مشاهدة النسخة كاملة : الشروع في العلم يلزم كالشروع في الحج! كلامٌ عظيم لشيخ الإسلام ابن تيميَّة
الحمادي
2008-01-29, 08:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
فلشيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله كلامٌ عظيم في مسئولية العالم وطالب العلم، وما يلزمهما
من صيانة العلم؛ باالمحافظة عليه والعمل به وتبليغه
وقد أشار إلى شيء منه تلميذه الإمام ابن مفلح في كتابه الفروع
فأحببت إفادة نفسي ووعظها أولاً، وإفادة الإخوة نفع الله بهم:
يقول رحمه الله:
(...وكذلك أهلُ العلم الذين يحفظون على الأمة الكتاب والسنة صورةً ومعنى؛ مع أنَّ حفظ ذلك واجب على الأمة عموماً على الكفاية منهم، ومنه ما يجب على أعيانهم، وهو علم العين الذي يجب على المسلم في خاصة نفسه، لكن وجوب ذلك عيناً وكفايةً على أهل العلم الذين رأَسوا فيه أو رُزقوا عليه أعظم من وجوبه على غيرهم، لأنه واجب بالشرع عموماً، وقد يتعيَّن عليهم لقدرتهم عليه، وعجز غيرهم.
ويدخل في القدرة استعدادُ العقل، وسابقة الطلب، ومعرفة الطرق الموصلة إليه؛ من الكتب المصنفة، والعلماء المتقدمين، وسائر الأدلة المتعددة، والتفرغ له عما يشغل به غيرهم.
ولهذا مَضَت السنة بأنَّ الشروع في العلم والجهاد يلزمُ كالشروع في الحج، يعنى أنَّ ما حفظه من علمِ الدِّين وعلم الجهاد ليس له إضاعته؛ لقول النبى صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قرأ القرآنَ
ثمَّ نسيَه لقيَ اللهَ وهو أجذم" رواه أبو داود.
وقال: "عُرِضَت عليَّ أعمالُ أمتي حسنها وسيِّئها فرأيتُ في مساوئ أعمالها الرجل يؤتيه اللهُ
آيةً من القرآن ثم ينام عنها حتى ينساها".
وقال: "من تعلَّمَ الرميَ ثم نسيَه فليس منا" رواه مسلم.
وكذلك الشروع في عمل الجهاد فإنَّ المسلمين إذا صافُّوا عدواً أو حاصروا حصناً ليس لهم الانصرافُ عنه حتى يفتحوه، ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما ينبغي لنبيٍّ إذا لَبِسَ لأمتَه أن ينزعَها حتى يحكمَ الله بينه وبين عدوِّه".
فالمرصدون للعلم عليهم للأمة حفظُ علم الدين وتبليغه، فإذا لم يبلغِّوهم علمَ الدين أو ضيَّعوا حفظَه كان ذلك من أعظم الظلم للمسلمين.
ولهذا قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ).
فإنَّ ضررَ كتمانهم تعدَّى إلى البهائم وغيرها، فلعنَهم اللاعنون حتى البهائم، كما أنَّ معلم الخير يصلي عليه الله وملائكته ويستغفر له كلُّ شيءٍ حتى الحيتان في جوف البحر والطير في جو السماء.
وكذلك كذبهم في العلم من أعظم الظلم وكذلك إظهارهم للمعاصي والبدع التي تمنع الثقة بأقوالهم وتصرف القلوبَ عن اتِّباعهم، وتقتضي متابعة الناس لهم فيها= هي من أعظم الظلم، ويستحقون من الذمِّ والعقوبة عليها مالا يستحقُّه مَنْ أظهرَ الكذبَ والمعاصي والبدع من غيرهم، لأنَّ إظهارَ غير العالم وإن كان فيه نوعُ ضرر فليس هو مثلَ العالم في الضرر الذي يمنع ظهورَ الحقِّ، ويوجب ظهورَ الباطل، فإنَّ إظهارَ هؤلاء للفجور والبدع بمنزلة إعراض المقاتلة عن الجهاد ودفع العدو
ليس هو مثل إعراض آحاد المقاتلة، لما في ذلك من الضرر العظيم على المسلمين.
فتركُ أهل العلم لتبليغ الدين كترك أهل القتال للجهاد، وتركُ أهل القتال للقتال
الواجب عليهم كترك أهل العلم للتبليغ الواجب عليهم، كلاهما ذنبٌ عظيمٌ، وليس
هو مثلَ ترك ماتحتاج الأمة إليه مما هو مفوَّضٌ إليهم، فإنَّ تركَ هذا أعظمُ من ترك أداءِ
المال الواجب إلى مستحقِّه، وما يُظهرونه من البدع والمعاصي التي تمنعُ قبولَ قولهم
وتدعو النفوسَ إلى موافقتهم وتمنعهم وغيرَهم من إظهار الأمر بالمعروف والنهى عن
المنكر أشدُّ ضرراً للأمة وضرراً عليهم من إظهار غيرهم لذلك.
ولهذا جبلَ الله قلوب الأمة على أنها تستعظمُ جُبنَ الجندي وفشلَه وتركَه للجهاد
ومعاونتَه للعدو أكثر مما تستعظمه من غيره، وتستعظمُ إظهارَ العالم الفسوق والبدع
أكثر مما تستعظم ذلك من غيره، بخلاف فسوق الجندي وظلمه وفاحشته، وبخلاف
قعود العالم عن الجهاد بالبدن.
ومثل ذلك ولاة الأمور كلٌّ بحسبه؛ من الوالي والقاضي، فإنَّ تفريطَ أحدهم فيما عليه رعايته من مصالح الأمة أو فعل ضدِّ ذلك من العدوان عليهم يُستعظَمُ أعظمَ
مما يُستعظَمُ ذنبٌ يخصُّ أحدَهم).
مجموع الفتاوى (28/186-189)
أبو عـبيـد
2008-01-29, 08:58 PM
بارك اللــــــه فيك أخي
على الطرح الجـيد,,,
أبو مالك العوضي
2008-01-29, 09:04 PM
كلام رائع، جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل
وأستطيع أن أقول - غير مخطئ إن شاء الله - إن الأمة قد ضيعت هذا الفرض الكفائي، فلا يوجد في أنحاء الأرض من العلماء من يكفي المسلمين، حتى إن الرجل ليشتكي ويقول: لا يوجد ببلدي عالم واحد أسأله، أو أثق في فتياه !
ومع أن النفوس قد جبلت على حب طلب العلم، إلا أن العوارض والشواغل التي تدخل على هذا الأمر الفطري كثيرة حتى تكاد تطغى عليه أحيانا، من حب الرآسة، واستعماله في المال، وطلب الجاه، وغير ذلك.
هذا فضلا عن تضييع الوقت في الأخذ والرد الذي هو في أحسن أحواله تقديم للمهم على الأهم، إن لم يكن في الحقيقة انتصارا للنفس.
والله المستعان وعليه التكلان.
عبدالله الشهري
2008-01-29, 09:12 PM
الشيخ عبدالله الحمادي ،
جزاك الله خيرا على هذا الموضع المهم من كلام ابن تيمية ، ومن تدبره خاف من الرجوع ووجل من الإحجام عن المضي في الطريق المسلوك.
عيد فهمي
2008-01-29, 09:50 PM
خوف الرياء والسمعة يمنع من الإقدام
وخوف كتمان العلم يمنع من الإحجام
والإخلاص خيط رفيع بينهما
قال ابن القيم في روضة المحبين:
وقيل للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى: تعلمت هذا العلم لله؟
فقال: أما لله فعزيز، ولكن شيء حبب إلي ففعلتُه.
!!!!!!!!!!
رحمك الله يا إمامنا
إذا كان هذا قولك فما يقول أمثالنا؟
نسأل الله السلامة
عبدالله الشهري
2008-01-29, 10:52 PM
ولذلك قال الإمام أحمد:
العلم لا يعدله شيء لمن صحَّت نيته, قالوا وكيف تصح ؟ قال ينوي رفع الجهل عن نفسه وعن غيره.
فلم يقل رحمه الله: أن يطلبه لله ، وإن كان هو الغاية ، ولكن عزيزة كما قال ، طهر الله قلبي وقلبك وقلوب الإخوة.
أشرف بن محمد
2008-01-30, 03:57 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
فلشيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله كلامٌ عظيم في مسئولية العالم وطالب العلم، وما يلزمهما
من صيانة العلم؛ باالمحافظة عليه والعمل به وتبليغه
وقد أشار إلى شيء منه تلميذه الإمام ابن مفلح في كتابه الفروع
فأحببت إفادة نفسي ووعظها أولاً، وإفادة الإخوة نفع الله بهم:
يقول رحمه الله:
....
مجموع الفتاوى (28/186-189)
انتقاء موفَّق
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل
أبو مالك العوضي
2008-01-30, 04:38 AM
الشيخ عبد الله الشهري
لا تعارض بين (طلب العلم لله) وبين ما قاله الإمام أحمد، فإن (طلب العلم لله) كلام مجمل يحتاج إلى بيان، فذكر رحمه الله بيان ذلك تفصيلا بدلا من الإجمال.
ولا أعرف تفسيرا لطلب العلم لله إلا ما قاله الإمام أحمد، فإن كان عندكم فأتحفونا.
والله أعلم.
عبدالله الشهري
2008-01-30, 06:56 AM
بارك الله فيكم.
رفع الجهل ليس هو الغاية كما تعلم ، فإن هناك من ينوى رفع الجهل عن نفسه والآخرين ليقال له عالم ويشتهر بالبذل. وهنا عدنا إلى المحل الأول ألا وهو الاجتهاد في جعله لله ، فرفع الجهل عن النفس عمل يفتقر إلى نية الإخلاص كغيره من الأعمال. يدلل على صحة هذا أن نية رفع الجهل لا تعني بالضرورة أنه قد صار بذلك خالصاً لله. والله المستعان.
عبدالله الشهري
2008-01-30, 07:04 AM
ويعلم الله أني اتمنى لو كانت نية رفع الجهل هي الغاية ، لهان الأمر واسترحنا كثيراً. وقد تأملت هذه المسألة زمناً طويلاً لا أخفيك ، وهي مخيفة يا محب ، أسأل الله أن يطهر قلبي وقلبك.
أبو مالك العوضي
2008-01-30, 07:05 AM
وفقك الله
تأمل ما تفضلت بذكره يا شيخنا الفاضل، فقد جعلتَ (رفع الجهل) في أول كلامك (نية) وجعلته في آخر كلامك (عملا يفتقر إلى نية)، ومن المعلوم أن النية لا تفتقر إلى نية، وإلا تسلسل.
فرفع الجهل عن النفس وعن الناس نية صالحة في نفسها، ولا يمنع ذلك من اختلاط النية الصالحة بالنية السيئة، فليس كلامنا في ذلك.
فمعنى كلامك أيضا ينطبق على من يطلب العلم لله ولغيره، فالكلام ليس عن اختلاط النيات، وإنما عن تحديد النية المطلوبة في الطلب.
أبو مالك العوضي
2008-01-30, 07:07 AM
المقصود كما هو واضح : رفع جهل النفس بشرع الله عز وجل، وبصفات الله عز وجل، وبافتقار العبد إلى الله في جميع أموره
فهذا هو ما أفهمه من كلام الإمام أحمد، وليس المقصود كما يشيع عند بعض الناس: العلم للعلم !
عبدالله الشهري
2008-01-30, 07:17 AM
جزاك الله خيرا يا شيخنا الحبيب.
والله اني لأرجو أن يكون الصواب حليفك لنُريح ونستريح من عناء النية في الطلب ، ولكن في النفس شيء ، وهو أني انظر إلى ما ذكرتم على أنه ممكن وجائز ، من باب : علة العلة في الأصول. حتى نية طلب العلم لله نية معللة ، لأنه يجوز لك أن تسأل : لماذا تطلب العلم لله ؟ ، الجواب : طلباً لرضاه وخوفاً من حبوط عملي.
أنا أعزم عليك أن تجتهد في بيان كوني مخطئاً ، لأن هذا سيزيل عني حملاً.
أشرف بن محمد
2008-01-30, 07:20 AM
الأخ الفاضل عبدالله الشهري، وفقه الله، سلام عليك، وبعد:
أرجو منك أخي الفاضل أن توقفني على مصدر هذا الحرف:
ولذلك قال الإمام أحمد:
العلم لا يعدله شيء لمن صحَّت نيته, قالوا وكيف تصح ؟ قال ينوي رفع الجهل عن نفسه وعن غيره.
عبدالله الشهري
2008-01-30, 07:54 AM
الشيخ الفاضل المدقق أشرف ، وفقه الله
نقلاً عن شرح الشيخ ابن عثيمين لقواعده ، والكتاب ليس عندي الآن ...لكن هـل هذه الزيادة ثابتة :) ..من وجهة نظركم.
عبدالله الشهري
2008-01-30, 07:57 AM
فائدة (لفظ آخر لكلام أحمد):
في "غذاء الألباب" نقل مهنا صاحب الإمام أحمد رضي الله عنه أنه قال يعني الإمام رضي الله عنه : طلب العلم أفضل الأعمال لمن صحت نيته . قيل فأي شيء تصحيح النية ؟ قال: ينوي أن يتواضع فيه وينفي عنه الجهل.
أشرف بن محمد
2008-01-30, 08:17 AM
نقلاً عن شرح الشيخ ابن عثيمين لقواعده ، والكتاب ليس عندي الآن ...لكن هـل هذه الزيادة ثابتة :) ..من وجهة نظركم.
زيادة: "وعن غيره": الأظهر أنها مدرجة، والسياق يأباها .. والله أعلم.
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=10646
عبدالله الشهري
2008-01-30, 09:12 AM
وفقك الله لما تحب ويسر لك فوق ما ترجـو.
الحمادي
2008-01-31, 01:14 AM
المشايخ الأفاضل والأساتذة الكرام:
أبا عبيد وأبا مالك العوضي وعيد فهمي وعبدالله الشهري وأشرف بن محمد
أشكر لكم مروركم المبارك، ودعواتكم الطيبة
وأسأل الله أن يجعلنا جميعاً ممن بورك له في علمه
الخالدي
2008-01-31, 07:41 AM
بارك الله فيك يا شيخ عبدالله ... محبك .
الحمادي
2008-02-01, 02:17 PM
وفيك بارك الله وبك نفع أخي الحبيب الخالدي
عبدالله الميمان
2008-02-01, 02:47 PM
جزاك الله خيرا يا شيخنا الحمادي
حقا إنه انتقاء موفق من شيخ مدقق
أعان الله على هذه المسؤولية العظيمة.
الحمادي
2008-02-06, 10:39 PM
وجزاك ربي خيراً وغفر لي ولك
زكرياء توناني
2008-02-07, 03:29 PM
سلمت يمينُك .
الحمادي
2008-02-09, 07:04 AM
شكر الله لك أخي الغالي زكريا
أسماء
2008-02-11, 07:07 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله كل خير فضيلة الشيخ الكريم على هذا القيم و الهام جداااااااااااا
لقول النبى صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قرأ القرآنَ
ثمَّ نسيَه لقيَ اللهَ وهو أجذم" رواه أبو داود.
فضيلة الشيخ حفظك الله ممكن تشرح لنا هذه الجملة ( لقي الله و هو أجذم )
و بارك الله فيك
و لي هذه الإضافة ..............
وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ]
{التوبة:105}.
روى البخاري ومسلم عن أسامة بن زيد رضي الله عنه : أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول [يُجاء بالرجل يوم القيامة، فيلقى في النار، فتندلق أقتابه، فيدورها كما يدور الحمار برحاه، فتجتمع أهل النار عليه، فيقولون: يا فلان ما شأنك، ألست كنت تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟
فيقول: كنت آمركم بالمعروف ولاآتيه، وأنهاكم عن الشر وآتيه.] ( 2 ).
قال وإني سمعته يقول صلى الله عليه وسلم:[ مررت ليلة أسري بي بأقوام تقرض شفاههم بمقارض من نار قلت من هؤلاء
يا جبريل؟
قال : خطباء أمتك الذين يقولون ما لا يفعلون.] ( 3)
أما الفضيحة المخزية أمام الأشهاد فلما روى أحمد والبيهقي عن منصور بن زازان قال:
[ نُبئت (أُخبرت) أن بعض من يُلقى في النار تتأذى أهل النار بريحه، فيقال له ويلك ما كنت تعمل؟
...ما يكفينا ما نحن فيه من الشر حتى ابتلينا بك ونتن ريحك؟ فيقول (كنت عالما فلم أنتفع بعلمي). ] ( 4 )
( 2 ) الراوي: أسامة بن زيد - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب
- الصفحة أو الرقم: 124
( 3 ) الراوي: أنس بن مالك - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب
- الصفحة أو الرقم: 125
( 4 ) الراوي: منصور بن زاذان - خلاصة الدرجة: ضعيف جداً مقطوع - المحدث: الألباني
- المصدر: ضعيف الترغيب - الصفحة أو الرقم: 111
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
عبدالكريم الشهري
2008-02-14, 01:44 PM
بارك الله فيكم
وشكر لكم ولصاحب الموضوع خاصة وبعد
فرجوعا الى اصل المسالة وهي ما نص عليه الشيخ ابو العباس من ان العلم يجب بالشروع فيه وبيانه لمعنى ذلك واستدلاله له
والتمس منكم اعادة النظر والتامل في ذلك كله
وفقكم الله.
الحمادي
2008-02-15, 07:27 PM
الأخت الفاضلة أسماء وفقها الله
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أشكر لك ما تفضلتِ به من إضافة
والمراد بالأجذم أقطع اليد كما ذكر بعض أهل العلم
وقيل: بل أقطع الأعضاء كلها، وقيل غير ذلك
الحمادي
2008-02-15, 07:30 PM
الأستاذ الكريم عبدالكريم نفع الله به
لعلكم تتكرمون ببيان وجهة نظركم في كلام الإمام ابن تيميَّة رحمه الله
والمجال مفتوح للنظر والمناقشة
أسماء
2008-02-16, 08:20 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخت الفاضلة أسماء وفقها الله
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أشكر لك ما تفضلتِ به من إضافة
والمراد بالأجذم أقطع اليد كما ذكر بعض أهل العلم
وقيل: بل أقطع الأعضاء كلها، وقيل غير ذلك
جزاك الله خير فضيلة الشيخ على هذا الشرح القيم
و بارك الله فيك و نفع بك و لا حرمك الأجر و الثواب
و أسألك فضيلة الشيخ الدعاء لي و لجميع المسلمين حفظت كتاب الله العظيم
بالحفظ و السلام و عدم النسيان يا رب العالمين
شكرا على ردك الطيب
ذرة ضوء
2008-02-16, 11:45 PM
[CENTER]
ولهذا مَضَت السنة بأنَّ الشروع في العلم والجهاد يلزمُ كالشروع في الحج، يعنى أنَّ ما حفظه من علمِ الدِّين وعلم الجهاد ليس له إضاعته
كلام بليغ ، يدخل الرهبة على القلب.
رحم الله قائله و ناقله، و سدد كاتبه.
لعلها تكون سلسلة منتظرة من نقول موفقة تمس الحاجة لمثلها.
الحمادي
2008-02-18, 07:01 PM
الأختان الفاضلتان أسماء وذرة ضوء
شكر الله لكما وأثابكما خيراً
عبدالله العلي
2008-02-18, 07:26 PM
شكر الله لك أبامحمد ونفع بك.
عبدالكريم الشهري
2008-02-19, 05:15 PM
بارك الله فيكم
اريد التنبيه ابتداء على ان الشيخ قد ابان عن مقصوده من ان العلم يلزم بالشروع فيه بانه يجب عليه حفظ ماعلمه وليس له اضاعته
فاللزوم بالشروع انما هو في المحفوظ والمعلوم خاصه
ولذا جرى التنبيه لئلا تحمل العبارة على اطلاقها.
وتنبيه اخر وهو ان كلام الشيخ فيما يلزم بالشروع فيه فيخرج به ما يلزم قبل الشروع وهو ما يجب عينا
ويخرج به ايضا مالايلزم بالشروع فيه وهو ما اريد استيضاحه
واعود الى اصل المسالة
فهل الشروع في العلم_ على المعنى الذي ذكر الشيخ_ يلزم كالشروع في الحج والجهاد في بعض صوره؟
وهل ما ذكره الشيخ من الادلة ينهض لاثبات هذه المسالة؟
ثم ما حد العلم الذي يلزم بالشروع فيه؟
اترك الاجابة لاخواني ممن يرغب في المباحثة والمدارسة في هذه المسالة
وفقكم الله
الحمادي
2008-02-19, 05:40 PM
بارك الله فيك أخي الكريم
التنبيهان اللذان ذكرتهما معلومان، وكلام الإمام ابن تيمية ظاهر في الدلالة على التنبيه الأول
وأما التنبيه الثاني فهي مسألةٌ خارجة عما قصد الشيخ إلى بيانه
وقد أبان الشيخ عن رأيه، وذكر وجهة نظره
فهل لديك تعقيبٌ على ما ذكر؟
الحمادي
2008-02-24, 10:00 PM
شكر الله لك أبامحمد ونفع بك.
ولكم شكر الله وبكم نفع يا أبا أنس
ابن رجب
2008-02-24, 10:16 PM
نفع الله بكم ,, مواضيع نيرة .
الحمادي
2008-03-01, 07:39 PM
وبكم نفع الله أخي ابن رجب
عبدالكريم الشهري
2008-03-06, 06:37 PM
جزيتم خيرا
الشيخ الحمادي
التنبيهان وان كانا معلومين لك فا ن الخطاب لعموم من ينظر في الموضوع
اماالتنبيه الاول فرب ناظر في الموضوع وقارئ له على سبيل الاختصار او الاسراع فيفوته بيان الشيخ عن مراده بالمسالة او يذهل عنه
فيعلق في ذهنه اصلها فيظنها على الاطلاق وليست كذلك
واما الثاني فكان لتحرير موضع المسالة ومحل النقاش لئلا يُخرج عنه الى غيره
واما ما سالت عنه وفقك الله
فاني ارى ان ما ذكره الشيخ من الاستدلال لا ينهض لاثبات المسالة
وذلك من جهة الثبوت ومن جهة الدلالة
اما الثبوت فان الخبرين الذين ذكرهما في وعيد وتاثيم من نسي القرآن لا يثبتان
وعلى فرض ثبوت شيء في ذلك فهو في القرآن خاصه
وجعل الشيخ العلم مثيل الجهاد في بعض صوره غير مسلم لثبوت الخبر في الجهاد.
و خبر :" من تعلَّمَ الرميَ ثم نسيَه فليس منا"
فللمخالف ان ينازع في دلالته هل هي للكراهة ام التحريم ؟
واما ذكر الشيخ لتبليغ العلم فهو وان كان خارجا عن حده الا انه ذكره لما بينهما من التلازم
ويجاب عن القول بوجوب التبليغ بمنع اطلاقه فالعلم ليس على حكم واحد في تبليغه
وقوله تعالى :(ان الذين يكتمون ما انزلنا .........)الاية انما هو في كتمان ما يتعين تبليغه
ويبقى سؤال وهو:
ماحد العلم الذي يلزم بالشروع فيه عند الشيخ ومن يذهب الى قوله ؟
الحمادي
2008-03-10, 07:00 PM
الأخ عبدالكريم وفقه الله
بداية أشكر لك هذه المباحثة، وأسأل الله أن يجعلها في ميزان حسناتك
سبق التعليق على التنبيه الثاني، وأنه خارجٌ عما قصد الشيخ إلى بيانه
فكلامه ظاهر في أنه لم يرد هذه المسألة
ولا مانع من التنبيه عليه؛ رفعاً لهذا الإشكال المحتمل –على ضعفه في نظري- وقد تفضَّلتَ به بارك الله فيك
أما ما ذكرتَ من مناقشة لكلام الإمام ابن تيميَّة رحمه الله فاسمح لي أن أعقِّب بما يلي:
أسلِّم لك بضعف الحديثين الواردين فيمن حفظ آية من كتاب الله ثم نسيها، أما الاستدلال بهما عند من يُثبتهما فهو قوي
فإنَّ التفقُّه في نصوص الوحيين أولى من مجرَّد حفظهما، وإضاعةُ ما فقهه المرءُ منهما أعظم من إضاعة
ما حفظ نصَّه منهما دون فقه، وهذا ظاهرٌ من حيث أثر الحفظ وأثر الفقه، على صاحبه وعلى الناس
والأشياء تُعلَم أقدارها بعظمة آثارها
وكذا الاستدلال بحديث: (من تعلم الرمي...) فإن تعلم معاني الكتاب والسنة، والتوحيد والفقه أعظم
من تعلُّم الرمي، وأثر العالم أعظم من أثر المجاهد، فالمجاهد قد ينفع الله به فيقتل مائةً أو مئتين أو ألفاً أو ألفين
لكن العالم يحيي الله به أمماً من الناس في حياته وبعد مماته.
فإذا كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يتبرأ ممن تعلَّمَ الرميَ ثم نسيه فكيف بمن تفقه في الدين وتعلَّمَ أحكامَ الشريعة
ثم أضاعهما وفرَّط فيهما وأهملهما!
والأصل في مثل هذه الصيغة (فليس منا) الدلالة على الزجر والمنع، إلا أن يدل دليلٌ على خلاف ذلك
ونظيره في السنة النبوية:
(من غش فليس منا)
و(من حمل علينا السلاح فليس منا)
و(من انتهب نهبة فليس منا)
و(من خبَّبَ زوجة امرئ أو مملوكه فليس منا، ومن حلف بالأمانة فليس منا)
و( من لم يأخذ من شاربه فليس منا)
فهذه أحاديث تبيِّن أنَّ الأصلَ في استعمال (فليس منا) هو الزجر والمنع
كيف وقد جاء في صحيح مسلم: (من تعلَّمَ الرميَ ثم نسيه فليس منا أو قد عصى) فهذا يؤكِّد المعنى السابق
أما سؤالك عن الضابط لما يلزم بالشروع فقد ذكره الإمام الجليل شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله فيما نقلتُه عنه سابقاً، وذلك بقوله:
(...لكن وجوب ذلك عيناً وكفايةً على أهل العلم الذين رأَسوا فيه أو رُزقوا عليه أعظم من وجوبه على غيرهم، لأنه واجب بالشرع عموماً، وقد يتعيَّن عليهم لقدرتهم عليه، وعجز غيرهم...
ويدخل في القدرة استعدادُ العقل، وسابقة الطلب، ومعرفة الطرق الموصلة إليه؛ من الكتب المصنفة، والعلماء المتقدمين، وسائر الأدلة المتعددة، والتفرغ له عما يشغل به غيرهم.
وقال أيضاً: (فالمرصدون للعلم عليهم للأمة حفظُ علم الدين وتبليغه...)
فمن فُرِّغ لطلب العلم، وأُعطِيَ من بيت المال رزقاً على ذلك، وعنده القدرة العقلية= فيجب عليه أن يحافظ على ما تعلَّم ويبذله للناس
وأما مقدار العلم نفسه فليس مثل هذا مؤثراً على أصل المسألة، إذ المعلوم يتفاوت ولا يمكن ضبطه
لكن الشأن في الاستعداد والقدرة
وقد ذكر شيخ الإسلام رحمه الله أمراً مهماً بقوله: (مضت السنة...)
ومن ذلك ما عرف في كتب السلف والآثار المروية عنهم من بيان ما يجب على العالم من تعليم العلم وبذله
ثم ذكر الإمام ابن تيمية رحمه الله قوله تعالى: (إن الذين يكتمون...)
وقوله تعالى: (من البينات والهدى) لا يختص بتبليغ الناس ما يلزمهم، بل يشمل جميعَ أمور الدين التي بيَّنها الله في كتابه ورسوله صلى الله عليه وسلم، بدلالة النص أو الاستنباط، كما ذكر القرطبي وابن الجوزي وغيرهما
الحمادي
2008-06-12, 02:24 AM
للإمام ابن مفلح تعقيبٌ على رأي شيخه شيخ الإسلام ابن تيميَّة في هذه المسألة
أشارَ إليه في كتابه الفروع، وهو لا يوافق شيخه على الإطلاق الذي ذكره
ابو قتادة السلفي
2008-06-12, 02:52 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا
نقاش رائع ومفيد بارك الله فيكم
لي تعقيب وهو بالنسبة حديث( من تعلم الرمي ثم نسيه فليس مني) لم اجده في صحيح مسلم
شيخنا الحمادي لو تكرمتم في اي باب قراته ؟
الحديث صححه الشيخ الالباني بلفظ فليس مني وضعفه بلفظ فقد عصاني
الحمادي
2008-06-13, 02:16 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا
نقاش رائع ومفيد بارك الله فيكم
لي تعقيب وهو بالنسبة حديث( من تعلم الرمي ثم نسيه فليس مني) لم اجده في صحيح مسلم
شيخنا الحمادي لو تكرمتم في اي باب قراته ؟
الحديث صححه الشيخ الالباني بلفظ فليس مني وضعفه بلفظ فقد عصاني
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك ربي خيراً
والحديث الذي سألت عنه مروي في صحيح مسلم بلفظ:
(مَنْ عَلِمَ الرَّمْيَ ثم تركَه فليس منَّا، أو قد عصى)
وهو في كتاب الجهاد، باب فضل الرمي
الحمادي
2009-01-28, 08:16 PM
نصوصٌ أخرى في لزوم العلم بالشروع فيه:
وقفتُ على جملة من نصوص أهل العلم المتعلقة بهذه المسألة، وسأورد بمشيئة الله بعضاً منها في مشاركات عدة.
وقد أشار إلى هذا البحث كثيرٌ من الأصوليين عند كلامهم عن الواجب الكفائي، وهل يَلزمُ بالشروع فيه أم لا؟ وذكروا فيها قولين.
قال العلامة الطوفي -رحمه الله- في شرح مختصر الروضة (2/410):
(هل يتعيَّن فرض الكفاية ويجب إتمامه على مَنْ تلبَّسَ به أم لا؟
والأشبه أنه يتعيَّن، كالمجاهد يحضر الصف، وطالب العلم يشرع في الاشتغال به، ونحو ذلك من صوره.
ووجهه: أنه بالشروع تعلَّقَ به حقُّ الغير، وهو انعقاد سبب براءة ذمَّته من التكليف بفرض الكفاية، وخروجه عن عُهدته، فلا يجوز له إبطال ما تَعلَّقَ به حقُّ غيره، كما لو أقرَّ بحق لم يجز له الرجوع عنه.
ووجه القول الآخر: أن ما لا يجب الشروع فيه لا يجب إتمامه في غير الحج، كصوم التطوُّع وصلاته، ولأنه لو تَعَيَّنَ بالشروع لما جاز للقاضي أن يعزل نفسَه، لكنه جائز باتفاق.
قلت: وقد يجاب عن هذا بأن فرض الكفاية له حظٌ في الوجوب في الجملة، بل هو واجب على التحقيق كما تَقَرَّرَ، بخلاف صوم النفل فإنه لا حظَّ له في الوجوب أصلاً، مع أن بعض العلماء أوجبَ إتمامه، فيُلتزَم على قوله فلا يصح القياس عليه.
وأما القاضي فإن لم يوجد من يقوم مقامه لم يجز له عزلُ نفسه، لأنه يضر بالناس، وإن وجد غيره جاز له عزلُ نفسه، لا من جهة كونه متلبِّساً بفرض الكفاية؛ ولكن من جهة كونه وكيل الإمام ونائبه، والوكيل له عزلُ نفسه، والله تعالى أعلم بالصواب) أ.هـ
وسأورد لاحقاً النصوص الأخرى بمشيئة الله
الحمادي
2009-01-28, 11:26 PM
قال العلامة الزركشي في البحر المحيط (1/200، 201):
(المسألة العاشرة: فرضُ الكفاية يَلزمُ بالشروع:
فرضُ الكفاية يَلزمُ بالشُّروع على المشهور؛ قاله ابن الرفعة في المطلب في كتاب الوديعة، وأشارَ في باب اللقيط إلى أنَّ عدمَ اللزوم إنما هو بحثٌ للإمام، ولهذا قالوا يتعيَّن الجهاد بحضور الصف، ويلزمه إتمامُ الجنازة على الأصح بالشروع، وأما تجويزهم الخروجَ من صلاة الجماعة مع القول بأنها فرضُ كفاية فبعيدٌ، ولم يرجِّح الرافعيُّ والنوويُّ في هذه القاعدة شيئاً بخصوصه، وإنما صحَّحوا في أفراد مسائلها ما يخالفُ الآخر، وحُكِي عن القاضي الحسين أنَّ المتعلِّم إذا أَنِسَ من نفسه النَّجَابةَ أنه يَحرمُ عليه القطعُ، وصحَّحَا خلافَه، لأنَّ الشروعَ لا يغيِّر حكمَ المشروع فيه، بخلاف الجهاد.
وقال القاضي البارزي في تمييزه: ولا يَلزمُ فرضُ الكفاية بالشروع على الأصح؛ إلا في الجهاد وصلاة الجنازة. أ.هـ
وأطلق الغزالي في الوجيز أنه لا يَلزمُ، وقال في الوسيط: وذكر بعضُ الأصحاب أنه يتعيَّن بالشروع، وقال القفَّال: لا يليقُ بأصل الشافعي تعيينُ الحكم بالشروع، فإنَّ الشروعَ لايغيِّر حقيقةَ المشروع فيه، ولذلك لا يلزمُ التطوع بالشروع فيه، وقال الإمام في باب التقاط المنبوذ: ومَنْ لابَسَ فرضاً من فروض الكفاية وكان متمكِّناً من إتمامه فإنْ أراد الإضرابَ عنه فقد نقول: ليس له ذلك، ويصير فرضُ الكفاية بالملابَسة متعيِّناً، وهذا فيه نظر! وتفصيلٌ سأذكره في باب السير.
قلت: وهذا كلُّه في المفعول أولاً، أما لو شرعَ فيه بعد أن فعلَه غيرُه هل يلزم؟
قال الروياني في البحر: لو شرعَ في صلاة الجنازة بعدما صُلِّيَ عليها فرضَ الكفاية هل له الخروج؟ يحتمل وجهين، ينبنيان على أصلٍ؛ وهو أنَّ هذه الصلاةَ الثانية تقعُ فرضاً أم لا؟ وفيه جوابان، والقياس عندي أنه لا يقعُ فرضاً لأنَّ الفرضَ ما لا يجوزُ تركُه على الإطلاق أ.هـ وينبغي جريانه في سائر فروض الكفاية، وجزمَ الرافعيُّ والنوويُّ في هذه الصورة بوقوع الثانية فرضاً).
ويرى العلامة تقي الدين السبكي –رحمه الله- أنَّ كل مَنْ جاهدَ أو طلبَ العلم يقع فعله فرضاً وإن كان فيمن سبقه كفاية، وكذا إذا صلى على الجنازة طائفة ثم طائفة= وقع فعل الثانية فرضاً كالأولى.
ينظر الإبهاج في شرح المنهاج (2/281).
الحمادي
2009-01-31, 07:56 PM
وقال العلامة القرافي في تنقيح الفصول:
(نقلَ صاحبُ الطراز وغيرُه أنَّ اللاحقَ بالمجاهدين وقد كان سقطَ عنه الفرضُ= يقعُ فعله فرضاً بعدما لم يكن واجباً عليه
وطرده غيرُه من العلماء في سائر فروض الكفاية، كمن يلتحق بمجهِّز الأموات من الأحياء أو بالساعين في تحصيل العلم من العلماء، فإنَّ ذلك الطالب للعلم يقع فعله واجباً؛ معلِّلاً ذلك بأنَّ مصلحة الوجوب لم تتحقق بعد
ولم تحصل إلا بفعل الجميع، فوجبَ أن يكون فعل الجميع واجباً، ويختلف ثوابهم بحسب مساعيهم).
أسماء
2009-02-01, 07:39 PM
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
بارك الله فيك و في جهدك القيم و نفع بك و لا حرمك الاجر و الثواب شيخنا الفاضل
الحمادي
2009-02-03, 06:19 PM
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
بارك الله فيك و في جهدك القيم و نفع بك و لا حرمك الاجر و الثواب شيخنا الفاضل
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
وفيك بارك الله وبك نفع وجزاك خيراً
الحمادي
2009-02-03, 06:20 PM
قال العلامة ابن اللحام -رحمه الله- في القواعد والفوائد الأصولية (القاعدة التاسعة والأربعين):
(ومنها: أنَّ فرضَ الكفاية هل يَلزمُ بالشروع أم لا؟
قال بعض شيوخنا: في المسألة قولان؛ أَخْذاً من احتمالين قالهما صاحب التلخيص في اللقيط إذا أرادَ الملتقِطُ ردَّه إلى الحاكم مع قدرته، لكنْ قاسَ احتمالَ الجوازِ على اللقطة، واحتمالُ المنع علَّلَه بأنه فرضُ كفاية، وقد شرعَ فيه، وقدر عليه فصار متعيِّناً.
ويظهر لي أخذُ القولين من مسألةٍ أخرى، وهي أنَّ حفظَ القرآن فرضُ كفاية إجماعاً، فإذا حفظه وأَخَّرَ تلاوتَه بحيث ينساه ولا عُذرَ حَرُمَ على الصحيح.
قال الإمام أحمد: ما أشدَّ ما جاءَ فيمن حفظه ثم نسيه.
وفيه وجهٌ: يُكرَه، وقَدَّمه بعضهم، والله أعلم).
الحافظة
2009-02-03, 06:34 PM
بارك الله فيكم شيخنا ورزقكم رضاه وتوفيقه موضوع غاية في الأهمية أسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتكم يوم لاينفع مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم .....
عبدالله الشهري
2009-02-04, 01:09 AM
الشيخ الحبيب والأخ الأريب / عبدالله االحمادي وفقه الله ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أجدتم وأفدتم.
كنت اتفكر اليوم في هذا الموضوع ، فكنت أقول : من شرع في العلم إذاً لا يصلح أن يقول سأطلب العلم لأكون طالب علم ، لا أريد أن أكون عالماً ، وإنما سأكتفي بالطلب والتحصيل لنفسي ! ولكن يبدو أن هذا ليس على "كيفنا" ، فما دام شرع طالب العلم فيلزمه العزم أن يكون عالماً ، أي في نيته ، كما لو أخر الرجل الصلاة عن أول وقتها الموسع فإن من العلماء من يقول له ذلك - لأن الوقت موسع - ولكن بشرط أن يعزم على فعلها ولا يتركها بدون عقد النية على ذلك ، وهذا تمثيل للاعتبار فقط ، وهذا صحيح لو تأمل القاريء ، إذ ليس لي أن اختار متى شرعت في العلم التوقف عن القراءة والبحث والطلب بعد قراءة عدد معين من الكتب أو عند مضي فترة معينة من الزمن أو حضور عدد محدد من الدروس ، أو أقول : لا أريد أن اكثر من حجج الله عليّ ! بل متى طرق هذا الباب فليتحمل المسؤولية - وهو خير كبير ولذة عظيمة في الأصل لمن صلحت نيته - وليمض قدماً فالكل في مضمار الطلب مهما بلغ من العلم حتى يأتي الأجل.
الحمادي
2009-02-04, 11:22 PM
بارك الله فيكم شيخنا ورزقكم رضاه وتوفيقه موضوع غاية في الأهمية أسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتكم يوم لاينفع مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم .....
وفيك بارك الله، وجزاك عن دعوات الطيبة خيراً
الحمادي
2009-02-04, 11:30 PM
الشيخ الحبيب والأخ الأريب / عبدالله االحمادي وفقه الله ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أجدتم وأفدتم.
كنت اتفكر اليوم في هذا الموضوع ، فكنت أقول : من شرع في العلم إذاً لا يصلح أن يقول سأطلب العلم لأكون طالب علم ، لا أريد أن أكون عالماً ، وإنما سأكتفي بالطلب والتحصيل لنفسي ! ولكن يبدو أن هذا ليس على "كيفنا" ، فما دام شرع طالب العلم فيلزمه العزم أن يكون عالماً ، أي في نيته ، كما لو أخر الرجل الصلاة عن أول وقتها الموسع فإن من العلماء من يقول له ذلك - لأن الوقت موسع - ولكن بشرط أن يعزم على فعلها ولا يتركها بدون عقد النية على ذلك ، وهذا تمثيل للاعتبار فقط ، وهذا صحيح لو تأمل القاريء ، إذ ليس لي أن اختار متى شرعت في العلم التوقف عن القراءة والبحث والطلب بعد قراءة عدد معين من الكتب أو عند مضي فترة معينة من الزمن أو حضور عدد محدد من الدروس ، أو أقول : لا أريد أن اكثر من حجج الله عليّ ! بل متى طرق هذا الباب فليتحمل المسؤولية - وهو خير كبير ولذة عظيمة في الأصل لمن صلحت نيته - وليمض قدماً فالكل في مضمار الطلب مهما بلغ من العلم حتى يأتي الأجل.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا شيخ عبدالله
شكر الله لكم وبارك فيكم
وما ذكرتَه هو ما يقرره شيخ الإسلام ابن تيمية ومن وافقه، ولكن شيخ الإسلام يخصه بمن كانت لديه
قدرة، وذكر أنه يدخل في القدرة استعدادُ العقل، وسابقة الطلب، ومعرفة الطرق الموصلة إليه؛ من الكتب المصنفة، والعلماء المتقدمين، وسائر الأدلة المتعددة، والتفرغ له عما يشغل به غيرهم.
وهذه أوصافٌ تُخرِجُ جملةً من طلاب العلم ممن ضعفت قدرته على الطلب، أو لا يتمكن من التفرغ
له والإقبال عليه انشغالاً بأمور المعيشة مثلاً.
لكن هذا يبيِّن عظم الأمانة التي يتحمَّلها طلاب العلم.
عبدالكريم الشهري
2009-02-28, 10:30 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجزيتم خيرا
كنت اتفكر اليوم في هذا الموضوع ، فكنت أقول : من شرع في العلم إذاً لا يصلح أن يقول سأطلب العلم لأكون طالب علم ، لا أريد أن أكون عالماً ، وإنما سأكتفي بالطلب والتحصيل لنفسي ! ولكن يبدو أن هذا ليس على "كيفنا" ، فما دام شرع طالب العلم فيلزمه العزم أن يكون عالماً ، ،
[quote=عبدالكريم الشهري;90164]بارك الله فيكم
اريد التنبيه ابتداء على ان الشيخ قد ابان عن مقصوده من ان العلم يلزم بالشروع فيه بانه يجب عليه حفظ ماعلمه وليس له اضاعته
فاللزوم بالشروع انما هو في المحفوظ والمعلوم خاصه
ولذا جرى التنبيه لئلا تحمل العبارة على اطلاقها.
[/quote/]
وماذكره الشيخ الحمادي من كلام الشيخ من الاوصاف فظاهره انها فيمن يتاكد في حقه الوجوب
واما اصل الوجوب فلا يشترط له ما ذكر فليتنبه لذلك
وللحديث بقية ان شاء الله.
عبدالكريم الشهري
2009-02-28, 10:40 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجزيتم خيرا
كنت اتفكر اليوم في هذا الموضوع ، فكنت أقول : من شرع في العلم إذاً لا يصلح أن يقول سأطلب العلم لأكون طالب علم ، لا أريد أن أكون عالماً ، وإنما سأكتفي بالطلب والتحصيل لنفسي ! ولكن يبدو أن هذا ليس على "كيفنا" ، فما دام شرع طالب العلم فيلزمه العزم أن يكون عالماً ، ،
بارك الله فيكم
اريد التنبيه ابتداء على ان الشيخ قد ابان عن مقصوده من ان العلم يلزم بالشروع فيه بانه يجب عليه حفظ ماعلمه وليس له اضاعته
فاللزوم بالشروع انما هو في المحفوظ والمعلوم خاصه
ولذا جرى التنبيه لئلا تحمل العبارة على اطلاقها .
وماذكره الشيخ الحمادي من كلام الشيخ من الاوصاف فظاهره انها فيمن يتاكد في حقه الوجوب
واما اصل الوجوب فلم يَشترط له ما ذكر من الاوصاف فليتنبه لذلك
وللحديث بقية ان شاء الله.
الحمادي
2009-02-28, 05:10 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحباً بالأخ الكريم عبدالكريم
تسعدني مشاركتك وإفادتك
قال ابن النجار في مختصر التحرير وشرحه له (1/378):
("ويَلزمان" أي فرض العين وفرض الكفاية "بشروعٍ مطلقاً" أي: سواء كان فرض الكفاية جهاداً أو صلاة على جنازة أو غيرهما
قال في شرح التحرير: في الأظهر.
ويؤخَذُ لزومُه بالشروع من مسألة حفظ القرآن، فإنه فرضُ كفاية إجماعاً
فإذا حفظه إنسانٌ ثم أخَّر تلاوتَه من غير عذر حتى نسيه= فإنه يَحرمُ على الصحيح من المذهب.
قال الإمام أحمد رضي الله تعالى عنه: ما أشدَّ ما جاء فيمن حفظه ثم نسيه!
وفيه وجه: يُكره).
عبدالكريم الشهري
2009-03-01, 01:14 PM
جزيت خيرا
وانا اعتذر اليك عن تاخر الرد على ما تقضلت به من التعقيب على كلامي
واشكر لك مناقشتك
ومباحثة مثلك من ذوي المعرفة والفهم نافعة جدا
أسلِّم لك بضعف الحديثين الواردين فيمن حفظ آية من كتاب الله ثم نسيها، أما الاستدلال بهما عند من يُثبتهما فهو قوي
فإنَّ التفقُّه في نصوص الوحيين أولى من مجرَّد حفظهما، وإضاعةُ ما فقهه المرءُ منهما أعظم من إضاعة
ما حفظ نصَّه منهما دون فقه، وهذا ظاهرٌ من حيث أثر الحفظ وأثر الفقه، على صاحبه وعلى الناس
والأشياء تُعلَم أقدارها بعظمة آثارها. [/size][/color][/center]
قد سبق بيان ضعف ما ورد في تاثيم ناسي القران وهو عمدة لمن قال بان الفرض الكفائي يلزم بالشروع فيه
واما ماذكرت من ان التفقه في نصوص الوحيين اولى من مجرد حفظهما فقد ذكرت لك سابقا بان النهي في القران خاصه واحتمال لزوم العلة فيه ظاهر لشرفه من جهة المتكلم به فتعدية الحكم الى غيره هوعلى احتمال يقابله مثله
وقد علم ان الدليل اذا تطرق اليه الاحتمال المعتبر سقط به الاستدلال.
والأصل في مثل هذه الصيغة (فليس منا) الدلالة على الزجر والمنع، إلا أن يدل دليلٌ على خلاف ذلك
ونظيره في السنة النبوية:
(من غش فليس منا)
و(من حمل علينا السلاح فليس منا)
و(من انتهب نهبة فليس منا)
و(من خبَّبَ زوجة امرئ أو مملوكه فليس منا، ومن حلف بالأمانة فليس منا)
و( من لم يأخذ من شاربه فليس منا)
فهذه أحاديث تبيِّن أنَّ الأصلَ في استعمال (فليس منا) هو الزجر والمنع [/size][/color][/center]
كون هذه الصيغة للزجر والمنع لا ينقض احتمال كونها هنا للكراهة لان الكراهة داخلة في مطلق الزجر والمنع في قول كثير من اهل العلم
لكن لك ان تطالب المخالف بالصارف لها من التحريم الى الكراهة بناء على ان الاصل في النهي التحريم في قول الجمهور
وكذا الاستدلال بحديث: (من تعلم الرمي...) فإن تعلم معاني الكتاب والسنة، والتوحيد والفقه أعظم
من تعلُّم الرمي، وأثر العالم أعظم من أثر المجاهد، فالمجاهد قد ينفع الله به فيقتل مائةً أو مئتين أو ألفاً أو ألفين
لكن العالم يحيي الله به أمماً من الناس في حياته وبعد مماته.
فإذا كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يتبرأ ممن تعلَّمَ الرميَ ثم نسيه فكيف بمن تفقه في الدين وتعلَّمَ أحكامَ الشريعة
ثم أضاعهما وفرَّط فيهما وأهملهما! [/size][/color][/center]
اذا سلم لك المخالف بان الزجر هنا للتحريم فان مبنى دليلك على قياس الاولى وهو فيما كان اولى وعلى التنـزل فيما كان مساويا للحكم المنصوص عليه
فما كان دون الرمي في الخطر والفضل من احكام الدين فلا يدخل تحت هذا الدليل ومن ثم لا يطرد لكم القول بوجوب العلم بالشروع فيه وبالله التوفيق
كيف وقد جاء في صحيح مسلم: (من تعلَّمَ الرميَ ثم نسيه فليس منا أو قد عصى) فهذا يؤكِّد المعنى السابق [/size][/color][/center]
قوله:" او قد عصى" على الشك وقد روي فليس منا من غير شك فليحرر.
أما سؤالك عن الضابط لما يلزم بالشروع فقد ذكره الإمام الجليل شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله فيما نقلتُه عنه سابقاً، وذلك بقوله:
(...لكن وجوب ذلك عيناً وكفايةً على أهل العلم الذين رأَسوا فيه أو رُزقوا عليه أعظم من وجوبه على غيرهم، لأنه واجب بالشرع عموماً، وقد يتعيَّن عليهم لقدرتهم عليه، وعجز غيرهم...
ويدخل في القدرة استعدادُ العقل، وسابقة الطلب، ومعرفة الطرق الموصلة إليه؛ من الكتب المصنفة، والعلماء المتقدمين، وسائر الأدلة المتعددة، والتفرغ له عما يشغل به غيرهم.
وقال أيضاً: (فالمرصدون للعلم عليهم للأمة حفظُ علم الدين وتبليغه...)
فمن فُرِّغ لطلب العلم، وأُعطِيَ من بيت المال رزقاً على ذلك، وعنده القدرة العقلية= فيجب عليه أن يحافظ على ما تعلَّم ويبذله للناس [/size][/color][/center]
كلام الشيخ ليس في بيان الضابط لما يجب وانما في بيان من يتاكد في حقه الوجوب فتامل
وأما مقدار العلم نفسه فليس مثل هذا مؤثراً على أصل المسألة، إذ المعلوم يتفاوت ولا يمكن ضبطه [/size][/color][/center]
انما كان السؤال عن حد العلم الذي يلزم بالشروع فيه لضبط المسالة
فما حده؟
هل هو الاصلين ومعانيهما الظاهره فقط؟
ام يدخل فيه غير ذلك من الاثار والخلاف ودقيق المسائل و علوم الآلة ومسائلها ؟
وقوله تعالى: (من البينات والهدى) لا يختص بتبليغ الناس ما يلزمهم، بل يشمل جميعَ أمور الدين التي بيَّنها الله في كتابه ورسوله صلى الله عليه وسلم، بدلالة النص أو الاستنباط، كما ذكر القرطبي وابن الجوزي وغيرهما
[/size][/color][/center]
تبليغ العلم من فروض الكفايات فاذا قام به من يكفي كان في حق من بقي سنة وفضلا
فالوعيد في الاية في حق من كتم ما يتعين عليه تبليغه.
فاذا كان الوجوب غير مطرد في المقتضي ففي المقتضى من باب اولى
والمقصود ان ماذكر من الادلة لا ينهض للقول بالوجوب وبالله التوفيق.
الحمادي
2009-03-02, 10:19 PM
جزيت خيرا
وانا اعتذر اليك عن تاخر الرد على ما تقضلت به من التعقيب على كلامي
واشكر لك مناقشتك
ومباحثة مثلك من ذوي المعرفة والفهم نافعة جدا
وجزيت خيراً أخي الفاضل وبورك فيك
وقد استغربت من تأخرك عن التعقيب لمدة سنة تقريباً، وكنت سأطلب منك أن تمهلني سنة حتى أتأمل وأجيب عن مشاركتك؛ ابتسامة.
ولا أكتمك أن نفسي كانت تراودني ألا أعقب على مشاركتك، لأن كلاً منا قد بين ما لديه، والسلام.
ولكن رأيت أن أكتب هذه المشاركة سائلاً الله لي ولك التوفيق لما فيه رضاه.
قد سبق بيان ضعف ما ورد في تاثيم ناسي القران وهو عمدة لمن قال بان الفرض الكفائي يلزم بالشروع فيه
ليس حديث نسيان القرآن الدليل الوحيد في المسألة، وسبق بيان هذا بوضوح
ولا شك أن هذه المسألة ليس عليها نص صريح قاطع للنزاع، ولو كان متوفراً لما احتيج إلى هذه المباحثة
ولكن هذا لا ينفي أرجحيَّة اختيار شيخ الإسلام رحمه الله
واما ماذكرت من ان التفقه في نصوص الوحيين اولى من مجرد حفظهما فقد ذكرت لك سابقا بان النهي في القران خاصه واحتمال لزوم العلة فيه ظاهر لشرفه من جهة المتكلم به فتعدية الحكم الى غيره هوعلى احتمال يقابله مثله
وقد علم ان الدليل اذا تطرق اليه الاحتمال المعتبر سقط به الاستدلال.
كلامي وفقك الله عن تفضيل التفقه في نصوص الوحيين على حفظ ألفاظهما من غير فقه، فهل تنازع في هذا؟
هب أن الحديث مختص بالقرآن، فهل حفظ نصه أولى أم التفقه فيه؟
ما الذي أمر الله به منهما؟ الحفظ أم التدبر والتفقه؟
كون هذه الصيغة للزجر والمنع لا ينقض احتمال كونها هنا للكراهة لان الكراهة داخلة في مطلق الزجر والمنع في قول كثير من اهل العلم
لكن لك ان تطالب المخالف بالصارف لها من التحريم الى الكراهة بناء على ان الاصل في النهي التحريم في قول الجمهور
هذا كله كلام نظري، ينقضه لفظة: (أو عصى)
فإن وقفت على إعلال لها فتفضل به مشكوراً.
اذا سلم لك المخالف بان الزجر هنا للتحريم فان مبنى دليلك على قياس الاولى وهو فيما كان اولى وعلى التنـزل فيما كان مساويا للحكم المنصوص عليه
فما كان دون الرمي في الخطر والفضل من احكام الدين فلا يدخل تحت هذا الدليل ومن ثم لا يطرد لكم القول بوجوب العلم بالشروع فيه وبالله التوفيق
ما الذي يصح أن يقال فيه من أحكام الدين إنه دون تعلم الرمي في الخطر والفضل؟
وما الذي يصح أن يقال إنه فوق تعلم الرمي، بحيث يندرج في قياس الأولى؟
هل يمكن أن تتفضل بتمييز ذلك؟
القصد من كلامي أن البحث هو عن حفظ الكتاب والسنة والتفقه فيهما والمحافظة على ما تعلمه المرء منهما، وتبليغ ما تعلمه، وعدم التفريط في ذلك، وقياس لزومه على لزوم المحافظة على تعلم الرمي
بغض النظر عن أهمية ما تعلم وخطره وفضله
ولا أريد أن أخوض في أمثلة تفصيلية لوضوح خطأ هذا الإيراد
ولو صح هذا الإيراد؛ فيلزمك القولُ بلزوم العلم المساوي للرمي في الخطر والفضل، وكذا ما كان أعلى منه درجة وفضلاً وخطراً، ويبقى من الواجب عليك حينئذ أن تتكرم بتمييز ما يساوي الرمي في الدرجة وما هو أولى منه عما كان دونه في الدرجة والفضل والخطر.
قوله:" او قد عصى" على الشك وقد روي فليس منا من غير شك فليحرر.
نعم؛ روي ذلك، فهل هذا يقتضي تعليل لفظة (أو قد عصى)؟
إن وقفت على تعليل لهذه اللفظة فتفضل به.
كلام الشيخ ليس في بيان الضابط لما يجب وانما في بيان من يتاكد في حقه الوجوب فتامل
هذا صحيح، وفقك الله وبارك فيك
انما كان السؤال عن حد العلم الذي يلزم بالشروع فيه لضبط المسالة
فما حده؟
هل هو الاصلين ومعانيهما الظاهره فقط؟
ام يدخل فيه غير ذلك من الاثار والخلاف ودقيق المسائل و علوم الآلة ومسائلها ؟
إذا استحضرتَ أن المراد باللزوم بالشروع المحافظة على ما تعلَّم وتبليغه فلن تجد لهذا الإيراد محلاً.
ويمكن لمخالفك أن يقول:
ما حد الرمي الذي إذا تعلمه المسلم كان منهياً بالنص عن التفريط فيه وإضاعته؟
فما كان جواباً لك على هذا فهو جوابٌ على ذاك.
تبليغ العلم من فروض الكفايات فاذا قام به من يكفي كان في حق من بقي سنة وفضلا
فالوعيد في الاية في حق من كتم ما يتعين عليه تبليغه.
فاذا كان الوجوب غير مطرد في المقتضي ففي المقتضى من باب اولى
والمقصود ان ماذكر من الادلة لا ينهض للقول بالوجوب وبالله التوفيق.
ظاهر الآية يدل على العموم، وقد خصصتَها بما تستحضره من القاعدة الحرفية للواجب الكفائي!
فالهدى والبينات في الآية شاملةٌ لجميع أمور الدين التي بينها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
يمكن التسليم بعدم وجوب المقتضي إذا حصرتَه في إلقاء الدروس والمحاضرات الشرعية
ولكن ليس المقتضي محصوراً في ذلك.
ثم هل يمكن لأحد أن يجزم بوجود من تقوم بهم الكفاية من أهل العلم في هذا الزمن أو قبله بقرون؟
هل حفظ العلم الشرعي وتبليغه للناس يمكن ضبطه كما يمكن ضبط باقي فروض الكفايات؛ كقيام الكفاية في الصلاة على جنازة، أو الأذان أو صلاة العيد، أو غيرها من فروض الكفايات؟
وأنى للعالم أن يتيقَّن من قيام الكفاية بغيره من علماء عصره.
اسمح لي أن أقول:
من نظر إلى كلام الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية نظرة حرفية فلن يعدم الوقوف على بعض الإيرادات والإشكالات، وسيضعف انتفاعه به.
فالشيخ رحمه الله نظر إلى مقصد مهم، وهو إحياء العلم ونشره بين الناس، وما ينتج عن ذلك
من مصالح عظيمة.
وما أكثر من يبحث عن المعاذير من العلماء وطلاب العلم بحجة قيام الواجب بعلماء آخرين!
والواقع يشهد بخلاف ذلك.
عبدالكريم الشهري
2009-03-02, 11:00 PM
بارك الله فيك وجزاك خيرا
فاما عن تاخر الرد فكان لانقطاع شبه تام عن الملتقى
واما ماتفضلت به فلي عليه ولكني ارى ما ذكر كاف
واسال الله لي ولك وللاخوة العلم النافع والعمل الصالح.
الحمادي
2009-03-08, 12:59 PM
وفيك بارك الله وجزاك خيراً أخي الفاضل
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.