بلال حسني
2013-06-21, 04:06 PM
( أ )
1- اعلم أن المصائب تكون بأقدار المصابين ,والبلايا تنزل بأقدار المبتلين , وقد تلقف هذا المعني ابن الوردي فقال:
إنَّ المصائبَ بالأقدارِ كائنةٌ .:. لكنْ على حسبِ الأقدارِ تُحتسبُ
2- وحتى لا يشعر المرء بالوحدة في معاناته للمصيبة فقد جعل بعضهم أهل المصائب هم أهله, ومسكنهم مسكنه ,والمصيبة تجمعه معهم مثل : القاضي الفاضل حين قال :
أهل المصائب بعدكم أهلي .:. كما إن القبور لأجلكم أوطاني
وقد تلقف أمير الشعراء شوقي هذا المعني فقال :
إن يك الجنس يا ابن الطلح فرقنا .:. إن المصائب يجمعن المصابينا
وقد لفت تنوع المصائب واختلافها بالرغم من أن الهم واحد انتباه عبد الرحيم محمود فقال:
ومن العجائب في المصائب .:. فرقة والهم واحد
3- والمصائب والشدائد درجات بحسب المصاب بها وعزيمته, وهمته فمنهم من يري أن أعظم المصائب هي :
هجر الأحبة : كابن معتوق الموسوي:
عزيز وصلٍ تركني في عذاب الهون .:. كل المصائب سوى هجره عليَّ تهون
ومثله عبد الجليل الطباطبائي:
وما في المصائب والذي فلق النوي .:. رزء يوافق فرقة الأحباب
أو فقد هؤلاء الأحبة مثل إبراهيم بن العباس الصولي حين قال:
وَبعدك لا آسى عَلى فَقدِ هالِكٍ .:. مَضيتَ فَهَوّنتَ المَصائِب أَجمَعا
وقد كان تعبير الأخرس أشمل وأعم حين قال
رمينا بأدهي المعضلات النوائب .:. وفقد الذي نرجو أجل المصائب
أي : إن فقد أي شيء ترجوه مصيبة تستحق أن تصبر عليها , وتتجلد لنزولها .
أو بعض الظون الخاطئة التي تكلم عنهاأحمد فارس الشدياق حين قال :
وكم عائب شيئا ويحسب أنه .:. مصيب وبعض الظن إحدى المصائب
4- وبعضهم يرى ان أي مصيبة تهون إلا.......
الشماتة كما قال الغشري ( من شعراء القرن الثاني عشر ):
كل المصائب قد خفت رزيتها .:. إلا شماتة من عادى ومن حربا
أو فقد الأخلاق كما قال أمير الشعراء شوقي :
ولا المصائب إذ يرمي الرجال بها .:. بقاتلات إذا الأخلاق لم تصب
أو الشيب كما يرى ابن الرومي :
ولو لم يُصَبْ إِلّا بشرخِ شبابِهِ .:. لكان قد استوفى جميعَ المصائبِ
وأخيرا لقد عد الغشري خمس مصائب وإنها لأشد المصائب حقا
إن المصائب في الدنيا ومحنتها .:. في خمسة قال أهل العلم والنظر
موت الشباب وجهل بعد معرفة .:. والفقر عند مشيب آخر العمر
وبعدها سقم في غربة وعمي .:. يأتي العيون عقيب النور والبصر
أما المتنبي الذ ملأ الدنيا وشغل اناس فقد ذكر فكرة رائعة لعل بعض المبتلين شع بها ورأها بعين التجربة وهي ( أن المصائب قد تتجمع كلها في مصيبة واحدة ) فقال:
مصائب شتي قد جمعت في مصيبة ولم يكفها حتى قفتها مصائب
(ب)
أما التعامل مع نزول المصائب وحللو الكوارث والنوائب فيكون عن طريق :
1- الكتمان
ابن جبير
عليك بكتمان المصائب واصطبر .:. عليها فما أَبقى الزَّمان شفيقا
كفاك من الشكوى إلى الناس .:. أَنها تسرُّ عَدواً أَو تَسوء صديقا
ويعلم تميم الفاطمي أن كتمان المصائب أمر مؤلم لكن يقول أيضا
لئن كان كتمان المصائب .:. مؤلما لإعلانها عندي أشد وآلم
2- ثم الصبر والتجلد :
أبو العتاهية
اِصبِر لِكُلِّ مُصيبَةٍ وَتَجَلَّدِ وَاِعلَم .:. بِأَنَّ المَرءَ غَيرُ مُخَلَّدِ
أَوَما تَرى أَنَّ المَصائِبَ جَمَّةٌ .:. وَتَرى المَنِيَّةَ لِلعِبادِ بِمَرصَدِ
مَن لَم يُصِب مِمَّن تَرى بِمُصيبَةٍ .:. هَذا سَبيلٌ لَستَ فيهِ بِأَوحَدِ
3- والتعزية كما قال أبو العتاهية
وقد يسلو بالمصائب من تعزي .:. وقد يزداد في الحزن الجزوع
4- وقد يساعد على التعزية والتسلية قول أبو مسلم العماني من أن :
تلك المصائب مدركات صيدها .:. سيان في فر واستقرار
أو قول الشريف الرضي وأمره للمصاب أن :
تعز فما كل المصائب قادم.:. عليك ولا كل النوائب عائد
(ج)
أما عن فوائدها فيكفي أن الله قال عن جزاء من صبر عليها ( وبشر الصابرين) , ألا يدعو ذلك لأن يصبر الرجل عليها موقنا أن له أجرراموفورا بغير حساب.
وقد نظم ابن الرومي القول بأن المصائب تثقل الموازين يوم القيامة فقال:
فيه مصائبُ منها ما أُصبتُ .:. بها وفي المصائبِ للميزان تثقيلُ
هذا وقد فقه ابن نباته السعدي أن المصائب إنما ترسل على العبد لحكم يعلمها الله ولعل منها أن يتعلم وتكثر تجاربه ( هذا وإن كان قد ضاق بها ) فاقل :
فَقولا لأنْواعِ المصائِبِ أقْصِري .:. تعَلّمْتُ ما يكْفي الفَتَى ويَفوقُ
فإن كنت بري تطلبين فإنه .:. من البر في بعض الأمور عقوق
وقد انشغل أحمد شوقي بدور المصائب في بناء الأمم !( وهذا من جميل ما التفت إليه) فقال :
صبرا على الشوق إن جلت مصائبه .:. إن المصائب مما يوقظ الأمم
أما عبد الله الزائد فقد لحظ أنها - المصائب- نتقي الناس وتصفيهم, حتى تخرج الصادق من الدعي فقال :
أنفوا فكشرت القلوب فسلموا .:. إن المصائب للوري غربال
ويكفي من فضلها أنها تكشف لك عن أخيك حقا ممن يدعي مودتك كما قال بشار بن برد:
وَلَيسَ أَخي مَن وَدَّني رَأيَ عَينِهِ .:. وَلَكِن أَخي مَن وَدَّني في المَصائِبِ
أيضا من الذين فطنوا دور المصيبة في نضج الإنسان وزيادة تجابه وخبراته : المكزون السنجاري حين قال :
بالصد عنه لحيني رمت تجربتي .:. إن المصائب أثمان التجاريب
هذا ولا انسى قبل ختام هذا الجزء القول الشهير للسراج الوراق :
بذا قضت الهموم عند اهلها .:. مصائب قوم عند قوم فوائد
(د)
واخيرا أقدم نموذجل لرجل عاني شدتها, وفقه فضلها , ونجح في مجاوزتها وهو الشريف المرتضي الذي قال يوما عن الدهر
وصير في ودادي المصائب مسكني .:. وفي جانب الحزن الطويل ربوعي
لكن بعد فضل الله عليه ولطفه به , هونت عليه بصيرته وحسن رؤيته وفقهه للمصيبة , وحسن تعامله معها - صروف الليالي , وغارات الأيام حتى أنس قلبه بالمصيبة واعتاد عليها فلم يعد يجزع لها , ولا ينخلع قلبه لنزولها فيقول :
لقد هونت صرف الليالي بصيرتي .:. وآنس شيء بالفؤاد المصائب.
( هـ )
وأخيرا .....
جعلنا الله من الصابرين , وكتبنا عنده من المخلصين .
1- اعلم أن المصائب تكون بأقدار المصابين ,والبلايا تنزل بأقدار المبتلين , وقد تلقف هذا المعني ابن الوردي فقال:
إنَّ المصائبَ بالأقدارِ كائنةٌ .:. لكنْ على حسبِ الأقدارِ تُحتسبُ
2- وحتى لا يشعر المرء بالوحدة في معاناته للمصيبة فقد جعل بعضهم أهل المصائب هم أهله, ومسكنهم مسكنه ,والمصيبة تجمعه معهم مثل : القاضي الفاضل حين قال :
أهل المصائب بعدكم أهلي .:. كما إن القبور لأجلكم أوطاني
وقد تلقف أمير الشعراء شوقي هذا المعني فقال :
إن يك الجنس يا ابن الطلح فرقنا .:. إن المصائب يجمعن المصابينا
وقد لفت تنوع المصائب واختلافها بالرغم من أن الهم واحد انتباه عبد الرحيم محمود فقال:
ومن العجائب في المصائب .:. فرقة والهم واحد
3- والمصائب والشدائد درجات بحسب المصاب بها وعزيمته, وهمته فمنهم من يري أن أعظم المصائب هي :
هجر الأحبة : كابن معتوق الموسوي:
عزيز وصلٍ تركني في عذاب الهون .:. كل المصائب سوى هجره عليَّ تهون
ومثله عبد الجليل الطباطبائي:
وما في المصائب والذي فلق النوي .:. رزء يوافق فرقة الأحباب
أو فقد هؤلاء الأحبة مثل إبراهيم بن العباس الصولي حين قال:
وَبعدك لا آسى عَلى فَقدِ هالِكٍ .:. مَضيتَ فَهَوّنتَ المَصائِب أَجمَعا
وقد كان تعبير الأخرس أشمل وأعم حين قال
رمينا بأدهي المعضلات النوائب .:. وفقد الذي نرجو أجل المصائب
أي : إن فقد أي شيء ترجوه مصيبة تستحق أن تصبر عليها , وتتجلد لنزولها .
أو بعض الظون الخاطئة التي تكلم عنهاأحمد فارس الشدياق حين قال :
وكم عائب شيئا ويحسب أنه .:. مصيب وبعض الظن إحدى المصائب
4- وبعضهم يرى ان أي مصيبة تهون إلا.......
الشماتة كما قال الغشري ( من شعراء القرن الثاني عشر ):
كل المصائب قد خفت رزيتها .:. إلا شماتة من عادى ومن حربا
أو فقد الأخلاق كما قال أمير الشعراء شوقي :
ولا المصائب إذ يرمي الرجال بها .:. بقاتلات إذا الأخلاق لم تصب
أو الشيب كما يرى ابن الرومي :
ولو لم يُصَبْ إِلّا بشرخِ شبابِهِ .:. لكان قد استوفى جميعَ المصائبِ
وأخيرا لقد عد الغشري خمس مصائب وإنها لأشد المصائب حقا
إن المصائب في الدنيا ومحنتها .:. في خمسة قال أهل العلم والنظر
موت الشباب وجهل بعد معرفة .:. والفقر عند مشيب آخر العمر
وبعدها سقم في غربة وعمي .:. يأتي العيون عقيب النور والبصر
أما المتنبي الذ ملأ الدنيا وشغل اناس فقد ذكر فكرة رائعة لعل بعض المبتلين شع بها ورأها بعين التجربة وهي ( أن المصائب قد تتجمع كلها في مصيبة واحدة ) فقال:
مصائب شتي قد جمعت في مصيبة ولم يكفها حتى قفتها مصائب
(ب)
أما التعامل مع نزول المصائب وحللو الكوارث والنوائب فيكون عن طريق :
1- الكتمان
ابن جبير
عليك بكتمان المصائب واصطبر .:. عليها فما أَبقى الزَّمان شفيقا
كفاك من الشكوى إلى الناس .:. أَنها تسرُّ عَدواً أَو تَسوء صديقا
ويعلم تميم الفاطمي أن كتمان المصائب أمر مؤلم لكن يقول أيضا
لئن كان كتمان المصائب .:. مؤلما لإعلانها عندي أشد وآلم
2- ثم الصبر والتجلد :
أبو العتاهية
اِصبِر لِكُلِّ مُصيبَةٍ وَتَجَلَّدِ وَاِعلَم .:. بِأَنَّ المَرءَ غَيرُ مُخَلَّدِ
أَوَما تَرى أَنَّ المَصائِبَ جَمَّةٌ .:. وَتَرى المَنِيَّةَ لِلعِبادِ بِمَرصَدِ
مَن لَم يُصِب مِمَّن تَرى بِمُصيبَةٍ .:. هَذا سَبيلٌ لَستَ فيهِ بِأَوحَدِ
3- والتعزية كما قال أبو العتاهية
وقد يسلو بالمصائب من تعزي .:. وقد يزداد في الحزن الجزوع
4- وقد يساعد على التعزية والتسلية قول أبو مسلم العماني من أن :
تلك المصائب مدركات صيدها .:. سيان في فر واستقرار
أو قول الشريف الرضي وأمره للمصاب أن :
تعز فما كل المصائب قادم.:. عليك ولا كل النوائب عائد
(ج)
أما عن فوائدها فيكفي أن الله قال عن جزاء من صبر عليها ( وبشر الصابرين) , ألا يدعو ذلك لأن يصبر الرجل عليها موقنا أن له أجرراموفورا بغير حساب.
وقد نظم ابن الرومي القول بأن المصائب تثقل الموازين يوم القيامة فقال:
فيه مصائبُ منها ما أُصبتُ .:. بها وفي المصائبِ للميزان تثقيلُ
هذا وقد فقه ابن نباته السعدي أن المصائب إنما ترسل على العبد لحكم يعلمها الله ولعل منها أن يتعلم وتكثر تجاربه ( هذا وإن كان قد ضاق بها ) فاقل :
فَقولا لأنْواعِ المصائِبِ أقْصِري .:. تعَلّمْتُ ما يكْفي الفَتَى ويَفوقُ
فإن كنت بري تطلبين فإنه .:. من البر في بعض الأمور عقوق
وقد انشغل أحمد شوقي بدور المصائب في بناء الأمم !( وهذا من جميل ما التفت إليه) فقال :
صبرا على الشوق إن جلت مصائبه .:. إن المصائب مما يوقظ الأمم
أما عبد الله الزائد فقد لحظ أنها - المصائب- نتقي الناس وتصفيهم, حتى تخرج الصادق من الدعي فقال :
أنفوا فكشرت القلوب فسلموا .:. إن المصائب للوري غربال
ويكفي من فضلها أنها تكشف لك عن أخيك حقا ممن يدعي مودتك كما قال بشار بن برد:
وَلَيسَ أَخي مَن وَدَّني رَأيَ عَينِهِ .:. وَلَكِن أَخي مَن وَدَّني في المَصائِبِ
أيضا من الذين فطنوا دور المصيبة في نضج الإنسان وزيادة تجابه وخبراته : المكزون السنجاري حين قال :
بالصد عنه لحيني رمت تجربتي .:. إن المصائب أثمان التجاريب
هذا ولا انسى قبل ختام هذا الجزء القول الشهير للسراج الوراق :
بذا قضت الهموم عند اهلها .:. مصائب قوم عند قوم فوائد
(د)
واخيرا أقدم نموذجل لرجل عاني شدتها, وفقه فضلها , ونجح في مجاوزتها وهو الشريف المرتضي الذي قال يوما عن الدهر
وصير في ودادي المصائب مسكني .:. وفي جانب الحزن الطويل ربوعي
لكن بعد فضل الله عليه ولطفه به , هونت عليه بصيرته وحسن رؤيته وفقهه للمصيبة , وحسن تعامله معها - صروف الليالي , وغارات الأيام حتى أنس قلبه بالمصيبة واعتاد عليها فلم يعد يجزع لها , ولا ينخلع قلبه لنزولها فيقول :
لقد هونت صرف الليالي بصيرتي .:. وآنس شيء بالفؤاد المصائب.
( هـ )
وأخيرا .....
جعلنا الله من الصابرين , وكتبنا عنده من المخلصين .