشهور المتوفى سنة 319 ه، فقد روي عنه أنه كان ينفي نعيم الأبدان وعذابها في الميعاد.
فقد قال شيخ الإسلام- رحمه الله- : الأحاديث الصحيحة المتواترة تدل على عود الروح إلى البدن وقت السؤال و سؤال البدن بلا روح قول طائفة من الناس و أنكره الجمهور و قابلهم آخرون فقالوا : السؤال للروح بلا بدن و هذا قاله ابن مسرة و ابن حزم و كلاهما غلط و الأحاديث الصحيحة ترده و الله أعلم.
أما كنية إبليس اللعين فأبو مرة لاابن مرة فيما أعلم.
والله تعالى أعلم.
نفع الله بكم ، وجزاكم خيرا على هذا الكلام المفيد .
قال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله في معجم المناهي اللفظية :
أبو مرة :
قال ابن القيم - رحمه الله تعالى - :
( قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - : الأحاديث الصحيحة المتواترة تدل على عود الروح إلى البدن وقت السؤال . وسؤالُ البدنِ بلا روح قولٌ قاله طائفةٌ من الناس ، وأنكره الجمهور .
وقابلهم آخرون فقالوا : السؤال للروح بلا بدن ، وهذا قاله ابن مرة ، وابن حزم . وكلاهما غلط ... ) ا هـ .
ويُقصد بابن مرة : إبليس ، لعنه الله تعالى .
ورحم الله ابن القيم فقد كان شديد التتبع لابن حزم ، ويتتبع أوهامه . وقد قال فيه في مبحث نفقة الزوجة: ( وبإزاء هذا القول قول منجنيق الغرب : أبو محمد بن حزم ) ا هـ.
وهذه الكنية لإبليس ذكرها الأشبيلي في : (( آكام المرجان )) ، كما ذكر له كنية أُخرى هي : أبُوْ كدُّوْس .أهـ
لكن يبدو أن ما تفضلت به له وجه قوي ، جزاك الله خيرا .
أبو مالك المديني
2014-07-02, 06:57 PM
ونفع الله بإخواني الذين علقوا على ما ذكر ، بورك فيكم جميعا .
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.