دعوة إلى الله
2013-01-04, 02:15 AM
تلقين المحتضر
ar (http://majles.alukah.net/ar/ref/36826) - en (http://majles.alukah.net/en/ref/36826) - fr (http://majles.alukah.net/fr/ref/36826) - ur (http://majles.alukah.net/ur/ref/36826)
Share (http://addthis.com/bookmark.php?v=250&username=alhijri) | (http://majles.alukah.net/#) (http://www.addthis.com/bookmark.php?v=250&winname=addthis&pub=alhijri&source=tbx-250&lng=ar-sa&s=myspace&url=http%3A%2F%2Fislamqa.info% 2Far%2Fref%2F36826&title=%D9%85%D9%88%D9%82%D8%B9 %20%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9 %84%D8%A7%D9%85%20%D8%B3%D8%A4 %D8%A7%D9%84%20%D9%88%D8%AC%D9 %88%D8%A7%D8%A8%20-%20%D8%AA%D9%84%D9%82%D9%8A%D9 %86%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD %D8%AA%D8%B6%D8%B1&ate=AT-alhijri/-/-/50e7588fc654bc2e/2&frommenu=1&uid=50e7588fd1fb8147&ct=1&pre=http%3A%2F%2Fwww.google.co m.sa%2Furl%3Fsa%3Dt%26rct%3Dj% 26q%3D%2B%25D8%25AA%25D9%2584% 25D9%2582%25D9%258A%25D9%2586% 2B%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%25 85%25D8%25AD%25D8%25AA%25D8%25 B6%25D8%25B1%26source%3Dweb%26 cd%3D1%26ved%3D0CDAQFjAA%26url %3Dhttp%253A%252F%252Fislamqa. info%252Far%252Fref%252F36826% 26ei%3DdwnmUO6VEaKH4gS66IH4Ag% 26usg%3DAFQjCNH2RAZwQGpWRRtIfb 3zv2MKBAG6BA&tt=0&captcha_provider=recaptcha) (http://www.addthis.com/bookmark.php?v=250&winname=addthis&pub=alhijri&source=tbx-250&lng=ar-sa&s=google&url=http%3A%2F%2Fislamqa.info% 2Far%2Fref%2F36826&title=%D9%85%D9%88%D9%82%D8%B9 %20%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9 %84%D8%A7%D9%85%20%D8%B3%D8%A4 %D8%A7%D9%84%20%D9%88%D8%AC%D9 %88%D8%A7%D8%A8%20-%20%D8%AA%D9%84%D9%82%D9%8A%D9 %86%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD %D8%AA%D8%B6%D8%B1&ate=AT-alhijri/-/-/50e7588fc654bc2e/3&frommenu=1&uid=50e7588f53bdfed6&ct=1&pre=http%3A%2F%2Fwww.google.co m.sa%2Furl%3Fsa%3Dt%26rct%3Dj% 26q%3D%2B%25D8%25AA%25D9%2584% 25D9%2582%25D9%258A%25D9%2586% 2B%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%25 85%25D8%25AD%25D8%25AA%25D8%25 B6%25D8%25B1%26source%3Dweb%26 cd%3D1%26ved%3D0CDAQFjAA%26url %3Dhttp%253A%252F%252Fislamqa. info%252Far%252Fref%252F36826% 26ei%3DdwnmUO6VEaKH4gS66IH4Ag% 26usg%3DAFQjCNH2RAZwQGpWRRtIfb 3zv2MKBAG6BA&tt=0&captcha_provider=recaptcha) (http://majles.alukah.net/#)
(http://majles.alukah.net/#)
ما المراد بتلقين الميت : "لا إله إلا الله" في قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لقنوا موتاكم لا إله إلا الله ) ؟.
الحمد لله التلقين هو التعليم والتفهيم ؛ والمراد بتلقين الميت أن يكون عنده من يذكره بالنطق بـ ( لا إله إلا الله ) ، كما لو كان يُعَلِّم صبيا ويلقنه ، والمراد بالميت هنا : المحتضَر الذي نزل به الموت .
وإنما استُحِب تلقين الميت كلمة الإخلاص في هذه الحال ، لأجل أن يختم له بها ، وتكون آخر ما نطق به من الكلام ، ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم به ؛ فعن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ رضي الله عنه قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ) رواه مسلم 916 .
وعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( مَنْ كَانَ آخِرُ كَلامِهِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ ) رواه أحمد (21529) وأبو داود (3116) وحسنه الألباني في "إرواء الغليل" (687) .
وعَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَادَ رَجُلا مِنْ الأَنْصَارِ فَقَالَ : ( يَا خَالُ ، قُلْ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ . قَالَ : خَالٌ أَمْ عَمٌّ ؟! قَالَ : بَلْ خَالٌ . قَالَ : وَخَيْرٌ لِي أَنْ أَقُولَهَا ؟! قَالَ : نَعَمْ ) رواه أحمد (13414) وقال الألباني في أحكام الجنائز : إسناده صحيح على شرط مسلم .
ولا ينبغي إيذاء المحتضر بالإكثار عليه في التلقين ، إذا قالها ولم يتكلم بعدها بشيء
قال النووي :
" وَكَرِهُوا الإِكْثَار عَلَيْهِ وَالْمُوَالاة لِئَلا يَضْجَر بِضِيقِ حَاله وَشِدَّة كَرْبه ، فَيَكْرَه ذَلِكَ بِقَلْبِهِ , وَيَتَكَلَّم بِمَا لا يَلِيق . قَالُوا: وَإِذَا قَالَهُ مَرَّة لا يُكَرِّر عَلَيْهِ إِلا أَنْ يَتَكَلَّم بَعْده بِكَلامٍ آخَر , فَيُعَاد التَّعْرِيض بِهِ لِيَكُونَ آخِر كَلَامه " انتهى .
ولَمَّا احْتُضِرَ عبد الله بْنُ المُبَارَكِ رحمه الله ، جَعَلَ رَجُلٌ يُلَقِّنُهُ ، قُلْ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ . فَأَكْثَرَ عَلَيْهِ .
فَقَالَ لَهُ : لَسْتَ تُحْسِنُ ! وَأَخَافُ أَنْ تُؤْذِيَ مُسْلِماً بَعْدِي ، إِذَا لَقَّنْتَنِي ، فَقُلْتُ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ ، ثُمَّ لَمْ أُحْدِثْ كَلاَماً بَعْدَهَا ، فَدَعْنِي ، فَإِذَا أَحْدَثْتُ كَلاَماً ، فَلَقِّنِّي حَتَّى تَكُوْنَ آخِرَ كَلاَمِي .
"سير أعلام النبلاء" (8/418) .
ويشرع هذا التلقين ، ولو كان الميت كافرا ، لأنه لو قالها قبل النزع نفعه قوله ، ولو عذب ما عذب بذنوبه ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لقنوا موتاكم لا إله إلا الله ؛ فإنه من كان آخر كلامه لا إله إلا الله عند الموت دخل الجنة يوما من الدهر ، وإن أصابه قبل ذلك ما أصابه ) رواه ابن حبان وصححه الألباني في صحيح الجامع (5150) .
ومما يدل على أن الأمر بالتلقين يعم الكافر ، فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع عمه أبي طالب ، ومع الغلام اليهودي الذي كان يخدمه .
فقد حضر النبي صلى الله عليه وسلم موت عمه أبي طالب ، وقال له : ( أَيْ عَمِّ ، قُلْ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، كَلِمَةً أُحَاجُّ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللَّهِ ) رواه البخاري (3884) ومسلم (24) .
وحضر النبي صلى الله عليه وسلم موت الغلام اليهودي الذي كان يخدمه ، وقال له : ( أَسْلِمْ - وفي رواية أحمد (12381) : قُلْ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ - ) رواه البخاري (1356) .
فائدتان عن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
أولا : هل يكون التلقين بلفظ الأمر ؛ بمعنى أن الملقن يأمر المحتضر ، فيقول له : قل : لا إله إلا الله ، أو يتلفظ بها أمامه بحيث يتذكرها إذا سمع من يقولها بجانبه ؟
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" ينبغي في هذا أن ينظر إلى حال المريض ، فإن كان المريض قوياً يتحمل ، أو كان كافراً فإنه يؤمر ، فيقال : قل : لا إله إلا الله ، اختم حياتك بلا إله إلا الله ، وما أشبه ذلك .
وإن كان مسلماً ضعيفاً فإنه لا يؤمر ، وإنما يذكر الله عنده حتى يسمع فيتذكر ، وهذا التفصيل مأخوذ من الأثر ، والنظر .
أما الأثر فلأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر عمه أبا طالب عند وفاته أن يقول : لا إله إلا الله ، قال : يا عم قل : لا إله إلا الله .
وأما النظر : فلأنه إن قالها فهو خير ، وإن لم يقلها فهو كافر ، فلو فرض أنه ضاق صدره بهذا الأمر ولم يقلها فهو باق على حاله لم يؤثر عليه شيئاً ، وكذا إذا كان مسلماً وهو ممن يتحمل فإن أمرناه بها لا يؤثر عليه ، وإن كان ضعيفاً فإن أمرناه بها ربما يحصل به رد فعل بحيث يضيق صدره ، ويغضب فينكر وهو في حال فِراق الدنيا ، فبعض الناس في حال الصحة إذا قلت له قل : لا إله إلا الله ، قال : لن أقول : لا إله إلا الله ، فعند الغضب يغضب بعض الناس حتى ينسى ، فيقول : لا أقول : لا إله إلا الله ، فما بالك بهذه الحال ؟
ثانيا : " تلقينه لا إله إلا الله" ولم نقل : محمد رسول الله ؛ لأن هذا هو الذي ورد فيه الحديث : "لقّنوا موتاكم لا إله إلا الله" ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : "من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة" . فكلمة التوحيد مفتاح الإِسلام ، وما يأتي بعدها فهو من مكملاتها وفروعها .
ولو جمع بين الشهادتين ؛ فقال : لا إله إلا الله محمد رسول الله ، لا يمنع هذا من أن يكون آخر كلامه من الدنيا "لا إله إلا الله" ؛ لأن الشهادة للنبي صلى الله عليه وسلم بالرسالة تابع لما قبلها ومتممٌ له ، ولهذا جعلها النبي صلى الله عليه وسلم مع الشهادة لله بالألوهية ركناً واحداً ، فلا يعاد تلقينه ، وظاهر الأدلة أنه لا يكفي قول المحتضَر : أشهد أن محمداً رسول الله ، بل لا بد أن يقول : لا إله إلا الله " انتهى من "الشرح الممتع" (5/177) .
وقد يستدل على أمر المسلم بها إذا كان قوي الإيمان بحديث الأنصاري المتقدم وفيه أمره صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ له بقول لا إله إلا الله ( يَا خَالُ ، قُلْ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ) .
وكذلك قول الطبيب لعمر بن الخطاب بعدما سقاه اللبن : ( فَخَرَجَ اللَّبَنُ مِنْ الطَّعْنَةِ صَلْدًا أَبْيَضَ ، فَقَالَ لَهُ الطَّبِيبُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، اعْهَدْ ! فَقَالَ عُمَرُ : صَدَقَنِي ، وَلَوْ قُلْتَ غَيْرَ ذَلِكَ كَذَّبْتُكَ ، فَبَكَى عَلَيْهِ الْقَوْمُ حِينَ سَمِعُوا ذَلِكَ ، فَقَالَ : لا تَبْكُوا عَلَيْنَا ، مَنْ كَانَ بَاكِيًا فَلْيَخْرُجْ ، أَلَمْ تَسْمَعُوا مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : يُعَذَّبُ الْمَيِّتُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ ) .
رواه أحمد (296) . قال أحمد شاكر : إسناده صحيح .
فواجهه بهذا الأمر .
الإسلام سؤال وجواب
ar (http://majles.alukah.net/ar/ref/36826) - en (http://majles.alukah.net/en/ref/36826) - fr (http://majles.alukah.net/fr/ref/36826) - ur (http://majles.alukah.net/ur/ref/36826)
Share (http://addthis.com/bookmark.php?v=250&username=alhijri) | (http://majles.alukah.net/#) (http://www.addthis.com/bookmark.php?v=250&winname=addthis&pub=alhijri&source=tbx-250&lng=ar-sa&s=myspace&url=http%3A%2F%2Fislamqa.info% 2Far%2Fref%2F36826&title=%D9%85%D9%88%D9%82%D8%B9 %20%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9 %84%D8%A7%D9%85%20%D8%B3%D8%A4 %D8%A7%D9%84%20%D9%88%D8%AC%D9 %88%D8%A7%D8%A8%20-%20%D8%AA%D9%84%D9%82%D9%8A%D9 %86%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD %D8%AA%D8%B6%D8%B1&ate=AT-alhijri/-/-/50e7588fc654bc2e/2&frommenu=1&uid=50e7588fd1fb8147&ct=1&pre=http%3A%2F%2Fwww.google.co m.sa%2Furl%3Fsa%3Dt%26rct%3Dj% 26q%3D%2B%25D8%25AA%25D9%2584% 25D9%2582%25D9%258A%25D9%2586% 2B%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%25 85%25D8%25AD%25D8%25AA%25D8%25 B6%25D8%25B1%26source%3Dweb%26 cd%3D1%26ved%3D0CDAQFjAA%26url %3Dhttp%253A%252F%252Fislamqa. info%252Far%252Fref%252F36826% 26ei%3DdwnmUO6VEaKH4gS66IH4Ag% 26usg%3DAFQjCNH2RAZwQGpWRRtIfb 3zv2MKBAG6BA&tt=0&captcha_provider=recaptcha) (http://www.addthis.com/bookmark.php?v=250&winname=addthis&pub=alhijri&source=tbx-250&lng=ar-sa&s=google&url=http%3A%2F%2Fislamqa.info% 2Far%2Fref%2F36826&title=%D9%85%D9%88%D9%82%D8%B9 %20%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9 %84%D8%A7%D9%85%20%D8%B3%D8%A4 %D8%A7%D9%84%20%D9%88%D8%AC%D9 %88%D8%A7%D8%A8%20-%20%D8%AA%D9%84%D9%82%D9%8A%D9 %86%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD %D8%AA%D8%B6%D8%B1&ate=AT-alhijri/-/-/50e7588fc654bc2e/3&frommenu=1&uid=50e7588f53bdfed6&ct=1&pre=http%3A%2F%2Fwww.google.co m.sa%2Furl%3Fsa%3Dt%26rct%3Dj% 26q%3D%2B%25D8%25AA%25D9%2584% 25D9%2582%25D9%258A%25D9%2586% 2B%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%25 85%25D8%25AD%25D8%25AA%25D8%25 B6%25D8%25B1%26source%3Dweb%26 cd%3D1%26ved%3D0CDAQFjAA%26url %3Dhttp%253A%252F%252Fislamqa. info%252Far%252Fref%252F36826% 26ei%3DdwnmUO6VEaKH4gS66IH4Ag% 26usg%3DAFQjCNH2RAZwQGpWRRtIfb 3zv2MKBAG6BA&tt=0&captcha_provider=recaptcha) (http://majles.alukah.net/#)
(http://majles.alukah.net/#)
ما المراد بتلقين الميت : "لا إله إلا الله" في قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لقنوا موتاكم لا إله إلا الله ) ؟.
الحمد لله التلقين هو التعليم والتفهيم ؛ والمراد بتلقين الميت أن يكون عنده من يذكره بالنطق بـ ( لا إله إلا الله ) ، كما لو كان يُعَلِّم صبيا ويلقنه ، والمراد بالميت هنا : المحتضَر الذي نزل به الموت .
وإنما استُحِب تلقين الميت كلمة الإخلاص في هذه الحال ، لأجل أن يختم له بها ، وتكون آخر ما نطق به من الكلام ، ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم به ؛ فعن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ رضي الله عنه قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ) رواه مسلم 916 .
وعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( مَنْ كَانَ آخِرُ كَلامِهِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ ) رواه أحمد (21529) وأبو داود (3116) وحسنه الألباني في "إرواء الغليل" (687) .
وعَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَادَ رَجُلا مِنْ الأَنْصَارِ فَقَالَ : ( يَا خَالُ ، قُلْ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ . قَالَ : خَالٌ أَمْ عَمٌّ ؟! قَالَ : بَلْ خَالٌ . قَالَ : وَخَيْرٌ لِي أَنْ أَقُولَهَا ؟! قَالَ : نَعَمْ ) رواه أحمد (13414) وقال الألباني في أحكام الجنائز : إسناده صحيح على شرط مسلم .
ولا ينبغي إيذاء المحتضر بالإكثار عليه في التلقين ، إذا قالها ولم يتكلم بعدها بشيء
قال النووي :
" وَكَرِهُوا الإِكْثَار عَلَيْهِ وَالْمُوَالاة لِئَلا يَضْجَر بِضِيقِ حَاله وَشِدَّة كَرْبه ، فَيَكْرَه ذَلِكَ بِقَلْبِهِ , وَيَتَكَلَّم بِمَا لا يَلِيق . قَالُوا: وَإِذَا قَالَهُ مَرَّة لا يُكَرِّر عَلَيْهِ إِلا أَنْ يَتَكَلَّم بَعْده بِكَلامٍ آخَر , فَيُعَاد التَّعْرِيض بِهِ لِيَكُونَ آخِر كَلَامه " انتهى .
ولَمَّا احْتُضِرَ عبد الله بْنُ المُبَارَكِ رحمه الله ، جَعَلَ رَجُلٌ يُلَقِّنُهُ ، قُلْ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ . فَأَكْثَرَ عَلَيْهِ .
فَقَالَ لَهُ : لَسْتَ تُحْسِنُ ! وَأَخَافُ أَنْ تُؤْذِيَ مُسْلِماً بَعْدِي ، إِذَا لَقَّنْتَنِي ، فَقُلْتُ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ ، ثُمَّ لَمْ أُحْدِثْ كَلاَماً بَعْدَهَا ، فَدَعْنِي ، فَإِذَا أَحْدَثْتُ كَلاَماً ، فَلَقِّنِّي حَتَّى تَكُوْنَ آخِرَ كَلاَمِي .
"سير أعلام النبلاء" (8/418) .
ويشرع هذا التلقين ، ولو كان الميت كافرا ، لأنه لو قالها قبل النزع نفعه قوله ، ولو عذب ما عذب بذنوبه ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لقنوا موتاكم لا إله إلا الله ؛ فإنه من كان آخر كلامه لا إله إلا الله عند الموت دخل الجنة يوما من الدهر ، وإن أصابه قبل ذلك ما أصابه ) رواه ابن حبان وصححه الألباني في صحيح الجامع (5150) .
ومما يدل على أن الأمر بالتلقين يعم الكافر ، فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع عمه أبي طالب ، ومع الغلام اليهودي الذي كان يخدمه .
فقد حضر النبي صلى الله عليه وسلم موت عمه أبي طالب ، وقال له : ( أَيْ عَمِّ ، قُلْ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، كَلِمَةً أُحَاجُّ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللَّهِ ) رواه البخاري (3884) ومسلم (24) .
وحضر النبي صلى الله عليه وسلم موت الغلام اليهودي الذي كان يخدمه ، وقال له : ( أَسْلِمْ - وفي رواية أحمد (12381) : قُلْ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ - ) رواه البخاري (1356) .
فائدتان عن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
أولا : هل يكون التلقين بلفظ الأمر ؛ بمعنى أن الملقن يأمر المحتضر ، فيقول له : قل : لا إله إلا الله ، أو يتلفظ بها أمامه بحيث يتذكرها إذا سمع من يقولها بجانبه ؟
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" ينبغي في هذا أن ينظر إلى حال المريض ، فإن كان المريض قوياً يتحمل ، أو كان كافراً فإنه يؤمر ، فيقال : قل : لا إله إلا الله ، اختم حياتك بلا إله إلا الله ، وما أشبه ذلك .
وإن كان مسلماً ضعيفاً فإنه لا يؤمر ، وإنما يذكر الله عنده حتى يسمع فيتذكر ، وهذا التفصيل مأخوذ من الأثر ، والنظر .
أما الأثر فلأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر عمه أبا طالب عند وفاته أن يقول : لا إله إلا الله ، قال : يا عم قل : لا إله إلا الله .
وأما النظر : فلأنه إن قالها فهو خير ، وإن لم يقلها فهو كافر ، فلو فرض أنه ضاق صدره بهذا الأمر ولم يقلها فهو باق على حاله لم يؤثر عليه شيئاً ، وكذا إذا كان مسلماً وهو ممن يتحمل فإن أمرناه بها لا يؤثر عليه ، وإن كان ضعيفاً فإن أمرناه بها ربما يحصل به رد فعل بحيث يضيق صدره ، ويغضب فينكر وهو في حال فِراق الدنيا ، فبعض الناس في حال الصحة إذا قلت له قل : لا إله إلا الله ، قال : لن أقول : لا إله إلا الله ، فعند الغضب يغضب بعض الناس حتى ينسى ، فيقول : لا أقول : لا إله إلا الله ، فما بالك بهذه الحال ؟
ثانيا : " تلقينه لا إله إلا الله" ولم نقل : محمد رسول الله ؛ لأن هذا هو الذي ورد فيه الحديث : "لقّنوا موتاكم لا إله إلا الله" ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : "من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة" . فكلمة التوحيد مفتاح الإِسلام ، وما يأتي بعدها فهو من مكملاتها وفروعها .
ولو جمع بين الشهادتين ؛ فقال : لا إله إلا الله محمد رسول الله ، لا يمنع هذا من أن يكون آخر كلامه من الدنيا "لا إله إلا الله" ؛ لأن الشهادة للنبي صلى الله عليه وسلم بالرسالة تابع لما قبلها ومتممٌ له ، ولهذا جعلها النبي صلى الله عليه وسلم مع الشهادة لله بالألوهية ركناً واحداً ، فلا يعاد تلقينه ، وظاهر الأدلة أنه لا يكفي قول المحتضَر : أشهد أن محمداً رسول الله ، بل لا بد أن يقول : لا إله إلا الله " انتهى من "الشرح الممتع" (5/177) .
وقد يستدل على أمر المسلم بها إذا كان قوي الإيمان بحديث الأنصاري المتقدم وفيه أمره صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ له بقول لا إله إلا الله ( يَا خَالُ ، قُلْ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ) .
وكذلك قول الطبيب لعمر بن الخطاب بعدما سقاه اللبن : ( فَخَرَجَ اللَّبَنُ مِنْ الطَّعْنَةِ صَلْدًا أَبْيَضَ ، فَقَالَ لَهُ الطَّبِيبُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، اعْهَدْ ! فَقَالَ عُمَرُ : صَدَقَنِي ، وَلَوْ قُلْتَ غَيْرَ ذَلِكَ كَذَّبْتُكَ ، فَبَكَى عَلَيْهِ الْقَوْمُ حِينَ سَمِعُوا ذَلِكَ ، فَقَالَ : لا تَبْكُوا عَلَيْنَا ، مَنْ كَانَ بَاكِيًا فَلْيَخْرُجْ ، أَلَمْ تَسْمَعُوا مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : يُعَذَّبُ الْمَيِّتُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ ) .
رواه أحمد (296) . قال أحمد شاكر : إسناده صحيح .
فواجهه بهذا الأمر .
الإسلام سؤال وجواب