المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إثبات المعنى في الصفات .



عمر عدناني
2013-05-01, 05:26 AM
السلام عليكم ، قرأت أنه من عقيدة السلف إثبات المعنى . لكنني قرأت بعد ذلك أن حقيقة معنى صفة النزول مثلا أو حقيقة اليد ، علمها عند الله تعالى . فكف نثبت معنى لا نعلمه ؟ لأنه بحسب فهمي أننا فوضنا العلم إلى الله تعالى . ربما في الأمر لبس لا أعرفه . فهل من تبيين لهذا الأمر ؟

أم علي طويلبة علم
2013-05-01, 09:46 AM
نثبت المعنى المطلق
نحن ندرك معنى نزول الطائرة ، وندرك معنى نزول الطير على الشجرة
فكل اشترك في صفة النزول .
فلا نقول أن نزول الطائرة مثل نزول الطير

محمد طه شعبان
2013-05-01, 10:21 AM
أخي الكريم/ عمر عدناني - بارك الله فيك - من المعلوم - كما تفضلتَ - أن السلف يفوضون الكيفية ولا يفوضون المعنى، وهذا باتفاق أهل السنة والجماعة، لا يخالف في ذلك أحد، وقد نقل بعض العلماء كالإمام النووي رحمه الله، ومحمد رشيد رضا
قال النووي رحمه الله في ((المجموع)) 1/25:
((اخْتَلَفُوا فِي آيَاتِ الصِّفَاتِ وَأَخْبَارِهَا هَلْ يُخَاضُ فِيهَا بِالتَّأْوِيلِ أَمْ لَا فَقَالَ قَائِلُونَ تُتَأَوَّلُ عَلَى مَا يَلِيقُ بِهَا وَهَذَا أَشْهَرُ الْمَذْهَبَيْنِ لِلْمُتَكَلِّمِ ينَ: وَقَالَ آخَرُونَ لَا تُتَأَوَّلُ بَلْ يُمْسِكُ عَنْ الْكَلَامِ فِي مَعْنَاهَا وَيُوكَلُ عِلْمُهَا إلَى اللَّهِ تَعَالَى وَيَعْتَقِدُ مَعَ ذَلِكَ تَنْزِيهَ اللَّهِ تَعَالَى وَانْتِفَاءَ صِفَاتِ الْحَادِثِ عَنْهُ: فَيُقَالُ مَثَلًا نُؤْمِنُ بِأَنَّ الرَّحْمَنَ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى وَلَا نَعْلَمُ حَقِيقَةَ مَعْنَى ذَلِكَ وَالْمُرَادَ بِهِ مَعَ أَنَّا نَعْتَقِدُ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى (لَيْسَ كمثله شئ) وَأَنَّهُ مُنَزَّهٌ عَنْ الْحُلُولِ وَسِمَاتِ الْحُدُوثِ وَهَذِهِ طَرِيقَةُ السَّلَفِ أَوْ جَمَاهِيرِهِمْ وَهِيَ أَسْلَمُ إذْ لَا يُطَالَبُ الْإِنْسَانُ بِالْخَوْضِ فِي ذَلِكَ فَإِذَا اعْتَقَدَ التَّنْزِيهَ فَلَا حَاجَةَ إلَى الْخَوْضِ فِي ذَلِكَ وَالْمُخَاطَرَة ِ فِيمَا لَا ضَرُورَةَ بَلْ لَا حَاجَةَ إلَيْهِ فَإِنْ دَعَتْ الْحَاجَةُ إلَى التَّأْوِيلِ لِرَدِّ مُبْتَدِعٍ وَنَحْوِهِ تَأَوَّلُوا حِينَئِذٍ: وَعَلَى هَذَا يُحْمَلُ مَا جَاءَ عَنْ الْعُلَمَاءِ فِي هَذَا والله أعلم)).
وقال محمد رشيد رضا رحمه الله في ((رسائل السنة والشيعة)) (82):
((وقد اشتهر في كتب العقائد وعلم الكلام القديمة والحديثة للأشاعرة أن أهل السنة انقسموا فيما عدا صفات المعاني الذاتية إلى:
سلف يفوضون حقيقة تلك الصفات إلى الله تعالى [قال المعلق على الرسائل: هذه العبارة من الشيخ رحمه الله: (سلف يفوضون حقيقة تلك الصفات) - تبدو لي - عبارة مجملة؛ فتفويض حقيقة الصفات: إما أن يكون تفويضاً لحقيقة ما عليه الصفة وكيفيتها فيكون صحيحاً، وإما أن يكون تفويضاً لمعانيها أي أن المعاني المرادة من هذه النصوصة مجهولة عند السلف وهذا باطل، لأن السلف أثبتوا المعاني لتلك الصفات الواردة في الكتاب والسنة، ] ويرونها كما جاءت في الكتاب والسنة مع تنزيه الرب تعالى عن الشبيه والمثل.
وخلف يؤولونها تأويلاً يوافق قواعد اللغة التي وردت بها)).
وهذا الكلام خطأ؛ لم يقل به أحد من علماء أهل السنة والجماعة.
وإنما فوضوا الكيفية، ولم يفوضوا المعنى.

أبو مالك المديني
2013-05-01, 03:01 PM
أحسنتم بارك الله فيكم . واسمحوا لي أن أشارككم فأقول مستعينا بالله :
قال الإمام ابن قدامة رحمه الله في (لمعة الاعتقاد) بعد أن تكلم عن آيات الصفات ووجوب الإيمان بها من غير تأويل ولا تشبيه، قال: وما أشكل من ذلك وجب إثباته لفظاً، وترك التعرض لمعناه، ونرد علمه إلى قائله، ونجعل عهدته على ناقله،...إلخ أهـ
أقول : هذا غلط وليس بصحيح، فتفويض المعنى غير مسلَّم، بل المعنى ثابت على ما يليق بالله سبحانه وتعالى ، ومعلوم أن السميع غير البصير، فالبصر يتعلق بالمرئيات ، والسمع يتعلق بالمسموعات ، وهكذا ، فلا يقال : إننا لا نفهم معنى البصر، ولا نفهم معنى السمع، ولا نفهم معنى القدرة ، ولا نفهم معنى النزول فهو معلوم لا يكون إلا من الأعلى ، ولا يلزم منه خلو العرش في حق الله بل هو على العرش استوى كما أخبر سبحانه ، فالمعنى معلوم ، كما قال ذلك الإمام مالك بن أنس رحمه الله عندما سئل كيف استوى ؟ قال: الاستواء معلوم ( أي معلوم بالارتفاع والعلو فهو من ضمن معاني الاستواء كما قال العلماء من اللغويين وغيرهم ، وهو اللائق في حق الله فهو سبحانه على وارتفع على كل مخلوقاته علو الذات والصفة وعلو القدر والقهر ) ، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، أي: السؤال عن الكيفية، فالمعنى ثابت ، ولكنه ليس كما يليق بالمخلوقين، بل كما يليق بالله سبحانه وتعالى، كما قال الله عز وجل: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى:11]، فأثبت السمع والبصر، ونفى المشابهة، فله سمع لا كالأسماع ، وبصر لا كالأبصار. وأما تفويض الكيف مع فهم المعنى فهو منهج السلف رحمهم الله ، وأما المفوضة الذين يقولون في صفات الله : الله أعلم بمراده بذلك ، وإن المعنى لا يفهم ، فمذهبهم باطل ، وليس هذا منهج السلف ولا طريقتهم ، بل طريقة السلف تفويض الكيف دون المعنى، وقد بيّن ذلك الإمام مالك بن أنس رحمه الله حيث قال: الاستواء معلوم ، أي : ليس فيه تفويض- والكيف مجهول-أي: أنه يفوّض، والتفويض ليس منهج السلف ، وإنما هو طريقة أهل البدع ، ولا يصح أن يقال: إن مذهب السلف من الصحابة ومن سار على منوالهم هو التفويض ومن قال ذلك فقد ارتكب ثلاثة محاذير ؛ الأول: أنه جاهل بمذهب السلف ، والثاني: أنه مجهِّل لهم ، أي نسبهم إلى الجهل، وأنهم لا يعلمون معاني ما خوطبوا به، لذلك فإنهم يقولون: الله أعلم بمراده، وهذا غلط، فقد فسروا قوله تعالى: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه:5] بأن الاستواء هو العلو والارتفاع ، ففسروها بما تقتضيه اللغة. والثالث: أنه كاذب عليهم ؛ لأن مذهبهم ليس هو التفويض ، بل هو إثبات المعنى ، كما قال الله عز وجل: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى:11]، فالسمع معناه معروف ، والبصر معناه معروف ، ولا يقال: الله أعلم بمعنى السمع ، والله أعلم بمعنى البصر، فالسمع يتعلق بالمسموعات ، والبصر يتعلق بالمرئيات والمبصَرات ، وسمع الله تعالى محيط بكل شيء ، ولا يخفى عليه شيء ، وكذلك بصره نافذ في كل شيء ، ومحيط بكل شيء سبحانه جل ذكره ، تقدست أسماؤه وتعالت صفاته ولا إله غيره .

محمد طه شعبان
2013-05-01, 03:39 PM
جزاكم الله خيرا شيخنا الجليل

عمر عدناني
2013-05-01, 09:09 PM
أشكر جميع الإخوة على ردودهم العلمية المفعمة بالحيوية ، و لكن لنأخذ مثلا مداخلة الأخ أبو مالك المديني ، حيث يقول : ( المعنى ثابت على ما يليق بالله سبحانه وتعالى ) فهل المعنى الثابت نفهمه نحن أم نكل علمه إلى الله سبحانه وتعالى ؟

أم علي طويلبة علم
2013-05-01, 09:50 PM
قال ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى في ( ج٦ / ص٣٤٠ ):


" الصفة " مصدر وصفت الشيء أصفه وصفا وصفة مثل وعد وعدا وعدة ووزن وزنا وزنة ; وهم يطلقون اسم المصدر على المفعول كما يسمون المخلوق خلقا ويقولون : درهم ضرب الأمير فإذا وصف الموصوف بأنه وسع كل شيء رحمة وعلما : سمي المعنى الذي وصف به بهذا الكلام صفة . فيقال للرحمة والعلم والقدرة : صفة بهذا الاعتبار ، هذا حقيقة الأمر ."

عمر عدناني
2013-05-01, 11:55 PM
شكرا للأخت أم علي ، و لا أدري لماذا ضربت المثل بنزول الطائر ونزول الطائرة في مداخلتك الأولى . لأن نزول الطائر نعرفه و كذلك نزول الطائرة ، و لكن فهم نزول الله تعالى نكل علمه إلى الله تعالى . فنحن نعرف نزول الطائر أو الطائرة و لذلك نتصور لذلك هيئات مختلفة مما عرفناه في الحياة .

أم علي طويلبة علم
2013-05-02, 05:41 AM
ذكرت في المشاركة الأولى أننا نثبت المعنى المطلق ، الذي اشترك فيه كل من الطير والطائرة وهو النزول .
أما خصوصية المعنى لابد من معرفة الذات ، فنزول الطائرة يختلف عن نزول الطير.

الله سبحانه ليس كمثله شيء

عمر عدناني
2013-05-02, 08:05 AM
فهمت قصدك يا أم علي ، و شكرا لمساهمتك في إثراء هذا الموضوع ، و حينما نثبت معنى نزول الله تعالى من دون إدراك لمعنى نزوله سبحانه و تعالى ، فهل نثبت معنى نحن نجهله ؟ و إثباتنا لمعنى نجهله ، ألا يكون تفويضا ؟

أبو مالك المديني
2013-05-02, 07:43 PM
أشكر جميع الإخوة على ردودهم العلمية المفعمة بالحيوية ، و لكن لنأخذ مثلا مداخلة الأخ أبو مالك المديني ، حيث يقول : ( المعنى ثابت على ما يليق بالله سبحانه وتعالى ) فهل المعنى الثابت نفهمه نحن أم نكل علمه إلى الله سبحانه وتعالى ؟
ذكرت ذلك وأعطيت مثالا عليه فالاستواء على العرش صفة من صفاته سبحانه ، والاستواء له معان في اللغة ، لكن اللائق به هو العلو والارتفاع . هذا ما قصدته . نفع الله بك . وشيخ الإسلام وابن القيم قررا ذلك في مواضع .
قال ابن القيم : والاستواء معلوم في اللغة مفهوم وهو العلو والارتفاع على الشيء والاستقرار والتمكن فيه قال أبو عبيدة في قوله الرحمن على العرش استوى قال علا قال وتقول العرب استويت فوق الدابة واستويت فوق البيت وقال غيره استوى أي استقر واحتج بقوله تعالى ولما بلغ أشده واستوى انتهى شبابه واستقر فلم يكن في شبابه مزيد قال ابن عبد البر الاستواء الاستقرار في العلو وبهذا خاطبنا الله تعالى في كتابه فقال لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وقال تعالى واستوت على الجودي
وقال تعالى فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك .
وقال في موضع آخر : والاستواء معلوم في اللغة وهو العلو والارتفاع والتمكن .
وقال شيخه شيخ الإسلام : وقال أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي زمنين " الإمام المشهور من أئمة المالكية في كتابه الذي صنفه في " أصول السنة " قال فيه : باب الإيمان بالعرش قال : " ومن قول أهل السنة أن الله عز وجل خلق العرش واختصه بالعلو والارتفاع فوق جميع ما خلق ثم استوى عليه كيف شاء كما أخبر عن نفسه في قوله : { الرحمن على العرش استوى } وقوله : { ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض } الآية . فسبحان من بعد وقرب بعلمه فسمع النجوى .

عمر عدناني
2013-05-02, 09:59 PM
شكرا للأخ أبو مالك المديني على هذه النقول التي نثري بها ثقافتنا ، و لا أدري لعلي لم أتوصل من خلال كلامه إلى جواب عن سؤالي : هل المعنى الثابت ، مثل استواء الرحمن ، هل نفهمه نحن أم نكل علمه إلى الله سبحانه وتعالى ؟

محمد طه شعبان
2013-05-03, 12:00 AM
شكرا للأخ أبو مالك المديني على هذه النقول التي نثري بها ثقافتنا ، و لا أدري لعلي لم أتوصل من خلال كلامه إلى جواب عن سؤالي : هل المعنى الثابت ، مثل استواء الرحمن ، هل نفهمه نحن أم نكل علمه إلى الله سبحانه وتعالى ؟
صاحب الفطرة السليمة يفهم معنى الاستواء

عمر عدناني
2013-05-03, 01:02 AM
سؤالي ، يا أخ محمد طه شعبان ، ليس عن الإستواء ، بل سؤالي عن استواء الرحمن ، هل نفهمه نحن أم نكل علمه إلى الله سبحانه وتعالى ؟

عمر عدناني
2013-05-03, 09:57 PM
لأن الإستواء الذي نعرفه مرتبط بالذوات التي نعرفها ، و ليس لنا معرفة بذات الله سبحانه و تعالى .

محمد طه شعبان
2013-05-04, 01:07 PM
نعم؛ نحن نعلم معنى الاستواء، ولا نعلم الكيفية، فكل صاحب فطرة سليمة إذا قلت له: هل تعرف معنى الاستواء؟ - وذلك من غير أن تقيده بالله أو غيره - سيقول: نعم أعرفه، فإن قلت له: كيف هو بالنسبة لله؟ سيقول لك: لا أدري.
وذلك مثل بقية الصفات، فهناك صفة الغضب، وصفة الرضا، وصفة الفرح، فنحن نعلم معنى الرضا، ومعنى الغضب ومعنى الفرح، وإن كنا لا نعلم كيفية هذه الصفات.
والسؤال المُوَجَّهُ إليك: هل تعلم أنت معنى الرضا والغضب والفرح؟ فإن قلت: لا أعلم معاني هذه الصفات.
قلنا لك: هل الرضا عندك كالغضب، والغضب كالفرح؟ فإن قلت: لا أدري فرق ما بينهما.
قلنا: هذا لا يوافقك عليه كُلُّ صاحب عقل سليم مستقيم.
وإن قلتَ: نعم؛ أعرف فرق ما بينهما؛ فالرضا غير الغضب، والغضب غير الفرح.
قلنا: هذا هو المعنى، وأنت قد اعترفت بمعرفة المعنى؛ فإنه لا يُفَرَّقُ إلا بين أشياء لها معانٍ؛ وإلا فما ليس له معانٍ فلا يصلح التفريق بينها.

عمر عدناني
2013-05-04, 01:34 PM
نحن لانستطيع أن نعرف الإستواء إلا مقيدا بذات من الذوات . و التفريق بين المعاني لايقتضي فهمها كلها ، فنحن نفرق بين نزول الله و نزول الإنسان و لا يعني ذلك أننا نعرف معنى نزول الله .

محمد طه شعبان
2013-05-04, 01:42 PM
نحن لانستطيع أن نعرف الإستواء إلا مقيدا بذات من الذوات . و التفريق بين المعاني لايقتضي فهمها كلها ، فنحن نفرق بين نزول الله و نزول الإنسان و لا يعني ذلك أننا نعرف معنى نزول الله .
قل: لا أعرف كيفية نزول الله؛ وأما المعنى فكلامك يدل على أنك تعرفه.

عمر عدناني
2013-05-04, 05:03 PM
المعنى الذي نعرفه للنزول ، تكون من خلال ما عرفناه في الحياة من أنواع النزول ، و لكننا لا نعرف معنى نزول الله لأننا لا نعرف الذات الإلاهية . و الكيفية هي فرع عن المعنى الأصلي ، فنحن لا نعرف معنى نزول الله تعالى و لا كيفية ذلك .

محمد طه شعبان
2013-05-04, 05:47 PM
المعنى الذي نعرفه للنزول ، تكون من خلال ما عرفناه في الحياة من أنواع النزول ، و لكننا لا نعرف معنى نزول الله لأننا لا نعرف الذات الإلاهية . و الكيفية هي فرع عن المعنى الأصلي ، فنحن لا نعرف معنى نزول الله تعالى و لا كيفية ذلك .
هو هذا النزول الذي تتحدث عنه، الذي يخالف الصعود، هذا هو المعنى المراد، فلو قلت لك: هل النزول في حق الله تعالى كالصعود، لسارعت بالنفي، وقلتَ: النزول ليس كالصعود.
ثم إنك لم تجاوبني عن الأسئلة الموجهة إليك.

عمر عدناني
2013-05-04, 06:25 PM
المعنى الذي نعرفه عن الصعود والنزول تكون في أذهاننا بما

عرفناه في الحياة ، و الذات الإلاهية لا نعرف عنها شيئا . و أظن

أنني أجيب على كل أسئلتك ، و أتشرف بذلك .

محمد طه شعبان
2013-05-04, 06:33 PM
و الذات الإلاهية لا نعرف عنها شيئا
ألم يأمرنا الله تعالى في كتابه العزيز بتدبر كتابه؟
فكيف يأمرنا بتدبر شيء لا نعلم معناه؟
أريد الإجابة

محمد طه شعبان
2013-05-04, 06:35 PM
و أظن أنني أجيب على كل أسئلتك ، و أتشرف بذلك .
لم تجاوب؛ الله عز وجل أثبت لنفسه صفة الرضا، وصفة الغضب، وصفة الفرح.
فهل الرضا كالغضب، والغضب كالفرح؟
وهل صفة العزة كصفة الرحمة؟ وهل صفة اليدين كصفة الوجه؟
أريد الإجابة

عمر عدناني
2013-05-04, 07:18 PM
الآيات و الأحاديث التي فيها أشياء عن الذات ، مثل الإستواء و

النزول نستفيد منها معان مثل عظمة الله و رحمته ، و هذه هي

المعاني المقصودة بتدبر القرآن .

أما عن سؤالك الثاني فاعذرني لأنني لم أفهم القصد منه .

محمد طه شعبان
2013-05-04, 11:34 PM
الآيات و الأحاديث التي فيها أشياء عن الذات ، مثل الإستواء و

النزول نستفيد منها معان مثل عظمة الله و رحمته ، و هذه هي

المعاني المقصودة بتدبر القرآن.
إذن؛ أنت جعلت صفة الاستواء كصفة الرحمة، وكصفة العظمة؛ فالله عز وجل لما أراد أن يُعلم خلقه أنه رحيم، قال: (ثم استوى على العرش)، ولما أراد أن يُعلمهم أنه عظيم، قال: (ثم استوى على العرش) !!! فهل هناك عاقل يقول بهذا الكلام؟! فهذا لا يليق إلا بمخلوق عاجز لا يستطيع التعبير عما بداخله.
فأنت لو جئتَ إليّ فأردت أن تخبرني عن ملِك من ملوك الدنيا بأنه رحيم، فقلتَ: الملك الفلاني استوى على العرش، لم يفهم منك كلُّ من سمعك أنك تريد أن تقول بأنه رحيم، ولتهموك حينها بعدم القدرة عن التعبير.
أَفَتُنَزِّهُ نفْسَك عن ذلك وتتهم به ربَّك؟! بئس ما قلتَ.

محمد طه شعبان
2013-05-04, 11:37 PM
أما عن سؤالك الثاني فاعذرني لأنني لم أفهم القصد منه.
أنا أعذرك لو كان السؤال صعبًا؛ أَمَا والسؤال في غاية السهولة فكيف أعذرك؟!

عمر عدناني
2013-05-05, 12:02 PM
أنا أتفق معك أن الإستواء و النزول هي معان تتعلق بالذات الإلاهية ، و لكن إختلفت معك لما قلت أنت أننا نفهم هذه المعاني و انا قلت إننا لا نفهم هذه المعاني. و إحتججت أنت أنه لا بد أن نفهم هذه المعاني لأن الأمر بتدبر القرآن يقتضي فهم كل المعاني الواردة فيه ، فأجبتك أننا نفهم المعاني المقصودة بالتدبر في الآيات التي تحتوي أمورا عن الذات الإلاهية ، مثل معاني العظمة و الرحمة . و لا أظنك تختلف معي أننا ندرك معنى عظمة الله من آية الإستواء من غير أن يعني ذلك أنه لا يوجد معنى عن الذات ، لا نفهمه ، و هو الإستواء .

محمد طه شعبان
2013-05-05, 12:13 PM
و لا أظنك تختلف معي أننا ندرك معنى عظمة الله من آية الإستواء من غير أن يعني ذلك أنه لا يوجد معنى عن الذات ، لا نفهمه ، و هو الإستواء .
كلامك غير واضح، وهو بعيد عما أطلبه منك من أسئلة؛ فأنت لم تجاوبني.
ثم لو تنزلنا معك وقلنا بأن الاستواء معناه العظمة، فالله عز وجل لما أراد أن يثبت عظمته قال: (ثم استوى على العرش)!!!
فماذا تقول عن صفة النزول؟ وما معناها؟

المصباح المنير
2013-05-05, 12:16 PM
يا أخي إن لم نفهم القرآن بلسان العرب الذي نزل لضللنا وأضللننا
وإن لم نجر المعاني اللغوية المذكورة في الكتاب والسنة على حقيقتها فتنوع خطاب الشرع عبث يجب أن ينزه عنه
وإن لم نفوض الكيفية إلى الله عز وجل فإنا نقول على الله بغير علم ونحن قد نهينا عن ذلك
يا أخي (ليس كمثله شيء) ومع ذلك أخبرنا سبحانه أنه (سميع بصير) فهل معنى السميع البصير كـ (ألم) و (كهيعص) حتى نفوض معناها لله تبارك وتعالى؟؟

عمر عدناني
2013-05-05, 01:32 PM
أشكر الأخوين محمد طه شعبان و الأخ المصباح المنير ، و أقول لهما إما أني لم أفهم قصدكما و إما أني لم أستطع أن أوصل القصد من كلامي إليكما ، فإذا رأيتما أن نوقف هذا الحوار الآن و تعطياني فرصة ، ربما سيتبين لي القصد من كلامكما . وليس هذا رغبة عن الحوار معكما ، و لكن أخشى أن أظهر لكما بمظهر من يتعمد إنكار الحقائق، و لست إن شاء الله كذلك .

محمد طه شعبان
2013-05-05, 01:58 PM
ولكن أخشى أن أظهر لكما بمظهر من يتعمد إنكار الحقائق، و لست إن شاء الله كذلك .
إن كنت كذلك فنسأل اله تعالى لك التوفيق، وبلوغ الحق

عمر عدناني
2013-05-05, 02:24 PM
جزاك الله خيرا .

محمد طه شعبان
2013-05-05, 03:36 PM
جزاك الله خيرا .
وجزاك مثله

أبو مالك المديني
2013-05-05, 04:39 PM
عذرا إخواني لم أر النقاش المدار بينكم إلا الآن .
أحسنت أخي أبا أسماء ( محمد بن طه ) وأخي المصباح ، وأقول لأخي الكريم عمر : أرجو أن تمعن النظر فيما سبق ، هدانا الله وإياك إلى الحق ، وأظنك إن شاء الله رجاعا إليه .

محمد طه شعبان
2013-05-05, 10:43 PM
عذرا إخواني لم أر النقاش المدار بينكم إلا الآن .
أحسنت أخي أبا أسماء ( محمد بن طه ) وأخي المصباح ، وأقول لأخي الكريم عمر : أرجو أن تمعن النظر فيما سبق ، هدانا الله وإياك إلى الحق ، وأظنك إن شاء الله رجاعا إليه .
بارك الله فيك شيخنا الكريم، ونسأل الله تعالى الهداية للجميع

عمر عدناني
2013-05-08, 02:34 AM
شكرا لأخي أبو مالك المديني ، و أنت ترى أن الأمور في هذه المسائل ليس لها قوة البديهيات ، فصار كل أحد متمسك بشبهة سبقت إلى ذهنه ، و صار تجميع الحجج لنصرة رأي من الآراء مثل الصناعة و دخل التعصب وحب الغلبة ، و لو كان الأمر بديهيا لصح أن يقال في المتخلف عنه معاندا للحق ، فكيف و الأمر يحتمل وجوها كثيرة من التأويل . و قد رأيت أخي محمد طه شعبان يناديك بشيخنا فاعذرني إن جاء خطابي لك ب: أخي ، و إنما أنا جديد في المنتدى و لا علم لي ، فخاطبت الجميع بلفظ أخي ، و إلا فالمقامات محفوظة ، و أنتم أهل العلم وشيوخه .

محمد طه شعبان
2013-05-08, 09:45 AM
و أنت ترى أن الأمور في هذه المسائل ليس لها قوة البديهيات ، فصار كل أحد متمسك بشبهة سبقت إلى ذهنه ، و صار تجميع الحجج لنصرة رأي من الآراء مثل الصناعة و دخل التعصب وحب الغلبة ، و لو كان الأمر بديهيا لصح أن يقال في المتخلف عنه معاندا للحق ، فكيف و الأمر يحتمل وجوها كثيرة من التأويل.
لو لم تكن معاندا للحق فقل لي: هل صفة الغضب كصفة الفرح؟ وهل صفة الرضا كصفة الغضب؟

عمر عدناني
2013-05-08, 05:19 PM
العلم لا يكون بنصب الفخاخ يا أخ محمد ، فهناك معنى في ذهنك

تريد أن تلزمني به و أنت تعلم أن شبهة بسيطة قد تضل أمما بكاملها

، فمهلا أخي محمد فأنت تعلم أن سؤالك هذا ألفت فيه المجلدات و

تجادل في معناه الفطاحل من العلماء ، بين حديث عن الإرادة و

حديث عن حصول الحوادث في الذات و أكثر من ذلك من أمور لا

أعرفها ، و الجدال و إختراع المعاني الجديدة طبع في البشر .

ظاهر جدا أن التحزب قد تغول على حساب البحث عن الحقيقة في

موضوع علم الكلام .

محمد طه شعبان
2013-05-08, 07:14 PM
فأنت تعلم أن سؤالك هذا ألفت فيه المجلدات و

تجادل في معناه الفطاحل من العلماء ، بين حديث عن الإرادة و

حديث عن حصول الحوادث في الذات و أكثر من ذلك من أمور لا

أعرفها ،

نعم؛ حدث فيه خلاف، بين أهل السنة والجماعة وبين أهل الكلام وأهل الأهواء والضلال، كالأشاعرة والمعتزلة ومن نحا نحوهم.

أم علي طويلبة علم
2013-05-13, 09:58 PM
التفويض في أسماء الله تعالى وصفاته له معنيان :

الأول : معنى صحيح ، وهو إثبات اللفظ ومعناه الذي يدل عليه ، ثم تفويض علم كيفيته إلى الله ، فنثبت لله تعالى أسماءه الحسنى ، وصفاته العلى ، ونعرف معانيها ونؤمن بها ، غير أننا لا نعلم كيفيتها .

فنؤمن بأن الله تعالى قد استوى على العرش ، استواء حقيقيا يليق بجلاله سبحانه ، ليس كاستواء البشر ، ولكن كيفية الاستواء مجهولة بالنسبة لنا ؛ ولذا ، فإننا نفوض كيفيته إلى الله ، كما قال الإمام مالك وغيره لما سئل عن الاستواء : "الاستواء معلوم ، والكيف مجهول" .

انظر : "مجموع الفتاوى" لشيخ الإسلام (3/25) .

وهذا هو مذهب أهل السنة والجماعة : إثبات صفات الله تعالى ، إثباتاً بلا تمثيل ولا تكييف ، قال الله تعالى : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ) .

قال ابن عبد البر رحمه الله :" أهل السنة مجمعون على الإقرار بالصفات الواردة في الكتاب والسنة وحملها على الحقيقة لا على المجاز ، إلا أنهم لم يكيفوا شيئا من ذلك " .
"العلو للعلي الغفار" (ص 250)

والمعنى الثاني للتفويض - وهو معنى باطل - : إثبات اللفظ من غير معرفة معناه .

فيثبتون الألفاظ فقط ، (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) ثم يقولون : لا ندري معناه ، ولا ماذا أراد الله به !!


قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

"وأما التفويض : فإن من المعلوم أن الله تعالي أمرنا أن نتدبر القرآن وحضّنا على عقله وفهمه ، فكيف يجوز مع ذلك أن يراد منا الإعراض عن فهمه ومعرفته وعقله ؟

وأيضا : فالخطاب الذي أريد به هدانا والبيان لنا وإخراجنا من الظلمات إلي النور إذا كان ما ذكر فيه من النصوص ظاهره باطل وكفر ولم يُرد منا أن نعرف لا ظاهره ولا باطنه ، أو أريد منا أن نعرف باطنه من غير بيان في الخطاب لذلك ، فعلي التقديرين لم نخاطَبْ بما بُيّن فيه الحق ، ولا عرفنا أن مدلول هذا الخطاب باطل وكفر .

وحقيقة قول هؤلاء في المخاطِب لنا : أنه لم يبين الحق ولا أوضحه مع أمره لنا أن نعتقده ، وأن ما خاطبنا به وأمرنا باتباعه والرد إليه لم يبين به الحق ولا كشفه ، بل دل ظاهره علي الكفر والباطل ، وأراد منا أن نفهم منه شيئا أو أن نفهم منه ما لا دليل عليه فيه ، وهذا كله مما يعلم بالاضطرار تنزيه الله ورسوله عنه ، وأنه من جنس أقوال أهل التحريف والإلحاد ...

إلى أن قال : فتبين أن قول أهل التفويض الذين يزعمون أنهم متبعون للسنة والسلف من شر أقوال أهل البدع والإلحاد "انتهى .
"درء التعارض" (1/115) .

وقال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله :
"السلف لم يكن مذهبهم التفويض ، وإنما مذهبهم الإيمان بهذه النصوص كما جاءت ، وإثبات معانيها التي تدلُّ عليها على حقيقتها ووضعها اللغوي ، مع نفي التَّشبيه عنها ؛ كما قال تعالى : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) الشورى/ 11" انتهى .
"المنتقى من فتاوى الفوزان" (25/1)

.وقال الشيخ ابن جبرين رحمه الله :
"الصواب : ترك التأويل ، وإثبات حقيقة الصفات التي أفادتها تلك النصوص ، مع تفويض العلم بالكيفيات والماهيَّات ، ومع اعتقاد أنها لا يُفهم منها تشبيه الرب أو شيء من صفاته بالمخلوقين ، فلا تشبيه ولا تعطيل" انتهى .
"فتاوى الشيخ ابن جبرين" (64/41) .

وقال الشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله :
"مذهب السلف هو التفويض في كيفية الصفات لا في المعنى" انتهى ."فتاوى الشيخ عبد الرزاق عفيفي" (ص 104) .

وقال الشيخ ابن باز رحمه الله :
"المفوضة قال أحمد فيهم : إنهم شر من الجهمية ، والتفويض أن يقول القائل : الله أعلم بمعناها فقط ، وهذا لا يجوز ; لأن معانيها معلومة عند العلماء . قال مالك رحمه الله : الاستواء معلوم والكيف مجهول ، وهكذا جاء عن الإمام ربيعة بن أبي عبد الرحمن وعن غيره من أهل العلم ، فمعاني الصفات معلومة ، يعلمها أهل السنة والجماعة ; كالرضا والغضب والمحبة والاستواء والضحك وغيرها ، وأنها معاني غير المعاني الأخرى ، فالضحك غير الرضا ، والرضا غير الغضب ، والغضب غير المحبة ، والسمع غير البصر ، كلها معلومة لله سبحانه ، لكنها لا تشابه صفات المخلوقين" انتهى .
"فتاوى نور على الدرب لابن باز" (ص 65) .

وقال أيضا :
"أنكر الإمام أحمد رحمه الله وغيره من أئمة السلف على أهل التفويض , وبدّعوهم لأن مقتضى مذهبهم أن الله سبحانه خاطب عباده بما لا يفهمون معناه ولا يعقلون مراده منه , والله سبحانه وتعالى يتقدس عن ذلك , وأهل السنة والجماعة يعرفون مراده سبحانه بكلامه ، ويصفونه بمقتضى أسمائه وصفاته وينزهونه عن كل ما لا يليق به عز وجل . وقد علموا من كلامه سبحانه ومن كلام رسوله صلى الله عليه وسلم أنه سبحانه موصوف بالكمال المطلق في جميع ما أخبر به عن نفسه أو أخبر به عنه رسوله صلى الله عليه وسلم" انتهى .
"مجموع فتاوى ابن باز" (3/55) .

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

"التفويض نوعان : تفويض المعنى ، وتفويض الكيفية .

فأهل السنة والجماعة يفوضون الكيفية ، ولا يفوضون المعنى ، بل يقرُّون به ، ويثبتونه ، ويشرحونه ، ويقسمونه ، فمن ادعى أن أهل السنة هم الذين يقولون بالتفويض - ويعني به تفويض المعنى - فقد كذب عليهم" انتهى .

"لقاء الباب المفتوح" (67/24) .

ثانياً :

توهم البعض أن مذهب السلف هو التفويض ، وفهموا ذلك من قول السلف في أحاديث الصفات : (أمروها كما جاءت بلا كيف) .
وهو فهم غير صحيح ، بل هذا القول الوارد عن السلف يدل على أنهم كانوا يثبتون الصفات بمعانيها لله تعالى ، ثم ينفون علمهم بكيفية ذلك .


قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

"فقول ربيعة ومالك : (الاستواء غير مجهول ، والكيف غير معقول ، والإيمان به واجب) موافق لقول الباقين : (أمروها كما جاءت بلا كيف) فإنما نفوا علم الكيفية ، ولم ينفوا حقيقة الصفة .

ولو كان القوم قد آمنوا باللفظ المجرد من غير فهم لمعناه على ما يليق بالله لما قالوا : الاستواء غير مجهول ، والكيف غير معقول ، ولما قالوا : أمروها كما جاءت بلا كيف ، فإن الاستواء حينئذ لا يكون معلوماً ، بل مجهولاً بمنزلة حروف المعجم .

وأيضاً : فإنه لا يحتاج إلى نفى علم الكيفية إذا لم يفهم عن اللفظ معنى ، وإنما يحتاج إلى نفى علم الكيفية إذا أثبتت الصفات .وأيضاً : فإن من ينفى الصفات لا يحتاج إلى أن يقول : بلا كيف ، فمن قال : إن الله ليس على العرش ، لا يحتاج أن يقول : بلا كيف ، فلو كان مذهب السلف نفى الصفات في نفس الأمر لما قالوا : بلا كيف .

وأيضاً : فقولهم : "أمروها كما جاءت" يقتضي إبقاء دلالتها على ما هي عليه ، فإنها جاءت ألفاظ دالة على معانٍ ، فلو كانت دلالتها منتفية لكان الواجب أن يقال : أمروا لفظها مع اعتقاد أن المفهوم منها غير مراد ، أو : أمروا لفظها مع اعتقاد أن الله لا يوصف بما دلت عليه حقيقة ، وحينئذ فلا تكون قد أُمِرّت كما جاءت ، ولا يقال حينئذ : بلا كيف ، إذ نفي الكيف عما ليس بثابت لغو من القول" انتهى .

"مجموع الفتاوى" الفتوى الحموية (5/41) .

وقد قرب ذلك الشيخ ابن عثيمين رحمه الله فقال :
"اشتهر عن السلف كلمات عامة وأخرى خاصة في آيات الصفات وأحاديثها فمن الكلمات العامة قولهم: " أمروها كما جاءت بلا كيف".
روي هذا عن مكحول ، والزهري ، ومالك بن أنس ، وسفيان الثوري ، والليث بن سعد ، والأوزاعي .

وفي هذه العبارة رد على المعطلة والممثلة ، ففي قولهم: " أمروها كما جاءت" رد على المعطلة. وفي قولهم : " بلا كيف" رد على الممثلة .

وفيها أيضا دليل على أن السلف كانوا يثبتون لنصوص الصفات المعاني الصحيحة التي تليق بالله تدل على ذلك من وجهين :

الأول : قولهم : "أمروها كما جاءت" . فإن معناها إبقاء دلالتها على ما جاءت به من المعاني ، ولا ريب أنها جاءت لإثبات المعاني اللائقة بالله تعالى ، ولو كانوا لا يعتقدون لها معنى لقالوا : "أمروا لفظها ولا تتعرضوا لمعناها" . ونحو ذلك .

الثاني : قولهم : "بلا كيف" فإنه ظاهر في إثبات حقيقة المعنى ، لأنهم لو كانوا لا يعتقدون ثبوته ما احتاجوا إلى نفي كيفيته ، فإن غير الثابت لا وجود له في نفسه ، فنفي كيفيته من لغو القول" انتهى .
"مجموع فتاوى ابن عثيمين" (4/32) .والله تعالى أعلم .

الإسلام سؤال وجواب
http://islamqa.info/ar/ref/138920