تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هل "الثقة" بالنفس -كما في تطوير الذات - ضربٌ من العُجب المنهي عنـه ؟



عبدالله الشهري
2008-01-27, 09:37 PM
تنصح كثير من كتب تطوير الذات ، وكذلك عدد كبير من علماء النفس والتربية بـ "الثقـة" بالنفس ، ويؤكدون على أن عـدم الثقة بالنفس ، وعدم اعتداد الشخص بما يملكه من مهارات وقدرات يقلل من الانتاجية و يضعف العزم على تحقيق الأهداف.
ياترى : كيف نلحـظ "الخيط الرفيع" بين هذا ومعنى العجب الذي حذر منه السلف؟
--------------------------------------
مُقدّماً ، نعلم بلا ريب أن الثقة في الله قبل كل شيء وبيده الأمر كله سبحانه ، ولذلك أرجو من الإخوة مناقشة الجزء المحدد من الموضوع والتركيز عليه قدر الإمكان.

وسم المعاني
2008-01-28, 02:52 AM
إنما الأعمال بالنيات !

المعجب تجده ينسب العمل لقوته وذكائه ولبقاته وصفاته ..الخ

بينما الثقة المطلوبة في الشخص المسلم ..
هو أن يثق الشخص في قدراته مع علمه واعتقاده الجازم أن كل مايحدث له من توفيق ونجاح بسبب قوته وذكائه وفطنته وعمله هوحاصل بتوفيق الله.
وكل ماينعم به الشخص من قوه وصفات وغيره هو من عند خالقه سبحانه, فهو خالق الأسباب والمسببات.

أسماء
2008-01-28, 06:09 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الثقة في الله قبل كل شيء وبيده الأمر كله سبحانه و تعالى
بارك الله فيك على هذا الموضوع القيم
و جزاك الله كل خير أخي الكريم ........... و إن شاء الله لي عودة

أبو الوليد التويجري
2008-01-28, 06:25 PM
أعتقدُ - والله أعلم - أن العجبَ فيه شيءٌ من التعدي ؛ كالكبر والترفع عن الناس ، وربما الحقد والحسد عليهم ..
وربما الشتم ووو .. الخ .
أما الثقة بالنفس ؛ فهي أن يثقَ الإنسانُ بما وضعه الله تعالى فيه ، ويعلم أنها ماوُضِعت عبثا هكذا !
ومن مزاياها : إقبالُ الشخص على عمله بهمة وعزيمة ، بعد أن يتوكل على الله ..
وإنْ زادت الثقة بالنفس عن حدها انقلبتْ غروراً وعجبا .

بورك فيك .

عبدالله الشهري
2008-01-29, 09:36 PM
جزاكم الله خيرا على هذا الطرح ، ومن يتتبع أقوال السلف يجد مسكة الثقة بالنفس ، ولكن - هكذا نحسبهم - لا يقصدون بذلك التعالي و الكبر والعجب ، من ذلك قول البخاري : ما استصغرت نفسي بين يدي أحد إلا بين يدي علي بن المديني ، فالبخاري هنا يرى لنفسه قدراً وشأناً ، ويحق له ذلك. ومن ذلك قول الشعبي : ما كتبت سوداء في بيضاء ، وفي كلامه ما يدل على اعتداده بقوة حفظه ، وكذلك قول المزي عن أبي العباس ابن تيمية: ما رأيت مثله ، ولا رأى هو مثل نفسه. ولكن لهذا وأمثاله ضوابط ، فليس لكل من حفظ بعض السور والأحاديث وقرأ في شيء من كتب التفسير واللغة والمصطلح أن يأتي فيقول: لم أر مثل نفسي ، سواء بلسان الحال أو المقال ، والله أسأل أن يزيدنا علماً وأن ينفعنا بما علمنا بحوله وقوته.

عبدالله الشهري
2008-01-29, 09:43 PM
...بالإضافة إلى ضوابط أخرى يأتي ذكرها.

عبدالعزيز بن عبدالله
2008-01-29, 10:53 PM
جزاك الله خيرا

نستفيد كثيرا من لفتاتك البديعة

عبدالله الشهري
2008-02-01, 04:07 PM
أحسن الله إليك ، ونفعني وإياك بكل علم نافع.

عبدالله الشهري
2008-02-01, 04:40 PM
...ومما خرّجه أبو خيثمة في كتاب العلم أن عـروة كان يتألف الناس على حديثـه.

تنبيه : ولذلك ما يدعو إليه بعض الوعاظ من اتهام النفس على الدوام ، بحيث يعتبرها صاحبها أصلاً للشرور ، و من ثم الحط والإزراء عليها ، ليس صحيحاً بهذا الإطلاق. أخرج مسلم في صحيحه : ((لا يقولن أحدكم خبثت نفسي ولكن ليقل لقست نفسي)) ، وفيه دليل على اجتناب تعريض النفس للأوصاف المهلكة و النعوت المخذلة.

لامية العرب
2008-02-02, 12:43 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


ورد سؤال للشيخ العلامة محد ابن إبراهيم آل الشيخ عليه رحمة الله ..

وكان عن قول من قال : تجب الثقة بالنفس؟

قال الشيخ: لا تجب و لا تجوز الثقة بالنفس, في الحديث: "ولا تكلني إلى نفسي طرفةَ عين"؟!

أخشى أن هذه غلطة منك؟! لا أظن أن انسانـًا لـه عقل يقول ذلك, فضلًا عن العلم.

قال ابن قاسم تعليقًا: و جاء في حديثً رواه أحمد: "وأشهد أنك إن تكلني إلى نفسي تَكلني إلى

ضيعة و عورة و ذنب و خطيئة وأني ان اثق إلا برحمتك" فتاوى ابن ابراهيم (1/170)

عبدالله الشهري
2008-02-02, 12:53 AM
أحسن الله إليك على هذه الإضافة التي ستثري الموضوع إن شاء الله ، وفتوى الشيخ لها ما يسندها من الدليل ، و "الثقة" صارت مصطلح له مدلول عند علماء النفس يغاير من أوجه المعنى الذي جاء في بعض النصوص وكلام السلف. سأطرقه في حينه إن شاء الله.

أشرف بن محمد
2008-02-02, 08:20 AM
في صحيح البخاري رحمه الله: (قَالَ عُمَرُ - رضى الله عنه - يَوْمًا لأَصْحَابِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - : فِيمَ تَرَوْنَ هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ: (أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ) ؟ قَالُوا: اللَّهُ أَعْلَمُ. فَغَضِبَ عُمَرُ، فَقَالَ: قُولُوا: نَعْلَمُ أَوْ لاَ نَعْلَمُ. فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فِى نَفْسِى مِنْهَا شَىْءٌ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ عُمَرُ: يَا ابْنَ أَخِى، قُلْ وَلاَ تَحْقِرْ نَفْسَكَ ...). الحديث.

أشرف بن محمد
2008-02-02, 08:27 AM
وينظـر:
"علو الهمة": محمد بن إسماعيل، ص102-118.
وهذا الموضوع مظانه في المصنفات المعنيَّة بعلم النفس، ومحاولات تأصيله من الناحية الشرعية، والله اعلم.

أشرف بن محمد
2008-02-02, 10:53 AM
جزاك الله خيرا أخي عبدالله الشهري

عبدالله الشهري
2008-02-02, 11:15 AM
جزاك الله خيرا أخي الحبيب على هذه اللفتة التربوية الجميلة من عصر الصحابة ، رضي الله عنهم. وقريب منه ما أخرجه مسلم : من سؤال الرسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه ‏((‏إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها‏.‏ وإنها مثل المسلم‏.‏ فحدثوني ما هي‏؟‏‏ فوقع الناس في شجر البوادي‏.‏ قال عبدالله‏:‏ ووقع في نفسي أنها النخلة‏.‏ فاستحييت‏.‏ ثم قالوا‏:‏ حدثنا ما هي‏؟‏ يا رسول الله‏!‏ قال فقال ‏"‏هي النخلة‏"‏‏.‏ قال فذكرت ذلك لعمر‏.‏ قال‏:‏ لأن تكون قلت‏:‏ هي النخلة، أحب إلي من كذا وكذا))‏.‏

أشرف بن محمد
2008-02-02, 11:17 AM
بارك الله فيك

أبو حازم البصري
2008-02-02, 03:32 PM
أحسن الله إليكم.
قال تعالى: { وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ } (يوسف: 53).
على خلافٍ بينهم في تأويل من هو القائل، أهو يوسف عليه السلام أم امرأة العزيز. ولقد نصر القول الأخير شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى (10/298)، وابن كثير في تفسيره للآية؛ مع أنه -أي ابن كثير- قال عن القول الأول: وهذا القول هو الذي لم يحك ابن جرير ولا ابن أبي حاتم سواه.

أبو حازم البصري
2008-02-02, 03:38 PM
وعند أحمد والترمذي وأبي داود والنسائي في الكبرى وغيرهم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال أبو بكر: يا رسول الله مرني بشيء أقوله إذا أصبحت وإذا أمسيت.
قال: " قل اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السموات والأرض رب كل شيء ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه. قال قله إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك ".
قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح.

وسم المعاني
2008-02-03, 02:56 PM
خُلق الإنسان في هذه الدنيا ضعيفاً ، طاقاته محدودة وقدراته معدودة ، لا يستطيع دفع الضر عن نفسه فضلاً عن أن يرد المصيبة عن ساحته ، لا تأتي قوته في مجابهة ما يجد من شكول الحياة إلا بعميق الإيمان الله وعظيم التوكل عليه وليس ذلك إلا للمؤمن .
فالثقة بالله وأنه المعين القادر والقوي القاهر من علامات الإيمان وتعلق القلب بربه ، إذ لا حول للإنسان ولا قوة له فيما هو خارجٌ عن إرادته ومقدرته .
ومطلوب من المؤمن ألا تتزحزح ثقته بربه قيد أنملة ولا أقل من ذلك ولا أكثر مهما أصابه من البلاء أو واجه من المصاعب فيستعين بالله ولا يعجز ، فهو في كبد ما دام في الدنيا .
فلا يقنط المذنب من عفو ربه } قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ }، ولا ييأس المبتلى من روح الله } إِنَّهُ لَا ياَْيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}

ومع ثقة العبد بربه وتوكله عليه لا يعذره ذلك أن يخلد للتواكل وترك الأخذ بالأسباب ، بل يستثمر طاقاته وقدراته وما سخره الله له من الأسباب الحسية والمعنوية في مدافعة أمور حياته ومجاراة نوائب دنياه .

مع عدم تضخيم هذه الأسباب وتعظيم أثرها على قدرة الله وتدبيره وتوفيقه ، فالثقة بالنفس يجب أن يتم ضبط استشعارها ومراقبة ممارستها حتى لا تطغى عن حدها ، فتقع في شراك العجب الذي إن أصابها أعماها عن عيوبها وضعفها ، وأنساها حاجتها الملحة والدائمة لعون ربها وتوفيقه .

لكننا اليوم أمام مصطلح يفوق الثقة الطبيعية بالنفس ؛ لطالما سمعنا وقرأنا عنه ألا وهو ما يسمى بـ « قوة الثقة بالنفس » الذي ذاع صيته في السنوات الأخيرة وكُتبت فيه الكتب والمقالات وعقدت لأجله الدورات التدريبية والمحاضرات الإدارية .

هذا المصطلح الذي إن تأملنا قليلاً بمنشئه نجد أنه تولد عند الغرب عندما انقطع الحبل بينهم وبين السماء ، فداووا ضعفهم البشري وهوانهم الفطري وانقطاع اتصالهم بالله بهذا المفهوم ، وسخروه لنيل الماديات وحيازة الأوسمة في شتى مجالات دنياهم .

فأضيف هذا المفهوم لقواعدهم الإدارية ومعاجمهم النفسية والاجتماعية ، وجاء بعض الباحثين من الأمة فنقلوا ثقافة القوم الإدارية وتجاربهم السلوكية ، دون أن يمحصوها وينقحوها على ضوء مفاهيم ديننا وتعاليم شرعنا ، فأصيبت الثقافة الإسلامية في مجملها ببعض المفردات التي تنخر في علاقة العبد بربه ومجتمعه ، ومنها مفهوم قوة الثقة بالنفس وبالأصح قوة « العجب » بالنفس !

ومن واقع قراءة صفحات التاريخ وأحداثه ؛ فإن من يعيش أجواء هذا المفهوم في حياته سيجد أن نفسه تنقاد للعجب والغرور مع مرور الأيام ، الأمر الذي ينسيها أنها نفس إنسان خُلق ضعيفا .
فقوة العجب بالنفس تدفع الإنسان لتخطي حدود طاقاته، والمبالغة بقدراته وإمكانياته ونسيان قصوره وإهماله ، و مهما فضلَّ الله أقواماً بنعم وعطايا عن غيرهم فليس ذلك مبرراً لهم أن يقعوا في الفخر والغرور بهذه النعم على عباد الله وإلحاق الفساد في الأرض .

كان قوم عاد في زمانهم أشد الناس خلقة وأقواهم بطشاً ، ولذلك أرشدهم نبي الله هود عليه السلام إلى حسن استغلال هذه النعمة } وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آَلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }إلا أن قوة عجبهم بأنفسهم ونسيانهم نعم الله أعمى بصيرتهم فقالوا }مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً }.

وعلى نهجهم وخطاهم سار كل جبار وطاغية في الأرض ، فبلغ الغرور فرعون أن نادى في قومه { أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي } !

واليوم نشهد طغياناً أمريكياً متعجرفا أن لا قوة إلا قوته ولا جيش إلا جيشه ، وهو أمرٌ يعبر عن قوة عجبهم بأسبابهم المادية التي لا تستطيع رد إعصار يحيق بولايتهم أو رصاصة قناص تصيب جنودهم المشردين في العالم .

ختاماً أقول :

لا نستطيع تحجيم مفهوم الثقة بالنفس فهو مهم لكل إنسان بالقدر الذي لا ينسيه حاجته الماسة لتوفيق ربه وسداده ، ولا يعميه عن عيوبه ومساوئه ، ولا يغريه بالغرور والإفساد في الأرض

التاريخ: 19/12/1427

عبدالله الشهري
2008-02-03, 05:13 PM
أثابك الله على هذه الإضافة المفيدة أيها الفاضل. وقد ذكرتني بعض أطراف هذه المشاركة بالمبحث العقدي المتعلق بأفعال العباد : مخلوقة أم غير مخلوقة ؟ والخلاف في ذلك اشتهر بين ثلاث طوائف: المعتزلة ، الأشاعرة ، وأهل السنة والجماعة ، والثقة بالنفس داخلة في عمومات هذا المبحث ، فجزء منها لا بد له من تعلق بمشيئة العبد ، وهو الجزء الذي للآدمي أن يسعى في جلبه ودفع ما يضاده ، بالأسباب الكونية والشرعية.

أبو عبدالرحمن بن ناصر
2008-02-04, 05:01 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا أدري هل مراد علماء النفس هذا الحديث؟
ما رواه مسلم
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان )

أسماء
2008-02-04, 06:43 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هل "الثقة" بالنفس -كما في تطوير الذات - ضربٌ من العُجب المنهي عنـه ؟
نصح كثير من كتب تطوير الذات ، وكذلك عدد كبير من علماء النفس والتربية بـ "الثقـة" بالنفس ، ويؤكدون على أن عـدم الثقة بالنفس ، وعدم اعتداد الشخص بما يملكه من مهارات وقدرات يقلل من الانتاجية و يضعف العزم على تحقيق الأهداف.

إخلاص النية و الثقة بالله سبحانه و تعالى
قال الأحنف بن قيس : رأس الأدب المنطق و لا خير في قول إلا بفعل و لا في مال إلا بجود و لا في صدق إلا بوفاء و لا في فقه إلا بورع و لا في عمل إلا بنية .
الإيمان :
ليكن لديك الإيمان العميق بأن لك هدفا
و غاية في هذه الدنيا
حتى تتغير الأمور ، أنت يجب أن تتغير
و لكنّنا بالتأكيد نستطيع تغيير أنفسنا
و مع هذا فلو غيرنا أنفسنا فكل شيء سيتغير بإذن الله .

قال تعالى : [ إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ]
وهنا نحتاج أكثر إلى علو الهمة قال ابن القيم رحمه الله :
(( فمن علت همته ، و خشعت نفسه اتصف بكل خلق جميل
و من دنت همته ، و طغت نفسه اتصف بكل خلق رذيل ))
و قال رحمه الله : (( فالنفوس الشريفة لا ترضى من الأشياء
إلا بأعلاها و أفضلها ، و أحمدها عاقبة .
و النفوس الدنيئة تحوم حول الدناءات
و تقع عليها كما يقع الذباب على الأقذار
فالنفوس العليَّة لا ترضى بالظلم ، و لا بالفواحش
و لا بالسرقة ، و لا بالخيانة
لأنها أكبر من ذلك و أجل .
و النفوس المهينة الحقيرة الخسيسة بالضد من ذلك )) .
و مع هذا يبق السؤال مطروح أخي الكريم عبدالله الشهري .
كيف نلحـظ "الخيط الرفيع" بين هذا ومعنى العجب الذي حذر منه السلف؟
من فضلك أخي عبد الله الشهري لو توضح لنا ماذا يقول السلف في تحذيرهم .........؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ليتبين لنا " الخيط الرفيع " و معنى العجب الذي حذرنا منه السلف .....

عبدالله الشهري
2008-12-27, 10:23 AM
و مع هذا يبق السؤال مطروح أخي الكريم عبدالله الشهري .
كيف نلحـظ "الخيط الرفيع" بين هذا ومعنى العجب الذي حذر منه السلف؟
من فضلك أخي عبد الله الشهري لو توضح لنا ماذا يقول السلف في تحذيرهم .........؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ليتبين لنا " الخيط الرفيع " و معنى العجب الذي حذرنا منه السلف .....
جزاك الله خيرا.
الجواب يتطلب الوقوف على معنى العجب ومعنى الثقة ، بحيث لو عرفنا ذلك لعلمنا هل أحدهما يعني الآخر ، أو أحدهما لازم الآخر ، ولكني سأضع ما عندي الآن. العجب ليس دافعاً يسبق العمل في الغالب ، وإنما هو حالة شعورية تحصل بسبب الالتفات خلال العمل أو بعده للعمل ، بل هي مُقعِدة عن العمل في المستقبل لأن المعجب يرى أنه ليس بالإمكان أحسن مما كان ، كما أنها قادحة في الإخلاص ، فهي أثر من آثار الجهل بحقيقة النفس وحقيقة ما يستحقه الخالق من العبادة . أما الثقة بالنفس فلا خلاف في كون ثقة الادمي بنفسه على وجه يوهمه باستقلال ذاته عن مقادير الخالق ومشيئته ، أقول لا خلاف في بطلان هذه الثقة وهي داخة في معنى الغرور ، فهي والغرور شيئان متكافئان بهذا المعنى ، أما الثقة بالنفس - بمعنى أن يرى الإنسان أن لديه القدرة على تحقيق النجاح الممكن وأن لديه الاستعداد الكافي للتصرف بالشكل الصحيح كما أن لديه الإرادة الكافية لترجمة الأهداف النظرية الممكنة إلى إنجازات عملية ، فهذه هي الثقة التي تعبر عن حالة نفسية قابلة للتحسين وصالحة لأن يعتمد عليها - الاعتماد على الله أولاً مفروغ منه أصلاً - [1] وقد كان صلى الله عليه وسلم يعزز ثقة أصحابه ويقيم أودها بعبارات المدح والتعجب والاستسحان، كما قال لسعد بن معاذ ((لقد حكمت اليوم فيهم بحكم الله الذي حكم به من فوق سبع سموات)) ، وفي الحديث المتفق عليه : عن المغيرة بن شعبة قال : (( تخلفت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك ، فتبرز وذكر وضوءه ، ثم عمد الناس وعبد الرحمن يصلي بهم ، فصلى مع الناس الركعة الأخيرة ، فلما سلم عبد الرحمن قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يتم صلاته ، فلما قضاها أقبل عليهم فقال : قد أحسنتم وأصبتم يغبطهم أن صلوا الصلاة لوقتها))
__ اللهم صل وسلم على نبيك ، كم في الحديث الأخير من درس في الأدب والخلق ورعاية أحوال الأصحاب __
= = = = == = = = = = = = = = = =
[1] ولذلك جاء العزم قبل التوكل في قوله تعالى ((فإذا عزمت فتوكل على الله)) ، بل حتى التوكل هل يكون بغير عزم على التوكل ، وأقصى ما جاء هو مقارنة إرادة الفعل لإرادة التوكل ((اعقلها وتوكل)) ، هذا إذا لم نقل أن "الواو" تفيد الترتيب مطلقاً ، إلا أنه قول ضعيف عند النحويين.

نضال مشهود
2009-01-02, 03:06 AM
تنصح كثير من كتب تطوير الذات ، وكذلك عدد كبير من علماء النفس والتربية بـ "الثقـة" بالنفس ، ويؤكدون على أن عـدم الثقة بالنفس ، وعدم اعتداد الشخص بما يملكه من مهارات وقدرات يقلل من الانتاجية و يضعف العزم على تحقيق الأهداف.
ياترى : كيف نلحـظ "الخيط الرفيع" بين هذا ومعنى العجب الذي حذر منه السلف؟
--------------------------------------
مُقدّماً ، نعلم بلا ريب أن الثقة في الله قبل كل شيء وبيده الأمر كله سبحانه ، ولذلك أرجو من الإخوة مناقشة الجزء المحدد من الموضوع والتركيز عليه قدر الإمكان.

بارك الله فيكم على هذا الموضوع القيم .

لا شك أن كتب (تطوير الذات) المعاصر مشحونة بمفردات هي من متشابه المصطلحات . فالواجب علينا تأصيلها على قواعد شرعية وضوابط سنية .

فإذ كان المراد بـ(الثقة بالنفس) : الثبات على الحق، والعزم الفتى على فعل الخيرات، مع التوكل التام لخالق الأنام ومقلب الأيام . . فهذا مطلوب شرعا. فففاحرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزققق.

أما إن أريد بها : الاتكال على النفس، والأمان من سيئاتها ووسوسة الشيطان، فهذا لا يقوي (العزم) إلا على الأباطيل، ولا يحقق (الأهداف) إلا ما كان من شهوات الدنيا ولعله ليس لأصحابها في الآخرة من خلاق - والعياذ بالله .

عبدالله الكناني
2009-01-03, 10:05 PM
أخي الكريم بارك الله فيك وفي طرحك وفي مداخلات الفضلاء هنا ومادبجوه من فتاوى وأقوال جميلة اسمح لي سيدي الفاضل أن دلي بدلوي لو تكرمت على في ذلك:
1=يبدو لي بارك الله فيك من خلال طرحك أن لديك شبه معلومة وافية عن الموضوع ولعل جنابكم الكريم ألا يظن علينا بكمالها في المنتدى المبارك.
2=المصطلحات المعاصرة التي لاعلاقة لنا بها كمسلمين في كتبنا كما ترد في كتب تطوير الذات أو غيرها تترجم حرفيا حسب البئية التي نشأ فيها الكتاب الأصل ولعل لكل بلد أسلوبه الخاص في نمطية الحياة وطريقته في التعبير فمثلا الإنسان الأمريكي يعرف الثقة بالنفس بأسلوب مختلف تماما عما يراه نظيره في الصين مثلا نتيجة لنمطية الحياة وطريتقها في كلا البلدين فأنت عندما تحكم على كلمة الثقة بالنفس لابد أن تعرف معناها في كل بلد والأسلم في هذا تحديد الثقة بالنفس في كلام فلان أوطريقته لاسيما أن التطوير وما عداه أصبح له مدارسه وأفكاره ومن ثم يمكن إن صح التعبير توضيح الحكم الشرعي مدبجا بكلام عالم مسلم له باع في هذا الشأن .
3= تجد هذه العبارات تستخدم كثيرا في مجال الطب النفسي لعلاج المرضى وحثهم على الاستعداد لمواجهة صعوبة العلاج أو طول المدة الزمنية.
4= العبارة تحتمل معان عدة
تحتمل الغرور.
تحتمل الدافعية.
تحتمل التحدي.
تحتمل عدم الإيمان بالله أو انعدام التوكل والعياذ بالله.
عدم الثقة تحتمل الاستسلام .....الانهزامة...... دم القدرة على المواجهة الخ
إذا نحن أمام مصطلح جديد نحتاج فهمه ..إدراكه.. الإحاطة بجميع معانيه ..؛لكي نصدر حكما سليماَ لنقول بعدها هذا محرم أو مباح.
ولولا خوفي من إطالة الموضوع وتشعبه لطرحت بعض العبارات التي يرى أصحاب هذا المنهج أنها تدخل تحت مسمى الثقة بالنفس ولقد رأيت فيها تباينا مابين القاعدة وفروعها فيطلب في مكانه
شكرا لك رحابة صدرك وقوي طرحك وجميل حرصك تقبل مني دعوة بظهر الغيب أن ترى الحق فتتبعه وترى الباطل فتجتنبه
محبك .عبدالله الكناني:)