المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (ليس به بأس / لا بأس به) عند البزار



محمد الروسي
2012-11-13, 04:49 PM
من المصطلحات الحديثية في مراتب الرواة قول (ليس به بأس) أو (لا بأس به)

وهي تدل في العموم على توثيق الراوي وأنه صدوق (حسن الحديث)

ولكن إستخدام الإمام البزار - رحمه الله- لهذا المصطلح يبدو أن له دلالة أخرى

قال الشيخ أبو إسحق الحويني تعليقا على قول البزار في أحد الرواة - وهو البراء بن يزيد الغنوي- لابأس به:

«قلت -الحويني- : بل البراء يزيد الغنوي ضعيف ، ضعفه أحمد وابن معين والنسائي وغيرهم ، وقال ابن حبان :
«« كان هذا الغنوي كثير الاختلاط ، كثير الوهم فيما يرويه »» . فقول البزار : «« ليس به بأس »» فيه نوع تساهل ، كما عرف عنه رحمه الله ونبهت عليه في غير موضع . على أن الحافظ نقل عن البزار أنه قال : «« ليس بالقوي وقد احتمل حديثه »» ، وفي هذا النقل فائدة تبين لنا أن من قال فيه البزار : «« ليس به بأس »» يعمل به في الشواهد والمتابعات »إنتهى (النافلة في النافلة في الأحاديث الضعيفة والباطلة / 113).

وقد راجعت -الروسي- مسند البزار فوجدت مايؤيد كلام الشيخ الحويني:

ففي مسند البزار\21 تجده يقول عن زياد الجصاص: ( وزياد رجل بصري وليس به بأس ليس بالحافظ).إنتهى

وقال أيضا في مسنده \760 : (عطاء بن مسلم لم يكن به بأس ولم يكن حافظا)إنتهى

وقال عنه في موضع آخر من مسنده/3626 (وعطاء بن مسلم ليس به بأس ولم يتابع عليه) إنتهى

وقال عن قزعة بن سويد الباهلي/3477
(وقزعة رجل من أهل البصرة ليس به بأس ,لم يكن بالقوي , وحدث عنه أهل العلم واحتملوا حديثه) إنتهى

ومن باب ((الإستئناس)) تتبعت من قال فيهم البزار في مسنده (لابأس به) أو (ليس به بأس) وما قد يترجح من حالهم فوجدت أكثر من نصفهم بل أغلبهم من الضعفاء ومن لايحتمل تفرده!

فعشرة (10) من المجاهيل
و تسعة وعشرون (29) راويا من الضعفاء
وإثنين (2) متروكي الحديث
وإثنين (2) منكري الحديث
وخمسة (15) صدوق كثير الخطأ أو يهم
بينما يوجد فقط أربعة عشر (14) صدوق حسن الحديث
وعشرة (10) من الثقات
من بين إثنين وثمانين (82) راويا وقفت عليهم.

مما يؤيد ماذهب إليه الشيخ الحويني من أن مراد البزار من قول (لابأس به /ليس به بأس) أي حين يتابع فيعمل به في الشواهد والمتابعات

والله أعلم.

أبو زُرعة الرازي
2012-11-13, 05:32 PM
الأخ الحبيب محمد الروسي - وفقه الله وبارك فيه - .
ما أشرت إليه مليحٌ جداً مِنْ الناحية الحديثية فإنهُ مِنْ باب أولى فهم مصطلحات الأئمة ولأزيد مِنْ بحثكم قُوة إن إصطلاح لا بأس به أو ليس به بأس فالحاصل أن قول الحُفاظ (( ليس به بأس )) أو (( لا بأس به )) ليس توثيقاً كقوله (( ثقة )) بل إنها قد تكون عند بعض الحفاظ توثيقاً أو كأن تكون مثل قوله (( صدوق )) وهي في العادة أقرب أنواع التعديل لقولهم ثقة. وقد تعني ثقة عند ابن معين و دُحيم، جاء في لسان الميزان (1\93): قال أبن أبي خيثمة: قلت لابن معين: «إنك تقول: فلان ليس به بأس، وفلان ضعيف». قال: إذا قلت لك: «ليس به بأس، فهو ثقة. وإذا قلت: هو ضعيف، فليس هو بثقة، ولا يكتب حديثه». وفي تهذيب التهذيب (7\277): قال أبو زرعة الدمشقي: «قلت لعبد الرحمن بن إبراهيم: ما تقول في علي بن حوشب؟». قال: «لا بأس به». قلت: «ولم لا تقول ثقة، ولا نعلم إلا خيراً؟». قال: «قد قلت لك أنه ثقة» ، وهُناك رسالة ماجستير نافعة في دراسة منهج أبي بكر البزار في كتابه البحر الزخار أو المسند المُعلل بارك الله فيك بعنوان (( منهج البزار في مسنده المعلل )) وهي دراسة نافعة ستستفيد منها باذن الواحد الأحد . والله أعلم بالصواب .

محمد الروسي
2012-11-13, 11:45 PM
جزاك الله خيرا أخي الكريم أبا زرعة على إضافتك القيمة وأود أن أؤكد على ما أشرت إليه من أهمية فهم مصطلحات الأئمة ذلك أن منبع كثير من اللبس والخلط هو عدم التمييز بين مصطلحات المتقدمين والمتأخرين فضلا عن تمييز المصطلحات الخاصة عند بعض الأئمة.

ولو تكرمت أين أجد الرسالة المذكورة؟ هل هي منشورة ؟

أبو زُرعة الرازي
2012-11-14, 09:29 AM
الأخ الحبيب محمد الراوسي - وفقه الله - .
أحسنت فإن الخلط يقع مِنْ كثيرٍ في التفريق بين إصطلاحات المتقدمين والمتأخرين ولكنَّ المسألة تحتاجُ لنظرٍ ودقةٍ في البحث أما عن الرسالة فهي عندي على حاسبي ولا أعرفُ كيفية رفعها - وفقك الله - ولكنك قد تجدها بالإنترنت .

محمد الروسي
2012-11-15, 05:50 PM
وجدت رسالة دكتوراه في موضوع البحث ولعلها التي أشرت إليها -حفظك الله- وهي على الرابط التالي

http://www.4shared.com/office/5ejh62uO/________.html