المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القولُ المُستهلُّ في معنى حديث:" إن الله لا يملُّ" ..!!



أبوعاصم أحمد بلحة
2012-11-27, 04:20 AM
حديث : "إن الله لا يملُّ حتى تملُّوا" .
حاصلُ أقوال أهل العلم في تأويل هذا الحديث ، تؤول إلى مسلكين:
المسلك الأول: أن الملل صفة ثابتة لله تعالى بهذا الحديث ، وهي صفة كمال لا نقص فيها ، وقال بثبوتها : القاضي أبو يعلى ، وإبراهيم الحربي ، والشيخ محمد بن إبراهيم .
قال إبراهيم الحربي : " قال أبو زيد : ملَّ ، يَمَلُّ ملالةً ، وأمللته إملالاً ؛ فكأن المعنى لا يمل من ثواب أعمالكم ؛ حتى تملوا من العمل " .
وقال أبو يعلى :" اعلم أنه غير ممتنع إطلاق وصفه تعالى بالملل ، لا على معنى السآمة ، والاستثقال ، ونفور النفس عنه " .
وقال الشيخ محمد إبراهيم : " إن الله لا يمل حتى تملوا" من نصوص الصفات ، وهذا على وجهٍ يليق بالباري ، لا نقص فيه ، كنصوص الاستهزاء ، والخداع ، فيما يتبادر " .

المسلك الثاني : أن الحديث لا يدلُ على صفة الملل لله تعالى ، لأن الملل معناه : استثقال الشيء وإعراض النفس عنه ، وضجرها منه ، وهذا لا يجوز على الله جل في علاه .
قال بهذا : ابن قتيبة ، والطحاوي ، وابن عبد البر ، وابن رجب ، ولكنهم اختلفوا في الملل الوارد في الحديث على قولين :
القول الأول : أن المعني : لا يملُ إذا مللتم ، وإلى هذا ذهب ابن قتيبة ،والطحاوي .
قال ابن قتيبة : " أراد : فإن الله لا يمل إذا مللتم ؛ ومثال هذا : قولك في الكلام : هذا الفرس ؛ لايفتر حتى فتر الخيل ، لا تريد بذلك أنه يفتر إذا فترت ، ولو كان هذا هو المراد ، ما كان له فضل عليها ، لأنه يفتر معها ، فأية فضيلة له ؟ . وإنما تريد أنه لا يفتر إذا فترت ، حتى تنقطع خصومه ، تريدُ بذلك ؛ أنه لا ينقطع إذا انقطعوا ، ولو أردت أنه ينقطع ، إذا انقطعوا ؛ لم يكن له في هذا القول فضل على غيره ، ولا وجبت له به مدحة ، وجاء مثل هذا بعينه ، في الشعر المنسوب إلى ابن أخت تأبَّط شراً ، وقيل : إنه لخلف الأحمر :
صليت منِّي هذيل بخرقٍ .......لا يمل الشرَّ حتى يملُّوا
لم يرد أنه يمل الشر ، إذا ملوا ؛ ولو أراد ذلك ؛ ما كان فيه مدحٌ له ،لأنه بمنزلتهم ، وإنما أراد : أنهم يملون الشر ؛ وهو لا يمله " .
واستشهد هؤلاء بما روى عن النبي _صلى الله عليه وسلم _ أنه قال : " اكلفوا من الأعمال ما تطيقون ، فإن الله لا يملُّ من الثواب ؛ حتى تملوا من العمل " .
القول الثاني :أن معنى الحديث : " يترك الله الثواب ، والجزاء على العمل ؛ ما لم تملوه وتتركوه ، فيكون المراد بالملل لازم الملل ، لأن من ملَّ شيئاً تركه ، فكنى عن الترك بالملل ، الذي هو سبب الترك .
وهذا قول ابن عبد البر ، وابن رجب عليهما رحمه الله ، وهو قول جماعة كبيرٌ من أهل العلم .

قال ابن عبد البر : " معلومٌ أن الله ، لا يمل ، سواء ملَّ الناس ، أو لم يملوا ، ولا يدخله ملال في شيء من الأشياء ، جل وتعالى علواً كبيراً ، وإنما جاء لفظ هذا الحديث ، على المعروف من لغة العرب ، بأنهم كانوا إذا وضعوا لفظاً بإزاء لفظٍ وقبالته ، جواباً له وجزاءً ، ذكروه بمثل لفظه ، وإن كان مخالفاً له في المعنى ، ألا ترى إلى قوله تعالى : {وجزآؤا سيئةٍ سيئةٌ مثلها }، وقوله تعالى : { فمن اعتدى عليكم ، فاعتدوا عليه بمثل ما ا عتدى عليكم } .

والجزاء لا يكونُ سيئةً ، والقصاصُ ، لا يكون اعتداءً ؛ لأنه حقٌ واجبٌ .
وكذلك قوله _صلى الله عليه وسلم _ : " إن الله لا يمل حتى تملوا " ، أي : إن من مل من عملٍ يعمله ؛ قطع ع نه جزاؤه ، فأخرج لفظ قطع الجزاء ، بلفظ الملال ، إذ كان بحذائه وجواباً له " .

والراجح : اثباتُ صفة "الملِّ" لله تعالى ، على وجهٍ يليق به سبحانه جلَّ في علاه ، ويكون إثباتها من باب الصفات التي لا ينبغي أن يوصف الله عز وجل بها بإطلاق مثل :صفة الاستهزاء ، والمكر ، والخداع ......." .

وأما ما ذهب إليه ابن قتيبة والطحاوي من أن معنى الحديث : " إن الله لا يملُّ إذا مللتم ، فغيرُ وجيهٍ ، لأن "حتى" ، لا تأتي بمعنى "إذا" ، وإنما تأتي على أربعة معانٍ هي :
1-انتهاء الغاية ، وهو الغالب .
2- والتعليل .
3-وبمعنى : "إلَّا وهذا أقلها .
4-وتأتي عاطفةٌ عند بعضهم ، وهو قليل .
ثم إن "حتى" حرفٌ ، وتفسيرها بــــ"إذا" يخرجها من الحرفية ، إلى الإسمية ، لآن "إذا" ظرفٌ ، والظروف أسماء ، كما أنه يجعل لها محلاً من الإعراب ، وهو النصب ، على الظرفية ، مثل "إذا" ، وقد أجمع النحاة على أن الحروف لا محل لها من الإعراب " .

وأما ما ذهب إليه ابن عبد البر وابن رجب _عليهما رحمة الله _ ، من تفسير "الملل" بلازمه ، وهو "الترك" ، وذلك تنزيهاً لله تعالى ، عن معنى الملل ، فهو خروجٌ بالنصِّ عن ظاهره المتبادر منه ، علماً أنه لا يلزم من إثبات هذه الصفة لله تعالى بالقيد المذكور ، أن يكون الله تعالى متصفاً بالنقائص والعيوب ، كيف وقد وصفه بذلك ؛ من هو أعظم الناس تنزيهاً لربه ، وأعلمهم بمراده ، وهو الرسول _صلى الله عليه وسلم _ .
كما لا يلزم من إثباتها نفي اللوازم الصحيحة لها ، فإن لازم الحق حقٌ ، لكن لا ينبغي أن يكون إثبات اللازم ؛ طريقاً لنفي الأصل ، وهو "الصفة" ، فالصفة ثابتةٌ ، ولوازمها الصحيحة ثابتةٌ .
ولعل الذي ألجأهم إلى هذا التأويل : هو ما فهموه من معنى الملل ، في حق المخلوقين ، ومعلومٌ أن الخالف ، لا يماثله أحدٌ من خلقه بشيء من صفاته ، فللخالف صفاتٌ تليق به ، وللمخلوقات صفاتٌ تليق بهم ، والاتفاق في الأسماء ؛ لا يلزم من الاتفاق في المسميات ، والله أعلم .
من كتاب"أحاديث يتوهم إشكالها" لسليمان بن محمد الدبيجي (بتصرف).

سيف بلعيد
2012-11-27, 02:07 PM
الصفات عموما إما نقص أو كمال وبالنظر لصفة الملل فهي صفة نقص في لغة العرب ولا تأتي كمال
ومن وصف الله بها إما أن يكون وصفه بها كما هي معروفه على حقيقتها وظاهرها ويعتبر في هذه الحاله وصفه بالنقص
وإما وصفه بها وأخرجها عن معناها الحقيقي وهو في هذه الحالة متأول وصارف للفظة عن معناها
والصحيح أن صفة الملل صفة نقص ولا يجوز وصف الله بها أبدا بل الله منزه عنها
وأفضل توجيه للحديث هو قول من قال أن حتى بمعنى إذا والشواهد على هذا صحيحة صريحة فالله لا يمل ولا ينبغي أن يمل حتى وأن مللنا

أبو البراء محمد علاوة
2012-11-27, 03:37 PM
الملال: استثقال الشيء، ونفور النفس عنه بعد محبته، وهو محال عن الله تعالي باتفاق.
وفي إطلاق ذلك على الله أقوال:
أولًا: فسروا " حتى " معناها اللفظي في انتهاء الغاية على أقوال:
1ـ قال الإسماعيلي وجماعة إنما أطلق " الملال لله " على سبيل المقابلة اللفظية كقوله تعالي: " وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا " الشوري40.
2ـ قال القرطبي: هو من باب تسمية الشيء باسم سببه؛ لأن الله لما كان يقطع ثوابه عمن يقطع العمل، عبر عن ذلك بالملال.
3ـ قال الهروي: معناه لا يقطع عنكم فضله حتى تملوا سؤاله فتزهدوا في الرغبة إليه.
ثانيًا: ذهب آخرون إلي تفسيرها كالآتي:
1- قيل معناه " لا يمل الله إذا مللتم "، ففسروا " حتى " بمعنى " إذا " .
2- تقدير " حتى " بـ " الواو " : " فيكون المعنى: " لا يمل الله، وتملون أنتم " .
3- تفسير " حتى " بـ " حين " فيكون المعنى " لا يمل الله حين تملون " .
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: هل نفهم من حديث: " إن الله لا يمل حتى تملوا " المتفق عليه أن الله يوصف بالملل؟فأجاب: من المعلوم أن القاعدة عند أهل السنة والجماعة أننا نصف الله تبارك وتعالي بما وصف به نفسه من غير تمثيل ولا تكييف، فإذا كان هذا الحديث يدل على أن لله مللًا، فإن ملل الله ليس كمثل مللنا نحن، بل هو ملل ليس فيه شيء من النقص.
[المجموع الثمين فتاوى العقيدة: (1/ 49) فتوى رقم: (19) نقلًا من بلوغ الأماني تهذيب فتح الباري لشيخنا عادل بن يوسف العزازي: (1 /144)].

أبوعاصم أحمد بلحة
2012-11-27, 04:16 PM
طيب حضرتك أجبت على نفسك بكلام الشيخ محمد بن عثيمين في النهاية .، فكما أن الله عز وجل يغضب ، وليس غضبه كغضبنا ، وأن الله يريد ، وليست إرادته كإرادتنا ، وأن الله يضحك ...............الخ . فكذا القول في هذه الصفة ، فالقول هناك كالقول هنا ، ومن ادَّعى المفارقة ؛ فعلية الدليل . وهذا إنما ذكرته ؛ لأنه أحد الأدلة التي يستدلُ بها القائلين بهذا القول .

أبو البراء محمد علاوة
2012-11-27, 04:44 PM
بارك الله فيك، أنا ما قصدت الرد، إنما أردت الإضافة جزاك الله خبرًا

أبوعاصم أحمد بلحة
2012-11-27, 05:03 PM
جزاك الله خيراً ، أخي الكريم ( أبا البراء ) .

محمد طه شعبان
2016-01-21, 12:32 PM
نعم، فالقول الصواب هو إثبات الصفة مع نفي مشابهة المخلوقين؛ وأما لو قلنا: الملل هو استثقال الشيء؛ لزمنا أن ننفي الغضب والفرح والعجب، وغير ذلك من الصفات حتى الإرادة؛ لأن معناها ميل القلب إلى أحد الشيئين؛ ومن المعلوم أن هذا بالنسبة للمخلوق، وأما الخالق سبحانه وتعالى فليس كمثله شيء.

أبو البراء محمد علاوة
2016-01-26, 08:00 PM
جزاك الله خيراً ، أخي الكريم ( أبا البراء ) .

وجزاك مثله يالحبيب.

أبو البراء محمد علاوة
2016-02-08, 04:03 PM
حديث : "إن الله لا يملُّ حتى تملُّوا" .
حاصلُ أقوال أهل العلم في تأويل هذا الحديث ، تؤول إلى مسلكين:
المسلك الأول: أن الملل صفة ثابتة لله تعالى بهذا الحديث ، وهي صفة كمال لا نقص فيها ، وقال بثبوتها : القاضي أبو يعلى ، وإبراهيم الحربي ، والشيخ محمد بن إبراهيم .
قال إبراهيم الحربي : " قال أبو زيد : ملَّ ، يَمَلُّ ملالةً ، وأمللته إملالاً ؛ فكأن المعنى لا يمل من ثواب أعمالكم ؛ حتى تملوا من العمل " .


كلام إبراهيم الحربي لا يفيد أن الملال صفة من صفات الله.

أبو البراء محمد علاوة
2016-02-08, 04:15 PM
وقال أبو يعلى :" اعلم أنه غير ممتنع إطلاق وصفه تعالى بالملل ، لا على معنى السآمة ، والاستثقال ، ونفور النفس عنه " .
وقال الشيخ محمد إبراهيم : " إن الله لا يمل حتى تملوا" من نصوص الصفات ، وهذا على وجهٍ يليق بالباري ، لا نقص فيه ، كنصوص الاستهزاء ، والخداع ، فيما يتبادر " .


حبذا لو تذكر لنا مصدر كلام أبي يعلى ومحمد بن إبراهيم؟

أبو المجد الفراتي
2016-04-17, 12:57 PM
حبذا لو تذكر لنا مصدر كلام أبي يعلى ومحمد بن إبراهيم؟

نعم، نعم، كلام أبي يعلى هذا موجود في كتابه [إبطال التأويلات لأخبار الصفات] حيث يقول:
اعلم أَنَّهُ غير ممتنع إطلاق وصفه تَعَالَى بالملل لا عَلَى مَعْنَى السآمة والاستثقال ونفور النفس عَنْهُ، كَمَا جاز وصفه بالغضب لا عَلَى وجه النفور، وكذلك الكراهة والسخط والعداوة، فَقَالَ سُبْحَانَهُ: {وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ} وقال: {وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ} وَقَالَ: {مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ} وَقَالَ: {سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ} وَقَالَ: {فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ} وَقَالَ: {وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ}.

أبو البراء محمد علاوة
2016-04-17, 08:48 PM
نعم، نعم، كلام أبي يعلى هذا موجود في كتابه [إبطال التأويلات لأخبار الصفات] حيث يقول:
اعلم أَنَّهُ غير ممتنع إطلاق وصفه تَعَالَى بالملل لا عَلَى مَعْنَى السآمة والاستثقال ونفور النفس عَنْهُ، كَمَا جاز وصفه بالغضب لا عَلَى وجه النفور، وكذلك الكراهة والسخط والعداوة، فَقَالَ سُبْحَانَهُ: {وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ} وقال: {وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ} وَقَالَ: {مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ} وَقَالَ: {سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ} وَقَالَ: {فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ} وَقَالَ: {وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ}.

أحسن الله إليك، أثلجت صدري بهذا النقل، فكان غالب ظني أن الشيخ ابن عثيمين لم يسبقه أحد، وهذا تتمت كلام القاضي أبو يعلى في المصدر المشار إليه: (صـ 370 - 372): (... فإن قِيلَ: مَعْنَى الملل ها هنا الغضب، فيكون معناه لا يغضب عليهم وَلا يقطع عنهم ثوابه حتى يتركوا العمل قيل: هَذَا غلط، لأَنَّ الملل قد يحصل من العبد، فيما لا يقتضي الغضب عَلَيْهِ، وَهُوَ ترك النوافل، والخبر عَلَى هَذَا الوجه خرج، ولأنه إن جاز تأويل الملل عَلَى الغضب، جاز تأويل الغضب عَلَى الملل إذ ليس أحدهما بالتأويل أولى من الآخر، وكلاهما مما قد ورد الشرع بإطلاقه عَلَيْه ولأن الملل والغضب فِي اللغة عبارة عَن معنيين مختلفين، فلا يجوز حمل أحدهما عَلَى الآخر، ولأنه إن جاز امتناع إطلاق الملل لأَنَّ لَهُ حكم فِي الشاهد جاز امتناع إطلاق الغضب والرضا والإرادة لأَنَّ لَهَا حدا فِي الشاهد فإن قِيلَ: معناه: إن اللَّه لا يمل إِذَا مللتم، ومثل هَذَا قولهم: إن هَذَا الفرس لا يفتر حتى تفتر الخيل، وليس المراد بذلك أَنَّهُ يفتر إِذَا فترت الخيل، إذ لو كان المراد به هَذَا مَا كان لَهُ فضل عليها، لأَنَّهُ يفتر معها، وإنما المراد به لا يفتر وإن فترت الخيل، وكذلك قولهم فِي الرجل البليغ: لا ينقطع حتى ينقطع خصومه، يريد بذلك أَنَّهُ لا ينقطع إِذَا انقطعوا، إذ لو كان المراد به ينقطع إِذَا انقطعوا لَمْ يكن لَهُ فضل عليهم فعلى هَذَا يكون مَعْنَى الخبر أن اللَّه عَزَّ وَجَلَّ لا يترك الإحسان إِلَى عبيده، وإن تركوا هم طاعته قيل: هَذَا غلط، لأَنَّ الخبر قصد به بيان التحريض عَلَى العمل والحث عَلَيْهِ وإن قل، فإذا حمل الخبر عَلَى استدامة الثواب مع انقطاع العمل من العامل لَمْ يوجد المقصود بالخبر، لأَنَّهُ يعول عَلَى التفضل ويطرح العمل وجواب آخر: وَهُوَ أن حتى لَهَا ثلاثة أقسام: أحدها: أنها تكون غاية، وتكون بمعنى كي، وتكون بمعنى إِلا أن وليست بمعنى إِذَا حديث آخر).

محمد طه شعبان
2016-05-05, 01:06 PM
إذًا، الصحيح إثبات صفة الملل لله تعالى؛ ونقول فيها كسائر الصفات: ليس كمثله شيء.

ممدوح عبد الرحمن
2016-05-17, 12:57 AM
قال ابو يعلى:اعلم أَنَّهُ غير ممتنع إطلاق وصفه تَعَالَى بالملل لا عَلَى مَعْنَى السآمة.......انتهى وهنا يقال هل روايه لا يمل الله حتى تملوا اصح من روايه لا يسأم الله حتى تسأموا ؟

أبو البراء محمد علاوة
2016-05-17, 01:05 AM
قوهنا يقال هل روايه لا يمل الله حتى تملوا اصح من روايه لا يسأم الله حتى تسأموا ؟

وأين رواية: (لا يسأم الله حتى تسأموا)، في كلام أبي يعلى المشار إليه.

ممدوح عبد الرحمن
2016-05-17, 01:11 AM
كلام إبراهيم الحربي لا يفيد أن الملال صفة من صفات الله.شيخنا الفاضل لماذا؟

أبو البراء محمد علاوة
2016-05-17, 01:14 AM
وعلى كل حال يجب علينا أن نعتقد أنَّ الله تعالى مُنَزَّه عن كل صفة نقص من الملل وغيره، وإذا ثبت أنَّ هذا الحديث دليل على الملل؛ فالمراد به ملل ليس كملل المخلوق.
وفي جواب للجنة الدائمة عن هذا الحديث: (الواجب هو إمرار هذا الحديث كما جاء، مع الإيمان بالصفة، وأنها حق على الوجه الذي يليق بالله، من غير مشابهة لخلقه ولا تكييف، كالمكر والخداع والكيد الواردة في كتاب الله عزَّ وجلَّ، وكلها صفات حق تليق بالله سبحانه وتعالى على حد قوله تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم).
وقال الشيخ عبدالعزيز بن باز: (قوله في الحث على الأعمال الصالحة: (فإن الله جل وعلا لا يمل حتى تملوا)، مللٌ يليق بالله لا يشابه صفات المخلوقين في مللهم، فالمخلوقون لديهم نقص وضعف، وأما صفات الله فهي كاملة تليق به سبحانه لا يشابه خلقه، وليس فيها نقص ولا عيب، بل هي صفات تليق بالله سبحانه وتعالى، لا يشابه فيها خلقه جل وعلا).

أبو البراء محمد علاوة
2016-05-17, 01:17 AM
شيخنا الفاضل لماذا؟

هذا كلام إبراهيم الحربي نقلًا عن أبي زيد يدل على التأويل، قال إبراهيم الحربي: (قال أبو زيد: ملَّ، يَمَلُّ ملالةً، وأمللته إملالاً؛ فكأن المعنى لا يمل من ثواب أعمالكم؛ حتى تملوا من العمل).

ممدوح عبد الرحمن
2016-05-17, 01:18 AM
هو يثبت الملل لا على معنى السآمه كما قال والحديث عند مسلم بلفظ لا يسأم الله ختى تسأموا

أبو البراء محمد علاوة
2016-05-17, 01:23 AM
هو يثبت الملل لا على معنى السآمه كما قال والحديث عند مسلم بلفظ لا يسأم الله ختى تسأموا

نعم، فالقول في السآمة كالقول في المِلال

ممدوح عبد الرحمن
2016-05-17, 01:41 AM
هذا كلام إبراهيم الحربي نقلًا عن أبي زيد يدل على التأويل، قال إبراهيم الحربي: (قال أبو زيد: ملَّ، يَمَلُّ ملالةً، وأمللته إملالاً؛ فكأن المعنى لا يمل من ثواب أعمالكم؛ حتى تملوا من العمل). اولا اعتزر عن التاخير فى الرد ثانيا هو قال لا يمل من ثواب اعمالكم حتى تملوا من العمل.ولا اجد تاويل بالمعنى الاصطلاحى فى سياق كلامه للملل

أبو البراء محمد علاوة
2016-05-17, 01:31 PM
اولا اعتزر عن التاخير فى الرد ثانيا هو قال لا يمل من ثواب اعمالكم حتى تملوا من العمل.ولا اجد تاويل بالمعنى الاصطلاحى فى سياق كلامه للملل

وماذا تراه، هل تراه تفسيرًا للملل مع إثباته للصفة، لو أردت هذا فليس ببعيد والله أعلم.

رشيد الدين الصيدلاني
2016-05-18, 04:15 PM
كل هذه الإحتمالات صحيحة بارك الله فيكم و هي على الإثبات
يعني إثبات صفت الملل مع أسلوب العرب في تأويل الملل عن طرق المقابل و المماثلة السيئة بالسيئة و الحسنة بالحسنة و ليس فيه نقص البتة بل الحكمة و العدل كله في هذا الأسلوب العربي و رحمة الله أوسع و أكمل
و حمل اللفض الواحد على جميع معانيه الصحيحة اللائقة و المتبادرة هو المذهب الصحيح في التفسير
و لا تعارض في ذلك
و الله أعلم

ممدوح عبد الرحمن
2016-05-18, 08:58 PM
وماذا تراه، هل تراه تفسيرًا للملل مع إثباته للصفة، لو أردت هذا فليس ببعيد والله أعلم. انا ارى سياق الحديث ليس قطعى فى اثبات الملل لأن "حتى" قد تكون تعليليه كما فى سياق "الله لا يظلم الناس حتى تظلم الناس" فيكون معنى الحديث عليكم من الأعمال ما تطيقون حتى لا تملوا فان الله لا يمل من ثواب أعمالكم كى تملوا من عبادته. وإن كان السياق يرفض هذا التفسير فعرفونى السبب بااارك الله فيكم.

أبو البراء محمد علاوة
2016-05-19, 01:56 PM
انا ارى سياق الحديث ليس قطعى فى اثبات الملل لأن "حتى" قد تكون تعليليه كما فى سياق "الله لا يظلم الناس حتى تظلم الناس" فيكون معنى الحديث عليكم من الأعمال ما تطيقون حتى لا تملوا فان الله لا يمل من ثواب أعمالكم كى تملوا من عبادته. وإن كان السياق يرفض هذا التفسير فعرفونى السبب بااارك الله فيكم.

السياق لا يرفضه؛ لذا اختلف العلماء في الحديث هل هو من أحاديث الصفات أو لا؟