المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف أقوم الليل بشكل يرضي الله ؟



أم عبد الرحمن طالبة علم
2012-12-21, 01:23 AM
http://majles.alukah.net/imgcache/2012/09/1196.jpg

كيف أقوم الليل بشكل يرضي الله ؟





أنا مقصر في ديني كثيرا ، يعني أجلس في الليل أقرأ القرآن وأصلي ركعتين ، وأستغفر ، وأصلي على النبي عليه أفضل الصلاة والسلام . لكن لدي إحساس أني ظالم نفسي ، وأني مقصر ، أرغب بمراتب عليا عند الله ، أجتهد بديني! سؤالي : كيف أقوم الليل بشكل يرضي الله ، ويقربني منه ، ويرضى علي ، لا أرغب في شيء سوى أن يرضى علي ، ماذا كان يفعل الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام في ليلة ؟ كيف يقوم ، وماذا يقول حتى أعمل مثله ، إن شاء الله ؟





الجواب :
الحمد لله
أولا :
من توفيق الله تعالى لعبده أن يبصره بعيب نفسه ، وأن يدرك تقصيره وتفريطه في جنب ربه ، والأهم من ذلك أن تكون هذه محطة انطلاق له لاستدراك ما فاته ، واستكمال ما نقص من دينه ، قال الله تعالى : ( وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ * وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ) هود/114-115 .
والواقع أن الذي ينبغي عليك الانتباه إليه ، قبل بيان صفة صلاة الليل ، أمران :
الأمر الأول : أن العبادة الفاضلة هي ما استمر العبد عليها مع ربه ، ولم ينقطع عنها بعد أن شرع فيها ، وأخذ منها حظا .
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ : ( سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ ؟ قَالَ أَدْوَمُهَا ، وَإِنْ قَلَّ . وَقَالَ : اكْلَفُوا مِنْ الْأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ ) . رواه البخاري (6465) .
وعَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ : سَأَلْتُ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ ، قُلْتُ : يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ ، كَيْفَ كَانَ عَمَلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ هَلْ كَانَ يَخُصُّ شَيْئًا مِنْ الْأَيَّامِ ؟
قَالَتْ : لَا ؛ كَانَ عَمَلُهُ دِيمَةً ، وَأَيُّكُمْ يَسْتَطِيعُ مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَطِيعُ ؟!
رواه البخاري (1987) ومسلم (783) .
فتبين بذلك أن المشروع للعبد أن يحافظ على الطاعة التي شرع فيها ، وأن يرفق بنفسه ، فلا يعزم أو يلزم نفسه إلا بطاعة ، يغلب على ظنه الوفاء بها ، وليس معنى ذلك أنه إذا صلى في الليل ركعتين ـ مثلا ـ ألا يزيد على ذلك ، بل المراد أنه لا يوظف على نفسه ، ولا يدخل بنية الالتزام إلا في القدر الذي يغلب على ظنه الوفاء به مع الله ، ثم إن وجد نشاطا وخفة في بعض الأوقات ، زاد ما شاء الله له من ذلك .
ولمعرفة ثواب قيام الليل ينظر جواب السؤال رقم (50070 (http://islamqa.info/ar/ref/50070) )، ولمعرفة الأسباب المعينة على قيام الليل ينظر جواب السؤال رقم (3749 (http://islamqa.info/ar/ref/3749) ).
ثانيا :
بين النبي صلى الله عليه وسلم أن المشروع في صلاة الليل أن تكون صلاته مثنى مثنى ، أي : ركعتين ركعتين ، ثم يختم صلاته بركعة ، يوتر بها الصلاة .
وأما هديه صلى الله عليه وسلم في صلاة الليل ، فقد وصفته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، فقالت : ( مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَزِيدُ فِي رَمَضَانَ وَلَا فِي غَيْرِهِ عَلَى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً يُصَلِّي أَرْبَعًا فَلَا تَسَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعًا فَلَا تَسَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا قَالَتْ عَائِشَةُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتَنَامُ قَبْلَ أَنْ تُوتِرَ فَقَالَ يَا عَائِشَةُ إِنَّ عَيْنَيَّ تَنَامَانِ وَلَا يَنَامُ قَلْبِي ) رواه البخاري (1147) ومسلم (738) .
وليس شرطا أن يبلغ العبد في صلاة الليل هذا العدد : إحدى عشرة ركعة ، فلا ينقص عنها ، ولا يزيد ؛ بل إن شاء زاد ، وإن شاء نقص عن ذلك ، حسبما يطيق ويتيسر له .
وله أن يصلي ما شاء من هذه الصلاة ، من بعد صلاة العشاء ، إلى صلاة الفجر ، وأفضل وقتها آخر الليل ، فهو وقت النزول الإلهي ، ووقت تفتح فيه أبواب السماء :
عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ خَافَ أَنْ لَا يَقُومَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ أَوَّلَهُ ، وَمَنْ طَمِعَ أَنْ يَقُومَ آخِرَهُ فَلْيُوتِرْ آخِرَ اللَّيْلِ ، فَإِنَّ صَلَاةَ آخِرِ اللَّيْلِ مَشْهُودَةٌ ، وَذَلِكَ أَفْضَلُ ) رواه مسلم (755) .
فمن وجد همة أعلى في تقسيم ليله ، بين راحته وعبادته ، فله أن يقوم قيام نبي الله داود عليه السلام :
عن عبد اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ : قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَحَبُّ الصِّيَامِ إِلَى اللَّهِ صِيَامُ دَاوُدَ : كَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا . وَأَحَبُّ الصَّلَاةِ إِلَى اللَّهِ صَلَاةُ دَاوُدَ : كَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ ، وَيَقُومُ ثُلُثَهُ ، وَيَنَامُ سُدُسَهُ ) رواه البخاري (3420) ومسلم (1159) .
وننصح بالاستفادة من كتاب "رهبان الليل" للدكتور سيد حسين العفاني ، حفظه الله .
والله أعلم .



الإسلام سؤال وجواب

لجين الندى
2012-12-21, 10:47 PM
بوركتِ أم عبدالرحمن .. وجزيتِ خيرا كثيرا ..

أم علي طويلبة علم
2012-12-22, 11:42 PM
أسأل الله أن يرزقنا جميعا علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا ، جزاك الله خيرا أم عبدالرحمن نفع الله بك

أم عبد الرحمن طالبة علم
2012-12-23, 12:16 PM
وجزاكن الله خيرا وبارك فيكن أخواتي الكريمات.
وتقبل منا ومنكن صالح الدعوات.

أم علي طويلبة علم
2014-09-27, 03:55 PM
وننصح بالاستفادة من كتاب "رهبان الليل" للدكتور سيد حسين العفاني ، حفظه الله .


هل من ترجمة للدكتور سيد حسين العفاني حفظه الله ؟

أم أروى المكية
2017-03-13, 10:37 PM
سيد حسين العفاني


- هو أبو التراب سيد بن حسين بن عبد الله العفاني
- من بلدة عفان بمحافظة بني سويف من محافظات صعيد مصر ، نشأ نشأة ريفية بسيطة ، عمقت في قلبه الفطرة السوية ، والوجهة الربانية النقية ، فتدرج في التعلم والتعليم النظامي حتى التحق بكلية الطب وتخرج فيها
- تتلمذ على شيوخ الدعوة السلفية المعاصرين كأبي إسحاق وسعيد عبد العظيم وسيد الغباشي ، لكن شيخه الذي إليه ينسب هو الشيخ المحقق المدقق محمد بن إسماعيل المقدم
عُرف بالوعظ والتذكير ، والنصح والخطابة ، في جميع أرجاء مصر (بكافّة محافظاتها)
- له عناية خاصة بتجميع الآثار والأخبار عن السلف الصالح ، وتقريب حياتهم وسيرتهم من أهل العصر ... فزهد السلف وعبادتهم وصومهم وقيامهم لليل وجهادهم وشأنهم كله تجده مبثوثا في كتبه ومحاضراته

- مؤلفاته
للشيخ العشرات من الكتب منها ما طبع ومنها ما هو تحت الطبع
وهذه جملة منها (أبجديا) :
1) أعلام وأقزام = رجال في ميزان الإسلام - مجلدان
2) أعلى النعيم الشوق الى الله ورؤية وجهه الكريم
3) أنور الفجر فى فضائل أهل بدر
4) البحار الزاخرة في أسباب المغفرة - مجلد
5) البدر المنير في الاحاديث التي حكم عليها ابن كثير .
6) الثمار الباسقات من حديث الصالحات .
7) الثمر الداني من تصحيح و تضعيف ابن حجر العسقلاني .
8) الجزاء من جنس العمل - 2 مجلد
9) الجمع المبارك في تفسير جزء تبارك - مجلد
10) الرياض النضرة في فضائل الحج والعمرة - 2 مجلد
11) اليهود إخوان الخنازير والقرود - مجلدان
12) بكاء الأفئدة من نار الموقدة .
13) تثبيت أفئدة المؤمنين بذكر مبشرات النصر والتمكين - مجلد
14) تذكير النفس بحديث القدس = وا قدساه
15) ترطيب الأفوة بذكر من يظلهم الله - مجلدان
16) تعطير الأنفس بذكر حديث الإخلاص - مجلد
17) حسن الطلب في بيان الأدب .
18) رائق الشهد من شعر الدعوة و الرقائق و الزهد ( مع الله )
19) رهبان الليل - 3 مجلدات
20) زهر البساتين في مواقف العلماء والربانيين - 3 مجلدات
21) زهر الجنان من حياة شيوخ الإسلام - 5 مجلدات
22) سكب العبرات للموت والقبر والسكرات - 3 مجلد
24) شذا الريحان بذكر جنة الرحمن - مجلدان
25) صلاح الأمة في علو الهمة - 7 مجلدات
26) عبق النسرين من حياة المجددين.
27) عيش السعداء بين الخوف و الرجاء .
28) فرسان النهار - 7 مجلدات
29) لألىء البيان فى محبة الرحمن
30) موارد الظمآن في محبة الرحمن - غلاف
31) نداء الريان في فقة الصوم وفضل رمضان - 3 مجلدات
32) نسائم الأسحار في فضائل الصحابة الأبرار - 5 مجلدات

http://shamela.ws/index.php/author/1115

أم علي طويلبة علم
2017-03-13, 11:51 PM
جزاكِ الله خيرا أخيتي أم أروى

أم أروى المكية
2017-03-14, 12:35 AM
جزاكِ الله خيرا أخيتي أم أروى
وجزاكِ مثله يالغالية أم علي ، ونفعني وإياكِ بما علمنا .

أم علي طويلبة علم
2017-03-14, 09:25 PM
اللهم آمين