رائد الغامدي
2008-01-26, 01:34 AM
دراجة صديقي أبوصالح
.http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif
اشترى صديقي أبوصالح دراجة جديدة؛ ولم ينقصها سوى تركيب المِقوَد "الدركسون".
استعان بي صديقي العزيز لتركيب الدراجة، تمهيداً لقيادتها باحتراف. بحثت في حقيبة المعدات الخاصة بي عن المفتاح رقم 14 ؛ لتركيب المسمار في مكانه المناسب.
تم تركيب الدراجة ولله الحمد، ولقد فرحت كثيراً عندما رأيت صديقي يقود دراجته بسرور بالغ. ولكن سروري لم يدم طويلاً عندما افتكرت أن صاحبي لم يُعِر أمر التركيب اهتماماً ولم يتعلم طريقة التركيب؛ حتى يستطيع بمقدوره تركيب دراجة أخرى؛ للإسهام في تعليم أناس آخرين طريقة التركيب.
إن هذا المثال قد لايمثل أي أهمية؛ خصوصاً وأن الدراجة تمثل وسيلة لهوٍ ومرحٍ بالنسبة لنا!
إن هذا المثال لايمثل قضيةً بحد ذاتها، ولكن هذا المثال البسيط قد يتعاون مع أمثلة أخرى نراها بسيطيةً أيضاً؛ وربما تَختَلِقُ لنا "كابوساً" مزعجاً لانستطيع مواجهته والتغلب عليه في يوم من الأيام.
إننا – كشعب سعودي يعيش حالة من الترف النسبي في الحياة - نمثل أنموذجاً من نماذج الإتكالية على الآخرين؛ فبدونهم لانستطيع تسيير أمور حياتنا بصورة طبيعية.
ومما يتعجب له المرء هذه الأيام، هو مناداة مجموعة من الناس بتسفير العمالة البنجلاديشية إلى بلدهم لمخالفتهم لأنظمة وقوانين البلد، فليس العجب بالمنادة بإخراج فئة تخالف الأنظمة والقوانين؛ ولكن العجب من الحل الذي أوجدوه باستبدالهم بعمالة من جنسيات أخرى، فلايزال الشعب يحب الإتكالية حتى النخاع.
إن مانعيشه من متغيرات عديدة هذه الأيام؛ تُحتِمُ علينا التعلم من الآخرين كيفية تركيب الأشياء وإصلاحها وإن شئت فقل إنشائها، وتعليمها كذلك لأبنائنا وبناتنا، ونشجعهم على حب المعرفة والاستطلاع والمحاولة والخطأ؛ فهذا كفيل لأن ينشىء جيلاً مُستقلاً بذاته، يستطيع تسيير أمور حياته بأريحية تامة.
فعندما أمتلك المقدرة أنا وجاري أبوصالح على لبس "الوزرة" ومسك عصا المكنسة؛ عندئذٍ يحقُ لنا "الصياح" بأننا جاهزون للمنادة بإخراج كل العمالة الفائضة، ولانستبقي منهم إلا ذوي الأعمال الإحترافية حتى نصبح قادرين
.http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif
اشترى صديقي أبوصالح دراجة جديدة؛ ولم ينقصها سوى تركيب المِقوَد "الدركسون".
استعان بي صديقي العزيز لتركيب الدراجة، تمهيداً لقيادتها باحتراف. بحثت في حقيبة المعدات الخاصة بي عن المفتاح رقم 14 ؛ لتركيب المسمار في مكانه المناسب.
تم تركيب الدراجة ولله الحمد، ولقد فرحت كثيراً عندما رأيت صديقي يقود دراجته بسرور بالغ. ولكن سروري لم يدم طويلاً عندما افتكرت أن صاحبي لم يُعِر أمر التركيب اهتماماً ولم يتعلم طريقة التركيب؛ حتى يستطيع بمقدوره تركيب دراجة أخرى؛ للإسهام في تعليم أناس آخرين طريقة التركيب.
إن هذا المثال قد لايمثل أي أهمية؛ خصوصاً وأن الدراجة تمثل وسيلة لهوٍ ومرحٍ بالنسبة لنا!
إن هذا المثال لايمثل قضيةً بحد ذاتها، ولكن هذا المثال البسيط قد يتعاون مع أمثلة أخرى نراها بسيطيةً أيضاً؛ وربما تَختَلِقُ لنا "كابوساً" مزعجاً لانستطيع مواجهته والتغلب عليه في يوم من الأيام.
إننا – كشعب سعودي يعيش حالة من الترف النسبي في الحياة - نمثل أنموذجاً من نماذج الإتكالية على الآخرين؛ فبدونهم لانستطيع تسيير أمور حياتنا بصورة طبيعية.
ومما يتعجب له المرء هذه الأيام، هو مناداة مجموعة من الناس بتسفير العمالة البنجلاديشية إلى بلدهم لمخالفتهم لأنظمة وقوانين البلد، فليس العجب بالمنادة بإخراج فئة تخالف الأنظمة والقوانين؛ ولكن العجب من الحل الذي أوجدوه باستبدالهم بعمالة من جنسيات أخرى، فلايزال الشعب يحب الإتكالية حتى النخاع.
إن مانعيشه من متغيرات عديدة هذه الأيام؛ تُحتِمُ علينا التعلم من الآخرين كيفية تركيب الأشياء وإصلاحها وإن شئت فقل إنشائها، وتعليمها كذلك لأبنائنا وبناتنا، ونشجعهم على حب المعرفة والاستطلاع والمحاولة والخطأ؛ فهذا كفيل لأن ينشىء جيلاً مُستقلاً بذاته، يستطيع تسيير أمور حياته بأريحية تامة.
فعندما أمتلك المقدرة أنا وجاري أبوصالح على لبس "الوزرة" ومسك عصا المكنسة؛ عندئذٍ يحقُ لنا "الصياح" بأننا جاهزون للمنادة بإخراج كل العمالة الفائضة، ولانستبقي منهم إلا ذوي الأعمال الإحترافية حتى نصبح قادرين