مشاهدة النسخة كاملة : ماصحة هذه الألفاظ في حديث وصية الرسول صلى الله عليه وسلم لابن عباس ؟
دحية الكلبي
2013-02-13, 02:00 PM
وصية الرسول صلى الله عليه وسلم لابن عباس ، يوجد فيه أكثر من صيغة وأكثر من لفظ !!
فما هي صحة هذه الألفاظ بالتحديد ؟ بارك الله بكم وبعلمكم
1- ( فإن استطعت أن تعمل بالصبر مع اليقين فافعل )
2- (واعلم أن في الصبر على ماتكره خيراً كثيراً )
3- (وأن النصر مع الصبر ، وأن الفرج مع الكرب وأن مع اليسر يسراً )
أبو مالك المديني
2013-02-13, 04:33 PM
أخرج أحمد فقال : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا كَهْمَسُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ الْفُرَافِصَةِ - قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَأَنَا قَدْ رَأْيَتُهُ فِي طَرِيقٍ، فَسَلَّمَ عَلَيَّ، وَأَنَا صَبِيٌّ " - رَفَعَهُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، أَوْ أَسْنَدَهُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى أَبُو عَبْدِ اللهِ، صَاحِبُ الْبَصْرِيِّ، أَسْنَدَهُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ لَهِيعَةَ، وَنَافِعُ بْنُ يَزِيدَ، الْمِصْرِيَّانِ ،
: قَيْسِ بْنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ حَنَشٍ الصَّنْعَانِيِّ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - وَلَا أَحْفَظُ حَدِيثَ بَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ - أَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ رَدِيفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " يَا غُلامُ، أَوْ يَا غُلَيِّمُ، أَلا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللهُ بِهِنَّ ؟ " فَقُلْتُ: بَلَى . فَقَالَ: " احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ أَمَامَكَ، تَعَرَّفْ إِلَيْهِ فِي الرَّخَاءِ، يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ، وَإِذَا سَأَلْتَ، فَاسْأَلِ اللهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ ، فَاسْتَعِنْ بِاللهِ، قَدْ جَفَّ الْقَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ، فَلَوْ أَنَّ الْخَلْقَ كُلَّهُمْ جَمِيعًا أَرَادُوا أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَكْتُبْهُ اللهُ عَلَيْكَ، (2) لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ، وَإِنْ أَرَادُوا أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَكْتُبْهُ اللهُ عَلَيْكَ، لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ، وَاعْلَمْ أنَّ فِي الصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُ خَيْرًا كَثِيرًا، وَأَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ".
قال محققو المسند : حديث صحيح، وهذا الحديث رواه أحمد عن شيخه أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرىء بثلاثة أسانيد الأخير منها متصل، والأول والثاني فيهما انقطاع، وثم يميز لفظ بعضها من بعض.أما الإِسناد الأول، فهو: عبد الله بن يزيد، عن كهمس بن الحسن، عن الحجاج بن فُرافِصَة رفعه إلى ابن عباس، والحجاج بن فُرافصة متأخر من الطبقة السادسة، يروي عن التابعين كابن سيرين وأيوب السختياني وعمن بعدهم كيحيى بن أبي كثير، ولم يدرك ابن عباس، وقد ذكر أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرىء شيخُ. أحمد أنه رآه وهو صبي فسلم عليه، وعبد الله بن يزيد مات سنة 212 أو 213 وقد نَيَّفَ عن المئة.
والإسناد الثاني: عبد الله بن يزيد، عن همام بن يحيى أسنده إلى ابن عباس، وهذا منقطع أيضاً، همام بن يحيى بن دينار البصري من الطبقة السابعة مات سنة 164 أو 165 ولم يدرك ابن عباس، لكن جاء عند البيهقي أن هماما روى هذا الحديثَ عن قيس بن الحجاج، عن حنش ، عن ابن عباس، فهو على هذا متصل.
والإسناد الثالث: عبد الله بن يزيد، عن عبد اللّه بن لهيعة ونافع بن يزيد، عن قيس بن الحجاج، عن حنش الصنعاني، عن ابن عباس، وهذا إسناد قوي متصل، فإن رواية عبد الله بن يزيد، عن ابن لهيعة صالحة، ثم هو متابع بنافع بن يزيد، وهو ثقة من رجال مسلم، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح غير قيس بن الحجاج، فمن رجال الترمذي وابن ماجه، وقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: صالح .
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (1074) ، وفي "الأسماء والصفات" ص 75-76 من طريق أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ، عن تافع بن يزيد وابن لهيعة وكهمس بن الحسن وهمام بن يحيى، عن قيس بن الحجاج، عن حنش، عن ابن عباس.
وأخرجه الترمذي (2516) من طريق عبد الله بن المبارك عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه الطبراني (12989) من طريق أبي صدقة القراطيسي، عن نافع بن يزيد، به.
وقال العلامة الألباني في الضعيفة :
5107 - ( إن استطعت أن تعمل لله بالرضا مع اليقين فافعل ، وإن لم تستطع ؛ فإن في الصبر على ما يكره خيراً كثيراً ) .
ضعيف
أورده شيخ الإسلام ابن تيمية في "رسالة التوبة" (ص 250 - جامع الرسائل) مشيراً لضعفه بتصديره إياه بقوله : "روي ..." ؛ وعلق عليه محققه صديقنا الدكتور محمد رشاد سالم بقوله :
"قال العراقي عن هذا الحديث في تعليقه على "الإحياء" (12/ 34) : "الترمذي من حديث ابن عباس" ، ولم أستطع معرفة مكان الحديث" !!
قلت : أورده الغزالي في "الإحياء" في موضعين :
الأول : في "رياضة النفس" (3/ 51) بلفظ :
"اعبد الله في الرضا ، فإن لم تستطع ؛ ففي الصبر على ما تكره خير كثير" .
فقال الحافظ العراقي في "تخريجه" (3/ 51 - طبع الحلبي ،ق 109/ 1 - مخطوطة الظاهرية) :
"الطبراني في "الكبير"" !!
والآخر : في "الصبر والشكر" (4/ 54) بلفظ : "في الصبر على ما تكره خير كثير" .
فقال الحافظ العراقي (4/ 54 - ط ،ق 144/ 1 - مخطوطة) : "الترمذي من حديث ابن عباس ، وقد تقدم" !!فأقول - وبالله التوفيق - :
حديث الترجمة واللفظان اللذان ذكرهما الغزالي ؛ كل ذلك طرف من حديث ابن عباس المعروف الذي أوله :
"يا غلام ! احفظ الله يحفظك ..." الحديث ؛ أخرجه أحمد ، والترمذي ، وأبو يعلى ، والطبراني في "الكبير" وغيرهم من طرق عن ابن عباس مرفوعاً - يزيد بعضهم على بعض - ، وقد ذكرها الحافظ ابن رجب في شرحه للحديث في "جامع العلوم والحكم" (ص 132-140) دون أن يخرجها ، وقد خرجت أنبأنا طائفة منها في "تخريج السنة لابن أبي عاصم" (316-318) .
وقد ذكر ابن رجب (ص 140) أن حديث الترجمة في رواية عمر مولى غفرة وغيره عن بن عباس .
قلت : ورواية عمر هذا ؛ أخرجها هناد في "الزهد" (1/ 304/ 536) ، والبيهقي في "الشعب" (7/ 203/ 10000) ، وهي عند الطبراني في "الكبير" (3/ 126/ 2) أيضاً عن عكرمة عن ابن عباس ، لكن ليس فيها عند الطبراني حديث الترجمة . وإنما وجدته في رواية أخرى عن ابن عباس ؛ أخرجها الحاكم (3/ 541) بإسناد منقطع ، وفيه إلى ذلك راو متروك ، وآخر مختلف فيه ؛ كما قال الذهبي .
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (1/ 314) من طريق الحجاج بن فرافضة عن رجلين سماهما عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس به ، وفيه : "فاعمل لله تعالى بالرضا واليقين ، واعلم أن في الصبر على ما تكره خيراً كثيراً" .
والحجاج بن فرافصة ؛ ضعيف ؛ قال الحافظ : "صدوق عابد يهم" .
ومن طريقه : أخرجه أحمد (1/ 307) ؛ ولكنه أعضله ؛ فقال : عنه ، رفعه إلى ابن عباس ... فذكره مقتصراً على الشطر الثاني من حديث الترجمة .
والحديث له شاهد ؛ أخرجه الخطيب في "التاريخ" (14/ 125) من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعاً وفيه :
"اعبد الله بالصبر مع اليقين" . وإسناده ضعيف جداً ؛ كما بينته في "تخريج السنة" (318) .
وجملة القول : أن حديث الترجمة من حديث ابن عباس ضعيف ؛ كما أشار إليه ابن تيمية رحمة الله عليه ؛ لأن طرقه كلها ضعيفة ، وبعضها أشد ضعفاً من بعض ، ولشدة ضعف شاهده .
وأن عزوه لرواية الترمذي وهم ، وإنما روى أصله ، وليس فيه حديث الترجمة .
وكذلك عزوه لرواية الطبراني ؛ إلا أن يعني أنه رواه من غير طريق ابن عباس ، كأبي سعيد الخدري مثلاً ، فذلك من الممكن . والله أعلم .
وقد روي من حديث سهل بن سعد الساعدي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لعبد الله ابن عباس :
"يا غلام ! ألا أعلمك ..." الحديث ؛ وفيه حديث الترجمة .
ذكره أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (ص 406 - مصورة الجامعة الإسلامية) من طريق ابن أبي الدنيا : حدثنا أبو سعد المدني : أخبرنا أبو بكر ابن شيبة الحزامي : أخبرنا أبو سعيد محمد بن إبراهيم بن المطلب : أخبرنا زهرة بن عمرو عن أبي حازم عن سهل بن سعد الساعدي .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ زهرة بن عمرو ؛ أورده ابن أبي حاتم (1/ 2/ 615) من رواية ثقتين آخرين عنه ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .
وأبو سعيد بن المطلب ؛ مقبول عند الحافظ . وأبو بكر بن شيبة الحزامي ؛ صدوق يخطىء . وأبو سعد المدني ؛ لم أعرفه .
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.