المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قال العلامة ابن أبي العز الحنفي في مقدمة شرح العقيدة الطحاوية كلاما عظيما لو تأملناه



ابو العبدين البصري
2012-12-09, 06:23 AM
قال العلامة ابن أبي العز الحنفي في مقدمة شرح العقيدة الطحاوية كلاما عظيما لو تأملناه .....
" ونبينا صلى الله عليه و سلم أوتي فواتح الكلم وخواتمه وجوامعه فبعث بالعلوم الكلية والعلوم الأولية والأخروية على أتم الوجوه.
ولكن كلما ابتدع شخص بدعة اتسعوا في جوابها فلذلك صار كلام المتأخرين كثيرا قليل البركة بخلاف كلام المتقدمين فإنه قليل كثير البركة.
لا كما يقوله ضلال المتكلمين وجهلتهم :إن طريقة القوم أسلم وإن طريقتنا أحكم وأعلم!
وكما يقول من لم يقدر قدرهم من المنتسبين إلى الفقه : إنهم لم يتفرغوا لاستنباط الفقه وضبط قواعده وأحكامه اشتغالا منهم بغيره ! والمتأخرون تفرغوا لذلك فهم أفقه ! !
فكل هؤلاء محجوبون عن معرفة مقادير السلف وعمق علومهم وقلة تكلفهم وكمال بصائرهم وتالله ما امتاز عنهم المتأخرون إلا بالتكلف والاشتغال بالأطراف التي كانت همة القوم مراعاة أصولها وضبط قواعدها وشد معاقدها وهممهم مشمرة إلى المطالب العالية في كل شيء فالمتأخرون في شأن والقوم في شأن آخر وقد جعل الله لكل شيء قدرا".

ينظر شرح العقيدة الطحاوية (ج1_ص120) ط التركي.

رضا الحملاوي
2013-03-20, 12:39 PM
جزاك الله خيراً على حسن إنتقاءاتك شيخ أبا العبدين

ماجد مسفر العتيبي
2013-03-20, 12:57 PM
الله اكبر ما اروعها من كلمات
جزاك الله كل خير اخي ابا العبدين

ابو العبدين البصري
2013-03-20, 02:53 PM
جزاك الله خيراً على حسن إنتقاءاتك شيخ أبا العبدين

الله اكبر ما اروعها من كلمات
جزاك الله كل خير اخي ابا العبدين

بارك الله فيكما شرفني تواجدكما.

ثم وجدت ان اصل هذا الكلام للعلامة ابن القيم _رحمه الله_حيث قال واصفا حال السلف: " هَمُّهُمْ أَعْلَى وَأَشْرَفُ، إِنَّمَا هُمْ حَائِمُونَ عَلَى اقْتِبَاسِ الْحِكْمَةِ وَالْمَعْرِفَةِ ، وَطَهَارَةِ الْقُلُوبِ، وَزَكَاةِ النُّفُوسِ، وَتَصْحِيحِ الْمُعَامَلَةِ، وَلِهَذَا كَلَامُهُمْ قَلِيلٌ فِيهِ الْبَرَكَةُ، وَكَلَامُ الْمُتَأَخِّرِي نَ كَثِيرٌ طَوِيلٌ قَلِيلُ الْبِرْكَةِ.


وَلَكِنْ لَا بُدَّ مِنْ مُخَاطَبَةِ أَهْلِ الزَّمَانِ بِاصْطِلَاحِهِم ْ، إِذْ لَا قُوَّةَ لَهُمْ لِلتَّشْمِيرِ إِلَى تَلَقِّي السُّلُوكِ عَنِ السَّلَفِ الْأَوَّلِ وَكَلِمَاتِهِمْ وَهَدْيِهِمْ، وَلَوْ بَرَزَ لَهُمْ هَدْيُهُمْ وَحَالُهُمْ لَأَنْكَرُوهُ، وَلَعَدُّوهُ سُلُوكًا عَامِّيًّا، وَلِلْخَاصَّةِ سُلُوكٌ آخَرُ، كَمَا يَقُولُ ضُلَّالُ الْمُتَكَلِّمِي نَ وَجَهَلَتُهُمْ: إِنَّ الْقَوْمَ كَانُوا أَسْلَمَ، وَإِنَّ طَرِيقَنَا أَعْلَمُ، وَكَمَا يَقُولُ مَنْ لَمْ يُقَدِّرْ قَدْرَهُمْ مِنَ الْمُنْتَسِبِين َ إِلَى الْفِقْهِ: إِنَّهُمْ لَمْ يَتَفَرَّغُوا لِاسْتِنْبَاطِه ِ، وَضَبْطِ قَوَاعِدِهِ وَأَحْكَامِهِ، اِشْتِغَالًا مِنْهُمْ بِغَيْرِهِ، وَالْمُتَأَخِّر ُونَ تَفَرَّغُوا لِذَلِكَ، فَهُمْ أَفْقَهُ.


فَكُلُّ هَؤُلَاءِ مَحْجُوبُونَ عَنْ مَعْرِفَةِ مَقَادِيرِ السَّلَفِ، وَعَنْ عُمْقِ عُلُومِهِمْ، وَقِلَّةِ تَكَلُّفِهِمْ، وَكَمَالِ بَصَائِرِهِمْ، وَتَاللَّهِ مَا امْتَازَ عَنْهُمُ الْمُتَأَخِّرُو نَ إِلَّا بِالتَّكَلُّفِ وَالِاشْتِغَالِ بِالْأَطْرَافِ الَّتِي كَانَتْ هِمَّةُ الْقَوْمِ مُرَاعَاةَ أُصُولِهَا، وَضَبْطَ قَوَاعِدِهَا، وَشَدَّ مَعَاقِدِهَا، وَهِمَمُهُمْ مُشَمِّرَةٌ إِلَى الْمَطَالِبِ الْعَالِيَةِ فِي كُلِّ شَيْءٍ، فَالْمُتَأَخِّر ُونَ فِي شَأْنٍ وَالْقَوْمُ فِي شَأْنٍ، وَ {قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا}[الطلاق: 3] .




انظر المدارج : ( ج1_ص 269) ط دار طيبة.