المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل صح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجتمع عليه صيام نافلة فيقضيها في شعبان ؟



خالد الشافعي
2013-06-06, 05:41 PM
فتوى رقم 155483
الحديث وعلومه / الأحاديث الضعيفة



هل صح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجتمع عليه صيام نافلة فيقضيها في شعبان ؟

السؤال: ما صحة حديث : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم ثلاثة أيام من كل شهر ، فربما أخَّر ذلك حتى يجتمعَ عليه صوم السنة فيصوم شعبان )

الجواب :
الحمد لله
هذا الحديث يُروَى عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت :
( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم من كل شهر ثلاثة أيام ، فربما أخَّر ذلك حتى يجتمع عليه صوم السنة ، وربما أخَّره حتى يصوم شعبان )
رواه الطبراني في " المعجم الأوسط " (2/320) قال : حدثنا أحمد قال : نا علي بن حرب الجنديسابوري قال : نا سليمان بن أبي هوذة قال : نا عمرو بن أبي قيس ، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن أخيه عيسى ، عن أبيه عبد الرحمن ، عن عائشة قالت : فذكره . ثم قال : " لا يروى هذا الحديث عن عبد الرحمن بن أبي ليلى إلا بهذا الإسناد ، تفرد به : عمرو " انتهى.
وهذا إسناد ضعيف بسبب محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى – الفقيه المشهور – قال فيه الإمام أحمد : كان سيء الحفظ ، مضطرب الحديث . وقال شعبة : ما رأيت أحدا أسوأ حفظا من ابن أبى ليلى . وقال علي بن المديني : كان سيء الحفظ ; واهي الحديث .
لذلك ضعف أهل العلم حديثه هذا .
قال الهيثمي رحمه الله :
" فيه محمد بن أبي ليلى وفيه كلام " انتهى.
" مجمع الزوائد " (3/195)
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" ابن أبي ليلى ضعيف ، وحديث الباب والذي بعده دال على ضعف ما رواه " انتهى.
" فتح الباري " (4/252)
وقال الشوكاني رحمه الله :
" في إسناده ابن أبي ليلى وهو ضعيف " انتهى.
" نيل الأوطار " (4/332)

وقد اختلف أهل العلم في الحكمة من صوم النبي صلى الله عليه وسلم أكثر شعبان على أقوال كثيرة ، منها القول السابق ، ولكن دليله لا يصح ، ولعل أول من نقله ابن بطال في شرحه لصحيح البخاري (4/115)، وذكر أقوالا أخرى نقلها الحافظ ابن حجر رحمه الله وزاد عليها ، ثم قال :
" والأَوْلى في ذلك ما جاء في حديث أصح مما مضى ، أخرجه النسائي وأبو داود وصححه ابن خزيمة عن أسامة بن زيد قال : ( قلت : يا رسول الله ! لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان ، قال : ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان ، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين ، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم ) " انتهى.
" فتح الباري " (4/215)

والله أعلم .


الإسلام سؤال وجواب
الرابط :
http://islamqa.com/ar/ref/155483/%D8...A8%D8%A7%D9%86 (http://islamqa.com/ar/ref/155483/%D8%B4%D9%87%D8%B1%20%D8%B4%D8 %B9%D8%A8%D8%A7%D9%86)

خالد الشافعي
2014-06-04, 12:04 AM
للرفع والتذكير .

خالد الشافعي
2016-05-08, 01:05 AM
منقول من عمر الزهيري

جزاك الله خيراً شيخ خالد

والحديث الذي ذكره الحافظ في بيان علة صيام النبي صلى الله عليه وآله وسلم أكثر شعبان أخرجه الإمام النسائي في سننه ح 2357: أخبرنا عمرو بن علي عن عبد الرحمن قال حدثنا ثابت بن قيس أبو الغصن شيخ من أهل المدينة قال حدثني أبو سعيد المقبري قال حدثني أسامة بن زيد قال قلت : [ يا رسول الله لم أرك تصوم شهرا من الشهور ما تصوم من شعبان ] قال: [ ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم ].

وحسن الإمام الألباني الحديث بلفظ في تعليقه على سنن النسائي ح 2357 وصحيح الترغيب والترهيب ح ١٠٢٢ والسلسلة الصحيحة ح ١٨٩٨

وقد صح أن النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم كان يصوم كل شعبان أيضاً فقد صحح ذلك الإمام الألباني وذكر شاهداً لذلك تحت ح
5086 من السلسلة الضعيفة بعد أن أورد الحديث بلفظ [ كان يصوم شعبان كله . قالت عائشة : يا رسول الله ! أحب الشهور إليك أن تصوم شعبان ؟ قال :إن الله يكتب على كل نفس منيته تلك السنة ، فأحب أن يأتيني أجلي وأنا صائم . ]
فقال الألباني: [ منكر، أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (3/ 1201) : حدثنا سويد بن سعيد : أخبرنا مسلم بن خالد بن طريف عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن عائشة حدثتهم : أن النبي صلي الله عليه وسلم كان ...قلت : وهذا إسناد ضعيف ، وله علتان :الأولى : مسلم بن خالد - وهو الزنجي - ؛ كما جزم به الهيثمي (3/ 192) ، وقال :"وفيه كلام ، وقد وثق" .قلت : ساق له الذهبي أحاديث أنكرت عليه في "الميزان" ، وختم ترجمته بقوله :"فهذه الأحاديث وأمثالها يرد بها قوة الرجل ويضعف" .فلا جرم قال فيه الإمام البخاري في "تاريخه" (4/ 1/ 260) :"منكر الحديث" .والأخرى : سويد بن سعيد ؛ قال الحافظ :"صدوق في نفسه ؛ إلا أنه عمي ، فصار يتلقن ما ليس من حديثه ، وأفحش فيه ابن معين القول" .ومع هذا كله ؛ حسن إسناده المنذري ، فقال (2/ 79) :"رواه أبو يعلى ، وهو غريب ، وإسناده حسن" !وسكت عنه الحافظ في "الفتح" (4/ 187) !(تنبيه) : "ابن طريف" ، هكذا وقع في "المسند" ! وفي "تهذيب التهذيب" :"مسلم بن خالد بن فروة ، ويقال : ابن المخزومي " كذا في الأصل بياض قدر كلمة ، فلعل الأصل : "طريف" . لكن قال ابن أبي حاتم (4/ 1/ 183) :"وهو ابن خالد بن سعيد بن جرجة ..." ! فالله أعلم .وقد وجدت للحديث طريقاً أخرى ، ولكنها لا تساوي شيئاً ؛ يرويه إسماعيل ابن قيس بن سعد بن زيد بن ثابت قال : حدثني هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به .أخرجه المحاملي في "الثاني من الأمالي" (ق 201/ 2) .وإسماعيل هذا ضعيف جداً ؛ قال البخاري وأبو حاتم والدارقطني :"منكر الحديث" .
لكن الجملة الأولى من حديث الترجمة صحيحة من حديث يحيى بن أبي كثير : حدثني أبو سلمة بن عبدالرحمن : حدثتني عائشة قالت :ما كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يصوم من أشهر السنة أكثر من صيامه من شعبان ، كان يصومه كله .
أخرجه ابن خزيمة (2078)، وأحمد (6/84،128،189،233،249) من طرق عن يحيى به . وأخرجه البخاري (3/ 186 - فتح) ؛ لكن دون قوله : كان يصومه كله . وكذا رواه مسلم (3/ 161) .
قلت: وهي زيادة محفوظة عن يحيى . وقد تابعه محمد بن عمرو : حدثنا أبو سلمة به بلفظ :كان يصوم شعبان إلا قليلاً ، بل كان يصومه كله .أخرجه أحمد (6/ 143،165) .ويشهد لها رواية عبدالله بن أبي قيس أنه سمع عائشة تقول :كان أحب الشهور إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم أن يصومه : شعبان ، ثم يصله برمضان .أخرجه ابن خزيمة (2077) ، وأحمد (6/ 188) ، وغيرهما بإسناد صحيح .
(تنبيه) : عزا الزيادة المذكورة : المنذري في "الترغيب" (2/ 80) لرواية البخاري ومسلم ! وذلك من أوهامه رحمه الله .ويقابله أن الحافظ لما ذكرها في "الفتح" ؛ لم يخرجها مطلقاً ! وتبعه على ذلك البدر العيني في "عمدة القاري" (5/ 311) ! . ] إنتهى