تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مقتطفات من صيد الخاطر



ماجد مسفر العتيبي
2013-02-26, 01:53 PM
فصل : المحافظة على الوقت

ينبغي للإنسان أن يعرف شرف زمانه
و قدر وقته !
فلا يضيع منه لحظة في غير قربة
و يقدم الأفضل فالأفضل
من القول و العمل
و لتكن نيته في الخير قائمة !
من غير فتور ربما لا يعجز عنه البدن من العمل
قد كان جماعةمن السلف
يبادرون اللحظات !


فنقل عن عامر بن عبد قيس
أن رجلاً قال له : كلمني
فقال له :
أمسك الشمس


و قال ابن ثابت البناني :
ذهبت ألقن أبي (الموت )
فقال : يا بني دعني، فإني في وردي السادس .


و دخلوا على بعض السلف عند موته
و هو يصلي
فقال : الآن تطوى صحيفتي


فإذا علم الإنسان ـ و إن بالغ في
الجد ـ بأن الموت يقطعه عن العمل
عمل في حياته ما يدوم له آجره بعد موته .
فإن كان له شيء من الدنيا وقف وقفاً
و غرس غرساً ، و أجرى نهراً ،
و يسعى في تحصيل ذرية تذكر الله بعده
فيكون الأجر له
أو أن يصنف كتاباً من العلم
و أن يكون عاملاً بالخير
عالماً فيه
فينقل من فعله مايقتدي الغير به
فذلك الذي لم يمت قد مات قوم و هم في الناس أحياء !!



فصل : إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم




من أحب تصفية الأحوال
فليجتهد في تصفية الأعمال


قال الله عز وجل:
[ ألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا]


قال أبو سليمان الداراني
من صفّى صفّي
و من كدر كدر عليه
و من أحسن في ليلة كوفىء في نهاره
و من أحسن في نهاره كوفىء في ليله
وكان شيخ يدور في المجالس
و يقول :
من سره أن تدوم له العافية
فليتق الله عز وجل.
و كان الفضيل بن عياض ، يقول :
[ إني لأعصي الله ، فأعرف ذلك في خلق دابتي ، وجاريتي ] .


و اعلم ـ وفقك الله ـ أنه لا يحس بضربة .....مُبنّج !
و إنما يعرف الزيادة من النقصان
المحاسب لنفسه
و متى رأيت تكديراً في حال
فاذكر نعمة ما شكرت !
أو زلة قد دفعلت !
و احذر من نفار النعم !
و مفاجأة النقم !!
و لا تغتر ببساط الحلم !
فربما عجل انقباضه !!


د قال الله عز وجل:
( إن الله لا يغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )
الآية 11 سورة الرعد
و كان أبو علي الروذباري يقول :
[ من الاغترار أن تسىء ، فيحسن إليك
فتترك التوبة ،توهما أنك تسامح في العقوبات! ]


فصل : المقارنة بين علماء الدنيا و علماء الآخرة



تأملت التحاسد بين العلماء
فرأيت منشؤه هو حبّ الدنيا
فإن علماء الآخرة يتوادون و لا يتحاسبون !
كما قال عز و جل:
[ لا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا]


و قال الله تعالى:
[الذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا و لأخواننا الذين سبقونا بالايمان و لا تجعل في قلوبنا غلّاً للذين آمنوا ]


و قد كان أبو الدرداء :
يدعو كل ليلة لـ اخوانه


و قال الإمام أحمد بن حنبل لولد الشافعي
أبوك من الستة الذين أدعو لهم كل ليلة وقت السحر
و الأمر الفارق بين الفئتين :
أن علماء الدنيا ينظرون إلى الرياسة فيها
و يحبون كثرة الجمع و الثناء
و علماء الآخرة
بمعزل من إيثار ذلك
و قد كانوا يتخوفونه
و يرحمون من بلي به
و كان النخعي
لا يستند إلى سارية !!


و قا ل علقمة : أكره أن يوطأ عقبي !!
و كان بعضهم
إذا جلس إليه أكثر من أربعة
قام عنهم !!


و كانوا يتدافعون الفتوى
و يحبون الخمول !!!!


مثل القوم كمثل راكب البحر و قد خبّ
فعنده شغل إلى أن يوقن بالنجاة


و إنما كان بعضهم يدعوا لبعض
و يستفيد منه لأنهم ركب تصاحبوا فتوادوا
فالأيام و الليالي مراحلهم إلى سفر الجنة.


فصل : من أعمالكم سلط عليكم


خطرت لي فكرة فيما يجري على كثير من العالم
من المصائب الشديدة ، و البلايا العظيمة
التي تتناهى إلى نهاية الصعوبة فقلت :
سبحان الله !
إن الله أكرم الأكرمين
و الكرم يوجب المسامحة.
فما وجه هذه المعاقبة؟


فتفكرت
فرأيت كثيراً من الناس في وجودهم كالعدم
لا يتصفحون أدلة الوحدانية !
و لا ينظرون في أوامر الله تعالى و نواهيه !
بل يجرون ـ على عاداتهم ـ كالبهائم!
إن وافق الشرع مرادهم فخير
و إلا فمعولهم على أغراضهم
و بعد حصول الدينار
لا يبالون !!
أمن حلال كان أم من حرام
و إن سهلت عليهم الصلاة فعلوها
و إن لم تسهل تركوها !!
و فيهم من يبارز بالذنوب العظيمة
مع نوع معرفة الناهي
و ربما قويت معرفة عالم منهم
وتفاقمت ذنوبه
فعلمت أن العقوبات
و إن عظمت دون إجرامهم
فإذا وقعت عقوبة لتمحص ذنباً صاح مستغيثهم :
ترى هذا بأي ذنب ؟
و ينسى ما قد كان
مما تتزلزل الأرض لبعضه.
و قد يهان الشيخ في كبره حتى ترحمه القلوب
و لا يدري أن ذلك لإهماله حق الله تعالى في شبابه
فمتى رأيت معاقباً
فاعلم أنه لذنوب.


· فصل : كمال العقل




من علامة كمال العقل :
علو الهمة !
و الراضي بالدون دنيء



و لم أر في عيوب الناس عيباً كنقص قادرين على التمام



فصل : يحبهم و يحبونه



سبحان من سبقت محبته لأحبائه
فمدحهم على ما وهب لهم
و اشترى منهم ما أعطاهم
و قدم المتأخر من أوصافهم
لموضع إيثارهم
فباهى بهم في صومهم
و أحب خلوف أفواههم
يا لها من حالة مصونة لا يقدر عليها كل طالب
و لا يبلغ كنه وصفها كل خاطب.


فصل : لا تأخذك العزة بالاثم



أعظم المعاقبةألا يحس المعاقب بالعقوبة
و أشد من ذلك نفع السرور بما هو عقوبة
كالفرح بالمال الحرام
و التمكن من الذنوب
و من هذه حاله
لا يفوز بطاعة
و إني تدبرت أحوال أكثر العلماء و المتزهدين
فرأيتهم في عقوبات لا يحسون بها
و معظمها من قبل طلبهم للرياسة
فالعلم منهم
يغضب إن رد عليه خطؤه
و الواعظ متضنع بوعظه
والمتزهد منافق أو مراء
فأول عقوباتهم
إعراضهم عن الحق شغلا بالخلق
و من خفي عقوباتهم
سلب حلاوة المناجاة
و لذة التعبد إلا رجال مؤمنون
و نساء مؤمنات ،يحفظ الله بهم الأرض
بواطنهم كظواهرهم
بل أجلى ، و سرائرهم كعلانيتهم
بل أحلى، و هممهم عند الثريا ، بل أعلى.


إن عرفوا تنكروا
و إن رئيت لهم كرامة
أنكروا
فالناس في غفلاتهم
و هم في قطع فلاتهم
تحبهم بقاع الأرض
و تفرح بهم أملاك السماء
نسأل الله عز و جل التوفيق لاتباعهم


فصل : جواذب النفس بين الدنيا و الآخرة

جواذب الطبع الى الدنيا كثيرة
ثم هي من داخل الطبع
و ذكر الآخرة أمر خارج عن الطبع
و ربما ظن من لا علم له أن
جواذب الآخرة أقوى !
لما يسمع من الوعيد في القرآن
و ليس كذلك ، لأن مثل الطبع في ميله إلى الدنيا
كالماء الجاري فإنه يطلب الهبوط ..


و إنما رفعه إلى فوق يحتاج إلى التكلف !!


و لهذا أجاب معاون الشرع :
بالترغيب و الترهيب
يقوى جندالعقل فأما الطبع فجواذبه كثيرة ،
و ليس العجب أن يغلُب
إنما العجب أن يُغلَب!


منقووووول

رشيد الكيلاني
2013-02-28, 08:15 PM
كلمات حقها ان تنقش بماء العين ،وطلاب العلم في زماننا في غفلة عنها فما بالك بعوامهم ،وما اشد تاثير كلام السلف واوقعه في النفس اكثروا من النقل زادكم الله من فضله .