المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما رأيكم في كلام ابن الجوزي في هذا الموضع ؟



دحية الكلبي
2012-12-30, 08:52 AM
وأنا أقرأ عن الدعاء وقفت على هذا الكلام لابن الجوزي رحمه الله

" من الجهل أن يخفى على الإنسان مراد التكليف ، فإنه موضوع على عكس الأغراض ، فينبغي للعاقل أن يأنس بانعكاس الأغراض ، فإن دعا وسأل بلوغ غرض ، تعبد الله بالدعاء : فإن أعطي مراده ، شكر ، وإن لم ينل مراده فلا ينبغي أن يلح في الطلب ؛ لأن الدنيا ليست لبلوغ الأغراض ، وليقل لنفسه : ( وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ) البقرة/216 ، ومن أعظم الجهل أن يمتعض في باطنه لانعكاس أغراضه ، وربما اعترض في الباطن ، أو ربما قال : حصول غرضي لا يضر ، ودعائي لم يستجب ، وهذا كله دليل على جهله وقلة إيمانه وتسليمه للحكمة ، ومن الذي حصل له غرض ثم لم يكدر ؟! هذا آدم ، طاب عيشه في الجنة ، وأخرج منها ، ونوح سأل في ابنه فلم يعط مراده ، والخليل ابتلي بالنار ، وإسحاق بالذبح ، ويعقوب بفقد الولد ، ويوسف بمجاهدة الهوى ، وأيوب بالبلاء ، وداود وسليمان بالفتنة ، وجميع الأنبياء على هذا ، وأما ما لقي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من الجوع والأذى وكدر العيش فمعلوم ، فالدنيا وضعت للبلاء ، فينبغي للعاقل أن يوطن نفسه على الصبر ، وأن يعلم أن ما حصل من المراد فلطف ، وما لم يحصل فعلى أصل الخلق والجبلة للدنيا ، كما قيل:
طبعت على كدر وأنت تريدها ... صفوًا من الأقذاء والأكدَارِ " انتهى.
" صيد الخاطر " (ص/399) .

أليس هذا ينافي الإلحاح في الدعاء وعدم تركه ؟؟؟ وبالأخص أنه - أعني ابن الجوزي - ذم ترك الدعاء لمن يقول لم يستجب الله لي في موضع سابق ؟

دحية الكلبي
2012-12-30, 08:56 AM
سؤال آخر لو سمحتم :
من قال دعوت الله فلم يستجب لي ، هل يحرم الإجابة مطلقاً فيما بعد ؟؟

أبوعاصم أحمد بلحة
2012-12-30, 05:17 PM
وإن لم ينل مراده فلا ينبغي أن يلح في الطلب
حقا_أخي الفاضل_ ، ظاهرُ هذا الكلام ، على خلاف ما أُثر عن المصطفي _صلواتُ الله وسلامه عليه_ في الإرشاد إلى الإلحاح في "الدعاء" في كل ما هو نافعٍ في الدنيا والآخرة .

أبوعاصم أحمد بلحة
2012-12-30, 05:44 PM
سؤال آخر لو سمحتم :
من قال دعوت الله فلم يستجب لي ، هل يحرم الإجابة مطلقاً فيما بعد ؟؟
أخي الفاضل ؛ يُمنعُ الجواب_أعني :الداعي_ عند انقطاعه عن السؤال والدعاء ، حتي يعودَ مرةً أخرى إلى الدُّعاء والثقة في جواب الله له ، إما في الدنيا أو في الآخرة .... وهذا ما بينه حديث أبي هريرة _رضي الله عنه_ عند مسلمٍ (2735) ، ولفظه :" لا يزال يستجاب للعبد ، ما لم يدع بإثم ، أو قطيعة رحم ، ما لم يستعجل " . قيل: يا رسول الله ما الاستعجال ؟ قال: يقول: «قد دعوت وقد دعوت، فلم أر يستجيب لي،فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء " .

آل سالم
2012-12-31, 06:53 AM
إنما أراد رحمه الله أن لا يكثر المرء السؤال لإنه إن لم يجب فربما يدخل المرء شك في الله أنه لم يتقبل دعائه وبالتالي يحدث سوء ظن....وعلل ذلك بإن شغل المرء الأكيد هو الأخرة...وأن الله يفعل ما يريد...