مشاهدة النسخة كاملة : السِّفْر المنير في ذكرى قصة الحج الكبير ....
أم هانئ
2012-11-10, 06:01 AM
الحمد لله وكفى وصلاة وسلام على عباده الذين اصطفى ثم أما بعد :
بعد الانتهاء - بفضل الله - من ( شذور الذهب من ذكرى سفرة عجب ) :
http://majles.alukah.net/showthread.php?84573-%D8%B4%D8%B0%D9%88%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%87%D8%A8-%D9%85%D9%86-%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%89-%D8%B3%D9%81%D8%B1%D8%A9%D9%8D-%D8%B9%D8%AC%D8%A8-!
وعدتُ بأن أقص عليكن طرفا من قصة حج إحداهن ، فهأنذا - بفضل من الله ورحمة - حاضرة بجِد ؛ لأنقل لكُن بكل إحساس وصدق ما تيسر من أحداث وقعت لأخت لنا في سفرة الحج ...!
والســـــــــــ ــؤال :
* لماذا نتكلف القص ؟
- ليس المراد محض القص للقص : بل القص وسيلة لغاية هي مران النفس على تأمل الحدث ، والاتعاظ بما قد يمر من مواقف وأحداث لا تعلق رغم عمقها في وجدان كثير من الناس .
فما يعنينا في مثل مقامنا هذا هو تأمل ما وقع من أحداث ، أيًّا كان صاحبها من آحاد الناس...
لن أعدكن بأحداث شائقات ، ولكنها - بلا شك - أحداث غير مألوفات ...
والله أسأل الهدى للرشاد ، والعون بحول منه وقوة على التوفيق والسداد ..
و ....... يُتبـــــــع .
لجين الندى
2012-11-10, 06:29 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت بانتظار هذه القصة : )
كأن الأخوات يقولون عند قراءة موضوع " زوجان ... قصة قصيرة جدا "
نريد يتبع يا أم هانئ : )
يسعدني أن أتابعك من هنا وهناك
أحسن الله اليكِ .. وجزاكِ كل خير ..
بسم الله...وهذا مقعدي وقد وضعت يدي عليه :)
نسأل الله أن ييسر
سددك الله ووفقك يا أم هانئ
أم هانئ
2012-11-12, 09:23 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت بانتظار هذه القصة : )
كأن الأخوات يقولون عند قراءة موضوع " زوجان ... قصة قصيرة جدا "
نريد يتبع يا أم هانئ : )
يسعدني أن أتابعك من هنا وهناك
أحسن الله اليكِ .. وجزاكِ كل خير ..
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
حي هلا بلجين بارك الله فيك وأحسن إليك في الدارين
تسعدني عطر متابعتك هنا وهناك ولأجلك أكتب القصة .... ابتسامة
أم هانئ
2012-11-12, 09:25 AM
بسم الله...وهذا مقعدي وقد وضعت يدي عليه :)
نسأل الله أن ييسر
سددك الله ووفقك يا أم هانئ
آمين آمين آمين حكمتنا الغالية اقتربي بالمقعد حتى أسعد برؤيتك في الصف الأول ... ابتسامة
حي هلا بمتابعتك الكريمة يا كريمة
أم هانئ
2012-11-12, 09:25 AM
باسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد :
أبدأ مستعينة بالله سائلته التوفيق والسداد : تقــــــــــــو ل صاحبتنــــا :
1- إن فاتتكِ الطاعة فلا تفوتنَّكِ نية أدائها مع الجماعة ...!
مزق الشوق إلى البيت الحرام أحشائي ، وكل عام إلى الحج يتجدد رجائي ...
ظللت أطرق كل باب ؛ وما آليتُ جهدا في جمع ما تيسر لي - حينها - من الأسباب ..
حتى إنني تذاكرت مرارا مع بعض أخواتي كتاب الحج مما تيسر لنا - حينها - من كتب في الفقه ...
وكلما سُد السبيل أمامي ، جرى دمعي بلا انقطاع على ضياع أحلامي ..
وشملني شعور بأنني غير موفقة لطاعته ، وأن الإله يردني عن وفادته ...
وكلما أظلتني أيام الحج الأكبر ، جللني حزن ظاهر و كدر ...
فأشفقت عليّ يوما إحدى معلماتي ، وبشدة وعظتي أمام جمع من أخواتي :
- أين هو تطبيق العلم ؟! أين ذهب منك الفقه والفهم ؟!
- لمَ لا نرضى ؟! ولمَ نظن بالله الردى ؟!
- فالناس في الطاعات ليسوا سواء ، لم لا تتفكرين رجاء ...!!
* أناس نووا الطاعات ورزقهم الله بفعلها ، فهنئيا لهم نياتهم وأجر أدائها ...
* وأناس لم ترد الطاعة على بالهم ابتداء ، ولا يعنيهم نوال أجرها انتهاء ؛ فهؤلاء مساكين ربما كُتبوا من المحرومين...
* وآخرون نووا الطاعة وشغفوا بحبها ، ولم يتركوا سبيلا لأدائها ، متعلق بصدق قلوبهم بها ، يتحسرون على فواتها ؛ فهؤلاء - إن شاء الله - لهم الأجر ؛ لأن ما منعهم هو العذر ، وكما جاء في الأثر : أنَّ رسولَ اللهِ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ - رجع من غزوةِ تبوكَ، فدَنا منَ المدينةِ، فقال : ( إنَّ بالمدينةِ أقوامًا، ما سِرتُم مسيرًا، ولا قطعتُم واديًا إلا كانوا معكم ) . قالوا : يا رسولَ اللهِ، وهم بالمدينةِ ؟ قال : ( وهم بالمدينةِ، حبسهُمُ العذرُ ) .
الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4423
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
- ثم أتمت ناصحة : اربعي على نفسك ، واسعدي بتعبد قلبك ، فهدايتك إلى النية ثم الإكثار من الدعاء من جميل توفيق ربك ، فلستِ بفضل الله من الغافلات ، ولا أنت عن طاعة الله من الراغبات ...
فاستمعت إليها بكليتي ، وظللت أسأل الله في سريرتي : أن يرزقني من فضله صلاحا لنيتي ...!!
و ... يتبـــــع .
سعداء نحن... طالما هناك و...يتبع .. وإن طال الانتظار : )
نسأل الله أن ييسر لأم هانئ
لجين الندى
2012-12-10, 02:17 PM
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
حي هلا بلجين بارك الله فيك وأحسن إليك في الدارين
تسعدني عطر متابعتك هنا وهناك ولأجلك أكتب القصة .... ابتسامة
يا خبر.. أتكتبينها من أجلي ثم تهجرينها : )
سبحان الله !! وكأنك تحكين عن حالي
فقد كنت سأحج هذا العام .. وقد تجهزت نفسيا أني سأكون كذلك
ولكن حدث لي ما منعني منه
فتملكني حزن عظيم .. الله به عليم .. وخاصة يوم التروية .. حين رأيت الحجاج في منى
ولكني في الآخر سلمت أمري لله .. وأدركت أن هذا فضل من الله ورزق
فأناس يبعدون عن المشاعر المقدسة مئات المسافات وقدر الله لهم الحج
وأناس لا يبعدون عنها سوى خطوة أو خطوتين ولم يقدر الله لهم ذلك ..
أسأل الله أن يكتب لي الحج ولأم هانئ ولكل مسلم..
أم هانئ
2016-01-03, 11:32 AM
يا خبر.. أتكتبينها من أجلي ثم تهجرينها : )
سبحان الله !! وكأنك تحكين عن حالي
فقد كنت سأحج هذا العام .. وقد تجهزت نفسيا أني سأكون كذلك
ولكن حدث لي ما منعني منه
فتملكني حزن عظيم .. الله به عليم .. وخاصة يوم التروية .. حين رأيت الحجاج في منى
ولكني في الآخر سلمت أمري لله .. وأدركت أن هذا فضل من الله ورزق
فأناس يبعدون عن المشاعر المقدسة مئات المسافات وقدر الله لهم الحج
وأناس لا يبعدون عنها سوى خطوة أو خطوتين ولم يقدر الله لهم ذلك ..
أسأل الله أن يكتب لي الحج ولأم هانئ ولكل مسلم..
آمين غاليتي واعذريني على تأخري نسأل الله التيسر على التتمة...
أم هانئ
2016-01-03, 11:34 AM
2- البحث عن محـــــــــــــ ــــــــرم ...!!
تقـــــــــــــ ــول صاحبتــــــــــ ـنا :
وفي أحد الأعوام أذن الإله لي بالحج إلى بيته الحرام
تيسر - بفضل الله - أمر النفقة ، و أهمني أمر محرمي (1) في الرفقة ..!
وظللت ألح على بعض المحارم ممن ظننت أنه على الحج معي قادر ...
فتعذر بعضهم بقلة المال ، و قدم بعضهم زواج العيال ..
فألححت على ربي بالدعاء ، أن يجعل لي بفضله مخرجا من ذاك البلاء ..
ثم عنّ لي مساعدة من قل ماله بقرض ، فأبى عليّ ظانا أنه لا يجوز ذلك في أداءه للفرض (2)..!
فما بقي لي إلا الإلحاح على زوجي بترغيب كثير أغريه بذكر ثواب تكرار الحج الكبير ...
وبرغم أنه حج قبل سنوات للفريضة إلا أن الله شرح صدره لحجة جديدة ، أشفق عليّ من كثير بكائي ، ورقق الله سبحانه قلبه لشديد توسلي ورجائي ..!!
فحمدت الله حمدا كثيرا ، وبقي هَم فراق صغيري كبيرا ...!!
و .... يتبـــــع .
------------------------------------------------------
(1)- المحرم للمرأة من الاستطاعة في الحج ... مفدى كلام الشيخ العثيمين رحمه الله في الشرح الممتع ..
اشتراط المحرم للمرأة
http://www.saaid.net/mktarat/hajj/31.htm
السؤال : امرأة لا محرم لها، هل يجوز لها أن تحج مع رجل تقي معه نساؤه على أن تبقى مع النساء؟
الجواب : المرأة التي لا محرم لها لا يجب عليها الحج، لأن المحرم بالنسبة لها من السبيل، واستطاعة السبيل شرط في وجوب الحج، قال الله تعالى: (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا) [آل عمران:97]. ولا يجوز لها أن تسافر للحج أو غيره إلا ومعها زوج أو محرم لها؛ لما رواه البخاري ومسلم، عن ابن عبسا رضي الله عنهما أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لا يخلون رجل بامرأة ومعها ذو محرم، ولا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم) فقام رجل فقال: يا رسول الله، إن امرأتي خرجت حاجة، وإني اكتتبت في غزوة كذا وكذا، قال: (انطلق فحج مع امرأتك)، وبهذا القول قال الحسن والنخعي وأحمد وإسحاق وابن المنذر وأصحاب الرأي، وهو الصحيح؛ للآية المذكورة مع عموم أحاديث نهي المرأة عن السفر بلا زوج أو محرم، وخالف في ذلك مالك والشافعي والأوزاعي، واشترط كل منهم شرطاً لا حجة له عليه، قال ابن المنذر: تركوا القول بظاهر الحديث، وأشترط كل منهم لا حجة له عليه. [اللجنة الدائمة]
(2)- السؤال
ما حكم من اقترض مالا من أفراد عائلته من أجل تسديد مصاريف الحج على أن يرده قبل ذهابه إلى الحج، لأن المبلغ لم يتوفر لديه في الوقت الذي طلب فيه منه تسديده من طرف السلطات المكلفة؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا حرج في اقتراض المال قرضاً حسناً لتسديد مصاريف الحج، وسواء كان المقترض سيرد ذلك قبل ذهابه إلى الحج أو بعده، فإن القرض الحسن من الأمور المشروعة.
جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية: لا خلاف بين الفقهاء في أن الأصل في القرض في حق المقرض أنه قربة من القرب، لما فيه من إيصال النفع للمقترض، وقضاء حاجته، وتفريج كربته، أما في حق المقترض، فالأصل فيه الإباحة، وذلك لمن علم من نفسه الوفاء، بأن كان له مال مرتجى، وعزم على الوفاء منه. اهـ .http://fatwa.islamweb.net/fatwa/inde...waId&Id=124927 (http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=124927)
أم هانئ
2016-01-04, 09:27 AM
3 - رفقة سفرنا ...
تقـــــــــــــ ــول صاحبتــــــــــ ـنا :
لما تيقنّا بتيسر أمر سفرنا ، وجاءت الموافقة بأسمائنا ، و بتوافر عدد من الموافقات نما إلى علمنا ، سارع زوجي يُعلم بذا بعض جيران لنا ...
فسارعوا متلهفين علّهم بركب الحج يكونون من اللاحقين .. وبفضل الله نال الجميع إلا اثنين مبتغاه ...
كان مجموع رفقتنا حينها تسعة : أربعة من المحارم ، وخمس من النسوة ...
إلا أنهم كانوا جميعا سيحجون بحرا بينما أنا وزوجي - فقط - تقرر سفرنا جوا ..
وكان يعرف بعضنا بعضا ، وتقرر سفرنا شهرا ..
حان وقت سفرنا في غرة شهر ذي الحجة ، وتقرر ذهابنا مباشرة لمكة ..
ومضى الوقت سريعا في التزود للسفر ، ومع شديد شوقي جللني لفراق صغيري الكدر ...
فما فارقته في أعوامه الثلاثة يوما ، في كل صباح ومساء ألتزم برقيته كعادتي دوما ...
فلما كان يوم السفر ، أبرقت السماء و أرعدت وما انقطع يومه المطر ...........
فتأجل سفرنا للصباح التالي ، وكانت تلك الليلة عليّ من أشد الليالي !!
و .... يتبــــــــع .
______________________________
أم أروى المكية
2016-01-05, 11:58 AM
حياكِ الله أخيتي أم هانئ وبارك الله فيكِ وأحسن إليكِ .
مع العرض الشيق للقصة مليئة بالفوائد الفقهية المهمة فجزاك الله عنا كل خير .
واصلي وصلكِ الله بطاعته ورضوانه.
أم هانئ
2016-01-05, 02:10 PM
حياكِ الله أخيتي أم هانئ وبارك الله فيكِ وأحسن إليكِ .
مع العرض الشيق للقصة مليئة بالفوائد الفقهية المهمة فجزاك الله عنا كل خير .
واصلي وصلكِ الله بطاعته ورضوانه.
وحياك وبارك فيكم و أحسن إليكم ... يسعدني عطر مرورك وكريم متابعتك غاليتي .
أم هانئ
2016-01-05, 02:12 PM
4- اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل ...
....
تقـــــــــــــ ــول صاحبتــــــــــ ـنا :
حان وقت الرحيل لأداء حج الفريضة ، و تحتم ترك الصغار في
تلكم السفرة الوحيدة ، فركبني هم وغم و صيّرني فكري شريدة :
- من للصغار مثل أم حانية ودودة ؟
- من يطعمهم ، ويرعاهم ، و يحفظهم من كل حادثة جديدة ؟
- من يتعهد وقايتهم من قرّ ليلة شديدة ؟
- من يرقيهم صباح مساء برقية محيطة حميدة ؟
** واتصل دمع العين خيطا طويلا مديدا ، و انخلع قلبي حال الفراق
فصار مني بعيدا ، فناشدت ربي صبرا على الفراق حميدا ،
فصبّرت النفس أردد دعاء سفري لفضل ربي مريدة ،
فرزقني الرحمن فهما عجيبا رائقا وفريدا !!!
كأنما لم أكن لألفاظ الحديث واعية حافظة عتيدة :
((.... اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل ...))(1)
يصحبني في سفري ويخلفني في أهلي يكلأنا حافظا و شهيدا .
فهدأ روعي و سكن قلبي لما جاء في الحديث سعيدة
وزال بذا هم فراق الصغار بعيدا .
و كان أمري بفضل من الرحمن ميسرا و وسديدا .
ودام سفري قُـــــــــــــ رءًا وعدتُ عودا حميدا .
و عجبتُ من حفظ الإله صغاري حفظا كريما محيطا !!
فقلت لنفسي :
لِـمَ العجب ؟ ألم يكن صاحبي في سفري وخليفتي
في أهلي ربّا قيّوما واسعا وحميدا .
---------------------------------------------------------
(1)-عن ابْنَ عُمَرَ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا اسْتَوَىَ عَلَىَ بَعِيرِهِ خَارِجاً إِلَىَ سَفَرٍ، كَبّرَ ثَلاَثاً، ثُمّ قَالَ: سُبْحَانَ الّذِي سَخّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنّا لَهُ مُقْرِنِينَ* وَإِنّا إِلَىَ رَبّنَا لَمُنْقَلِبُونَ . اللّهُمّ إِنّا نَسْأَلُكَ فِي سَفَرِنَا هَذَا الْبِرّ وَالتّقْوَىَ. وَمِنَ الْعَمَلِ مَا تَرْضَىَ. اللّهُمّ هَوّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هَذَا. وَاطْوِ عَنّا بُعْدَهُ. اللّهُمّ أَنْتَ الصّاحِبُ فِي السّفَرِ. وَالْخَلِيفَةُ فِي الأَهْلِ. اللّهُمّ إِنّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السّفَرِ، وَكَآبَةِ الْمَنْظَرِ، وَسُوءِ الْمُنْقَلَبِ، فِي الْمَالِ وَالأَهْلِ". وَإِذَا رَجَعَ قَالَهُنّ. وَزَادَ فِيهِنّ: "آيِبُونَ، تَائِبُونَ، عَابِدُونَ، لِرَبّنَا حَامِدُونَ". صحيح مسلم .
أم رفيدة المسلمة
2016-01-05, 10:54 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
بارك الله فيكِ ونفع بكِ ، أسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتكِ .
أم هانئ
2016-01-06, 12:24 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
بارك الله فيكِ ونفع بكِ ، أسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتكِ .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا و أحسن إليكم ... تسعدني كريم متابعتك ...
أم هانئ
2016-01-06, 12:25 PM
5- وحدث في مطار العاصمة ....
تقـــــــــــــ ــول صاحبتــــــــــ ـنا :
وصلنا إلى مطار العاصمة في البكور ، وقد توقف المطر عن الهطول ، ومع تزايد شعورنا بالبرد ؛ حمدت الله على عدم ارتداء زوجي لملابس الإحرام من البيت ، وبعد فحص المختص لكامل الوثائق والأوراق ، دلنا على الصالة المخصصة للانتظار في نهاية الرواق ، و أعلمنا أننا مضطرون للانتظار ساعتين ؛ لأن عاصفة أمس عطلت قبلنا رحلتين ...!!
فذهبنا وجلسنا منتظرين وسط خضم من المسافرات والمسافرين ، فترامى إلى سمعي كثير من الحوارات حول غسل الإحرام و وجوب إعقابه بصلات وكان الحوار التالي :
- سألت إحداهن بحماس لمن جلس حولي من الناس : هل اغتسلتن للإحرام ؟
- فأجابت إحداهن بهمس : لشدة البرد لم أفعل هذا أمس ؟
- فارتفعت الأصوات مستنكرة عليها وزادت السائلة فشزرتها بعينيها وسألتها بشديد تقريع وملام : ولعلك أيضا لم تصلي ركعتي الإحرم ؟!
- فأجابتها المرأة بخجل : لا لم أفعل لأني لوجوبها أجهل ...
- فتعالت الأصوات لنساء متفاخرات لقد اغتسلنا وركعتا الإحرام في بيوتنا صلينا ...
- فسألت المسكينة بفزع : هذا ما حصل أفدنني ما العمل ؟
- فأجابتها الخبيرة متزعمة الكلام : قومي توضئي في الحمام ثم صلي ركعتين للإحرام.
وكنت صامتة طوال الوقت وعندما همت المرأة بالذهاب تحدثت :
- قلت لها : أخيتي ليس هناك ركعتان واجبتان للإحرام (1)، وليس الغسل بلازم على الدوام ..(2)
- قالت وقد برقت أسريرها من السرور : أحقا لست ملزمة بما تقول ؟
- قلت لها : بلى ، و بأي صلاة مسببة - ليست للإحرام بالذات - اسبقي الإهلال فوق الميقات (1).
- قالت متعجبة : وهل أهل و أنا إلى المدينة أولا ذاهبة ؟!
- قلت لها ذاهلة : بل لا يلزمك شيء في العاجلة ...
ومن نافلة قولي التحدث عن استنكار وشزرات من حولي ...!!
ثم حضر إليّ زوجي ليخبرني أنه سيذهب إلى الحمام ليستبدل بملابسه ملابس الإحرام..
فنصحته أن يضع عباءته الصوف فوق ملابس الإحرام حتى نصعد إلى طائرتنا بسلام ..
و ما إن غادر زوجي إلا و حضر شيخ ليجيب الحجيج عن الأسئلة قربي ...
وكان أول ما قال : فليقم من لم يصل ركعتي الإحرام للوضوء ثم للاستقبال بسلام ...
فشزرتي من ناصحتها ومرت من أمامي شامخة بأنفها ، ورمتني الباقيات بنظرات شامتات ..!!
فابتسمت متغيظة واسترجعت ، و إذا بنصيحة على الملأ من الشيخ سمعت ..
- قال كأنه يعنيني بالكلام : لا يجوز تغطية الوجه في الإحرام (3) ، فلم ألتفت إليه ، ولم أرد المجادلة بين يديه ...!!
- وعاد زوجي إلى المكان مرتديا العباءة فوق ملابس الإحرام (4)؛ فناله نصيب من العتاب والملام : قال الشيخ ينصحه بجفاء : لا يجوز الإحرام بغير الإزار والرداء ..!!
- فلم يلتفت لقوله زوجي ، وجلس صامتا قربي ...!!
و ............ يتبــــــــــــ ـع .
______________________________ ___________
(1)-...وذهب فريق من العلماء إلا أنه ليس للإحرام سنة تخصه، بل المستحب أن يُحرم عقب صلاة فريضة أو نافلةٍ راتبة، وإلا لم تُشرع سنة للإحرام، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: يستحب أن يحرم عقيب صلاة: إما فرض وإما تطوع إن كان وقت تطوع في أحد القولين وفي الآخر إن كان يصلي فرضاً أحرم عقيبه وإلا فليس للإحرام صلاة تخصه وهذا أرجح. انتهى.
http://fatwa.islamweb.net/fatwa/inde...waId&Id=112755 (http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=112755)
(2)-فاعلم أولاً أن الغسل للإحرام مستحب وليس بواجب، فمن ترك الغسل للإحرام فإحرامه صحيح ولا شيء عليه، ومن اغتسل فقد أصاب السنة، ومن اقتصر على الوضوء فحسن، قال ابن قدامة في المغني بعد ذكر الدليل على مشروعية الغسل للإحرام: وليس ذلك واجباً في قول عامة أهل العلم، قال ابن المنذر: أجمع أهل العلم على أن الإحرام جائز بغير اغتسال وأنه غير واجب، وحكى عن الحسن أنه قال: إذا نسي الغسل يغتسل إذا ذكره.
http://fatwa.islamweb.net/fatwa/inde...waId&Id=126309 (http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=126309)
(3)-حكم تغطية المرأة وجهها وهي محرمة
هل للمرآة في الحج أن تغطي جميع وجهها وهي محرمة، أو تضع المرأة علي عينيها شيئاً؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً.
على المرأة الاحتجاب أينما كانت في الحج وغيره عن الرجال الأجانب، لكن في الحج والعمرة تحتجب بغير البرقع التي يعتاده بعض العرب ، والبرقع شيء يصنع للوجه، بعضهم يجعل فيه خرقا أو خرقين للعينين ، هذا يسمى البرقع ، ويسمى البرقع، فالرسول نهى عن النقاب وعن القفازين ، وهما اللباسان في اليدين، .... يواري اليدين، فالمحرمة لا تلبس جوارب اليدين، ولا تلبس النقاب في الوجه، ولها أن تلبس الجورب في الرجلين لأنها عورة تلبس الجوربين في الرجلين لا بأس، وأما الجوارب في اليدين والبرقع في الوجه فلا، لكن تغطي وجهها بغير ذلك من خمار، وتغطي يديها بخمار أو بالعباءة أو ..... بشيء آخر، وقد روي عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في حجة ، وكنا إذا دنى منا الركبان سدلت إحدانا خمارها على وجهها من رأسها، فإذا بعدوا كشفنا.. وبهذا يتضح أن النقاب هو الممنوع وهو الشيء الذي يصنع للوجه، ..... المصنوع للوجه بقدر الوجه كما يفعله بعض العرب ، أما أن تغطيه بخمار ونحوه فلا بأس لقوله - جل وعلا - في كتابه العظيم: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنّ َ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [(53) سورة الأحزاب]. ولقوله سبحانه: وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنّ َ [(31) سورة النــور]. الآية هاتان الآيتان تعمَّان وقت الحج وغيره.
http://www.binbaz.org.sa/node/13265
(4)- شخص أراد العمرة فأحرم من الميقات فصادف برداً ومطراً شديداً، هل يجوز أن يلبس شيئاً على الإحرام ليقيه من البرد والمطر أم لا؟
نعم لا بأس، إذا التحف بعباءة أو شبه ذلك أو لحاف ثخين بطانية أو غيرها حتى تقيه البرد والمطر لا بأس، لكن لا يغطي رأسه، أما إذا كان يحتاج إلى غطاء الرأس لأنه يرى أن عليه خطراً في ذلك فإنه لا مانع أن يغطي الرأس وعليه الفدية وهي إطعام ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع من التمر أو غيره، أو صوم ثلاثة أيام، أو ذبح شاة، أحد الثلاث، هذا إذا خاف على نفسه من المضرة العظيمة إن لم يغطِّ رأسه، أما كونه يلتحف على بدنه ببطانية أو مطرحة أو عباءة يطرحها عليه لا يلبسها اللبس العادي بل يطرحها عليه لتوقي البرد والمطر فلا بأس بهذا، ولا شيء فيه.
http://www.binbaz.org.sa/node/20201
أم هانئ
2016-01-07, 06:39 PM
6 - وحـــــــــدث فـــــــي الطــــــــــائ رة ...
تقـــــــــــــ ــول صاحبتــــــــــ ـنا :
وحان وقت الصعود إلى الطائرة ، فركبناها و تحركت في العاشرة ...
وفي زوجين من مقاعد اليمين جلست وزوجي في وسط صفوف المسافرين ..
كنت بجوار النافذة مغمضة العينين أنفاسي حابسة ، أردد دعاء السفر ، أًعمِل في معناه الفِكَر .....!!
و كانت تجربتي الأولى في السفر بالطائرة فجلست صامتا قلقة حائرة ...!!
ثم انتبهت حين استوت الطائرة في الجو لوقتي ، فخلعت نقابي و قفازاتي ، ثم أسدلت ما أستر به وجهي ، وشرعت في صلاة ركعتين للضحى (1)، ثم أهللت غير متأنية بعمرة ( 2)، وتعمدت حينها ترك الاشتراط ( 3) ؛ لعلمي أنني لست من أصحاب الحاجات ( 4)..
وفعل زوجي كل ما فعلت إلا أنه اشترط وعلى تركي إياه اعترض :
- لماذا لا تشترطين ؟!!
- فذكرت له كلام الشيخ ابن العثيمين ...
فالتزم الصمت الجميل ، وما مر من الوقت الكثير إلا و داهمني إحساس بالتوعك كبير : طنين في أذني وعدم القدرة على التنفس ملء رئتي ، حينها سارعت إلى التلفظ بالاشتراط ، حامدة ربي أننا لما نمر فوق الميقات ، فغزا وجه زوجي ظل من البسمات ، حابسا في صدره ما أعلم من الكلمات ...!!
و .... يتبــــــــــــ ع .
---------------------------------------------------------------------
(1)- قال الشيخ العثيميين - رحمه الله تعالى - في كتاب : (( الشرح الممتع )) كتاب المناسك/ ج7 / باب الإحرام / عند قول الماتن : « وإحرام عقب ركعتين »:-
{ قوله: "وإحرام عقب ركعتين"
الواو حرف عطف، و "إحرام" معطوف على "غسل" ، أي: وسن لمريد الإحرام، إحرام عقب ركعتين.
ودليل ذلك أن النبي صلّى الله عليه وسلّم: "أهل دبر الصلاة" رواه مسلم، و "أهل" بمعنى أحرم فيسن أن يصلي ركعتين ليحرم بعدهما، ولكن الدليل الذي استدل به الأصحاب - رحمهم الله - لا يتعين أن تكون هذه الصلاة خاصة بالإحرام، ولا صلاة مسنونة؛ بل أهل دبر صلاة مفروضة، ولا نعلم هل النبي صلّى الله عليه وسلّم قصد أن يكون إهلاله بعد الصلاة؟ أو أهل؛ لأنه لما صلى ركب، فأهل عند ركوبه؟ فيه احتمال.
وذهب شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - إلى أن ركعتي الإحرام لا أصل لمشروعيتهما، وأنه ليس للإحرام صلاة تخصه لكن إن كان في الضحى، فيمكن أن يصلي صلاة الضحى ويحرم بعدها، وإن كان في وقت الظهر، نقول: الأفضل أن تمسك حتى تصلي الظهر، ثم تحرم بعد الصلاة، وكذلك صلاة العصر.
وأما صلاة مستحبة بعينها للإحرام، فهذا لم يرد عن النبي صلّى الله عليه وسلّم وهذا هو الصحيح.
( 2)-الصلاة لها تعلق بالإهلال لا بغسل الإحرام :
هذا إذا اضطر المحرم إلى الفصل بينهما - أي : غسل الإحرام والإهلال - بزمن طال أم قصر لسبب قد يعرض لــه .
فالذي جاء في السنة هو : فعل هذه الثلاثة أفعال على التوالي - في الميقات- :
1- غســــــــل إحــــــرام
ثم
2- صلاة فريضة إن تيسر أو غيرها من الصلوات المسببة التي اعتاد أداءها المحرم - المهم أنها ليست سنة إحرام ، وليست صلاة لم يعتد أداءها قبلُ
- ثم
3- رفع الصوت بالإهلال : ( لبيك اللهم بعمرة / حجة / عمرة وحجة ) .
هذا ما ثبت في السنة والســــــــــؤ ال :
* & - ماذا إذا اضطر الحاج - المحرم - إلى الفصل بين تلك الأفعال بفاصل زمني طال أم قصر
مثـــــــــــــ ل :
أن يسافر بالطائرة من بلده إلى مكة مباشرة ، علما بأنه سيمر على الميقات بالطائرة
فلو أراد كمال اتباع السنة فسيضطر لغسل الإحرام قبل ركوب الطائرة
- لمشقة فعل ذلك في الطائرة -ثم بعد زمن - طال أم قصر - سيهل بالنسك
في الطائرة عند محاذاة الميقات .... فأين يُوقِــع الصـــلاة إذن ؟!
- هل بعد غسل الإحرام قبل ركوبه للطائرة يصلي ؟ أم قبل الإهلال بالنسك عند محاذاة
الميقات في الطائرة يصلي ؟
أجاب عن هذا الشيخ العثيمين في فتاوي نور على الدرب قائلا :
وبهذه المناسبة أقول إن موضوع الميقات يرد كثيراً في راكب الطائرات فإن بعضهم يؤخر الإحرام حتى يصل إلى مطار جدة وهذا خطأ فإن من كان يمر بالميقات في طيرانه يجب عليه إذا حاذى الميقات أن يحرم ولا يتجاوزه ولكن نظراً لسرعة ارتفاع الطائرة فإنه يجب الاحتياط بمعنى أن يتأهب قبل أن يحاذي الميقات يغتسل في بيته أو في المطار ثم يلبس ثياب الإحرام ثم إذا قارب الميقات أحرم بحيث لا تمر الطائرة بالميقات إلا وقد لبى بالنسك الذي يريد الإحرام به .....
http://main.islammessage.com/newspage.aspx?id=6737
( 2)- قال ابن عثيمين في تعليقه على البخاري
(بَاب مِيقَاتِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَلا يُهِلُّوا قَبْلَ ذِي الْحُلَيْفَةِ
1428 حَدَّثَنَا عَبْدُاللَّهِ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِي الله عنهمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يُهِلُّ أَهْلُ الْمَدِينَةِ مِنْ ذِي الْحُلَيْفَةِ وَأَهْلُ الشَّامِ مِنَ الْجُحْفَةِ وَأَهْلُ نَجْدٍ مِنْ قَرْنٍ قَالَ عَبْدُاللَّهِ وَبَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَيُهِلُّ أَهْلُ الْيَمَنِ مِنْ يَلَمْلَمَ(1)
__________
(1) ميقات أهل المدينة ذي الحليفة وهي مكان معروف ، وسُميت بهذا لكثرة هذه الشجرة فيها وهي شجرة الحلفاء . وقول البخاري رحمه الله : (ولا يُهلوا قبل ذي الحليفة) كأنه يميل إلى الكراهة أو التحريم أي تحريم الإهلال قبل الميقات ، وذلك لأن الإنسان إذا أهل قبل الميقات فهو الذي يتقدم رمضان بصوم يوم أو يومين أي تقدم على حدود الرسول عليه الصلاة والسلام . ولا شك أن الأفضل ألا يُحرم إلا من الميقات وأن أدنى ما نقول في الإحرام قبل الميقات أنه مكروه ، لكن إذا كان الإنسان يُحرم قبل الميقات احتياطاً فلا حرج ، وهذا يحتاج الإنسان إليه فيما إذا كان راكباً في الطائرة فإنه لو أخّر إحرامه حتى يحاذي الميقات فالطائرة سريعة ربما تتجاوز الميقات قبل أن ينوي ، وربما يأخذه النوم فيفوته الإحرام من الميقات ، فمثل هذا لا بأس أن يُحرم قبل محاذاة الميقات لدعاء الحاجة لذلك.
0000----------
(3)- س 491: سئل فضيلة الشيخ- رحمه الله تعالى-: ما هو الاشتراط؟ وما حكمه؟
فأجاب فضيلته بقوله: صفة الاشتراط أن الإنسان إذا أراد الإحرام يقول: (إن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني) يعنى فإنني أحل، فإذا حبسني حابس أى منعني مانع عن إكمال النسك، وهذا يشمل أي مانع كان، لأن كلمة حابس نكره في سياق الشرط فتعم أي حابس كان، وفائدة هذا الشرط أنه لو حصل له حابس يمنعه من إتمام النسك فإنه يحل من نسكه ولا شيء عليه.
وقد اختلف أهل العلم في الاشتراط:
فمنهم من قال: إنه سنة مطلقاً، أي أن المحرم ينبغي له أن يشترط، سواء كان في حال خوف أو في حال أمن، لما يترتب عليه من الفائدة، والإنسان لا يدري ما يعرض له.
ومنهم من قال: إنه لايسن إلا عند الخوف، أما إذا كان الإنسان آمناً فإنه لا يشترط.
ومنهم من أنكر الاشتراط مطلقاً.
والصواب القول الوسط، وهو أنه إذا كان الإنسان خائفاً من عائق يمنعه من إتمام نسكه، سواء كان هذا العائق عامًّا أم خاصًّا فإنه يشترط، وإن لم يكن خائفاً فإنه لا يشترط، وبهذا تجتمع الأدلة، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - أحرم ولم يشترط، وأذن بل أرشد ضباعة بنت الزبير رضي الله عنها إلى أن تشترط حيث كانت شاكية .
والشاكي أي المريض خائف من عدم إتمام نسكه، وعلى هذا فإننا نقول: إذا كان الإنسان خائفاً من طارىء يطرأ يمنعه من إتمام النسك فليشترط أخذا بإرشاد النبي - صلى الله عليه وسلم - ضباعة بنت الزبير، وإن لم يكن خائفاً فالأفضل أن لا يشترط اقتداء برسول الله - صلى الله عليه وسلم - حيث أحرم بدون شرط.
(4)-س 494: سئل فضيلة الشيخ- رحمه الله تعالى-: في حديث ضباعة بنت الزبير- رضي الله عنها- عندما قالت للرسول - صلى الله عليه وسلم -: أريد الحج وأنا شاكية. فقال لها: "حجي واشترطي " وما معناه؟ وبعض الناس يقول: إنه مشروع على كل حال في هذا الزمان لكثرة الحوادث فما رأيكم؟
فأجاب فضيلته بقوله: المعنى أنها تقول: إن حبسني حابس أي منعني مانع من إتمام النسك فإنني أحل وقت وجود ذلك المانع، وإنما أرشدها النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الاشتراط لأنها كانت تخاف أن لا تتم النسك من أجل المرض، فأرشدها النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أن تشترط، وأما من لم يكن خائفاً من إتمام النسك فإنه لا يشترط، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه لم يكونوا اشترطوا عند الإحرام هذا الشرط، ولهذا كان القول الراجح أن الاشتراط ليس بمستحب ولا مشروع إلا لمن كان خائفاً من عدم إتمام نسكه، وهذا القول هو القول الذي يجمع بين الأدلة، وأما من نفى الاشتراط مطلقاً، أو أثبت الاشتراط مطلقاً فإنه لابد أن يقع في مخالفة لبعض النصوص.
وأما قول بعض الناس: إننا في هذا الزمن خائفون بكل حال لكثرة حوادث السيارات.
فجوابنا عن هذا: أن حوادث السيارات بالنسبة لكثرتها ليست بشيء، فإن السيارات تكون عشرات الآلاف وإذا حصل من عشرات الآلاف حادثة أو حادثتان أو عشرة أو عشرون حادثة فليست بشيء والحوادث كائنة حتى في عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فإنه صح من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن رجل وقصته راحلته يوم عرفة فمات وهذا حادث وجد في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -، فالمهم أن الحوادث محتملة حتى في عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ومع ذلك لم يرشد الأمة إلى الاشتراط إلا لمن كان خائفاً.
س 495: سئل فضيلة الشيخ- رحمه الله تعالى-: مع الحوادث التي تقع في الحج هل يستحسن أن نشترط عند الإحرام؟
فأجاب فضيلته بقوله: أرى أن لا يشترط الإنسان عند الإحرام لأن هذه الحوادث- والحمد لله- قليلة بالنسبة للحجاج قليلة بالنسبة للسيارات أيضاً متى تحدث في أي سنة، وكذلك أيضاً بالنسبة للحجاج حوالي مليونين ما أصيب منهم أحد ولا مائة ألف فالمصائب قليلة والحوادث قليلة- والحمد لله- وكون الإنسان لا يشترط اتباعاً للسنة وتوكلاً على الله عز وجل واحتساباً للأجر فيما لو حدث حادث أفضل من كونه يشترط، لكننا لا نمنعه من الاشتراط نقول: الأفضل أن لا تشترط، وإن اشترطت فلا بأس.
http://fiqh.islammessage.com/NewsDetails.aspx?id=3736
أم هانئ
2016-01-10, 08:46 AM
7 - وفي مدينة الحجيج ........
تقـــــــــــــ ــول صاحبتــــــــــ ـنا :
و لازمني شعور متزايد بالمرض حتى حطت الطائرة بسلام على الأرض ...!!
وكنت أول المسارعين لمغادرة الطائرة قبل كل المسافرين ؛ فقد كنت أعاني ضيقا في التنفس ؛ فاشتدت حاجتي لتيار من الهواء المنعش ؛ لذا سبقت زوجي إلى باب الطائرة ، و لفتحه بالأشواق كنت ناظرة ...
و الحق ذهب عني كثير مما وجدت حين وطئت قدماي الأرض ، وهناك حاولت انتظار زوجي ، فأصعدوني جبرا للسيارة من فوري ، فلما حاولت منهم الفرار وأخبرتهم بأن زوجي يتوقع مني الانتظار ، قالوا : انتظريه داخل المطار ...
فلم أجد بدا من الطاعة ، وفي المطار انتظرت قرابة الساعة ...!!
فلما طال الوقت توترت وعن زوجي سألت و بحثت ، وفي الأخير إياه يبحث عني وجدت ...!!
فلما فرغ من شديد عتابه واللوم ، قصصت عليه ما حدث من القوم ، و أعلمته أنني كنت مجبرة وعلى عدم التحرك لم أكن مخيرة ، حينها التزم الصمت ، وتبعته لإحضار الحقائب فقد تأخر الوقت ..
ولم نجد حقائبنا قد وصلت في رحلتنا الحالية ، و أعلمونا أنها لابد أن تصل في الرحلة التالية ..!!
وطلبوا منا الانتظار في مدينة الحجاج ، بعد إنهاء مراجعة الوثائق والأوراق ..
وتوجهنا إلى مدينة حجيج مصرَ ، و صلينا هناك الظهرين جمعا وقصرا ...
وأخذنا نبحث عمن ينتظرونا ؛ كما بذا من تولى أمر سفرنا قد أعلمونا ...
فلم نُوفق لأحد ولم يكن معنا لهم عنوان محدد ؛ فظل زوجي يتصل بمصر ؛ يستجلي من المعني الخبر ..!!
لكنه لم يوفق في الاتصال ؛ وطال ثم طال علينا الانتظار ، ثم أعلمونا بأمر وصول الحقائب كلها ، فتوجهنا سريعا للإتيان بها ، ثم عاد زوجي مرارا ومرارا يتصل ، و إلى لا شيء دائما يصل ...!!
وكنت تارة لا أستطيع إلا لومه ، وتارة أهون عليه همه ...!!
فتغيظ عليّ قائلا بعلو حس : ربما انصرفوا حين كنت عنك أقوم بالبحث ...!!
و حين غربت شمس جدة قرر زوجي المغادرة لمكة ، وكانت هناك سيارة تستعد للمغادرة من فورها ؛ فترك الحقائب للحمالين ليضعوها فوقها ، و إذا بهاتفه يدق بمكالمة واردة إلينا ؛ تُعلمه أن أحدهم في طريقه إلينا ؛ فأمر الحمالين بإنزال حقائبنا ؛ لأن هناك من سيأتي ليجلبنا ...
وأنزلنا الحقائب بسلام وانتظرنا في ظلام ليس بتام ، ومر ما يقرب من ساعتين ، ونحن ننتظر متعبين جائعين ..!! وفي الأخير اتصل زوجي و قد نفد صبره ، فطلبوا منه الاتيان إلى مكة وحده ..!
فأغلق الهاتف وهو يسترجع و يحوقل ، ثم تركني وذهب بغير تمهل ؛ يبحث عن سيارة وحمال ؛ لنذهب إلى مكة في الحال ...!!
و .......... يتبـــــــــع .
أم أروى المكية
2016-01-10, 09:51 AM
سدد الله خطاكِ ووفقكِ لما يحبه ويرضاه ... يسعدني أن أتابعكِ بشوق لما سيحدث بعد .. فالله المستعان .
أم هانئ
2016-01-12, 01:09 PM
سدد الله خطاكِ ووفقكِ لما يحبه ويرضاه ... يسعدني أن أتابعكِ بشوق لما سيحدث بعد .. فالله المستعان .
آمين و إياك غاليتي بل متابعتك هي التي تسعدنا بورك فيك
أم هانئ
2016-01-12, 01:10 PM
8- إلى مكــــــــــــة ...
تقـــــــــــــ ــول صاحبتــــــــــ ـنا :
ركبنا السيارة من الميناء الجوي لجدة ، و قد بلغ منا التعب حده!
جلست بجوار النافذة كالعادة ، ورغم كل النصب لم تذهب عني السعادة ، فشوقي إلى البيت الحرام قوى عزيمتي ، واستحضاري لحديث الأجر على النصب زاد قوتي (1)...!!
و في الطريق انتبهت في السيارة لانتشار الصمت فلا حديث ولا همس ولا صوت ، وتذكرت حينها تقصيري في العج (2) ؛ وكيف انشغلت طوال يومي عن أفضل الحج ...!!
- فقربت رأسي أهمس لزوجي : لماذا يا شيخنا الصمت ؟ ! فأفضل الحج العج والثج !! ارفع صوتك بـ : لبيك اللهم لبيك ؛ علّ القوم يقتدون بك ..!!
- ويبدو أنه كان شديد النصب إذ أنه سارع لإجابتي بغضب : اهتمي بحالك فقط ...!!
فكأنما ألقمني حجرا ، فوليت إلى النافذة زمنا ، وبصوت لا يتعدى الهمس أخذت أهون على النفس :ألبي و أهلل و أحمد وأكبر ...!!
وبعد زمن طويل غريب مرت سيارتنا بجوار المسجد الحبيب ، وأنزلت جماعة من الحجيج عند فندق قريب...!!
وحاول زوجي الاتصال بالقوم ؛ عساهم يعلموننا بمكان الإقامة والنوم .. فلما كان محصل اتصاله الصفر ؛ قيل له : اذهب إلى مكتب كفيل الحج عن مصر ؛ فقط أخبره باسم المسئول عنكم ، وهو لابد إلى عنوانه مرشدكم ...
فسألنا عن مكان هذا المكتب المذكور ، فتطوع السائق أن يصحبنا إليه وهو مشكور ...
فانصرفنا من جوار المسجد الحرام ، و الدمع يغشى بصري كالغمام ، فكم كنت إليه بالأشواق بعد أعوام و أعوام من الفراق !! وددت حينها لو أترك كل شيء معي وبيدي ، وأتوجه إليه فورا بكليتي : فيه أصلى العشاءين ، وأتضلع من ماء زمزم مرة أو مرتين ، ثم أطوف وأسعى و أتمتع بالعمرة ، و لم يكن بيدي من حيلة إلا الإفاقة من تلكم الأحلام الجميلة ، أصبّر نفسي أن هذا الحلم الأجمل فقط لسويعات مؤجل ، فالذي صبرني لسنوات قادر على أن يربط على قلبي تلك السويعات ...!!
و ...يتبـــــــع .
-----------------------------------------------------------------
(1) - وثبت في صحيح البخاري ومسلم في سياق أحاديث حجة الوداع، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعائشة رضي الله عنها حينما اعتمرت من التنعيم بعد حجها: « أجرك على قدر نصبك أو نفقتك » . فهذه النصوص تدل على أن فاعل الخير يثاب عليه وعلى وسائله، وعلى أن الثواب يتفاوت تبعًا لتفاوت النفقة والمشقة مشيًا على الأقدام أو ركوبًا على وسائل المواصلات، كما يتفاوت تبعًا لاعتبارات أخرى: كشرف البقعة والزمان، وتفاوت الإخلاص وحضور القلب وخشوعه. وبالجملة فالوسائل لها حكم الغايات، والمقدمات لها حكم المقاصد في جنس الخير والشر والإثم والأجر، لكن حجه راكبًا وهكذا العمرة راكبًا إذا كان آفاقيا أفضل من حجه أو عمرته ماشيا؛ لأن ذلك هو الموافق لهدي النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قال: الله عز وجل: { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ } . .
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
http://www.islamport.com/b/2/alfeqh/fatawa/%C7%E1%DD%CA%C7%E6%EC/%DD%CA%C7%E6%EC%20%C7%E1%E1%CC %E4%C9%20%C7%E1%CF%C7%C6%E3%C9 %20%E1%E1%C8%CD%E6%CB%20%C7%E1 %DA%E1%E3%ED%C9%20%E6%C7%E1%C5 %DD%CA%C7%C1/%DD%CA%C7%E6%EC%20%C7%E1%E1%CC %E4%C9%20%C7%E1%CF%C7%C6%E3%C9 %20%E1%E1%C8%CD%E6%CB%20%C7%E1 %DA%E1%E3%ED%C9%20%E6%C7%E1%C5 %DD%CA%C7%C1%20033.html
(2) - قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أفضل الحج العج والثج) حسنه الألباني في صحيح الجامع (1112)
والعج: رفع الصوت بالتلبية ، والثج : إسالة الدماء (الذبح والنحر ).
أم هانئ
2016-01-14, 05:08 PM
9- بين الجوع والانتظار ما لنا من خيار ...
تقـــــــــــــ ــول صاحبتــــــــــ ـنا :
و إلى بناية مكتب الكفيل أوصلنا السائق ، فاستمهلني زوجي وصعد إلى ثاني طابق ...
فسأل عن الكفيل ، فأجابوه : مازال أمامك لتراه الكثير ؛ فقد امتلأ المكتب بالحجيج ، وزاد هناك الصخب والضجيج ..!!
- فنزل إلي وقال : سنضطر للانتظار هنا لبعض الوقت ، فبالأعلى صخب وفوضى ما لها حد ...!!
- فقلت محاولة التخفيف عن كلينا : لا عليك فنحن إلى الآن ما صلينا ، ثم مذ كنا في الطائرة ما طعمنا ...!!
- قال سأتحرى لصلاتنا القبلة لنستقبل ، ثم إلى الطعام بالأشواق سنقبل ...!!
وبعد صلاة العشائين مجموعتين مقصورتين (1) ، أقبلنا إلى الحقائب كأشد جائعين ...!!
وكانت تنتظرنا مفاجأة أبدا أبدا غير سارة ، يبدو أنه قد اٌستبدلتْ حقيبة طعامنا عن طريق الخطأ في تلكم السيارة ...!!
وكان في تلك الحقيبة كل ما أعددته من زاد و قوت ، ثم ها قد صار ما لذ وطاب من الطعام أعز مفقود ..!!
و لبعضنا نظرنا ، و بالاستراجاع تصبرنا ، و الله الأجر سألنا والخلف بالخير في مصابتنا ( 2)..!!
قام زوجي ليشتري الطعام ؛ فناشدته الإسراع التام ، فقدت كنت أتألم من شدة الجوع كأنما لم أذق قوتا منذ أسبوع ، فأسرع - خيرا يجزيه الله - و أتى بدجاج بغير أناه ، و الحق أن الطعام كان طيبا جدا ؛ ربما لأن جوعنا جوز بنا حدا ، ثم صعد ليكلم الكفيل ، فأعلموه أن الوقت بعدُ طويل ؛ فنزل وقد أخذ منه الغضب مأخذه الكبير ، وكرر الصعود والهبوط حتى تجاوزنا نصف الليل بكثير ، و تملكني إرهاق لا أجد له وصف ؛ فبكيت بصوت وضعف ؛ فنهرني لأكف ، فما استطعت لدمعي من وقف ، ثم رأيت أنه قد تعب من كثرة الصعود ؛ فاستأذنته في الذهاب هذه الكَرة عساها تكون آخرة مرة ، ولأنه يعلم أنه لا فائدة ترجى ، تركني أعاين شديد الزحام والفوضى ، فصعدت و لجاري دمعي جاهدت ، وهناك ما وجدت غير جمع من الرجال ، وصخب ولغط وعدم انتظام للحال ، فلما دخلت نظروا إلى وصمتوا ، فسألت عن الكفيل بصوت يشوبه البكاء ، فأفسح لي أحد المسئولين البدلاء ، و أدخلني على الكفيل من فوري ، و ما استطعت الحديث بسبب جريان دمعي ؛ فأشفق الرجل عليّ ، و قام من مقعده إليّ ، ثم طلب لي كوبا من شراب و جلست على مقعد على مبعدة من الباب ، وبعد وقت ليس بالقصير تمكنت من الكلام في الأخير ، وقصصت عليه عن إشكالنا الكبير ، والحق أن الرجل استمع صابرا و لحالي مقدرا ، وفي نهاية الشكوى عن حالنا ، أعرب عن حزنه على ما كان وما حدث لنا ...!!
- وختمت مخوّفة إياه : يا أهل الحرم أهذا يرضي الإله ؟!
- ويبدو أنه تأثر بشدة ؛ ثم تحدث بالنقال إلى أحدهم يدعوه بحدة ، وما هي إلا لحظات ، وإذا على الباب تُسمع الطرقات ، فأذن لرجل غير عربي بالدخول ، ثم سمعته له يقول : اصطحب الحاجة بسيارتي الشخصية إلى منطقة العزيزية بجوار تلك المدرسة المتوسطة أو الابتدائية ، هناك سل عن هذا العنوان ، ولا تتركها إلا في راحة و أمان تام ، ثم أعطاه مكتوبا به العنوان ، وكان شديد دعائي له آخر ما بيننا من الكلام ...!!
وسبقني السائق على الدرج هابطا ، وهناك قابلت زوجي إليّ صاعدا ، فبادرته أبشره بالفرج ، و استحثه لنلاحق ذلك السائق على الدرج ...!!
- قال ما تفصيل تلك البشارة ؟!!
- قلت سأفصل لك القول بالسيارة ...!!
و ........... يتـــــــبع .
---------------------------------------------------------------
(1) - العشائين : المغرب والعشاء ، والمغرب لا تقصر في سفر أو حضر .
(2)- قال تعالى ( -وَلَنَبْلُوَنَّ كُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ 156 الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ 257-أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) البقرة .
أم هانئ
2016-01-16, 04:35 PM
10 - إلـــــــــــــ ى العزيزيــــــــ ــــة ...
تقـــــــــــــ ــول صاحبتــــــــــ ـنا :
و كانت السيارة جد فارهة - اللهم بارك - زادها بهاءً أدب سائقها الفائق ...
أصر - جزاه الله خيرا - وحده على حمل أمتعتنا ، بعد أن أتى بالسيارة حتى مكاننا ...
فلما استوينا جالسَين في تلكم السيارة ، وقد سعدتُ بتلكم البشارة ، بدأت أقص على زوجي ما حدث ، فإذا بي أغرق في النوم و أنا أتحدث ...!!
كانت السيارة تجوب الطرقات الخاوية ، ورأسي على كتف زوجي هاوية ، كنت كلما أفقت للحظات ، وجدتهما مازالا يطوفان بنا في مظلم الطرقات ، فأعاود الإغراق في النوم ، وكأنني استكمل ذلك الحلم ، وكنت ربما سألت زوجي بين يقظة و منام : ألم تعثرا بعدُ على ذلك العنوان ؟!
فيجيبني بما لا أستطيع أن أعي من الكلام ؛ كانت تغلبني عيني ، و أنا أهمس بل أهذي ؛ فيشفق علي زوجي ، و يربّت على يدي ، ولساعات كأننا في متاهة نطوف و نطوف وقد قارب النهار ، حتى امتن الله علينا برؤية تلك المدرسة التي بالجوار ، حينها اهتدى السائق إلى العنوان ، وأنزلنا أمام البناية - في الأخير - بسلام ، ثم تحدث زوجي إلى المسئول بحدة ، وكان تراشق بالكلمات بشدة ...!!
وهناك وقف السائق وقد قلق قلقا مريرا ؛ لأنه قد تأخر على ربّ عمله كثيرا ، يخشى أن يتهمه الكفيل بالتهرب من العمل طويلا ، أو ينعته بأنه ليس أمينا ؛ فهاتف زوجي الكفيل يشكره ، و بما كان من أسباب تأخر السائق يخبره ، فانصرف السائق شاكرا لنا ، فعجبت لأنه هو من أحسن إلينا ، و أخذت أدعو له وللكفيل مُسِرّة : اللهم ارحمهما و فرج عنهما بمعروفهما معنا كربة ...!!
وحين انصرف السائق تجدد بين زوجي والمسئول ذاك التراشق ، فناشتهما أن يرشداني إلى فراش ، قبل أن يكملا ما بدأه من النقاش ...!!
فتركا الأمتعة وصعدا معي ، وأنا شبه ضائعة ؛ فقد كاد أن ينسلخ المساء، و أرشدني المسئول إلى فراش في قسم النساء ، وبعد عدة طرقات فتحن الباب ، فدخلت وقد وضعن الحجاب ، فألقيت عليهن السلام ، فنظرن إليّ بتعجب تام ، وقبل أن أفقد بنومي كامل الحس ، رجوتهن أن يوقظنني قبل شروق الشمس ، و أظن أن إحداهن قالت بهمس : كيف ولم يبق على الأذان أقل من ساعة أو ربما نصف ...!!
و ... يتبــــــــــــ ـع .
أم أروى المكية
2016-01-17, 08:17 AM
نحن في انتظار المزيد أم هانئ . وفقك الله لما يحبه ويرضاه .
أم هانئ
2016-01-18, 12:48 PM
سدد الله خطاكِ ووفقكِ لما يحبه ويرضاه ... يسعدني أن أتابعكِ بشوق لما سيحدث بعد .. فالله المستعان .
جزاك الله خيرا وبارك فيك بل نحن نسعد بكريم متابعتك ...
أم هانئ
2016-01-18, 12:49 PM
11 - و حبسني العــــــــــــ ذر ......!!
تقـــــــــــــ ــول صاحبتــــــــــ ـنا :
أفقت مفزّعة ؛ حين رأيت الشمس ساطعة ، كنت من انتشار الصمت في ذهول ، و كأن المكان غير مأهول ...
قمت مسرعة إلى الحمام ، لأتوضأ و أسأل عن القبلة في المكان ...
و لكن حينما دخلت ، بالحيض فُوجئت ، وعن العمرة مُنعت ، ومن الذهاب للحرم حُرمت ...!!
ورغم سعادتي أنه لم تفتني صلاتي ، إلا أنني بكيت انحباسي ، ولولا تذكري حديث عائشة في حجها(1) وما هون به عليها سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - وما قاله لها ...!!
جلست على الفراش لا أدري ما أفعل ؟ وعن مكان زوجي تُرى من سأسأل ..؟!
فمنذ تركته بالأمس ، ليس من خبر عنه أو حدث ...!!
وما هي إلا دقائق معدودات إلا وسمعت على الباب طرقات ، كانت الطرقات لزوجي ؛ فقمت إليه من فوري ، جلسنا في جانب مخصوص للحديث و الجلوس ، سألني عن حالي ؛ فأعلمته بما جرى لي ؛ فتأسف لأجلي و أعلمني أنه سيضطر لتركي : سيذهب إلى المسجد الحرام ، بعد أن يشاركني تناول الطعام ، وبعد الطعام قام لينصرف ، و أنا على انحباسي يأكلني الأسف ...!!
ثم عاودت الذهاب إلى الفراش ، مضطجعة أفكر بكل ما مر من الأحداث ...!!
أمس ظننتها ساعات قليلة من العمر قبل أن أتمتع بالكعبة و أعتمر ؛ حينها سألت الله الرضا بالقضاء ، أصبر نفسي برجاء نوال أجر طول مدة الإحرام لعدد مقدر من الأيام (2)...!!
و ......... يتبــــــــــــ ــــــع .
______________________________ _______
(1) -عن عائشةَ رضي الله عنها قالت: ((فلمَّا كنَّا بسَرَف حِضتُ، فدخل عليَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ وأنا أبكي، قال: ما لكِ؟! أنفستِ؟ قلت: نعَمْ، قال: إنَّ هذا أمرٌ كتَبه الله على بنات آدم؛ فاقضِي ما يقضي الحاجُّ، غيرَ أنْ لا تطوفي بالبيتِ)) صحيح البخاي 305 .
(2) -عن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( تابعوا بين الحج والعمرة ؛ فإنهما ينفيان الفقر والذنوب ، كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة ، وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة ما من مؤمن يظل يومه محرما إلا غابت الشمس بذنوبه )
علق عليه الشيخ الألباني في ( صحيح الترغيب والترهيب ) ج2 / كتاب : الحج / باب : ]الترغيب في الإحرام والتلبية ورفع الصوت بهما ] رقم: 1133 قائلا : الحديث حسن صحيح والزيادة في آخره : حسن لغيره.
أم رفيدة المسلمة
2016-01-18, 08:46 PM
بارك الله فيكِ أخيتي أم هانئ ، ووفقكِ لما يحبه ويرضاه .
أم هانئ
2016-01-20, 11:55 AM
بارك الله فيكِ أخيتي أم هانئ ، ووفقكِ لما يحبه ويرضاه .
آمين ولك مثل طيب دعائك وزيادة جزاكالله خيرا وبارك فيك
أم هانئ
2016-01-20, 11:56 AM
12- منــــا قشـــــــــــــ ــات مع النسوة ...!
تقـــــــــــــ ــول صاحبتــــــــــ ـنا :
ثم أفقت من النوم على صوت وضجة ، و إحداهن توقظني قائلة : أيا حاجة ...!!
فجلست مستمعة لما تقول .. قالت : حاولنا أن نوقظك بعد الأذان وفي البكور ؛ عساك تدركين الصلاة في السفور * ، ولكن يبدو أن ذلك كان أبدا غير متاح ؛ فقد كنتِ غارقة في النوم هذا الصباح ، فتركناك و ذهبنا إلى التنعيم ؛ لنحرم بعمرة ثانية نحن الحريم ..!
- فشكرتها ثم سألتها بعد : أليست هذه عمرة الحج ؟!
- قالت وقد جلست أمامنا : بالطبع هذه ليست أول عمرة لنا ؛ فكل يوم نذهب إلى التنعيم (1) كلنا؛ لنكرر الاعتمار لمعارفنا و لأهلنا ، ورغم تزايد الزحام عن الحد ؛ بسبب اقتراب موعد الحج ، فسنستعين بالله على الاستمرار في تكرار ذاك الاعتمار ...!!
- فقلت موجهة الكلام لجميع من في الحجرة : ينبغي عدم تكرار العمرة ؛ فكمال اتباع السنة نسك واحد في السفرة (2)، إلا التمتع (3) بالعمرة إلى الحج أو القِران لمن ساق معه الهدي (4) ، واستحبّ بعضهم الذهاب إلى الميقات ؛ ليكرر العمرة من أراد (5)..!!
- فهب الجميع يدافعون : أكل هؤلاء الناس مخطئون ؟!! ومن يقول بقولك هم - فقط - المتبعون ؟!
- وكدت أن أجيب عليهن أفند قولهن ، لولا أني رأيت صدودا عن القبول بالحق في وجوههن ، فآثرت ختام القول بسلام : اسألن عن ذلك علماء المسجد الحرام ..!!
و .... يتبـــــــــع .
______________________________ _________
* السفور : الوضوح والجلاء ويكون قبيل شروق الشمس ..
(1)- التنعيم أدنى الحل من الحرم ... https://islamqa.info/ar/180123
- قال ابن حجر في الفتح : وقد سمى التنعيـم بهذا الاسـم لان الجـبل الذى عن يمين الداخـل يسمـى " ناعم " وان الجـبل الـذى على يســار الداخــل يسمــى " منعـم " وان الـوادى الكـائن بـه التنعيم يسمى " نعمـان " . الفتح / ج3 / باب عمرة التنعيم -
(2) - اختلف أهل العلم في حكم تكرار العمرة في السفرة الواحدة ، والصحيح : أنها لا تشرع (بمعنى : أنه لا يستحب ذلك) ، فمن دخل مكة ليعتمر فلا يشرع له تكرار العمرة ، لا عن نفسه ، ولا عن غيره ، لكن إن سافر من مكة إلى جدة أو غيرها من المدن لحاجة ، كزيارة قريب أو شراء شيء ... ونحو ذلك ، ثم رجع إلى مكة فيجوز له أن يحرم بعمرة حينئذ عن نفسه ، أو عمن لم يعتمر من أقربائه أو أهله .
وما يفعله كثير من الناس اليوم من تكرار العمرة في السفرة الواحدة ليس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا من هدي أصحابه رضي الله عنهم ، وهم الذين كانوا يبذلون الجهد للوصول لمكة المكرمة ، ويحدوهم الشوق للاعتمار ؛ لما له من أجر جزيل .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :
" قال أبو طالب : قلت لأحمد قال طاوس : " الذين يعتمرون من التنعيم لا أدري يؤجرون أو يعذبون " ، قيل له : لم يعذبون ؟ قال : لأنه ترك الطواف بالبيت ، ويخرج إلى أربعة أميال ، ويخرج ، إلى أن يجيء من أربعة أميال قد طاف مائتي طواف ، وكلما طاف بالبيت كان أفضل من أن يمشي في غير شيء " فقد أقرَّ أحمد قول طاوس هذا الذي استشهد به أبو طالب لقوله ، رواه أبو بكر في الشافي .
انتهى من " مجموع الفتاوى " ( 26 / 265 ) .
https://islamqa.info/ar/111501
&- تكرار العمرة في سفر واحد من البدع.
السؤال:
فضيلة الشيخ! بعض الناس يأتي من مكان بعيد لهدف العمرة إلى مكة ، ثم يعتمرون ويحلون، ثم يذهبون إلى التنعيم ثم يؤدون العمرة، يعني: في سفره عدة عمرات، فكيف هذا؟
فأجاب فضيلة الشيخ ابن عثيمين :
هذا بارك الله فيك من البدع في دين الله؛ لأنه ليس أحرص من الرسول صلى الله عليه وسلم ولا من الصحابة، والرسول صلى الله عليه وسلم كما نعلم جميعاً دخل مكة فاتحاً في آخر رمضان، وبقي تسعة عشر يوماً في مكة ولم يخرج إلى التنعيم ليحرم بعمرة وكذلك الصحابة، فتكرار العمرة في سفر واحد من البدع،
ويقال للإنسان: إذا كنت تحب أن تثاب فطُف بالبيت خير لك من أن تخرج إلى التنعيم
ثم نقول أيضاً: طف بالبيت إذا لم يكن موسم حج، فإن كان موسم حج فيكفيك الطواف الأول، دع المطاف للمحتاجين إليه،
ولهذا نجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم في عُمَرِه كلها لا يطوف أي: لا يكرر الطواف ولا يخرج إلى التنعيم ليأتي بعمرة ونجده في حجة الوداع لم يطف إلا طواف النسك فقط طواف القدوم وطواف الإفاضة وطواف الوداع، ومن المعلوم أننا لسنا أشد حرصاً على طاعة الله من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
فنقول لهذا: خفِّف على نفسك، تكفيك العمرة الأولى، وإذا أردت أن تخرج من مكة فطف طواف الوداع، والحمد لله.
لقاء الباب المفتوح رقم 121
الرابط:http://3llamteen.com/index.php?optio...43&Item id=47
(3)- التمتع
وصفته أن يُحرم بالعمرة وحدها من الميقات في أشهر الحج قائلاً عند نية الدخول في الإحرام : " لبيك عمرة " ، ثم يقوم بأداء مناسك العمرة من طواف وسعي وحلق أو تقصير ليحل له كل شيء حرم عليه بالإحرام ، ثم يبقى في مكة حلالاً إلى اليوم الثامن من ذي الحجة وهو يوم التروية ، فإذا كان يوم الثامن أحرم بالحج وحده وأتى بجميع أعماله .http://www.islamweb.net/ahajj/article/136221/%D8%A3%D9%86%D9%88%D8%A7%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B3%D9%83
(4) - القِران
وصفته أن يحرم بالعمرة والحج معًا ، فيقول : " لبيك عمرة وحجًا " ، أو يُحرم بالعمرة من الميقات ثم يُدخل عليها الحج قبل أن يشرع في الطواف ، فإذا وصل إلى مكة طاف طواف القدوم ، وإن أراد أن يقدم سعي الحج فإنه يسعى بين الصفا والمروة ، وإلا أخره إلى ما بعد طواف الإفاضة ، ولا يحلق ولا يقصر ولا يحل من إحرامه ، بل يبقى محرماً إلى أن يحل منه يوم النحر ، والمتمتع والقارن – إذا لم يكونا من حاضري المسجد الحرام- فإنه يلزمهما هدي شكراً لله أن يسر لهما نسكين في سفر واحد .
http://www.islamweb.net/ahajj/article/136221/%D8%A3%D9%86%D9%88%D8%A7%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B3%D9%83
(5)- قال الإمام مالك رحمه الله في "الموطأ " (1/282) :
" فأما العمرة من التنعيم فإنه من شاء أن يخرج من الحرم ثم يحرم ، فإن ذلك مجزئ عنه إن شاء الله ، ولكن الأفضل أن يهل من الميقات الذي وقت رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو ما هو أبعد من التنعيم " انتهى
.https://islamqa.info/ar/180123
أم أروى المكية
2016-02-16, 01:59 AM
أختي الغالية أم هانئ نفتقد مشاركاتك القيمة ، وأسأل الله أن يكون المانع خيراً ، يسر الله لكِ أمرك ورزقكِ خيري الدنيا والآخرة .
أم رفيدة المسلمة
2016-09-17, 11:22 PM
للرفع
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.