تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حياة القلوب في رحاب الذكر



سليم عبدالمالك
2013-06-08, 02:11 AM
ذكر الله عز وجل قوت للقلوب، وقرة للعيون، وسرور للنفوس، به تُجلب النعم وتُدفع النقم؛ فهو نعمة عظمى ومنحة كبرى، له لذة لا يدركها إلا من ذاقها، عبر عنها أحدهم فقال: "والله إنا لفي لذة لو علمها الملوك وأبناء الملوك لجالدونا عليها بالسيوف".

و الحياة في رحاب الذكر؛ ألا هي حياة اللسان، وتتمثل هذه الحياة في الوصية الغالية التي وصى بها الحبيب صلى الله عليه وسلم أحد أصحابه قائلا: "لا يزال لسانك رطبا بذكر الله" (رواه الترمذي)، وقال صلى الله عليه وسلم: "أحب الأعمال إلى الله أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله" (رواه ابن حبان والطبراني عن معاذ).

والرطوبة في الزرع علامة على النضارة والاخضرار والحياة، ورطوبة اللسان علامة على استمرار مقومات الحياة له، وعكس الرطوبة اليبس والجمود، وهو يعني التحجر والموت والقساوة.

ومن مظاهر الحياة في رحاب الذكر حياة العينين، وعلامة هذه الحياة الدمع من خشية الله. كما ذكر صلى الله عليه وسلم من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله "ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه".

ولكن الإنسان من طبعه الغفلة والنسيان. وما أتعسه إذا نسي ربه؛ فيكون الجزاء من جنس العمل كما أخبر تعالى {نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ}؛ وما أقساها عقوبة! وما أشده جزاء! فيا شقاء من نسيه الله؛ فلن يكون له ذكر في الأرض ولا في الملأ الأعلى؛ فهو من الضائعين في الدنيا والآخرة.

ولذلك قال تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى}؛

فنسيان آيات الله في الدنيا سبب لنسيان العبد في الآخرة. والأشد من ذلك أن يُنسي اللهُ العبدَ نفسه؛ ولذلك حذر سبحانه وتعالى عباده فقال: {وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ}.




استقصاء الذاكرين

في ظل هذه الحياة وماديتها الطاغية على المسلم أن يقف مع نفسه ويراجع حاله مع ربه؛ حتى لا ينسيه الشيطان ذكر ربه فيكون من الهالكين. وهذه دعوة للوقوف مع النفس يعرض فيها كل منا نفسه على هذه الأسئلة. ويجيب عليها بصدق بينه وبين نفسه.

فإن كانت إجابته "نعم" فهو على خير فليحمد الله تعالى وليزدد مما هو فيه، وإن كانت الإجابة "أحيانا" فقد أوشك على الخطر فليحذر أن يقع فيه، وإن كانت الإجابة "لا" فهو على خطر فليأخذ نفسه بالحزم قبل أن يصبح في عداد الضائعين المنسيين:




السؤال
1

هل لك ورد قرآني ثابت تحافظ عليه؟

2

هل تحرص على معرفة معاني ما تقرأ من آيات لتعيها؟

3

هل تدمع عيناك في أثناء التلاوة رغبة ورهبة؟

4

هل تحرص على الأذكار المأثورات؟

5

هل لك ورد من الذكر والاستغفار؟

6

هل تذكر أنك ذكرت الله خاليا ففاضت عيناك؟

7

هل تذكر أنك أقدمت على معصية فذكرت الله فأقلعت عنها؟

8

هل لك نصيب من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وخاصة يوم الجمعة؟

9

هل تستغفر الله كل يوم من ذنوبك؟

10

هل أصابتك مصيبة فقلت "إنا لله وإنا إليه راجعون"؟
11
هل تتذكر هذا الدعاء إذا خفت على نفسك الرياء "اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئا أعلمه، وأستغفرك لما لا أعلمه"؟

12
هل تسعى لتزويد غرسك في الجنة بالإكثار من قول: "سبحان الله العظيم وبحمده"؟

13
هل تحرص على أن تقول بعد الوضوء: "أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله"؟

14
هل تحرص على الجلوس بعد صلاة الفجر في جماعة تذكر الله حتى شروق الشمس؟

15
هل تتذكر إخوانك المؤمنين في ذكرك فتستغفر لهم معك؟




أخي الحبيب لا تحرم نفسك من أطيب ما في هذه الدنيا. وليس فيها أطيب من ذكر الله تعالى. واحذر أن يطلع الله عليك فيكتبك في عداد من نسوا الله فنسيهم.

هويدامحمد
2013-06-15, 02:06 PM
فضل الذكر
عن معاذ بن جبل http://majles.alukah.net/imgcache/2009/08/27.jpg قال: قال رسول الله http://majles.alukah.net/imgcache/2009/08/26.jpg: { ألا أخبركم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة، ومن أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم، ويضربوا أعناقكم } قالوا: بلى يا رسول الله. قال: { ذكر الله عز وجل } [رواه أحمد].وفي صحيح البخاري عن أبي موسى، عن النبي http://majles.alukah.net/imgcache/2009/08/26.jpg قال: { مثل الذي يذكر ربه، والذي لايذكر ربه مثل الحي والميت }.وفي الصحيحين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله http://majles.alukah.net/imgcache/2009/08/26.jpg: { يقول الله تبارك وتعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة }.وقد قال تعالى: http://majles.alukah.net/imgcache/2009/08/24.jpg يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً http://majles.alukah.net/imgcache/2009/08/25.jpg [الأحزاب:41]، وقال تعا لى: http://majles.alukah.net/imgcache/2009/08/24.jpg وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ http://majles.alukah.net/imgcache/2009/08/25.jpg [الأحزاب:35]، أي: كثيراً. ففيه الأ مر با لذكر بالكثرة والشدة لشدة حاجة العبد إليه، وعدم استغنائه عنه طرفة عين.وقال أبو الدرداء رضي الله تعالى عنه: ( لكل شيء جلاء، وإن جلاء القلوب ذكر الله عز وجل ).ولا ريب أن القلب يصدأ كما يصدأ النحاس والفضة وغيرهما، وجلاؤه بالذكر، فإنه يجلوه حتى يدعه كالمرآة البيضاء. فإذا ترك الذكر صدئ، فإذا ذكره جلاه.و صدأ القلب بأمرين: بالغفلة والذنب، وجلاؤه بشيئين: بالاستغفار والذكر.قال تعالى: http://majles.alukah.net/imgcache/2009/08/24.jpg وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُط http://majles.alukah.net/imgcache/2009/08/25.jpg [الكهف:28].فإذا أراد العبد أن يقتدي برجل فلينظر: هل هو من أهل الذكر، أو من الغافلين؟ وهل الحاكم عليه الهوى أو الوحي؟ فإن كان الحاكم عليه هو الهوى وهو من أهل الغفلة، وأمره فرط، لم يقتد به، ولم يتبعه فإنه يقوده إلى الهلاك.

سليم عبدالمالك
2013-06-15, 02:15 PM
اضافة
و قال صلى الله عليه و سلم (مثل الذي يذكر ربه و الذي لا يذكر ربه مثل الحي و الميت) و قال صلى الله عليه و سلم ( ألا أنبئكم بخير أعمالكم و أزكاها عند مليككم و أرفعها في درجاتكم و خير لكم من أنفاق الذهب و الورق و خير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم و يضربوا أعناقكم؟ ) قالو بلى . قال : (ذكر الله تعالى) و قال صلى الله عليه و سلم (يقول الله تعالى : أنا عند ظن عبدي بي , و أنا معه إذا ذكرني , فان ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي و ان ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم , و ان تقرب إلي شبرا تفربت اليه ذراعا و ان تقرب إلى ذراعا تقربت اليه باعا و ان اتاني يمشي أتيته هرولة) . و عن عبد الله بن بشر رضي الله عنه أن رجلا قال : يا رسول الله أن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشئ أتثبت به. فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة , و الحسنة بعشر أمثالها , لا أقول ((الم)) حرف ولاكن ألف حرف و لام حرف و ميم حرف ) . و عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم و نحن في الصفة فقال (أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلي بطحان أو إلي العقيق فيأتي منه بناقتين كوماوين في غير أثم و لا قطيعة رحم؟) فقلنا : يا رسول الله نحب ذالك . فقال (أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم , أو يقرأ أيتين من كتاب الله عز و جل خيرا له من ناقتين , و ثلاث , و أربع خيرا له من أربع و من اعدادهن من الإبل)) .

قال صلي الله عليه و سلم: (من قعد مقعدا لم يذكر الله فيه كانت عليه من الله تره , و من أضطجع مضجعا لم يذكر فيه الله كانت عليه ترة).
قال صلي الله عليه و سلم : (ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله فيه , و لم يصلوا على نبيهم الا كان عليهم ترة فان شاء عذبهم و ان شاء غفر لهم).
و قال صلى الله عليه و سلم : (ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله فيه الا قاموا عن مثل جيفة حمار و كان لهم حسره).

ابوخزيمةالمصرى
2013-07-10, 01:31 AM
جزاكم الله خيرا

محمد طه شعبان
2013-07-12, 07:18 PM
جزاكم الله خيرًا