مشاهدة النسخة كاملة : ما صحة رفع القرآن وانه من علامات قيام الساعة الكبرى..؟
الاء مغيب
2013-04-18, 02:35 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماصحة رفع القرآن وعلى انه من علامات قيام الساعة الكبرى
وقد وجدت خلال البحث هذا واريد ان اعرف صحة هذا الكلام كاملا لانني سئلت عنه فلا اريد ان اقع في خطا الجواب بارك الله فيكم:
وفيما يخص رفع القرآن في آخر الزمان روى ابن أبي شيبة في مصنفه وغيره عن عبد الله بن مسعود قال: إن هذا القرآن الذي بين أظهركم يوشك أن ينزع منكم، فقيل له: كيف ينزع منا وقد أثبته الله في قلوبنا وأثبتناه في مصاحفنا؟ قال: يسري عليه في ليلة فينزع ما في القلوب ويذهب بما في المصاحف ويصبح الناس منه فقراء، ثم قرأ قول الله تعالى: وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ{الإسرا : 86}.
قال العلماء: ورفع القرآن لا يقع إلا حين لا يبقى على الأرض مؤمن، فيبقى شرار الناس وعليهم تقوم الساعة.
وأما شكل المصحف في هذا العصر، فإنه أخذ أشكالاً متعددة كما أشرت فربما يكون المصحف في أشرطة كاسيت أو أقراص الليزر أو أشرطة فيديو... أو غيرها مما هو مكتوب، وقد سبق بيان حكم التعامل مع هذه الأنواع.
والله أعلم.
أبوعاصم أحمد بلحة
2013-04-18, 02:58 PM
إسناده ثابت صحيح إلى ابن مسعودٍ _رضي الله عنه_. وهذا له حكم الرفع ؛ لأنه لا يُقال من قبيل الرأي .
أبوعاصم أحمد بلحة
2013-04-18, 03:08 PM
وأخرجه ابن عدي في "الكامل في ضعفاء الرجال"(8/ 15) فقال :
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمد بْنُ عَمْرو بْنِ أَبِي سلمة التنيسي، حَدَّثَنا أَبُو الزُّبَيْرِ مُحَمد بْنُ عَبد الله بن الزبير، حَدَّثَنا سَعِيد بن سابق، حَدَّثَنا مُسْلِمَةُ بْنُ عَلِيٍّ الْخُشَنِيُّ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، عَنْ عِكرمَة، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: أَجْرَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الْجَنَّةِ إِلَى الأَرْضِ خَمْسَةَ أَنْهَارٍ سَيْحُونَ، وَهو نَهْرُ أَهْلِ الْهِنْدِ وَجَيْحُونَ، وَهو نَهْرُ بَلْخٍ وَدِجْلَةَ والفرات وهما نهر الْعِرَاقِ وَالنِّيلُ، وَهو نَهْرُ أَهْلِ مِصْرَ أَنْزَلَهَا مِنْ عَيْنٍ وَاحِدَةٍ مِنْ عُيُونِ أَهْلِ الْجَنَّةِ مِنْ أَسْفَلِ دَرَجَةٍ مِنْ دَرَجَاتِهَا عَلَى جَنَاحَيْ جِبْرِيلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ فَاسْتَوْدَعَهَ ا الْجِبَالَ وَأَجْرَاهَا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ فِيهَا مَنَافِعَ لِلنَّاسِ فِي أَصْنَافِ مَعَايِشِهِمْ فَذَلِكَ قَوْلُهُ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فأسكناه في الأرض فَإِذَا كَانَ عِنْدَ خُرُوجِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ أَرْسَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ فَرَفَعَ الْقُرْآنَ وَالْعِلْمَ كُلَّهُ وَالْحَجَرَ الأَسْوَدَ مِنْ رُكْنِ الْبَيْتِ وَمَقَامَ إِبْرَاهِيمَ وَتَابُوتَ موسى بِمَا فِيهِ وَهَذِهِ الأَنْهَارَ الْخَمْسَ فَتُرْفَعُ إِلَى السَّمَاءِ فَذَلِكَ قَوْلُهُ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ فَإِذَا رُفِعَتْ هَذِهِ الأَشْيَاءَ مِنَ الأَرْضِ فَقَدَ أَهْلُهَا خَيْرَ الدِّينِ وَالدُّنْيَا.
قال الشَّيْخ: وهذان الحديثان أحدهما رواه مسلمة عن مقاتل والثاني رواه عن عُمَر بْن صبح عن مقاتل جميعا غير محفوظين بل هما منكرا المتن ".
رضا الحملاوي
2013-04-18, 03:11 PM
جزاكم الله خيرا
أبوعاصم أحمد بلحة
2013-04-18, 03:24 PM
وأخرجه المستغفري في "دلائل النبوة"(1/ 456) فقال : أخبرنا أبو أحمد المغقاني محمد بن الحسن بن أسلم حدثنا محمد بن عمر البجيري حدثنا عبيد بن محمد حدثنا أبو الوليد الأزرقي قال: أخبرني جدي أخبرنا سعيد بن سالم عن عثمان بن ساج عن مقاتل عن علقمة عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال إن الله يرفع القرآن من صدور الناس والحجر الأسود قبل يوم القيامة ".
وهذا إسنادٌ لا يصح . فيه عثمان بن عمرو بن ساج ، (ضعيف) . وسعيد بن سالم ، فيه مقالٌ عند أهل العلم ، وقد أبان ابن حبان أنه ساقط الاحتجاج فيما انفرد به .
وهناك طرقٌ أخر ، لعلِّي أوفيكم بها لاحقاً .
الاء مغيب
2013-04-18, 08:50 PM
جزاكم الله خيرا انا بانتظار ان توفينا بالمعلومات اكثر شكر الله لكم
الاء مغيب
2013-04-18, 08:51 PM
اذن شيخنا, يمكنني الاستدلال بالحديث عن ابن مسعود بما ان السلسة ثابتة صحيحة الى ابن مسعود؟أم ماذا؟
الاء مغيب
2013-04-18, 08:54 PM
مع اني تعجبت من ذلك فكيف يكون والله تعالى قال في كتابه العزيز(انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون)
ام يكون ذلك ايضا حفظا للقرآن عندما يهجره الناس ؟
الاء مغيب
2013-04-19, 02:04 PM
وهنا بعض الاحاديث التي وجدتها في سنن ابن ماجة والمستدرك للحاكم النيسابوري
في سنن ابن ماجه:
((حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَدْرُسُ الْإِسْلَامُ كَمَا يَدْرُسُ وَشْيُ الثَّوْبِ، حَتَّى لَا يُدْرَى مَا صِيَامٌ، وَلَا صَلَاةٌ، وَلَا نُسُكٌ، وَلَا صَدَقَةٌ، وَلَيُسْرَى عَلَى كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي لَيْلَةٍ، فَلَا يَبْقَى فِي الْأَرْضِ مِنْهُ آيَةٌ، وَتَبْقَى طَوَائِفُ مِنَ النَّاسِ الشَّيْخُ الْكَبِيرُ وَالْعَجُوزُ، يَقُولُونَ: أَدْرَكْنَا آبَاءَنَا عَلَى هَذِهِ الْكَلِمَةِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَنَحْنُ نَقُولُهَا " فَقَالَ لَهُ صِلَةُ: مَا تُغْنِي عَنْهُمْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَهُمْ لَا يَدْرُونَ مَا صَلَاةٌ، وَلَا صِيَامٌ، وَلَا نُسُكٌ، وَلَا صَدَقَةٌ؟ فَأَعْرَضَ عَنْهُ حُذَيْفَةُ، ثُمَّ رَدَّهَا عَلَيْهِ ثَلَاثًا، كُلَّ ذَلِكَ يُعْرِضُ عَنْهُ حُذَيْفَةُ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ فِي الثَّالِثَةِ، فَقَالَ: «يَا صِلَةُ، تُنْجِيهِمْ مِنَ النَّارِ» ثَلَاثًا)).
[تعليق محمد فؤاد عبد الباقي]
في الزوائد إسناده صحيح. رجاله ثقات. رواره الحاكم وقال إسناده صحيح على شرط مسلم
[شرح محمد فؤاد عبد الباقي]
[ش - (يدرس الإسلام) من درس الرسم دروس إذا عفا وهلك. ومن درس الثوب درسا إذا صار عثيقا. (وشى الثوب) نقشه. (وليسرى على كتاب الله) أي يذهب بالليل.]
[حكم الألباني]
صحيح
سنن ابن ماجه ج2 /ص1344/رقم الحديث(4049).
وفي المستدرك:
((أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَفِيدُ ، حَدَّثَنَا جَدِّي ، حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ ، أَنْبَأَ أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ ، عَنْ رِبْعِيٍّ ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَدْرُسُ الإِسْلاَمُ كَمَا يَدْرُسُ وَشْيُ الثَّوْبِ ، حَتَّى لاَ يُدْرَى مَا صِيَامٌ وَلاَ صَدَقَةٌ وَلاَ نُسُكٌ ، وَيُسَرَّى عَلَى كِتَابِ اللهِ فِي لَيْلَةٍ فَلاَ يَبْقَى فِي الأَرْضِ مِنْهُ آيَةٌ ، وَيَبْقَى طَوَائِفُ مِنَ النَّاسِ الشَّيْخُ الْكَبِيرُ وَالْعَجُوزُ الْكَبِيرَةُ ، يَقُولُونَ : أَدْرَكْنَا آبَاءَنَا عَلَى هَذِهِ الْكَلِمَةِ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ فَنَحْنُ نَقُولُهَا قَالَ صِلَةُ بْنُ زُفَرَ لِحُذَيْفَةَ : فَمَا تُغْنِي عَنْهُمْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَهُمْ لاَ يَدْرُونَ مَا صِيَامٌ وَلاَ صَدَقَةٌ وَلاَ نُسُكٌ ؟ فَأَعْرَضَ عَنْهُ حُذَيْفَةُ ، فَرَدَّدَهَا عَلَيْهِ ثَلاَثًا كُلُّ ذَلِكَ يُعْرِضُ عَنْهُ حُذَيْفَةُ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ فِي الثَّالِثَةِ ، فَقَالَ : يَا صِلَةُ تُنْجِيهِمْ مِنَ النَّارِ)).
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
ج4/ص473/رقم الحديث/8460.المستدرك للحاكم النيسابوري
وفي المستدرك ايضا:
((حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ ، عَنْ رِبْعِيٍّ ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَدْرُسُ الإِسْلاَمُ كَمَا يَدْرُسُ وَشْيُ الثَّوْبِ ، لاَ يُدْرَى مَا صِيَامٌ وَلاَ صَدَقَةٌ وَلاَ نُسُكٌ ، وَيُسْرَى عَلَى كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي لَيْلَةٍ فَلاَ يَبْقَى فِي الأَرْضِ مِنْهُ آيَةٌ ، وَيَبْقَى طَوَائِفُ مِنَ النَّاسِ : الشَّيْخُ الْكَبِيرُ ، وَالْعَجُوزُ الْكَبِيرَةُ ، يَقُولُونَ : أَدْرَكْنَا آبَاءَنَا عَلَى هَذِهِ الْكَلِمَةِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ فَنَحْنُ نَقُولُهَا فَقَالَ صِلَةُ : فَمَا تُغْنِي عَنْهُمْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ لاَ يَدْرُونَ مَا صِيَامٌ وَلاَ صَدَقَةٌ وَلاَ نُسُكٌ ؟ فَأَعْرَضَ عَنْهُ حُذَيْفَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَرَدَّدَ عَلَيْهِ ثَلاَثًا كُلُّ ذَلِكَ يُعْرِضُ عَنْهُ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ فِي الثَّالِثَةِ ، فَقَالَ : يَا صِلَةُ ، تُنْجِيهِمْ مِنَ النَّارِ ، تُنْجِيهِمْ مِنَ النَّارِ ، تُنْجِيهِمْ مِنَ النَّارِ)).
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
ج4/ص545,رقم الحديث( 8636)المستدرك على الصحيحين
للإمام الحافظ أبو عبد الله الحاكم النيسابوري (405 هـ).
الاء مغيب
2013-04-19, 07:47 PM
شيخنا الكريم اذن هذه الطرق صحيحة؟
يمكنني الاستدلال بها ؟فنحن نعلم شروط الامام مسلم _رحمه الله تعالى_ الا انه لم يخرج هذا الحديث .ولكنه على شرطه .
اعتذر ولكني اخاف من هذه الامور يجب ان اتاكد من حضرتكم
الخضر بن ادم القرشي
2013-04-21, 09:47 AM
لايصح من جهة إسناده ومعناه منكر
الحديث الصحيح الذي لاشك فيه وهو من عيون الحديث, حديث عبد الله بن عمرو بن العاص المتفق عليه
أبوعاصم أحمد بلحة
2013-04-21, 06:03 PM
لايصح من جهة إسناده ومعناه منكر
الحديث الصحيح الذي لاشك فيه وهو من عيون الحديث, حديث عبد الله بن عمرو بن العاص المتفق عليه
إن كنت تعني بقولك هذا ؛ الحديث جملةً لا يصح ، ومنها حديث حذيفة _رضي الله عنه ، وهو إن اختُلف في رفعه ووقفه ؛ فهو له حكم المرفوع= فقولك هذا لم أره لغيرك من أهل العلم في القديم والحديث ، فهلا أفصحت أخي الكريم عن علة إسناد ، ونكارتة متنه ، مع تطعيم قولك بمن سبقك من أهل العلم .
الخضر بن ادم القرشي
2013-04-22, 09:07 PM
أخي ابو عاصم:
اولا لدي تنبيه
حديث حذيفة اراكم هنا لاتنسبونه لأقدم مصدر ورد فيه-مصدر اقدم من الكتب الستة ربما بـ 80 سنة
كتاب اسمه: الدعاء - لمؤلفه وهو احد رجال الستة, محمد بن فضيل بن غزوان الضبي رحمه الله - احد رجال القران الثاني الهجري
ومن هذا الكتاب تجد حديثه الشهير الذي نقله البخاري الى صحيحه بعد ذلك ولايعرف الا من خلال محمد بن فضيل, حيث حفظه لنا رحمه الله ولولا الله ثم هو لضاع-رغم ماذكر عنه من التشيع ولكنه من فضلاءهم انذاك- هذا الحديث: كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان ..... الحديث.
فهناك تجد عاضدا اخر غير ابي معاوية الفزاري(الذي قيل عنه يتلقف المشائخ من السكك) يعزز وقعه في النفس,
ثانيا: الحديث في صلب هذا الموضوع يتعارض - كما أرى - مع الحديث العزيز حديث عبد الله بن عمرو بن العاص في الصحيحين,
فضلا عن ضعف الاثر هنا
الخضر بن ادم القرشي
2013-04-22, 09:14 PM
صحيح البخاري: حدثنا اسماعيل بن اويس قال حدثني مالك عن هشام بن عروة عن ابيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (ان الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى اذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فافتوا بغير علم فضلوا واضلوا)
---------------
وسياقته في صحيح مسلم افضل من سياقته هنا للقصة فيه
الخضر بن ادم القرشي
2013-04-22, 09:26 PM
صحيح مسلم: حدثنا حرملة بن يحيى التجيبي أخبرنا عبد الله بن وهب حدثني أبو شريح أن أبا الأسود حدثه عن عروة بن الزبير قال: قالت لي عائشة يا بن أختي بلغني أن عبد الله بن عمرو مار بنا إلى الحج فالقه فسائله فإنه قد حمل عن النبي صلى الله عليه وسلم علما كثيرا, قال: فلقيته فساءلته عن أشياء يذكرها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عروة فكان فيما ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله لا ينتزع العلم من الناس انتزاعا ولكن يقبض العلماء فيرفع العلم معهم ويبقى في الناس رؤسا جهالا يفتونهم بغير علم فيضلون ويضلون, قال عروة فلما حدثت عائشة بذلك أعظمت ذلك وأنكرته وقالت أحدثك أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول هذا؟ قال عروة: حتى إذا كان قابل قالت له إن ابن عمرو قد قدم فالقه ثم فاتحه حتى تسأله عن الحديث الذي ذكره لك في العلم, قال: فلقيته فساءلته فذكره لي نحو ما حدثني به في مرته الأولى, قال عروة: فلما أخبرتها بذلك قالت ما أحسبه إلا قد صدق أراه لم يزد فيه شيئا ولم ينقص.
أبوعاصم أحمد بلحة
2013-04-22, 09:50 PM
أخي ابو عاصم:
اولا لدي تنبيه
حديث حذيفة اراكم هنا لاتنسبونه لأقدم مصدر ورد فيه-مصدر اقدم من الكتب الستة ربما بـ 80 سنة
كتاب اسمه: الدعاء - لمؤلفه وهو احد رجال الستة, محمد بن فضيل بن غزوان الضبي رحمه الله - احد رجال القران الثاني الهجري
ومن هذا الكتاب تجد حديثه الشهير الذي نقله البخاري الى صحيحه بعد ذلك ولايعرف الا من خلال محمد بن فضيل, حيث حفظه لنا رحمه الله ولولا الله ثم هو لضاع-رغم ماذكر عنه من التشيع ولكنه من فضلاءهم انذاك- هذا الحديث: كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان ..... الحديث.
فهناك تجد عاضدا اخر غير ابي معاوية الفزاري(الذي قيل عنه يتلقف المشائخ من السكك) يعزز وقعه في النفس,
ثانيا: الحديث في صلب هذا الموضوع يتعارض - كما أرى - مع الحديث العزيز حديث عبد الله بن عمرو بن العاص في الصحيحين,
فضلا عن ضعف الاثر هنا
أخي الكريم ؛ ما يتعلق بالأمر الأول ، أنا لم أقم بتخريج الحديث ؛ وإنما الأخت الكريمة _آلاء مغيب_ هي من ذكرته ، هلَّا تنبهت..!
الأمر الثاني : وهو رأيك أن هذا الحديث يتعارض ؛ كلامٌ غير صحيحٍ ؛وذلك :
لا أعلم أحداً من أهل العلم _قديماً وحديثاً_ غمزه ؛ ولا زعم أنه يتعارض مع غيره، وهذا ما زعمته ؛ لم أره إلَّا لك!
ثم أنك أخي الكريم ! كان عليك بدلاً من أن تسرد أحاديث الصحيحين : أن تدلل على ما زعمت _آنفاً_ بأن أسانيده لا تصح ، مع نكارة المتن .
فلم أرك _أخي الطيب_ تعرضت لما طلبته منك ..!!
ثانياً : دعوى التعارض ، التي نشأت عندك ، هي خاطئة _عندي وعند غيري_ ؛ لأنك لو تأملت الحديث جيداً ؛ لعلمت أن هذا ما يكون في آخر أيام الزمان ، حيث يندرس الإسلام ، وحيث لا صلاة ولا صيام.... ، فحينها يرفع القرآن ، علامة على قيام الساعة .
أما الأحاديث التي ذكرتها ؛ أحاديث عامة ، تعم مراحل تاريخ الإسلام وإيامه ، إلى قرب قيام الساعة ، فيقع هذا الاستثاء الذي في حديث حذيفة وغيره _رضي الله عنهم_ وحينها لا تعارض ، ولهذا أمثلة كثيرة ، لو طالعت الأحاديث التي ظاهرها التعارض وكيف تصرَّف العلماء معها ، ولا أراهم يهجمون عليها بما تفضلت به ، بارك الله فيك.
وما تفضلت به _أخي الطيب_ لا يعد من المسالك العلمية ، للبحث العلمي _عند أهله_، حيث _هكذا_ لا أعلمهم يتناولون المسائل ، وينتجون النتائج..!
الخضر بن ادم القرشي
2013-04-22, 09:57 PM
تأكد أخي الفاضل انه اذا كان لاصلاة ولاصيام أنه ايضا لا علماء حينها ولا قرآن يتلى
وهي حالة تنشأ عندما (يقبض العلماء فيرفع العلم معهم)
ثم ما يدريك أخي عني انني سلكت سبيل أهل العلم ام لم أسلكه عندما كتبت ردي السابق
ومايدرك لعلها بحث مطول لدي
في موضوع آخر عن لو كنت امرا احدا بالسجود لغير الله لامرت المرأة ان تسجد لزوجها - بحث طويل جدا لدي
وقد عشت اعتقاد صحته فترة من الزمن ومع الأيام-بل قل السنين- ظهرت العلل
في الصحيح غنية عن الضعيف
أبوعاصم أحمد بلحة
2013-04-22, 10:58 PM
تأكد أخي الفاضل انه اذا كان لاصلاة ولاصيام أنه ايضا لا علماء حينها ولا قرآن يتلى
وهي حالة تنشأ عندما (يقبض العلماء فيرفع العلم معهم)
ثم ما يدريك أخي عني انني سلكت سبيل أهل العلم ام لم أسلكه عندما كتبت ردي السابق
ومايدرك لعلها بحث مطول لدي
في موضوع آخر عن لو كنت امرا احدا بالسجود لغير الله لامرت المرأة ان تسجد لزوجها - بحث طويل جدا لدي
وقد عشت اعتقاد صحته فترة من الزمن ومع الأيام-بل قل السنين- ظهرت العلل
في الصحيح غنية عن الضعيف
لا تــــــــــــعل يــــــــــــــ ــق...!!
الخضر بن ادم القرشي
2013-04-23, 10:02 AM
في سنن ابن ماجه:
((حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" يَدْرُسُ الْإِسْلَامُ كَمَا يَدْرُسُ وَشْيُ الثَّوْبِ، حَتَّى لَا يُدْرَى مَا صِيَامٌ، وَلَا صَلَاةٌ، وَلَا نُسُكٌ، وَلَا صَدَقَةٌ، وَلَيُسْرَى عَلَى كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي لَيْلَةٍ، فَلَا يَبْقَى فِي الْأَرْضِ مِنْهُ آيَةٌ، وَتَبْقَى طَوَائِفُ مِنَ النَّاسِ الشَّيْخُ الْكَبِيرُ وَالْعَجُوزُ، يَقُولُونَ: أَدْرَكْنَا آبَاءَنَا عَلَى هَذِهِ الْكَلِمَةِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَنَحْنُ نَقُولُهَا " فَقَالَ لَهُ صِلَةُ: مَا تُغْنِي عَنْهُمْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَهُمْ لَا يَدْرُونَ مَا صَلَاةٌ، وَلَا صِيَامٌ، وَلَا نُسُكٌ، وَلَا صَدَقَةٌ؟ فَأَعْرَضَ عَنْهُ حُذَيْفَةُ، ثُمَّ رَدَّهَا عَلَيْهِ ثَلَاثًا، كُلَّ ذَلِكَ يُعْرِضُ عَنْهُ حُذَيْفَةُ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ فِي الثَّالِثَةِ، فَقَالَ: «يَا صِلَةُ، تُنْجِيهِمْ مِنَ النَّارِ» ثَلَاثًا))
طريق آخر عن أبي مالك الأشجعي:
كتاب الدعاء لمحمد بن فضيل: حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: يَدْرُسُ الإِسْلامُ كَمَا يَدْرُسُ وَشْيُ الثَّوْبِ، فَيُصْبِحُ النَّاسُ وَهُمْ لا يَدْرُونَ مَا صَلاةٌ وَلا صِيَامٌ، وَلا نُسُكٌ غَيْرَ أَنَّ الرَّجُلَ وَالْعَجُوزَ يَقُولُونَ: قَدْ أَدْرَكْنَا النَّاسَ وَهُمْ يَقُولُونَ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، فَنَحْنُ نَقُولُ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ. فَقَالَ صِلَةُ: وَمَا تُغْنِي عَنْهُمْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَهُمْ لا يَدْرُونَ مَا صَلاةٌ، وَلا صِيَامٌ، وَلا نُسُكٌ؟ فَقَالَ حُذَيْفَةُ: مَا تُغْنِي عَنْهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ يَا صِلَةُ؟ يَنْجُونَ بِلا لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مِنَ النَّارِ.
--
فتبين أن الحديث موقوف وأفسد وصله
الاء مغيب
2013-04-23, 08:08 PM
السلام عليكم مشايخنا الكرام بغض النظر عن الطرق المختلفة او انها تعارضت هل هنالك حديث من هذه التي ذكرت صحيح يعتد به في صحة رواية رفع القرآن؟؟؟
فاذا كان حديث حذيفة
موقوف وأفسد وصله
مَن مِن العلماء قال ذلك شيخنا الفاضل؟؟هل للشيخ محمد فضيل ام البخاري او مسلم؟؟
ام حديث عبد الله بن عمرو بن العاص يؤخذ به على التاويل الذي تفضلتم به ولكن مَن مِن العلماء أيضاً قال ذلك؟؟
فبالنهاية ان رفع القران هل هو رفع حقيقي ام انه كما تفضلتم بموت العلماء وربما قصدتم حفظة الكتاب وبذلك لايُتدارس بعدهم فأرجو أن تسندوا ذلك لكتاب أو لأحدٍ من العلماء...
وجزاكم الله خيراً..
الخضر بن ادم القرشي
2013-04-23, 10:52 PM
أختي الفاضلة: حديث عروة بن الزبير عن عبد الله بن عمرو بن العاصمن أرفع الصحيح وأجوده
أقوى أحاديث هذا الباب, تقرأنيه وكأنك تتصفحين القرآن من قوة إسناده, كأنك تسمعينه من النبي صلى الله عليه وسلم وهو حديث عليه بهاء النبوة.
مايخص أثر حذيفة, نعود فيه لوزن محمد بن فضيل ووزن ابي معاوية, (والأخير كأنه كان رفاعاً)
فلو تصفحت علل الإمامين الجليلين ابي حاتم وابي زرعة (علل ابن ابي حاتم) أو تصفحتي احكام البخاري, سواء في تاريخه او في نقول الترمذي عنه في سننه, تجدين ميلهم للوقف على الوصل وميلهم للمرسل على ادعاء الوصل, امانة وديانة وتورعا, الا اذا ثبت فعلا الوصل,
ومثلهم من هو أكبر منهم شانا كيحيى القطان او ابن مهدي الخ ممن سبقهم
فهؤلاء أسياد الشأن, ولايحصل فهمهم الا بعد العيش معهم على الأقل عقدين من الزمان, إن كانت كافية, مع اليقظة وقوة الفهم وحسن التصور, والتوسع في العلم وعدم الانقطاع عن العلم ولو ليوم واحد,
هرلاء كهان الحديث أختي الفاضلة
فأثر حذيفة, احضري لي عالما معاصرا واحدا فقط, كان في بحثه او حديثه عنه اثر محمد بن فضيل
لا اعلمه في هذا الزمان
وأهل العلم على ضربين, اباطرة ومجتهدون
أبوعاصم أحمد بلحة
2013-04-24, 05:47 AM
أختي الفاضلة: حديث عروة بن الزبير عن عبد الله بن عمرو بن العاصمن أرفع الصحيح وأجوده
أقوى أحاديث هذا الباب, تقرأنيه وكأنك تتصفحين القرآن من قوة إسناده, كأنك تسمعينه من النبي صلى الله عليه وسلم وهو حديث عليه بهاء النبوة.
مايخص أثر حذيفة, نعود فيه لوزن محمد بن فضيل ووزن ابي معاوية, (والأخير كأنه كان رفاعاً)
فلو تصفحت علل الإمامين الجليلين ابي حاتم وابي زرعة (علل ابن ابي حاتم) أو تصفحتي احكام البخاري, سواء في تاريخه او في نقول الترمذي عنه في سننه, تجدين ميلهم للوقف على الوصل وميلهم للمرسل على ادعاء الوصل, امانة وديانة وتورعا, الا اذا ثبت فعلا الوصل,
ومثلهم من هو أكبر منهم شانا كيحيى القطان او ابن مهدي الخ ممن سبقهم
فهؤلاء أسياد الشأن, ولايحصل فهمهم الا بعد العيش معهم على الأقل عقدين من الزمان, إن كانت كافية, مع اليقظة وقوة الفهم وحسن التصور, والتوسع في العلم وعدم الانقطاع عن العلم ولو ليوم واحد,
هرلاء كهان الحديث أختي الفاضلة
فأثر حذيفة, احضري لي عالما معاصرا واحدا فقط, كان في بحثه او حديثه عنه اثر محمد بن فضيل
لا اعلمه في هذا الزمان
وأهل العلم على ضربين, اباطرة ومجتهدون
قولك يا علامة ! :"احضري لي عالما ًواحداً..." أنا أنصحك بالعودة إلى "سنن ابن ماجه/ط الرسالة" بتحقيق الشيخ شعيب، حتى يحق لك أن تبهر وتتعالي ، ولم أر في حياتي _العلمية_ من يتعالى بمثل هذا !
وكلامك عجيب ويوجع البطن _كما ذكرتُ آنفاً_، كما عليك بمحقق كتاب "الدعاء/ط.الرشد"لمحمد بن فضيل بن غزوان الضبي ، _الدكتور عبد العزيز بن سليمان بن إبراهيم البعيمي_، واقرأ جيداً ما قاله على هذا الحديث ، لا سيما قضية الرفع والوقف عن محمد بن فضيل هذا .
وعلى كلٍّ _كما ذكرتُ آنفاً_ لو أن الحديث موقوفٌ ، فله حكم الرفع ، لأنه لا يُقال من قبيل الرأي ، والحديث صححه جماعةٌ من أهل العلم منهم : الحاكم _وأقره الذهبي_ ، والبوصيري ، وابن حجر ، والألباني ، والشيخ شعيب ، وغيرهم . ولا أعلم من ضعفه إلَّا أنت_ومن أشار إليه الألباني_ ، فمن أنت بجوار هؤلاء يا عبد الله !
ولي عودةٌ ، إن شاء المولي ، يكون فيها بسطاً أكثر من ذلك ، وهدى الله هذا الأخ ، كما يضيع أوقاتنا ، بما يأتي به من عجائب وغرائب ، بما يشبه شبهات السوفسطائيين ، ولا حول ولا قوة إلَّا بالله العليِّ العظيم !
أبوعاصم أحمد بلحة
2013-04-24, 06:11 AM
ويكأن الشيخ يعلم بما نعانيه في مثل هذه الأحوال والمقامات..!!
______________________________ ___
قال العلامة الألباني في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (1/ 171) :
أخرجه ابن ماجه (4049) والحاكم (4 / 473) من طريق أبي معاوية عن أبي مالك الأشجعي عن ربعي بن حراش عن حذيفة بن اليمان مرفوعا به، وزاد:" قال صلة بن زفر لحذيفة: ما تغني عنهم لا إله إلا الله وهم لا يدرون ما صلاة ولا صيام ولا نسك ولا صدقة؟ فأعرض عنه حذيفة، ثم ردها عليه ثلاثا، كل ذلك يعرض عنه حذيفة، ثم أقبل عليه في الثالثة فقال: يا صلة! تنجيهم من النار ثلاثا ".
وقال الحاكم: " صحيح على شرط مسلم ". ووافقه الذهبي.قلت: وهو كما قالا. وقال البوصيري في " الزوائد " (ق 247 / 1) : " إسناده صحيح، رجاله ثقات ".
(يدرس) من درس الرسم دروسا: إذا عفا وهلك.
(وشي الثوب) نقشه.
من فوائد الحديث:
وفي هذا الحديث نبأ خطير، وهو أنه سوف يأتي يوم على الإسلام يمحى أثره، وعلى القرآن فيرفع فلا يبقى منه ولا آية واحدة، وذلك لا يكون قطعا إلا بعد أن يسيطر الإسلام على الكرة الأرضية جميعها، وتكون كلمته فيها هي العليا.
كما هو نص قول الله تبارك وتعالى (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله) ، وكما شرح رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك في أحاديث كثيرة سبق ذكر بعضها في المقال الأول من هذه المقالات (الأحاديث
الصحيحة) .
وما رفع القرآن الكريم في آخر الزمان إلا تمهيدا لإقامة الساعة على شرار الخلق الذين لا يعرفون شيئا من الإسلام البتة، حتى ولا توحيده!
وفي الحديث إشارة إلى عظمة القرآن، وأن وجوده بين المسلمين هو السبب لبقاء دينهم ورسوخ بنيانه وما ذلك إلا بتدارسه وتدبره وتفهمه ولذلك تعهد الله تبارك وتعالى بحفظه، إلى أن يأذن الله برفعه. فما أبعد ضلال بعض المقلدة الذين يذهبون إلى أن الدين محفوظ بالمذاهب الأربعة، وأنه لا ضير على المسلمين من ضياع قرآنهم لو فرض وقوع ذلك! ! هذا ما كان صرح لي به أحد كبار المفتين من الأعاجم وهو يتكلم العربية الفصحى بطلاقة وذلك لما جرى الحديث بيني وبينه
حول الاجتهاد والتقليد.
قال - ما يردده كثير من الناس -: إن الاجتهاد أغلق بابه منذ القرن الرابع!
فقلت له: وماذا نفعل بهذه الحوادث الكثيرة التي تتطلب معرفة حكم الله فيها
اليوم؟
قال: إن هذه الحوادث مهما كثرت فستجد الجواب عنها في كتب علمائنا إما عن عينها
أو مثلها.
قلت: فقد اعترفت ببقاء باب الاجتهاد مفتوحا ولا بد!
قال: وكيف ذلك؟
قلت: لأنك اعترفت أن الجواب قد يكون عن مثلها، لا عن عينها وإذ الأمر كذلك،
فلابد من النظر في كون الحادثه في هذا العصر، هي مثل التي أجابوا عنها، وحين
ذلك فلا مناص من استعمال النظر والقياس وهو الدليل الرابع من أدلة الشرع،
وهذا معناه الاجتهاد بعينه لمن هو له أهل! فكيف تقولون بسد بابه؟ ! ويذكرني هذا بحديث آخر جرى بيني وبين أحد المفتين شمال سورية، سألته: هل تصح الصلاة في الطائرة؟ قال: نعم. قلت: هل تقول ذلك تقليدا أم اجتهادا؟ قال: ماذا
تعني؟ قلت: لا يخفى أن من أصولكم في الإفتاء، أنه لا يجوز الإفتاء باجتهاد، بل اعتمادا على نص من إمام، فهل هناك نص بصحة الصلاة في الطائرة؟ قال: لا، قلت: فكيف إذن خالفتم أصلكم هذا فأفتيتم دون نص؟ قال: قياسا.
قلت: ما هو المقيس عليه؟ قال: الصلاة في السفينة.
قلت: هذا حسن، ولكنك خالفت بذلك أصلا وفرعا، أما الأصل فما سبق ذكره، وأما الفرع فقد ذكر الرافعي في شرحه أن المصلي لو صلى في أرجوحة غير معلقة بالسقف ولا مدعمة بالأرض فصلاته باطلة. قال: لا علم لي بهذا.
قلت: فراجع الرافعي إذن لتعلم أن (فوق كل ذي علم عليم) ، فلو أنك تعترف أنك من أهل القياس والاجتهاد وأنه يجوز لك ذلك ولو في حدود المذهب فقط، لكانت النتيجة أن الصلاة في الطائرة باطلة لأنها هي التي يتحقق فيها ما ذكره الرافعي
من الفرضية الخيالية يومئذ. أما نحن فنرى أن الصلاة في الطائرة صحيحة لا شك في ذلك، ولئن كان السبب في صحة الصلاة في السفينة أنها مدعمة بالماء بينها وبين الأرض، فالطائرة أيضا مدعمة بالهواء بينها وبين الأرض. وهذا هو الذي بدا
لكم في أول الأمر حين بحثتم استقلالا، ولكنكم لما علمتم بذلك الفرع المذهبي صدكم عن القول بما أداكم إليه بحثكم! ؟
أعود إلى إتمام الحديث مع المفتي الأعجمي، قلت له: وإذا كان الأمر كماتقولون: إن المسلمين ليسوا بحاجة إلى مجتهدين لأن المفتي يجد الجواب عن عين المسألة أو مثلها، فهل يترتب ضرر ما لو فرض ذهاب القرآن؟ قال: هذا لا يقع،
قلت: إنما أقول: لو فرض، قال: لا يترتب أي ضرر لو فرض وقوع ذلك!
قلت: فما قيمة امتنان الله عز وجل إذن على عباده بحفظ القرآن حين قال: (إنا
نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) ، إذا كان هذا الحفظ غير ضروري بعد الأئمة
؟ !
والحقيقة أن هذا الجواب الذي حصلنا عليه من المفتي بطريق المحاورة، هو جواب
كل مقلد على وجه الأرض، وإنما الفرق أن بعضهم لا يجرؤ على التصريح به، وإن
كان قلبه قد انطوى عليه. نعوذ بالله من الخذلان.
فتأمل أيها القارىء اللبيب مبلغ ضرر ما نشكو منه، لقد جعلوا القرآن في حكم
المرفوع، وهو لا يزال بين ظهرانينا والحمد لله، فكيف يكون حالهم حين يسرى
عليه في ليلة، فلا يبقى في الأرض منه آية؟ ! فاللهم هداك.
حكم تارك الصلاة:
هذا وفي الحديث فائدة فقهية هامة، وهي أن شهادة أن لا إله إلا الله تنجي قائلها من الخلود في النار يوم القيامة ولو كان لا يقوم بشيء من أركان الإسلام الخمسة الأخرى كالصلاة وغيرها، ومن المعلوم أن العلماء اختلفوا في حكم تارك
الصلاة خاصة، مع إيمانه بمشروعيتها، فالجمهور على أنه لا يكفر بذلك، بل يفسق وذهب أحمد إلى أنه يكفر وأنه يقتل ردة، لا حدا، وقد صح عن الصحابة أنهمكانوا لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة. رواه الترمذي والحاكم،
وأنا أرى أن الصواب رأي الجمهور، وأن ما ورد عن الصحابة ليس نصا على أنهم كانوا يريدون بـ (الكفر) هنا الكفر الذي يخلد صاحبه في النار ولا يحتمل أن يغفره الله له، كيف ذلك وهذا حذيفة بن اليمان - وهو من كبار أولئك الصحابة -على صلة بن زفر وهو يكاد يفهم الأمر على نحو فهم أحمد له، فيقول: ما تغني عنهم لا إله إلا الله، وهم لا يدرون ما صلاة.... " فيجيبه حذيفة بعد
إعراضه عنه:
" يا صلة تنجيهم من النار. ثلاثا ". فهذا نص من حذيفة رضي الله عنه على أن تارك الصلاة، ومثلها بقية الأركان ليس
بكافر، بل هو مسلم ناج من الخلود في النار يوم القيامة. فاحفظ هذا فإنه قد لاتجده في غير هذا المكان.
وفي الحديث المرفوع ما يشهد له، ولعلنا نذكره فيما بعد إن شاء الله تعالى.
ثم وقفت على " الفتاوى الحديثية " (84 / 2) للحافظ السخاوي، فرأيته يقول بعد أن ساق بعض الأحاديث الواردة في تكفير تارك الصلاة وهي مشهورة معروفة:" ولكن كل هذا إنما يحمل على ظاهره في حق تاركها جاحدا لوجودها مع كونه ممن
نشأ بين المسلمين، لأنه يكون حينئذ كافرا مرتدا بإجماع المسلمين، فإن رجع إلى الإسلام قبل منه، وإلا قتل. وأما من تركها بلا عذر، بل تكاسلا مع اعتقاد وجوبها، فالصحيح المنصوص الذي قطع به الجمهور أنه لا يكفر، وأنه - على
الصحيح أيضا - بعد إخراج الصلاة الواحدة عن وقتها الضروري، كأن يترك الظهر مثلا حتى تغرب الشمس أو المغرب حتى يطلع الفجر - يستتاب كما يستتاب المرتد، ثم يقتل إن لم يتب، ويغسل ويصلى عليه ويدفن في مقابر المسلمين، مع إجراء
سائر أحكام المسلمين عليه. ويؤول إطلاق الكفر عليه لكونه شارك الكافر في بعض أحكامه. وهو وجوب العمل، جمعا بين هذه النصوص وبين ما صح أيضا عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: خمس صلوات كتبهن الله - فذكر الحديث. وفيه:
" إن شاء عذبه، وإن شاء غفر له " وقال أيضا: " من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة " إلى غير ذلك. ولهذا لم يزل المسلمون يرثون تارك الصلاة ويورثونه ولو كان كافرا لم يغفر له، ولم يرث ولم يورث ".(1 / 95 - 96) وختم البحث بقوله:
" ولأن ذلك إجماع المسلمين، فإننا لا نعلم في عصر من الأعصار أحدا من تاركي الصلاة، ترك تغسيله والصلاة عليه، ولا منع ميراث موروثه مع كثرة تاركي الصلاة، ولو كفر لثبتت هذه الأحكام. وأما الأحاديث المتقدمة، فهي على وجه
التغليظ والتشبيه بالكفار لا على الحقيقة، كقوله عليه الصلاة والسلام:" سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر "، وقوله " من حلف بغير الله فقد أشرك "
وغير ذلك. قال الموفق: وهذا أصوب القولين ".
أقول: نقلت هذا النص من " الحاشية " المذكورة، ليعلم بعض متعصبة الحنابلة، أن الذي ذهبت إليه، ليس رأيا لنا تفردنا به دون أهل العلم، بل هو مذهب جمهورهم، والمحققين من علماء الحنابلة أنفسهم، كالموفق هذا، وهو ابن قدامة المقدسي، وغيره، ففي ذلك حجة كافية على أولئك المتعصبة، تحملهم إن شاء الله تعالى، على ترك غلوائهم، والاعتدال في حكمهم.
بيد أن هنا دقيقة، قل من رأيته تنبه لها، أو نبه عليها، فوجب الكشف عنها وبيانها.
فأقول: إن التارك للصلاة كسلا إنما يصح الحكم بإسلامه، ما دام لا يوجد هناك ما يكشف عن مكنون قلبه، أو يدل عليه، ومات على ذلك، قبل أن يستتاب كما هو الواقع في هذا الزمان، أما لو خير بين القتل والتوبة بالرجوع إلى المحافظة على الصلاة، فاختار القتل عليها، فقتل، فهو في هذه الحالة يموت كافرا، ولا يدفن في مقابر المسلمين، ولا تجري عليه أحكامهم، خلافا لما سبق عن السخاوي لأنه لا يعقل - لو كان غير جاحد لها في قلبه - أن يختار القتل عليها، هذا أمر مستحيل، معروف بالضرورة من طبيعة الإنسان، لا يحتاج إثباته إلى برهان.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في " مجموعة الفتاوى " (2 / 48) :" ومتى امتنع الرجل من الصلاة حتى يقتل، لم يكن في الباطن مقرا بوجوبها ولا ملتزما بفعلها، وهذا كافر باتفاق المسلمين، كما استفاضت الآثار عن الصحابة بكفر هذا، ودلت عليه النصوص الصحيحة.... فمن كان مصرا على تركها حتى يموت، لا يسجد لله سجدة قط، فهذا لا يكون قط مسلما مقرا بوجوبها، فإن اعتقاد الوجوب واعتقاد أن تاركها يستحق القتل، هذا داع تام إلى فعلها، والداعي مع القدرة يوجب وجود المقدور، فإذا كان قادرا ولم يفعل قط، علم أن الداعي في حقه لم يوجد ".
وقال في موطن آخر (7/ 144) :
"...كما فعل بعضهم أخيراً بتاريخ (1407 هـ) ، فقد تعاون اثنان من طلاب العلم: أحدهما سعودي، والآخر مصري، فتعقباني في بعض الأحاديث من المئة الأولى من " سلسلة الأحاديث الصحيحة "؛ منها حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه المتقدم برقم (87) ولفظه:
" يَدْرُسُ الإسلام كما يَدْرُسُ وشْيُ الثوب حتى لا يُدرى ما صيام؛ ولا صلاة ولا نسك، ولا صدقة، ولَيُسْرَى على كتاب الله عز وجل في ليلة؛ فلا يبقى منه آية، وتبقى طوائف من الناس: الشيخ الكبير، والعجوز؛ يقولون: أدركنا آباءنا على هذه الكلمة: " لا إله إلا الله "، فنحن نقولها ".
قال صلة بن زفر لحذيفة: ما تغني عنهم " لا إله إلا الله " وهم لا يدرون ما صلاة، ولا صيام، ولا نسك، ولا صدقة؟! فأعرض عنه حذيفة، ثم رددها عليه ثلاثاً، كل ذلك يعرض عنه حذيفة. ثم أقبل عليه في الثالثة فقال: يا صلة! تنجيهم من النار (ثلاثاً) .
قلت: فسوّدا في تضعيف هذا الحديث ثلاث صفحات كبار في الرد عليَّ لتصحيحي إياه، لم يجدا ما يتعلقان به لتضعيفه؛ إلا أنه من رواية أبي معاوية محمد بن خازم الضرير؛ بحجة أنه كان يرى الإرجاء! وأن الحديث موافق لبدعة الإرجاء!!
وهذا من الجهل البالغ، ولا مجال الآن لبيانه إلا مختصراً، فإن أبا معاوية مع كونه ثقة محتجاً به عند الشيخين؛ فإنه قد توبع من ثقة مثله، ثم إن الحديث لا صلة له بالإرجاء مطلقاً، وهما إنما ادعيا ذلك لجهلهما بالعلم، وكيف يكون كذلك وقد صححه الحاكم والذهبي، وكذا ابن تيمية والعسقلاني والبوصيري؟! ولئن جاز في عقلهما أنهم كانوا في تصحيحهم إياه جميعاً مخطئين فهل وصل الأمر بهما أن يعتقدا بأنهم يصححون ما يؤيد الإرجاء؟! تالله إنها لإحدى الكبر؛ أن يتسلط على هذا العلم من لا يحسنه، وأن يضعف ما يصححه أهل العلم!... "
أبوعاصم أحمد بلحة
2013-04-24, 06:11 AM
كلامٌ ماتعٌ للشيخ الألباني ، لعله يكونُ علاجاً لما في الرؤوس من الهذيان !
______________________________ ___
قال العلامة الألباني في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (1/ 171) :
أخرجه ابن ماجه (4049) والحاكم (4 / 473) من طريق أبي معاوية عن أبي مالك الأشجعي عن ربعي بن حراش عن حذيفة بن اليمان مرفوعا به، وزاد:" قال صلة بن زفر لحذيفة: ما تغني عنهم لا إله إلا الله وهم لا يدرون ما صلاة ولا صيام ولا نسك ولا صدقة؟ فأعرض عنه حذيفة، ثم ردها عليه ثلاثا، كل ذلك يعرض عنه حذيفة، ثم أقبل عليه في الثالثة فقال: يا صلة! تنجيهم من النار ثلاثا ".
وقال الحاكم: " صحيح على شرط مسلم ". ووافقه الذهبي.قلت: وهو كما قالا. وقال البوصيري في " الزوائد " (ق 247 / 1) : " إسناده صحيح، رجاله ثقات ".
(يدرس) من درس الرسم دروسا: إذا عفا وهلك.
(وشي الثوب) نقشه.
من فوائد الحديث:
وفي هذا الحديث نبأ خطير، وهو أنه سوف يأتي يوم على الإسلام يمحى أثره، وعلى القرآن فيرفع فلا يبقى منه ولا آية واحدة، وذلك لا يكون قطعا إلا بعد أن يسيطر الإسلام على الكرة الأرضية جميعها، وتكون كلمته فيها هي العليا.
كما هو نص قول الله تبارك وتعالى (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله) ، وكما شرح رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك في أحاديث كثيرة سبق ذكر بعضها في المقال الأول من هذه المقالات (الأحاديث
الصحيحة) .
وما رفع القرآن الكريم في آخر الزمان إلا تمهيدا لإقامة الساعة على شرار الخلق الذين لا يعرفون شيئا من الإسلام البتة، حتى ولا توحيده!
وفي الحديث إشارة إلى عظمة القرآن، وأن وجوده بين المسلمين هو السبب لبقاء دينهم ورسوخ بنيانه وما ذلك إلا بتدارسه وتدبره وتفهمه ولذلك تعهد الله تبارك وتعالى بحفظه، إلى أن يأذن الله برفعه. فما أبعد ضلال بعض المقلدة الذين يذهبون إلى أن الدين محفوظ بالمذاهب الأربعة، وأنه لا ضير على المسلمين من ضياع قرآنهم لو فرض وقوع ذلك! ! هذا ما كان صرح لي به أحد كبار المفتين من الأعاجم وهو يتكلم العربية الفصحى بطلاقة وذلك لما جرى الحديث بيني وبينه
حول الاجتهاد والتقليد.
قال - ما يردده كثير من الناس -: إن الاجتهاد أغلق بابه منذ القرن الرابع!
فقلت له: وماذا نفعل بهذه الحوادث الكثيرة التي تتطلب معرفة حكم الله فيها
اليوم؟
قال: إن هذه الحوادث مهما كثرت فستجد الجواب عنها في كتب علمائنا إما عن عينها
أو مثلها.
قلت: فقد اعترفت ببقاء باب الاجتهاد مفتوحا ولا بد!
قال: وكيف ذلك؟
قلت: لأنك اعترفت أن الجواب قد يكون عن مثلها، لا عن عينها وإذ الأمر كذلك،
فلابد من النظر في كون الحادثه في هذا العصر، هي مثل التي أجابوا عنها، وحين
ذلك فلا مناص من استعمال النظر والقياس وهو الدليل الرابع من أدلة الشرع،
وهذا معناه الاجتهاد بعينه لمن هو له أهل! فكيف تقولون بسد بابه؟ ! ويذكرني هذا بحديث آخر جرى بيني وبين أحد المفتين شمال سورية، سألته: هل تصح الصلاة في الطائرة؟ قال: نعم. قلت: هل تقول ذلك تقليدا أم اجتهادا؟ قال: ماذا
تعني؟ قلت: لا يخفى أن من أصولكم في الإفتاء، أنه لا يجوز الإفتاء باجتهاد، بل اعتمادا على نص من إمام، فهل هناك نص بصحة الصلاة في الطائرة؟ قال: لا، قلت: فكيف إذن خالفتم أصلكم هذا فأفتيتم دون نص؟ قال: قياسا.
قلت: ما هو المقيس عليه؟ قال: الصلاة في السفينة.
قلت: هذا حسن، ولكنك خالفت بذلك أصلا وفرعا، أما الأصل فما سبق ذكره، وأما الفرع فقد ذكر الرافعي في شرحه أن المصلي لو صلى في أرجوحة غير معلقة بالسقف ولا مدعمة بالأرض فصلاته باطلة. قال: لا علم لي بهذا.
قلت: فراجع الرافعي إذن لتعلم أن (فوق كل ذي علم عليم) ، فلو أنك تعترف أنك من أهل القياس والاجتهاد وأنه يجوز لك ذلك ولو في حدود المذهب فقط، لكانت النتيجة أن الصلاة في الطائرة باطلة لأنها هي التي يتحقق فيها ما ذكره الرافعي
من الفرضية الخيالية يومئذ. أما نحن فنرى أن الصلاة في الطائرة صحيحة لا شك في ذلك، ولئن كان السبب في صحة الصلاة في السفينة أنها مدعمة بالماء بينها وبين الأرض، فالطائرة أيضا مدعمة بالهواء بينها وبين الأرض. وهذا هو الذي بدا
لكم في أول الأمر حين بحثتم استقلالا، ولكنكم لما علمتم بذلك الفرع المذهبي صدكم عن القول بما أداكم إليه بحثكم! ؟
أعود إلى إتمام الحديث مع المفتي الأعجمي، قلت له: وإذا كان الأمر كماتقولون: إن المسلمين ليسوا بحاجة إلى مجتهدين لأن المفتي يجد الجواب عن عين المسألة أو مثلها، فهل يترتب ضرر ما لو فرض ذهاب القرآن؟ قال: هذا لا يقع،
قلت: إنما أقول: لو فرض، قال: لا يترتب أي ضرر لو فرض وقوع ذلك!
قلت: فما قيمة امتنان الله عز وجل إذن على عباده بحفظ القرآن حين قال: (إنا
نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) ، إذا كان هذا الحفظ غير ضروري بعد الأئمة
؟ !
والحقيقة أن هذا الجواب الذي حصلنا عليه من المفتي بطريق المحاورة، هو جواب
كل مقلد على وجه الأرض، وإنما الفرق أن بعضهم لا يجرؤ على التصريح به، وإن
كان قلبه قد انطوى عليه. نعوذ بالله من الخذلان.
فتأمل أيها القارىء اللبيب مبلغ ضرر ما نشكو منه، لقد جعلوا القرآن في حكم
المرفوع، وهو لا يزال بين ظهرانينا والحمد لله، فكيف يكون حالهم حين يسرى
عليه في ليلة، فلا يبقى في الأرض منه آية؟ ! فاللهم هداك.
حكم تارك الصلاة:
هذا وفي الحديث فائدة فقهية هامة، وهي أن شهادة أن لا إله إلا الله تنجي قائلها من الخلود في النار يوم القيامة ولو كان لا يقوم بشيء من أركان الإسلام الخمسة الأخرى كالصلاة وغيرها، ومن المعلوم أن العلماء اختلفوا في حكم تارك
الصلاة خاصة، مع إيمانه بمشروعيتها، فالجمهور على أنه لا يكفر بذلك، بل يفسق وذهب أحمد إلى أنه يكفر وأنه يقتل ردة، لا حدا، وقد صح عن الصحابة أنهمكانوا لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة. رواه الترمذي والحاكم،
وأنا أرى أن الصواب رأي الجمهور، وأن ما ورد عن الصحابة ليس نصا على أنهم كانوا يريدون بـ (الكفر) هنا الكفر الذي يخلد صاحبه في النار ولا يحتمل أن يغفره الله له، كيف ذلك وهذا حذيفة بن اليمان - وهو من كبار أولئك الصحابة -على صلة بن زفر وهو يكاد يفهم الأمر على نحو فهم أحمد له، فيقول: ما تغني عنهم لا إله إلا الله، وهم لا يدرون ما صلاة.... " فيجيبه حذيفة بعد
إعراضه عنه:
" يا صلة تنجيهم من النار. ثلاثا ". فهذا نص من حذيفة رضي الله عنه على أن تارك الصلاة، ومثلها بقية الأركان ليس
بكافر، بل هو مسلم ناج من الخلود في النار يوم القيامة. فاحفظ هذا فإنه قد لاتجده في غير هذا المكان.
وفي الحديث المرفوع ما يشهد له، ولعلنا نذكره فيما بعد إن شاء الله تعالى.
ثم وقفت على " الفتاوى الحديثية " (84 / 2) للحافظ السخاوي، فرأيته يقول بعد أن ساق بعض الأحاديث الواردة في تكفير تارك الصلاة وهي مشهورة معروفة:" ولكن كل هذا إنما يحمل على ظاهره في حق تاركها جاحدا لوجودها مع كونه ممن
نشأ بين المسلمين، لأنه يكون حينئذ كافرا مرتدا بإجماع المسلمين، فإن رجع إلى الإسلام قبل منه، وإلا قتل. وأما من تركها بلا عذر، بل تكاسلا مع اعتقاد وجوبها، فالصحيح المنصوص الذي قطع به الجمهور أنه لا يكفر، وأنه - على
الصحيح أيضا - بعد إخراج الصلاة الواحدة عن وقتها الضروري، كأن يترك الظهر مثلا حتى تغرب الشمس أو المغرب حتى يطلع الفجر - يستتاب كما يستتاب المرتد، ثم يقتل إن لم يتب، ويغسل ويصلى عليه ويدفن في مقابر المسلمين، مع إجراء
سائر أحكام المسلمين عليه. ويؤول إطلاق الكفر عليه لكونه شارك الكافر في بعض أحكامه. وهو وجوب العمل، جمعا بين هذه النصوص وبين ما صح أيضا عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: خمس صلوات كتبهن الله - فذكر الحديث. وفيه:
" إن شاء عذبه، وإن شاء غفر له " وقال أيضا: " من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة " إلى غير ذلك. ولهذا لم يزل المسلمون يرثون تارك الصلاة ويورثونه ولو كان كافرا لم يغفر له، ولم يرث ولم يورث ".(1 / 95 - 96) وختم البحث بقوله:
" ولأن ذلك إجماع المسلمين، فإننا لا نعلم في عصر من الأعصار أحدا من تاركي الصلاة، ترك تغسيله والصلاة عليه، ولا منع ميراث موروثه مع كثرة تاركي الصلاة، ولو كفر لثبتت هذه الأحكام. وأما الأحاديث المتقدمة، فهي على وجه
التغليظ والتشبيه بالكفار لا على الحقيقة، كقوله عليه الصلاة والسلام:" سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر "، وقوله " من حلف بغير الله فقد أشرك "
وغير ذلك. قال الموفق: وهذا أصوب القولين ".
أقول: نقلت هذا النص من " الحاشية " المذكورة، ليعلم بعض متعصبة الحنابلة، أن الذي ذهبت إليه، ليس رأيا لنا تفردنا به دون أهل العلم، بل هو مذهب جمهورهم، والمحققين من علماء الحنابلة أنفسهم، كالموفق هذا، وهو ابن قدامة المقدسي، وغيره، ففي ذلك حجة كافية على أولئك المتعصبة، تحملهم إن شاء الله تعالى، على ترك غلوائهم، والاعتدال في حكمهم.
بيد أن هنا دقيقة، قل من رأيته تنبه لها، أو نبه عليها، فوجب الكشف عنها وبيانها.
فأقول: إن التارك للصلاة كسلا إنما يصح الحكم بإسلامه، ما دام لا يوجد هناك ما يكشف عن مكنون قلبه، أو يدل عليه، ومات على ذلك، قبل أن يستتاب كما هو الواقع في هذا الزمان، أما لو خير بين القتل والتوبة بالرجوع إلى المحافظة على الصلاة، فاختار القتل عليها، فقتل، فهو في هذه الحالة يموت كافرا، ولا يدفن في مقابر المسلمين، ولا تجري عليه أحكامهم، خلافا لما سبق عن السخاوي لأنه لا يعقل - لو كان غير جاحد لها في قلبه - أن يختار القتل عليها، هذا أمر مستحيل، معروف بالضرورة من طبيعة الإنسان، لا يحتاج إثباته إلى برهان.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في " مجموعة الفتاوى " (2 / 48) :" ومتى امتنع الرجل من الصلاة حتى يقتل، لم يكن في الباطن مقرا بوجوبها ولا ملتزما بفعلها، وهذا كافر باتفاق المسلمين، كما استفاضت الآثار عن الصحابة بكفر هذا، ودلت عليه النصوص الصحيحة.... فمن كان مصرا على تركها حتى يموت، لا يسجد لله سجدة قط، فهذا لا يكون قط مسلما مقرا بوجوبها، فإن اعتقاد الوجوب واعتقاد أن تاركها يستحق القتل، هذا داع تام إلى فعلها، والداعي مع القدرة يوجب وجود المقدور، فإذا كان قادرا ولم يفعل قط، علم أن الداعي في حقه لم يوجد ".
وقال في موطن آخر (7/ 144) :
"...كما فعل بعضهم أخيراً بتاريخ (1407 هـ) ، فقد تعاون اثنان من طلاب العلم: أحدهما سعودي، والآخر مصري، فتعقباني في بعض الأحاديث من المئة الأولى من " سلسلة الأحاديث الصحيحة "؛ منها حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه المتقدم برقم (87) ولفظه:
" يَدْرُسُ الإسلام كما يَدْرُسُ وشْيُ الثوب حتى لا يُدرى ما صيام؛ ولا صلاة ولا نسك، ولا صدقة، ولَيُسْرَى على كتاب الله عز وجل في ليلة؛ فلا يبقى منه آية، وتبقى طوائف من الناس: الشيخ الكبير، والعجوز؛ يقولون: أدركنا آباءنا على هذه الكلمة: " لا إله إلا الله "، فنحن نقولها ".
قال صلة بن زفر لحذيفة: ما تغني عنهم " لا إله إلا الله " وهم لا يدرون ما صلاة، ولا صيام، ولا نسك، ولا صدقة؟! فأعرض عنه حذيفة، ثم رددها عليه ثلاثاً، كل ذلك يعرض عنه حذيفة. ثم أقبل عليه في الثالثة فقال: يا صلة! تنجيهم من النار (ثلاثاً) .
قلت: فسوّدا في تضعيف هذا الحديث ثلاث صفحات كبار في الرد عليَّ لتصحيحي إياه، لم يجدا ما يتعلقان به لتضعيفه؛ إلا أنه من رواية أبي معاوية محمد بن خازم الضرير؛ بحجة أنه كان يرى الإرجاء! وأن الحديث موافق لبدعة الإرجاء!!
وهذا من الجهل البالغ، ولا مجال الآن لبيانه إلا مختصراً، فإن أبا معاوية مع كونه ثقة محتجاً به عند الشيخين؛ فإنه قد توبع من ثقة مثله، ثم إن الحديث لا صلة له بالإرجاء مطلقاً، وهما إنما ادعيا ذلك لجهلهما بالعلم، وكيف يكون كذلك وقد صححه الحاكم والذهبي، وكذا ابن تيمية والعسقلاني والبوصيري؟! ولئن جاز في عقلهما أنهم كانوا في تصحيحهم إياه جميعاً مخطئين فهل وصل الأمر بهما أن يعتقدا بأنهم يصححون ما يؤيد الإرجاء؟! تالله إنها لإحدى الكبر؛ أن يتسلط على هذا العلم من لا يحسنه، وأن يضعف ما يصححه أهل العلم!... "
الخضر بن ادم القرشي
2013-04-24, 06:57 AM
أحسن الله اليك اخي
لديك كل هذا ولم تبينه في ردك الاول حول هذا الأثر!
هل لابد من تحريك المياه الراكدة واستثارتكم كل مرة!! ؟
قد يكون الموصول صحيحا ولكن الموقوف أصح
الاء مغيب
2013-04-24, 08:15 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا أبو عاصم احمد بلحة...كل مرة استقي من فيض علمكم الكثير حتى ينير طريقي...
ماشاء الله لاقوة الا بالله ,,اللهم غبطة لا حسدا ارجو من الله ان أكون بمثل علمك وذكاءك يارب يارب..(ص)
لقد ابهرني كلامك شيخنا ثبتك الله ونفع بعلمك وكثر من امثالك وجعلك من صحبة الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم في الجنة يااارب(ص)(ص)
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.