المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاستحسان و تعقيد علم الأصول



أبو الفضل
2007-02-26, 11:39 AM
السلام عليكم اخواني الفضلا
هناك فكرة عن الاستحسان قرأتها قديما لأحد الدكاترة عن مبحث الإستحسان و أعجبتني كثيرا -ابتداءا -لكن لا أدري الصواب فيها أو من تكلم عنها من العلماء المعروفين المحققين و هي:
هناك من يقول ان مبحث الإستحسان في الأصول نتج من جرّاء اللغط و كثرة الحديث الذي يتسم به الأصوليون بمعنى:
الاستحسان ما هو الا تخصيص من عام أو تقييد من مطلق فقط لا غير
لماذا نعمل له باب خاص و تعريف خاص و نتكلم عن الخلاف
بين مقر به و مانع
فالاستحسان هو استثناء فقط لا غير
و بالمثال يتضح المقال :الحنفية يقولون بنجاسة سؤر السباع لأن فمه عبارة عن لسان و لعاب.
لكن قالوا بطهارة سؤر سباع الطير لأن فم الطير عبارة عن منقار و هو عظم فهو طاهر...استحسانا لدليل انقدح عندنا وهو طهارة
العظم
ثم هل حذف مبحث في علم اصول الفقه يشبهه قول الأصوليين ان هناك مسائل في الاصول ليس لها أثرفقهي ..هل الأمر سواء؟
أي أن المشكل ليس اثبات الإستحسان أو نفيه أو الإعتداد به أو لا
أي ليس المشكل بين من يقول به أو لا
و انما المشكل هو:
هذا الاستحسان الذي تقولون به ما هو الا تخصيص من عام ليس الا فلما تُكثرون الحديث و تفرعون التفريعات مما يُعقد الأمر
الإستحسان تخصيص من عام ليس الا او تقييد لمطلق ليس الا
و لو نظرت في مذكرة الشنقيطي
في باب الاستحسان تجد الشنقيطي استشهد بالمراقي و انظر الى الابيات الثلاثة
قال في المراقي
أو هو تخصيص يعرف ما يعم **و رعى الاستصلاح بعضهم يؤم
محل الشاهد هو الشطر الأول
او هو تخصيص يعرف ما يعم
الا يدل هذا ان الاستحسان ما هو الا تخصيص من عام
فإحداث باب اسمه الاستحسان هو لغط و تفريع يعقد علم الأصول
استدلالي بقول الشنقيطي و بالنظم هو من اجتهادي و محاولة تصويبي للفكرة و استدلالي لها
ما رأيكم ؟؟

أمجد الفلسطيني
2007-02-26, 03:06 PM
جزاك الله خيرا

لاأظن هذا صوابا والله أعلم
لأن الإستحسان مختلف فى معناه اختلافا كثيرا
فقيل معناه : حُكْمُ الْمُجْتَهِدِ بِمَا يَقَعُ فِي خَاطِرِهِ مِنْ غَيْرِ دَلِيلٍ
وقيل :الْقَوْلُ بِأَقْوَى الدَّلِيلَيْنِ
وقيل :اسْتِعْمَالُ مَصْلَحَةٍ جُزْئِيَّةٍ فِي مُقَابَلَةِ قِيَاسٍ كُلِّيٍّ
وقيل :هُوَ مَعْنَى لَيْسَ فِي سُلُوكِهِ إبْطَالُ الْقَوَاعِدِ
وقيل :قياس خفى عارضه جلى
وقيل :أَنَّهُ تَخْصِيصُ الْعِلَّةِ
وقيل :أَنَّهُ تَخْصِيصُ الْقِيَاسِ بِالسُّنَّةِ
وقيل غير ذلك فحصر معنى الإستحسان فى تخصيص العام غير مسلم وما نقلته عن المراقى هو مذهب المالكية فى تفسير اللإستحسان عندهم مع أنهم مختلفون فى ذلك فقد قال الأبيارى إن الإستحسان عند مالك هو :اسْتِعْمَالُ مَصْلَحَةٍ جُزْئِيَّةٍ فِي مُقَابَلَةِ قِيَاسٍ كُلِّيٍّ
وعلى التنزل:
فإن المخصصات للعام كثر فتحت أى نوع يدخل الإستحسان
وعلى كلا الحالتين يظهر صواب الأصوليين فى إفراد الإستحسان بمبحث مستقل والله أعلم

أبو الفضل
2007-02-26, 03:33 PM
التعريف الذي استندت عليه اخي الفاضل هو قول من قال ان الاستحسانهو عدول المجتهد عن مقتضى قياس جلي الى مقتضى قياس خفي لدليل انقدع في عقله اي عقل المجتهد
ومثل من مثل بماذكرته من سؤر السباع

أبو حماد
2007-02-26, 05:33 PM
هذا يفتح لنا آفاق الكتابة والبحث في ما يسمى بـ " تحرير علم أصول الفقه "، وقد كتب فيه كثيراً، ولكنه كان وما زال هاجساً لدى الكثير من الباحثين، وهو يستحق دراسة تليق به وبمادته.

أمجد الفلسطيني
2007-02-26, 11:38 PM
هذا يفتح لنا آفاق الكتابة والبحث في ما يسمى بـ " تحرير علم أصول الفقه "، وقد كتب فيه كثيراً، ولكنه كان وما زال هاجساً لدى الكثير من الباحثين، وهو يستحق دراسة تليق به وبمادته.
جزاك الله خيرا :
لاشك أن علم أصول الفقه يحتاج إلى تحرير وتنقيح من نسبة بعض الأقوال للأئمة والفرَق وبعض السموم الأشعرية والمعتزلية وبعض المسائل التى لا ثمرة من ورائها
لكن الذى أريد أن أنبه عليه أن الناس فى هذا ثلاثة أقسام:
فريق من الناس أنكر هذه الفكرة مطلقا وقال إن فى هذا تعدى على التراث والأئمة وجعل يرد كل انتقاد يوجه لأهل هذا الفن وهذه ردة فعل للفريق الثانى
وفريق أفرط فى هذا الأمر فخطأ الأصوليين فى أمور كان الصواب حليفهم وبات يحذر من هذا العلم الشريف بدعوى اختلاطه بعلم الكلام ووو...
فأنكر تقسيم الأصوليين للدلالة اللفظية إلى دلالة التضامن والتطابق والتلازم وقال وهل كان أبوذر يعلم هذه الأشياء!!
ولاشك أن الصحابة كانوا يعلمون ذلك لأنهم أهل اللغة والفصاحة كما كانوا يعلمون دقائق علم النحو والبلاغة
وزعم فى بعض المسائل أتها لا يترتب عليها خلاف فقهى ولا ثمرة منها مع أن الأصوليين ذكروا فائدة الخلاف فى تلك الأمور مثل مسألة وضع اللغة وغيرها
ثم ذهب ينكر الإجماع لأنه متعذر وقال لا فائدة لطالب العلم من دراسة مبحث الإجماع فى كتب الأصول وهذا خطأ لاشك فى ذلك لأن الإجماع غير متعذر وخاصة فى عصرنا
وبعضهم أنكر مسالك العلة المعروفة عند الأصوليين !!!
وبعضم ينكر على الأصوليين ما يشاركهم فيه أهل باقى العلوم كعمل المختصرات الملغزة واختلاطه بعلم المنطق ونحو هذا
وسبب هذا إما لميل هذا الفريق للظاهرية أصولا وفروعا أو أصولا فقط وإما للخلل فى طريقة التلقى والتفقه والله أعلم
وقد يكون الخلل لعدم دراسته لهذا العلم فإن من جهل شيئا عاداه
وفريق توسط فى ذلك فأقر أصل هذه الفكرة وأن فى هذا العلم أخطاء ينبغى التنبيه عليها من غير توسع
ومع ذلك فإن هذا العلم عندهم من أجل العلوم وأشرفها لأنه الوسيلة الوحيدة لفهم النصوص الفهم الصحيح
المقصود أن من أراد أن يألف فى هذا الموضوع ينبغى أن يكون متمكنا من هذا العلم لا يكون أجنبيا عنه
مع سعة الإطلاع وعدم الإفراط والتفريط والله أعلم
والمسألة كبيرة وتحتاج إلى بسط أكثر ولكن هذه إشارات وتنبيهات ينبغى أخذها بالإعتبار

حرملة
2007-02-28, 05:50 AM
قال الإمام الشافعي : من استحسن فقد شـــرّع

رمزي الجزائري
2008-05-17, 09:14 PM
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الاستحسان الذي رده الإمام الشافعي، هو تعريف الحنفية الأوائل بأنه دليل ينقدح في ذهن المجتهد لا يستطيع التعبير عليه.
وعليه لابد من حمل كلام العلماء على مرادهم لا مرادك يا أخي حرملة، مع العلم أن للشاعي رحمه الله أقوال يعمل فيها الإستحسان ،ان أمكنني الوقت أتيتك بها ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رمزي الجزائري
2008-05-18, 05:23 PM
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أما ماوعدتك به من أقوال الإمام الشافعي .
1-قال الشافعي :أستحسن في المتعة ثلاثين ، الأم 5/62.
2-قال الشافعي :استحسن ثبوت الشفعة للشفيع ثلاثة أيام ، الأم 3/231.
3-قال الشافعي :استحسن التحليف على المصحف شرح المحلى على جمع الجوامع2/354.
ووقع الإستحسان في كلام الشافعي في مواصع كثيرة ذكرها الآمدي في إحكام الأحكام ص 4/391،والزركشي في البحر المحيط 6/95 الى 98 .
والذي أنكره الشافعية هو استعمال الإستحسان كدليل مغاير للأدلة المعتبرة،أما ماكان موافقا لها فلا مانع لهم من الأخذ بها .يتبع

جمعه عبد الفضيل ابو انس
2014-09-11, 08:29 AM
بارك الله فيكم