تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : فوائد من محاضرة ( تأملات في سورة يوسف ) للشيخ / أبي إسحاق الحويني



أحمد بن حسنين المصري
2013-04-20, 11:46 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

1- أطولُ سُورةٍ في قصصِ القرآنِ هي سورةُ يوسفَ - عليه السلام -.

2- لما قصَّ اللهُ - عز وجل – علينا قصةَ أصحابِ الكهفِ قال ( نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ )، ولما قص علينا قصةَ موسى وفرعونَ قال ( نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ )، وهذا معنى قوله – تعالى – ( مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى )؛ لأنه حق، ويُستدلُّ بهذه الآية على تحريمِ ( التمثيليات ) وإن كانت تهدف إلى الخير؛ لأنها كذبٌ.

3-يقول اللهُ – عز وجل – ( نحن نقص عليك أحسن القصص )
س : لماذا كان أحسنَ القصص ؟
ج : لأنه حقٌ؛ ولأنه( مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى ) أي لم يؤلفْهُ مؤلِّفٌ؛ ولأنه ( تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ ) أي من القرآن( وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ).

4- القصص فيه فوائدُ ثلاثةٌ : ( عبرة - هدى – رحمة )، والدليل على ذلك قوله تعالى( لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ )

5- العلمُ هو أُسُّ كلِّ خيرِ، وسَيْفٌ بغيرِ علمٍ مِخْرَاقٌ لاعِبٌ.

أحمد بن حسنين المصري
2013-04-21, 08:44 PM
6- فضلَ اللهُ سُليمانَ بشيئين هما : العلمُ، والمُلْكُ.

7- يكفي في شَرَفِ العلمِ أنَّ اللهَ – عز وجل - أباح لك أنْ تأكُلَ صيدَ الكلبِ المُعَلَّمِ، ونهاك أنْ تأكلَ صيدَ الكلبِ الجاهلِ، يقول تعالى : ( يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُن َّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ).

8- إنَّ الذين دخلوا النَّارَ دخلوها بسببِ الجهلِ، قال اللهُ – تعالى - على لسانِ هؤلاء : ( وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10) فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِير )، وأصلُ العلمِ السمعُ، والعقلُ، والفَهْمُ.

9- السَّمْعُ في القرآنِ على ثلاثةِ معاني :
أ – سمعُ إدراكٍ كقولِ اللهِ – تبارك وتعالى – ( قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ).
ب - سمعُ فَهْمٍ كقولِ اللهِ – تعالى - (وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ ).
جـ - سمعُ استجابةٍ كقول الله – تعالى – ( لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ) أي مستجيبون لهم.

10- إذا خلا الإنسانُ من العلمِ فكثيرٌ من الحيواناتِ أفضلُ منه، والدليلُ على ذلك قولُ اللهِ – تعالى - : ( إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (22) وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ ).

أحمد بن حسنين المصري
2013-04-22, 10:05 PM
11 - حُجَّةُ اللهِ قامت على المشركين بسماعِهِمُ القرآنَ.

12- السُّلْطانُ في القرآنِ هو الحجةُ إلا في قولِهِ - تعالى - ( هلك عني سلطانيه ) فلأهلِ العلمِ فيها قولان :
الأول هو : المالُ والجاهُ والحُكْمُ.
الثاني هو : العِلْمُ، ( هلك عني سلطانيه ) أي انقطت حجتي أمام اللهِ.

13- تنازع العلماءُ أيهما أفضلُ مِدَادُ العلماءِ أم دمُ الشهداءِ ؟ وفي هذه المفاضلةِ دلالةٌ على تفضيلِ العلمِ؛ لأنَّ العلمَ هو الذي سيقضي على أحدِ الخصمين؛ لأنك لو قلتَ دمُ الشهداءِ أفضلُ فلابد أن يكونَ عندك علمٌ، وإن قلت مدادُ العلماءِ أفضلُ فلابد أن يكون لديك علم، فالعلمُ هو القاضي والخصمُ.

14- القاضي إذا حَكَمَ وهو غضبانُ قلَّتْ مواهِبُهُ فيميلُ مع حظِّ نفسِهِ، أو مع هواه؛ لذلك قال النبيُّ – صلى الله عليه وسلم – ( لا يقضي القاضي حين يقضي وهو غضبان ).

15 – ليس لأحدٍ أن يقضيَ وهو غضبانُ إلا النبيَّ – صلى الله عليه وسلم -؛ لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال " إني لا أقول إلا حقًا ".