المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هناك من يقول: إن الكفر لا يكون إلا بالتكذيب والجحود، ويستدل على ذلك بقوله تعالى...



سلمان أبو زيد
2007-02-25, 12:21 AM
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

السؤال: هناك من يقول: إن الكفر لا يكون إلا بالتكذيب والجحود، ويستدل على ذلك بقوله تعالى: ﴿ مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ ﴾ [النحل:106] الآيتين، فهل هذا صحيح؟ وما هو مذهب أهل السنة في هذه المسألة؟

الجواب : ليس هذا بصحيح، بل ذكر أهل العلم في باب حكم المرتد أنواع الردة، فمن أتى بالكفر قولاً أو عملاً أو اعتقاداً كفر، هذا هو المعروف عند أهل العلم في باب حكم المرتد، إلا المكره. فإذا سب الدين، أو سب الله، أو سب الرسول، أو ترك الصلاة، أو سجد لغير الله، أو دعا غير الله؛ فقد كفر، ولو قال: إني لا أستبيحها، متى فعلها كفر، فمن يدعو الأموات ويستغيث بالأموات ولو قال: لا أستحلها؛ فهو كافر، والذي لا يصلي فهو كافر، ولو قال: ما جحدت وجوبها، هذا هو الصحيح، وهكذا من سب الله وسب الرسول، أو استهزأ بالدين كفر، ولو قال: ما أستحلها فلا يصدق، بل حكمه حكم الكفر كما صرح العلماء بذلك، وليس في هذا نزاع بين أهل العلم. :

شريط : (( أسباب الثبات أمام الفتن )) لسماحة الشيخ الإمام ابن باز رحمهُ اللهُ.

آل عامر
2007-02-25, 05:37 PM
احسنت جزاك الله خيرا .

وقد ترددت في الآونة الأخيرة مسألة التكفير بالقول والعمل ، وزعم بعضهم أنَّه لايكفر إلاَّ من اعتقد الكفر ، اما من تلفظ به أو عمل ماهو كفرصراحة فلايكفر ، إذ الكفر هو الا عتقاد فقط - وهذا مذهب المرجئة - مستدلين بتقسيم بعض العلماء الكفر إلى عملي واعتقادي ، وأن الأول كفر أصغر والثاني كفر أكبر ، دون تفريق بين الكفر العملي الذي يعنيه العلماء والكفر بالعمل أو الأعمال المكفرة .
ومن هنا نشأت شبهة أخرى وهي أنَّ المرء لو عمل عملاً كفريًّاً ، كالسجود لصنم أو صليبٍ ، أو قال قولا كفرياً ، كسب الله ورسوله .... فإنه لا يكفر مالم يعتقد .

عدنان البخاري
2007-02-25, 11:44 PM
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
السؤال: هناك من يقول: إن الكفر لا يكون إلا بالتكذيب والجحود، ويستدل على ذلك بقوله تعالى: ﴿ مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ ﴾ [النحل:106] الآيتين، فهل هذا صحيح؟ وما هو مذهب أهل السنة في هذه المسألة؟
/// النقاش مع كثيرٍ من المبتدعة (كالمرجئة) ومن تبعهم في هذا العصر في مفهوم الأدلَّة على بعض الأمور أو عدمه =لا فائدة كبرى من ورائه، لكن قد ينفع التَّبَع المغترين بهم؛ فكثيرٌ ممَّن تشرَّب مذهب المبتدعة من المتبوعين في هذا العصر مشى على طريقتهم في المنهج؛ حيث اعتقد الباطل ثمَّ حرص على تطلُّب الدَّليل عليه! لا العكس! كما هو الواجب لمن أراد طلب الاعتقاد السَّليم الذي ينفعه عند الله.
/// أمَّا الجواب والرَّدُّ عمَّا استُدِلَّ به من ظاهر الآية الماضية في حصر الكفر في جحود القلب =فهو أنَّ الآية دليلٌ عليهم لا لهم! وهذا من أعجب أنواع الاحتجاج على المخالف.
/// وتبيين ذلك ممَّا قاله شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله [كما في مجموع فتاواه 7/220]: "هذه الآية ممَّا يدلُّ على فساد قول جهمٍ ومن اتبعه؛ فإنه جعل كلَّ من تكلَّم بالكفر من أهل وعيد الكفَّار إلَّا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان.
فإنْ قيل: فقد قال تعالى: (ولكن من شرح بالكفر صدرا)؟
قيل: وهذا موافقٌ لأوَّلها؛ فإنَّه مَن كَفَر من غير إكراه فقد شَرَح بالكفر صدرًا، وإلَّا ناقض أوَّل الآية آخرها؟!
ولو كان المراد بمن كفر هو الشَّارح صدره -وذلك يكون بلا إكراه- لم يستثن المكره فقط، بل كان يجب أن يستثنى المكره، وغير المكره، إذا لم يشرح صدره.
وإذا تكلَّم بكلمة الكفر طوعًا فقد شرح بها صدرًا، وهي كفرٌ.
وقد دلَّ على ذلك قوله تعالى: (يحذر المنافقون ان تنزَّل عليهم سورة تنبِّئهم بما فى قلوبهم قل استهزؤا إنَّ الله مخرج ما تحذرون /// ولئن سألتهم ليقولنَّ إنَّما كُنَّا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين)، فقد أخبر أنَّهم كفروا بعد إيمانهم مع قولهم: إنَّا تكلَّمنا بالكفر من غير اعتقاد له بل كنَّا نخوض ونلعب، وبيَّن أنَّ الإستهزاء بآيات الله كفرٌ، ولا يكون هذا إلَّا ممَّن شرح صدره بهذا الكلام، ولو كان الإيمان فى قلبه منعه أن يتكلَّم بهذا الكلام...".
/// وقال رحمه الله أيضًا [كما في مجموع فتاويه 7/560]: "إنَّه سبحانه استثني المكره من الكفَّار، ولو كان الكفر لا يكون إلَّا بتكذيب القلب وجهله لم يستثن منه المكره؛ لأنَّ الإكراه على ذلك ممتنعٌ، فعُلِمَ أنَّ التكلُّم بالكفر كفرٌ إلَّا فى حال الإكراه...
والآية نزلت فى عمار بن ياسر وبلال بن رباح وأمثالهما من المؤمنين المستضعفين، لمَّا أكرههم المشركون على سبِّ النَّبيِّ (ص)، ونحو ذلك من كلمات الكفر.
فمنهم من أجاب بلسانه كعمار ومنهم من صبر على المحنة كبلال، ولم يُكْرَه أحدٌ منهم على خلاف ما في قلبه، بل أُكْرِهُوا على التكلُّم، فمَن تكلَّم بدون الإكراه لم يتكلَّم إلَّا وصدرُه منشرحٌ به...".

آل عامر
2007-02-26, 11:26 PM
جزاكم الله خيرا شيخ عدنان ،ونفع الله بكم وبارك في علمكم .

سلمان أبو زيد
2007-02-27, 05:30 PM
جزاكُم اللهُ خيرًا .

منبع الكلمة
2007-03-06, 01:05 AM
نسأل الله ان ينفع بما كتبت

الناصح الصادق
2007-03-06, 06:19 PM
وزعم بعضهم أنَّه لايكفر إلاَّ من اعتقد الكفر

فأقول : الذي أعلمه هو أنّ من وقع في كفر أكبر من أعمال الجوارح عن اتباع للهوى المحرّم فلازمه أنّه كفر بقلبه

فهناك تلازم بين الشيئين

و الكفر غير التكذيب و الجحود

هذا قول أهل السنة في هذا -حسب علمي و الله أعلم-

و بارك الله في الأخ سلمان

سماء الحق
2007-03-06, 07:06 PM
فأقول : الذي أعلمه هو أنّ من وقع في كفر أكبر من أعمال الجوارح عن اتباع للهوى المحرّم فلازمه أنّه كفر بقلبه



لو توضح غفر الله لك ، فلم أفهم بعد

الناصح الصادق
2007-03-06, 07:13 PM
يعني يلزم من كفر بجوارحه عن اتباع للهوى المحرّم أنّه كفر بقلبه، فالقلب هو الأصل، و كل من كفر بقلبه فعنده خلل في الإعتقاد.

مثلا : من ألقى بالمصحف في القذورات عن اتباع للهوى المحرّم هو كافر بقلبه و جوارحه.


أم أنّك ترى بأنّه يمكن أن يكون هناك كفر أكبر بالجوارح عن اتباع للهوى المحرّم و لا يكون هناك كفر في القلب في نفس الشخص؟ - أفدني بارك الله فيك -


و الله أعلم

سماء الحق
2007-03-07, 12:20 AM
أخي الناصح الصادق

جزاك الله خير وليس لي رأي آخر فقط أردت مزيدا من التوضيح وشكرا لك

الناصح الصادق
2007-03-08, 10:07 PM
و جزاك الله خيرا أخي

عدنان البخاري
2007-08-17, 09:38 AM
يعني يلزم من كفر بجوارحه عن اتباع للهوى المحرّم أنّه كفر بقلبه، فالقلب هو الأصل، و كل من كفر بقلبه فعنده خلل في الإعتقاد.
مثلا : من ألقى بالمصحف في القذورات عن اتباع للهوى المحرّم هو كافر بقلبه و جوارحه.
أم أنّك ترى بأنّه يمكن أن يكون هناك كفر أكبر بالجوارح عن اتباع للهوى المحرّم و لا يكون هناك كفر في القلب في نفس الشخص؟ - أفدني بارك الله فيك -
و الله أعلم
/// الكفر قد يقع بالجوارح واللِّسان، مع عدم كفر القلب وجحوده ...
/// أمَّا ما ذكر من مسألة اتِّباع الهوى المحرَّم فهذا ليس خاصًّا بالكفر، بل الإنسان يتَّبع الهوى المحرَّم بقلبه في كلِّ معصيةٍ يرتكبها، فلم يخصَّ بالكفر، ومن المعلوم أنَّه لا يلزم من اتِّباع الهوى الكفر.

/// الإخوة المشرفون.. بارك الله في جهودهم
لو يحوَّل هذا الموضوع للمجلس الشَّرعي فهو به أنسب.

سراج بن عبد الله الجزائري
2007-08-17, 11:45 AM
* الأخ عدنان البخاري، أليس الأصل في الإيمان هو القلب، إذ لا يتصور إيمان شحص لم يؤمن بقلبه إذا قام ببعض أفعال الإسلام بجوارحه، فهل أصل الكفر هو القلب ؟

* ثم كيف يتصور كفر شخص لم يكفر بقلبه إذا قام ببعض أفعال الكفر بجوارحه بعد وجود شروط التكفير و انتفاء موانعه في هذا المكفر الواقع فيه، فإذا كان عندك أقوال لأهل العلم في تقرير قولك هذا : "الكفر قد يقع بالجوارح واللِّسان، مع عدم كفر القلب" فأرجو أن تتحفنا به و أجرك على الله ؟

* و كفر القلب ليس فقط الجحود و التكذيب فمجرد الإعراض القلبي أو التكبر القلبي الناتج عن الوقوع في الكفر هو كفر أكبر فوقوع الشخص في كفر عملي أكبر من أعمال الجوارح يلزم منه قيام كفر أكبر في القلب و بالتالي قيام الكفر الأكبر في القلب و الجوارح معا إذ الأمرين متلازمين.

عدنان البخاري
2007-08-17, 03:47 PM
/// الأخ سراج الجزائري ... وفقه الله.
/// لا خلاف بيننا في المؤدَّى، وأنا موافقك فيما ذكرتَ من تفصيلٍ؛ إذ لا شكَّ أنَّ من لازم كفر من كفر بجوارحه ((بعد استيفاء الشُّروط وانتفاء الموانع)) =أنَّه كافرٌ بقلبه؛ ثمَّ قد يكون عن عنادٍ، أوتكذيبٍ وجحدٍ، أوارتيابٍ، أوإعراضٍ، أو غير ذلك.
/// والذي أوقعني في الَّلبس بعدم فهم مراد الأخ (النَّاصح الصَّادق) كان نظري في أصل الموضوع التمنُّع من التَّكفير بالجوارح في أصل الكفر بالتَّكذيب والجُحود في القلب فقط، كما في عنوان الموضوع والشُّبهة المردود عليها، وإلَّا فكلامه صحيحٌ في المؤدَّى، خاصَّة أنَّه قال في مشاركته الأولى: "والكفر غير التكذيب و الجحود".
/// وهذا معلومٌ بالضَّرورة، إلَّا إن كان شخصًا مسلوب الإرادة والعقل، فهذا رفع عنه التكليف والخطاب.
/// وأيضًا.. فإنَّ ذلك لا يعني أنَّ الفعل أوالعمل الكفري لا يسمَّى كفرًا إلَّا إذا قارنه معتقد الاستحلال أوالتَّكذيب، فالكفر في أصل نصوص الشَّرع اعتقاد وعمل وقول وشك، ثمَّ قد يقارن فعل الكفر وقوله اعتقادٌ بعد إقامة الحُجَّة الرِّساليَّة، بالإعراض والعناد والاستكبار.
/// فلا يُقال: لا يكون القول أوالفعل كفرًا إلَّا إنْ اعتقد صاحبه كذا وكذا، كما يردِّد ذلك المرجئة ويلبِّسون على النَّاس بخلطه مع مسألة اللُّزوم وعدمه، ويتوقَّفون عن تكفير الواقع في ذاك الكفر القولي أوالفعل إلَّا بعد الاستفصال عن اعتقاده؟! وهنا يقع الخلط والتَّلبيس.
/// فمن كفر قولًا أوفعلًا فقد أتى الكفر اعتقد أولم يعتقد، ثمَّ لا يعنينا اعتقاده الكفري اللَّازم وقوعه في القلب على أيٍّ وجهٍ وقع.
/// وبهذا التَّفصيل فلا خلاف بيننا، وفقك الله وبارك فيك، وجزاك خيرًا على هذا التَّنبيه.
/// تنبيه: لم أنتبه لجميع المشاركات لأنَّ الموضوع فُقِد منِّي؟! ثمَّ وجدُّته فظننتُ مؤدَّى كلام الأخ الناصح الصدق غير مؤدَّى مرادنا.

خطاب القاهرى
2007-08-17, 10:49 PM
الشيخ الكريم عدنان و باقى المشايخ و الإخوة الأحباب..

أرجو توضيح الفرق بين ما نقلتموه من قول أهل السنة, من أن فاعل الكفر بجوارحه, بعد استيفاء الشروط و انتفاء الموانع, يلزم منه كفر القلب, و بين ما نقله الأئمة عن طوائف المرجئة من قولهم أن الله ما كفر فاعل الكفر إلا لأنه دليل على كفر قلبه.

عدنان البخاري
2007-08-18, 03:21 AM
/// الأخ لكريم.. خطَّاب القاهري... وفَّقه الله
لعلِّي أجمل الكلام باختصارٍ شديدٍ (في ظلمة الليل البهيم الأليل) على أنْ أعود إلى تفصيله غدًا.
/// الفرق بين أل السُّنَّة والمرجئهه أنَّ المرجئة حصرُوا الإيمان في التَّصديق والكفر في نقيضه وهو التَّكذيب والجحود والانكارد..
وأمَّا أهل السُّنَّة فإنَّ الإيمان لا ينحصر في التَّصديق بل لا بد فيه من شُعبِه كالحُبِّ والإنقياد والاتِّباع...
وأنَّ الكفر لا يقتصر وجوده في التَّكذيب حسبُ؛ بل قد يقع من الإعراض أوالكِبر أوالحسد ونحوها من شعب الكفر، مع إمكانية وجود التَّصديق فيالقلب!
/// وعليه.. فوجود الكفر الظَّاهر قولًا وعملًا لا يلزم أن يكون دليلًا على كفر الباطن المحصور في (التَّكذيب والجحود فقط) عندؤلاء المرجئة، بل قد يكون إعراضًا أواستكبارًا أوحسدًا أو غير ذلك من شعب الكفر التي قد تظهر وقد لا تظهر، مع وجود التَّصديق في قلب ذاك الكافر بقوله أوعمله.
/// هذا التَّفريق مختصرًا وقد تطاول ليلك بالإثمد... وبات الخليُّ ولم ترقدِ؟!
واسلام عليكم.م

خطاب القاهرى
2007-08-18, 12:24 PM
بارك الله فى الشيخ الحبيب, فقد أزلت بعض أو معظم اللبس, و لن أتنازل عن حقى عليك فى مزيد تفصيل, فقد وعدت (ابتسامة).

عدنان البخاري
2007-08-18, 01:52 PM
/// الحمدلله على البيان... أنا عند وعدي، لكن هل لك أن تمهلني قليلًا وتتنازل عن بعض حقِّك لأجل ضيق الوقت. (ابتسامة)

أبو عبد الرحمن السعدي
2007-08-18, 08:34 PM
قال شيخ الإسلام (مجموع الفتاوى 7/220 ) " فقد أخبر أنهم كفروا بعد إيمانهم مع قولهم أنا تكلمنا بالكفر من غير اعتقاد له بل كنا نخوض ونلعب ، وبيَّن أن الاستهزاء بآيات الله كفر ولا يكون هذا إلا ممن شرح صدره بهذا الكلام ولو كان الإيمان في قلبه منعه أن يتكلم بهذا الكلام."

عدنان البخاري
2007-08-18, 09:59 PM
قال شيخ الإسلام (مجموع الفتاوى 7/220 ) " فقد أخبر أنهم كفروا بعد إيمانهم مع قولهم أنا تكلمنا بالكفر من غير اعتقاد له بل كنا نخوض ونلعب ، وبيَّن أن الاستهزاء بآيات الله كفر ولا يكون هذا إلا ممن شرح صدره بهذا الكلام ولو كان الإيمان في قلبه منعه أن يتكلم بهذا الكلام."
/// لا أدري ما المقصود من نقل كلام الشَّيخ؟! هل فيه موافقةٌ أومخالفةٌ لما تقدَّم!
/// وعلى كُلٍّ.. ففي آخر كلام الشَّيخ رحمه الله المنقول آنفًا: "ولو كان الإيمان في قلبه منعه أن يتكلَّم بهذا الكلام".

سراج بن عبد الله الجزائري
2007-08-18, 10:56 PM
الأخ عدنان شكرا

=============================


و بين ما نقله الأئمة عن طوائف المرجئة من قولهم أن الله ما كفر فاعل الكفر إلا لأنه دليل على كفر قلبه.

الأخ خطاب القاهري هل يمكن أن تنقل أين قال هذا الكلام الأئمة ؟

عدنان البخاري
2007-08-18, 11:18 PM
/// قال الإمام ابن القيِّم رحمه الله في كتابه: الصلاة وحكم تاركها (ص/70): "ههنا أصل آخرُ، وهو أنَّ حقيقة الإيمان مركَّبةٌ من قولٍ وعملٍ.
والقول قسمان: قول القلب، وهو الاعتقاد، وقول اللسان، وهوالتكلُّم بكلمة الإسلام.
والعمل قسمان: عمل القلب، وهو نيَّتُه، وإخلاصُه.
وعمل الجوارح.
فإذا زالت هذه الأربعة زال الإيمان بكمالِه.
وإذا زال تصديق القلب لم تنفع بقيَّة الأجزاء؛ فإنَّ تصديق القلب شرطٌ في اعتقادها، وكونها نافعة.
وإذا زال عمل القلب مع اعتقاد الصدق فهذا موضع المعركة بين المرجئة وأهل السنة.
فأهل السنة مجمعون على زوال الإيمان، وأنَّه لا ينفع التَّصديق مع انتفاء عمل القلب، وهومحبَّته وانقياده، كما لم ينفع إبليس، وفرعون وقومه، واليهود، والمشركين الذين كانوا يعتقدون صدق الرَّسول، بل ويقر!ُون به سرًّا وجهرًا، ويقولون: ليس بكاذب، ولكن لا نتَّبِعُه ولا نؤمن به.
وإذا كان الإيمان يزول بزوال عمل القلب فغير مستنكر أن يزول بزوال أعظم اعمال الجوارح، ولا سيما إذا كان ملزومًا لعدم محبَّة القلب وانقياده، الذي هو ملزومٌ لعدم التَّصديق الجازم كما تقدَّم تقريره.
فإنَّه يلزمه من عدم طاعة القلب عدم طاعة الجوارح؛ إذْ لو أطاع القلبُ وانقاد أطاعت الجوارح وانقادت، ويلزم من عدم طاعته وانقياده عدم التَّصديق المستلزم للطَّاعة وهو حقيقة الإيمان.
فإنَّ الإيمان ليس مجرد التَّصديق كما تقدَّم بيانه، وإنَّما هو التَّصديق المستلزم للطَّاعة والانقياد.
وهكذا الهدى ليس هو مجرد معرفة الحق وتبينه بل هو معرفته المستلزمة لاتباعه والعمل بموجبه وإن سمي الأول هدى فليس هو الهدى التام المستلزم للاهتداء كما أن اعتقاد التصديق وإن سمي تصديقا فليس هو التصديق المستلزم للإيمان فعليك بمراجعة هذا الأصل ومراعاته".

______________________________ ______________

/// الأخ سراج الجزائري ... وفَّقه الله
ما سألت عنه الأخ خطَّاب القاهري من كلام المرجئة من المعلوم عنهم مستفيضًا، وهو كثيرٌ في كلام أهل العلم الذين ناقشوا أقوالهم!
وعلى كُلٍّ.. فإليك قول شيخ الإسلام ابن تيميَّة في ضمن كلامه عن غلط الجهميَّة والمرجئة في الإيمان: "وقد ذكرنا فيما تقدم أنَّهم غلطوا في ثلاثة أوجه:
(أحدها): ظنهم أنَّ الإيمان الذي في القلب يكون تاما بدون العمل الذي في القلب تصديق بلا عمل للقلب؛ كمحبة الله وخشيته وخوفه والتوكل عليه والشوق إلى لقائه.
و(الثاني): ظنهم أنَّ الإيمان الذي في القلب يكون تامًّا بدون العمل الظاهر، وهذا يقول به جميع المرجئة.
و(الثالث): قولهم: (كُلُّ من كفَّرَه الشَّارع فإنَّما كفَّرَهُ لانتفاء تصديق القلب بالرَّبِّ تبارك وتعالى).
وكثير من المتأخرين لا يميِّزون بين مذاهب السَّلف وأقوال المرجئة والجهميَّة؛ لاختلاط هذا بهذا في كلام كثير منهم ممن هو في باطنه يرى رأي الجهميَّة والمرجئة في الإيمان، وهو معظِّمٌ للسَّلَف وأهل الحديث، فيظنُّ أنَّه يجمع بينهما أويجمع بين كلام أمثاله وكلام السلف...".

أبو عبد الرحمن السعدي
2007-08-19, 02:07 AM
الأخ عدنان وفقه الله ..
رجل يقول لا كفر إلا بالاعتقاد ويعني به التلازم الذي أشرتم إليه آنفا وزيادة على ذلك عندما يقال له إن عبارتك ( لا كفر إلا بالاعتقاد ) عبارة موهمة يقول نحن نريد أن نعالج الواقع فينزل ذلك القيد في حق المعين الذي أقيمت عليه الحجة ... وزيادة على ذلك إذا سئل عن المستهزي بالدين أو المستهين للمصحف أو الذي يطوف بالقبر .. يقر بأن هذه الأفعال كفر وإذا قيل نسأل الواقع في تلك الأفعال عن اعتقاده يقول : لا .. فعمله دليل على اعتقاده ....
السؤال بارك الله فيك : هل قول هذا الرجل موافق لقول أهل السنة في هذا الباب ! إذا اعتبرنا أن قوله ( لا كفر إلا بالاعتقاد ) اصطلاح خاص به !

عدنان البخاري
2007-08-19, 02:12 PM
الأخ عدنان وفقه الله ..
رجل يقول لا كفر إلا بالاعتقاد ويعني به التلازم الذي أشرتم إليه آنفا وزيادة على ذلك عندما يقال له إن عبارتك ( لا كفر إلا بالاعتقاد ) عبارة موهمة يقول نحن نريد أن نعالج الواقع فينزل ذلك القيد في حق المعين الذي أقيمت عليه الحجة ... وزيادة على ذلك إذا سئل عن المستهزي بالدين أو المستهين للمصحف أو الذي يطوف بالقبر .. يقر بأن هذه الأفعال كفر وإذا قيل نسأل الواقع في تلك الأفعال عن اعتقاده يقول : لا .. فعمله دليل على اعتقاده ....
السؤال بارك الله فيك : هل قول هذا الرجل موافق لقول أهل السنة في هذا الباب ! إذا اعتبرنا أن قوله ( لا كفر إلا بالاعتقاد ) اصطلاح خاص به !
/// من تكلَّم في عقيدة السَّلف، وعمَّا في نصوص الكتاب والسُّنَّة = فلا يصطلح مصطلحاتٍ موهمةٍ لمخالفتها، وخاصَّةً إن كان الظَّاهر من العبارة -دون الشَّرح والبيان- الخطأ والمخالفة، إلَّا إن تكلَّم عن ((عقيدته هو)) فله أن يصطلح ما شاء.
/// والسَّبب في كون هذه العبارة موهمةً للباطل، بل ظاهرها إلى المعنى الفاسد أقرب منها إلى غيره وإن شرح قائلها ما شرح =أنَّه حصر الكفر بالاستثناء وقصره في الاعتقاد، فقال: "لا كفر إلَّا باعتقاد"، والاسثناء معيار العموم، ومعناه أنَّ غير الاعتقاد لا يكون به الكفر، وهذا مخالفٌ لنصوص الكتاب والسُّنَّة، ولما صرَّح به سلف هذه الأمَّة، قصد أو لم يقصد هذا المعنى.
/// ثمَّ ظاهر هذا القول تناقض! فكيف يحصره في ((الاعتقاد))، ثمَّ يقول كأهل السُّنَّة: الكفر يكون بالاعتقاد والقول والفعل والشَّك؟! لعمر الله كيف يجتمعان؟!
/// ثمَّ أيضًا.. لفظة (الاعتقاد) في جملة: (لا كفر إلَّا باعتقاد) موهمة لمقصود المرجئة، من كونه يقصد بها التَّكذيب والجُحُود، بإعادة الكفر إلى الاعتقاد في القلب وحده (الذي هو التَّصديق)؛ لذا فهو يقول كما تنقل عنه!: "فعمله دليل على اعتقاده"، وهو نفس كلام المرجئة! بمعنى: أنَّ العمل لا علاقة له بالإيمان، إنَّما العبرة بالاعتقاد الذي هو التَّصديق؟! قَصَد أو لم يقصد!
/// وأهل السُّنَّة لا يقولون إنَّ عمله دليلٌ على اعتقاده الكفري، ولكنَّهم يقولون: عمله كفر، وقوله كفرٌ، ثمَّ ((قد يظهر)) لنا من اعتقاده ما يدلُّ على كفرانه بقلبه أيضًا، وقد لا يظهر وهو أكثر.
/// والتلازم بين الظَّاهر والباطن الذي يقوله اهل السُّنَّة لا يعني بالضَّرورة أن يكون كفر المرء في أصل الإيمان في القلب وانتقاضه من أساسه الذي هو ((التَّصديق))، والذي هو مناقضٌ للتَّكذيب والجُحود.
/// بل قد يكون في شعبٍة من شعب الإيمان وشيءٍ من أعمال القلب مع بقاء أصله ضعيفًا منتقضًا، وقد لا يشعر بها صاحبها فضلًا عن غيره، كالانقياد والاتباع والخضوع، ويخالفها الكبر والحسد والإباء والإعراض وغيرها.
/// قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله: "فإنَّ الكفر عدم الإيمان بالله ورسله؛ سواء كان معه تكذيب أو لم يكن معه تكذيب؛ بل شك وريب أو إعراض عن هذا كلِّه؛ حسدًا، أو كِبْرًا، أو اتبِّاعًا لبعض الأهواء الصَّارفة عن اتباع الرِّسالة، وإن كان الكافر المكذِّب أعظم كفرًا، وكذلك الجاحد المكذِّب حَسَدًا مع استيقان صِدْق الرسل".
/// وفي كفر الإعراض يقول ابن القيِّم: ".. أنْ يعرض بسمعه وقلبه عن الرَّسول، لا يصدِّقه ولا يكذِّبُه، ولا يواليه ولا يعاديه، ولا يصغي إلى ما جاء به ألبتَّة".
/// يقول تعالى: (بل أكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون).
/// ولا يعني أيضًا أن يكون هذا التَّلازم ظاهرًا في كلَّ الكفريَّات.
/// بل يظهر في بعضها كسبِّ الله أوشيءٍ معظَّمٍ؛ كما قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة: "إنَّ سبَّ الله أوسبَّ رسوله (ص) كفرٌ ظاهرًا وباطنًا، سواءٌ كان السَّابُّ يعتقد أنَّ ذلك محرمٌ أوكان مستحلًّا أو كان ذاهلًا عن اعتقاده، هذا مذهل الفقهاء وسائر أهل السُّنَّة القائلين بأنَّ الإيمان قولٌ وعملٌ".
/// وأيضًا.. فيبين من كلامك أنَّك لا تقول بأنَّ عمله أوقوله -كالمستهزي بالدين أو المستهين للمصحف أو الذي يطوف بالقبر- = يكون كفرًا وإنَّما ((دليلًا على اعتقاده [الكفري])) إلَّا بعد إقامة الحُجَّة عليه؟! وهذا غلَطٌ، فعملُه وقولُه الكفري كفرٌ ابتداءًا؛ سواءٌ أقيمت عليه الحُجَّة أولا، وسواءٌ كان فاعله -بعد إقامة الحُجَّة عليه- كافرًا أو لا، وسواءٌ اعتقد أو لا.
/// وإقامة الحُجَّة على مَنْ وَقَعَ في الكفر لا علاقة له بتسمية الفعل أوالقول كفرًا، أو كونه دليلًا على كفر الباطن.
/// ويقول شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله -في بيان كل ما تقدَّم ذكره- في الصَّارم المسلول: "إنَّ الإيمان وإن كان أصله تصديق القلب =فذلك التَّصديق لابد أنَّ يوجب حالًا في القلب وعملًا له، وهو تعظيم الرَّسول، وإجلاله، ومحبَّته.
وذلك أمرٌ لازِمٌ كالتألُّم، والتنعُّم عند الإحساس بالمؤلم، والمنعم، وكالنُّفرة والشَّهوة؛ عند الشعور بالملائم والمنافي.
فاذا لم تحصل هذه الحال والعَمَل في القلب لم ينفع ذلك التَّصديق، ولم يغن شيئًا، وإنَّما يمنع حصوله إذا عارَضَه معارِضٌ؛ من حَسَد الرَّسول، أوالتكبُّر عليه، أوالإهمال له، وإعراض القلب عنه، ونحو ذلك.
كما أنَّ إدراك الملائم والمنافي يوجب اللَّذَّة والألم، إلَّا أنْ يعارِضَه معارضٌ، ومتى حَصَل المعارض كان وجود ذلك التَّصديق كعَدَمِه، كما يكون وجود ذلك كعَدَمِه، بل يكون ذلك المعارض موجِبًا لعدم المعلول، الذي هو حال في القلب، وبتوسط عدمه يزول التصديق الذي هو العلة فينقلع الإيمان بالكُلِّيَّة من القلب، وهذا هو الموجب لكفر من حَسَد الأنبياء، أو تكبَّر عليهم، أو كرِهَ فِرَاق الإلف والعادة، مع علمه بأنَّهم صادقون، وكفرهم أغلظ من كفر الجُهَّال.
الثاني: أنَّ الإيمان وإن كان يتضمَّن التَّصديق، فليس هو مجرد التَّصديق، وإنَّما هو الإقرار والطُّمأنينة؛ وذلك لأنَّ التَّصديق إنَّما يعرض للخَبَر فقط، فأمَّا الأمر فليس فيه تصديقٌ من حيث هو أمرٌ، وكلام الله خبرٌ وأمرٌ؛ فالخبر يستوجب تصديق المخبر، والأمر يستوجب الانقياد له، والاستسلام، وهو عمل في القلب، جِمَاعُهُ: الخضوع والانقياد للأمر وإن لم يفعل المامور به.
فإذا قُوْبِل الخبر بالتَّصديق والأمر بالانقياد فقد حَصَل أصل الإيمان في القَلْب، وهو الطُّمأنينة والإقرار، فإنَّ اشتقاقه من الأمن الذي هو القرار والطمأنية، وذلك إنَّما يحصل اذا استقرَّ في القلب التَّصديق والأنقياد.
وإذا كان كذلك فالسَّبُّ إهانة واستخفاف، والانقياد للأمر اكرام واعزازٌ، ومحالٌ أن يهين القلب من قد انقاد له، وخضع، واستسلم، أو يستخفَّ به.
فإذا حَصَل في القلب استخفاف واستهانة امتنع أن يكون فيه انقيادٌ، او استسلام؛ فلا يكون فيه إيمان، وهذا هو بعينه كفر إبليس؛ فإنَّه سَمِع أمر الله له، فلم يكذِّب رسولًا، ولكن لم ينقد للأمر، ولم يخضع له، واستكبر عن الطَّاعة، فصار كافرًا.
وهذا موضع زاغ فيه خلق من الخلف!!؛ تخيَّلَ لهم أنَّ الإيمان ليس في الأصل إلَّا التَّصديق، ثم يرون مثل إبليس وفرعون ممَّن لم يصدر عنه تكذيبٌ، أو صدر عنه تكذيب باللِّسان لا بالقلب، وكفره من أغلظ الكفر فيتحيَّرون!
ولم أنَّهم هُدُوا لما هُدِي إليه السَّلف الصَّالح لعلموا أن الإيمان قولٌ وعَمَلٌ؛ أعني: في الأصل، قولًا في القلب، وعملًا في القلب.
فإنَّ الايمان بحسب كلام الله ورسالته وكلام الله ورسالته يتضمَّن اخباره واوامره؛ فيصدِّق القلب اخباره تصديقا يوجب حالًا في القلب بحسب المصدَّق به، والتَّصديق هو من نوع العلم والقول، وينقاد لأمره ويستسلم، وهذا الانقياد والاستسلام هو نوع من الإرادة والعمل.
ولا يكون مؤمنًا إلَّا بمجموع الأمرين فمتى ترك الانقياد كان مستكبِرًا، فصار من الكافرين، وإذا كان مصدِّقًا فالكفر أعَمُّ من التَّكذيب؛ يكون تكذيبًا، وجهلًا، ويكون استكبارًا، وظلمًا.
ولهذا لم يوصف ابليس إلَّا بالكفر والاستكبار، دون التكذيب.
ولهذا كان كفر من يعلم مثل اليهود ونحوهم من جنس كفر ابليس، وكان كفر من يجهل مثل النصارى ونحوهم ضلالًا، وهو الجهل...
فلمَّا كان التَّصديق لابُدَّ منه في كلا الشَّهادتين، وهو الذي يتلقَّى الرِّسالة بالقبول =ظنَّ من ظنَّ أنَّه أصْلٌ لجميع الإيمان، وغَفَل عن أنَّ الأصل الآخر لابد منه، وهو الانقياد، وإلَّا فقد يصدِّق الرَّسول ظاهرًا وباطنًا، ثم يمتنع من الانقياد للأمر...
وهذا ممَّا يبيِّن لك أنَّ الاستهزاء بالله ورسوله ينافي الانقياد له والطَّاعة منافاةً ذاتيَّة، وينافي التَّصديق بطريق الاستلزام؛ لأنَّه ينافي موجب التَّصديق ومقتضاه، ويمنعه عن حصول ثمرته ومقصوده، لكن الإيمان بالرَّسول إنَّما يعود أصلُهُ إلى التَّصديق فقط لأنَّه مبلِّغٌ لخبر الله وأمره؛ لكن يستلزم الانقياد له؛ لأنَّه قد بلَّغ عن الله أنَّه أمَر بطاعته؛ فصار الانقياد له من تصديقه في خبره.
فمن لم ينقد لأمره فهو إمَّا مكذِّبٌ له، أو ممتنِعٌ عن الانقياد لربِّه، وكلاهما كفر صريح...".

/// وأخيرًا.. فإنَّ أقلُّ ما يُقال في مثل هذه المصطلحات -مع شرحها كما فعلتَ- :أنَّها بدعيَّةٌ موهمةٌ للباطل، وفيها مشابهةٌ بأقوال المرجئة، بل لا حاجة إليها، مهما كانت الذَّرائع المبرَّر بها لتلفُّّظها.
/// وما دام أنَّ ما ذكرته مجرَّد اصطلاح مع كونه يقرُّ بأنَّ الإيمان هو الاعتقاد والقول والعمل، يزيد وينقص، والكفر بخلافه =فلم الحاجة إلى هذا الاصطلاح الموهم للبدعة؟! عجبًا لمن يروم الخلاف ويشقُّ في الأمَّة الشِّقاق لأجل اصطلاح! فاتركه والسَّلام!

أبو عبد الرحمن السعدي
2007-08-19, 06:07 PM
الأخ عدنان وفقه الله
لم يظهر لي الفرق بين قولك بالتلازم بين كفر الظاهر وكفر الباطن وقول القائل (فعمله دليل على اعتقاده)
لأن القول بالتلازم يعني أنه إذا كفر في الباطن فلا بد أن يظهر ذلك على ظاهره وإذا كفر في الظاهر فلا بد أن يكون كافرا في الباطن .
فبالله عليك أيهما أقوى في الدلالة على المقصود أن يقال (فعمله دليل على اعتقاده) أو أن يقال (إذا كفر في الظاهر فلا بد أن يكون كافرا في الباطن) وهو ظاهر قولك بالتلازم .

وللفائدة فقد ورد في كلامك بعض الأخطاء :من ذلك قولك :

"فعمله دليل على اعتقاده"، وهو نفس كلام المرجئة!
والصحيح أن الفرق في هذا الباب أن أهل السنة يقولون أن القول أو الفعل كفر في نفس الأمر وأما المرجئة فلا يقولون إنه كفر في نفس الأمر لكن يجعلون القول أو الفعل الظاهر علامة على ما في الباطن من تكذيب أو كبر أو حسد أو استحلال أو غير ذلك .
ولو قلنا أن القول السابق قول المرجئة لكان القول بالتلازم أولى وقد سبق الإشارة إلى هذا فلا بد من تحرير القول قبل رمي التهم !.
ومن ذلك قولك :

والتلازم بين الظَّاهر والباطن الذي يقوله اهل السُّنَّة لا يعني بالضَّرورة أن يكون كفر المرء في أصل الإيمان في القلب وانتقاضه من أساسه
قلت : وهذا نفسه حجة من يقول أن الإيمان أصل وفرع فإذا انتفى عمل الجوارح زال الفرع وبقي أصل الإيمان !
والصحيح كما قال شيخ الإسلام إذا عدم المعلول كان ذلك مستلزماً لعدم العلة ، وإذا وجد الضد كان ذلك مستلزماً لعدم الضد الآخر .
وحقيقة قولك : أن الظاهر مقارناً للباطن لا لازما له وهذا قول المرجئة !
وهذا يبين أنك لم تحرر معنى التلازم ولذلك وقع في كلامك خلط في المسائل السابقة فأرجو أن تتنبه لهذا .
رجاء :
أرجو أن تختصر في الرد وأن يكون الموضوع عبارة عن مباحثة بدون تفريعات أو إلزامات أو حتى نقول بالنص إلا عند الطلب

عدنان البخاري
2007-08-19, 06:32 PM
/// سبحان الله! رمتني بدائها وانسلَّت!
/// تقول إنِّي رميتك بالتُّهم! ولم أحرِّر معنى التَّلازم وخلطت وأخطأت؟! وحرَّرته أنت!
/// حسنًا يا أخي.. هلاَّ بيَّنت لي ذلك بالدَّليل ((من كلامي)) تلك الأخطاء والخلط وعدم التَّحرير دون تحميل كلامي ما لا يحتمل، مع الاختصار الذي تدعو إليه؟!

/// ثمَّ لم أعرضت عمَّا خصصتك به ردًّا على سؤالك السَّابق:
حين قلتُ: "من تكلَّم في عقيدة السَّلف، وعمَّا في نصوص الكتاب والسُّنَّة = فلا يصطلح مصطلحاتٍ موهمةٍ لمخالفتها، وخاصَّةً إن كان الظَّاهر من العبارة -دون الشَّرح والبيان- الخطأ والمخالفة، إلَّا إن تكلَّم عن ((عقيدته هو)) فله أن يصطلح ما شاء.
/// والسَّبب في كون هذه العبارة موهمةً للباطل، بل ظاهرها إلى المعنى الفاسد أقرب منها إلى غيره وإن شرح قائلها ما شرح =أنَّه حصر الكفر بالاستثناء وقصره في الاعتقاد، فقال: "لا كفر إلَّا باعتقاد"، والاسثناء معيار العموم، ومعناه أنَّ غير الاعتقاد لا يكون به الكفر، وهذا مخالفٌ لنصوص الكتاب والسُّنَّة، ولما صرَّح به سلف هذه الأمَّة، قصد أو لم يقصد هذا المعنى.
/// ثمَّ ظاهر هذا القول تناقض! فكيف يحصره في ((الاعتقاد))، ثمَّ يقول كأهل السُّنَّة: الكفر يكون بالاعتقاد والقول والفعل والشَّك؟! لعمر الله كيف يجتمعان؟!
/// وأخيرًا.. فإنَّ أقلُّ ما يُقال في مثل هذه المصطلحات -مع شرحها كما فعلتَ- :أنَّها بدعيَّةٌ موهمةٌ للباطل، وفيها مشابهةٌ بأقوال المرجئة، بل لا حاجة إليها، مهما كانت الذَّرائع المبرَّر بها لتلفُّّظها.
/// وما دام أنَّ ما ذكرته مجرَّد اصطلاح مع كونه يقرُّ بأنَّ الإيمان هو الاعتقاد والقول والعمل، يزيد وينقص، والكفر بخلافه =فلم الحاجة إلى هذا الاصطلاح الموهم للبدعة؟! عجبًا لمن يروم الخلاف ويشقُّ في الأمَّة الشِّقاق لأجل اصطلاح! فاتركه والسَّلام!".

/// ثمَّ تريدني أن أسرد لك فهمي -كما يفعل بعض من هو مثلك- دون البرهنة عليه من كلام أهل العلم، حتى تفعل ذلك دون نكير ولاحرج.
/// فمن سلف من يقول بهذه المقولة المبتدعة: (لا كفر إلَّا باعتقاد)؟ بغض النَّظر عن مراده ولفِّه ودورانه.

/// والله إنَّ النِّقاش مع بعض النَّاس مضيعة للوقت!
______________________________ _______________

/// سُئِل الشيخ عبدالعزيز الرَّاجحي وفقه الله: هل تصح هذه المقولة : (أن من قال : الإيمان قول وعمل واعتقاد يزيد وينقص فقد برئ من الإرجاء كله حتى لو قال : لا كفر إلا باعتقاد وجحود؟)
الجواب: المقولة الثانية تنقض المقولة الأولى فقوله : ( الإيمان قول وعمل واعتقاد يزيد وينقص ) هذا حق وهو قول أهل السنة والجماعة ، لكن قوله بعد ذلك: ( لا كفر إلا باعتقاد وجحود ) هذا ينقض المقالة الأولى ، فكما أن الإيمان يكون بالقول والعمل والاعتقاد فكذلك الكفر يكون بالقول والعمل والاعتقاد فلا بد أن تصحح المقولة الثانية فتكون: (والكفر يكون بالقول والعمل والاعتقاد) أما بقاء هذه المقولة على حالها فإنها تنقض الأولى.
http://www.sh-rajhi.com/rajhi/?action=Display&docid=2&page=asalh00008.Htm&from=doc&Search=1&Search****=%E1%C7+%DF%DD%D1+%C 5%E1%C7+%C8%C7%DA%CA%DE%C7%CF&SearchType=exact&Scope=1,2,3,4,5&Offset=0&SearchLevel=Allwords&CollectionName=Rajhi_User&region=
/// ونحوه في: http://www.sh-rajhi.com/rajhi/?action=Display&docid=2&page=asalh00003.Htm&from=doc&Search=1&Search****=%E1%C7+%DF%DD%D1+%C 5%E1%C7+%C8%C7%DA%CA%DE%C7%CF&SearchType=exact&Scope=1,2,3,4,5&Offset=0&SearchLevel=Allwords&CollectionName=Rajhi_User&region=

/// وسُئل الشيخ صالح الفوزان وفقه الله: هل تصح هذه المقولة: أن من قال الإيمان قول وعمل واعتقاد يزيد وينقص فقد برئ من الإرجاء كله حتى لو قال لا كفر إلا باعتقاد وجحود؟
الجواب: هذا تناقض لأنه إذا قال : لا كفر إلا باعتقاد أو جحود، فهذا يناقض قوله: أن الإيمان قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح.
لأنه إذا كان الإيمان قولًا باللسان واعتقادًا بالجنان وعملًا بالجوارح وأنه يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية فمعناه أن من تخلى عن الأعمال نهائيًا فإنه لا يكون مؤمنًا، لأن الإيمان مجموع هذه الأشياء ولا يكفي بعضها.
والكفر ليس مقصورًا على الجحود . وإنما الجحود نوع من أنواعه فالكفر يكون بالقول وبالفعل وبالاعتقاد وبالشك كما ذكر العلماء ذلك . وانظر باب أحكام المرتد من كتب الفقه .
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/FatawaSearch/tabid/70/Default.aspx?PageID=4691
/// وبنحوه: http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/FatawaSearch/tabid/70/Default.aspx?PageID=4686

خطاب القاهرى
2007-08-21, 12:41 AM
جزاك الله خيرا أيها الشيخ الحبيب المفيد عدنان على بيانك ما أشكل على.

سراج بن عبد الله الجزائري
2007-08-21, 02:43 PM
الأخ عدنان البخاري

ما نقلته عن شيخ الإسلام ابن تيميَّة من تغليطه لقول المرجئة و الجهمية التالي : "كُلُّ من كفَّرَه الشَّارع فإنَّما كفَّرَهُ لانتفاء تصديق القلب بالرَّبِّ تبارك وتعالى"، ليس هو سؤالي فهنا المرجئة يردون الكفر إلى إنتفاء تصديق القلب.

أما عبارة: " أن الله ما كفر فاعل الكفر إلا لأنه دليل على كفر قلبه" فليس فيها حصر الكفر في إنتفاء تصديق القلب

ففرق بين عبارة ابن تيمية -رحمه الله- و هذه العبارة

و الحق الذي أعتقده أنّ من وقع في كفر أكبر من أعمال الجوارح إن توفرت الشروط التكفير فيه و انتفت موانعه أنّ كفره هذا بأعمال الجوارح دليل على كفر قلبه و لا أعلم عالما من أهل السّنة ينكر هذا أو يخطىء من قال بهذا الكلام حتى و إن كان قائله مرجئا

و أنّ الإنكار ينبغي أن يتوجه إلى المرجئة في حصرهم الكفر بالجحود و التكذيب لا أنّ الكفر الأكبر الظهار يدل على وجود الكفر الأكبر الباطن في من وقع فيه بعد وجود شروط و انتفاء موانع.

و للآن فسؤالي للأخ خطاب القاهري ما زال قائما ؟ فأرجو أن يجيب عليه و أجره على الله

=========================

هذا مع التنبيه إلى أنّ أصل الإيمان ليس وحده التصديق فهناك ما يدخل في أصل الإيمان من أعمال القلوب : كمطلق الإنقياد لله تعالى و مطلق الإذعان لله تعالى و مطلق الإعتراف القلبي بأنّ الله هو المستحق للعبادة وحده لا شريك له

فلو وجد التصديق القلبي و لم يوجد إقرار قلبي بأنّ الله هو المستحق للعبادة فهذا ليس لديه مطلق إيمان

صحيح لا يلزم من الوقوع في الكفر الأكبر إنتفاء تصديق القلب و لكن يلزم من وقع فيه (بعد وجود شروط التكفير و انتفاء موانع) أنّه لا يوجد في قلبه مطلق إيمان ثم قد يكون سبب انتفاء مطلق إيمان القلب إما بسبب تكذيب أو عدم إذعان أو عدم إنقياد أو أو ...

=========================

ثم هذا المتّبع لهواه الواقع في الكفر الأكبر المتوفر فيه شروط التكفير و المنتفية عنه موانعه هو في الحقيقة لم يصدق الله حقّ التصديق

فالتصديق عبادة و كل من كفر من غير عذر فقد انتقضت عبادة التصديق عنده لأنّ الكفر الأكبر مبطل للأعمال الصالحة

فالأمور متلازمة صحيح قد يكون الكافر عنده تصديق لكن التصديق الذي عنده ليس التصديق المطلوب

و بالتالي فليس عنده الإعتقاد المطلوب الصحيح في الله عزّوجل

و بالتالي فلم يحقق التصديق المطلوب المستلزم للإذعان و الإنقياد المسلتزم عدم الكفر

و بالتالي فلم يحقق التصديق المطلوب شرعا المستلزم إيمان القلب المضاد للكفر الأكبر

و بالتالي فكفره الواقع فيه له إرتباط بوجود خلل في الإعتقاد المطلوب

غير أنّ هذا الخلل في الإعتقاد لا يعني بالضرورة انتفاء مطلق التصديق في القلب

عدنان البخاري
2007-08-22, 08:34 PM
/// الأخ الكريم .. سراج.. وفَّقه الله
قلتُ لك إنِّي لا أخالفك في مؤدَّى ما ذكرتَ بارك الله فيك.
ولذا فأنا لا أدري هل رأيتَ في كلامي السَّابق ما يخالف كلامك، لا أرى فرقًا بينهما، وأحسبُ أنَّك موافقني في كلِّ ما ذكرتُ ونقلتُ عن الأئمَّة.
/// لكن بقيت عندي نقطة أحبُّ أن أعرف رأيك فيها.
وهي أنَّ حكم الشَّرع على الأفعال والأقوال بالكفر لم يرتبط أويعلَّق بكفر القلب (في التَّصديق أوغيره) دومًا وذلك لأنَّه ليس كلُّ إنسانٍ يُدرى ما في قلبه، ففعله أوقوله كفرٌ، عاند أواستكبر أوأعرض أولم يفعل ذلك، ولذا كان الاحتراز بأنَّه ليس كلُّ من فعل الكُفْر كَفَرَ.
- وأيضًا.. فإنَّه ليس كلُّ مَنْ فعَلَ الكفر أوقاله تُقام عليه الحُجَّة الرِّساليَّة التي لو تركها كفر بقلبه وجوارحه، بجنانه وقوله وفعله، فيبقى ما فعله كفرًا على هذا الأساس، والله يعلم ما في قلبه.
/// فهل لك على ما ذكرتُه ملاحظاتٍ بارك الله فيك.

/// واعلم أخي الكريم أنَّ كلامي السَّابق الموجَّهة إلى أبي عبدالرحمن السَّعدي!! يدري هو غرضي منه لأجل العبارة التي نقلها عن بعض مرجئة العصر (لا كفر إلَّا باعتقاد)، ولذا سكَتَ دون جوابٍ، وأراحنا الله من الدُّخول في جدل بيزنطي.
/// لكن هل تسوِّغ هذه العبارة أيضًا وترى أنَّه لا ضَيرَ فيها كما نقل السَّعدي عن أحد هؤلاء؟

/// النُّقطة الثَّانية: ظنِّي أنَّ الأخ خطَّاب أراد ما بيَّنتُه من مذهب المرجئة، وقصد بالذي في القلب (التَّصديق) أو قصرت عبارته عن حكاية مذهبهم بدقَّة.

خطاب القاهرى
2007-08-22, 10:50 PM
الأخ عدنان البخاري
ما نقلته عن شيخ الإسلام ابن تيميَّة من تغليطه لقول المرجئة و الجهمية التالي : "كُلُّ من كفَّرَه الشَّارع فإنَّما كفَّرَهُ لانتفاء تصديق القلب بالرَّبِّ تبارك وتعالى"، ليس هو سؤالي فهنا المرجئة يردون الكفر إلى إنتفاء تصديق القلب.
أما عبارة: " أن الله ما كفر فاعل الكفر إلا لأنه دليل على كفر قلبه" فليس فيها حصر الكفر في إنتفاء تصديق القلب
ففرق بين عبارة ابن تيمية -رحمه الله- و هذه العبارة
و الحق الذي أعتقده أنّ من وقع في كفر أكبر من أعمال الجوارح إن توفرت الشروط التكفير فيه و انتفت موانعه أنّ كفره هذا بأعمال الجوارح دليل على كفر قلبه و لا أعلم عالما من أهل السّنة ينكر هذا أو يخطىء من قال بهذا الكلام حتى و إن كان قائله مرجئا
و أنّ الإنكار ينبغي أن يتوجه إلى المرجئة في حصرهم الكفر بالجحود و التكذيب لا أنّ الكفر الأكبر الظهار يدل على وجود الكفر الأكبر الباطن في من وقع فيه بعد وجود شروط و انتفاء موانع.
و للآن فسؤالي للأخ خطاب القاهري ما زال قائما ؟ فأرجو أن يجيب عليه و أجره على الله
=========================
هذا مع التنبيه إلى أنّ أصل الإيمان ليس وحده التصديق فهناك ما يدخل في أصل الإيمان من أعمال القلوب : كمطلق الإنقياد لله تعالى و مطلق الإذعان لله تعالى و مطلق الإعتراف القلبي بأنّ الله هو المستحق للعبادة وحده لا شريك له
فلو وجد التصديق القلبي و لم يوجد إقرار قلبي بأنّ الله هو المستحق للعبادة فهذا ليس لديه مطلق إيمان
صحيح لا يلزم من الوقوع في الكفر الأكبر إنتفاء تصديق القلب و لكن يلزم من وقع فيه (بعد وجود شروط التكفير و انتفاء موانع) أنّه لا يوجد في قلبه مطلق إيمان ثم قد يكون سبب انتفاء مطلق إيمان القلب إما بسبب تكذيب أو عدم إذعان أو عدم إنقياد أو أو ...
=========================
ثم هذا المتّبع لهواه الواقع في الكفر الأكبر المتوفر فيه شروط التكفير و المنتفية عنه موانعه هو في الحقيقة لم يصدق الله حقّ التصديق
فالتصديق عبادة و كل من كفر من غير عذر فقد انتقضت عبادة التصديق عنده لأنّ الكفر الأكبر مبطل للأعمال الصالحة
فالأمور متلازمة صحيح قد يكون الكافر عنده تصديق لكن التصديق الذي عنده ليس التصديق المطلوب
و بالتالي فليس عنده الإعتقاد المطلوب الصحيح في الله عزّوجل
و بالتالي فلم يحقق التصديق المطلوب المستلزم للإذعان و الإنقياد المسلتزم عدم الكفر
و بالتالي فلم يحقق التصديق المطلوب شرعا المستلزم إيمان القلب المضاد للكفر الأكبر
و بالتالي فكفره الواقع فيه له إرتباط بوجود خلل في الإعتقاد المطلوب
غير أنّ هذا الخلل في الإعتقاد لا يعني بالضرورة انتفاء مطلق التصديق في القلب


هذا قول ابن حزم :
(وأما قولهم أن أخبار الله تعالى بأن هؤلاء كلهم كفار دليلا على أن في قلوبهم كفرا وإن شتم الله تعالى ليس كفر ولكنه دليل على أن في القلب كفرا وأن كان كافرا لم يعرف الله تعالى قط فهذه منهم دعاوى كاذبة مفتراة لا دليل لهم عليها ولا برهان لا من نص ولا من سنة صحيحة ولا سقيمة ولا من حجة عقل أصلا ولا من أجماع ولا من قياس ولا من قول أحد من السلف قبل اللعين جهم بن صفوان وما كان هكذا فهو باطل وإفك وزور فسقط قولهم هذا من قرب ولله الحمد رب العالمين).

وقال في الفصل 3/259
(قال أبو محمد ونقول للجهمية والأشعرية في قولهم إن جحد الله تعالى وشتمه وجحد الرسول صلى الله عليه وسلم إذا كان كل ذلك باللسان فإنه ليس كفرا لكنه دليل على أن في القلب كفرا أخبرونا عن هذا الدليل الذي ذكرتم أتقطعون به فتثبتونه يقينا ولا تشكون في أن في قلبه جحدا للربوبية وللنبوة أم هو دليل يجوز ويدخله الشك ويمكن أن لا يكون في قلبه كفر ولا بد من أحدهما فإن قالوا أنه دليل لا نقطع به قطعا ولا نثبته يقينا قلنا لهم فما بالكم تحتجون بالظن الذي قال تعالى فيه إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئا).


و قال شيخ الإسلام فى كلامه عن الفرقة العاشرة من المرجئة:
وكان أبو معاذ يقول : من قتل نبيا أو لطمه كفر وليس من أجل اللطمة كفر ولكن من أجل الاستخفاف والعداوة والبغض له "

قلت (خطاب): أبو معاذ هنا يرجع الكفر إلى الاستخفاف والعداوة والبغض, و ليس التكذيب, و هذا يحدث عندى إشكالا جديدا, فهذه فرقة من المرجئة, تكفر من أجل الاستخفاف و البغض و ليس التكذيب.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في ( 7/188 ، 189)
(ومن هنا يظهر خطأ قول " جهم بن صفوان " ومن اتبعه حيث ظنوا أن الإيمان مجرد تصديق القلب وعلمه لم يجعلوا أعمال القلب من الإيمان وظنوا أنه قد يكون الإنسان مؤمنا كامل الإيمان بقلبه وهو مع هذا يسب الله ورسوله ويعادي الله ورسوله ويعادي أولياء الله ويوالي أعداء الله ويقتل الأنبياء ويهدم المساجد ويهين المصاحف ويكرم الكفار غاية الكرامة ويهين المؤمنين غاية الإهانة قالوا :
وهذه كلها معاص لا تنافي الإيمان الذي في قلبه بل يفعل هذا وهو في الباطن عند الله مؤمن.
قالوا : وإنما ثبت له في الدنيا أحكام الكفار ؛ لأن هذه الأقوال أمارة على الكفر ليحكم بالظاهر كما يحكم بالإقرار والشهود وإن كان الباطن قد يكون بخلاف ما أقر به وبخلاف ما شهد به الشهود، فإذا أورد عليهم الكتاب والسنة والإجماع على أن الواحد من هؤلاء كافر في نفس الأمر معذب في الآخرة قالوا : فهذا دليل على انتفاء التصديق والعلم من قلبه."


هذا بعض ما وصلت إليه, و جله مستفاد من مقال للأخ الشيخ الموحد, عل هذا الرابط:

http://saaid.net/Doat/almuwahid/05.htm

و أرجو إثراء المسألة بمزيد نقاش و إفادة من الشيخ المفيد عدنان, و باقى المشايخ الأفاضل.

سراج بن عبد الله الجزائري
2007-08-23, 01:32 AM
الأخ الكريم .. سراج.. وفَّقه الله
قلتُ لك إنِّي لا أخالفك في مؤدَّى ما ذكرتَ بارك الله فيك.
ولذا فأنا لا أدري هل رأيتَ في كلامي السَّابق ما يخالف كلامك، لا أرى فرقًا بينهما، وأحسبُ أنَّك موافقني في كلِّ ما ذكرتُ ونقلتُ عن الأئمَّة.

ووفقك الله، نعم أنا موافق لك


النُّقطة الثَّانية: ظنِّي أنَّ الأخ خطَّاب أراد ما بيَّنتُه من مذهب المرجئة، وقصد بالذي في القلب (التَّصديق) أو قصرت عبارته عن حكاية مذهبهم بدقَّة.

إحتمال قصور عبارته عن حكاية مذهب المرجئة بدقَّة هو الذي ظهر لي

* بالنسبة لعبارة : (لا كفر إلَّا باعتقاد)

فأقول الذي يظهر لي بأنّ الواجب أن يستفصل من قائلها قبل الإنكار عليه فإن أراد بها معنى باطل ينكر عليه و إن أراد معنى حق فينصح بأن لا يطلق هذه العبارة و يستعملها من غير أن يوضح كلامه كي لا يكون سبيلا للتلبيس و سبيلا لترويج مذهب المرجئة. فهذا شيخ الإسلام يقول : "لأن الكفر اعتقاد " يعني من جهة الأصل رحمه الله و ليس مقصوده حصر الكفر في الجحود و التكذيب و كذا ليس قصده أنّ الكفر لا يكون بعمل الجوارح و إنّما قصده بأنّ هذا الكفر لابد أن يكون أصله في القلب


لكن بقيت عندي نقطة أحبُّ أن أعرف رأيك فيها.
وهي أنَّ حكم الشَّرع على الأفعال والأقوال بالكفر لم يرتبط أويعلَّق بكفر القلب (في التَّصديق أوغيره) دومًا وذلك لأنَّه ليس كلُّ إنسانٍ يُدرى ما في قلبه، ففعله أوقوله كفرٌ، عاند أواستكبر أوأعرض أولم يفعل ذلك، ولذا كان الاحتراز بأنَّه ليس كلُّ من فعل الكُفْر كَفَرَ.
- وأيضًا.. فإنَّه ليس كلُّ مَنْ فعَلَ الكفر أوقاله تُقام عليه الحُجَّة الرِّساليَّة التي لو تركها كفر بقلبه وجوارحه، بجنانه وقوله وفعله، فيبقى ما فعله كفرًا على هذا الأساس، والله يعلم ما في قلبه.
فهل لك على ما ذكرتُه ملاحظاتٍ بارك الله فيك.

يا حبذا أخي تقدم مثال في كل عبارة كي أتمكن من فهم المقصود بالضبط ؟ و جزاك الله خيرا ووفقك لما فيه خير

سراج بن عبد الله الجزائري
2007-08-23, 01:50 AM
هذا قول ابن حزم :
(وأما قولهم أن أخبار الله تعالى بأن هؤلاء كلهم كفار دليلا على أن في قلوبهم كفرا وإن شتم الله تعالى ليس كفر ولكنه دليل على أن في القلب كفرا وأن كان كافرا لم يعرف الله تعالى قط فهذه منهم دعاوى كاذبة مفتراة لا دليل لهم عليها ولا برهان لا من نص ولا من سنة صحيحة ولا سقيمة ولا من حجة عقل أصلا ولا من أجماع ولا من قياس ولا من قول أحد من السلف قبل اللعين جهم بن صفوان وما كان هكذا فهو باطل وإفك وزور فسقط قولهم هذا من قرب ولله الحمد رب العالمين).
وقال في الفصل 3/259
(قال أبو محمد ونقول للجهمية والأشعرية في قولهم إن جحد الله تعالى وشتمه وجحد الرسول صلى الله عليه وسلم إذا كان كل ذلك باللسان فإنه ليس كفرا لكنه دليل على أن في القلب كفرا أخبرونا عن هذا الدليل الذي ذكرتم أتقطعون به فتثبتونه يقينا ولا تشكون في أن في قلبه جحدا للربوبية وللنبوة أم هو دليل يجوز ويدخله الشك ويمكن أن لا يكون في قلبه كفر ولا بد من أحدهما فإن قالوا أنه دليل لا نقطع به قطعا ولا نثبته يقينا قلنا لهم فما بالكم تحتجون بالظن الذي قال تعالى فيه إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئا).
و قال شيخ الإسلام فى كلامه عن الفرقة العاشرة من المرجئة:
وكان أبو معاذ يقول : من قتل نبيا أو لطمه كفر وليس من أجل اللطمة كفر ولكن من أجل الاستخفاف والعداوة والبغض له "
قلت (خطاب): أبو معاذ هنا يرجع الكفر إلى الاستخفاف والعداوة والبغض, و ليس التكذيب, و هذا يحدث عندى إشكالا جديدا, فهذه فرقة من المرجئة, تكفر من أجل الاستخفاف و البغض و ليس التكذيب.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في ( 7/188 ، 189)
(ومن هنا يظهر خطأ قول " جهم بن صفوان " ومن اتبعه حيث ظنوا أن الإيمان مجرد تصديق القلب وعلمه لم يجعلوا أعمال القلب من الإيمان وظنوا أنه قد يكون الإنسان مؤمنا كامل الإيمان بقلبه وهو مع هذا يسب الله ورسوله ويعادي الله ورسوله ويعادي أولياء الله ويوالي أعداء الله ويقتل الأنبياء ويهدم المساجد ويهين المصاحف ويكرم الكفار غاية الكرامة ويهين المؤمنين غاية الإهانة قالوا :
وهذه كلها معاص لا تنافي الإيمان الذي في قلبه بل يفعل هذا وهو في الباطن عند الله مؤمن.
قالوا : وإنما ثبت له في الدنيا أحكام الكفار ؛ لأن هذه الأقوال أمارة على الكفر ليحكم بالظاهر كما يحكم بالإقرار والشهود وإن كان الباطن قد يكون بخلاف ما أقر به وبخلاف ما شهد به الشهود، فإذا أورد عليهم الكتاب والسنة والإجماع على أن الواحد من هؤلاء كافر في نفس الأمر معذب في الآخرة قالوا : فهذا دليل على انتفاء التصديق والعلم من قلبه."
هذا بعض ما وصلت إليه, و جله مستفاد من مقال للأخ الشيخ الموحد, عل هذا الرابط:
http://saaid.net/Doat/almuwahid/05.htm
و أرجو إثراء المسألة بمزيد نقاش و إفادة من الشيخ المفيد عدنان, و باقى المشايخ الأفاضل.

الأخ خطاب القاهري جزاك الله خيرا على هذا التوضيح

عدنان البخاري
2007-08-23, 11:06 AM
/// أنَّ حكم الشَّرع على الأفعال والأقوال بالكفر لم يرتبط أويعلَّق بكفر القلب (في التَّصديق أوغيره) دومًا وذلك لأنَّه ليس كلُّ إنسانٍ يُدرى ما في قلبه، ففعله أوقوله كفرٌ، عاند أواستكبر أوأعرض أولم يفعل ذلك، ولذا كان الاحتراز بأنَّه ليس كلُّ من فعل الكُفْر كَفَرَ.
- وأيضًا.. فإنَّه ليس كلُّ مَنْ فعَلَ الكفر أوقاله تُقام عليه الحُجَّة الرِّساليَّة التي لو تركها كفر بقلبه وجوارحه، بجنانه وقوله وفعله، فيبقى ما فعله كفرًا على هذا الأساس، والله يعلم ما في قلبه.

يا حبذا أخي تقدم مثال في كل عبارة كي أتمكن من فهم المقصود بالضبط ؟ و جزاك الله خيرا ووفقك لما فيه خير
بالنسبة للعبارة الأولى:

/// أنَّ حكم الشَّرع على الأفعال والأقوال بالكفر لم يرتبط أويعلَّق بكفر القلب (في التَّصديق أوغيره) دومًا؛ وذلك لأنَّه ليس كلُّ إنسانٍ يُدرى ما في قلبه، ففعله أوقوله كفرٌ، عاند أواستكبر أوأعرض أولم يفعل ذلك، ولذا كان الاحتراز بأنَّه ليس كلُّ من فعل الكُفْر كَفَرَ.
/// بارك الله فيك.. هو أصلٌ متقرِرٌ عند أهل السُّنَّة، أنَّ الشَّارع سمَّى أنواعًا من الفعل والقول كفرًا، ولم يعلِّقه باعتقاد القلب بالكفر، ولو مثَّلتُ فأقول: إنَّ الاستهزاء بالقول أوالاستغاثة بالأموات كفرٌ، ثم لا يهمُّنا هل كلُّ مستهزيءٍ أوداعٍ لهم -ولوجاهلاً- يكفر -في نفس الأمر- باستهزائه ودعائه أو لا، فلا يرتبط الحكم بكفر القول أوالفعل بالنَّظَر إلى الاعتقاد، فيُحكم على مرتكبه بحسب ذاك المعتقد.
/// وهذا يبيِّنه قولي:
فإنَّه ليس كلُّ مَنْ فعَلَ الكفر أوقاله تُقام عليه الحُجَّة الرِّساليَّة التي لو تركها كفر بقلبه وجوارحه، بجنانه وقوله وفعله، فيبقى ما فعله كفرًا على هذا الأساس، والله يعلم ما في قلبه.
/// أقصد: لو فعل أوقال إنسانٌ فعلًا -كالاستغاثة بالأموات- أوقولًا كفريًّا -كسبِّ الله ورسوله- فنحن نقول ابتداءًا: إنَّ فلانًا وقع في الكفر الأكبر المخرج من ملَّة الإسلام، بقوله ذاك أوفعله، ولا تتنظر في إطلاق الكفر على فعله أوقوله إقامة الحجَّة عليه، ثمَّ لا يلزم أنْ يكون كافرًا في نفس الأمر؛ إذ قد يكون جاهلًا، وقد يكون معذورًا أوغير ذلك ممَّا يمنع من ((تكفيره بعينه)).
/// وهنا الاستطراد.. لو أقمنا عليه الحُجَّة الرساليَّة التي لا يعذر بعدها، فعلم أنَّ ذلك الفعل أوالقول كفر، فزعم ما زعم، من أنَّه لم يقصد التَّكذيب أوالجحد أوالاستهانة أوعاند وأصرَّ =فهو (كافرٌ) عندنا في الظَّاهر، شاء أم أبى؛ لأنَّ قلبه ههنا واطأ جوارحه على الكفر بعد إقامة الحُجَّة عليه.
/// إذن.. منهج أهل السُّنَّة في الحكم على النَّاس بظواهرهم، فكل فعل يفعله الإنسان، حكمنا على ظاهره بحسب فعله، إن حسنًا أوقبيحًا.
فمن أظهر لنا الكفر فقد وقع في الكفر، ثمَّ هو كافرٌ -بعد بلوغ الحُجَّة التي لا يعذر مثله بعدها-؛ إلَّا إن وقفنا على نصٍّ غيبيٍّ يخرجنا من الظَّاهر إلى الباطن، كالنَّجاشي ررر ملك الحبشة، لو لم يخبر الله نبيَّه (ص) بإيمانه لما جاز أن يصلِّي عليه، ولحكمنا بكفره -بناءً على ظاهره- ولما جاز لنا الترضِّي عنه أوالترحُّم عليه.
/// ولا يُقال عن مثله: إنَّه لا يجوز لنا الحكم بكفره أوالحكم بحرمة الصَّلاة عليه والاستغفار؛ إذْ قد يكون أسلم باطنًا؟! فما لنا ولباطنه إذ لنا ظاهره.

أبو عبد الرحمن السعدي
2007-08-23, 01:28 PM
قالت المرجئة لو فعل العبد ما فعل من الأفعال الظاهرة لم يكن بذلك كافرا فى الباطن لكن يمكن أن يكون ذلك دليلا على الكفر فى أحكام الدنيا فإذا إحتج عليهم بنصوص تقتضي أنه يكون كافرا فى الآخرة قالوا هذه النصوص تدل على أنه في الباطن ليس معه من معرفة الله شيء فهم لايقرون بأن القول أو الفعل كفر في نفس الأمر كما أنهم لا يقرون بالتلازم فهم يجوزون كفره في الظاهر دون الباطن .
يقول شيخ الإسلام (مجموع الفتاوى 7/403) "حتى فى مسألة سب الله ورسوله رأيت طائفة من الحنبليين والشافعيين والمالكيين إذا تكلموا بكلام الأئمة قالوا ان هذا كفر باطنا وظاهرا وإذا تكلموا بكلام أولئك قالوا هذا كفر فى الظاهر وهو فى الباطن يجوز أن يكون مؤمنا تام الإيمان فإن الإيمان عندهم لا يتبعض ولهذا لما عرف القاضى عياض هذا من قول بعض أصحابه أنكره ونصر قول مالك وأهل السنة وأحسن فى ذلك " .

فمن وفقه الله لمعرفة التلازم بين الظاهر والباطن فقد نجى من أقوال أهل البدع عامة في هذا الباب .فالكلام هنا في وجود التلازم وليس في مسألة " هل نسأل أو نبحث عن اعتقاده " فهذا والله من التدليس الذي يفعله بعضهم حتى لا يقر بزلته

عدنان البخاري
2007-08-23, 02:38 PM
أسمع جعجعة ولا أرى طحينًَا.. بعض المجاهيل ههنا همُّه التشويش والتشغيب فقط بما لا يفهمه، فإن طولب بالدليل والحجة هرب، لذا لا يلتزم بالحوار ولا بالرد على ما يورد عليه ولا ما يشكل من جعجعته.
ثم أصل السؤال كان عن قولة :(لا كفر الا باعتقاد) فهل نسيت السؤال والجواب عنه أم ماذا؟ جعجعة ولف ودوران.
ما أشبه اللَّيلة بالبارحة.
كنت أقول في نفسي: لن أجيبك حتى تجيبني، والآن أقول: لن أجيبك وسأعرض عنك، لأنَّ الله أمرني بذلك.

سراج بن عبد الله الجزائري
2007-08-23, 04:04 PM
الأخ عدنان البخاري

بالنسبة لقولك :

أنَّ حكم الشَّرع على الأفعال والأقوال بالكفر لم يرتبط أويعلَّق بكفر القلب (في التَّصديق أوغيره) دومًا

و كذا قولك :

هو أصلٌ متقرِرٌ عند أهل السُّنَّة، أنَّ الشَّارع سمَّى أنواعًا من الفعل والقول كفرًا، ولم يعلِّقه باعتقاد القلب بالكفر

فهل يمكن أن تذكر لي النصوص شرعية التي تعنيها و فيها وصف لأفعال و أقوال بالكفر دون أن يربط ذلك و يعلّق بكفر القلب ؟ و كل هذا لأجل أن يتّضح لي أكثر مرادك و جزاك الله خيرا

و بالنسبة لقولك :


كالنَّجاشي ررر ملك الحبشة، لو لم يخبر الله نبيَّه (ص) بإيمانه لما جاز أن يصلِّي عليه، ولحكمنا بكفره -بناءً على ظاهره- ولما جاز لنا الترضِّي عنه أوالترحُّم عليه.
/// ولا يُقال عن مثله: إنَّه لا يجوز لنا الحكم بكفره أوالحكم بحرمة الصَّلاة عليه والاستغفار؛ إذْ قد يكون أسلم باطنًا؟! فما لنا ولباطنه إذ لنا ظاهره.

فعندي تردد و توقف في الحكم على أنّ النَّجاشي كافر إن فرض و أن لم يكن عندنا نص شرعي و إخبار من الله تعالى على إيمانه و هذا رابط يتم فيه مناقشة هل يوصف بالكفر من جهل الإيمان عن عذر:

http://majles.alukah.net/showthread.php?t=1393

فأرجو أن تشاركنا في هذا الموضوع

و مسألة الإمتناع على الترحم و الإستغفار على غير المسلم مرتبطة بالنسبة لي بمن توفرت فيه شروط التكفير و موانعه (لغير من هو معذور في جهله بالإيمان) و علم بأنّه من أصحاب الجحيم ، قال الله تعالى : "ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم " [التوبة : 113]

فالآية فيها منع للإستغفار للمشرك المتبيّن بأنّه من أصحاب الجحيم يعني كفر ظاهرا و باطنا يعني أقيمت عليه الحجّة ووقع في كفره من غير عذر، فمن هو من أصحاب الجحيم من المشركين ؟ الجواب : هو المشرك الذي جاءه النذير و لم ينتهي عن كفره يعني توفرت فيه شروط التكفير و انتفت عنه موانعه

فالمنع من الإستغفار في هذه الآية هو في من توفرت فيه شروط التكفير و انتفت عنه موانعه من المشركين المتّبعين لأهوائهم المعلوم عنهم بأنّهم من أصحاب الجحيم و الله أعلم.

و هذا نبي من الأنبياء يستغفر لقومه ففي صحيح البخاري :‏ ‏قال ‏ ‏عبد الله ‏ : "‏كأني أنظر إلى النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يحكي نبيا من الأنبياء ضربه قومه فأدموه وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول ‏ ‏اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون "

و جاء في فتح الباري :


‏قوله : ( كأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يحكي نبيا من الأنبياء ضربه قومه فأدموه ) ‏
‏لم أقف على اسم هذا النبي صريحا , ويحتمل أن يكون هو نوح عليه السلام , فقد ذكر ابن إسحاق في " المبتدأ " وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسير الشعراء من طريق إسحاق قال " حدثني من لا أتهم عن عبيد بن عمير الليثي أنه بلغه أن قوم نوح كانوا يبطشون به فيخنقونه حتى يغشى عليه فإذا أفاق قال : اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون " . قلت : وإن صح ذلك فكأن ذلك كان في ابتداء الأمر , ثم لما يئس منهم قال ( رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا ) وقد ذكر مسلم بعد تخريج هذا الحديث حديث أنه صلى الله عليه وسلم قال في قصة أحد " كيف يفلح قوم دموا وجه نبيهم " فأنزل الله ( ليس لك من الأمر شيء ) ومن ثم قال القرطبي : إن النبي صلى الله عليه وسلم هو الحاكي والمحكي ما سيأتي . وأما النووي فقال : هذا النبي الذي جرى له ما حكاه النبي صلى الله عليه وسلم من المتقدمين , وقد جرى لنبينا نحو ذلك يوم أحد . ‏

و هذا إبراهيم عليه السلام دعا لوالده ففي سورة إبراهيم (الآيات: 39 – 41) :"الْحَمْدُ لله الَّذي وَهَبَ ِلي عَلَى الْكَبرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إنِّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِن ذُرِّيَّتيِ رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء رَبَّناَ اغْفِر لِي وَلِوَالِدَّي وَللْمُؤْمِنِيَ ن يوم يَقُومُ الْحِسَابُ"

و كذا جاء في سورة التوبة ( الآية : 114) " وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه ، فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم "

فأرجو التوضيح أكثر أخي الكريم عدنان البخاري؟

عبد الله عبد الرحمن رمزي
2007-10-09, 07:28 PM
سؤال:
القول بأن الكفر لا يكون إلا بالتكذيب ؟ هل هو متفرع عن قول المرجئة ؟.

الجواب:
الحمد لله
الكفر أنواع ، والمرجئة وغيرهم من أهل البدع قالوا لا بد أن يكون أصله التكذيب فقط ، ولكن هذا قول مخالف للأدلة وللحق ، ومعلوم أن الرسل أرسلوا بالمعجزات وبالبراهين التي تخضع لها القلوب ، والتكذيب من أقل ما يكون في الأمم ،
وإنما أكثر الكفر استكبار وجحود وعناد ، وقد ذكر الله عز وجل عن قريش أنهم لا يكذبون النبي صلى الله عليه وسلم ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون وهذا كثير جدا ،
ولهذا قسم العلماء الكفر إلى أقسام ، كفر إعراض ، وكفر إباء واستكبار، وكفر تكذيب ، وكفر نفاق ، وكفر شك ، والأدلة على ذلك كثيرة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وقصة أبي طالب مع النبي صلى الله عليه وسلم واضحة وكان يصدقه ، وكان يقول ابننا لا يكذب ، ولا يأتي بالأكاذيب ، ومع ذلك فهو كافر ، لأنه لم يقر بلسانه وينقاد بعمله .

الشيخ العلامة عبد الله الغنيمان

أبو القاسم
2007-10-22, 08:56 PM
أخي أبا محمد..هنيئا لك الإشراف..مع شيء من التعزية..لأن المسؤولية مما يتخوف منها المتقون

لقد حاولت الرد عليك..ومازلت تمنع وصول الرسائل إليك
لقد تعبت في كتابة الرد..والله المستعان
ولا أظن أني سأكتبه ثانية

عدنان البخاري
2007-10-23, 06:40 PM
ومسألة الإمتناع على الترحم والإستغفار على غير المسلم مرتبطة بالنسبة لي بمن توفرت فيه شروط التكفير و موانعه (لغير من هو معذور في جهله بالإيمان) و علم بأنّه من أصحاب الجحيم ، قال الله تعالى : "ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم " [التوبة : 113]
فالآية فيها منع للإستغفار للمشرك المتبيّن بأنّه من أصحاب الجحيم يعني كفر ظاهرا و باطنا يعني أقيمت عليه الحجّة ووقع في كفره من غير عذر، فمن هو من أصحاب الجحيم من المشركين ؟ الجواب : هو المشرك الذي جاءه النذير و لم ينتهي عن كفره يعني توفرت فيه شروط التكفير و انتفت عنه موانعه
فالمنع من الإستغفار في هذه الآية هو في من توفرت فيه شروط التكفير و انتفت عنه موانعه من المشركين المتّبعين لأهوائهم المعلوم عنهم بأنّهم من أصحاب الجحيم و الله أعلم.
و هذا نبي من الأنبياء يستغفر لقومه ففي صحيح البخاري :‏ ‏قال ‏ ‏عبد الله ‏ : "‏كأني أنظر إلى النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يحكي نبيا من الأنبياء ضربه قومه فأدموه وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول ‏ ‏اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون "
و جاء في فتح الباري :
و هذا إبراهيم عليه السلام دعا لوالده ففي سورة إبراهيم (الآيات: 39 – 41) :"الْحَمْدُ لله الَّذي وَهَبَ ِلي عَلَى الْكَبرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إنِّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِن ذُرِّيَّتيِ رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء رَبَّناَ اغْفِر لِي وَلِوَالِدَّي وَللْمُؤْمِنِيَ ن يوم يَقُومُ الْحِسَابُ"
و كذا جاء في سورة التوبة ( الآية : 114) " وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه ، فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم "
فأرجو التوضيح أكثر أخي الكريم عدنان البخاري؟
/// أولًا لا بد من تحرير معنى قيام الحُجَّة التي تتحدَّث عنها بارك الله فيك في سياق نقاشك السابق، إذ ما الدليل على كون جواز الاستغفار مرتبط بقيام الحُجَّة التي تعنيها لا على تبيُّن الكفر الظَّاهر وإن كان صاحبه معذورًا في نفس الأمر عند الله تعالى بالجهل؟
ثانيًا.. لا بد من التفريق بين أحكام الدنيا والآخرة.
فمن ظهر لنا كفره أوإيمانه نعامله في الدنيا بناءً على ذلك، وأمَّا في الآخرة فليس ذلك لنا، وهذا يقضي على المناقشة في هذا السياق.
هذا جوابي إن كنتُ قد فهمت مرادك وفقك الله.