المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفروق في باب الاعتقاد



عبد الرحمن السديس
2007-02-26, 09:39 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
فهذا موضوع خطر على بالي من مدة ، وهو جمع الفروق التي ذكرها العلماء في مسائل العقيدة ، ولا يخفى على اللبيب دقة ، وأهمية هذا الباب من العلم ، فهو من مهمات العلوم ، ولذا عني العلماء به عناية كبيرة ، وأفردت فيه عدة مصنفات جلها في الفقهيات ، وإن كان قد يعرض فيها فروقا غير فقهيه كما فعل القرافي ، وأما باب العقيدة فلا أعرف أنه صنف فيها مصنفا مستقلا .. ـ سوى ما ذكره ابن القيم في كتاب "الروح" ـ .
ولأهمية هذا الباب ، وما يترتب عليه من تجلي كثير من الإشكالات ؛ فسأقوم ـ بإذن الله ـ بنقل ما مر ويمر علي من فروق في كتب أهل العلم ... ومن أحسن من تكلم على فروق العقيدة شيخ الإسلام ابن تيمية ، وابن القيم ، ومن سار على نفس النهج المبارك من بعدهم .
قال ابن القيم في آخر كتاب الروح ص260:
فصل: وهذا باب من الفروق مطول ، ولعل إن ساعد القدر أن نفرد فيه كتابا كبيرا ، وإنما نبهنا بما ذكرنا على أصوله ، واللبيب يكتفي ببعض ذلك ، والدين كله فرق ، وكتاب الله فرقان ، ومحمد صلى الله عليه وسلم فرّق بين الناس ومن اتقى الله جعل له فرقانا (يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا) وسمى يوم بدر يوم الفرقان ؛ لأنه فرق بين أولياء الله وأعدائه ؛ فالهدى كله فرقان ، والضلال أصله الجمع ، كما جمع المشركون بين عبادة الله وعبادة الأوثان ، ومحبته ومحبة الأوثان ، وبين ما يحبه ويرضاه ، وبين ما قدره وقضاه ؛ فجعلوا الأمر واحد ، واستدلوا بقضائه وقدره على محبته ، ورضاه ، وجمعوا بين الربا والبيع ؛ فقالوا: (إنما البيع مثل الربا) ، وجمعوا بين المذكي والميتة ، وقالوا: (كيف نأكل ما قتلنا ولا نأكل ما قتل الله ) ، وجمع المنسلخون عن الشرائع بين الحلال والحرام ؛ فقالوا: (هذه المرأة خلقها الله وهذه خلقها ، وهذا الحيوان خلقه ، وهذا خلقه فكيف يحل هذا ويحرم هذا ؟ ) ، وجمعوا بين أولياء الرحمن ، وأولياء الشيطان ، وجاءت طائفة الاتحادية فطموا الوادي على القرى ، وجمعوا الكل في ذات واحدة وقالوا : هي الله الذي لا إله إلا هو ، وقال صاحب فصوصهم وواضع نصوصهم :واعلم أن الأمر قرآنا لا فرقانا
ما الأمر إلا نسق واحد * ما فيه من مدح ولا ذم
وإنما العادة قد خصصت * والطبع والشراع بالحكم
والمقصود أن أرباب البصائر هم أصحاب الفرقان ، فأعظم الناس فرقانا بين المشتبهات أعظم الناس بصيرة ، والتشابه يقع في الأقوال ، والأعمال والأحوال ، والأموال ، والرجال ، وإنما أتى أكثر أهل العلم من المتشابهات في ذلك كله ، ولا يحصل الفرقان إلا بنور يقذفه الله في قلب من يشاء من عباده يرى في ضوئه حقائق الأمور ، ويميز بين حقها وباطلها وصحيحها ، وسقيمها (ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور )
[ثم سرد شيئا من ذلك لعلي أنقله لا حقا بإذن الله]

عبد الرحمن السديس
2007-02-26, 09:41 PM
سئل الشيخ البراك في لقاء ملتقى أهل الحديث الشيخ :
ما الفرق بين الشرك والكفر وأيهما أعم ؟
الجواب : الحمد لله ، من المعروف أن الشرك منه أكبر ، ومنه أصغر ، وكذلك الكفر ، والذي يظهر أن السؤال في الفرق بين الكفر الكبر ، والشرك الأكبر ، فإن كلا من الشرك الأصغر ، و الكفر الأصغر من أنواع المعاصي بل من الكبائر فأما الشرك الأكبر وهو اتخاذ ند لله في العبادة كما قال لله تعالى{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ ـ إلى قوله ـ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} ، وعن ابن مسعود رضي الله عنه قلت يا رسول الله: أي الذنب أعظم ؟ قال أن تجعل لله ندا وهو خلقك ".
وأما الكفر الأكبر فكل ما يناقض الشهادتين شهادة ألا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، ومعلوم أن الشرك الأكبر يناقض شهادة ألا إله إلا الله كل المناقضة ؛ فهو كفر أكبر ، ومن الكفر تكذيب النبي صلى الله عليه وسلم ظاهرا ، وهو: الجحود ، أو باطنا ، وهو: النفاق ، ومن الكفر الاستهزاء بالله عز وجل أو بالقرآن أو بالرسول صلى الله عليه وسلم كما قال سبحانه { قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ } ، وبهذا يتبين أن بين الشرك الأكبر ، والكفر الكبر عموم وخصوص ، فكل شرك أكبر فهو :كفر ، وليس كل كفر أكبر شركا ، والله أعلم .

وسئل أيضا حفظه الله :

ما الفرق بين المرجئة ومرجئة الفقهاء ؟
الجواب : الحمد لله ، اسم المرجئة مأخوذ من الإرجاء ، وهو التأخير وسمي المرجئة بذلك لتأخيرهم الأعمال عن مسمى الإيمان ، وهم طوائف كثيرة ، وأشهرهم الغلاة ، وهم الذين يقولون: إن الإيمان هو المعرفة ـ أي معرفة الخالق ـ .
وهذا هو المشهور عن جهم بن صفوان إمام المعطلة نفاة الأسماء والصفات ، وإمام الجبرية ، وغلاة المرجئة .
والثانية :هم من يعرفون بمرجئة الفقهاء ، وهم الذين يقولون: إن الإيمان هو تصديق بالقلب ، أو هو التصديق بالقلب واللسان يعني مع الإقرار ، وأما الأعمال الظاهرة والباطنة ؛ فليست من الإيمان ، ولكنهم يقولون: بوجوب الواجبات ، وتحريم المحرمات ، وأن ترك الواجبات أو فعل المحرمات مقتضي للعقاب الذي توعد الله به من عصاه ، وبهذا يظهر الفرق بين مرجئة الفقهاء ، وغيرهم خصوصا الغلاة ، فإن مرجئة الفقهاء يقولون : إن الذنوب تضر صاحبها ، وأما الغلاة فيقولون: لا يضر مع الإيمان ذنب ، كما لا ينفع مع الكفر طاعة . والله أعلم.

عبد الرحمن السديس
2007-02-26, 09:42 PM
ومن أجوبته على أسئلة الملتقى
.. استعمالات اليد في اللغة والفروق بينها :
لفظ اليد مثناة لها في اللغة العربية استعمالات :
فتارة تستعمل غير مضافة ، وتلزم الألف ، وهذه هي التي بمعنى القدرة ، تقول: لا يدان لي بهذا الأمر ، أي لا قدرة لي عليه .
وتارة تستعمل مضافة إلى ضمير من قامت به ، أو اسمه الظاهر كقولك: بيديّ ، أو بيديه ، أو بيدي محمد ، ويجري فيها إعراب المثنى .
وهي في هذا الاستعمال لا تكون بمعنى القدرة ، بل يتعين أن يراد بهما : اليدان اللتان يكون بهما الفعل ، والأخذ ، ومن شأنهما القبض ، والبسط .
وبهذا يظهر ألا تعارض بين أنكراهما على النفاة تأويل اليدين بمعنى القدرة ، لأن ذلك لم يرد في اللغة العربية ، وبين استعمالهما (اليدان) بمعنى القدرة .
وهناك استعمالان آخران لليدين في اللغة العربية :
أحدهما: أن يعبر بهما عن الفاعل للفعل ، وإن لم يكن باشره بيديه كقولك هذا ما فعلت يداك ، ومنه قوله تعالى : {ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ } [(10) سورة الحـج] ، ويأتي لفظ اليدين مجموعا إذا أضيف إلى ضمير الجمع كقوله تعالى : {ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ } [(182) سورة آل عمران] ، ومنه قوله تعالى {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا} [(71) سورة يــس] .
الثاني : استعماله مضافا إليه بعد (بـين) ، فيكون بمعنى أمام ، كقولك: جلس بين يديه ، و مشى بين يديه ، ويجري هذا الاستعمال في العاقل ، وغير العاقل كقوله تعالى : { لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا } [(64) سورة مريم] وقوله { وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ } [(12) سورة سبأ] وقوله { بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ } [(57) سورة الأعراف] ونظائر ذلك كثيرة .
فهذه أربعة وجوه من الاستعمالات:
ثلاثة منها مجاز وهي : الأول ، والثالث ، والرابع .
والثاني: حقيقة .
ويمتنع المجاز في اليدين إذا أسند الفعل لفاعل ، وعدي إلى اليدين بالباء كقولك : عملت بيدي ، ومنه قوله تعالى : {مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ } [(75) سورة ص ] .
وأما إذا أسند الفعل إلى اليدين كقولك: هذا ما فعلت يداك ، فهو من قبيل المجاز العقلي ؛ لأنه عبر باليدين عن الفعل مطلقا ، وإن لم يكن فعل بيديه .
وبهذا يظهر الفرق بين قوله تعالى {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا} [(71) سورة يــس] ، وقوله تعالى : {مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ } [(75) سورة ص ] ، فلا تدل الآية الأولى على خلق الأنعام باليدين ،
وتدل الآية الثانية على خلقِ اللهِ آدم َ بيديه ؛ فتثبت له هذه الخصوصية على سائر الناس .
فمن جعل آية "ص" نظيرا لآية "يس" ؛ فقد أخطأ فبين الآيتين فروق :
ففي آية "ص" أضاف الله الفعل إلى نفسه ، وعداه إلى اليدين بالباء ، وذكر اليدين بلفظ التثنية ، وأضافهما إلى ضمير المفرد .
وفي آية "يس" أضاف سبحانه الفعل إلى اليدين بلفظ الجمع ، وذكر نفسه بلفظ الجمع الدال على التعظيم .
فيجب التفريق بين المختلفات من الألفاظ ، والمعاني ، والتسوية بين المتماثلات ، والله أعلم .
وبهذا يظهر الفرق بين قوله تعالى {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا} [(71) سورة يــس] ، وقوله تعالى : {مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ } [(75) سورة ص ] ، فلا تدل الآية الأولى على خلق الأنعام باليدين ،
وتدل الآية الثانية على خلقِ اللهِ آدم َ بيديه ؛ فتثبت له هذه الخصوصية على سائر الناس .
فمن جعل آية "ص" نظيرا لآية "يس" ؛ فقد أخطأ فبين الآيتين فروق :
ففي آية "ص" أضاف الله الفعل إلى نفسه ، وعداه إلى اليدين بالباء ، وذكر اليدين بلفظ التثنية ، وأضافهما إلى ضمير المفرد .
وفي آية "يس" أضاف سبحانه الفعل إلى اليدين بلفظ الجمع ، وذكر نفسه بلفظ الجمع الدال على التعظيم .
فيجب التفريق بين المختلفات من الألفاظ ، والمعاني ، والتسوية بين المتماثلات ، والله أعلم .

عبد الرحمن السديس
2007-02-26, 09:43 PM
الفرق بين النبي والرسول [من شرح حائية ابن أبي داود لشيخ البراك]

مسألة الفرق بين النبي والرسول، والفرق المشهور : أن النبي من أوحي إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه ، والرسول من أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه ، هذا التعريف المشهور.
ولكن هذا في الحقيقة غير مستقيم.
فإن تعريف النبي بما ذكر يقتضي أن النبي لا يعلم ولا يأمر ولا ينهي ولا يبلغ، وهذا غير صحيح، بل الأنبياء أرسلهم الله يحكمون بين الناس ويعلمون الناس ويأمرونهم بالمعروف وينهونهم عن المنكر، كما قال الله تعالى في أنبياء بني إسرائيل: {إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ (44) سورة المائدة
والأنبياء - لهم حظ من الإرسال، وهو الإرسال الشرعي، الإرسال العام الشرعي، كما قال تعالى:
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ } (52) سورة الحـج
فالنبي مرسل، مكلف، مأمور، يعني يعلم ويدعو وينهي، ولهذا التعريف أو الفرق السديد ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب النبوات: أن الرسول بالمعنى الخاص هو من أرسل إلى قوم مكذبين، والنبي من أرسل إلى قوم مؤمنين يعلمهم ويذكرهم ويحكم بينهم كما في الآيات.

عبد الرحمن السديس
2007-02-26, 09:45 PM
القرآن وكلام الله، ما الفرق بينهما؟ [من شرح حائية ابن أبي داود لشيخ البراك]
الفرق بينهما أن كلام الله أعم من القرآن ، فالقرآن هو كلام الله ، ـ يعني ـ : أن الله تكلم به، ولكن كلام الله أعم من القرآن، يشمل ما سبق مما أنزله من الكتب؛ فالتوراة والإنجيل والقرآن كلها كلام الله ، وتكليمه لموسى، وتكليمه للملائكة ، ونداؤه للأبوين كل ذلك داخل في كلام الله ؛ فالله تعالى لم يزل يتكلم بما شاء كيف شاء إذا شاء، ومن كلام الله القرآن.

نياف
2007-02-28, 03:35 PM
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا

سلمان أبو زيد
2007-03-01, 09:19 PM
بورك فيكم أبا عبد الله .

أبو مالك العوضي
2007-03-02, 10:53 AM
نرجو استكمال الموضوع يا شيخنا
ومثلا:
= الفرق بين الإيمان والإسلام
= الفرق بين الكفر والجحود
= الفرق بين الفسق والظلم
= الفرق بين الدعاء والعبادة
= الفرق بين التوحيد والتنزيه

....... إلخ

عبد الرحمن السديس
2007-03-02, 02:28 PM
المشايخ الكرام بارك الله فيكم ونفع بكم ، وأرجو ممن وقف على شيء من الفروق أن يضيفه هنا .

الفرق بين قول السالمية والأشاعرة في كلام الله ؟

كلهم يتفقون على أن كلام الله قديم، وأنه لا تتعلق به المشيئة ، لكن السالمية يقولون: إنه حروف ، وأصوات قديمة.
والأشاعرة يقولون: إنه معنى فقط ، معنى واحد ليس فيه تعدد.

[من شرح حائية ابن أبي داود لشيخ البراك]

عبد الرحمن السديس
2007-03-02, 02:30 PM
[من شرح حائية ابن أبي داود لشيخ البراك]

سئل مالفرق بين قول القلب وعمله وقول اللسان وعمله ؟

بعضهم يقول: اللسان مع الجوارح، يقول: قول القلب واللسان، وعمل القلب والجوارح، فيصير اللسان مع الجوارح هذه سهلة ،
لكن السؤال يقول: ما الفرق بين قول القلب وعمله ؟
قول القلب هو الاعتقاد، وعمل القلب عمل وليس باعتقاد ، فمثلا الإيمان يعني تصديق ، التصديق بأن الله خالق كل شيء ، وأنه بيده الخير وبيده العطاء والمنع، الإيمان والتصديق بهذا = هذا اعتقاد قول هذا قول اللسان ، التوكل على الله هذا عمل القلب، تجد هذا التوكل ثمرة للتصديق الأول، التصديق بأن محمدا رسول الله هذا قول القلب، طاعة الرسول أو العزم على متابعة الرسول هذا من عمل القلب، الانقياد انقياد القلب واستسلامه هذا عمل القلب، الإيمان بأن الله شديد العقاب هذا من قول القلب، الخوف من عمل القلب.
وأما قول اللسان وعمل اللسان قول اللسان: هو الإقرار، الإقرار الأول يعني: افرض أن واحدا كافر ودعوناه للإسلام فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، هذا قول اللسان ، وهو الإقرار الذي يدخل به في الإسلام، بعد ذلك إذا قال: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله هذا عمل اللسان.

عبد الرحمن السديس
2007-03-02, 02:31 PM
[من أسئلة موقع الإسلام اليوم للشيخ البراك]

ما الفرق بين موالاة الكفار وتوليهم؟ وما حكم كل منهما بالتفصيل؟

الحمد لله، لقد نهى الله عباده المؤمنين عن اتخاذ الكفار أولياء في آيات عدة كما قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُبِيناً" [النساء:144]، وقال: "لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً" الآية
[آل عمران: 28]، وقال سبحانه: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" [المائدة:51]، فاتخاذهم أولياء هو اعتبارهم أصدقاء وأحباباً وأنصاراً، وذلك يظهر بالحفاوة بهم وإكرامهم وتعظيمهم، ومما يوضح ذلك قوله -سبحانه وتعالى- : "لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ" الآية [المجادلة: 22] وقال تعالى : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ" الآية [الممتحنة: 1] فدلت الآيتان على أن اتخاذهم أولياء يتضمن مودتهم، وجاء ذكر التولي في آية واحدة وهي قوله تعالى: "وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ" الآية [المائدة: 51]، والذي يظهر أن توليهم هو معنى اتخاذهم أولياء، وفسر "التولي" في قوله تعالى: "وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ" بنصرتهم على المسلمين، ولهذا كانت مظاهرة الكفار ومعاونتهم ضد المسلمين من أنواع الردة، لأن ذلك يتضمن مقاومة الإسلام، والرغبة في اضمحلاله، وذل أهله، وأما الموالاة فلم يأت لفظها في القرآن فيما أذكر، والذي يظهر أن الموالاة والتولي معناهما واحد أو متقارب، ولكن من العلماء من فرق بينهما فخصَّ الموالاة بتقديم الخدمات للكفار حفاوة بهم وإكراماً والتولي بنصرتهم على المسلمين، وأن الموالاة كبيرة، والتولي ردة كما تقدم، فالواجب على المسلمين أن يبغضوا الكافرين وأن يعادوهم في الله، وأن يجاهدوهم بالله ولإعلاء كلمة الله، وهذا لا يمنع من معاملتهم في أمور الحياة كالتجارة، ولا يوجب الغدر بما أعطوا من عهد، بل يجب الوفاء بعهدهم كما قال تعالى: "إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئاً وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَداً فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ" [التوبة:4] فبغض الكفار والبراءة منهم هي من أصول الدين، وهي مقتضى الإيمان بالله والكفر بالطاغوت، ولكن ذلك لا يوجب ولا يبيح الخيانة أو الظلم، فالظلم حرام، ونقض العهد حرام، "...تلك حدود الله فلا تقربوها..." [البقرة: 187] نسأل الله أن ينصر دينه ويعز المؤمنين ويذل الكافرين، والله أعلم.

سلمان أبو زيد
2007-03-02, 04:42 PM
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

سلام عليكم ورحمة الله وبركــاته ،،،

السؤال السؤال الرابع من الفتوى رقم 8942

س : ما الفرق بين أسماء الله وصفاته ؟

الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه . . وبعد :

جـ : أسماء الله كل ما دل على ذات الله مع صفات الكمال القائمة به ، مثل القادر ، العليم ، الحكيم ، السميع ، البصير ، فإن هذه الأسماء دلت على ذات الله وعلى ما قام بها من العلم والحكمة والسمع والبصر ، أما الصفات فهي نعوت الكمال القائمة بالذات ، كالعلم والحكمة والسمع والبصر ، فالاسم دل على أمرين ، والصفة دلت على أمر واحد ، ويقال الاسم متضمن للصفة ، والصفة مستلزمة للاسم , ويجب الإيمان بكل ما ثبت منهما عن الله تعالى أو عن النبي - صلى الله عليه وسلم - على الوجه اللائق بالله سبحانه ، مع الإيمان بأنه سبحانه لا يشبه خلقه في شيء من صفاته ، كما أنه سبحانه لا يشبههم في ذاته ؛ لقوله تعالى : ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ *اللَّهُ الصَّمَدُ *لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴾ [سورة الإخلاص : 1 -4 ] وقوله سبحانه : ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾[سورة الشورى الآية 11 ]

وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .


اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

سلمان أبو زيد
2007-03-02, 04:49 PM
الفرق بين إطلاق إسم على الله عز وجل وبين إطلاقه على غيره
فتوى رقم 8911

س : يسعدني أن أتحدث في رسالتي المتواضعة إلى سماحتكم ، فأنا أتحدث إلى واحد من أشهر الشخصيات الإسلامية في عالمنا الإسلامي وغيره , وأرجو أن يتسع صدركم الكبير لقراءة هذه السطور , ولكم من الله جزيل الشكر والعرفان , وجزاكم الله خيرا عنا .

(ذو الجلال والإكرام) اسم من أسماء الله الحسنى، وهو تعظيم لله عن كل شيء وتنزيه له ، وقد قرأت لسماحتكم رسالة مرسلة إلى العاهل السعودي وكنتم قد بدأتموها بقولكم : (جلالة الملك) ، ألستم معي في أن الجلالة لله وحده ، وأن الملك من أسمائه الحسنى لا يجوز تسمية شخص بها أيا كانت صفته وشخصيته ، فنرجو إيضاح ذلك من سماحتكم حتى لا يقع المسلمون في إثم من جراء تنزيه الأشخاص بهذه الصفات التي اختصها الله لنفسه دون غيره الله إلا (رءوف رحيم) صفة لسيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - .

وفي نفس الوقت تصادفت تحت يدي وأنا أتصفح في المجلة العربية في العدد (89) منها رسالة شكر من الأستاذ / محمد النويصر رئيس المكتب الخاص للعاهل السعودي إلى القائمين على إخراج المجلة , وهو يبدأ رسالته بقوله : ( لقد تسلم جلالة مولاي حفظه الله خطابكم المرسل وبه أعداد المجلة . . ) .

الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه . . وبعد :

ج : إن كثيرا من الأسماء مشتركة بين الله تعالى وبين غيره من مخلوقاته في اللفظ والمعنى الكلي الذهني ، فتطلق على الله بمعنى يخصه تعالى ويليق بجلاله سبحانه ، وتطلق على المخلوق بمعنى يخصه ويليق به ، فيقال - مثلا - : الله حليم , وإبراهيم الخليل - عليه الصلاة والسلام - حليم ، وليس حلم إبراهيم كحلم الله ، والله رءوف رحيم ، ومحمد - صلى الله عليه وسلم - رءوف رحيم ، وليس رأفة محمد - صلى الله عليه وسلم - ورحمته كرأفة الله بخلقه ورحمته ، والله تعالى جليل كريم ذو الجلال والإكرام على وجه الإطلاق ، وكل نبي كريم جليل , وليست جلالة كل نبي وكرمه كجلالة غيره من الأنبياء وكرمه ، ولا مثل جلال الله وكرمه , بل لكل من الجلالة والكرم ما يخصه ، والله تعالى حي , وكثير من مخلوقاته حي ، وليست حياتهم كحياة الله تعالى ، والله سبحانه مولى رسوله محمد - صلى الله عليه وسلم - وجبريل وصالح المؤمنين ، وليس ما لجبريل وصالح المؤمنين عن ذلك مثل ما لله من الولاية والنصر لرسوله - صلى الله عليه وسلم - إلى غير ذلك من الأمثلة الكثيرة المذكورة في كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - الثابتة عنه ، ولا يلزم من ذلك تشبيه المخلوق بالخالق في الاسم أو الصفة وأسلوب الكلام ، وما احتف به من القرائن يدل على الفرق بين ما لله من الكمال في أسمائه وصفاته وما للمخلوقات مما يخصهم من ذلك على وجه محدود يليق بهم .

واقرأ ذلك في القرآن وسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - مع التدبر وإمعان النظر يتضح لك الأمر ، ويذهب عنك الإشكال بحول الله وقوته , ثم ارجع إلى ما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في أول رسالة (التدمرية) فإنه وفى المقام حقه .

وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

سلمان أبو زيد
2007-03-02, 05:10 PM
الفرق بين القضاء والقدر

سُئل الشيخ ابن عثيمين - رحمهُ اللهُ - :
الله يحييك على بركة الله نبدأ هذه الحلقة برسالة وصلت من مستمع للبرنامج عودة من جدة يقول فضيلة لشيخ ما الفرق بين القضاء والقدر أرجو الإفادة؟

الجواب : القضاء والقدر اسمان مترادفان إن تفرقا يعني أنهما إذا تفرقا فهما بمعنى واحد وإن اجتمعا فالقضاء ما يقضي به الله أي يحكم به بوقوعه والقدر ما كتبه الله تعالى في الأزل وليعلم أن القضاء ينقسم إلى قسمين قضاء شرعي وقضاء كوني فالقضاء الشرعي يتعلق بما أحبه الله ورضيه مثل قوله تعالى ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَي ْنِ إِحْسَاناً﴾ والقضاء القدري يتعلق بما قدره الله سواء كان مما يرضاه أو مما لا يرضاه ومنه قوله تعالى ﴿وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرائيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً﴾ والإيمان بالقدر أحد أركان الإيمان الستة التي بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سأله جبريل عن الإيمان فقال أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره فحقيقيته أن تؤمن بأن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك فما قدره الله عليك فلا بد أن يقع مهما عملت من الأسباب وما دفع الله عنك فلا يمكن أن يقع مهما كان من الأسباب ولهذا كان المؤمنون يقولون اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت.

[ فتاوى نور على الدرب (نصية) : التوحيد والعقيدة ]
المصدر : موقع الشيخ ابن عثيمين

سلمان أبو زيد
2007-03-02, 05:20 PM
الفرق بين الإسلام و الإيمان والإحسان

السؤال: جزاكم الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء هذا السائل من اليمن يقول في هذا السؤال فضيلة الشيخ ما الفرق بين الإسلام و الإيمان والإحسان وإذا أقام الشخص الإسلام وترك الباقيات هل نكفره أم لا؟

جواب الشيخ ابن عثيمين - رحمهُ اللهُ تعالى - :
الفرق بين هذه الثلاثة بينه النبي عليه الصلاة والسلام حين سأله جبريل عن الإسلام والإيمان والإحسان فقال له (الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت) وسأله عن الإيمان فقال : (أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره) فسأله عن الإحسان فقال) أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك) هذا هو الفرق ومن ترك واحدا من ذلك ففيه تفصيل من ترك الشهادتين فلم يشهد أن لا إله إلا لله ولا أن محمد رسول الله فهو كافر مرتد بإجماع المسلمين ومن أتى بالشهادتين لكن ترك الصلاة فهو كافر عل القول الراجح والأدلة على ذلك كثيرة تمر بنا كثيرا في هذا البرنامج ومن ترك الزكاة أو الصيام أو الحج فإنه لا يكفر على القول الراجح لقول عبد الله بن شقيق (كان أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يرون شيء من الأعمال تركه كفر غير الصلاة) وأما الإيمان فأركانه ستة إذا أنكر واحدا منها كفر لو لم يؤمن بالله فهو كافر أو بملائكته فهو كافر أو بكتبه فهو كافر أو برسله فهو كافر أو باليوم الآخر فهو كافر أو بالقدر فهو كافر وأما الإحسان فهو كمال إن أتى به اٌلإنسان فلا شك أنه أكمل يعني صلى كأنه يرى ربه فإن لم يكن يراه فإن الله تعالى يراه فالإحسان كمال وفضل والإيمان ترك واحد من أركانه كفر والإسلام فيه التفصيل.

[ فتاوى نور على الدرب (نصية) : التوحيد والعقيدة ]
المصدر : موقع الشيخ ابن عثيمين

= = = = =

سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – عن تعريف الإسلام والفرق بينه وبين الإيمان؟
الجـواب:

فأجاب – رحمه الله – بقوله: الإسلام بالمعنى العام هو: "التعبد لله تعالى بما شرعه من العبادات التي جاء بها رسله- عليهم السلام، منذ أن أرسل الله الرسل – عليهم السلام - إلى أن تقوم الساعة، فيشمل ما جاء به نوح - عليه الصلاة والسلام - من الهدى والحق، وما جاء به موسى- عليه السلام -، وما جاء به عيسى – عليه السلام- ويشمل ما جاء به إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - إمام الحنفاء، كما ذكر الله – تبارك وتعالى – ذلك في آيات كثيرة تدل على أن الشرائع السابقة كلها إسلام لله – عز وجل-.
والإسلام بالمعنى الخاص بعد بعثة النبي – صلى الله عليه وسلم – يختص بما بعث به محمد – صلى الله عليه وسلم – لأن ما بعث به - صلى الله عليه وسلم – نسخ جميع الأديان السابقة فصار من اتبعه مسلماً، ومن خالفه ليس بمسلم؛ لأنه لم يستسلم لله بل استسلم لهواه، فاليهود مسلمون في زمن موسى – عليه الصلاة والسلام – والنصارى مسلمون في زمن عيسى -عليه الصلاة والسلام-، وأما حين بعث محمد – صلى الله عليه وسلم – فكفروا به؛ فليسوا بمسلمين، ولهذا لا يجوز لأحد أن يعتقد أن دين اليهود والنصارى الذين يدينون به اليوم دين صحيح مقبول عند الله مساو لدين الإسلام، بل من اعتقد ذلك فهو كافر خارج عن دين الإسلام؛ لأن الله – عز وجل – يقول: "إن الدين عند الله الإسلام" [آل عمران: 19] ويقول: "ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه" [آل عمران: 85]، وهذا الإسلام الذي أشار الله إليه هو الإسلام الذي امتن الله به على محمد – صلى الله عليه وسلم – وأمته، قال الله تعالى: "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً" [المائدة: 3]، وهذا نص صريح في أن من سوى هذه الأمة بعد أن بعث محمد – صلى الله عليه وسلم – ليسوا على الإسلام، وعلى هذا فما يدينون الله به لا يقبل منهم ولا ينفعهم يوم القيامة، ولا يحل لنا أن نعتبره ديناً قائماً قويماً، ولهذا يخطئ خطأ كبيراً من يصف اليهود والنصارى بقوله إخوة لنا، أو أن أديانهم اليوم قائمة لما أسلفناه آنفاً.
وإذا قلنا إن الإسلام هو التعبد لله – سبحانه وتعالى – بما شرع شمل ذلك الاستسلام له ظاهراً وباطناً، فيشمل الدين كله عقيدة وعملاً وقولاً، أما إذا قرن الإسلام بالإيمان؛ فإن الإسلام يكون الأعمال الظاهرة: من نطق اللسان وعمل الجوارح، والإيمان الأعمال الباطنة: من العقيدة وأعمال القلوب، ويدل على هذا التفريق قوله تعالى: "قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْأِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ" [الحجرات: من الآية14]، وقال تعالى في قصة لوط: "فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ" [الذاريات:35-36]، فإنه فرق هنا بين المؤمنين والمسلمين لأن البيت الذي كان في القرية بيت إسلامي في ظاهره، إذ إنه يشمل امرأة لوط التي خانته بالكفر وهي كافرة، أما من أخرج منها ونجا فإنهم المؤمنون حقاً الذين دخل الإيمان في قلوبهم، ويدل لذلك – أي للفرق بين الإسلام والإيمان عند اجتماعهما – حديث عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – وفيه أن جبريل سأل النبي – صلى الله عليه وسلم – عن الإسلام والإيمان؟ فقال له النبي – صلى الله عليه وسلم - : الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت" وقال في الإيمان: "أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره" رواه مسلم (8).
فالحاصل أن الإسلام عند الإطلاق يشمل الدين كله ويدخل فيه الإيمان، وأنه إذا قُرن مع الإيمان فُسِّر الإسلام بالأعمال الظاهرة من أقول اللسان وعمل الجوارح، وفُسِّر الإيمان بالأعمال الباطنة من اعتقادات القلوب وأعمالها.

[مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ ابن عثيمين (1/47-49)].

سلمان أبو زيد
2007-03-02, 05:29 PM
الفرق بين الإرادة الكونية والشرعية

السؤال :أريد توضيح الإرادة الكونية والإرادة الشرعية لله –تعالى-.

جواب شيخنا عبد العزيز بن عبد الله الراجحي - حفظه الله ورعاه - :الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الإرادة صفة من صفات الله –عز وجل-، وهي نوعان:
(1) إرادة كونية خلقية قدرية.
(2) إرادة دينية شرعية أمرية.
وهذا تقسيم عند أهل السنة والجماعة وهو الحق الذي دلت عليه النصوص، الإرادة الكونية الخلقية عامة للمؤمن والكافر، ولا يتخلف مرادها، وكل ما في هذا الكون، وكل ما يكون ويوجد، فإن الله أراده كوناً وقدراً من خير وشر، وصحة وعافية، وعز وإذلال، وكفر وإيمان، وفقر وغنى، ومعصية وطاعة، وسعادة وشقاوة، فكل ما يكون في هذا الكون لا يكون إلا بقدرة الله، كما أن كل شيء خلقه الله، قال تعالى: ﴿اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ﴾...[الزمر: من الآية62]، ﴿...قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ...﴾[الرعد: من الآية16]، ﴿وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً ﴾[الفرقان: من الآية2]، والإرادة الكونية تعم المؤمن والكافر، أما الإرادة الدينية الشرعية فهي خاصة بالمؤمن، وهي ترادف المحبة والرضا.
فالإرادة الشرعية فيما أراده الله ورضيه من أحكام، وتشريع ما شرعه في الكتاب وعلى لسان نبيه – صلى الله عليه وسلم-، فأمر به ونهى عنه، كقوله: "وأقم الصلاة"، هذا أمر ديني شرعي أمر الله بإقامة الصلاة ديناً وشرعاً، ولكن قد يحصل المراد من الإرادة الشرعية وقد لا يحصل، فمن الناس من أطاع الله واستجاب، وأقام الصلاة، ومن الناس من لم يؤمن ولم يستجب، أما الإرادة الكونية، فإنه لا يتخلف مرادها.
تجتمع الإرادتان في حق المؤمن كأبي بكر – رضي الله عنه-، فإن الله أراد منه الإيمان قدراً وشرعاً.
وتتخلف في حق الكافر، فإن الله أراد الإسلام لأبي لهب ديناً وشرعاً، ولم يرده كوناً وقدراً.
من أمثلة الإرادة الكونية: قوله - تعالى- ﴿فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ...﴾ [الأنعام: من الآية125]، وقال – تعالى -: ﴿....إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ ﴾ [المائدة: من الآية1]، وقال - تعالى- ﴿...إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [هود: من الآية34]، والإرادة الكونية مرادفة للمشيئة قال - تعالى - ﴿ لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ*وَم ا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ [التكوير:28-29].

أما الإرادة ..... الشرعية فمن أمثلتها قوله – تعالى - ﴿...يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ...﴾[البقرة: من الآية185]، ﴿...إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ﴾ [الأحزاب: من الآية33]، ﴿...تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ...﴾[لأنفال: من الآية67].
وأما أهل البدع فإنهم لم يقسموا الإرادة إلى قسمين فضلوا وأضلوا فالجبرية لم يثبتوا إلا الإرادة الكونية، والمعتزلة أثبتوا الإرادة الدينية الشرعية، ولم يثبتوا الإرادة الكونية فضلوا، وهدى الله أهل السنة والجماعة؛ فأثبتوا الإرادتين عملاً بالنصوص، فكان مذهب أهل السنة والجماعة هو الحق ووسط بين مذهبين باطلين الجبرية الذين لا يثبتون إلا الإرادة الكونية، والمعتزلة الذين لا يثبتون إلا الإرادة الدينية الشرعية. والله أعلم.

سلمان أبو زيد
2007-03-02, 06:40 PM
الفرق بين التعطيل و التحريف

س48- ما هو التعطيل وما الفرق بينه وبين التحريف؟

ج- مأخوذ من العطل الذي هو الخلو والفراغ والترك ومعناه هنا نفي الصفات الإلهية وسلبها عن الله والفرق بينهما أن التعطيل نفي للمعنى الحق الذي دل عليه الكتاب والسنة وأما التحريف فهو تفسير النصوص بالمعاني الباطلة.


(( مختصر الأسئلة والأجوبة الأصولية على العقيدة الواسطية ))
للشيخ العلامة عبد العزيز السلمان - رحمهُ اللهُ تعالى -

سلمان أبو زيد
2007-03-02, 06:47 PM
الفرق بين الخلق والأمر

س128- ما الفرق بين الخلق والأمر؟

ج : الفرق بينهما أن الخلق تنشأ عنه المخلوقات والأمر تنشأ عنه المأمورات والشرائع. والأصل أن المعطوف غير المعطوف عليه. ويمتنع أنهما شيء واحد فإنه صرح فيها أن ﴿الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ ﴾ وذلك بعد ما أخبر أنه خلقها ثم سخرها بأمره سبحانه.

(( مختصر الأسئلة والأجوبة الأصولية على العقيدة الواسطية ))
للشيخ العلامة عبد العزيز بن محمد السلمان - رحمهُ اللهُ تعالى -

سلمان أبو زيد
2007-03-02, 06:51 PM
الفرق بين المعية العامة والخاصة
س138 : ما الفرق بين المعية العامة والخاصة؟

ج : العامة من مقتضاها العلم والاطلاع والإحاطة بجميع الخلق.
ثانيًا: المعية العامة من الصفات الذاتية. وأما الخاصة فمن الصفات الفعلية.
ثالثًا: العامة تكون في سياق تخويف ومحاسبة على الأعمال وحث على المراقبة.
رابعًا: الخاصة من مقتضى الحفظ والعناية والنصرة والتوفيق والتسديد والحماية من المهالك واللطف بأنبيائه ورسله وأوليائه.
خامسًا: الخاصة مرتبة على الإنصاف والأوصاف الفاضلة الحميدة.

مختصر الأسئلة والأجوبة الأصولية على العقيدة الواسطية ))
للشيخ العلامة عبد العزيز بن محمد السلمان - رحمهُ اللهُ تعالى -

سلمان أبو زيد
2007-03-02, 06:55 PM
الفرق بين الإيمان المطلق ومطلق الإيمان

س197- ما الفرق بين الإيمان المطلق ومطلق الإيمان وما الدليل على ذلك؟

ج- الإيمان المطلق هو الذي لا يتقيد بمعصية ولا فسوق ولا نقصان ونحو ذلك. أي أن الإيمان الكامل وهو الذي يأتي بالواجبات صاحبه ويترك المحرمات. وأما مطلق الإيمان فهو ما كان معه ترك واجب أو فعل محرم. فمن حصل منه فعل معصية. قتل أو زنا أو لواط أو شرب خمر وهو موحد فلا يسمى باسم الإيمان المطلق ولا يستحق أن يوصف به على الإطلاق لما في قوله (ص) «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن» الحديث. من نفي الإيمان الكامل عن من عمل بعض المعاصي والدليل على أن المنفي في الحديث الإيمان الكامل : معاملته (ص) العصاة معاملة المسلمين ولم يوجب قتلهم إلا مثل الثيب الزاني ومن بدل دينه.

((مختصر الأسئلة والأجوبة الأصولية على العقيدة الواسطية ))
للشيخ العلامة عبد العزيز بن محمد السلمان - رحمهُ اللهُ تعالى -.

سلمان أبو زيد
2007-03-02, 06:58 PM
الفرق بين المعجزة والكرامة والأحوال الشيطانية

س218 : ما الفرق بين المعجزة والكرامة والأحوال الشيطانية؟

ج : المعجزة مقرونة بدعوى النبوة والكرامة غير مقرونة بدعوى النبوة وأما الأحوال الشيطانية فهي التي تظهر على أيدي المنحرفين ممن يدعي مع الله إلهًا آخر وكالسحرة والكهنة والمشعوذين لأن الكرامة لابد أن تكون أمرًا خارقًا للعادة أتى ذلك الخارق عن امرئ صالح مواظب على الطاعة وتارك للمعاصي.

((مختصر الأسئلة والأجوبة الأصولية على العقيدة الواسطية ))
للشيخ العلامة عبد العزيز بن محمد السلمان - رحمهُ اللهُ تعالى -.

سلمان أبو زيد
2007-03-02, 07:20 PM
فروق بين كرامات الأولياء وخوارق السحرة والمشعوذين والدجالين

قال شيخنا صالح الفوزان في كتابه [ الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد والرد على أهل الشرك والإلحاد ] :

(...هناك فروق بين كرامات الأولياء وخوارق السحرة والمشعوذين والدجالين :

منها : أن كرامات الأولياء سببها التقوى والعمل الصالح ، وأعمال المشعوذين سببها الكفر والفسوق والفجور .

ومنها : أن كرامات الأولياء يستعان بها على البر والتقوى أو على أمور مباحة ، وأعمال المشعوذين والدجالين يستعان بها على أمور محرمة، من الشرك والكفر وقتل النفوس .

ومنها : أن كرامات الأولياء تقوى بذكر الله وتوحيده ، وخوارق السحرة والمشعوذين تبطل أو تضعف عند ذكر الله وقراءة القرآن والتوحيد .

فتبين بهذا أن بين كرامات الأولياء وتهريجات المشعوذين والدجالين فروقا تميز الحق من الباطل ، وكما ذكرنا، فإن أولياء الله حقا لا يستغلون ما يجريه الله على أيديهم من الكرامات للنصب والاحتيال ولفت أنظار الناس إلى تعظيمهم ، وإنما تزيدهم تواضعا ومحبة لله وإقبالا على عبادته، بخلاف هؤلاء المشعوذين والدجالين، فإنهم يستغلون هذه الأحوال الشيطانية التي تجري على أيديهم لجلب الناس إلى تعظيمهم والتقرب إليهم وعبادتهم من دون الله عز وجل ، حتى كون كل واحد منهم له طريقة خاصة وجماعة تسمى باسمه، كالشاذلية ، والرفاعية ، والنقشبندية ... إلى غير ذلك من الطرق الصوفية . )

سلمان أبو زيد
2007-03-02, 07:31 PM
الفرق بين الإستواء والعلو

قال شيخنا عبد العزيز الراجحي في شرحه للعقيدة الطحاوية :

العلو صفة من صفات الله، والاستواء صفة من صفات الله،
فما الفرق بينهما بين الصفتين؟ يتبين الفرق واضحا بين هاتين الصفتين من وجهين:

الوجه الأول: أن العلو من صفات الذات، فهو ملازم للرب الرب لا يكون قط إلا عاليا، والاستواء من صفات الأفعال، وكان بعد خلق السماوات والأرض كما أخبر الله بذلك في كتابه، فدل على أنه -سبحانه- تارة كان مستويا على العرش وتارة لم يكن مستويا عليه، فاستواؤه على العرش كان بعد خلق السماوات والأرض العرش مخلوق قديم، ولكن استواء الله على العرش كان بعد خلق السماوات والأرض، فالاستواء علو خاص، فكل مستو على شيء عال عليه، وليس كل عال على شيء مستويا عليه .
فالأصل أن علوه سبحانه على المخلوقات وصف لازم له، كما أن عظمته وكبرياءه وقدرته كذلك، وأما الاستواء فهو فعل يفعله سبحانه بمشيئته وقدرته، ولهذا قال: ثم استوى .

الثاني : أن العلو من الصفات المعلومة بالسمع والعقل هذا الفارق الثاني، العلو من الصفات المعلومة بالسمع والعقل، وأما الاستواء على العرش فهو من الصفات المعلومة بالسمع لا بالعقل، يعني أن العلو صفة العلو ثابتة بالعقل والشرع كل الناس يثبتون ويدركون أن الله في العلو حتى البهائم أما الاستواء على العرش هذا ما عرف إلا من الشرع، والعلو من الصفات الذاتية من الصفات التي اشتد فيها النزاع صفة العلو من الصفات التي اشتد فيها النزاع بين أهل السنة وبين المخالفين من أهل البدع، فهي من الصفات العظيمة .)


وقال شيخنا صالح الفوزان في شرحه للعقيدة الواسطية :

(1- أن العلو من صفات الذات ، والإستواء من صفات الأفعال ، فعلو الله على خلقه وصف لازم لذاته ، والإستواء فعل من أفعاله سبحانه ، يفعله سبحانه وتعالى بمشيئته وقدرته إذا شاء ؛ ولذا قال فيه :{ ثم استوى } وكان ذلك بعد خلق السموات والارض .

2- أن العلو من الصفات الثابتة بالعقل والنقل .
والإستواء ثابت بالنقل لا بالعقل .)

سلمان أبو زيد
2007-03-02, 08:01 PM
الفرق بين التوسل والشفاعة

سئل فضيلة الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ [ شرح كتاب التوحيد ] :
ما الفرق بين التوسل والشفاعة؟ نرجو التوضيح، وجزاكم الله خيرا.

(بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهداه، أما بعد، التوسل هو اتخاذ الوسيلة، والوسيلة هي الحاجة نفسها، أو من يوصل إلى الحاجة، قد يكون ذلك التوسل باستشفاع يعني: بطلب شفاعة يعني: يصل إلى حاجته بحسب ظنه بالاستشفاع.

وقد يصل إلى حاجته بحسب ظنه بغير الاستشفاع، فيتوسل مثلا بالذوات يسأل الله بالذات، يسأل الله بالجاه، يسأل الله بحرمة فلان، مثل أن يقول: أسألك اللهم بنبيك محمد، بعد وفاته -عليه الصلاة والسلام- أو يقول: أسألك اللهم بأبي بكر، أو بعمر، أو بالإمام أحمد، أو بابن تيمية، أو إلى آخره، بالولي فلان، بأهل بدر، بأهل بيعة الرضوان، يسأله بهم، هذا هو الذي يسمونه توسلا.

وهذا التوسل معناه أنه جعل أولئك وسيلة، وأحيانا يقول: لفظ الحرمة: أسألك بحرمتهم أسألك بجاههم، ونحو ذلك. أما الاستشفاع فهو أن يسألهم الشفاعة، يطلب منهم أن يشفعوا له.

فَتَحَصَّلَ من ذلك أن التوسل يختلف عن الاستشفاع؛ فإن المستشفع طالب للشفاعة؛ والشفاعة إذا طلبها من العبد؛ فيكون قد سأل غير الله، وأما المتوسل بحسب العرف، عرف الاستعمال، المتوسل يسأل الله لكن يجعل ذلك بوسيلة أحد؛ فالاستشفاع سؤال لغير الله. وأما الوسيلة فهي سؤال الله بفلان، بحرمته، بجاهه.

والتوسل بالذوات وبالجاه وبالحرمة لا يجوز؛ لأنه اعتداء في الدعاء؛ ولأنه بدعة محدثة؛ وهو وسيلة إلى الإشراك؛ وأما الاستشفاع بالمخلوق الذي لا يملك الدعاء؛ وهو الميت أو الغائب أو نحو ذلك؛ فهذا طلب ودعاء لغير الله؛ وهو شرك أكبر؛ فالتوسل بحسب العرف هذا من البدع المحدثة؛ ومن وسائل الشرك، وأما طلب الشفاعة من غير الله فهو دعاء غير الله، وهو شرك أكبر.

الجاهليون والخرافيون والقبوريون يسمون عباداتهم جميعا: من طلب الشفاعة، ومن الذبح، والنذر، ومن الاستغاثة، ومن دعاء الموتى يسمونها توسلا، وهذا غلط على اللغة، وعلى الشرع، فالكلام في أصله ما يصح المعنى به لغة، وبين التوسل والشفاعة في أصله ما يصح لغة، أما إذا أخطأ الناس، وسموا العبادات المختلفة توسلا، فهذا غلط من عندهم. )

سلمان أبو زيد
2007-03-02, 08:18 PM
الفرق بين المداراة والمداهنة

قال شيخنا عبد العزيز الراجحي [ القول البين الأظهر في الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ] :

(المداهنة: هي ترك ما يجب لله من الغيرة والنصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لغرض دنيوي وهو نفساني، والاستئناس بأهل المعاصي ومعاشرتهم، ومؤاكلتهم ومشاربتهم ومجالستهم، وعدم الإنكار عليهم مع القدرة على الإنكار؛ استجلابًا لمودتهم ومحبتهم، وإرضاءً لهم، ومسالمة لهم وعدم التمييز بين طبقاتهم، لأنهم رأوا أن السلوك مع الناس، وحسن الخلق ونيل المعيشة، لا يحصل إلا بذلك.

حكم المداهنة: المداهنة مخالفة للرسل وأتباعهم، وخروج عن سبيلهم ومنهاجهم، إذ هي إيثار للحظوظ النفسانية والدعة ومسالمة الناس، وترك المعاداة في الله، وتحمل الأذى في ذاته، وهذا في الحقيقة هو الهلكة؛ لأنه ما ذاق طعم الإيمان من لم يوالِ في الله ويعادي فيه، بل الإيمان يحصل بمراغمة أعداء الله وإيثار مرضاته، والغضب إذا انتهكت محارمه، وأي خير يبقى في قلب فقد الحياة والغَيْرة والتعظيم، وعدم الغضب لله؟! وسوَّى بين الخبيث والطيب في معاملته وموالاته ومعاداته؟!

والمداراة: هي درء الشر المفسد بالقول اللين وترك الغلظة، والإعراض عن الشرير إذا خيف شره، أو حصل منه ضرر أكبر مما هو متلبس به.

حكم المداراة: المداراة مشروعة؛ لأنها دفع للشر وردّ له، أو تخفيف له، ولأن في استعمالها بعدًا عن الفحش والتفحش، ولأنها من باب ارتكاب أخف الضررين، وأدنى المفسدتين، وفعل أعلى المصلحتين، وفي الحديث: (شركم من اتقاه الناس خشية فحشه ) أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
وعن عائشة -رضي الله عنها- أنه استأذن على النبي -صلى الله عليه وسلم- رجل، فقال: بئس أخو العشيرة هو، فلما دخل على النبي -صلى الله عليه وسلم- ألان له الكلام، فقالت عائشة قلت فيه يا رسول الله ما قلت. فقال: إن يبغض الفحش والتفحّش . )

سلمان أبو زيد
2007-03-02, 08:24 PM
الفرق بين مصطلحي العقيدة والتوحيد

سئل شيخنا عبد الله بن جبرين :
ما الفرق بين مصطلحي العقيدة والتوحيد؟.

ج: ذكرنا أن التوحيد عام، حيث يدخل فيه توحيد الأسماء والصفات وهو عقيدة. تعرفون أن التوحيد يدخل في توحيد الذات ويسمى توحيد الربوبية، وتوحيد الصفات ويسمى توحيد الأسماء والصفات، أو التوحيد الخبري، وتوحيد الأفعال التي هي أفعال الله وتوحيد العبادة التي هي أفعال العباد، كل ذلك داخل في اسم التوحيد.

وأما العقيدة: فهي ما يعقد عليه القلب. فيدخل في ذلك الإيمان بالغيب، الإيمان بالبعث والنشور، وبالجنة والنار، وما أشبه ذلك يدخل في العقيدة، ويدخل في ذلك الإيمان بالقرآن وأنه كلام الله، وما أشبهه، ويدخل في ذلك أسماء الإيمان والدين والأحكام التي تترتب عليها، والقول في الصحابة وما أشبه ذلك. فالعقيدة أعم من جهة، والتوحيد أعم من جهة.

سلمان أبو زيد
2007-03-02, 08:28 PM
الفرق بين الحكم الشرعي والحكم القدري

س: نرجو إعادة الفرق بين: الحكم الشرعي والحكم القدري؟.

جواب شيخنا عبد الله بن جبرين : ( الحكم الشرعي: هو الأمر والنهي. والحكم القَدَري: هو المصائب والآفات التي يقدِّرها على العبد. الحكم الشرعي لا يلزم نفوذه، إذا قال الله تعالى: "حكمت عليكم يا بني آدم ألا تشركوا". يعني: شرعت لكم. يوجد فيمن يشرك؛ فدل على أنه أمر، وهذا الأمر لا يلزم وقوعه.

ولو قال: "ألا يقتل بعضكم بعضا". يوجد مَن يقتل، هذا حكم شرعي. وأما الحكم القَدَري فمعناه: إنه يقدر عليهم ما يصيبهم، فلا بد منه، فإذا قدر قحطا وجد، وإذا قدر خصبا وجد، وإذا قَدَّر مصيبة وجدت، وإذا قدر مثلا مرضًا، أو قدَّر فقرا أو قدر آفَة، أو قدر حادثا يحدث به، أو قدر تسليط عدو فلا بد منه. )

سلمان أبو زيد
2007-03-02, 09:40 PM
الفرق بين التمثيل والتشبيه

قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى- [مختصر لمعة الاعتقاد الهادي الى سبيل الرشاد ] :

(التشبيه: إثبات مشابه لله فيما يختص به من حقوق أو صفات، وهو كفر؛ لأنه من الشرك بالله، ويتضمن النقص في حق الله حيث شبهه بالمخلوق الناقص.

والتمثيل: إثبات مماثل لله فيما يختص به من حقوق أو صفات، وهو كفر؛ لأنه من الشرك بالله وتكذيب لقوله تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ).

ويتضمن النقص في حق الله حيث مثله بالمخلوق الناقص.

والفرق بين التمثيل والتشبيه: أن التمثيل يقتضي المساواة من كل وجه بخلاف التشبيه.)

سلمان أبو زيد
2007-03-02, 09:43 PM
الفرق بين التكييف والتمثيل

قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى- [ فتاوى ابن عثيمين ] :
( التكييف والتمثيل والفرق بينهما‏:‏

التكييف اثبات كيفية الصفة كان يقول‏:‏ استواء الله على عرشه كيفيته كذا وكذا والتمثيل اثبات مماثل للشيء كان يقول‏:‏ يد الله مثل يد الانسان‏.‏

والفرق بينهما ان التمثيل ذكر الصفة مقيدة بمماثل والتكييف ذكرها غير مقيدة به‏.‏ )

سلمان أبو زيد
2007-03-02, 09:58 PM
الفرق بين الصبر والرضا

قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى- [ فتاوى ابن عثيمين ] :

أما الرضا بالقدر فهو واجب لأنه من تمام الرضا بربوبية الله، فيجب على كل مؤمن أن يرضى بقضاء الله، ولكن المقضي هو الذي فيه التفصيل فالمقضي غير القضاء، لأن القضاء فعل الله، والمقضي مفعول الله فالقضاء الذي هو فعل الله يجب أن نرضى به، ولا يجوز أبداً أن نسخطه بأي حال من الأحوال.

وأما المقضي فعلى أقسام:
القسم الأول: ما يجب الرضا به.
القسم الثاني: ما يحرم الرضا به.
القسم الثالث: ما يستحب الرضا به.

فمثلاً المعاصي من مقضيات الله ويحرم الرضا بالمعاصي، وإن كانت واقعة بقضاء الله فمن نظر إلى المعاصي من حيث القضاء الذي هو فعل الله يجب أن يرضى، وأن يقول: إن الله تعالى حكيم، ولولا أن حكمته اقتضت هذا ما وقع، وأما من حيث المقضي وهو معصية الله فيجب ألا ترضى به والواجب أن تسعى لإزالة هذه المعصية منك أو من غيرك.

وقسمٌ من المقضي يجب الرضا به: مثل الواجب شرعاً لأن الله حكم به كوناً وحكم به شرعاً فيجب الرضا به من حيث القضاء ومن حيث المقضي.

وقسمٌ ثالث يستحب الرضا به ويجب الصبر عليه: وهو ما يقع من المصائب، فما يقع من المصائب يستحب الرضا به عند أكثر أهل العلم ولا يجب، لكن يجب الصبر عليه، والفرق بين الصبر والرضا أن الصبر يكون الإنسان فيه كارهاً للواقع، لكنه لا يأتي بما يخالف الشرع وينافي الصبر، والرضا لا يكون كارهاً للواقع فيكون ما وقع وما لم يقع عنده سواء، فهذا هو الفرق بين الرضا والصبر، ولهذا قال الجمهور: إن الصبر واجب، والرضا مستحب.

سلمان أبو زيد
2007-03-04, 12:17 AM
الفرق بين الرب والإله

السؤال :
ما الفرق بين الرب والإله؟ وعندما رأى سيدنا إبراهيم القمر، لماذا قال: هذا ربي. ولم يقل: هذا إلهي؟

جواب الشيخ د. ناصر بن عبدالكريم العقل :

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الرب: هو المربي المالك المتصرف، والإله: هو المألوه المعبود بالمحبة والخوف والرجاء، وبينهما عموم وخصوص، فالرب الحق هو وحده المستحق للألوهية (العبادة) والعبادة والألوهية لا يستحقها إلا الرب سبحانه.
وإبراهيم عليه السلام قال: "هذا ربي". للقمر وللنجم والشمس؛ لأن مقام الربوبية هو المقام الأول في الإثبات والمعرفة، فلا يمكن أن تكون الألوهية إلا بعد ثبوت الربوبية. والله أعلم.

( موقع الإسلام اليوم )

سلمان أبو زيد
2007-03-04, 12:27 AM
الفرق بين المسلم والمؤمن
سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – : ما الفرق بين المسلم والمؤمن وفقكم الله؟

الجـواب:
الإسلام والإيمان كلمتان يتفقان في المعنى إذا افترقا في اللفظ بمعنى أنه إذا ذكر أحدهما في مكان دون الآخر فهو يشمل الآخر وإذا ذكرا جميعاً في سياق واحد صار لكل واحد منهما معنى فالإسلام إذا ذكر وحده شمل كل الإسلام من شرائعه ومعتقداته وآدابه وأخلاقه كما قال الله عز وجل (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْأِسْلامُ) وكذلك المسلم إذا ذكر هكذا مطلقاً فإنه يشمل كل من قام بشرائع الإسلام من معتقدات وأعمال وآداب وغيرها وكذلك الإيمان فالمؤمن مقابل الكافر فإذا قيل إيمان ومؤمن بدون قول الإسلام معه فهو شامل للدين كله أما إذا قيل إسلام وإيمان في سياق واحد فإن الإيمان يفسر بأعمال القلوب وعقيدتها والإسلام يفسر بأعمال الجوارح ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في جوابه لجبريل (الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله) إلى آخر أركان الإسلام وقال في الإيمان (أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه إلى آخر أركان الإيمان المعروفة ويدل على هذا الفرق قوله تعالى (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْأِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ) وهذا يدل على الفرق بين الإسلام والإيمان فالإيمان يكون في القلب ويلزم من وجوده في القلب صلاح الجوارح لقول النبي صلى الله عليه وسلم (ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب) بخلاف الإسلام فإنه يكون في الجوارح وقد يصدر من المؤمن حقاً وقد يكون من ناقص الإيمان هذا هو الفرق بينهما وقد تبين أنه لا يفرق بينهما إلا إذا اجتمعا في سياق واحد وإما إذا انفرد أحدهما في سياق فإنه يشمل الآخر.

[ فتاوى نور على الدرب (نصية) : التوحيد والعقيدة ]
المصدر : موقع الشيخ ابن عثيمين

سلمان أبو زيد
2007-03-04, 12:33 AM
الفرق بين الجن والشياطين

السؤال: جزاكم الله خيرا عبد المجيد محمد له هذا السؤال يقول ما الفرق بين الجن والشياطين وهل هم من فصيلة واحدة؟

الجواب : الشياطين يكونوا من الجن والإنس كما قال الله تعالى (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الْأِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً) بل يكون الشيطان من غير العقلاء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم الكلب الأسود شيطان وأما الجن فإنه من ذرية إبليس كما قال الله تعالى (أَفَتَتَّخِذُو َهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً).


[ فتاوى نور على الدرب (نصية) : التوحيد والعقيدة ]
المصدر : موقع الشيخ ابن عثيمين

سلمان أبو زيد
2007-03-04, 12:48 AM
الفرق بين دعاء الصفة والقسم بها

(59- س-: ما الفرق بين دعاء الصفة والقسم بها.)

جـ-: القسم والاستعاذة بها جائزة، لأنه تعظيم. واقسامه تعالى بمخلوقاته لكونها دالة عليه. فالصفة لا يقال انها خالقة بل الله بصفاته هو الخالق. (118). (تقرير).

=====
(118) قلت ولان الوارد في الدعاء: (ادْعُوا رَبَّكُمْ) (فَادْعُوا اللَّهَ) (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُم) ( قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ).

[ فتاوى ورسـائل الإمام محمد بن إبراهيم آل الشيخ -رحمه الله - /المجلد الأول (العقيدة) ]

سلمان أبو زيد
2007-03-04, 12:54 AM
الفرق بين المرتد والكافر الأصلي

(3893 – الفرق بين المرتد والكافر الأصلي )

المرتد هو من ينتسب إلى الإسلام وقد قام به مكفر واضح ، وهو أغلظ كفراً من الكافر الأصلي . ( تقرير )

[ فتاوى ورسـائل الإمام محمد بن إبراهيم آل الشيخ -رحمه الله - /المجلد الثاني عشر (الحدود- القضاء) ]

عبد الرحمن السديس
2007-03-05, 04:30 PM
[جاء في أثناء جواب لسؤال من أسئلة موقع الإسلام اليوم للشيخ البراك]

.. وأما الفرق بين الشرك الأكبر والأصغر، فالشرك الأكبر هو اتخاذ المخلوق نداً لله في العبادة، كما قال سبحانه وتعالى: "فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون" [البقرة: 22]، وقال: "ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله" [البقرة: 165]، وقال – صلى الله عليه وسلم- لابن مسعود – رضي الله عنه- لما سأله: "أي الذنب أعظم، قال: أن تجعل لله نداً وهو خلقك" البخاري (4477)، ومسلم (86)، وأما الشرك الأصغر فهو ما يكون في الألفاظ كقول الرجل: ما شاء الله وشئت، وكالحلف بغير الله، ومنه ما يكون بالقلب كالرياء وكالاعتماد على الأسباب، فذلك كله من الشرك الأصغر، جنبنا الله الشرك كله صغيره وكبيره، والله أعلم.

عبد الرحمن السديس
2007-03-05, 04:31 PM
ما الفرق بين الجبرية وأهل السنة ؟ [سؤال عرض الشيخ البراك في شرحه لكلمة الإخلاص لابن رجب]
الجبرية يقولون: إنك أنت الآن في قيامك وقعودك ، وذهابك ومجيئك وصلاتك وركوعك مثل الشجرة ، ما لك إرادة، ولا قدرة، يعني: حركتك في قيامك وذهابك مثل حركة المصاب بالرعشة : المرتعش، فهذا مذهب الجبرية ، الإنسان ما له اختيار ، ولا إرادة ، ولا قدرة ، ولا شيء ، هو مسلوب، مثل الذي يسقط من شاهق، ما له إرادة، يقولون: إن حركة الإنسان المكلف كحركة الأشجار، وحركة المرتعش، وحركة النائم.
أما أهل السنة يقولون: لا، هذه حركة إرادية ، لا أن أنتم وكل عاقل يقسم حركة الإنسان إلى قسمين: حركة إرادية، وحركة لا إرادية ، فقيامه وقعوده ، وذهابه ومجيئه وكلامه حركة إرادية، وأما حركته نائما فهي حركة لا إرادية، يتحرك بلا إرادة منه.
كذلك المقهور، المكره على الشيء الذي يُلقى من مكان شاهق، حركته من فوق لتحت حركة إرادية ؟ حركة لا إرادية ، إلى آخره ، الأمثلة كثيرة.

عبد الرحمن السديس
2007-03-05, 04:31 PM
الفرق بين المحبة الدينية والطبيعية [من أسئلة الملتقى للشيخ البراك ]

- هل يصح الاستدلال على جواز محبة الكفار بقول الله تعالى {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} حيث قالوا: إنه يجوز للمسلم أن يتزوج بالكتابية ,وهي كافرة , والمودة لازمة الحصول بينهم ؟ هل المودة تعني الحب ؟
الحمد لله ، قد فرض الله موالاة المؤمنين ، وحرم مولاة الكافرين قال الله تعالى {وَالْمُؤْمِنُو َ وَالْمُؤْمِنَات ُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [(71) سورة التوبة]
وقال تعالى {وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} [(73) سورة الأنفال]
وقال تعالى {لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ} [(28) سورة آل عمران]
وقال تعالى {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ .. الآية } [(22) سورة المجادلة]
والود ، والمودة بمعنى المحبة ، والمحبة نوعان : محبة طبيعية كمحبة الإنسان لزوجته ، وولده ، وماله .
وهي المذكورة في قوله تعالى : {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [(21) سورة الروم]
ومحبة دينية ؛ كمحبة الله ورسوله ومحبة ما يحبه الله ، ورسوله من الأعمال ، والأقوال ، والأشخاص .
قال تعالى { فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ } [(54) سورة المائدة]
وقال النبي صلى الله عليه وسلم :" مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد .. الحديث ".
ولا تلازم بين المحبتين بمعنى : أن المحبة الطبيعية قد تكون مع بغض ديني ؛ كمحبة الوالدين المشركين فإنه يجب بغضهما في الله ، ولا ينافي ذلك محبتهما بمقتضى الطبيعة ، فإن الإنسان مجبول على حب والديه ، وقريبة ، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب عمه لقرابته مع كفره قال الله تعالى : {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء } [(56) سورة القصص]
ومن هذا الجنس محبة الزوجة الكتابية فإنه يجب بغضها لكفرها بغضا دينيا ، ولا يمنع ذلك من محبتها المحبة التي تكون بين الرجل وزوجه ، فتكون محبوبة من وجه ، ومبغوضة من وجه ، وهذا كثير ، فقد تجتمع الكراهة الطبيعية مع المحبة الدينية كما في الجهاد فإنه مكروه بمقتضى الطبع ، ومحبوب لأمر الله به ، ولما يفضي إليه من العواقب الحميدة في الدنيا والآخرة ، قال الله تعالى:{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ } [(216) سورة البقرة] .
ومن هذا النوع محبة المسلم لأخيه المسلم الذي ظلمه فإنه يحبه في الله ، ويبغضه لظلمه له ؛ بل قد تجتمع المحبة الطبيعية ، والكراهة الطبيعية كما في الدواء المر : يكرهه المريض لمرارته ، ويتناوله لما يرجو فيه من منفعة .
وكذلك تجتمع المحبة الدينية مع البغض الديني كما في المسلم الفاسق فإنه يحب لما معه من الإيمان ، ويبغض لما فيه من المعصية .
والعاقل من حكّم في حبه ، وبغضه الشرع ، والعقل المتجرد عن الهوى ، والله أعلم .

عبد الرحمن السديس
2007-03-07, 04:43 PM
من شرح الواسطية للشيخ البراك (الفرق بين الإرداة الكونية والشرعية )

الإرادة المضافة لله تعالى نوعان:
إرادة كونية ، وإرادة شرعية ؛ أما الإرادة الكونية ، فهي بمعنى: المشيئة ، ومن شواهدها قوله تعالى {فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ} [(16) سورة البروج] هذه إرادة كونية ، كل ما شاء سبحانه أن يفعله فعله ؛ لأنه لا معارض له ، ولا يستعصي عليه شيء .
ومن شواهد الإرادة الكونية قوله تعالى {فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ } [(125) سورة الأنعام]يعني من يشأ الله أن يهديه بشرح صدره للإسلام يوسع صدره ، ويقذف النور فيه ، ويجعل فيه القبول للحق ، فيقبل الحق بانشراح ، وسرور ، وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ ـ نعوذ بالله ـ يجعل صدره ضيقًا حرجًا ، ينفر من الحق ويشمئز منه ، {وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ } [(45) سورة الزمر] والله تعالى يَمُنُّ على من يشاء يهدي من يشاء بفضله ، ورحمته ، ويضل من يشاء بحكمته وعدله ، يعطي ويمنع ، يهدي ويضل ، ويعز ويذل.
{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [(26) سورة آل عمران].
وأما الإرادة الشرعية ؛ فمتعلقة بما أمر الله به عبادة مما يحبه ويرضاه . ومن شواهدها : قوله تعالى: {يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [(185) سورة البقرة] و {يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ } [(26) سورة النساء]
{إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [(33) سورة الأحزاب]
فهاتان إرادتان ، قال أهل العلم: إن الفرق بين الإرادتين من وجهين:
أما الإرادة الكونية ؛ فإنها عامة لكل الموجودات ، فهي شاملة لما يحب سبحانه ، وما لا يحب ، فكل ما في الوجود ، فهو حاصل بإرادته الكونية سواء في ذلك ما يحبه الله ، أو يبغضه ، فكل ما في الوجود فهو حاصل بإرادته تعالى الكونية التي هي بمعنى المشيئة ، فإنه لا يخرج عن مشيئته ، أو إرادته الكونية شيء ألبتة.
أما الإرادة الشرعية فإنها تختص بما يحبه سبحانه ، فالطاعات مرادة لله شرعا ، أما المعاصي فليست مرادة شرعا ، وما يقع من الطاعات ، كالصلاة مثلا نقول: هذه الصلاة تتعلق بها الإرادتان: الإرادة الكونية ، والإرادة الشرعية.
وهكذا سائر الطاعات واقعة بالإرادة الكونية ، ومتعلقة كذلك بالإرادة الشرعية، فهي مرادة لله كونا وشرعا.
أما ما يقع من المعاصي فهي مرادة لله كونا ؛ لأنه لا يقع في الوجود شيء البتة إلا بإرادته ، ومشيئته سبحانه .
لكن هل المعاصي محبوبة لله ؟ لا بل هي مُبْغَضَة ، وإن كانت واقعة بإرادته .
فالفرق بين الإرادتين من وجهين:
الأول: أن الإرادة الكونية عامة فكل ما في الوجود فهو مراد لله كونا.
أما الإرادة الشرعية فإنها إنما تتعلق بما يحب سبحانه وتعالى .
قال أهل العلم: فتجتمع الإرادتان في إيمان المؤمن ، وطاعة المطيع.
و تنفرد الإرادة الشرعية في إيمان الكافر ، فالكافر مطلوب منه الإيمان لكنه لم يحصل ، فهو مراد لله شرعا ، لكنه غير مراد كونا ، إذ لو شاء الله لاهتدى {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعا} [(99) سورة يونس] ، وكذلك الطاعة التي أُمِرَ بها العبد ، ولم يفعلها مرادة لله شرعا ، لكنها لم تتعلق بها الإرادة الكونية ؛ إذ لو تعلقت بها الإرادة الكونية لحصلت .
الثاني: أن الإرادة الكونية لا يتخلف مرادها أبدا ، أما الإرادة الشرعية فقد يقع مرادها ، وقد لا يقع ، فالله أراد الإيمان من الناس كلهم أراده شرعا ـ يعني ـ أمرهم به ، وأحب ذلك منهم ، ولكن منهم من آمن ، ومنهم من كفر.
فالإرادة الكونية لا يتخلف مرادها، أما الإرادة الشرعية فقد يحصل مرادها ، وقد لا يحصل.

ونحو هذا المعنى في [مجموع الفتاوى 8/188، والفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان 11/266، وشفاء العليل ص280]

عبد الرحمن السديس
2007-03-07, 04:47 PM
من شرح الواسطية للشيخ البراك

[الفرق بين الرحمن والرحيم ]

والمشهور في الفرق بينهما: أن الرحمن يدل على الرحمة العامة ، والرحيم يدلُّ على الرحمة الخاصة بالمؤمنين .
وقال بعضهم: الرحمن ـ يعني ـ: في الدنيا ، والآخرة ، والرحيم ـ يعني ـ : في الآخرة . وهذا قريب من الذي قبله ، والحق أنه سبحانه وتعالى الرحمن الرحيم في الدنيا ، والآخرة.
وجاء عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال:" الرحمن الرحيم اسمان رقيقان" (1).
يعني : يدلان على الرحمة ، وهي معنى فيه رِقَّة ، وتقتضي الإحسان ، والإنعام ، والإكرام ، ولا يقال: إن هذا تفسير للرحمة ؛ لأنها صفة معقولة المعنى ، وضد الرحمة القسوة ، وضد الرحمة العذاب: {رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً} [(54) سورة الإسراء] {يُعَذِّبُُ مَن يَشَاء وَيَرْحَمُ مَن يَشَاء وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ} [(21) سورة العنكبوت].
وفرَّق ابن القيم [بدائع الفوائد 1/42]بين هذين الاسمين : بأن الرحمن دال على الصفة القائمة به سبحانه ، والرحيم دال على تعلقها بالمرحوم ، فكان الأول: للوصف ، والثاني: للفعل ، فالأول: دال على أن الرحمة صفته ، والثاني: دال على أنه يرحم خلقه برحمته .اهـ

--------------
(1) رواه البيهقي في الأسماء والصفات ص56، وضعفه ابن حجر في الفتح 13/359

أبو رقية الذهبي
2008-02-28, 09:34 PM
جزاكم الله خيرا على إبراز هذا الفن في علوم العقيدة؛ فيا حبذا لو سطرت هذه الدرر في مؤلف يختص بها

ابومحمد البكرى
2008-02-28, 11:00 PM
جزاكم الله خيرا شيخنا عبد الرحمن
وأستأذنكم في نقل بعض هذه النقولات إلى موضوع لي كتبته في أحد المنتديات
ولم أكن رأيت موضوعكم من قبل 00