عبد الحكيم علي
2012-11-24, 12:33 PM
هل ثبت نقل الشافعي للإجماع على أن الإيمان قول وعمل ؟
بيان شبهة يتشبث بها من يقول يصح الإيمان بدون عمل ؟؟
فقد انتشر بين بعض طلبة العلم هذه الأيام أن الإجماع الذي ينقله الشافعي غير ثابت ولا صحيح يريدون أن يثبتوا أن الأعمال خارجة عن مسمى الإيمان وأن هذا القول من أقوال أهل السنة والخلاف معه خلاف تنوع فحسب !!!
ينقلون عن الشافعي قول الشيرازي الذي نقله العيني في عمدة القاري :
قَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَق الشِّيرَازِيّ وَهَذِه أول مَسْأَلَة نشأت فِي الاعتزال وَنقل عَن الشَّافِعِي أَنه قَالَ الْإِيمَان هُوَ التَّصْدِيق وَالْإِقْرَار وَالْعَمَل فالمخل بِالْأولِ وَحده مُنَافِق وَبِالثَّانِي وَحده كَافِر وبالثالث وَحده فَاسق ينجو من الخلود فِي النَّار وَيدخل.الْجنَّة . عمدة القاري شرح صحيح البخاري .
فأخرج الأعمال من الإيمان عنده ؟؟؟؟؟
1-و أما ما نقله العيني عن الإمام الشافعي رحمه الله ؛ فإنه خلاف المنقول عنه رحمه الله بل و خلاف ما قاله في كتابه "الأم " حيث قال رحمه الله : " وكان الإجماع من الصحابة ، والتابعين من بعدهم , ومن أدركناهم يقولون : الإيمان : قول وعمل ونية ؛ لا يجزىء واحد من الثلاثة إلا بالآخر" .
نقله عنه الإمام اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد 5/886 وشيخ الإسلام ابن تيمية , كما في مجموع الفتاوى 7/209
قارن بين النصين: قال الشافعي لا يجزئ واحد من الثلاثة إلا بالآخر فغيرها الشيرازي والعيني المرجئين في الإيمان:
2- الشيرازي أشعري جلد والأشاعرة مرجئة في الإيمان وهو يدلس ليوافق مذهبه.
3- العيني ماتوريدي وهم مرجئة في الإيمان.
ويبقى الإجماع منعقد على أن الإيمان : قول وعمل ونية ؛ لا يجزىء واحد من الثلاثة إلا بالآخر" . ولله الحمد
بقية أن نرد على من جعل أبا اسحاق الشيرازي من أهل السنة ولم أر لما حتى وقفت على هذا النقل ففهمت مراد من يريد جعله من أهل السنة وهو أشعري جلد بل وأشعري من الذين يعادون ويحاربون أهل السنة.
أقول :
هل أبو اسحاق الشيرازي رحمه الله من أهل السنة؟؟؟
الجواب :
لا ليس من أهل السنة والجماعة وإنما الرجل أشعري جلد
أبو أسحاق الشيرازي رحمه الله الذي يظهر أنه كان أشعريا جلدا خصوصا وأنه كان من الذين حاربوا أهل السنة في مصر وكان يقول : كما في طبقات الشافعية 3/ 376: وأبو الحسن الأشعري إمام أهل السنة، وعامة أصحاب الشافعي على مذهبه، ومذهبه مذهب أهل الحق،إهـ
ولا أظن سلفيا يقول هذا في أبي الحسن الأشعري رحمه الله.
قال أبو إسحاق الشيرازي رحمه الله تعالى في طبقات الشافعية 3/ 376: وأبو الحسن الأشعري إمام أهل السنة، وعامة أصحاب الشافعي على مذهبه، ومذهبه مذهب أهل الحق.إهـ
قال فيه اليافعي في مرآة الجنان: ومنهم- أي ومن أئمة الأشاعرة -: الشيخ أبو إسحاق الشيرازي. وهذا لفظه فيما نقله الإمام الحافظ ابن عساكر، الجواب: وبالله التوفيق، إن الأشعرية هم أعيان أهل السنة، وأنصار الشريعة، انتصبوا للرد على المبتدعة من القدرية والرافضية وغيرهم، فمن طعن فيهم فقد طعن عن أهل السنة، وإذا رفع أمر من يفعل ذلك إلى الناظر في أمر المسلمين، وجب عليه تأديبه بما يرتاع به كل أحد.إهـ
قال في كتاب الأزمة العقدية بين الأشاعرة وأهل الحديث:
و أما الأشاعرة فهم أيضا قالوا إنهم هم الذين يمثلون مذهب أهل السنة و الجماعة ، و إن غيرهم انحرف عنه ، فالصوفي عبد الكريم بن هوازن القشيري جعل الأشاعرة هم أهل السنة ،و مذهب إمامهم هو مذهب أصحاب الحديث ، تكلّم على طريقتهم في الرد على المخالفين . و ثانيهم الفقيه أبو إسحاق الشيرازي الشافعي (ت476ه) ذم الحنابلة و جعل الأشاعرة من أهل السنة ، و عدّ أبا الحسن الأشعري إمام أهل السنة .إهـ
وقال ايضا :نظام الملك (ت485ه) ، أرسلوه إليه على إثر فتنة ابن القشيري مع الحنابلة سنة 469ه ، ذكروا له فيه ما حدث لهم على يد الحنابلة ،و حرّضوه عليهم لقطع شأفتهم ، و استنجدوا به لنصرتهم ،و قالوا له إن ابن القشيري دعا إلى التوحيد ، فعارضته الحنبلية المشبهة المجسمة الحشوية و أبت اتباعه ؛ ثم أنهوا خطابهم بالتوقيع عليه ، على رأسهم شيخ الشافعية أبو إسحاق الشيرازي (ت476ه) إهـ
وقال أيضا : و أشير هنا إلى أمرين هامين ، الأول هو أن علماء الأشاعرة في خطابهم لنظام الملك ، أظهروا صراحة عداءهم للحنابلة دون مواربة ، فوصفوهم له بأبشع الأوصاف، و طلبوا منه أن يقطع دابرهم ،و لا يجوز له السكوت عنهم . فأظهروا بذلك ما كانوا يكنونه لهم من حقد و كراهية و تربص .. إهـ نفس المصدر
فكيف يكون من هذا حاله من السلفيين وكان السبب في هزيمة أهل السنة على يد الأشاعرة في مصر والله المستعان.
وللشيخ أبي اسحاق الشيرازي رحمه الله كتب مؤلفة خاصة في بيان عقيدته فلا تؤخذ عقيدة رجل إلا مما سطره لبيانها ولا تؤخذ من بعض كلماته المبثوثة هنا وهناك مع احتمالها لغير ما يظهر منها وإليك بعض الكتب مع التلخيص لبيان ما فيها:
كتاب الإشارة إلى مذهب أهل الحق:
وفيه أثبت عقيدة الأشاعرة ونسب أهل السنة للتجسيم وهو مؤلف خصيصا للعقيدة ومنه نأخذ عقيدة الرجل ( لا مما يكتبه في كتب الأصول وغيرها كما فعل بعض الإخوة ) ومما قال فيه :
حكم النظر والاستدلال
فمن ذلك: أنهم يعتقدون أنّ أول ما يجب على العاقل البالغ المكلَّف القصد إلى النظر والاستدلال المؤدّيين إلى معرفة الله عز وجل.إهـ وهذا ما يعتقده الأشاعرة من أن أول واجب هو النظر ـ
عقد مبحث :
إثبات الصانع وحدوث العالم ثم مبحث :محدث العالم واحد أحد ثم مبحث: قدم الله عز وجل وأزليته .إهـ وتحته قرر مذهب الأشاعرة في الإستدلال على الخالق . ـ
ثم قال :
في مبحث آخر : نزاهة الله عز وجل عن الشبيه
ثم يعتقدون أن الله عز وجل لا يشبهه شيء من المخلوقات، ولا هو يشبه شيئاً منها.
لأنه لو أشبهه شيء لكان مثله قديماً، ولو أشبه شيئاً لكان مثله مخلوقاً، وكلا الحالين محال.
قال عز وجل : ليس كمثله شيء وهو السميع البصير .
[ نزاهة الله عز وجل عن معاني العالم ]
ثم يعتقدون: أن الله عز وجل ليس بجسم؛ لأن الجسم: هو المُؤَلَّف، وكل مُؤلَّفٍ لا بد له من مُؤَلِّفٍ. وليس بجوهر؛ لأن الجوهر لا يخلو من الأعراض كاللون والحركة والسكون والعرض الذي لا يكون ولا يبقى وقتين.( هذه المسألة من أخص ما إختصت به عقيدة الأشاعرة وهي أن العرض لا يبقى زمنين وهي فاسدة كما هو معلوم بالعقل والشرع حتى إن كثيرا من الأشاعرة ردها أو تراجع عنها.فهل يكون هذا إلا أشعريا جلدا ثم قال رحمه الله:
صفات الله عز وجل
ثم يعتقدون أن الله تعالى المُحدِث للعالم موصوف بصفات ذاتية، وصفات فعلية.
فأما الصفات الذاتية: فهي ما يصح أن يوصف بها في الأزل، وفي لا يزال، كالعلم والقدرة .
وأما الصفات الفعلية: فهي ما لا يصح أن يوصف بها في الأزل، ويصح في لا يزال، كالخلق والرزق.
لا يقال: إنه أبداً كان خالقاً ورازقاً؛ لأن ذلك يؤدي إلى قدم المخلوق والمرزوق، بل يقال: إنه أبداً كان قادراً على الخلق والرزق، عالماً بمن يخلقه ويرزقه.إهـ فأرجعها على عادة الأشاعرية إلى صفة القدرة والعلم ولم يثبت الصفات الفعلية وهذه محض عقيدة الأشاعرة.
وقال كذالك :
قُدْرَة الله عز وجل
ثم يعتقدون: أن الله تعالى قادر بقدرة واحدة أزلية، تتعلق بجميع المقدورات، فلا يخرج مقدور عن قدرته.إهـ وهذه عقيدة الأشاعرة أن القدرة أزلية وتتعلق بالمخلوقات فقط وهي مسألة التعلق عند الأشاعرة.
وقال في التحسين والتقبيح العقليين:
حاكمية العقل بين أهل الحق والقدرية:
والكلام في هذه المسألة مع القدرية يطول؛ لأنهم لا يبنونها على أصلهم: وهو أن العقل عندهم يوجِب ويحسِّن ويقبِّح.
وعند أهل الحق: العقل لا يوجب ولا يحسِّن ولا يقبِّح، بل الحسن ما حسَّنته الشريعة، والقبيح ما قبَّحته الشريعة.إهـ وهذا مذهب الأشاعرة في التحسين والتقبيح
ولا أريد أن أنقل جل كلامه لما يحمل من شبه وأكتفي بما مضى و به يحصل المقصود وفيه رد على من زعم أن أبا اسحاق الشيرازي من أهل السنة والجماعة سواء كان غرضه توثيق النقل الذي نقله العيني أو غيره .
ثم هل يعقل أن نأخذ عقيدتنا من المخالفين لنا فيها ؟ ونترك ما نقله الأئمة الأعلام كاللالكائي رحمه الله وابن تيمية الذي نقل هذا الإجماع عن الشافعي رحمه الله .
والحمد لله وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما مزيدا.
كتبه عبد الحكيم الهاشمي كان الله له.
.
بيان شبهة يتشبث بها من يقول يصح الإيمان بدون عمل ؟؟
فقد انتشر بين بعض طلبة العلم هذه الأيام أن الإجماع الذي ينقله الشافعي غير ثابت ولا صحيح يريدون أن يثبتوا أن الأعمال خارجة عن مسمى الإيمان وأن هذا القول من أقوال أهل السنة والخلاف معه خلاف تنوع فحسب !!!
ينقلون عن الشافعي قول الشيرازي الذي نقله العيني في عمدة القاري :
قَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَق الشِّيرَازِيّ وَهَذِه أول مَسْأَلَة نشأت فِي الاعتزال وَنقل عَن الشَّافِعِي أَنه قَالَ الْإِيمَان هُوَ التَّصْدِيق وَالْإِقْرَار وَالْعَمَل فالمخل بِالْأولِ وَحده مُنَافِق وَبِالثَّانِي وَحده كَافِر وبالثالث وَحده فَاسق ينجو من الخلود فِي النَّار وَيدخل.الْجنَّة . عمدة القاري شرح صحيح البخاري .
فأخرج الأعمال من الإيمان عنده ؟؟؟؟؟
1-و أما ما نقله العيني عن الإمام الشافعي رحمه الله ؛ فإنه خلاف المنقول عنه رحمه الله بل و خلاف ما قاله في كتابه "الأم " حيث قال رحمه الله : " وكان الإجماع من الصحابة ، والتابعين من بعدهم , ومن أدركناهم يقولون : الإيمان : قول وعمل ونية ؛ لا يجزىء واحد من الثلاثة إلا بالآخر" .
نقله عنه الإمام اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد 5/886 وشيخ الإسلام ابن تيمية , كما في مجموع الفتاوى 7/209
قارن بين النصين: قال الشافعي لا يجزئ واحد من الثلاثة إلا بالآخر فغيرها الشيرازي والعيني المرجئين في الإيمان:
2- الشيرازي أشعري جلد والأشاعرة مرجئة في الإيمان وهو يدلس ليوافق مذهبه.
3- العيني ماتوريدي وهم مرجئة في الإيمان.
ويبقى الإجماع منعقد على أن الإيمان : قول وعمل ونية ؛ لا يجزىء واحد من الثلاثة إلا بالآخر" . ولله الحمد
بقية أن نرد على من جعل أبا اسحاق الشيرازي من أهل السنة ولم أر لما حتى وقفت على هذا النقل ففهمت مراد من يريد جعله من أهل السنة وهو أشعري جلد بل وأشعري من الذين يعادون ويحاربون أهل السنة.
أقول :
هل أبو اسحاق الشيرازي رحمه الله من أهل السنة؟؟؟
الجواب :
لا ليس من أهل السنة والجماعة وإنما الرجل أشعري جلد
أبو أسحاق الشيرازي رحمه الله الذي يظهر أنه كان أشعريا جلدا خصوصا وأنه كان من الذين حاربوا أهل السنة في مصر وكان يقول : كما في طبقات الشافعية 3/ 376: وأبو الحسن الأشعري إمام أهل السنة، وعامة أصحاب الشافعي على مذهبه، ومذهبه مذهب أهل الحق،إهـ
ولا أظن سلفيا يقول هذا في أبي الحسن الأشعري رحمه الله.
قال أبو إسحاق الشيرازي رحمه الله تعالى في طبقات الشافعية 3/ 376: وأبو الحسن الأشعري إمام أهل السنة، وعامة أصحاب الشافعي على مذهبه، ومذهبه مذهب أهل الحق.إهـ
قال فيه اليافعي في مرآة الجنان: ومنهم- أي ومن أئمة الأشاعرة -: الشيخ أبو إسحاق الشيرازي. وهذا لفظه فيما نقله الإمام الحافظ ابن عساكر، الجواب: وبالله التوفيق، إن الأشعرية هم أعيان أهل السنة، وأنصار الشريعة، انتصبوا للرد على المبتدعة من القدرية والرافضية وغيرهم، فمن طعن فيهم فقد طعن عن أهل السنة، وإذا رفع أمر من يفعل ذلك إلى الناظر في أمر المسلمين، وجب عليه تأديبه بما يرتاع به كل أحد.إهـ
قال في كتاب الأزمة العقدية بين الأشاعرة وأهل الحديث:
و أما الأشاعرة فهم أيضا قالوا إنهم هم الذين يمثلون مذهب أهل السنة و الجماعة ، و إن غيرهم انحرف عنه ، فالصوفي عبد الكريم بن هوازن القشيري جعل الأشاعرة هم أهل السنة ،و مذهب إمامهم هو مذهب أصحاب الحديث ، تكلّم على طريقتهم في الرد على المخالفين . و ثانيهم الفقيه أبو إسحاق الشيرازي الشافعي (ت476ه) ذم الحنابلة و جعل الأشاعرة من أهل السنة ، و عدّ أبا الحسن الأشعري إمام أهل السنة .إهـ
وقال ايضا :نظام الملك (ت485ه) ، أرسلوه إليه على إثر فتنة ابن القشيري مع الحنابلة سنة 469ه ، ذكروا له فيه ما حدث لهم على يد الحنابلة ،و حرّضوه عليهم لقطع شأفتهم ، و استنجدوا به لنصرتهم ،و قالوا له إن ابن القشيري دعا إلى التوحيد ، فعارضته الحنبلية المشبهة المجسمة الحشوية و أبت اتباعه ؛ ثم أنهوا خطابهم بالتوقيع عليه ، على رأسهم شيخ الشافعية أبو إسحاق الشيرازي (ت476ه) إهـ
وقال أيضا : و أشير هنا إلى أمرين هامين ، الأول هو أن علماء الأشاعرة في خطابهم لنظام الملك ، أظهروا صراحة عداءهم للحنابلة دون مواربة ، فوصفوهم له بأبشع الأوصاف، و طلبوا منه أن يقطع دابرهم ،و لا يجوز له السكوت عنهم . فأظهروا بذلك ما كانوا يكنونه لهم من حقد و كراهية و تربص .. إهـ نفس المصدر
فكيف يكون من هذا حاله من السلفيين وكان السبب في هزيمة أهل السنة على يد الأشاعرة في مصر والله المستعان.
وللشيخ أبي اسحاق الشيرازي رحمه الله كتب مؤلفة خاصة في بيان عقيدته فلا تؤخذ عقيدة رجل إلا مما سطره لبيانها ولا تؤخذ من بعض كلماته المبثوثة هنا وهناك مع احتمالها لغير ما يظهر منها وإليك بعض الكتب مع التلخيص لبيان ما فيها:
كتاب الإشارة إلى مذهب أهل الحق:
وفيه أثبت عقيدة الأشاعرة ونسب أهل السنة للتجسيم وهو مؤلف خصيصا للعقيدة ومنه نأخذ عقيدة الرجل ( لا مما يكتبه في كتب الأصول وغيرها كما فعل بعض الإخوة ) ومما قال فيه :
حكم النظر والاستدلال
فمن ذلك: أنهم يعتقدون أنّ أول ما يجب على العاقل البالغ المكلَّف القصد إلى النظر والاستدلال المؤدّيين إلى معرفة الله عز وجل.إهـ وهذا ما يعتقده الأشاعرة من أن أول واجب هو النظر ـ
عقد مبحث :
إثبات الصانع وحدوث العالم ثم مبحث :محدث العالم واحد أحد ثم مبحث: قدم الله عز وجل وأزليته .إهـ وتحته قرر مذهب الأشاعرة في الإستدلال على الخالق . ـ
ثم قال :
في مبحث آخر : نزاهة الله عز وجل عن الشبيه
ثم يعتقدون أن الله عز وجل لا يشبهه شيء من المخلوقات، ولا هو يشبه شيئاً منها.
لأنه لو أشبهه شيء لكان مثله قديماً، ولو أشبه شيئاً لكان مثله مخلوقاً، وكلا الحالين محال.
قال عز وجل : ليس كمثله شيء وهو السميع البصير .
[ نزاهة الله عز وجل عن معاني العالم ]
ثم يعتقدون: أن الله عز وجل ليس بجسم؛ لأن الجسم: هو المُؤَلَّف، وكل مُؤلَّفٍ لا بد له من مُؤَلِّفٍ. وليس بجوهر؛ لأن الجوهر لا يخلو من الأعراض كاللون والحركة والسكون والعرض الذي لا يكون ولا يبقى وقتين.( هذه المسألة من أخص ما إختصت به عقيدة الأشاعرة وهي أن العرض لا يبقى زمنين وهي فاسدة كما هو معلوم بالعقل والشرع حتى إن كثيرا من الأشاعرة ردها أو تراجع عنها.فهل يكون هذا إلا أشعريا جلدا ثم قال رحمه الله:
صفات الله عز وجل
ثم يعتقدون أن الله تعالى المُحدِث للعالم موصوف بصفات ذاتية، وصفات فعلية.
فأما الصفات الذاتية: فهي ما يصح أن يوصف بها في الأزل، وفي لا يزال، كالعلم والقدرة .
وأما الصفات الفعلية: فهي ما لا يصح أن يوصف بها في الأزل، ويصح في لا يزال، كالخلق والرزق.
لا يقال: إنه أبداً كان خالقاً ورازقاً؛ لأن ذلك يؤدي إلى قدم المخلوق والمرزوق، بل يقال: إنه أبداً كان قادراً على الخلق والرزق، عالماً بمن يخلقه ويرزقه.إهـ فأرجعها على عادة الأشاعرية إلى صفة القدرة والعلم ولم يثبت الصفات الفعلية وهذه محض عقيدة الأشاعرة.
وقال كذالك :
قُدْرَة الله عز وجل
ثم يعتقدون: أن الله تعالى قادر بقدرة واحدة أزلية، تتعلق بجميع المقدورات، فلا يخرج مقدور عن قدرته.إهـ وهذه عقيدة الأشاعرة أن القدرة أزلية وتتعلق بالمخلوقات فقط وهي مسألة التعلق عند الأشاعرة.
وقال في التحسين والتقبيح العقليين:
حاكمية العقل بين أهل الحق والقدرية:
والكلام في هذه المسألة مع القدرية يطول؛ لأنهم لا يبنونها على أصلهم: وهو أن العقل عندهم يوجِب ويحسِّن ويقبِّح.
وعند أهل الحق: العقل لا يوجب ولا يحسِّن ولا يقبِّح، بل الحسن ما حسَّنته الشريعة، والقبيح ما قبَّحته الشريعة.إهـ وهذا مذهب الأشاعرة في التحسين والتقبيح
ولا أريد أن أنقل جل كلامه لما يحمل من شبه وأكتفي بما مضى و به يحصل المقصود وفيه رد على من زعم أن أبا اسحاق الشيرازي من أهل السنة والجماعة سواء كان غرضه توثيق النقل الذي نقله العيني أو غيره .
ثم هل يعقل أن نأخذ عقيدتنا من المخالفين لنا فيها ؟ ونترك ما نقله الأئمة الأعلام كاللالكائي رحمه الله وابن تيمية الذي نقل هذا الإجماع عن الشافعي رحمه الله .
والحمد لله وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما مزيدا.
كتبه عبد الحكيم الهاشمي كان الله له.
.