مشاهدة النسخة كاملة : التصنيفُ والتأليفُ بين الحقيقةِ والتزيفِ..!
أبوعاصم أحمد بلحة
2012-12-18, 12:49 AM
التصنيفُ والتأليفُ بين الحقيقةِ والتزيفِ..!
"وَإِنَّمَا التصنيف الَّذِي يسْتَحق أَن يُقَال لَهُ تصنيفٌ ، والتأليف الَّذِي يَنْبَغِي لأهل الْعلم ، الَّذين أَخذ الله عَلَيْهِم بَيَانه ، وَأقَام لَهُم على وُجُوبه عَلَيْهِم برهانه ؛ هُوَ أَن ينصرُوا فِيهِ الْحق ، ويخذلوا بِهِ الْبَاطِل، ويهدموا بحججه أَرْكَان الْبدع ، ويقطعوا بِهِ حبائل التعصب ، ويوضحوا فِيهِ للنَّاس مَا نزل إِلَيْهِم من الْبَينَات وَالْهدى ، ويبالغوا فِي إرشاد الْعباد إِلَى الْإِنْصَاف ، ويحببوا إِلَى قُلُوبهم الْعَمَل بِالْكتاب السّنة ، وينفروهم من اتِّبَاع مَحْض الرَّأْي ، وزائف الْمقَال ، وكاسد الِاجْتِهَاد ، وَلَا يمنعهُم من ذَلِك ؛ مَا يخيله لَهُم الشَّيْطَان ويسوله ، من أَن هَذَا التصنيف لَا ينْفق عِنْد المقلدة ، أَو يكون سَببا لجلب فتْنَةٍ ، أَو نزُول مضرَّةٍ ، أَو ذهَاب جاهٍ أَو مَالٍ أَو رئاسةٍ ؛ فَإِن الله نَاصِر دينه ، ومتمم نوره ، وحافظ شَرعه ، ومؤيد من يُؤَيّدهُ ، وجاعل لأله الْحق ، ودعاة الشَّرْع ، والقائمين بِالْحجَّةِ ؛ سُلْطَاناً وأنصاراً ، وأتباعاً ، وَإِن كَانُوا فِي أَرضٍ ، قد انغمس أَهلهَا فِي موجات الْبدع ، وتكسعوا فِي متراكم الضلال" . "أدب الطلب"(ص :106)للشوكاني .
أبوعاصم أحمد بلحة
2012-12-25, 06:04 AM
أغراض التأليفhttp://majles.alukah.net/imgcache/2012/12/461.jpg (http://salem1n.files.wordpress.com/2012/09/d8b5d988d8b1d8a93.jpg)
قال أبو حيان
ينبغي أن لايخلو تصنيف ( تأليف ) من أحد المعاني الثمانية التي صنف لها العلماء وهي : اختراع معدوم ، أو جمع متفرق ، أو تكميل ناقص ، أو تفصيل مجمل ، أو تهذيب مطول ، أو ترتيب مختلط
أو تعيين مبهم ، أو تبيين خطأ ا . هـ
قلت :
وهذه أنفع أنواع التصنيف ، فإذا كان المؤلف ، مُنبعثٌ من تلك الأهداف الثمانية التي ذكرها أبو حيان فسيأتي مؤلفه بالجديد المبدع ، الذي ينتفع به الناس ، مع أن التركيز على هذه المعاني الثمانية ، شديد الوضوح في
مؤلفات السلف أكثر من مصنفات الخلف ، ولو رجعنا لتحليل كلام أبو حيان ، لوجدنا أن التأليف في أصول الفقه هو اختراع لمعدوم إذ أن التأليف في هذا الفن هوفي رأيي يدخل في اختراع المعدوم ، ومثله التأليف في مقاصد الشريعة ،
أما جمع المتفرق فهو كجمع محمد بن إسماعيل البخاري لما صح عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم ، من الأحاديث ،فالجامع بينها هو الصحة ومن الجمع
أن يقوم المؤلف بجمع النصوص المتفرقة في الموضوع الواحد أو في الباب الواحد، فينظمها
من الشتات ويجعلها في كتاب واحد .
فمنهج المصنف في هذا النوع من التصنيف هو جمع ما يخدم موضوعه ، وهو من
أكثر أنواع التصنيف ، أما تكميل الناقص هو أن يعمُد المؤلف إلى المصنفات التي
لم يتمها مؤلفوها وغالباً ما يكون السبب وفاتهم ،فيقوم بتتميم ما نقص منها ، كتكميل
السبكي والمطيعي وغيرهما على كتاب المجموع شرح المهذب للنووي ، ومثله تتمة تفسير
أضواء البيان للشيخ عطية بن محمد سالم رحمه الله ، وغيرهما كثير .
أما تفصيل المجمل :
المجمل يراد به ( أن يساق الكلام موجزًا ، ويذكر من غير تفصيل وقيل مجمل القول
: أي مختصر موجز ) أما تفصيل المجمل فيراد به شرح القول بتفصيل وإسهاب ،
وهذا نجده في المؤلفات الطويلة التي شرحت فيها المتون العلمية الموجزة ، كشرح متن زاد
المسقنع أو غيره ، فيأتي الشارح إلى المتن الموجز المختصر فيشرحه بتفصيل مطول .
أما النوع الخامس من أغراض التصنيف فهو تهذيب المطول ، وتهذيب المطولات يكون
بأمرين أما بالاختصار وإما بالانتقاء ، فالاختصار كأن يكون الكتاب كبيراً ذا أجراء متعددة
فيقوم المختصر له بتهذيبه وحذف ما ليس بمهم أو باختصار أبوابه التي أطنب فيها الشرح
فيقوم بإيجازه كمختصرات تفسير ابن كثير وغيره ، أو يكون التهذيب ليس المراد منه
الاختصار وإنما الانتقاء ويكون للمؤلفات التي تكثر فيها النصوص المكذوبة ، كالأحاديث
الموضوعة والضعيفة والقصص المكذوب والشواهد التي لا أصل لها والأشعار المخلة ،
فيحذفها فيخرج الكتاب منقى بحلة جديدة ، وقد تقدم الحديث عن هذا النوع من التصنيف في مقالة سابقة .
النوع السادس من أغراض التصنيف ترتيب المختلط ، كأن يكون الكتاب جمعاً لنصوص
مختلفة لكن مبثوثةٌ بين دفتي الكتاب لا يجمع بينها الربط الموضوعي فيقوم المؤلف
بجمع كل نص أياً كان ( آية ، حديث ، قصه ، نثر ، شعر ) إلى ما يربطه مع النص الآخر
ويجعلها على أبواب وهذا نوع من أنواع ترتب المختلط ، والآخر هو ترتيب أبواب وفصول الكتاب
الذي يوجد به خلل الخلط أو سوء التقسيم .
النوع السابع تعيين المبهم ، والمبهم هو (ما يصعُب على الحاسة إدراكه إن كان محسوسًا،
وعلى الفهم إن كان معقولاً، والمبهم من الكلام : هو الغامض الذي لا يتحدد المقصود منه ) فقد يكون
في الكتاب أمور مبهمة خفيه غير واضحة فيأتي من يبين ويعين ما خفي كالتأليف في مبهمات القرآن .
النوع الثامن : تبيين خطأ ، يكون مقصود المؤلف بيان الخطأ الذي يقع فيه الناس فيما يتعلق
بأمور دينهم كالعقائد والعبادات والمعاملات والأخلاق ، أو بيان لخطأ في مفهوم معين
كتصحيح خطأ تاريخي أو غير ذلك .
فهذه الأغراض التي حصرها أبو حيان فيما ينبغي أن لا يخلو منها مصنف شرحتها هنا بإيجاز.
وما من كــاتب إلا سيفنى … ويبقى الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شيء … يسرك في ألقيامه إن تراهذو القعدة 1433 هـ
منقول من مدونة حمد بن سالم الحربي .
محمد طه شعبان
2012-12-25, 10:14 AM
بارك الله فيك، وجزاك خيرا
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.