المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : روائع الرياحين من بستان الصالحين



حسين عامر
2013-02-24, 10:15 PM
هذا موضوع أسجل فيها كلمات للسلف من الصحابة والتابعين ، أو أبيات من الشعر أو مقولة لأحد العلماء في كتاب أو محاضرة، وربما يعيب الموضوع ويميزه أنه لا وحدة موضوعية في هذه المقولات فهو أشبه بمن يقتطف من كل بستان زهرة
فاللهم يسر وأعن يا كريم

وأريد أن أشرك إخواني في هذا المتندى المبارك في هذا الخير ،ولا شك أن الكثير منا كدعاة عندهم نفس المشروع .. فتعالوا راجين من الله عظم الفائدة بنشر هذه الكلمات ، فرب خلاصة أو مقولة تكتبها هنا نفعك الله بها فتنفع بها من لا تحصيهم عددا بعدك.

وإليكم عبارات نفعني الله بها فله الحمد وحده وأسأل الله أن يرحم قائليها وأن ينفع بها كل من قرأها ونقلها

حسين عامر
2013-02-24, 10:19 PM
العلم والعلماء

قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه لكميل: يا كميل، العلم خير من المال، العلم يحرسك وأنت تحرس المال، والعلم حاكم والمال محكوم عليه، والمال تنقصه النفقة والعلم يزكو بالإنفاق، وقال علي أيضا رضي الله عنه: العالم أفضل من الصائم القائم المجاهد، وإذا مات العالم ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها إلا خلف منه.

وقال رضي لله عنه نظماً:

ما الفخرُ إلا لأهلِ العِلْم إنَّهـــم على الهدى لمن استهدى أدلاَّءُ

وقَدْرُ كلِّ امرىءٍ ما كان يُحْـسِنُه والجَاهِلُون لأهْل العلم أعَداءُ

ففُزْ بعلمٍ تَعِشْ حياً به أبــــداً النَّاسَ موتى وأهلُ العِلْمِ أحْياءُ


وسئل ابن المبارك: من الناس؟ فقال: العلماء قيل: فمن الملوك؟ قال: الزهاد. قيل: فمن السفلة؟ قال: الذين يأكلون الدنيا بالدين .

وقال بعضهم من اتخذ الحكمة لجاما اتخذه الناس إماما ومن عرف بالحكمة لاحظته العيون بالوقار

وقال الزبير بن أبي بكر : كتب إلي أبي بالعراق عليك بالعلم فإنك إن افتقرت كان لك مالا وإن استغنيت كان لك جمالا .

وحكى ذلك في وصايا لقمان لابنه قال : يا بني جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك فإن الله سبحانه يحيي القلوب بنور الحكمة كما يحيي الأرض بوابل السماء.

حسين عامر
2013-02-24, 10:23 PM
قال ابن عباس رضي الله عنهما: ذللت طالبا فعززت مطلوبا.

وكذلك قال ابن أبي مليكة رحمه الله: ما رأيت مثل ابن عباس، إذا رأيته رأيت أحسن الناس وجها، وإذا تكلم فأعرب الناس لساناً، وإذا أفتى فأكثر الناس علماً.

وقال أبو الدرداء رضي الله عنه: لأن أتعلم مسألة أحب إلي من قيام ليلة. وقال أيضاً: كن عالما أو متعلما أو مستمعا ولا تكن الرابع فتهلك.(الرابع هو الجاهل )

وقال الشافعي رضي الله عنه: طلب العلم أفضل من النافلة.

وقال ابن عبد الحكم رحمه الله: كنت عند مالك أقرأ عليه العلم فدخل الظهر فجمعت الكتب لأصلي، فقال: يا هذا ما الذي قمت إليه بأفضل مما كنت فيه إذا صحت النية.

وقال عطاء رضي الله عنه دخلت على سعيد بن المسيب وهو يبكي فقلت ما يبكيك قال ليس أحد يسألني عن شيء .

وقال يحيى بن معاذ العلماء أرحم بأمة محمد صلى الله عليه وسلم من آبائهم وأمهاتهم قيل وكيف ذلك قال لأن آباءهم وأمهاتهم يحفظونهم من نار الدنيا وهم يحفظونهم من نار الآخرة

حسين عامر
2013-02-24, 10:24 PM
قال ابن مسعود رضي الله عنه ليس العلم بكثرة الرواية إنما العلم نور يقذف في القلب وقال بعضهم إنما العلم الخشية لقوله تعالى: (إنما يخشى الله من عباده العلماء) (فاطر: 28).

وقيل العلم لا يعطيك بعضه حتى تعطيه كلك

وقال الشعبي: صلى زيد بن ثابت على جنازة فقربت إليه بغلته ليركبها فجاء ابن عباس فأخذ بركابه فقال: زيد خل عنه يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ابن عباس: (( هكذا أمرنا أن نفعل بالعلماء والكبراء))، فقبل زيد بن ثابت يده وقال: ((هكذا أمرنا أن نفعل بأهل بيت نبينا صلى الله عليه وسلم)).

وقال علي رضي الله عنه: (( قصم ظهري رجلان عالم متهتك وجاهل متنسك))، فالجاهل يغر الناس بتنسكه والعالم يغرهم بتهتكه.

حسين عامر
2013-02-24, 10:25 PM
قال عمر رضي الله عنه: إن أخوف ما أخاف على هذه الأمة المنافق العليم قالوا وكيف يكون منافقا عليما ؟
قال : عليم اللسان جاهل القلب والعمل .

وقال الحسن، رحمه الله: لا تكن ممن يجمع علم العلماء وطرائف الحكماء ويجري في العمل مجرى السفهاء.

وقال رجل لأبي هريرة، رضي الله عنه: أريد أن أتعلم العلم وأخاف أن أضيعه، فقال: كفى بترك العلم إضاعة له.

وقال الخليل بن أحمد: الرجال أربعة: رجل يدري ويدري أنه يدري فذلك عالم فاتبعوه، ورجل يدري ولا يدري أنه يدري فذلك نائم فأيقظوه، ورجل لا يدري ويدري أنه لا يدري فذلك مسترشد فأرشدوه، ورجل لا يدري ولا يدري أنه لا يدري فذلك جاهل فارفضوه.

وقال سفيان الثوري، رحمه الله: يهتف العلم بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل.

وقال ابن المبارك: لا يزال المرء عالما ما طلب العلم فإذا ظن أنه قد علم فقد جهل .

وقال الفضيل ابن عياض رحمه الله إني لأرحم ثلاثة عزيز قوم ذل وغني قوم افتقر وعالما تلعب به الدنيا

وقال الحسن عقوبة العلماء موت القلب وموت القلب طلب الدنيا بعمل الآخرة

حسين عامر
2013-02-24, 10:27 PM
وقال عمر رضي الله عنه إذا رأيتم للعالم محبا للدنيا فاتهموه على دينكم فإن كل محب يخوض فيما أحب .
قال الشاعر:

وراعى الشاة يحمي الذئبُ عنها فكيف إذا الرعاةُ لها ذئاب


وقال الآخر:

يا معشرَ القراء يا ملحَ البلدِ مايصلحُ الملح إذا الملحُ فسدْ


وأنشدوا:

يا واعظ الناس قد أصبحت متهماً إذ عبت منهم أمورا أنت تأتيها

أصبحت تنصحهم بالوعظ مجتهداً فالموبقات لعمري أنت جانيها

تعيب دنيا وناسا راغبين لها وأنت أكثر منهم رغبة فيها


وقال آخر:

لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيمُ


وقال ابن السماك رحمه الله كم من مذكر بالله ناس لله وكم من مخوف بالله جرىء على الله وكم من مقرب إلى الله بعيد من الله وكم من داع إلى الله فار من الله وكم من تال كتاب الله منسلخ عن آيات الله.
وقال عمر رضي الله عنه: إذا زل العالم زل بزلته عالم من الخلق

وقال ابن مسعود رضي الله عنه: ليس العلم بكثرة الرواية إنما العلم الخشية. وقال الحسن: تعلموا ما شئتم أن تعلموا فوالله لا يأجركم الله حتى تعملوا

حسين عامر
2013-02-24, 10:28 PM
قال الشعبي لا أدري نصف العلم

وقال ابن مسعود رضي الله عنه إن الذي يفتي الناس في كل ما يستفتونه لمجنون

وقال جنة العالم لا أدري فإن أخطأها فقد أصيبت مقاتله

وقال ابن حصين إن أحدهم ليفتي في مسئلة لو وردت على عمر بن الخطاب رضي الله عنه لجمع لها أهل بدر

وقال علي رضي الله عنه في حديث طويل القلوب أوعية وخيرها أوعاها للخير والناس ثلاثة عالم رباني ومتعلم على سبيل النجاة وهمج رعاع أتباع لكل ناعق يميلون مع كل ريح لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجئوا إلى ركن وثيق.
وصدق من قال :


عرفت الشر لا للشر لكن لتوقيه

ومن لا يعرف الشرَّ من الناس يقع فيه

حسين عامر
2013-02-24, 10:29 PM
روى عن حاتم الأصم تلميذ شقيق البلخي : أنه قال له شقيق: منذ كم صحبتني؟ قال حاتم منذ ثلاث وثلاثين سنة. قال: فما تعلمت مني في هذه المدة؟ قال: ثماني مسائل. قال شقيق له: إنا لله وإنا إليه راجعون ذهب عمري معك ولم تتعلم إلا ثماني مسائل! قال: يا أستاذ لم أتعلم غيرها وإني لا أحب أن أكذب. فقال: هات هذه الثماني مسائل حتى أسمعها.

[الأول] قال حاتم: نظرت إلى هذا الخلق فرأيت كل واحد يحب محبوبا فهو مع محبوبه إلى القبر فإذا وصل إلى القبر فارقه فجعلت الحسنات محبوبي فإذا دخلت القبر دخل محبوبي معي. فقال: أحسنت يا حاتم فما
الثانية.

فقال: نظرت في قول الله عز وجل ]وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى~ فإن الجنة هي المأوى[ (النازعات: 40، 41) فعلمت أن قوله سبحانه وتعالى هو الحق فأجهدت نفسي في دفع الهوى حتى استقرت على طاعة الله تعالى.

الثالثة:
أني نظرت إلى هذا الخلق فرأيت كل ممن معه شيء له قيمة ومقدار رفعه وحفظه ثم نظرت إلى قول الله عز وجل: ]ما عندكم ينفذ وما عند الله باق[ (النحل: 96) فكلما وقع معي شيء له قيمة ومقدار وجهته إلى الله ليبقى عنده محفوظا.

الرابعة:
أني نظرت إلى هذا الخلق فرأيت كل واحد منهم يرجع إلى المال وإلى الحسب والشرف والنسب فنظرت فيها فإذا هي لا شيء ثم نظرت إلى قول الله تعالى ]إن أكرمكم عند الله أتقاكم[ (الحجرات: 13) فعملت في التقوى حتى أكون عند الله كريما.

الخامسة:
أني نظرت إلى هذا الخلق وهم يطعن بعضهم في بعض ويلعن بعضهم بعضا وأصل هذا كله الحسد ثم نظرت إلى قول الله عز وجل: ]نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا[ (الزخرف: 32) فتركت الحسد واجتنبت الخلق وعلمت أن القسمة من عند الله سبحانه وتعالى فتركت عداوة الخلق عني.

السادسة:
نظرت إلى هذا الخلق يبغي بعضهم على بعض ويقاتل بعضهم بعضا فرجعت إلى قول الله عز وجل: ]إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا[ (فاطر: 6) فعاديته وحده واجتهدت في أخذ حذري منه لأن الله تعالى شهد عليه أنه عدو لي فتركت عداوة الخلق غيره.

السابعة:
نظرت إلى هذا الخلق فرأيت كل واحد منهم يطلب هذه الكسرة فيذل فيها نفسه ويدخل فيما لا يحل له ثم نظرت إلى قوله تعالى: ]وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها[ (هود: 6) فعلمت أني واحد من هذه الدواب التي على الله رزقها فاشتغلت بما لله تعالى علي وتركت ما لي عنده.

الثامنة:
نظرت إلى هذا الخلق فرأيتهم كلهم متوكلين على مخلوق هذا على ضيعته وهذا على تجارته وهذا على صناعته وهذا على صحة بدنه وكل مخلوق متوكل على مخلوق مثله فرجعت إلى قوله تعالى: ]ومن يتوكل على الله فهو حسبه[ (الطلاق: 3) فتوكلت على الله عز وجل فهو حسبي. قال شقيق: يا حاتم وفقك الله تعالى

حسين عامر
2013-02-25, 07:22 PM
هذه رائعة شعرية للشاعر إبراهيم علي بديوي ( سوداني ) سمعتها أو أجزاءً منها مرات كثيرة من كثير من الدعاة يستشهدون بها وقد ظفرت بها كاملة من موقع صيد الفوائد وأقتطف منها بعض الأبيات التالية :




بك أستجير ومن يجير سواكا


بك أستجير ومن يجير سواكا *** فأجر ضعيفا يحتمي بحماك



إني ضعيف أستعين على قوى *** ذنبي ومعصيتي ببعض قواكا



أذنبت ياربي وآذتني ذنوب *** مالها من غافر إلا كا



دنياي غرتني وعفوك غرني *** ماحيلتي في هذه أو ذا كا



لو أن قلبي شك لم يك مؤمنا *** بكريم عفوك ما غوى وعصاكا



إن لم تكن عيني تراك فإنني *** في كل شيء أستبين علاكا



يامنبت الأزهار عاطرة الشذا *** هذا الشذا الفواح نفح شذاكا


يامجري الأنهار : ماجريانها *** إلا انفعالة قطرة لنداكا



رباه هأنذا خلصت من الهوى *** واستقبل القلب الخلي هواكا



ياغافر الذنب العظيم وقابلا *** للتوب: قلب تائب ناجاكا



أترده وترد صادق توبتي *** حاشاك ترفض تائبا حاشاك



يارب جئتك نادماً أبكي على *** ما قدمته يداي لا أتباكى



أخشى من العرض الرهيب عليك يا *** ربي وأخشى منك إذ ألقاكا



يارب عدت إلى رحابك تائباً *** مستسلما مستمسكاً بعراكا



مالي وما للأغنياء وأنت يا *** رب الغني ولا يحد غناكا



مالي وما للأقوياء وأنت يا *** ربي ورب الناس ماأقواكا



مالي وأبواب الملوك وأنت من *** خلق الملوك وقسم الأملاكا



إني أويت لكل مأوى في الحياة *** فما رأيت أعز من مأواكا



وتلمست نفسي السبيل إلى النجاة *** فلم تجد منجى سوى منجاكا




وبحثت عن سر السعادة جاهداً *** فوجدت هذا السر في تقواكا



فليرض عني الناس أو فليسخطوا *** أنا لم أعد أسعى لغير رضاكا



أدعوك ياربي لتغفر حوبتي *** وتعينني وتمدني بهداكا



فاقبل دعائي واستجب لرجاوتي *** ماخاب يوما من دعا ورجاكا



يارب هذا العصر ألحد عندما *** سخرت ياربي له دنياكا



لله في الآفاق آيات لعل *** أقلها هو ما إليه هداكا


ولعل ما في النفس من آياته *** عجب عجاب لو ترى عيناكا




والكون مشحون بأسرار إذا *** حاولت تفسيراً لها أعياكا




قل للطبيب تخطفته يد الردى *** ياشافي الأمراض : من أرداكا؟



(ياشافي الأمراض: يقصد يا مدعيا شفا الأمراض)



قل للمريض نجا وعوفي بعد ما *** عجزت فنون الطب : من عافاكا؟



قل للصحيح يموت لا من علة *** من بالمنايا ياصحيح دهاكا؟



قل للبصير وكان يحذر حفرة ***فهوى بها من ذا الذي أهواكا؟



بل سائل الأعمى خطا بين الزَّحام *** بلا اصطدام : من يقود خطاكا؟



قل للجنين يعيش معزولا بلا *** راع ومرعى : مالذي يرعاكا؟



قل للوليد بكى وأجهش بالبكاء *** لدى الولادة : مالذي أبكاكا؟



وإذا ترى الثعبان ينفث سمه *** فاسأله : من ذا بالسموم حشاكا؟



وأسأله كيف تعيش ياثعبان أو *** تحيا وهذا السم يملأ فاكا؟



وأسأل بطون النحل كيف تقاطرت ***شهداً وقل للشهد من حلاَّكا؟



بل سائل اللبن المصفى كان بين *** دم وفرث مالذي صفاكا؟


وإذا رأيت البدر يسري ناشرا *** أنواره فاسأله : من أسراكا؟




وأسأل شعاع الشمس يدنو وهي*** أبعد كلّ شيء مالذي أدناكا؟




وإذا رأيت النخل مشقوق النوى *** فاسأله : من يانخل شق نواكا؟




وإذا رأيت النهر بالعذب الزلال *** جرى فسله؟ من الذي أجراكا؟



وإذا رأيت البحر بالملح الأجاج *** طغى فسله: من الذي أطغاكا؟



وإذا رأيت الليل يغشى داجيا *** فاسأله : من ياليل حاك دجاكا؟



وإذا رأيت الصبح يُسفر ضاحياً *** فاسأله: من ياصبح صاغ ضحاكا؟



هذي عجائب طالما أخذت بها *** عيناك وانفتحت بها أذناكا!



والله في كل العجائب ماثل *** إن لم تكن تراه فهو يراكا؟

حسين عامر
2013-02-25, 07:25 PM
الخشوع في الصلاة
رأى سعيد بن المسيب رجلا يعبث بلحيته في الصلاة فقال (لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه )

ويروى أن الحسن نظر إلى رجل يعبث بالحصى ويقول اللهم زوجني الحور العين فقال بئس الخاطب أنت تخطب الحور العين وأنت تعبث بالحصى

وقيل لخلف بن أيوب ألا يؤذيك الذباب في صلاتك فتطردها قال لا أعود نفسي شيئا يفسد علي صلاتي قيل له وكيف تصبر على ذلك قال بلغني أن الفساق يصبرون تحت أسواط السلطان ليقال فلان صبور ويفتخرون بذلك فأنا قائم بين يدي ربي أفأتحرك لذبابة .

ويروى عن مسلم بن يسار أنه كان إذا أراد الصلاة قال لأهله تحدثوا أنتم فإني لست أسمعكم .
ويروى عنه أنه كان يصلي يوما في جامع البصرة فسقطت ناحية من المسجد فاجتمع الناس لذلك فلم يشعر به حتى انصرف من الصلاة

وكان علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم وجهه إذا حضر وقت الصلاة يتزلزل ويتلون وجهه فقيل له مالك يا أمير المؤمنين فيقول جاء وقت أمانة عرضها الله على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملتها .

ويروى عن علي بن الحسين أنه كان إذا توضأ اصفر لونه فيقول له أهله ما هذا الذي يعتريك عند الوضوء فيقول أتدرون بين يدي من أريد أن أقوم .

ويروى عن حاتم الأصم رضي الله عنه أنه سئل عن صلاته فقال إذا حانت الصلاة أسبغت الوضوء وأتيت الموضع الذي أريد الصلاة فيه فأقعد فيه حتى تجتمع جوارحي ثم أقوم إلى صلاتي وأجعل الكعبة بين حاجبي والصراط تحت قدمي والجنة عن يميني والنار عن شمالي وملك الموت ورائي أظنها آخر صلاتي ثم أقوم بين الرجاء والخوف وأكبر تكبيرا بتحقيق وأقرأ قراءة بترتيل وأركع ركوعا بتواضع وأسجد سجودا بتخشع وأقعد على الورك الأيسر وأفرش ظهر قدمها وأنصب القدم اليمنى على الإبهام وأتبعها الإخلاص ثم لا أدري أقبلت مني أم لا.

وقال ابن عباس رضي الله عنهما ركعتان مقتصدتان في تفكر خير من قيام ليلة والقلب ساه

وقال بعضهم الصلاة من الآخرة فإذا دخلت فيهاخرجت من الدنيا .

وقيل لآخر هل تحدث نفسك بشيء من الدنيا في الصلاة فقال لا في الصلاة ولا في غيرها .
وسئل بعضهم هل تذكر في الصلاة شيئا فقال وهل شيء أحب إلي من الصلاة فأذكره فيها

وكان أبو الدرداء رضي الله عنه يقول من فقه الرجل أن يبدأ بحاجته قبل دخوله في الصلاة ليدخل في الصلاة وقلبه فارغ

وروي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال على المنبر إن الرجل ليشيب عارضاه في الإسلام وما أكمل لله تعالى صلاة قيل وكيف ذلك قال لا يتم خشوعها وتواضعها وإقباله على الله عز وجل فيها .

وقال سلمة بن دينار الحمد لله أن قال( الذين هم عن صلاتهم ساهون) ولم يقل في صلاتهم

حسين عامر
2013-02-26, 08:23 PM
درر من كلام السلف عن فضل القرآن

قال أبو أمامة الباهلي اقرءوا القرآن ولا تغرنكم هذه المصاحف المعلقة فإن الله لا يعذب قلبا هو وعاء للقرآن

وقال ابن مسعود إذا أردتم العلم فانثروا القرآن فإن فيه علم الأولين والآخرين

وقال أبو هريرة إن البيت الذى يتلى فيه القرآن اتسع بأهله وكثر خيره وحضرته الملائكة وخرجت منه الشياطين وإن البيت الذي لايتلى فيه كتاب الله عز وجل ضاق بأهله وقل خيره وخرجت منه الملائكة وحضرته الشياطين .

وقال الفضيل بن عياض ينبغي لحامل القرآن أن لا يكون له إلى أحد حاجة ولا إلى الخلفاء فمن دونهم فينبغي أن تكون حوائج الخلق إليه .

وقال أيضا حامل القرآن حامل راية الإسلام فلا ينبغي أن يلهو مع من يلهو ولا يسهو مع من يسهو ولا يلغو مع من يلغو تعظيما لحق القرآن.

ويروى أن الوليد بن المغيرة جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال اقرأ علي القرآن فقرأ عليه إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى الآية فقال له فأعاد فقال والله إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أسفله لمورق وأن أعلاه لمثمر وما يقول هذا بشر .

وقال الحسن والله ما دون القرآن من غنى ولا بعده من فاقة (فقر).

وقال ابن مسعود ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس ينامون وبنهاره إذا الناس يفرطون وبحزنه إذا الناس يفرحون وببكائه إذا الناس يضحكون وبصمته إذا الناس يخوضون وبخشوعه إذا الناس يختالون.

وقال بعض السلف إن العبد ليفتتح سورة فتصلي عليه الملائكة حتى يفرغ منها وإن العبد ليفتتح سورة فتلعنه حتى يفرغ منها فقيل له وكيف ذلك فقال إذا أحل حلالها وحرم حرامها صلت عليه وإلا لعنته وقال بعض العلماء إن العبد ليتلو القرآن فيلعن نفسه وهو لا يعلم يقول ألا لعنة الله على الظالمين وهو ظالم نفسه ألا لعنة الله على الكاذبين وهو منهم .

وقال ابن مسعود أنزل القرآن عليهم ليعملوا به فاتخذوا دراسته عملا إن أحدكم ليقرأ القرآن من فاتحته إلى خاتمته ما يسقط منه حرفا وقد أسقط العمل به.

وفي حديث ابن عمر وحديث جندب رضي الله عنهما لقد عشنا دهرا طويلا وأحدنا يؤتى الإيمان قبل القرآن فتنزل السورة على محمد صلى الله عليه وسلم فيتعلم حلالها وحرامها وآمرها وزاجرها وما ينبغي أن يقف عنده منها ثم لقد رأيت رجالا يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان فيقرأ ما بين فاتحة الكتاب إلى خاتمته لا يدري ما آمره ولا زاجره ولا ما ينبغي أن يقف عنده منه ينثره نثر الدقل حديث ابن عمر وحديث جندب لقد عشنا دهرا وأحدنا يؤتى الإيمان قبل القرآن الحديث تقدما في العلم .

قالت عائشة رضي الله تعالى عنها لما سمعت رجلا يهذر القرآن هذرا إن هذا ما قرأ القرآن ولا سكت .

وقال ابن عباس رضي الله عنهما لأن أقرأ البقرة وآل عمران أرتلهما وأتدبرهما أحب إلي من أن أقرأ القرآن هذرمة .

وقال أيضا لأن أقرأ إذا زلزلت والقارعة أتدبرهما أحب إلي من أن أقرأ البقرة وآل عمران تهذيرا.

حسين عامر
2013-02-27, 05:54 PM
فضل الذكر قال ثابت البناني رحمه الله‏:‏ إني أعلم متى يذكرني ربي عز وجل ففزعوا منه وقالوا‏: كيف تعلم ذلك فقال‏:‏ إذا ذكرته ذكرني‏.‏

وقال تعالى : ‏"‏ فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبكم ‏"‏
قال ابن عباس رضي الله عنهما‏:‏ أي بالليل والنهار في البر والبحر والسفر والحضر والغنى والفقر والمرض والصحة والسر والعلانية‏.‏

وقال تعالى ‏"‏ ولذكر الله أكبر ‏"‏ قال ابن عباس رضي الله عنهما‏:‏ له وجهان أحدهما أن ذكر الله تعالى لكم أعظم من ذكركم إياه والآخر‏:‏ أن ذكر الله أعظم من كل عبادة سواه‏.‏
وقال أبو هريرة رضي الله عنه إن أهل السماء ليتراءون بيوت أهل الأرض التي يذكر فيها اسم الله تعالى كما تتراءى النجوم‏.‏

حسين عامر
2013-02-27, 05:55 PM
فضل الاستغفار
قال قتادة رحمه الله‏:‏ القرآن يدلكم عن دائكم ودوائكم‏ ؛ أما داؤكم فالذنوب وأما دواؤكم فالاستغفار‏.‏

وقال علي كرم الله وجهه‏:‏ العجيب ممن يهلك ومعه النجاة قيل وما هي قال الاستغفار‏.‏

وكان يقول‏:‏ ما ألهم الله سبحانه عبداً الاستغفار وهو يريد أن يعذبه‏.‏

وقال بعض العلماء‏:‏ العبد بين ذنب ونعمة لا يصلحهما إلا الحمد والاستغفار‏.‏

وقال الفضيل رحمه الله‏:‏ الاستغفار بلا إقلاع توبة الكذابين‏.‏

وقالت رابعة العدوية رحمها الله‏:‏ استغفارنا يحتاج إلى استغفار كثير‏.‏

وقال بعض الحكماء‏:‏ من قدم الاستغفار على الندم كان مستهزئاً بالله عز وجل وهو لا يعلم‏.‏
وسمع أعرابي وهو متعلق بأستار الكعبة يقول‏:‏ اللهم إن استغفاري مع إصراري للؤم وإن تركي استغفارك مع علمي بسعة عفوك لعجز فكم تتحبب إلي بالنعم مع غناك عني وكم أتبغض إليك بالمعاصي مع فقري إليك‏!‏ يا من إذا وعد وفى وإذا أوعد عفا أدخل عظيم جرمي في عظيم عفوك يا أرحم الراحمين‏.‏

ودعا أبو عبد الله الوراق‏ فقال :‏
‏"‏ اللهم إني أستغفرك من كل عمل أردت به وجهك فخالطه غيرك واستغفرك من كل نعمة أنعمت بها علي فاستعنت بها على معصيتك وأستغفرك يا عالم الغيب والشهادة من كل ذنب أتيته في ضياء النهار وسواد الليل في ملأ أو خلاء وسر وعلانية يا حليم‏.‏

حسين عامر
2013-02-28, 06:09 PM
من كلام السلف عن فضل الدعاء
قال أبو هريرة رضي الله عنه‏:‏ إن أبواب السماء تفتح عند زحف الصفوف في سبيل الله تعالى وعند نزول الغيث وعند إقامة الصلوات المكتوبة فاغتنموا الدعاء فيها

ومر بعض السلف بقاص يدعو بسجع فقال له‏:‏ أعلى الله تبالغ أشهد لقد رأيت حبيباً العجمي يدعو وما يزيد على قوله‏:‏ اللهم اجعلنا جيدين اللهم لا تفضحنا يوم القيامة اللهم وفقنا للخير والناس يدعون من كل ناحية وراءه وكان يعرف بركة دعائه‏.‏

وقال بعضهم‏: ادع بلسان الذلة والافتقار لا بلسان الفصاحة والانطلاق‏.‏

وقال سفيان بن عيينة‏:‏ لا يمنعن أحدكم من الدعاء ما يعلم من نفسه فإن الله عز وجل أجاب دعاء شر الخلق إبليس لعنه الله ‏"‏ إذ قال رب فانظرني إلى يوم يبعثون قال إنك من المنظرين ‏"‏

قال أبو سليمان الداراني رحمه الله‏:‏ من أراد أن يسأل الله حاجة فليبدأ بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يسأله حاجته ثم يختم بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فإن الله عز وجل يقبل الصلاتين وهو أكرم من أن يدع ما بينهما

حسين عامر
2013-02-28, 06:10 PM
من كلام السلف عن قيام الليل
يقال‏:‏ إن سفيان الثوري رحمه الله شبع ليلة فقال‏:‏ إن الحمار إذا زيد في علفه زيد في عمله فقام تلك الليلة حتى أصبح‏.‏

وكان طاووس رحمه الله إذا اضطجع على فراشه يتقلى عليه كما تتقلى الحبة على المقلاة ثم يثب ويصلي إلى الصباح ثم يقول‏:‏ طير ذكر جهنم نوم العابدين‏.‏

وقال الحسن رحمه الله‏:‏ما نعلم عملاً أشد من مكابدة الليل ونفقة هذا المال فقيل له‏:‏ ما بالالمتهجدين من أحسن الناس وجوهاً قال‏:‏ لأنهم خلوا بالرحمن فألبسهم نوراًمن نوره‏.‏

وكان عبد العزيز بن رواد إذا جن عليه الليل يأتي فراشه فيمد يده عليه ويقول‏:‏ إنك للين ووالله إن في الجنة لألين منك ولا يزال يصلي الليل كله‏.‏

وقال الفضيل‏:‏إني لأستقبل الليل من أوله فيهولني طوله فأفتتح القرآن فأصبح وما قضيت نهمتي‏.‏

وقال الحسن‏:‏ إن الرجل ليذنب الذنب فيحرم به قيام الليل‏.‏

وقال الفضيل‏:‏إذا لم تقدر على قيام الليل وصيام النهار فاعلم أنك محروم وقد كثرت خطيئتك‏.‏

وكان صلة بن أشيم رحمه الله يصلي الليل كله فإذا كان في السحر قال‏:‏ إلهي ليس مثلي يطلب الجنة ولكن أجرني برحمتك من النار‏.‏

وقال رجل لبعض الحكماء‏:‏ إني لأضعف عن قيام الليل فقال له ‏"‏ يا أخي لا تعص الله تعالى تقم بالليل‏.‏

وكان للحسن بن صالح جارية فباعها من قوم فلما كان في جوف الليل قامت الجارية فقالت يا أهلالدار الصلاة الصلاة‏!‏ فقالوا‏:‏ أصبحنا أطلع الفجر فقالت‏:‏ وما تصلونإلا المكتوبة قالوا‏:‏ نعم فرجعت إلى الحسن فقالت‏:‏ يا مولاي بعتني من قوملا يصلون إلا المكتوبة ردني‏.‏
ويقال‏:‏ إن مالك بن ديناررضي الله عنه بات يردد هذه الآية ليلة حتى أصبح ‏"‏ أم حسب الذين اجترحواالسيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات ‏"‏ الآية‏:‏ وقال المغيرةبن حبيب رمقت مالك بن دينار فتوضأ بعد العشاء ثم قام إلى مصلاه فقبض علىلحيته فخنقته العبرة فجعل يقول حرم شيبة مالك على النار إلهي قد علمت ساكنالجنة من ساكن النار فأي الرجلين مالك وأي الدارين دار مالك فلم يزل ذلكقوله حتى طلع الفجر‏.‏

وقال مالك بن دينار‏:‏سهوت ليلة عن وردي ونمت فإذا أنا في المنام بجارية كأحسن ما يكون وفي يدهارقعة فقالت لي‏:‏ أتحسن تقرأ فقلت‏:‏ نعم فدفعت إلي الرقعة فإذا فيها‏:
‏ أألهتك اللذائذ والأماني عن البيض الأوانس في الجنان
تنبه من منامك إن خيراً من النوم التهجد بالقران

ويروى عن أزهر بن مغيث وكان من القوامين أنه قال‏:‏ رأيت في المنام امرأة لا تشبه نساء أهلالدنيا فقلت لها‏:‏ من أنت قالت‏:‏ حوراء فقلت‏:‏ زوجيني نفسك فقالت اخطبنيإلى سيدي وأمهرني فقلت‏:‏ وما مهرك قالت‏:‏ طول التهجد‏.‏

كان بعض الشيوخ يقف على المائدة كل ليلة ويقول‏:‏ معاشر المريدين لا تأكلوا كثيراً فتشربوا كثيراً فترقدوا كثيراً فتتحسروا عند الموت كثيراً‏.‏

قال رجل للحسن‏:‏ يا أبا سعيد إني أبيت معافى وأحب قيام الليل وأعد طهوري فما بالي لا أقوم فقال‏:‏ ذنوبك قيدتك‏.‏

وكان الحسن رحمه الله إذا دخل السوق فسمع لغطهم ولغوهم يقول‏:‏ أظن أن ليل هؤلاء ليل سوء فإنهم لا يقيلون‏.‏

وقال الثوري‏:‏حرمت قيام الليل خمسة أشهر بذنب أذنبته قيل وما ذاك الذنب قال‏:‏ رأيت رجلاً يبكي فقلت في نفسي هذا مراء

ولذلك قال بعضهم‏:‏كم من أكلة منعت قيام ليلة وكم من نظرة منعت قراءة سورة وإن العبد ليأكل أكلة أو يفعل فعلة فيحرم بها قيام سنة‏.‏

وكما أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر فكذلك الفحشاء تنهى عن الصلاة وسائر الخيرات‏.‏

وقال آخر‏:‏ أنا والليل فرسا رهان مرة يسبقني إلى الفجر ومرة يقطعني عن الفكر‏.‏

وقيل لبعضهم‏:‏كيف الليل عليك فقال‏:‏ ساعة أنا فيها بين حالتين أفرح بظلمته إذا جاءوأغتم بفجره إذا طلع ما تم فرحي به قط وقال علي بن بكار‏:‏ منذ أربعين سنةما أحزنني شيء سوى طلوع الفجر‏.‏

وقال الفضيل بن عياض‏:‏إذا غربت الشمس فرحت بالظلام لخلوتي بربي وإذا طلعت حزنت لدخول الناس علي‏.‏

وقال أبو سليمان‏:‏أهل الليل في ليلهم ألذ من أهل اللهو في لهوهم ولولا الليل ما أحببت البقاء في الدنيا‏.‏

وقال أيضاً‏:‏ لو عوض الله أهل الليل من ثواب أعمالهم ما يجدونه من اللذة لكان ذلك أكثر من ثواب أعمالهم‏.‏

وقال بعض العلماء‏:‏ليس في الدنيا وقت يشبه نعيم أهل الجنة إلا ما يجده أهل التملق في قلوبهم بالليل من حلاوة المناجاة‏.‏

وقال بعضهم‏:‏لذة المناجاة ليست من الدنيا إنما هي من الجنة أظهرها الله تعالى لأوليائه لا يجدها سواهم
وقال ابن المنكدر‏:‏ ما بقي من لذات الدنيا إلا ثلاث قيام الليل ولقاء الإخوان والصلاة في الجماعة‏.‏

حسين عامر
2013-03-02, 07:01 PM
إذا ما قال لي ربـــّي

إذا ما قال لي ربي أما استحييت تعصيني ..؟


وتُـخفي الذنبَ عن خَلقي وبِالعِصيانِ تأتيني


فكيف أجيبُ يا ويحي ومن ذا سوف يحميني؟


أسُلي النفس بالآمالِ من حينٍ الى حينِ ..


وأنسى ما وراءَ الموت ماذا بعد تكفيني


كأني قد ضَمنتُ العيش ليس الموت يأتيني


وجاءت سكرةُ الموت الشديدة من سيحميني؟؟


نظرتُ الى الوُجوهِ أليـس منُهم من سيفدينـي؟


سَأُسأل ما الذي قدمتُ في دنياي يُنجيني


فكيف إجابتي من بعد ما فرطت في ديني


ويا ويحي ألـم أسمع كلام الله يدعوني ؟؟


ألـم أسمع بما قد جاء في قافٍ ويسِ


ألم أسمع بيوم الجمع يوم الحشر والدينِ


ألـــم أسمع مُنادي الموت يدعوني يناديني

فيا ربــاه عبدٌ تــائبٌ من ذا سيؤويني ؟



سوى ربٍّ غفورٍ واسعٍ للحقِّ يَهديني


أتيتُ إليكَ فارحمني وثقِّـل في مَوازيني


وخَفِّف في جزائي أنتَ أرجـى من يُجازيني


*****

ولهذه الأبيات قصة وهي:
جاء إلى الإمام أحمد شخص قال له يا إمام ما رأيك في الشعر؟



قال الإمام وأي شعر هذا، قال الرجل :


إذا ما قال لي ربي أما استحييت تعصيني


وتخفي الذنب عن خَلقي وبالعِصيان تأتيني

فما قولي له لما يعاتبني ويقصيني




فأخذ الإمام يردد الأبيات ويبكي حتى علا صوته رحمه الله .

حسين عامر
2013-03-02, 07:03 PM
يا نفس قد أزف الرحيل


يا نفس قد أزف الرحيل = وأظلك الخطب الجليل

فتأهبى يا نفس لا يلعب = بك الأمل الطويل

فلتنزلن بمنزل ينسى = الخليل به الخليل

وليركبن عليك فيه = من الثرى ثقل ثقيل

قرن الفناء بنا جميعاً فلا= يبقى العزيز ولا الذليل

حسين عامر
2013-03-02, 07:04 PM
دع عنك ما قد فات فى زمن الصبا





دع عنك ما قد فات فى زمن الصبا = واذكر ذنوبك وابكها يا مذنب

لــم ينسه الملكان حيـن نسيتـه = بل أثبتــاه وأنـــت لاه تلعب

والروح منك وديعـــة أودعتها = ستردهــا بالرغـم منك وتسلب

وغـرور دنياك التى تسعـى لهـا = دار حقيقتها متـاع يذهــــب

الليـل فاعلم و النهـــار كلاهما -أنفاسنا فيهما تعــــد وتحسـب

حسين عامر
2013-03-02, 07:04 PM
أيا عبد كم يراك الله عاصيا



أيا عبد كم يراك الله عاصيا = حريصا على الدنيا وللموت ناسيا

أنسيت لقاء الله واللحد والثرى = ويوما عبوسا تشيب منه النواصيا

لو أن المرء لم يلبس ثيابا من = التقى تجرد عُريانا ولو كان كاسيا

ولو أن الدنيا تدوم لأهلها = لكان رسول الله حيا وباقيا

ولكنها تفنى ويفنى نعيمها = وتبقى الذنوب والمعاصي كما هي

حسين عامر
2013-03-02, 07:10 PM
أنا خاطئ
أنا خاطئ أنا مذنب أنا عاصي هو راحم هوغـافر هو كافي
قابلتهن ثلاثة بثلاثة ولتغلبن أوصافه أوصافي

حسين عامر
2013-03-03, 02:14 AM
يقول ابن القيم ـ رحمه الله ـ كما في كتابه الفوائد صـ 79: الجاهل يشكو الله إلى الناس، وهذه غاية الجهل بالمشكو والمشكو إليه، فإنه لو عرف رَبَّه لما شكاه، ولو عرف الناسَ لما شكا إليهم.
ورأى بعض السلف رجلاً يشكو إلى رجلٍ فاقته وضرورتَه فقال:
يا هذا، والله ما زدت على أن شكوت من يرحمك إلى من لا يرحمك
في ذلك مثيل:

وإذا شكوتَ إلى ابن آدمَ إنما تشكو الرحيمَ إلى من لا يرحم


والعارف إنما يشكو إلى الله وحده، وأعرف العارفين من جعل شكواه إلى الله من نفسه لا من الناس، فهو يشكو من موجبات تسليط الناس عليه.
فهو ناظرٌ إلى قوله تعالى: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ } (الشورى: 30)
وقوله: { وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ } (النساء: 79)
وقوله: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ }(آل عمران:165)
فالمراتب الثلاثة:
أخسَّها أن تشكو الله إلى خلقه، وأعلاها أن تشكو نفسك إليه عز وجل ، وأوسطها أن تشكو خلقه إليه. أهـ

حسين عامر
2013-03-07, 12:52 AM
من كلام السلف عن الكرم والضيافة
قال بعض الأدباء‏:‏ أحسن الآكلين أكلاً من لا يحوج صاحبه إلى أن يتفقده في الأكل وحمل عن أخيه مؤنة القول‏.‏

وكان ابن المبارك يقدم فاخر الرطب إلى إخوانه ويقول‏:‏ من أكل أكثر أعطيته بكل نواة درهماً‏ ،‏وكان يعد النوى ويعطي كل من له فضل نوى بعدده دراهم وذلك لدفع الحياء وزيادةالنشاط في الانبساط .
وقال جعفر بن محمد رضي الله عنهما‏:‏ أحب إخواني إلي أكثرهم أكلاً وأعظمهم لقمةً وأثقلهم على من يحوجني إلى تعهده في الأكل .‏

وقال أيضاً‏:‏ تتبين جودة محبة الرجل لأخيه بجودة أكله في منزله‏.‏

وروي أن هارون الرشيد دعاأبا معاوية الضرير فصب الرشيد على يده في الطست فلما فرغ قال‏:‏ يا أبامعاوية تدري من صب على يديك فقال لا قال‏:‏ صبه أمير المؤمنين فقال‏:‏ ياأمير المؤمنين إنما أكرمت العلم وأجللته فأجلك الله وأكرمك كما أجللت العلموأهله‏.‏

ومر الحسن بن علي رضي الله عنهما بقوم من المساكين الذين يسألون الناس على الطريق وقد نشروا كسراً على الأرض في الرمل وهم يأكلون وهو على بغلته فسلم عليهم فقالوا له‏:‏ هلم إلى الغداء يا ابن بنت رسولالله عليه وسلم فقال‏:‏ نعم إن الله لا يحب المستكبرين فنزل وقعد معهم على الأرض وأكل ثم سلم عليهم وركب وقال‏:‏ قد أجبتكم فأجيبوني قالوا‏:‏ نعم فوعدهم وقتاً معلوماً فحضروا فقدم إليهم فاخر الطعام وجلس يأكل معهم‏.‏

قال أبو سليمان الداراني رضي الله عنه أكل الطيبات يورث الرضا عن الله‏.‏

قيل للأوزاعي رضي الله عنه ما كرامة الضيف قال طلاقة الوجه وطيب الحديث‏.‏

وقال يزيد بن أبي زياد ما دخلت على عبد الرحمن بن أبي ليلى إلا حدثنا حسناً وأطعمنا حسناً

قال الحجاج لبعض الأطباء‏:‏صف لي صفةً آخذ بها ولا أعدوها قال‏:‏ لا تنكح من النساء إلا فتاة ولاتأكل من اللحم إلا فتياً ولا تأكل المطبوخ حتى يتم نضجه ولا تشربن دواءًإلا من علة ولا تأكل من الفاكهة إلا نضيجها ولا تأكلن طعاماً إلا أجدت مضغهوكل ما أحببت من الطعام ولا تشربن عليه فإذا شربت فلا تأكلن عليه شيئاًولا تحبس الغائط والبول وإذا أكلت بالنهار فنم وإذا أكلت بالليل فامش قبل أن تنام ولو مائة خطوة‏.‏

أبوصلاح الدين
2013-03-07, 01:27 AM
جزاكم الله خيرا
الجملة الأولى لعلها زلة قلم
ما زدت على أن شكوت من يرحمك إلى من لا يرحمك
بخلاف المكتوب من لا يرحمك إلى من لا يرحمك
أخبار الصالحين وحكاياتهم وأقوالهم موائد كلها ثمار طيبة حولها أهل الخير والكرم لهم أرواح خفيفة ظريفة طريفة، مجالسهم أحلى من العسل وكلامهم أغلى من الذهب ومقامهم أبهى وأحسن
جوزيتم خيرا

حسين عامر
2013-03-25, 04:57 PM
جزاكم الله خيرا أبا صلاح الدين
وراسلت المشرف للتعديل

حسين عامر
2013-03-25, 04:58 PM
من كلام السلف عن النكاح
قال عمر رضي الله عنه لا يمنع من النكاح إلا عجز أو فجور‏.‏
وكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول‏:‏ لو لم يبق من عمري إلا عشرة أيام لأحببت أن أتزوج لكيلا ألقى الله عزباً‏.‏

وسئل أبو سليمان الداراني عن النكاح فقال‏:‏ الصبر عنهن خير من الصبر عليهن والصبر عليهن خير من الصبر على النار‏.‏

وقال أبو سليمان الداراني رحمه الله‏:‏ ‏"‏ الزوجة الصالحة ليست من الدنيا فإنها تفرغك للآخرة‏.‏

وقال محمد بن كعب القرظي في معنى قوله تعالى‏:‏ ‏"‏ ربنا آتنا في الدنيا حسنة ‏"‏ قال‏:‏ المرأة الصالحة‏.‏

وقال ابن مبارك وهو مع إخوانه في الغزو‏:‏ تعلمون عملاً أفضل مما نحن فيه قالوا‏:‏ ما نعلم ذلك‏.‏

قال‏:‏ أنا أعلم قالوا فما هو قال رجل متعفف ذو عائلة قام من الليل فنظر إلى صبيانه نياماً متكشفين فسترهم وغطاهم بثوبه فعمله أفضل مما نحن فيه‏.‏

قال بعض العرب‏.‏ لا تنكحوا من النساء ستة‏:‏ لا أنانة ولا منانة ولا حنانة ولا تنكحوا حداقة ولا براقة ولا شداقة‏.‏

أما الأنانة فهي التي تكثر الأنين والتشكي وتعصب رأسها كل ساعة فنكاح الممراضة أو نكاح المتمارضة لا خير فيه

والمنانة‏:‏ التي تمن على زوجها فتقول‏:‏ فعلت لأجلك كذا وكذا

والحنانة‏:‏ التي تحن إلى زوج آخر أو ولدها من زوج آخر وهذا أيضا مما يجب اجتنابه

والحداقة‏:‏ التي ترمي إلى كل شيء بحدقتها فتشتهيه وتكلف الزوج شراءه

والبراقة التي تعمل طول النهار في تصقيل وجهها وتزيينه ليكون لوجهها بريق محصل بالصنع

والشداقة‏:‏ المتشدقة الكثيرة الكلام

وروي أن بلالاً وصهيباً أتيا أهل بيت من العرب فخطبا إليهم فقيل لهما من أنتما فقال‏:‏ فقال بلال‏:‏ أنا بلال وهذا أخي صهيب كنا ضالين فهدانا الله وكنا مملوكين فأعتقنا الله وكنا عائلين فأغنانا الله فإن تزوجونا فالحمد لله وإن تردونا فسبحان الله فقالوا بل تزوجان والحمد لله فقال صهيب‏:‏ لو ذكرت مشاهدنا وسوابقنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ اسكت فقد صدقت فأنكحك الصدق‏.‏

واختار أحمد بن حنبل عوراء على أختها وكانت أختها جميلة فسأل‏:‏ من أعقلها فقيل‏:‏ العوراء فقال‏:‏ زوجوني إياها

وقالت عائشة "‏ النكاح رق فلينظر أحدكم أين يضع كريمته ‏"‏

وقال رجل للحسن‏:‏ قد خطب ابنتي جماعة فمن أزوجها قال‏:‏ ممن يتقي الله فإن أحبها أكرمها وإن أبغضها لم يظلمها‏.‏

وقال الشعبي ‏"‏ من زوج كريمته من فاسق فقد قطع رحمها ‏"‏‏.‏

وقال عمر رضي الله عنه:‏ ينبغي للرجل أن يكون في أهله مثل الصبي فإذا التمسوا ما عنده وجد رجلاً‏.‏

ووصفت أعرابية زوجها وقد مات فقالت‏:‏ والله كان ضحوكاً إذا ولج سكيتاً إذا خرج آكلاً ما وجد غير مسائل عما فقد‏.‏

وقال علي رضي الله عنه‏:‏ لا تكثر الغيرة على أهلك فترمي بالسوء من أجلك‏.‏

كما روي أن أسماء بنت خارجة الفزاري قالت لأبنتها عند التزويج إنك خرجت من العش الذي فيه درجت فصرت إلى فراش لم تعرفيه وقرين لم تألفيه فكوني له أرضاً يكن لك سماء وكوني له مهاداً يكن لك عماداً وكوني له أمة يكن لك عبداً لا تلحفي به فيقلاك ولا تباعدي عنه فينساك إن دنا منك فاقربي منه وإن نأى فابعدي عنه واحفظي أنفه وسمعه وعينه فلا يشمن منك إلا طيباً ولا يسمع إلا حسناً ولا ينظر إلا جميلاً‏.‏
وهم رجل من السلف بالسفر فكره جيرانه سفره فقالوا لزوجته‏:‏ لم ترضين بسفره ولم يدع لك نفقة فقالت زوجي منذ عرفته عرفته أكالاً وما عرفته رازقاً ولي رب رزاق‏:‏ يذهب الأكال ويبقى الرزاق‏.‏
وعن عبد الله بن أبي وداعة قال‏:‏ كنت أجالس سعيد بن المسيب فتفقدني أياماً فلما أتيته قال أين كنت قلت‏:‏ توفيت أهلي فاشتغلت بها فقال‏:‏ هلا أخبرتنا فشهدناها

قال‏:‏ ثم أردت أن أقوم فقال‏:‏ هل استحدثت امرأة ؟
فقلت‏:‏ يرحمك الله تعالى ومن يزوجني وما أملك إلا درهمين أو ثلاثة

فقال‏:‏ أنا فقلت‏:‏ وتفعل
قال‏:‏ نعم
فحمد الله تعالى وصلى النبي صلى الله عليه وسلم وزوجني على درهمين - أو قال ثلاثة -
قال‏:‏ فقمت وما أدري ما أصنع من الفرح فصرت إلى منزلي وجعلت أفكر ممن آخذ وممن أستدين فصليت المغرب وانصرفت إلى منزلي فأسرجت وكنت صائماً فقدمت عشائي لأفطر - وكان خبزاً وزيتاً - وإذا بابي يقرع فقلت‏:‏ من هذا قال‏:‏ سعيد قال‏:‏ فأفكرت في كل إنسان اسمه سعيد إلا سعيد بن المسيب - وذلك أنه لم ير أربعين سنة إلا بين داره والمسجد -

قال‏:‏ فخرجت إليه فإذا به سعيد بن المسيب فظنت أنه قد بدا له فقلت‏:‏ يا أبا محمد لو أرسلت إلي لأتيتك فقال‏:‏ لا أنت أحق أن تؤتى قلت‏:‏ فما تأمر قال‏:‏ إنك كنت رجلاً عزباً فتزوجت فكرهت أن أبيتك الليلة وحدك وهذه امرأتك وإذا هي قائمة خلفه في طوله في أخذ بيدها فدفعها في الباب ورده فسقطت المرأة من الحياء فاستوثقت من الباب ثم تقدمت إلى القصعة التي فيها الخبز والزيت فوضعتها في ظل السراج لكيلا تراه

ثم صعدت السطح فرميت الجيران فجاءوني وقالوا‏:‏ ما شأنك قتل‏:‏ ويحكم زوجني سعيد بن المسيب ابنته اليوم وقد جاء بها الليلة على غفلة

فقالوا‏:‏ أو سعيد زوجك قلت‏:‏ نعم قالوا وهي في الدار قلت‏:‏ نعم فنزلوا إليها وبلغ ذلك أمي فجاءت وقالت‏:‏ وجهي من وجهك حرام إن مسستها قبل أن أصلحها إلى ثلاثة أيام قال‏:‏ فأقمت ثلاثاً ثم دخلت بها فإذا هي من أجمل النساء وأحفظ الناس لكتاب الله تعالى وأعلمهم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعرفهم بحق الزوج

قال عبد الله بن سليمان‏:‏ وكانت بنت سعيد بن المسيب هذه قد خطبها منه عبد الملك بن مروان لابنه الوليد حين ولاه العهد فأبى سعيد أن يزوجه فلم يزل عبد الملك يحتال على سعيد حتى ضربه مائة سوط في يوم بارد وصب عليه جرة ماء وألبسه جبة صوف‏.‏