العلمي أمل
2012-11-27, 01:53 PM
مفهوم النور المحمدي في الفكر الصوفي وعقيدة التجانيين
1- مفهوم النور المحمدي في الفكر الصوفي
جذور المصطلحات الصوفية:
كان ابن عربي من أوائل من انفصل من المتصوفة عن تجربته الصوفية ليحللها، وينتقل بها من ميدان المواجيد والأحوال، إلى منطق العلم والنظريات ... ولقد ظهرت مع ابن عربي في أفق التصوف لغة جديدة، هي ولا شك وليدة نمط فكري جديد، اكتملت خلال قرون ستة، ويعتبر ابن عربي (قطب) اللغة الصوفية ومفرداتها، وكل (مفرد) يطالعنا في نصوص أرباب الصوفية: إما أنه يتجه إلى التكامل عنده، أو عالة عليه.[1] (http://majles.alukah.net/#_ftn1)
جذور فكرة "النور المحمدي" عند الصوفية:
ظهر اصطلاح "النور المحمدي" الغريب عن العقيدة الإسلامية بعد القرن الثالث الهجري. ومن تم ظهرت نظرية "النور المحمّدي ومركزيّته الكونيّة" ( مع الصوفي سهل التسريّ[2] (http://majles.alukah.net/#_ftn2) ). وإليك شرح ذلك استنادا لما قاله أحد رجال التصوف. ففي محاضرته عن المدارس الصوفية تناول الأستاذ محمد حنّاي (وهو من الفرقة التجانية) إزدهار المدارس الصوفيّة ( 3 هـ / 9 م - 4 هـ /10 م ) بقوله:
بعد وصول العبّاسيين إلى الحكم سنة ( 132هـ/750م ) بدأ العصر الذهبيّ للحضارة الإسلاميّة ، وخاصة خلال خلافة هارون الرشيد ( 193هـ/809م ) وابنه المأمون ( 218هـ/833م ) الذي أسّس بيت الحكمة ( 217هـ/832م ) وأصبحت من خلاله بغداد عاصمة عالميّة علميّة ، وبرع فيها كثير من العلماء منهم أبو يوسف الكنديّ وأبي نصر الفرابيّ والجاحظ وغيرهم ، كذلك نشطت حركة الترجمة و العلوم . لكن هذا الوضع العلميّ الجيّد كان يقابله وضع سياسيّ متأزّم بسبب الحروب و الخلافات الداخليّة و الخارجيّة ، منها حرب الأمين و المأمون ، سيطرة البويهيّين على الحكم ، ثورة الزنوج ، حركة القرامطة ، زحف الدولة الفاطميّة من المغرب . هذا الوضع السياسيّ أفرز جنوحا عند الصوفيّة بالبعد عن أهل الحكم والسياسة والتوجّه نحو حياة العلم والعمل مع المحافظة على الموروث القديم ، فبرز منهم العديد في كثير من العلوم . في التحليل النفسيّ ( الحارث المحاسبيّ ) ، الفناء والمعراج الصوفيّ ( أبو يزيد البسطاميّ ) ، النور المحمّدي ومركزيّته الكونيّة ( سهل التسريّ ) ، الفناء ودرجات التوحيد ( أبو القاسم الجنيد ) ، المحبّة وتوحيد الصدق ومراحل الحياة الكونيّة ( الحسين بن منصور الحلاّج ) . هذا الزخم العلميّ من المعارف الصوفيّة أدّى بالمدرسة الصوفيّة إلى الازدهار في إثبات الوجود مع المحافظة على وحدة و مسيرة المجتمع الإسلاميّ و مسايرة أوضاعه من خلال تخصّص المشايخ الذي أضفى تخصّصات على مدارسهم . لكن بداية القرن الرابع الهجريّ تعتبر نكسة للمدارس الصوفيّة وذلك بسبب تحالف المؤسّسة الفقهيّة مع المؤسّسة السياسيّة حيث تمّ إعدام الحسين بن منصور الحلاّج سنة ( 309هـ/922م ) الذي لم يستطع إخفاء أسراره وفيوضاته وجعلها في قالب لفظيّ تقبله العامّة وتفقهه وفق منطق الشريعة ، فاتُّهِمَ بالزندقة ثمّ كُفِّرَ و أعدِم . اهـ كلام المحاضر[3] (http://majles.alukah.net/#_ftn3)
.../... يتبع
[1] (http://majles.alukah.net/#_ftnref1) - http://www.islamic-sufism.com/article.php?id=785
[2] (http://majles.alukah.net/#_ftnref2) - أبو محمد سهل بن عبد الله بن يونس التستري، أحد علماء أهل السنة والجماعة ومن أعلام التصوف السني في القرن الثالث الهجري (طبقات الصوفية، تأليف: أبو عبد الرحمن السلمي، ص166-171، دار الكتب العلمية، ط2003.)، وصفه أبو عبد الرحمن السلمي بأنه «أحد أئمة الصوفية وعلمائهم والمتكلمين في علوم الإخلاص والرياضيات وعيوب الأفعال (المصدر السابق)، أصله من "تستر" أحد مدن محافظة خوزستان الموجودة حاليًا في إيران. سكن البصرة وعبادان مدة. وكان سبب سلوكه التصوف خاله محمد بن سوار. (عن http://ar.wikipedia.org/wiki/ سهل_التستري)
[3] (http://majles.alukah.net/#_ftnref3) - نقلا عن : http://www.nafahat7.net/index.php?page=soufisme_histoi re
1- مفهوم النور المحمدي في الفكر الصوفي
جذور المصطلحات الصوفية:
كان ابن عربي من أوائل من انفصل من المتصوفة عن تجربته الصوفية ليحللها، وينتقل بها من ميدان المواجيد والأحوال، إلى منطق العلم والنظريات ... ولقد ظهرت مع ابن عربي في أفق التصوف لغة جديدة، هي ولا شك وليدة نمط فكري جديد، اكتملت خلال قرون ستة، ويعتبر ابن عربي (قطب) اللغة الصوفية ومفرداتها، وكل (مفرد) يطالعنا في نصوص أرباب الصوفية: إما أنه يتجه إلى التكامل عنده، أو عالة عليه.[1] (http://majles.alukah.net/#_ftn1)
جذور فكرة "النور المحمدي" عند الصوفية:
ظهر اصطلاح "النور المحمدي" الغريب عن العقيدة الإسلامية بعد القرن الثالث الهجري. ومن تم ظهرت نظرية "النور المحمّدي ومركزيّته الكونيّة" ( مع الصوفي سهل التسريّ[2] (http://majles.alukah.net/#_ftn2) ). وإليك شرح ذلك استنادا لما قاله أحد رجال التصوف. ففي محاضرته عن المدارس الصوفية تناول الأستاذ محمد حنّاي (وهو من الفرقة التجانية) إزدهار المدارس الصوفيّة ( 3 هـ / 9 م - 4 هـ /10 م ) بقوله:
بعد وصول العبّاسيين إلى الحكم سنة ( 132هـ/750م ) بدأ العصر الذهبيّ للحضارة الإسلاميّة ، وخاصة خلال خلافة هارون الرشيد ( 193هـ/809م ) وابنه المأمون ( 218هـ/833م ) الذي أسّس بيت الحكمة ( 217هـ/832م ) وأصبحت من خلاله بغداد عاصمة عالميّة علميّة ، وبرع فيها كثير من العلماء منهم أبو يوسف الكنديّ وأبي نصر الفرابيّ والجاحظ وغيرهم ، كذلك نشطت حركة الترجمة و العلوم . لكن هذا الوضع العلميّ الجيّد كان يقابله وضع سياسيّ متأزّم بسبب الحروب و الخلافات الداخليّة و الخارجيّة ، منها حرب الأمين و المأمون ، سيطرة البويهيّين على الحكم ، ثورة الزنوج ، حركة القرامطة ، زحف الدولة الفاطميّة من المغرب . هذا الوضع السياسيّ أفرز جنوحا عند الصوفيّة بالبعد عن أهل الحكم والسياسة والتوجّه نحو حياة العلم والعمل مع المحافظة على الموروث القديم ، فبرز منهم العديد في كثير من العلوم . في التحليل النفسيّ ( الحارث المحاسبيّ ) ، الفناء والمعراج الصوفيّ ( أبو يزيد البسطاميّ ) ، النور المحمّدي ومركزيّته الكونيّة ( سهل التسريّ ) ، الفناء ودرجات التوحيد ( أبو القاسم الجنيد ) ، المحبّة وتوحيد الصدق ومراحل الحياة الكونيّة ( الحسين بن منصور الحلاّج ) . هذا الزخم العلميّ من المعارف الصوفيّة أدّى بالمدرسة الصوفيّة إلى الازدهار في إثبات الوجود مع المحافظة على وحدة و مسيرة المجتمع الإسلاميّ و مسايرة أوضاعه من خلال تخصّص المشايخ الذي أضفى تخصّصات على مدارسهم . لكن بداية القرن الرابع الهجريّ تعتبر نكسة للمدارس الصوفيّة وذلك بسبب تحالف المؤسّسة الفقهيّة مع المؤسّسة السياسيّة حيث تمّ إعدام الحسين بن منصور الحلاّج سنة ( 309هـ/922م ) الذي لم يستطع إخفاء أسراره وفيوضاته وجعلها في قالب لفظيّ تقبله العامّة وتفقهه وفق منطق الشريعة ، فاتُّهِمَ بالزندقة ثمّ كُفِّرَ و أعدِم . اهـ كلام المحاضر[3] (http://majles.alukah.net/#_ftn3)
.../... يتبع
[1] (http://majles.alukah.net/#_ftnref1) - http://www.islamic-sufism.com/article.php?id=785
[2] (http://majles.alukah.net/#_ftnref2) - أبو محمد سهل بن عبد الله بن يونس التستري، أحد علماء أهل السنة والجماعة ومن أعلام التصوف السني في القرن الثالث الهجري (طبقات الصوفية، تأليف: أبو عبد الرحمن السلمي، ص166-171، دار الكتب العلمية، ط2003.)، وصفه أبو عبد الرحمن السلمي بأنه «أحد أئمة الصوفية وعلمائهم والمتكلمين في علوم الإخلاص والرياضيات وعيوب الأفعال (المصدر السابق)، أصله من "تستر" أحد مدن محافظة خوزستان الموجودة حاليًا في إيران. سكن البصرة وعبادان مدة. وكان سبب سلوكه التصوف خاله محمد بن سوار. (عن http://ar.wikipedia.org/wiki/ سهل_التستري)
[3] (http://majles.alukah.net/#_ftnref3) - نقلا عن : http://www.nafahat7.net/index.php?page=soufisme_histoi re