ابو يعقوب الحركي
2013-01-30, 02:46 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وآله وصحبه.
الحمد لله الذي أكرمنا بمواهب النعم الخارجة عن الحصر، فسخر لنا ما في السماوات والأرض والرياح وحملنا في البر والبحر، والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد القائل: "أنا سيد ولد آدم ولا فخر"[1] (http://majles.alukah.net/#_ftn1) وعلى آله وأصحابه الذين جاهدوا أعداء الدين برا وبحرا عصرا بعد عصر، ودهرا بعد دهر.
وبعد فيقول العبد الفقير إلى الله، الغني بالله، إبراهيم بن محمد التادلي الرباطي، غفر الله ذنبه وستر عيبه:
لما من الله علي بالتوفيق لأداء فرض الحج، وزيارة بيت المقدس، والشام وأرض الروم، فاضطررت إلى ركوب البحر مرارا، تارة في سفن الشراع، وتارة في سفن النار المسماة بالبابورات، وتلاقيت مع أهل العلم والخبرة بسفن البحر من المسلمين والنصارى، فاقتطفت منهم ما أمكنني من حكم سفره، لما ورد: «الحكمة ضالة المؤمن يلتقطها ولو من عند كافر»[2] (http://majles.alukah.net/#_ftn2) كما أشار له ما ورد: «أطلبوا العلم ولوفي الصين»[3] (http://majles.alukah.net/#_ftn3)، مع أن الصين كان في ذلك الوقت للكفار، قيدت ذلك في هذه الرسالة لينتفع بها من اضطر لركوب البحر إن شاء الله تعالى، وسميتها[4] (http://majles.alukah.net/#_ftn4): «زينة النحر بعلوم البحر» والله يجعلها خالصة لوجهه الكريم، آمين.
ورتبتها على مقدمة وبابين.
المقدمة:
اعلم أن كل علم له مبادئ منها الحد، والموضوع، والواضع، والاسم، والغاية.
فحد هذا العلم: علم يعرف به كيفية سير السفينة في البحر.
وموضوعه: السفينة.
وواضعه: سيدنا نوح عليه الصلاة والسلام لقوله تعالى: ﴿ فأوحينا إليه آن اصنع الفلك بأعيننا﴾[5] (http://majles.alukah.net/#_ftn5) ﴿ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه﴾ إلى قوله: ﴿وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها﴾[6] (http://majles.alukah.net/#_ftn6) الآية واسمه: علم البحر، وعلم الرياح.
وغايته: زيادة الإيمان بزيادة الآيات قال تعالى: ﴿إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس﴾[7] (http://majles.alukah.net/#_ftn7) الآية، وقال: ﴿وترى الفلك فيه مواخر﴾[8] (http://majles.alukah.net/#_ftn8) جمع ماخر اسم فاعل مخر الماء شقه[9] (http://majles.alukah.net/#_ftn9)، ومنه قول الشاعر[10] (http://majles.alukah.net/#_ftn10):
يا رَبِّ نَجَّيْتَ نُوحاً واستجَبْتَ لَهُ * في فُلُكٍ ماخِرٍ في الْيَمِّ مَشْحُونَا[11] (http://majles.alukah.net/#_ftn11)
الباب الأول: في سفينة النار المسماة بالبابور وفيه فصول:
الأول:
اعلم أن العناصر أربعة، وهي: النار، والهواء وهي الريح، والماء، والتراب، والبابورات منها ما يجري بالريح وحده كسفن الريح، ومنها ما يجري بالماء كالفلك الصغار التي تجري بمقاذف العود، ومنها ما يجري بالتراب والنار كبابورات البر[12] (http://majles.alukah.net/#_ftn12)، فإنها تجري كالبرق بإعانة النار والأرض المستوية، ومنها ما يجري بالماء والنار والريح كبعض بابورات البحر، ذلك تقدير العزيز العليم ﴿والله خلقكم وما تعملون﴾[13] (http://majles.alukah.net/#_ftn13).
الثاني:
اعلم أن جري السفينة قسمان: بالماء، وبالريح، وفي الحقيقة إنما تجري بقدرته تعالى، لا بماء، ولا بريح، كما يرشد له قوله تعالى: ﴿بسم الله مجراها ومرساها﴾[14] (http://majles.alukah.net/#_ftn14) وقوله تعالى: ﴿وهو الذي يسيركم في البر والبحر﴾[15] (http://majles.alukah.net/#_ftn15).
إلا أنه تعالى من [سنته][16] (http://majles.alukah.net/#_ftn16) تعالى ستر الأسرار والمسببات[ بالأسباب][17] (http://majles.alukah.net/#_ftn17)، فجعل الماء والريح سببا لجري السفينة، وقد تقرر في علم التوحيد أن التأثير في الأفعال إنما هو لله تعالى [لا][18] (http://majles.alukah.net/#_ftn18) لأسباب، إنما هو عندها، لا بها. وجري السفينة بالماء وبالمقاذف جمع مقذاف بكسر الميم، لأنه آلة لقوله اللامية كمفعل أو كمفعال[19] (http://majles.alukah.net/#_ftn19).
والبابور جريها بالمقاذف لا بالنار، إلا أن المقاذف لاترى لكونها في قعر السفينة غائصة في الماء تدفعه، وهي من حديد يجري تلك المقاذف غليان الماء بالنار.
وسفينة [الريح][20] (http://majles.alukah.net/#_ftn20) أقدم من سفينة النار،[ لأن سفينة النار][21] (http://majles.alukah.net/#_ftn21) استنبطها علماء اليونان قبل الهجرة بقريب، لكن إنما وجد في كتبهم الإشارة لبعض تركيبها، ثم أول ما ظهر تركيبها وخروجها بالقوة إلى الفعلية باشبيلية من الأندلس عند الاصبنيول -لعنه الله- فحدثت أولا صغيرة، ثم رآها المهندسون من أمم النصارى، خصوصا اللنكليز -لعنه الله- فزادوا فيها وترقوا إلى ما هي عليه الآن كما أشار له الوزير خير الدين التونسي في: أقوم المسالك"[22] (http://majles.alukah.net/#_ftn22). وصنعتها المتقنة اليوم إنما هي بابورات اللنكليز، ومنه نقلت ماكناتها لباقي دول النصارى، وهم عيال عليه فيها. وقد سافرت في بابورات الفرانسيس والنمسا، والعثماني وغيرها، فلم أرأحسن من بابورات اللنكليز اتقاناً وصنعاً وترسيفاً.
وقد أحدثوا من البابورات أنواعا تطير في الهواء[23] (http://majles.alukah.net/#_ftn23)، وأنواعا تغوص وتسافر في قعر البحر[24] (http://majles.alukah.net/#_ftn24) [لا يظهر منها شيء][25] (http://majles.alukah.net/#_ftn25)، بل يغلق على ما في جوفها من الآدمي والأمتعة، وتوقد السرج والشمع ليلا ونهارا، حتى إذا وصل لموضع مطلوبه، وأراد إخراجها فوق الماء، أخرجها بآلة عندهم فتصير طافية على وجه الماء على عادة السفن، لكن لما كانت فيها خديعة ومكيدة للعدو، إذ لا يدري متى تخرج عليه حكموا بقطعها.
ثم كان الدمان[26] (http://majles.alukah.net/#_ftn26) قديما يجعل في مؤخر السفينة كما هو المعتاد، واليوم جل البابورات أوكلها [يجعل][27] (http://majles.alukah.net/#_ftn27) في وسطها ورأسه في ناعورة، وقابضها تحت سقف من الخشب المنجور وكأنه في بيت محفوظ من الرياح وأمواج البحر. وأسفل الدمان خارج جوف السفينة حتى وصل للبحر، يدور في الماء باختيار محركه وهو رئيس الدمان القابض في الناعورة، يدورها كل لحظة، تارة لجهة يمينه وتارة لجهة يساره، والبوصلة[28] (http://majles.alukah.net/#_ftn28) منصوبة على كرسي عال ناظر لها أبدا ليلا ونهارا، وهي مثل الإبرة عند المؤقتين فيه حجر المغناطيس، وفي بعض البابورات تكون فيه بوصلة واحدة، وفي بعضها -وهو الغالب- فيه اثنتان[29] (http://majles.alukah.net/#_ftn29) أو ثلاث، واحدة في وسط البابور عند صاحب الدمان، واثنتان في طرفي البابور، بل رأيت في بعض البابورات ثلاث بوصلات واحدة عند صاحب الدمان، وواحدة فوق سطح القمرة[30] (http://majles.alukah.net/#_ftn30) أرضية، وأخرى سماوية تسماتها مركوزة في رأس صاري، وهو مقلوبة تحت رأس الإنسان تقابل الأرضية، وهما كأنهما عدلان شاهدان بسير البابور على السمت المطلوب.
وكنت إذا أردت الصلاة نظرت للبوصلة لنعرف منها القبلة، وتارة لا نعرف القبلة، إما لهيجان البحر، أو لكثرة الأمطار، فلا أقدر على النظر للبوصلة، وإذا نظرت إليها تلتبس علي الجهات، وكنت أتخير جهة وأصلي لها، لقول المختصر: "أو تحير مجتهد تخير"[31] (http://majles.alukah.net/#_ftn31).
وقد يجعل في بعض البابورات ثقب نافذ من سطح القمرة إلى أسفل البابور وعند أهل بيت النار، يتكلم معهم منه متى شاء. وقد يجعل في رأس الصاري في البابور مدفع صغير فوق قطعة من حديد ونحوه، موثق فيها بسلاسل الحديد لكن يكون في الفركطات للسلطان.
الثالث:
اعلم أن البابور يسير في كل ساعة نحو عشرة أميال غالبا، وقد يسير أكثر وأقل من ذلك في ساعة، وهو يسير في البحر في كل ساعة كالبرق الخاطف، وإذا أرادوا وقوفه قبض بيده مفتاح الوقوف، وهو قطعة من حديد طويلة يجذبها إليه يسيرا أو يدفعها، فيقف البابور.
الرابع:
كل سفينة سائرة في البحر لا بد في كل ساعة ونحوها تحسب عدد الأميال التي سارت تسمى الفرقط[32] (http://majles.alukah.net/#_ftn32) وهي خيط غليظ في رأسه بعض الرصاص لينزل به إلى قعر البحر، فيلقيها فيه، ثم يأخذ ويحسب بها عدد ما سار كما رأيتها. لكن في حسابها كلفة في إلقائها البحر، فاخترعوا اليوم آلة شبيهة بالمكانة موثقة آخر البابور والموري يدور فيها وهي تتحرك، ففي كل وقت أرادوا معرفة عدد ما سار من الأميال ينظرها، فيجد في الحين مطلوبه، نظير مكانة الأوقات.
الخامس:
من السفن مالها سلم، ويقال له بالعجمي سكول[33] (http://majles.alukah.net/#_ftn33)-[ ويسمى بها أيضا عندهم المحل الذي يتكلم فيه المسلمون العجمي، كالذين يرسلهم السلطان لذلك، فالدار التي يجتمعون فيه صغيرا لتعليم العجمية يسمونها السكولة[34] (http://majles.alukah.net/#_ftn34)، كما سمعته ممن له خبرة وعلم بالعجمية][35] (http://majles.alukah.net/#_ftn35)- يصعد منه من الفلك الصغير إليها بلا كلفة، بل يجعل طرفه في السفينة الكبرى، وطرفه الآخر واصل إلى الصغرى، وهو موثق بسلاسل الحديد في السفينة يصعد فيه الشخص وهو آمن. كلما وصل بلد وأراد حمل آدمي وإنزاله فتح بابا صغيرا في البابور وأدلى منه السلم واصلا إلى الفلك الصغير. ومنها ما لا سلم له، بل إذا وصلت السفينة أدلي لك حبلا غليظا تمسكه وتطلع به بكلفة عظيمة.
السادس:
إذا سافرت في البحر اليوم لا تركب في البابور حتى تأخذ من وكيله في البلد الذي أنت فيه ورقة مكتوب فيها بالقلم العجمي اسمك وقبض كرائك ومنزلك فيه، هل في ظهر الكبرط[36] (http://majles.alukah.net/#_ftn36)، أوفي القمرا، وقد تسمى تلك الورقة بالعجمية بصبرط[37] (http://majles.alukah.net/#_ftn37)، أوبلس[38] (http://majles.alukah.net/#_ftn38). فإن دخلت أولا البابور فربما لا يتكلم معك أحد، فإذا سافر البابور قبضك رئيسه وقال لك: هل لك ورقة، فتنجوا بها وإلا مكر بك وسجنك في بيت الفحم، وربما ضربك[39] (http://majles.alukah.net/#_ftn39).
السابع:
إذا دخلت أولا للسفينة فالأنفع لك من الدوخة ونحوها أن تشرب شيئا من ماء البحر حتى تتقيأ ما يضرك فإنه نافع، نص عليه من مارس ركوب البحر، وكذا شم الحوامض وأكلها، واجتنب الحلاوة أولا مثل الاتاي، فإنه لايوافقك إلا بعد حين.
الثامن:
إذا دخلت المركب أولا كالبابور، فأول ما تفعله أن تسأل عن رئيس السفينة واسمه، وخذ اسمه معك من وكيل البابور الذي أكرى لك وأخذ منك الكراء، واصحب من بلدك تحفا غريبة مثل التمر المجهول، أو الكعب، أو الكنفيط، والدجاج المعلوف السمين، فتدفع من ذلك أول يوم، أو يوما بعد يوم للرئيس وبعض رؤساء المركب كرئيس الكزن وهو بيت طبخ الطعام، ولا يقبلون منك دراهم بل ربما[40] (http://majles.alukah.net/#_ftn40) ردوها عليك بغلظة، ولا يقبض منك الدراهم إلا بعض أوباش البحرية.
واعتمد على مداراتهم ما أمكنك، لقولهم دارهم مادمت في دارهم، وارضهم مادمت في أرضهم، وبذلك تملك منهم كل[41] (http://majles.alukah.net/#_ftn41) ما أردت، فقد يؤخذ باللطف ما لا يؤخذ بالعنف، والإنسان لا يملك إلا بالإحسان كافرا كان أو مسلما، والمداراة مندوبة لاسيما مع الكفار ومع كبرائهم فإن رئيس البابور في البحر مثل السلطان، ولا تقدر أن تراه لأنه داخل القمرة مع أصحابه وأولاده، لا تكاد تراه أبدا إلا في بعض الأيام ويخرج لأمر مهم أو للتنزه.
التاسع:
في البابور[42] (http://majles.alukah.net/#_ftn42) بيوت متعددة بعضها لحمل الوسق على طبقات بعضها فوق بعض، كل طبقة لها سلم من نحو عشرة درجات فأكثر، تغلق بابها من أعلى وقت السفر غلقا محكما، بحيث لو عام البحر فوقها لا يؤثر فيها، وبعضها معدود لحمل الآدمي وهو أنواع: [منه بيوت للبحرية لا يدخلها سواهم، ومنها بيوت للمسافرين وهي على مراتب][43] (http://majles.alukah.net/#_ftn43) منها بيت يسمى سكند[44] (http://majles.alukah.net/#_ftn44) كراؤه رخيص بالنسبة لبيت القمرة.
ومنها بيت يسمى القمرة[45] (http://majles.alukah.net/#_ftn45) وهو أنواع: منها ما فيه بيتان، كل بيت له مغلاق، وقد اكتريت فيها في بعض البابورات، فكان لي بيت ليس معي فيه غيري، وبيت لرئيس البابور، وفيها كنيف لقضاء الحاجة، ويسمى الكنيف بالعجمية طنكا.
ومنها ما فيه بيوت كل بيت له مغلاق، ومنها ما فيه بيوت كل بيت لا مغلاق له بل عليه إزار، وهو على صورة المهد للصبي، يسع واحدا نائما وجالسا، وتحته بيت كذلك فيه شخص أخر، وهكذا دارت بيوت القمرة، ولا كنف فيها، بل جعلوا في كل بيت قدحاً صغيراً أبيض من البديع، ومنها ما فيه بيوت كذلك، وفيها كنيف فيه ماء حلو محل له بزبوز كنت أتوضأ فيه وأغلق بابه علي، وخذ معك أحجارا كثيرة صغارا للاستجمار بها في المركب، وقدحا من قزدير في صندوق خشب على قدره، فقد لا تقدر على النهوض من موضعك وقت هيجان البحر بالريح ونحوه، أوفي ظلمة الليل وأكثر من قراءة حزب البحر للشاذلي[46] (http://majles.alukah.net/#_ftn46) رضي الله عنه، والقرآن أفضل من كل شيء.
العاشر:
قد يربط بابور ببابور آخر بسلاسل الحديد في بعض البحار الصعبة- كبحر اللندريز[47] (http://majles.alukah.net/#_ftn47)- خوف الغرق، فإن البحر إذا هاج بكثرة الرياح تصير أمواجه كالجبال، تعلو المركب فتنزل فيه الموجة كالجبل، ثم تسيل منه للبحر من طاقات فيه، فربما تنزل فيه موجة عظيمة يغرق بها، وكم من بابور غرق في البحر، وإذا جاء القدر عمي البصر، ولا ينفع حذر من قدر، إلا أن استعمال الأسباب مشروع بل مندوب مع قطع النظر عنها، والتوكل على مسبب الأسباب، إذ لا تأثير لها في المسببات.
[1] (http://majles.alukah.net/#_ftnref1) رواه مسلم في صحيحه، في كتاب الفضائل، باب تفضيل نبينا ج7ص59، وفي صحيح ابن ماجة في كتاب الزهد، باب ذكر الشفاعة 2.430
[2] (http://majles.alukah.net/#_ftnref2) رواه الترمذي في كتاب العلم، باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة، بلفظ :الكلمة الحكمة ضالة المؤمن أين وجدها فهو أحق بها " وقال عنه حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وإبراهيم بن الفضل المدني، يضعف في الحديث من قبل حفظه ج5ص51
[3] (http://majles.alukah.net/#_ftnref3) انظر كشف الخفاء للعجلوني ص645ج2، السلسلة الضعيفة ص600مج 1
[4] (http://majles.alukah.net/#_ftnref4) في نسخة أ: سميته
[5] (http://majles.alukah.net/#_ftnref5) سورة المؤمنون الآية: 27.
[6] (http://majles.alukah.net/#_ftnref6) سورة هود الآية: 38.
[7] (http://majles.alukah.net/#_ftnref7) سورة البقرة الآية: 164.
[8] (http://majles.alukah.net/#_ftnref8) سورة النحل الآية: 14.
[9] (http://majles.alukah.net/#_ftnref9) انظر لسان العرب لابن منظور، مادة [مخر]
[10] (http://majles.alukah.net/#_ftnref10) ساقطة من أ
[11] (http://majles.alukah.net/#_ftnref11) أنظر شرح ابن عقيل باب الحال، شرح شذور الذهب، وكذلك أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك.
[12] (http://majles.alukah.net/#_ftnref12) يقصد بذلك القطار البخاري
[13] (http://majles.alukah.net/#_ftnref13) سور الصافات الآية: 96.
[14] (http://majles.alukah.net/#_ftnref14) سورة هود الآية: 41.
[15] (http://majles.alukah.net/#_ftnref15) سورة يونس الآية: 22.
[16] (http://majles.alukah.net/#_ftnref16) في النسخة (ع): صفته.
[17] (http://majles.alukah.net/#_ftnref17) ساقطة من النسخة (أ).
[18] (http://majles.alukah.net/#_ftnref18) زيادة من النسخة (أ).
[19] (http://majles.alukah.net/#_ftnref19) أنظر لامية الأفعال، فصل في بناء الآلة ص:178. كمفعل وكمفعال ومفعلة ... من الثلاثي صغ اسم ما به عملا
[20] (http://majles.alukah.net/#_ftnref20) في (أ): البحر
[21] (http://majles.alukah.net/#_ftnref21) ساقطة من (أ)
[22] (http://majles.alukah.net/#_ftnref22) انظر أقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك لخير الدين التونسي:188
[23] (http://majles.alukah.net/#_ftnref23) يقصد بذلك الطائرة
[24] (http://majles.alukah.net/#_ftnref24) يقصد بذلك الغواصة
[25] (http://majles.alukah.net/#_ftnref25) ساقطة من (أ)
[26] (http://majles.alukah.net/#_ftnref26) عجلة القيادة
[27] (http://majles.alukah.net/#_ftnref27) زيادة من (أ)
[28] (http://majles.alukah.net/#_ftnref28) في النسخة(أ): البصل
[29] (http://majles.alukah.net/#_ftnref29) في النسخة (أ): اثنان
[30] (http://majles.alukah.net/#_ftnref30) غرفة القيادة
[31] (http://majles.alukah.net/#_ftnref31) أنظر مختصر الشيخ خليل ص: 27.
[32] (http://majles.alukah.net/#_ftnref32) آلة لتسجيل سرعة السفينة
[33] (http://majles.alukah.net/#_ftnref33) هي كلمة محرفة عن الانجليزية Scale وتعني سلم المسافرين
[34] (http://majles.alukah.net/#_ftnref34) تعريب لكلمة school، أي المدرسة
[35] (http://majles.alukah.net/#_ftnref35) ساقطة من (أ)
[36] (http://majles.alukah.net/#_ftnref36) ظهر السفينة
[37] (http://majles.alukah.net/#_ftnref37) يعني جواز السفر
[38] (http://majles.alukah.net/#_ftnref38) وثيقة السفر
[39] (http://majles.alukah.net/#_ftnref39) في النسخة(أ): سجنك
[40] (http://majles.alukah.net/#_ftnref40) ساقطة من (أ)
[41] (http://majles.alukah.net/#_ftnref41) زيادة من (أ)
[42] (http://majles.alukah.net/#_ftnref42) في أ البابورات
[43] (http://majles.alukah.net/#_ftnref43) ساقطة من (أ)
[44] (http://majles.alukah.net/#_ftnref44) وهي غرفة الدرجة الثانية
[45] (http://majles.alukah.net/#_ftnref45) ساقطة من (أ)
[46] (http://majles.alukah.net/#_ftnref46) هو الشيخ الإمام حجة الصوفية، أبو الحسن علي بن عبد الله بن عبد الجبار الشاذلي، ولد سنة 590هـ بغمارة، وتوفي في صحراء عيذاب من مصر سنة 656هـ أخد عن عبد السلام بن مشيش واليه تنسب الطرق الصوفية بالمغرب أنظر شذرات الذهب ج5 ص275،ولطائف المنن لابن عطاء الله ص 29
[47] (http://majles.alukah.net/#_ftnref47) يقصد به بحر المانش
وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وآله وصحبه.
الحمد لله الذي أكرمنا بمواهب النعم الخارجة عن الحصر، فسخر لنا ما في السماوات والأرض والرياح وحملنا في البر والبحر، والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد القائل: "أنا سيد ولد آدم ولا فخر"[1] (http://majles.alukah.net/#_ftn1) وعلى آله وأصحابه الذين جاهدوا أعداء الدين برا وبحرا عصرا بعد عصر، ودهرا بعد دهر.
وبعد فيقول العبد الفقير إلى الله، الغني بالله، إبراهيم بن محمد التادلي الرباطي، غفر الله ذنبه وستر عيبه:
لما من الله علي بالتوفيق لأداء فرض الحج، وزيارة بيت المقدس، والشام وأرض الروم، فاضطررت إلى ركوب البحر مرارا، تارة في سفن الشراع، وتارة في سفن النار المسماة بالبابورات، وتلاقيت مع أهل العلم والخبرة بسفن البحر من المسلمين والنصارى، فاقتطفت منهم ما أمكنني من حكم سفره، لما ورد: «الحكمة ضالة المؤمن يلتقطها ولو من عند كافر»[2] (http://majles.alukah.net/#_ftn2) كما أشار له ما ورد: «أطلبوا العلم ولوفي الصين»[3] (http://majles.alukah.net/#_ftn3)، مع أن الصين كان في ذلك الوقت للكفار، قيدت ذلك في هذه الرسالة لينتفع بها من اضطر لركوب البحر إن شاء الله تعالى، وسميتها[4] (http://majles.alukah.net/#_ftn4): «زينة النحر بعلوم البحر» والله يجعلها خالصة لوجهه الكريم، آمين.
ورتبتها على مقدمة وبابين.
المقدمة:
اعلم أن كل علم له مبادئ منها الحد، والموضوع، والواضع، والاسم، والغاية.
فحد هذا العلم: علم يعرف به كيفية سير السفينة في البحر.
وموضوعه: السفينة.
وواضعه: سيدنا نوح عليه الصلاة والسلام لقوله تعالى: ﴿ فأوحينا إليه آن اصنع الفلك بأعيننا﴾[5] (http://majles.alukah.net/#_ftn5) ﴿ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه﴾ إلى قوله: ﴿وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها﴾[6] (http://majles.alukah.net/#_ftn6) الآية واسمه: علم البحر، وعلم الرياح.
وغايته: زيادة الإيمان بزيادة الآيات قال تعالى: ﴿إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس﴾[7] (http://majles.alukah.net/#_ftn7) الآية، وقال: ﴿وترى الفلك فيه مواخر﴾[8] (http://majles.alukah.net/#_ftn8) جمع ماخر اسم فاعل مخر الماء شقه[9] (http://majles.alukah.net/#_ftn9)، ومنه قول الشاعر[10] (http://majles.alukah.net/#_ftn10):
يا رَبِّ نَجَّيْتَ نُوحاً واستجَبْتَ لَهُ * في فُلُكٍ ماخِرٍ في الْيَمِّ مَشْحُونَا[11] (http://majles.alukah.net/#_ftn11)
الباب الأول: في سفينة النار المسماة بالبابور وفيه فصول:
الأول:
اعلم أن العناصر أربعة، وهي: النار، والهواء وهي الريح، والماء، والتراب، والبابورات منها ما يجري بالريح وحده كسفن الريح، ومنها ما يجري بالماء كالفلك الصغار التي تجري بمقاذف العود، ومنها ما يجري بالتراب والنار كبابورات البر[12] (http://majles.alukah.net/#_ftn12)، فإنها تجري كالبرق بإعانة النار والأرض المستوية، ومنها ما يجري بالماء والنار والريح كبعض بابورات البحر، ذلك تقدير العزيز العليم ﴿والله خلقكم وما تعملون﴾[13] (http://majles.alukah.net/#_ftn13).
الثاني:
اعلم أن جري السفينة قسمان: بالماء، وبالريح، وفي الحقيقة إنما تجري بقدرته تعالى، لا بماء، ولا بريح، كما يرشد له قوله تعالى: ﴿بسم الله مجراها ومرساها﴾[14] (http://majles.alukah.net/#_ftn14) وقوله تعالى: ﴿وهو الذي يسيركم في البر والبحر﴾[15] (http://majles.alukah.net/#_ftn15).
إلا أنه تعالى من [سنته][16] (http://majles.alukah.net/#_ftn16) تعالى ستر الأسرار والمسببات[ بالأسباب][17] (http://majles.alukah.net/#_ftn17)، فجعل الماء والريح سببا لجري السفينة، وقد تقرر في علم التوحيد أن التأثير في الأفعال إنما هو لله تعالى [لا][18] (http://majles.alukah.net/#_ftn18) لأسباب، إنما هو عندها، لا بها. وجري السفينة بالماء وبالمقاذف جمع مقذاف بكسر الميم، لأنه آلة لقوله اللامية كمفعل أو كمفعال[19] (http://majles.alukah.net/#_ftn19).
والبابور جريها بالمقاذف لا بالنار، إلا أن المقاذف لاترى لكونها في قعر السفينة غائصة في الماء تدفعه، وهي من حديد يجري تلك المقاذف غليان الماء بالنار.
وسفينة [الريح][20] (http://majles.alukah.net/#_ftn20) أقدم من سفينة النار،[ لأن سفينة النار][21] (http://majles.alukah.net/#_ftn21) استنبطها علماء اليونان قبل الهجرة بقريب، لكن إنما وجد في كتبهم الإشارة لبعض تركيبها، ثم أول ما ظهر تركيبها وخروجها بالقوة إلى الفعلية باشبيلية من الأندلس عند الاصبنيول -لعنه الله- فحدثت أولا صغيرة، ثم رآها المهندسون من أمم النصارى، خصوصا اللنكليز -لعنه الله- فزادوا فيها وترقوا إلى ما هي عليه الآن كما أشار له الوزير خير الدين التونسي في: أقوم المسالك"[22] (http://majles.alukah.net/#_ftn22). وصنعتها المتقنة اليوم إنما هي بابورات اللنكليز، ومنه نقلت ماكناتها لباقي دول النصارى، وهم عيال عليه فيها. وقد سافرت في بابورات الفرانسيس والنمسا، والعثماني وغيرها، فلم أرأحسن من بابورات اللنكليز اتقاناً وصنعاً وترسيفاً.
وقد أحدثوا من البابورات أنواعا تطير في الهواء[23] (http://majles.alukah.net/#_ftn23)، وأنواعا تغوص وتسافر في قعر البحر[24] (http://majles.alukah.net/#_ftn24) [لا يظهر منها شيء][25] (http://majles.alukah.net/#_ftn25)، بل يغلق على ما في جوفها من الآدمي والأمتعة، وتوقد السرج والشمع ليلا ونهارا، حتى إذا وصل لموضع مطلوبه، وأراد إخراجها فوق الماء، أخرجها بآلة عندهم فتصير طافية على وجه الماء على عادة السفن، لكن لما كانت فيها خديعة ومكيدة للعدو، إذ لا يدري متى تخرج عليه حكموا بقطعها.
ثم كان الدمان[26] (http://majles.alukah.net/#_ftn26) قديما يجعل في مؤخر السفينة كما هو المعتاد، واليوم جل البابورات أوكلها [يجعل][27] (http://majles.alukah.net/#_ftn27) في وسطها ورأسه في ناعورة، وقابضها تحت سقف من الخشب المنجور وكأنه في بيت محفوظ من الرياح وأمواج البحر. وأسفل الدمان خارج جوف السفينة حتى وصل للبحر، يدور في الماء باختيار محركه وهو رئيس الدمان القابض في الناعورة، يدورها كل لحظة، تارة لجهة يمينه وتارة لجهة يساره، والبوصلة[28] (http://majles.alukah.net/#_ftn28) منصوبة على كرسي عال ناظر لها أبدا ليلا ونهارا، وهي مثل الإبرة عند المؤقتين فيه حجر المغناطيس، وفي بعض البابورات تكون فيه بوصلة واحدة، وفي بعضها -وهو الغالب- فيه اثنتان[29] (http://majles.alukah.net/#_ftn29) أو ثلاث، واحدة في وسط البابور عند صاحب الدمان، واثنتان في طرفي البابور، بل رأيت في بعض البابورات ثلاث بوصلات واحدة عند صاحب الدمان، وواحدة فوق سطح القمرة[30] (http://majles.alukah.net/#_ftn30) أرضية، وأخرى سماوية تسماتها مركوزة في رأس صاري، وهو مقلوبة تحت رأس الإنسان تقابل الأرضية، وهما كأنهما عدلان شاهدان بسير البابور على السمت المطلوب.
وكنت إذا أردت الصلاة نظرت للبوصلة لنعرف منها القبلة، وتارة لا نعرف القبلة، إما لهيجان البحر، أو لكثرة الأمطار، فلا أقدر على النظر للبوصلة، وإذا نظرت إليها تلتبس علي الجهات، وكنت أتخير جهة وأصلي لها، لقول المختصر: "أو تحير مجتهد تخير"[31] (http://majles.alukah.net/#_ftn31).
وقد يجعل في بعض البابورات ثقب نافذ من سطح القمرة إلى أسفل البابور وعند أهل بيت النار، يتكلم معهم منه متى شاء. وقد يجعل في رأس الصاري في البابور مدفع صغير فوق قطعة من حديد ونحوه، موثق فيها بسلاسل الحديد لكن يكون في الفركطات للسلطان.
الثالث:
اعلم أن البابور يسير في كل ساعة نحو عشرة أميال غالبا، وقد يسير أكثر وأقل من ذلك في ساعة، وهو يسير في البحر في كل ساعة كالبرق الخاطف، وإذا أرادوا وقوفه قبض بيده مفتاح الوقوف، وهو قطعة من حديد طويلة يجذبها إليه يسيرا أو يدفعها، فيقف البابور.
الرابع:
كل سفينة سائرة في البحر لا بد في كل ساعة ونحوها تحسب عدد الأميال التي سارت تسمى الفرقط[32] (http://majles.alukah.net/#_ftn32) وهي خيط غليظ في رأسه بعض الرصاص لينزل به إلى قعر البحر، فيلقيها فيه، ثم يأخذ ويحسب بها عدد ما سار كما رأيتها. لكن في حسابها كلفة في إلقائها البحر، فاخترعوا اليوم آلة شبيهة بالمكانة موثقة آخر البابور والموري يدور فيها وهي تتحرك، ففي كل وقت أرادوا معرفة عدد ما سار من الأميال ينظرها، فيجد في الحين مطلوبه، نظير مكانة الأوقات.
الخامس:
من السفن مالها سلم، ويقال له بالعجمي سكول[33] (http://majles.alukah.net/#_ftn33)-[ ويسمى بها أيضا عندهم المحل الذي يتكلم فيه المسلمون العجمي، كالذين يرسلهم السلطان لذلك، فالدار التي يجتمعون فيه صغيرا لتعليم العجمية يسمونها السكولة[34] (http://majles.alukah.net/#_ftn34)، كما سمعته ممن له خبرة وعلم بالعجمية][35] (http://majles.alukah.net/#_ftn35)- يصعد منه من الفلك الصغير إليها بلا كلفة، بل يجعل طرفه في السفينة الكبرى، وطرفه الآخر واصل إلى الصغرى، وهو موثق بسلاسل الحديد في السفينة يصعد فيه الشخص وهو آمن. كلما وصل بلد وأراد حمل آدمي وإنزاله فتح بابا صغيرا في البابور وأدلى منه السلم واصلا إلى الفلك الصغير. ومنها ما لا سلم له، بل إذا وصلت السفينة أدلي لك حبلا غليظا تمسكه وتطلع به بكلفة عظيمة.
السادس:
إذا سافرت في البحر اليوم لا تركب في البابور حتى تأخذ من وكيله في البلد الذي أنت فيه ورقة مكتوب فيها بالقلم العجمي اسمك وقبض كرائك ومنزلك فيه، هل في ظهر الكبرط[36] (http://majles.alukah.net/#_ftn36)، أوفي القمرا، وقد تسمى تلك الورقة بالعجمية بصبرط[37] (http://majles.alukah.net/#_ftn37)، أوبلس[38] (http://majles.alukah.net/#_ftn38). فإن دخلت أولا البابور فربما لا يتكلم معك أحد، فإذا سافر البابور قبضك رئيسه وقال لك: هل لك ورقة، فتنجوا بها وإلا مكر بك وسجنك في بيت الفحم، وربما ضربك[39] (http://majles.alukah.net/#_ftn39).
السابع:
إذا دخلت أولا للسفينة فالأنفع لك من الدوخة ونحوها أن تشرب شيئا من ماء البحر حتى تتقيأ ما يضرك فإنه نافع، نص عليه من مارس ركوب البحر، وكذا شم الحوامض وأكلها، واجتنب الحلاوة أولا مثل الاتاي، فإنه لايوافقك إلا بعد حين.
الثامن:
إذا دخلت المركب أولا كالبابور، فأول ما تفعله أن تسأل عن رئيس السفينة واسمه، وخذ اسمه معك من وكيل البابور الذي أكرى لك وأخذ منك الكراء، واصحب من بلدك تحفا غريبة مثل التمر المجهول، أو الكعب، أو الكنفيط، والدجاج المعلوف السمين، فتدفع من ذلك أول يوم، أو يوما بعد يوم للرئيس وبعض رؤساء المركب كرئيس الكزن وهو بيت طبخ الطعام، ولا يقبلون منك دراهم بل ربما[40] (http://majles.alukah.net/#_ftn40) ردوها عليك بغلظة، ولا يقبض منك الدراهم إلا بعض أوباش البحرية.
واعتمد على مداراتهم ما أمكنك، لقولهم دارهم مادمت في دارهم، وارضهم مادمت في أرضهم، وبذلك تملك منهم كل[41] (http://majles.alukah.net/#_ftn41) ما أردت، فقد يؤخذ باللطف ما لا يؤخذ بالعنف، والإنسان لا يملك إلا بالإحسان كافرا كان أو مسلما، والمداراة مندوبة لاسيما مع الكفار ومع كبرائهم فإن رئيس البابور في البحر مثل السلطان، ولا تقدر أن تراه لأنه داخل القمرة مع أصحابه وأولاده، لا تكاد تراه أبدا إلا في بعض الأيام ويخرج لأمر مهم أو للتنزه.
التاسع:
في البابور[42] (http://majles.alukah.net/#_ftn42) بيوت متعددة بعضها لحمل الوسق على طبقات بعضها فوق بعض، كل طبقة لها سلم من نحو عشرة درجات فأكثر، تغلق بابها من أعلى وقت السفر غلقا محكما، بحيث لو عام البحر فوقها لا يؤثر فيها، وبعضها معدود لحمل الآدمي وهو أنواع: [منه بيوت للبحرية لا يدخلها سواهم، ومنها بيوت للمسافرين وهي على مراتب][43] (http://majles.alukah.net/#_ftn43) منها بيت يسمى سكند[44] (http://majles.alukah.net/#_ftn44) كراؤه رخيص بالنسبة لبيت القمرة.
ومنها بيت يسمى القمرة[45] (http://majles.alukah.net/#_ftn45) وهو أنواع: منها ما فيه بيتان، كل بيت له مغلاق، وقد اكتريت فيها في بعض البابورات، فكان لي بيت ليس معي فيه غيري، وبيت لرئيس البابور، وفيها كنيف لقضاء الحاجة، ويسمى الكنيف بالعجمية طنكا.
ومنها ما فيه بيوت كل بيت له مغلاق، ومنها ما فيه بيوت كل بيت لا مغلاق له بل عليه إزار، وهو على صورة المهد للصبي، يسع واحدا نائما وجالسا، وتحته بيت كذلك فيه شخص أخر، وهكذا دارت بيوت القمرة، ولا كنف فيها، بل جعلوا في كل بيت قدحاً صغيراً أبيض من البديع، ومنها ما فيه بيوت كذلك، وفيها كنيف فيه ماء حلو محل له بزبوز كنت أتوضأ فيه وأغلق بابه علي، وخذ معك أحجارا كثيرة صغارا للاستجمار بها في المركب، وقدحا من قزدير في صندوق خشب على قدره، فقد لا تقدر على النهوض من موضعك وقت هيجان البحر بالريح ونحوه، أوفي ظلمة الليل وأكثر من قراءة حزب البحر للشاذلي[46] (http://majles.alukah.net/#_ftn46) رضي الله عنه، والقرآن أفضل من كل شيء.
العاشر:
قد يربط بابور ببابور آخر بسلاسل الحديد في بعض البحار الصعبة- كبحر اللندريز[47] (http://majles.alukah.net/#_ftn47)- خوف الغرق، فإن البحر إذا هاج بكثرة الرياح تصير أمواجه كالجبال، تعلو المركب فتنزل فيه الموجة كالجبل، ثم تسيل منه للبحر من طاقات فيه، فربما تنزل فيه موجة عظيمة يغرق بها، وكم من بابور غرق في البحر، وإذا جاء القدر عمي البصر، ولا ينفع حذر من قدر، إلا أن استعمال الأسباب مشروع بل مندوب مع قطع النظر عنها، والتوكل على مسبب الأسباب، إذ لا تأثير لها في المسببات.
[1] (http://majles.alukah.net/#_ftnref1) رواه مسلم في صحيحه، في كتاب الفضائل، باب تفضيل نبينا ج7ص59، وفي صحيح ابن ماجة في كتاب الزهد، باب ذكر الشفاعة 2.430
[2] (http://majles.alukah.net/#_ftnref2) رواه الترمذي في كتاب العلم، باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة، بلفظ :الكلمة الحكمة ضالة المؤمن أين وجدها فهو أحق بها " وقال عنه حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وإبراهيم بن الفضل المدني، يضعف في الحديث من قبل حفظه ج5ص51
[3] (http://majles.alukah.net/#_ftnref3) انظر كشف الخفاء للعجلوني ص645ج2، السلسلة الضعيفة ص600مج 1
[4] (http://majles.alukah.net/#_ftnref4) في نسخة أ: سميته
[5] (http://majles.alukah.net/#_ftnref5) سورة المؤمنون الآية: 27.
[6] (http://majles.alukah.net/#_ftnref6) سورة هود الآية: 38.
[7] (http://majles.alukah.net/#_ftnref7) سورة البقرة الآية: 164.
[8] (http://majles.alukah.net/#_ftnref8) سورة النحل الآية: 14.
[9] (http://majles.alukah.net/#_ftnref9) انظر لسان العرب لابن منظور، مادة [مخر]
[10] (http://majles.alukah.net/#_ftnref10) ساقطة من أ
[11] (http://majles.alukah.net/#_ftnref11) أنظر شرح ابن عقيل باب الحال، شرح شذور الذهب، وكذلك أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك.
[12] (http://majles.alukah.net/#_ftnref12) يقصد بذلك القطار البخاري
[13] (http://majles.alukah.net/#_ftnref13) سور الصافات الآية: 96.
[14] (http://majles.alukah.net/#_ftnref14) سورة هود الآية: 41.
[15] (http://majles.alukah.net/#_ftnref15) سورة يونس الآية: 22.
[16] (http://majles.alukah.net/#_ftnref16) في النسخة (ع): صفته.
[17] (http://majles.alukah.net/#_ftnref17) ساقطة من النسخة (أ).
[18] (http://majles.alukah.net/#_ftnref18) زيادة من النسخة (أ).
[19] (http://majles.alukah.net/#_ftnref19) أنظر لامية الأفعال، فصل في بناء الآلة ص:178. كمفعل وكمفعال ومفعلة ... من الثلاثي صغ اسم ما به عملا
[20] (http://majles.alukah.net/#_ftnref20) في (أ): البحر
[21] (http://majles.alukah.net/#_ftnref21) ساقطة من (أ)
[22] (http://majles.alukah.net/#_ftnref22) انظر أقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك لخير الدين التونسي:188
[23] (http://majles.alukah.net/#_ftnref23) يقصد بذلك الطائرة
[24] (http://majles.alukah.net/#_ftnref24) يقصد بذلك الغواصة
[25] (http://majles.alukah.net/#_ftnref25) ساقطة من (أ)
[26] (http://majles.alukah.net/#_ftnref26) عجلة القيادة
[27] (http://majles.alukah.net/#_ftnref27) زيادة من (أ)
[28] (http://majles.alukah.net/#_ftnref28) في النسخة(أ): البصل
[29] (http://majles.alukah.net/#_ftnref29) في النسخة (أ): اثنان
[30] (http://majles.alukah.net/#_ftnref30) غرفة القيادة
[31] (http://majles.alukah.net/#_ftnref31) أنظر مختصر الشيخ خليل ص: 27.
[32] (http://majles.alukah.net/#_ftnref32) آلة لتسجيل سرعة السفينة
[33] (http://majles.alukah.net/#_ftnref33) هي كلمة محرفة عن الانجليزية Scale وتعني سلم المسافرين
[34] (http://majles.alukah.net/#_ftnref34) تعريب لكلمة school، أي المدرسة
[35] (http://majles.alukah.net/#_ftnref35) ساقطة من (أ)
[36] (http://majles.alukah.net/#_ftnref36) ظهر السفينة
[37] (http://majles.alukah.net/#_ftnref37) يعني جواز السفر
[38] (http://majles.alukah.net/#_ftnref38) وثيقة السفر
[39] (http://majles.alukah.net/#_ftnref39) في النسخة(أ): سجنك
[40] (http://majles.alukah.net/#_ftnref40) ساقطة من (أ)
[41] (http://majles.alukah.net/#_ftnref41) زيادة من (أ)
[42] (http://majles.alukah.net/#_ftnref42) في أ البابورات
[43] (http://majles.alukah.net/#_ftnref43) ساقطة من (أ)
[44] (http://majles.alukah.net/#_ftnref44) وهي غرفة الدرجة الثانية
[45] (http://majles.alukah.net/#_ftnref45) ساقطة من (أ)
[46] (http://majles.alukah.net/#_ftnref46) هو الشيخ الإمام حجة الصوفية، أبو الحسن علي بن عبد الله بن عبد الجبار الشاذلي، ولد سنة 590هـ بغمارة، وتوفي في صحراء عيذاب من مصر سنة 656هـ أخد عن عبد السلام بن مشيش واليه تنسب الطرق الصوفية بالمغرب أنظر شذرات الذهب ج5 ص275،ولطائف المنن لابن عطاء الله ص 29
[47] (http://majles.alukah.net/#_ftnref47) يقصد به بحر المانش