مشاهدة النسخة كاملة : أحاديث مشتهرة ضعفها المحدثون
محمد طه شعبان
2013-04-23, 11:55 AM
«أَبْغَضُ الْحَلَالِ إِلَى اللَّهِ الطَّلَاقُ».
قال الألباني ((الإرواء)) (2040):
ضعيف.
أخرجه أبو داود (2178) عن محمد بن خالد عن معرف بن واصل عن محارب بن دثار عن ابن عمر عن النبى صلى الله عليه وسلم به.
وأخرجه البيهقى (7/322) من طريق أبى داود , وأخرجه ابن عدى فى " الكامل " (ق 402/1 ـ 2) من هذا الوجه وقال: " لا أعلم رواه عن معرف إلا محمد بن خالد , وهو ممن يكتب حديثه ".
قلت: وقد وثقه الدارقطنى وغيره , ولكنه يبدو أنه اضطرب فى إسناده , فرواه هكذا , ورواه مرة عن الوضاح عن محارب بن دثار به.
ذكره ابن أبى حاتم (1/431) من هذا الوجه , ومن الوجه الذى قبله.
وقال عن أبيه: " إنما هو محارب عن النبى صلى الله عليه وسلم مرسل ".
ورواه ابن ماجه (2018) وابن عدى (236/1) من طريق محمد بن خالد عن عبيد الله بن الوليد الوصافى ومعرف بن واصل عن محارب به.
وتابعه عند ابن عدى عيسى بن يونس عن عبيد الله بن الوليد عن محارب.
وكذلك رواه تمام الرازى فى " الفوائد " (ج1 رقم 26) وابن عساكر (2/102/2) عن الوصافى به.
وقال ابن عدى: " الوصافى ضعيف جدا , يتبين ضعفه على حديثه , ولا يتابع عليه ".
وقد خولف (الوالبى) فى إسناده , فقال أبو داود (2177) : حدثنا أحمد بن يونس: حدثنا معرف , عن محارب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
قلت: وهذا إسناد صحيح مرسل.
لكن خالفه محمد بن عثمان بن أبى شييبة حدثنا أحمد بن يونس به إلا أنه وصله فقال: عن محارب بن دثار عن عبد الله بن عمر به.
أخرجه الحاكم (2/196) وعنه البيهقى وقال: " لا أراه حفظه ".
وأما الحاكم فقال: " صحيح الإسناد "!
وزاد عليه الذهبى فقال: " قلت: على شرط مسلم ".
كذا قالا , ومحمد بن عثمان بن أبى شيبة فيه اختلاف كثير , تراه فى " الميزان " للذهبى , وفى غيره.
وحسبك هنا أن الذهبى نفسه قد أورده فى " الضعفاء " وقال: " كذبه عبد الله بن أحمد , ووثقه صالح جزرة ".
قلت: فمثله كيف يصحح حديثه؟ ! لاسيما وقد خالف فى وصله أبا داود صاحب " السنن " كما رأيت , وظنى أن الذهبى لم ينتبه لهذه المخالفة , وإلا لما صححه.
والله أعلم.
وقال ابن أبى شيبة فى " المصنف " (7/138) : أخبرنا وكيع بن الجراح عن معرف به مرسلا.
وتابعه يحيى بن بكير أخبرنا معرف به ولفظه: حدثنى محارب بن دثار قال:
" تزوج رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم امراة فطلقها , فقال له النبى صلى الله عليه وسلم: أتزوجت؟ قال: نعم.
قال: ثم ماذا؟ قال: ثم طلقت , قال: أمن ريبة؟ قال: لا , قال: قد يفعل ذلك الرجل , قال: ثم تزوج امرأة أخرى فطلقها , فقال له النبى صلى الله عليه وسلم مثل ذلك , قال معرف: فما أدرى أعند هذا أو عند الثالثة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... " فذكره
أخرجه البيهقى.
وجملة القول: أن الحديث رواه عن معرف بن واصل أربعة من الثقات , وهم: محمد ابن خالد (الواهبى) , وأحمد بن يونس , ووكيع بن الجراح , ويحيى بن بكير.
وقد اختلفوا عليه , فالأول منهم رواه عنه عن محارب بن دثار عن ابن عمر مرفوعا وقال الآخرون: عنه عن محارب مرسلا.
ولا يشك عالم بالحديث أن رواية هؤلاء أرجح , لأنهم أكثر عددا , وأتقن حفظا , فإنهم جميعا ممن احتج به الشيخان فى " صحيحيهما " , فلا جرم أن رجح الإرسال ابن أبى حاتم عن أبيه كما تقدم , وكذلك رجحه الدارقطنى فى " العلل " والبيهقى كما قال الحافظ فى " التلخيص " (3/205) وقال الخطابى وتبعه المنذرى فى " مختصر السنن " (3/92) : " والمشهور فيه المرسل ".
لا يقال: قد رواه عن محارب به موصلا عبيد الله بن الوليد الوصافى , فهو يقوى أن الحديث موصول.
لأننا نقول: قد مضى عن ابن عدى أن الوصافى هذا ضعيف جدا , فلا يتقوى به كما هو مقرر فى " علم المصطلح ".
محمد طه شعبان
2013-04-23, 12:10 PM
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَرَادٍ، قال أبو الدرداء: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، هَلْ يَزْنِي الْمُؤْمِنُ؟ قَالَ: «قَدْ يَكُونُ مِنْ ذَلِكَ» . قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ يَسْرِقُ الْمُؤْمِنُ؟ قَالَ: «قَدْ يَكُونُ مِنْ ذَلِكَ» . قَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، هَلْ يَكْذِبُ الْمُؤْمِنُ؟ قَالَ: «لَا» . ثُمَّ أَتْبَعَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ هَذِهِ الْكَلِمَةَ: [ص:70] {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ} [النحل: 105].
قال الألباني ((الضعيفة)) (5521):
موضوع.
أخرجه ابن جرير الطبري في " تهذيب الآثار " (1 / 113 / 235) : حدثني عمر بن إسماعيل الهمداني قال: حدثنا يعلى بن الأشدق عن عبد الله ابن جراد قال: قال أبو الدرداء: يا رسول الله! هل يسرق المؤمن؟ قال:
" قد يكون ذلك ". قال: هل يزني المؤمن؟ قال:" بلى وإن كره أبو الدرداء ". قال: هل يكذب المؤمن؟ قال:. . . فذكره.
قلت: وهذا موضوع؛ آفته يعلى بن الأشدق أو الهمداني؛ فإن الأول أورده الذهبي في " الضعفاء " وقال:
" قال البخاري: لا يكتب حديثه. وقال أبو زرعة؟ ليس بشيء. وقال ابن حبان: وضعوا له أحاديث يحدث بها ولم يدر ".
والآخر متروك, وكان ابن معين يكذبه. انظر الحديث المتقدم: " أنا مدينة العلم. . " (2955) .
وإني متعجب جدا من إيراد الإمام الطبري بهذا الحديث ساكتا عنه, وفيه هذان المتهمان, وأنا وإن كنت حديث عهد بالاطلاع على كتابه " التهذيب " ودراسته فقد بدأت أشعر بأن عنده شيئا من التساهل في إيراد الحديث وتقويته, ولا أدري إذا كان هذا الشعور سيزداد مع الدراسة أو سيضمحل, ذلك ما سنخرجه من أحاديثه.
قلت: وضعف إسناده العراقي ((تخريج الإحياء)) 3/167.
رضا الحملاوي
2013-04-23, 02:05 PM
جزاكم الله خيرا
محمد طه شعبان
2013-04-23, 02:21 PM
جزاكم الله خيرا
وجزاكم مثله أخانا الحبيب
أبو مالك المديني
2013-04-23, 03:24 PM
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَرَادٍ، قال أبو الدرداء: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، هَلْ يَزْنِي الْمُؤْمِنُ؟ قَالَ: «قَدْ يَكُونُ مِنْ ذَلِكَ» . قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ يَسْرِقُ الْمُؤْمِنُ؟ قَالَ: «قَدْ يَكُونُ مِنْ ذَلِكَ» . قَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، هَلْ يَكْذِبُ الْمُؤْمِنُ؟ قَالَ: «لَا» . ثُمَّ أَتْبَعَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ هَذِهِ الْكَلِمَةَ: [ص:70] {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ} [النحل: 105].
قال الألباني ((الضعيفة)) (5521):
موضوع.
أخرجه ابن جرير الطبري في " تهذيب الآثار " (1 / 113 / 235) : حدثني عمر بن إسماعيل الهمداني قال: حدثنا يعلى بن الأشدق عن عبد الله ابن جراد قال: قال أبو الدرداء: يا رسول الله! هل يسرق المؤمن؟ قال:
" قد يكون ذلك ". قال: هل يزني المؤمن؟ قال:" بلى وإن كره أبو الدرداء ". قال: هل يكذب المؤمن؟ قال:. . . فذكره.
قلت: وهذا موضوع؛ آفته يعلى بن الأشدق أو الهمداني؛ فإن الأول أورده الذهبي في " الضعفاء " وقال:
" قال البخاري: لا يكتب حديثه. وقال أبو زرعة؟ ليس بشيء. وقال ابن حبان: وضعوا له أحاديث يحدث بها ولم يدر ".
والآخر متروك, وكان ابن معين يكذبه. انظر الحديث المتقدم: " أنا مدينة العلم. . " (2955) .
وإني متعجب جدا من إيراد الإمام الطبري بهذا الحديث ساكتا عنه, وفيه هذان المتهمان, وأنا وإن كنت حديث عهد بالاطلاع على كتابه " التهذيب " ودراسته فقد بدأت أشعر بأن عنده شيئا من التساهل في إيراد الحديث وتقويته, ولا أدري إذا كان هذا الشعور سيزداد مع الدراسة أو سيضمحل, ذلك ما سنخرجه من أحاديثه.
قلت: وضعف إسنادهالعراقي ((تخريج الإحياء)) 3/167.
أحسن الله إليك ، ونفع بك .
هذه غصة في حلق المبتدعين كأمثال علي جمعة وغيره ، الذين يكذبون في الحديث ، ويزيدون في الروايات ، ويخلطون فيها ، وهذه الرواية لا تصح بحال ، ولا يجوز نسبتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكذا الحديث الآخر المرسل المعضل عند مالك وغيره : عن صفوان بن سليم انه قال :قيل لرسول الله صلى الله عليه و سلم أيكون المؤمن جبانا فقال نعم فقيل له أيكون المؤمن بخيلا فقال نعم فقيل له أيكون المؤمن كذابا فقال لا . ( ومن زيادات الرجل ـ أيكون زانيا . قال : نعم )
ولا يكتفي بذكر هذا بل يزيد هذا المذكور ألفاظا غريبة منها ذكر الزنى كما سبق ويخلط في الروايات ، وهذا شأنه ليلبس على الناس ، وبضاعته في الحديث لا شيء . الله المستعان على أهل البدع ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
محمد طه شعبان
2013-04-25, 06:57 PM
أحسن الله إليك ، ونفع بك .
هذه غصة في حلق المبتدعين كأمثال علي جمعة وغيره ، الذين يكذبون في الحديث ، ويزيدون في الروايات ، ويخلطون فيها ، وهذه الرواية لا تصح بحال ، ولا يجوز نسبتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكذا الحديث الآخر المرسل المعضل عند مالك وغيره : عن صفوان بن سليم انه قال :قيل لرسول الله صلى الله عليه و سلم أيكون المؤمن جبانا فقال نعم فقيل له أيكون المؤمن بخيلا فقال نعم فقيل له أيكون المؤمن كذابا فقال لا . ( ومن زيادات الرجل ـ أيكون زانيا . قال : نعم )
ولا يكتفي بذكر هذا بل يزيد هذا المذكور ألفاظا غريبة منها ذكر الزنى كما سبق ويخلط في الروايات ، وهذا شأنه ليلبس على الناس ، وبضاعته في الحديث لا شيء . الله المستعان على أهل البدع ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
أحسن الله إليكم، وبارك فيكم شيخنا الحبيب الغالي
محمد طه شعبان
2013-04-26, 10:34 PM
((الدِّيْنُ الْمُعَامَلَةُ))
لا أصل له:
قال الألباني رحمه الله ((الضعيفة)) 11/5:
((وبهذه المناسبة وعلى سبيل العبرة، أذكر ما سمعته نهار أمس (30 رجب سنة 1416) من خطيب المسجد، وهو يحثّ الناسَ على التعاون، وقضاء حاجة المسلم، ويقرأ لهم من ورقتين أحاديثَ كتبها، أو كُتِبتْ له، وأكثرُها ضعيف لا يصحّ، وكان يعلق على بعضها من ذاكرته، ويرفع بذلك صوتَه، فذكر جملةً متداولة اليوم؛ وهي: " الدين المعاملة "، فكذب على النبي - صلى الله عليه وسلم -، ونسبها إليه أكثر من مرة، بل إنه زاد في الطين بلة، فزعم أنها من مفاخر الإسلام، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - حصر الإسلام في كلمتين فقط: " الدين المعاملة "! ولعله لجهله اشتبه عليه بقوله - صلى الله عليه وسلم -: " الدين النصيحة "! ولا أصل لذلك، ولا في الأحاديث الموضوعة! والله المستعان)).
أبو مالك المديني
2013-04-26, 11:33 PM
بارك الله فيك أخي أبا أسماء .
كنت جالسا مع بعض إخواننا الدكاترة فدار الحديث بيننا فقال : قال صلى الله عليه وسلم : الدين المعاملة . فقلت له : هذا لا أصل له عن النبي صلى الله عليه وسلم . فقا لي : كيف وهو مشهور ؟! فقلت له : لا أصل له في كتب الحديث ولا يعلم له إسناد ؛ لا صحيح ولا ضعيف ، ولا حتى موضوع . فكانت غريبة بالنسبة له ، لكنه ـ جزاه الله خيرا ـ شكرني على هذا ، وكان يقبل الحق وينصاع له .
محمد طه شعبان
2013-04-27, 09:34 AM
بارك الله فيك أخي أبا أسماء .
كنت جالسا مع بعض إخواننا الدكاترة فدار الحديث بيننا فقال : قال صلى الله عليه وسلم : الدين المعاملة . فقلت له : هذا لا أصل له عن النبي صلى الله عليه وسلم . فقا لي : كيف وهو مشهور ؟! فقلت له : لا أصل له في كتب الحديث ولا يعلم له إسناد ؛ لا صحيح ولا ضعيف ، ولا حتى موضوع . فكانت غريبة بالنسبة له ، لكنه ـ جزاه الله خيرا ـ شكرني على هذا ، وكان يقبل الحق وينصاع له .
بارك الله فيكم شيخنا الحبيب، ونفع بكم، وهكذا أهل العلم أينما حَلُّوا نفعوا، ولا بد لأهل العلم أن ينشروه ويعلموا الناس لِيَعُمَّ العلم بينهم
محمد طه شعبان
2013-04-27, 02:38 PM
«إِنَّ الْمَيِّتَ لَيَعْلَمُ مَنْ يُغَسِّلُهُ، وَمَنْ يُكَفِّنُهُ، وَمَنْ يُدَلِّيهِ فِي حُفْرَتِهِ»
قال الألباني رحمه الله ((الضعيفة)) (3152):
ضعيف:
أخرجه احمد (3/ 3و62-63) ، والخطيب في "التاريخ" (12/ 212) ، و"الموضح" (2/ 122) ، والرافعي في "تاريخ قزوين" (2/ 467) - من طريق ابن أبي الدنيا - وهذا في كتاب "المنامات" (6) ، وأبو بكر العطار التنوخي في "حديث القاضي أحمد بن علي المروزي" (ق87/ 2) ، من طريق سعيد بن عمرو بن سليم قال: سمعت رجلاً منا - نسيت اسمه، ولكن اسمه معاوية أو ابن معاوية - يحدث عن أبي سعيد الخدري: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (فذكره) ، فقال ابن عمر - وهو في المجلس -: ممن سمعت هذا؟ قال: من أبي سعيد، فانطلق ابن عمر إلى أبي سعيد، فقال: يا أبا سعيد! ممن سمعت هذا؟ قال: من النبي - صلى الله عليه وسلم -.
قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات غير معاوية أو ابن معاوية، وفي الموضع الثاني المشار إليه من "المسند": "فلان بن معاوية أو معاوية بن فلان"، وهو مجهول كما قال الحسيني، وأشار إلى أنه من رجال "المسند" فأصاب. وأما الحافظ فقال في "التعجيل":
"لم أره في مسند أبي سعيد الخدري"!
وهذا منه عجيب، فإنه في الموضعين المشار إليهما منه! فجل من أحاط بكل شيء علماً.
وتابعه عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً به.
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 78/ 2) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 208) عن إسماعيل بن عمرو البجلي: حدثنا فضيل بن مرزوق عنه به. وقال الطبراني:
"لم يروه عن فضيل إلا إسماعيل".
قلت: هو ضعيف. ومثله عطية. ومن بينهما خير منهما!
(تنبيه) خلط الهيثمي بين الطريقين فقال في "المجمع" (3/ 21) :
"رواه أحمد، والطبراني في "الأوسط"، وفيه رجل لم أجد من ترجمه".
وهذا الرجل إنما هو في طريق أحمد دون الطبراني كما رأيت.
ثم رأيت الحديث في "تاريخ قزوين" للرافعي (3/ 303) من طريق محمد ابن عمرو بن الحسن: حدثنا الفضيل بن مرزوق به.
لكن محمد بن عمرو بن الحسن لم أعرفه.
محمد طه شعبان
2013-04-28, 05:43 PM
عن علي أبي طالب رضي الله عنه عن النبي - صلّى الله عليه وسلم - قال: «يَوْم الْجُمُعَة صَلَاة كُله مَا من عبد مُؤمن قَامَ إِذا اسْتَقَلت الشَّمْس وَارْتَفَعت قدر رمح أَو أَكثر من ذَلِك فَتَوَضَّأ ثمَّ أَسْبغ الْوضُوء فَصَلى سنة الضُّحَى رَكْعَتَيْنِ إِيمَانًا واحتسابا إِلَّا كتب الله لَهُ مِائَتي حَسَنَة ومحا عَنهُ مِائَتي سَيِّئَة وَمن صَلَّى أَربع رَكْعَات رفع الله سُبْحَانَهُ لَهُ فِي الْجنَّة أَرْبَعمِائَة دَرَجَة وَمن صَلَّى ثَمَانِي رَكْعَات رفع الله تَعَالَى لَهُ فِي الْجنَّة ثَمَانمِائَة دَرَجَة وَغفر لَهُ ذنُوبه كلهَا وَمن صَلَّى اثْنَتَيْ عشرَة رَكْعَة كتب الله لَهُ أَلفَيْنِ ومائتي حَسَنَة ومحا عَنهُ أَلفَيْنِ ومائتي سَيِّئَة وَرفع لَهُ فِي الْجنَّة أَلفَيْنِ ومائتي دَرَجَة»
قال العراقي (( تخريج الإحياء)) 235/1:
لم أجد له أصلاً وهو باطل.
محمد طه شعبان
2013-04-29, 07:21 PM
((قيل يا رسول الله ، ماذا يختفي ؟ قال الرسول : الذي لا يذكر))
السؤال:
والدتي دائما تقول : ( قيل يا رسول الله ، ماذا يختفي ؟ قال الرسول : الذي لا يذكر ) ، فأريد أن أعرف : هل هذا حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أم لا ؟
الجواب :
الحمد لله
هذا حديث لا أصل له ، ولا يجوز أن ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
قال الحافظ السخاوي رحمه الله :
" حديث: أيش يخفي؟ قال : ما لا يكون، قال شيخي - يعني الحافظ ابن حجر - : لا أعرف له أصلا ، قلت: ونحوه حديث : " من أخفى سريرة صالحة أو سيئة ، ألبسه اللَّه منها رداء بين الناس يعرف به ، ولو دخل المؤمن كوة في حائط وعمل عملا ، أصبح الناس يتحدثون به " وروينا عن يحيى بن معاذ الرازي ، قال: " من خان اللَّه في السر ، هتك ستره في العلانية " .
انتهى من"المقاصد الحسنة" (ص/ 228) .
وسئل عنه ابن حجر الهيتمي رحمه الله فقال : " قَالَ الْحَافِظ الْجلَال السُّيُوطِيّ : بَاطِل "انتهى من "الفتاوى الحديثية" (ص/ 115) .
وقال الحوت البيروتي رحمه الله :
" كَلَام جَار " انتهى من "أسنى المطالب" (ص/ 98)
يعني : لا أصل له عن النبي صلى الله عليه وسلم ، إنما هو من كلام الناس .
ومعناه : أن فعل العبد لا بد أن يظهر للناس ؛ كما قال الشاعر :
ومهما تكن عند امرئٍ من خليقةٍ ** وإِن خالها تخفى على النَّاس تُعلمِ
وهو في معنى حديث : ( ما أسر عبد سريرة إلا ألبسه الله رداءها إن خيرا فخير، وإن شرا فشر ) إلا أنه أعمّ منه ، وهو حديث ضعيف جدا ، ينظر: " الضعيفة "(237).
وينظر : "جامع العلوم والحكم" (1/410-411) .
والخلاصة :
أنه حديث لا أصل له ، والعموم الذي يفيده لا دليل عليه ؛ فقد يحصل الشيء ويخفى على الناس .
وينظر لمعرفة موقف المسلم من الأحاديث الضعيفة والموضوعة إجابة السؤال رقم : (130210 (http://islamqa.info/ar/ref/130210)).
والله أعلم .
موقع الإسلام سؤال وجواب
http://islamqa.info/ar/ref/197676
محمد طه شعبان
2013-04-30, 06:23 PM
((تُعَادُ الصَّلَاةُ مِنْ قَدْرِ الدِّرْهَمِ مِنْ الدَّمِ))، وَفِي لَفْظٍ: ((إذَا كَانَ فِي الثَّوْبِ قَدْرُ الدِّرْهَمِ مِنْ الدَّمِ غُسِلَ الثَّوْبُ وَأُعِيدَتْ الصَّلَاةُ)).
موضوع:
قال الزيلعي في ((نصب الراية)) 213،212/1:
((أَخْرَجَهُ الدَّارَقُطْنِي ُّ فِي ((سُنَنِهِ)) عَنْ رَوْحِ بْنِ غُطَيْفٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: حَدِيثٌ بَاطِلٌ، وَرَوْحٌ هَذَا مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ لَا شَكَّ فِيهِ، لَمْ يَقُلْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَكِنْ اخْتَرَعَهُ أَهْلُ الْكُوفَةِ، وَكَانَ رَوْحُ بْنُ غُطَيْفٍ يَرْوِي الْمَوْضُوعَاتِ عَنْ الثِّقَاتِ، وذكره ابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي الْمَوْضُوعَاتِ وَذَكَرَهُ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ نُوحِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ يَزِيدَ الْهَاشِمِيِّ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًانَحْو َهُ، وَأَغْلَظَ فِي نُوحِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ)).
محمد طه شعبان
2013-05-02, 06:15 PM
((مَنْ اكْتَحَلَ بِالْإِثْمِدِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ لَمْ يَرْمَدْ أَبَدًا)).
مَوْضُوعٌ:
قال الزيلعي في ((نصب الراية)) 456،455/2:
((وَأَمَّا الِاكْتِحَالُ: فَرَوَى الْبَيْهَقِيُّ فِي "شُعَبِ الْإِيمَانِ"، فِي الْبَابِ الثَّالِثِ وَالْعِشْرِينَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْغَنِيِّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إسْحَاقَ الْوَرَّاقُ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ ثَنَا جُوَيْبِرٌ عَنْ الضَّحَّاكِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ اكْتَحَلَ بِالْإِثْمِدِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ لَمْ يَرْمَدْ أَبَدًا"، انْتَهَى. قَالَ: الْبَيْهَقِيُّ: إسْنَادُهُ ضَعِيفٌ بِمُرَّةَ، فَجُوَيْبِرٌ ضَعِيفٌ، وَالضَّحَّاكُ لَمْ يَلْقَ ابْنَ عَبَّاسٍ، انْتَهَى. وَمِنْ طَرِيقِ الْبَيْهَقِيّ رَوَاهُ ابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي "الْمَوْضُوعَاتِ"، وَنَقَلَ عَنْ الْحَاكِمِ أَنَّهُ قَالَ فِيهِ: حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ، وَضَعَهُ قَتَلَةُ، الْحُسَيْنِ رضي الله عنه، انْتَهَى. وَجُوَيْبِرٌ، قَالَ فِيهِ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ، وَقَالَ أَحْمَدُ: مَتْرُوكٌ، وَأَمَّا أَنَّ الضَّحَّاكَ لَمْ يَلْقَ ابْنَ عَبَّاسٍ فَرَوَى ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي "مُصَنَّفِهِ" حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُد عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُشَاشٌ، قَالَ: سَأَلْت الضَّحَّاكَ، هَلْ رَأَيْت ابْنَ عَبَّاسٍ؟ فَقَالَ: لَا، انْتَهَى. حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُد عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، قَالَ: لَمْ يَلْقَ الضَّحَّاكُ ابْنَ عَبَّاسٍ إنَّمَا لَقِيَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، فَأَخَذَ عَنْهُ التَّفْسِيرَ، انْتَهَى.وَلَهُ طَرِيقٌ آخَرُ: أَخْرَجَهُ ابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي "الْمَوْضُوعَاتِ" عَنْ أَبِي طَالِبٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ الْعُشَارِيِّ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ النَّوْشَرِيُّ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ النَّجَّادُ ثَنَا إبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ ثَنَا شُرَيْحُ بْنُ النُّعْمَانِ ثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ اكْتَحَلَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ لَمْ تَرْمَدْ عَيْنُهُ تِلْكَ السَّنَّةَ كُلَّهَا"، انْتَهَى. وَقَالَ: فِي رِجَالِهِ مَنْ يُنْسَبُ إلَى تَفْضِيلٍ، فَدُسَّ عَلَيْهِ فِي أَحَادِيثِ الثِّقَاتِ، انْتَهَى كَلَامُهُ)).
محمد طه شعبان
2013-05-04, 06:08 PM
«مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُكْثِرَ اللَّهُ خَيْرَ بَيْتِهِ، فَلْيَتَوَضَّأْ إِذَا حَضَرَ غَدَاؤُهُ، وَإِذَا رُفِعَ».
قال الألباني في ((الضعيفة)) رقم (117):
منكر.
رواه ابن ماجه (3260) وأبو الشيخ في " كتاب أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وآدابه " (ص 235) وابن عدي في " الكامل " (ق 275 / 1) وابن النجار في " ذيل تاريخ بغداد " (10 / 153 / 2) من طرق عن كثير بن سليم عن أنس مرفوعا.
أورده ابن عدي في ترجمة كثير هذا، وقال بعد أن ساق له أحاديث أخرى عن أنس:
وهذه الروايات عن أنس عامتها غير محفوظة.
قلت: وقد اتفقوا على تضعيف كثير هذا، بل قال فيه النسائي: متروك وقد أعله البوصيري في " الزوائد " بعلة أخرى فقال: جبارة وكثير ضعيفان، وفاته أن جبارة لم يتفرد به، فقد توبع عليه كما أشرنا إليه، بقولنا: من طرق، وفي " العلل " لابن أبي حاتم (2 / 11) قال أبو زرعة: هذا حديث منكر، وامتنع عن
قراءته فلم يسمع منه.
محمد طه شعبان
2013-05-05, 04:05 PM
«إِذا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة أنبت الله لطائفة من أمتِي أَجْنِحَة فيطيرون من قُبُورهم إِلَى الْجنان يسرحون فِيهَا»
منكر:
قال العراقي في ((تخريج الإحباء)) (1711):
((رَوَاهُ ابْن حبَان فِي الضُّعَفَاء وَأَبُو عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ من حَدِيث أنس مَعَ اخْتِلَاف، وَفِيه حميد بن عَلّي الْقَيْس سَاقِط هَالك والْحَدِيث مُنكر مُخَالف لِلْقُرْآنِ، وللأحاديث الصَّحِيحَة فِي الْوُرُود وَغَيره)).
محمد طه شعبان
2013-05-06, 06:50 PM
«يَا أَهْلَ مَكَّةَ لَا تَقْصُرُوا الصَّلَاةَ فِي أَدْنَى مِنْ أَرْبَعِ بُرُدٍ مِنْ مَكَّةَ إِلَى عُسْفَانَ»
قال الألباني - رحمه الله - ((الإرواء)) رقم (565):
ضعيف:
رواه الدارقطنى (148) وعنه البيهقى (3/137 ـ 138) والطبرانى (3/112/1) من طريق إسماعيل بن عياش أنبأنا عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه وعطاء بن أبى رباح عن ابن عباس به.
وقال البيهقى: " وهذا حديث ضعيف , إسماعيل بن عياش , لا يحتج به , وعبد الوهاب بن مجاهد ضعيف بمرة , والصحيح أن ذلك من قول ابن عباس ".
وأورده عبد الحق فى " الأحكام " (ق 62/1) من رواية الدارقطنى.
ثم قال: " عبد الوهاب بن مجاهد ضعفه أحمد وابن معين وأبو حاتم , وسفيان الثورى يرميه بالكذب ".
ونحوه فى " التحقيق " لابن الجوزى (ق 152/1) .
وفى " مجمع الزوائد " (2/157) : " رواه الطبرانى فى الكبير من رواية ابن مجاهد عن أبيه وعطاء , ولم أعرفه , وبقية رجاله ثقات ".
كذا قال , وابن مجاهد هو عبد الوهاب كما فى رواية الدارقطنى , وإسماعيل بن عياش ضعيف فى روايته عن غير الشاميين وهذه منها.
وقال الحافظ فى " الفتح " (2/467) : " وهذا إسناد ضعيف من أجل عبد الوهاب "
وفى " التلخيص " (129) : " وإسناده ضعيف , فيه عبد الوهاب بن مجاهد وهو متروك رواه عنه إسماعيل بن عياش , وروايته عن الحجازيين ضعيفة , والصحيح عن ابن عباس من قوله ".
قال ابن أبى شيبة (2/109/1) : ابن عيينة عن عمرو قال: أخبرنى عطاء عن ابن عباس قال: " لا تقصروا إلى عرفة وبطن نخلة , واقصروا إلى عسفان والطائف وجدة , فإذا قدمت على أهلٍ أو ماشية فأتم ".
وإسناده صحيح , ورواه الشافعى (1/115) بهذا الإسناد نحوه ويأتى.
ويعارض الحديث حديثان: أحدهما عن أنس , والآخر عن أبى سعيد الخدرى.
أما حديث أنس فهو من رواية يحيى بن يزيد الهنائى قال: سألت أنس بن مالك عن قصر الصلاة , فقال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج مسيرة ثلاثة أميال أو ثلاثة فراسخ (شعبة الشاك) صلى ركعتين ".
أخرجه مسلم (2/145) وأبو عوانة (2/346) وأبو داود (1201) وابن أبى شيبة (2/108/1 ـ 2) والبيهقى (3/146) وأحمد (3/129) وزاد بعد قوله: " عن قصر الصلاة ": " قال: كنت أخرج إلى الكوفة فأصلى ركعتين حتى أرجع ".
وهى رواية للبيهقى وإسنادها صحيح.
وأما حديث أبى سعيد فيرويه أبو هارون العبدى عنه مرفوعاً بلفظ: " كان إذا سافر فرسخاً قصر الصلاة وأفطر ".
أخرجه ابن أبى شيبة (2/108/1) وعبد بن حميد فى مسنده كما فى " ثلاثياته " (ق 78/2) و" المنتخب منه " (ق 104/2) وسعيد بن منصور كما فى " الكواكب الدرارى " (2/60/1) وعبد الغنى المقدسى فى " السنن " (ق 65/2) .
وقال: " اسم أبى هارون العبدى عمارة بن جوين ".
قلت: وهو متروك , ومنهم من كذبه كما فى " التقريب " للحافظ ومن عجائبه أنه سكت عن الحديث فى " التلخيص " (130) وقد ذكره من رواية سعيد بن منصور فقط وتبعه على ذلك الصنعانى فى " سبل السلام " (2/54) .
فالعمدة على حديث أنس , وقد قال الحافظ فى " الفتح " (2/467) : " وهو أصح حديث ورد فى بيان ذلك وأصرحه , وقد حمله من خالفه على أن المراد به المسافة التى يبتدأ منها القصر , لا غاية السفر , ولا يخفى بعد هذا الحمل مع أن البيهقى (قلت: وكذا أحمد) ذكر فى روايته من هذا الوجه أن يحيى بن يزيد راويه عن أنس قال: سألت أنساً عن قصر الصلاة , وكنت أخرج إلى الكوفة , يعنى من البصرة فأصلى ركعتين حتى أرجع , فقال أنس , فذكر الحديث.
فظهر أنه سأله عن جواز القصر فى السفر لا عن الموضع الذى يبتدأ القصر منه.
ثم إن الصحيح فى ذلك أنه لا يتقيد بمسافة , بل بمجاورة البلد الذى يخرج منها.
ورده القرطبى بأنه مشكوك فيه فلا يحتج به , فإن كان المراد به أنه لا يحتج به فى التحديد بثلاثة أميال فمسلم , لكن لا يمتنع أن يحتج به فى التحديد بثلاثة فراسخ , فإن الثلاثة أميال مندرجة فيه , فيؤخذ بالأكثر احتياطاً.
وقد روى ابن أبى شيبة عن حاتم بن إسماعيل عن عبد الرحمن بن حرملة قال: قلت لسعيد بن المسيب: " أقصر الصلاة وأفطر فى بريد من المدينة؟ قال: نعم ".قلت: وقد صح عن ابن عمر رضى الله عنه جواز القصر فى ثلاثة أميال , كما سيأتى بعد حديثين , وهى فرسخ , فالأخذ بحديث أنس أولى من حديث ابن عباس لصحته ورفعه وعمل بعض الصحابة به. والله أعلم.
على أن قصره صلى الله عليه وسلم فى المدة المذكورة لا ينفى جواز القصر فى أقل منها إذا كانت فى مسمى السفر , ولذلك قال ابن القيم فى " الزاد ": " ولم يحد صلى الله عليه وسلم لأمته مسافة محدودة للقصر والفطر بل أطلق لهم ذلك فى مطلق السفر والضرب فى الأرض , كما أطلق لهم التيمم فى كل سفر.
وأما ما يروى من التحديد باليوم واليومين أو الثلاثة فلم يصح عنه منها شىء البتة " والله أعلم.
أبو مالك المديني
2013-05-07, 03:05 PM
((تُعَادُ الصَّلَاةُ مِنْ قَدْرِ الدِّرْهَمِ مِنْ الدَّمِ))، وَفِي لَفْظٍ: ((إذَا كَانَ فِي الثَّوْبِ قَدْرُ الدِّرْهَمِ مِنْ الدَّمِ غُسِلَ الثَّوْبُ وَأُعِيدَتْ الصَّلَاةُ)).
موضوع:
قال الزيلعي في ((نصب الراية)) 213،212/1:
((أَخْرَجَهُ الدَّارَقُطْنِي ُّ فِي ((سُنَنِهِ)) عَنْ رَوْحِ بْنِ غُطَيْفٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: حَدِيثٌ بَاطِلٌ، وَرَوْحٌ هَذَا مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ لَا شَكَّ فِيهِ، لَمْ يَقُلْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَكِنْ اخْتَرَعَهُ أَهْلُ الْكُوفَةِ، وَكَانَ رَوْحُ بْنُ غُطَيْفٍ يَرْوِي الْمَوْضُوعَاتِ عَنْ الثِّقَاتِ، وذكره ابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي الْمَوْضُوعَاتِ وَذَكَرَهُ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ نُوحِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ يَزِيدَ الْهَاشِمِيِّ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًانَحْو َهُ، وَأَغْلَظَ فِي نُوحِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ)).
ومن أخذ بهذا الحديث من بعض الفقهاء فهو تحكم لا دليل صحيح عليه لما قد علم من عدم ثبوت هذا الحديث .
محمد طه شعبان
2013-05-08, 01:00 PM
ومن أخذ بهذا الحديث من بعض الفقهاء فهو تحكم لا دليل صحيح عليه لما قد علم من عدم ثبوت هذا الحديث .
صدقتَ شيخَنا الفاضل
محمد طه شعبان
2013-05-09, 06:36 PM
«إِذا قَامَ أحدكُم من اللَّيْل يُصَلِّي فليجهر بقرَاءَته فَإِن الْمَلَائِكَة وعمار الدَّار يَسْتَمِعُون إِلَى قِرَاءَته وَيصلونَ بِصَلَاتِهِ»
مُنكر:
قال العراقي - رحمه الله - ((تخريج الإحياء)) (330):
رَوَاهُ بِنَحْوِهِ بِزِيَادَة فِيهِ أَبُو بكر الْبَزَّار وَنصر الْمَقْدِسِي فِي المواعظ وَأَبُو شُجَاع من حَدِيث معَاذ بن جبل وَهُوَ حَدِيث مُنكر مُنْقَطع.
محمد طه شعبان
2013-05-12, 11:50 PM
«الْحَجَرُ الْأَسْوَدُ يَمِينُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ».
قال الألباني - رحمه الله - ((الضعيفة)) (223):
((منكر:
أخرجه أبو بكر بن خلاد في " الفوائد " (1 / 224 / 2) وابن عدي (17 / 2) وابن بشران في " الأمالي " (2 / 3 / 1) والخطيب (6 / 328) وعنه ابن الجوزي في " الواهيات " (2 / 84 / 944) من طريق إسحاق بن بشر الكاهلي، حدثنا أبو معشر المدائني عن محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعا.
ذكره الخطيب في ترجمة الكاهلي هذا وقال: يروي عن مالك وغيره من الرفعاء أحاديث منكرة، ثم ساق له هذا الحديث ثم روى تكذيبه عن أبي بكر بن أبي شيبة، وقد كذبه أيضا موسى بن هارون وأبو زرعة، وقال ابن عدي عقب الحديث: هو في عداد من يضع الحديث، وكذا قال الدارقطني كما في " الميزان "، وزاد ابن الجوزي: لا يصح، وأبو معشر ضعيف.
وقال المناوي متعقبا على السيوطي حيث أورده في " الجامع " من رواية الخطيب وابن عساكر: قال ابن الجوزي: حديث لا يصح، وقال ابن العربي: هذا حديث باطل فلا يلتفت إليه.
ثم وجدت للكاهلي متابعا، وهو أحمد بن يونس الكوفي، وهو ثقة أخرجه ابن عساكر (15 / 90 / 2) من طريق أبي علي الأهوازي، حدثنا أبو عبد الله محمد بن جعفر ابن عبيد الله الكلاعي الحمصي بسنده عنه به، أورده في ترجمة الكلاعي هذا، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، لكن أبو علي الأهوازي متهم، فالحديث باطل على كل حال، ثم رأيت ابن قتيبة أخرج الحديث في " غريب الحديث " (3 / 107 / 1) عن إبراهيم بن يزيد عن عطاء عن ابن عباس موقوفا عليه، والوقف أشبه وإن كان في سنده ضعيف جدا، فإن إبراهيم هذا وهو الخوزي متروك كما قال أحمد والنسائي، لكن روي الحديث بسند آخر ضعيف عن ابن عمرو رواه ابن خزيمة (2737) والطبراني في " الأوسط " (1 / 33 / 2) ، وقال: تفرد به عبد الله بن المؤمل ولذا ضعفه البيهقي في " الأسماء " (ص 333) وهو مخرج في " التعليق الرغيب " (2 / 123) .
وإذا عرفت ذلك، فمن العجائب أن يسكت عن الحديث الحافظ ابن رجب في " ذيل الطبقات " (7 / 174 - 175) ويتأول ما روي عن ابن الفاعوس الحنبلي أنه كان يقول: " الحجر الأسود يمين الله حقيقة "، بأن المراد بيمينه أنه محل الاستلام والتقبيل، وأن هذا المعنى هو حقيقة في هذه الصورة وليس مجازا، وليس فيه ما يوهم الصفة الذاتية أصلا، وكان يغنيه عن ذلك كله التنبيه على ضعف الحديث، وأنه لا داعي لتفسيره أو تأويله لأن التفسير فرع التصحيح كما لا يخفى)).
محمد طه شعبان
2013-05-25, 05:45 PM
عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: اسْتَأْذَنْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْعُمْرَةِ، فَأَذِنَ لِي، وَقَالَ: «لَا تَنْسَنَا يَا أُخَيَّ مِنْ دُعَائِكَ».
قال الألباني رحمه الله في ((تحقيق رياض الصالحين)) (378):
حديث ضعيف:
رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
وقال في ((ضعيف أبي داود)) (264):
قلت: إسناده ضعيف؛ عاصم بن عبيد الله قال الحافظ: " ضعيف ") .
إسناده: حدثنا سليمان بن حرب: ثنا شعبة عن عاصم بن عبيد الله.
قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير عاصم بن
عبيد الله، فهو ضعيف- كما في "التقريب "-، وهو عاصم بن عبيد الله بن عاصم
ابن عمر بن الخطاب.
والحديث أخرجه الطيالسي في " مسنده " (رقم (10)) : ثنا شعبة ... به.
وأخرجه البيهقي (5/251) من طريق أخرى عن سليمان بن حرب ... به.
وأخرجه أحمد (1/29) من طريق أخرى عن شعبة ... به.
وتابعه سفيان الثوري عن عاصم ... به.
أخرجه أحمد (2/59) ، والترمذي (2/274) ، وابن ماجه (2/211)
والبيهقي أيضاً، وقال الترمذي: " حديث حسن صحيح "!
كذا قال! وهو من تساهله الذي نبهْتُ عليه قريباً، وقد تعقبه المنذري في
"مختصره " (2/146) بأن عاصماً قد تكلم فيه غير واحد من الأئمة.
ومنه تعلم خطأً ابن تيمية رحمه الله في جزْمِه بنسبة الحديث إلى النبي
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ حيث قال في "تلخيص الاستغاثة" (ص 40) :
" وقد قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعمر لما ودعه: " لا تنْسنا من دعائك- أو: أشْرِكْنا في
دعائك-! ".
ونحوه في جوابٍ له عمن سأله عن الاستنجاد بالقبور في "مجموع الفتاوى"
(27/64) !
ولعله لم يستحضر علته حين كتب ذلك، وكان في حفظه تصحيح الترمذي
إياه. فقد ذكر تخريجه في "القاعدة الجليلة في التوسل والوسيلة" (1/192-
المجموع) ، وممن عزاه إليه: "الترمذي وصححه "! فإنه كثير الاعتماد على حفظه
رحمه الله تعالى.
محمد طه شعبان
2013-05-28, 02:28 PM
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لِيُغَسِّلْ مَوْتَاكُمُ الْمَأْمُونُونَ ».
قال الألباني -رحمه الله ((الضعيفة)) (4395) -:
موضوع:
أخرجه ابن ماجه (1/ 446) ، وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" (70) عن بقية بن الوليد، عن مبشر بن عبيد، عن زيد بن أسلم، عن عبد الله بن عمر مرفوعاً.
قلت: وهذا موضوع. قال الحاكم:
"هذا حديث منكر، لاأعلم لمبشر بن عبيد متابعاً فيه". وقال البوصيري (91/ 1) :
"بقية؛ مدلس، وقد رواه بالعنعنة. وشيخه؛ قال فيه أحمد بن حنبل: أحاديثه كذب موضوعة. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال الدارقطني: متروك الحديث، يضع الحديث، ويكذب".
محمد طه شعبان
2013-06-01, 07:04 PM
((كيف تهلك أمة أنا أولها، وعيسى آخرها، والمهدي في وسطها )).
قال الألباني رحمه الله ((الضعيفة)) (2349):
منكر:
رواه ابن عساكر (2/95/2) عن أحمد بن محمد بن عبيد الله الدمشقي: أخبرني طاهرابن علي: نا علي بن هاشم: نا أبو الهيثم محمد بن إبراهيم أن أمير المؤمنين أبا جعفر حدثه عن أبيه عن ابن عباس مرفوعا.
قلت: وهذا سند مظلم، أحمد هذا أورده ابن عساكر بهذا الحديث، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. وطاهر بن علي؛ هو الطبراني؛ لم أعرفه.
وأبو جعفر؛ هو الخليفة العباسي المشهور، لا يعرف حاله في الرواية.
وأبو الهيثم محمد بن إبراهيم لعله محمد بن إبراهيم المعروف بالإمام ابن محمد ابن علي بن عبد الله بن عباس؛ ترجمه الخطيب (1/384 - 386) ، وذكر أنه روى
العلم عن جماعة، منهم عمه أبو جعفر المنصور، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.
ثم تأكد لدي أنه هو حين رأيت ابن عساكر رواه في مكان آخر (14/53/2) من طريق خالد بن يزيد القشيري: حدثنا محمد بن إبراهيم الهاشمي به.
والحديث منكر عندي، لأن ظاهره أن بين المهدي وعيسى سنين كثيرة مع أنه صح في غير ما حديث أنهما يلتقيان في دمشق، ويأتم عيسى بالمهدي عليهما السلام، فكيف يقال: إن المهدي في وسطها وعيسى في آخرها؟ !
والحديث رواه ابن عساكر أيضا من طريق عبد الوهاب بن الضحاك: حدثنا إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمروعن عبد الرحمن بن نفير عن كثير بن مرة عن عبد الله بن عمروبن العاص مرفوعا به، دون الجملة الوسطى.
وهذا وإن كان أقرب إلى الصواب؛ فإنه ضعيف جدا، فإن عبد الوهاب قال فيه أبو
حاتم:
" كذاب ".
محمد طه شعبان
2013-06-06, 02:25 PM
((أكثروا مِنَ الصلاة على موسى فما رأيت أحدًا مِنَ الأنبياء أحوط على أمتي منه))
قال الألباني رحمه الله ((الضعيفة)) (2886):
منكر:
رواه ابن عساكر (17/193/1) عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي عن يزيد بن أبي مالك عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
قلت: وهذا إسناد ضعيف، لاختلاط التنوخي هذا مع ثقته وفضله.
لكن يزيد - وهو ابن عبد الرحمن - بن أبي مالك الدمشقي فيه لين.
محمد طه شعبان
2013-06-06, 02:30 PM
((لَأَنْ يَهْدِيَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى يَدَيْكَ رَجُلًا خَيْرٌ لَكَ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ وَغَرَبَتْ))
قال الألباني رحمه الله ((الضعيفة)) (2950):
ضعيف:
رواه الطبراني (1/91/1) عن أبي خالد الدالاني يزيد بن عبد الرحمن بن أبي خالد عن زيد بن أسلم عن يزيد بن زياد مولى ابن عباس عن أبي رافع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: فذكره.
ثم رواه (1/98/1) هو، والحاكم (3/598) من طريق قيس بن الربيع عن يزيد بن عبد الرحمن بن أبي خالد عن عبد الرحمن بن عبد الله مولى علي بن أبي رافع به.
قلت: وإسناده ضعيف من الوجهين، لأن مدارهما على أبي خالد الدالاني وهو ضعيف. وعبد الرحمن بن عبد الله مولى علي لم أجد من ترجمه، ويغلب على ظني أنه عبد الرحمن بن أبي رافع المترجم في " التهذيب " وغيره، وفي " التقريب ":
" عبد الرحمن بن أبي رافع، ويقال: ابن فلان بن أبي رافع، شيخ لحماد بن سلمة بن سلمة، مقبول، من الرابعة ".
قلت: وهو يروي عن أبي رافع بواسطة عمته سلمى. وعنه حماد بن سلمى. وهو يسميه في أكثر الروايات عنه: عبد الرحمن بن أبي رافع، لكني وجدت له رواية في " مسند أحمد " (6/9) سماه فيها " عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي رافع عن عمته عن أبي رافع ". ففيها بيان أن اسم والد عبد الرحمن عبد الله كما في رواية الدالاني هذه. وعليه فأبو رافع جده. فإذا ثبت هذا فالسند منقطع لعدم تصريحه بسماعه من أبي رافع، وقد روى عنه بالواسطة كما سبق.
والحديث قال الهيثمي في " المجمع " (5/334) :
" رواه الطبراني عن يزيد بن أبي زياد مولى ابن عباس، ذكره المزي في الرواة عن أبي رافع، وذكره ابن حبان في " الثقات "، وبقية رجال الطريق الأولى ثقات ".
كذا قال، وقد عرفت أن مدار الطريقين على الدالاني؛ وأنه ضعيف. ومن ضعفه أنه روى هذا الحديث تارة بالإسناد الأول عن أبي رافع وتارة بالإسناد الآخر!
ورواه ابن المبارك في " الزهد " (220/1) : أنبأنا ابن لهيعة عن ابن أبي جعفر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بعث معاذا يعلم الدين قال: فذكره. إلا أنه قال: ".. خير لك من الدنيا وما فيها ".
(تنبيه) : هذا الحديث مما عزاه الدكتور فايز المط في كتابه " القبس " رقم (1156 - طبع المكتب الإسلامي) مع الأسف! للبخاري ومسلم! وإنما هو عندهما من طريق أخرى عن سهل بن سعد بلفظ: " خير لك من حمر النعم "، وهو مخرج في " تخريج فقه السيرة " (371) ، ومن عجائب هذا الدكتور أنه جعل هذا اللفظ تمام حديث الترجمة وعطفه عليه بقوله: " أو قيم "!!
محمد طه شعبان
2013-06-06, 02:34 PM
((لَلَّهُ أَشَدُّ أَذَنًا إِلَى الرَّجُلِ حَسَنِ الصَّوْتِ بِالْقُرْآنِ، مِنْ صَاحِبِ الْقَيْنَةِ إِلَى قَيْنَتِهِ))
قال الألباني رحمه الله ((الضعيفة)) (2951):
ضعيف:
رواه ابن ماجه (1340) ، وابن حبان (659) ، والحاكم (1/571) ، وأحمد (6/19 - 20) ، وابن عساكر (17/232/1) عن الوليد بن مسلم قال: حدثنا الأوزاعي عن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر عن ميسرة مولى فضالة عن فضالة بن عبيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. وقال الحاكم:
" صحيح على شرط الشيخين ". ورده الذهبي بقوله:
" قلت: بل هو منقطع ".
قلت: وإنما قال الحاكم ما قال؛ لأنه ليس في إسناده ميسرة مولى فضالة وهو رواية لأحمد. وكأن ذلك من عمل الوليد بن مسلم، فإنه كان يدلس تدليس التسوية، فيظهر أنه كان أحيانا يدلس ميسرة هذا، وأحيانا يظهره ويثبته وهو علة الحديث؛ فإنه لا يعرف كما أشار إلى ذلك الذهبي بقوله: " ما حدث عنه سوى إسماعيل بن عبيد الله ".ولم يوثقه أحد غير ابن حبان على قاعدته في توثيق المجهولين، ولذلك لم يتابعه الحافظ في توثيقه فإنه قال في ترجمته من " التقريب ":
" مقبول ".
يعني عند المتابعة، وإلا فلين الحديث كما نص عليه في المقدمة، ولا نعلم أحادا تابعه عليه بهذا اللفظ، فهو ضعيف. فقول البوصيري في " الزوائد " (103/1 - مصورة المكتب) :
" هذا إسناد حسن لقصور درجة ميسرة مولى فضالة وراشد بن سعيد عن درجة أهل الحفظ والضبط ".
قلت: فهو غير حسن، لأن ميسرة لم تثبت عدالته كما عرفت، وعليه فلا يصح وصفه بالحفظ القاصر فتنبه.
وأما راشد بن سعيد، فهو متابع.
محمد طه شعبان
2013-06-09, 07:43 AM
((خَيْرُكُمْ مَنْ بُكِّرَ بِأُنْثَى))
موضوع:
جاء في ((فتاوى الشبكة الإسلامية)) (110940).
السُّؤَالُ:
هل هناك حديث شريف عن المعنى: خيركم من بكر بأنثى ثم أتبعها بذكر؟
الجواب:
خلاصة الفتوى:
الحديث المشار إليه ضعيف أو موضوع كما قال أهل العلم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم نقف على الحديث المشار ليه باللفظ المذكور، ولكن قال العجلوني في كشف الخفاء: روى الديلمي عن واثلة بن الأسقع مرفوعا بلفظ: من بركة المرأة تبكيرها بالإناث؛ ألم تسمع قوله تعالى: يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور. فبدأ بالإناث، ورواه أيضا عن عائشة مرفوعا بلفظ: من بركة المرأة على زوجها تيسير مهرها وأن تبكر بالإناث. وهما ضعيفان.
وقال عنه الألباني: موضوع.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 رجب 1429
محمد طه شعبان
2013-06-11, 02:29 PM
((التمس لأخيك سبعين عذرًا))
سائل يقول: ما صحة هذا الحديث " التمس لأخيك سبعين عذرا "؟
ج: لا أعلم له أصلا، والمشروع للمؤمن أن يحترم أخاه إذا اعتذر إليه ويقبل عذره إذا أمكن ذلك، ويحسن به الظن حيث أمكن ذلك حرصا على سلامة القلوب من البغضاء ورغبة في جمع الكلمة والتعاون على الخير، وقد روي عن عمر رضي الله عنه أنه قال: " لا تظن بكلمة صدرت من أخيك شرا وأنت تجد لها في الخير محملا ".
((مجموع فتاوى ابن باز)) (26/ 365).
محمد طه شعبان
2013-07-02, 02:08 PM
«صِلُوا قَرَابَاتِكُمْ وَلَا تُجَاوِرُوهُمْ، فَإِنَّ الْجِوَارَ يُورِثُ بَيْنَكُمُ الضَّغَائِنَ».
قال الألباني - رحمه الله - ((الضعيفة)) (776):
موضوع:
رواه العقيلي في " الضعفاء " (149) والديلمي (2 / 247) عن داود بن المحبر قال: حدثنا أبو بكر عبد الله بن عبد الجبار القرشي عن سعيد بن أبي بكر بن أبي موسى عن أبيه عن جده مرفوعا وقال العقيلي: " حديث منكر لا يحفظ إلا من هذا الشيخ، ولا أصل له ". يعني سعيد بن أبي بكر هذا، وقال فيه: " حديثه غير محفوظ، ولا يعرف إلا بهذا، وعبد الله بن عبد الجبار مجهول ".
قلت: وداود بن المحبر هو صاحب " كتاب العقل " وأكثر أحاديثه موضوعات كما قال الحافظ، فلعله آفة الحديث، وقد أشار لهذا الذهبي فقال في ترجمة سعيد هذا وقد ذكر له هذا الحديث: " حديث منكر، والآفة ممن بعده ".
والحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " (3 / 88) من رواية العقيلي هذه، وأقره السيوطي في " اللآليء " (2 / 298) وأيده بكلام الذهبي السابق، فاعجب منه بعد هذا كيف أورد الحديث في " الجامع الصغير " من رواية العقيلي أيضا! وتعقبه المناوي بنحوما ذكرنا وأنهى كلامه بقوله: " ولهذا حكم ابن الجوزي على الحديث بالوضع ".
وأقره المناوي. وكأنه خفي عليه إقرار السيوطي أيضا له.
محمد طه شعبان
2013-07-02, 02:14 PM
«مَا أَذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْبًا فَسَاءَه إِلَّا غَفَرَ اللهُ لَهُ، وَإِنْ لَمْ يَسْتَغْفِرْ مِنْهُ».
قال الألباني - رحمه الله - ((الضعيفة)) (777):
موضوع:
رواه أبو بكر الشافعي في " الفوائد " (114 / 1) وابن حبان في " الضعفاء " (1 / 180) عن بشر بن إبراهيم أبي سعيد القرشي (الأصل القزويني وهو تصحيف) : أخبرنا الأوزاعي عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عائشة مرفوعا.
ومن هذا الوجه رواه ابن عساكر (3 / 154 / 2) . وهذا موضوع. وآفته بشر هذا قال الذهبي: " قال العقيلي: " روى عن الأوزاعي أحاديث موضوعة لا يتابع عليها ". وقال ابن عدي: " هو عندي ممن يضع الحديث ". وقال ابن حبان: " كان يضع الحديث على الثقات ". فمن مصائبه ... ". ثم ذكر له أحاديث هذا منها.
وللحديث طريق أخرى بلفظ " ما علم الله من عبد ندامة ... " مضى برقم (323) .
أبو مالك المديني
2013-07-03, 03:53 PM
[quote=محمد طه شعبان;666148]((خَيْرُكُمْ مَنْ بُكِّرَ بِأُنْثَى))
موضوع:
جاء في ((فتاوى الشبكة الإسلامية)) (110940).
السُّؤَالُ:
هل هناك حديث شريف عن المعنى: خيركم من بكر بأنثى ثم أتبعها بذكر؟
الجواب:
خلاصة الفتوى:
الحديث المشار إليه ضعيف أو موضوع كما قال أهل العلم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم نقف على الحديث المشار ليه باللفظ المذكور، ولكن قال العجلوني في كشف الخفاء: روى الديلمي عن واثلة بن الأسقع مرفوعا بلفظ: من بركة المرأة تبكيرها بالإناث؛ ألم تسمع قوله تعالى: يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور. فبدأ بالإناث، ورواه أيضا عن عائشة مرفوعا بلفظ: من بركة المرأة على زوجها تيسير مهرها وأن تبكر بالإناث. وهما ضعيفان.
وقال عنه الألباني: موضوع.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 رجب 1429
جزاك الله خيرا أبا أسماء . ومن باب التتمة
قال ابن الحوزي في الموضوعات : باب بركة المرأة إذا بكرت بأنثى أنبأنا عبدالله بن على المقرى أنبأنا عايد بن أحمد الحداد حدثنا أبو القاسم عبدالرحمن بن محمد بن أحمد بن على بن عبدالله بن محمد بن عمر حدثنا محمد بنأحمد الاثرم حدثنا الحسن بن داود سالم بن إبراهيم الوراق حدثنا حكيم بن حزام عن العلاء بن كثير الدمشقي عن مكحول عن واثلة بن الاسقع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن من بركة المرأة تبكيرها بالانثى، ألم تسمع الله يقول في كتابه: (يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور)، فبدأ بالاناث قبل الذكور " هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد اتفق فيه جماعة كذابون....
أبو مالك المديني
2013-07-03, 05:14 PM
وقال الذهبي في الميزان : سالم بن إبراهيم، معاصر لشيوخ الائمة. قال الدارقطني: ليس بثبت.قلت: روى سالم عن حكيم بن خدام . متروك.
عن العلاء بن كثير - تالف - عن مكحول، عن واثلة - مرفوعا: من يمن المرأة تبكيرها بأنثى.
وهو سالم بن إبراهيم بن أبى بكر بن عياش.
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.