مشاهدة النسخة كاملة : هل يفتقر علم "العلل ومعرفة الرجال" إلى التحليل النفسي لشخصية الرواة؟
أشرف بن محمد
2012-11-01, 04:22 PM
هل يفتقر - أو يحتاج - علم "العلل ومعرفة الرجال" إلى "التحليل النفسي" لطبيعة - أو شخصية - الرواة؟
وما مدى إهمال البُعد الكليّ لحياة المترجَم واقتباس بعض أقواله مجتثة بعيدة عن سياقها التام (البُعد الكليّ والظروف والملابسات) على خطأ الحكم والتقويم أو القراءة غير الصحيحة للأقوال الصادرة عن المترجَم؟
للبحث..
أبو هجر البغدادي
2012-11-01, 09:18 PM
أخي أشرف سؤال في غاية الأهميّة ..
وجوابه بكل بساطة: نعم يفتقر، لكن ثمة أمر..
الأول: لا يكلف النفس إلاّ وسعها وإلاّ ما آتاها ؛ فكم من راو أسقط الأئمة حديثه بجهالة حاله أو عينه ، مع احتمال كونه ثقة في علم الله تعالى ..، وكلهم معذور؛ إذ التصحيح عندهم لا يكون إلا بدليل كما أنّ عدمه هو المتعين عند عدمه .
والمستند فيه المروي صحيحا عن النبي : لعل بعضكم ألحن في حجته من الأخر فأقضي له. أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
وتخريج ما نحن فيه عليه ، ظهور أنّ عنق الإمام الناقد يخضع للدليل لا غير، دون الواقع إذا جهله ..؛ وهو معذور بل مأجور على الوجهين .
فإذا بان هذا، لعلك تسأل أخي أشرف :
هل هذه المسألة كانت مطروحة عند قدماء النقد وأئمة العلل، وهل لها أثر علمي اليوم؟!!.
قلنا: دون ريب..، يدل عليها ما كادوا أن يجمعوا عليه، بل هو كذلك، أن جرح مثل الإمام ابن معين وأحمد وابي حاتم وابن حبان و...، إذا لاح منه العداوة الشخصيّة فإنه يرمى ولا يعتبر به، وأبسط مثال على هذا أنّ الإمام الجوزجاني على جلالته، لا يعتد بجروحاته في أهل الكوفة، لما بينهما من اختلاف في العقيدة نصباً وتشيعاً ، قاله الحافظ ابن حجر، أو كما قال .
وكذلك علينا أن لا نستروح في جروحات الإمام ابن حبان رحمه الله، فلعلها عن خسف وتهوّر ؛ قاله الإمام الذهبي أو كما قال .
والأمر هو الأمر في التصحيح والتعديل..
وهو هو ثالثاً في قرائة النص وتفسيره، وقس على ذلك
أبو مالك العوضي
2012-11-01, 09:46 PM
يبدو أن بالك رائق يا شيخنا الفاضل أشرف !
ابونصر المازري الجزائري
2012-11-02, 06:42 PM
لا أراه بفتقر اليه بل لاحاجة بنا ألى التوغل في هذا الامر لانه يظهر بالمخالفة او التفرد او الشذوذ اللهم الا اذا كان الكلام عن ثقات الثقات فهنا يحرر الموضوع عندي
أشرف بن محمد
2012-11-04, 01:09 AM
شيخنا أبا مالك بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا ..
أبا هجر ، أبا نصر: جزاكما الله خيرا ..
التحليل النفسيّ (عموما دون قصره على الاختصاص الطبي الحديث) والاستعانة به في فهم سياقات الأقوال والتعليل أحسبه كان معمولا به عند الأوائل .. ثم إنّ الدراسة الاستقرائية لبعض التراجم المشكلة الثريّة بالمعلومات والتفاصيل الدقيقة، لو تيسّر الاستعانة بمختص نفسيّ أظنه ممّا يزيد الدراسة ثراء وفهما .. والغاية: تفسير السلوك (الإنساني البشري) تفسيرا علميّا دقيقا، والتحقُّق من نسبة هذا السلوك أو عدمه، ثم وجه الثبوت - إنْ كان - وعدمه ..
وأمّا الشق الثاني: (إهمال البُعد الكليّ لحياة المترجَم واقتباس بعض ...) فهذه جناية وأسبابها متعدّدة .. ومنها النزول للأدنى واليد قريبة من الأعلى، والاعتماد على المختصرات والزهد في المطوّلات، المرويّ فيها السياق والأسباب والظروف والملابسات، بينما في المختصرات فيقتصرون - زعمًا - على المهمّات، حتى إذا وصل الأمر إلينا بعد طول عهد، وصل محرّف المعنى، مشوّه الفكرة، فهذا ضعيف وذاك ثقة .. والصواب: هذا ضعيف في فلان وذاك ثقة في علان .. أو هذا ضعيف نسبيا بالنسبة لفلان وذاك ثقة نسبيا بالنسبة لعلان .. ثم بالوقوف على (البُعد الكليّ = الصورة الكاملة = استقراء المعلومات والتفاصيل الدقيقة / نسبيًّا = بحسب المادّة المتوفّرة) يتبيّن المعنى تامّا بجلاء - بإذْن الله - وعلى وجه الصواب؛ فلا يُتّهَم صادق، ولا يُفسّق عدل، ولا يُخوّن أمين، .. والعكس بالعكس .. والله أعلم وأحكم.
أبوعاصم أحمد بلحة
2012-11-08, 03:59 AM
هذا الأمر إلا وهو " تحليل شخصية الرواة " عند علماء الجرح والتعديل ، وعلماء العلل ؛ ستجد الكثير منه في أحكامهم على الراوي ، وإلَّم ينصوا عليها نصَّاً ، أو يفردوا لها كتباً ، بل هي تدخل ضمن الجوانب الذي يتكأ عليها العلماء في في منح الراوي ؛ اللقب الصحيح ، الذي يستحقه .
وأظن _ والله أعلم _ أن دعوى الافتقار ، هي دعوة لا كبير طائلٍ من تحتها ، وإنما كان ذلك كذلك ، لدخولها ضمناً في تطبيقاتهم العملية في الأحكام على الراوة ، او إعلال أحاديثهم ، ولكن الأمر يحتاجُ منَّا إلى دراسة نقدية علمية تطبيقيَّة ، لاستكشاف هذا الجانب عندهم ، وجلاءه في تطبيقاتهم . فهل من مشهمر ؟ .
أحمد السكندرى
2012-11-08, 10:20 AM
سؤال بسيط : اذا افترضنا افتقار علم العلل ومعرفة الرجال للتحليل النفسي لشخصية الرواة ، ما هي الفوائد التي سنجنيها من معرفة ذلك ؟
أشرف بن محمد
2012-12-22, 05:03 AM
سُئل يحيى بن معين: كان أبو حنيفة يَكذب؟ قال: كان أنبل في نفسه من أن يكذب.
أشرف بن محمد
2012-12-22, 05:09 AM
لنتأمّل في التفاصيل الدقيقة في ترجمة الحجّاج بن أرطاة.. ثم تتبع مرويّاته..
حسن المطروشى الاثرى
2012-12-22, 08:59 AM
سؤال في غاية الاهمية شيخنا الفاضل اشرف
هل كتب فيه احد من المعاصرين
أشرف بن محمد
2013-04-22, 05:29 AM
يقول الأستاذ محمود شاكر - رحمه الله - : (أما أمر المرزُبَاني [فـ]فيه من الغرابة الداعية إلى التعجُّب ... فإنّ المرزُبَاني قد أغمض عليَّ الطريق وعمّاه تعميةً، فاقتضاني ذلك أن أدرُس أسانيده دراسة مفصَّلة متغلغلة، حتى وقفتُ على ما كان يُخفيه عنِّي بمهارة وحِذْق، وظنِّي به أنه كام محبًّا للتدليس ...، بل كأنّي به كان يجد للتّدليس لذّةً .. غريبة ... فقد أغمض علينا صاحبنا المرزباني حين قال "الكرخي" دون "السوري"، ولم يكذب ولم يخطىء، ولكنه استمتع بالتدليس من وجهين ... ومن الصَّعب أن نفسِّر هذه الشَّهوة الغريبة في التدليس، ولعل ما يأتي يُلْقي ضوءًا على أسلوب أبي عبيد الله المرزباني في التدليس، لأمرٍ في نفسه ...).اهـ. برنامج طبقات فحول الشعراء، (ص91 – 101).
أشرف بن محمد
2013-04-22, 05:51 AM
يقول الدكتور عادل سُلَيمان جمال في مقدمة "جمهرة مقالات الأستاذ محمود محمد شاكر" (ص15): (وأدعو الله أنْ ييسّر لهذه المقالات علماء شتّى، كلًّا في مجال تخصّصه، خاصّة في مجال الفكر السياسي والدراسات الاجتماعية ... كما أدعوهم [يعني: نُقَّادَ الأدب] إلى تدبُّر مقالاته الثلاث عن "شاعر الحب والفلوات: ذو الرُّمَّة" [2: 741، وما بعدها]، فهي نمط فريد من الدراسة، ليس تاريخًا لحياة الشّاعر، وليس تحليلًا لشعره، وإنّما هي تدسُّسٌ في مشاعره وأحاسيسه، وآماله وهواجسه، حتّى لكأنك مع الشاعر مع مأساة حُبّه يومًا بيوم ...).اهـ.
الخضر بن ادم القرشي
2013-04-22, 06:22 AM
هل يفتقر - أو يحتاج - علم "العلل ومعرفة الرجال" إلى "التحليل النفسي" لطبيعة - أو شخصية - الرواة؟
وما مدى إهمال البُعد الكليّ لحياة المترجَم واقتباس بعض أقواله مجتثة بعيدة عن سياقها التام (البُعد الكليّ والظروف والملابسات) على خطأ الحكم والتقويم أو القراءة غير الصحيحة للأقوال الصادرة عن المترجَم؟
اخي اشرف بن محمد سلمه الله
هذه الامور موجودة لدى المتقدمين
مثلا تجدهم يقولون: على مذهب اهل الكوفة - اذا كان الحديث من المنكرات في فضل ال البيت وكانوا يتحرزون في هذا الامر
مثلا: في صحيح امامنا البخاري حديث في فضل فاطمة عليها السلام
ورد في رواية اهل الكوفة في اخر الحديث: وبشرني انني سيدة نساء الامة
بينما في حديث اهل المدينة: انها اول اهله لحوقا به
هناك الحديث الشهير جدا: الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة
وهناك حديث: حمزة سيد الشهداء
وهناك حديث: فاطمة سيدة نساء الجنة
وانت ماشي
كلها خرجت من جدران الكوفة تحت ضغط الأهواء ولكن اين هي عن اهل العلم؟؟
اشتهر عن الائمة قولهم: لايؤخذ عن المبتدع ماينصر به بدعته, وتستطيع ان تضعها تحت باب (النفسيات)
وأحيانا بعض الغيارى على كتاب الله يمقت عزوف الناس عنه فيضع الحديث طلبا لصلاح الناس (امور نفسية)
أبو بكر العروي
2013-04-22, 05:08 PM
حيّاك الله يا أستاذ.
قد يُستأنس لما نحن فيه بما نقلته من ترجمة ابن إسحاق رحمه الله من السِير، ولكن فيه "تحليل نفسية" المتكلِّم لا المتكلَّم فيه.
ويدخل هذا فيما يعرف عند أصحاب هذا الفنّ بكلام الأقران بعضهم في بعض. فإنه ولاشك يُراعى فيه الجانب النفسي للناقد.
"قال (أي الإمام البخاري) ولو صح عن مالك تناوله من ابن إسحاق ، فلربما تكلم الإنسان ، فيرمي صاحبه بشيء واحد ، ولا يتهمه في الأمور كلها . قال : وقال إبراهيم بن المنذر عن محمد بن فليح : نهاني مالك عن شيخين من قريش ، وقد أكثر عنهما في الموطأ وهما ممن يحتج بهما ، ولم ينج كثير من الناس من كلام بعض الناس فيهم ، نحو ما يذكر عن إبراهيم من كلامه في الشعبي ، وكلام الشعبي في عكرمة وفيمن كان قبلهم ، وتناول بعضهم في العرض والنفس ، ولم يلتفت أهل العلم في هذا النحو إلا ببيان وحجة ولم تسقط عدالتهم إلا ببرهان ثابت وحجة ، والكلام في هذا كثير .
قلت(الإمام الذهبي) : لسنا ندعي في أئمة الجرح والتعديل العصمة من الغلط النادر ، ولا من الكلام بنفَس حاد فيمن بينهم وبينه شحناء وإحنة ، وقد علم أن كثيرا من كلام الأقران بعضهم في بعض مهدر لا عبرة به ولا سيما إذا وثق الرجل جماعة يلوح على قولهم الإنصاف ، وهذان الرجلان كل منهما قد نال من صاحبه ، لكن أثر كلام مالك في محمد بعض اللين ، ولم يؤثر كلام محمد فيه ولا ذرة ، وارتفع مالك ، وصار كالنجم ، والآخر ، فله ارتفاع بحسبه ، ولا سيما في السير ، وأما في أحاديث الأحكام ، فينحط حديثه فيها عن رتبة الصحة إلى رتبة الحسن ، إلا فيما شذ فيه ، فإنه يعد منكرا . هذا الذي عندي في حاله ، والله أعلم .
أشرف بن محمد
2013-04-25, 11:56 PM
حيّاك الله أخي الفاضل أبا بكر العروي ..
أخي الفاضل [الخضر بن ادم القرشي] ..
كلامك - بارك الله فيك - لا يخلو من ذحلطة وبحبحة، واتّكاء واسترخاء..
فاعرضه على الأصول، وأدره على القواعد، وتأمّله في الاستعمال، وعالجه في التطبيق؛ فعسى أنْ يُكشف لك ما غاب عنك، وعسى أنْ تتقي (وانت ماشي)؛ فإنِّي "قاعد"، وأحسب أنّ "القاعد في هذه" خير من "الماشي".. والله أعلم.
الخضر بن ادم القرشي
2013-04-26, 03:51 AM
ايه
الناس اعداء ماجهلوا
يغفر الله لك أخي
أشرف بن محمد
2013-04-26, 08:37 AM
الأخ الكريم [الخضر بن ادم القرشي]
قد ذكرت لك أنك تكتب متكئا مسترخيا.. عفا الله عنك!
البيّنة على مَن ادّعى..
اثبت أنّ الحديث في فضل فاطمة رضي الله عنها المخرّج في "الصحيحين"، والحديث في فضل الحسن والحسين وأنهما "سيدا شباب أهل الجنة"، وقد قيل للإمام أحمد: "إنّ قوما زعموا أنه ليس بصحيح"؟ (فأنكر ما قالوا)، وقال: (صحيح). وأمّا حديث حمزة رضي الله عنه فصحّحه الحاكم ووافقه غيره وعارضه غيره ...
محل البحث: اثبت وَفْق القواعد العلمية والصناعة الحديثية والدراسة التحليليّة والنماذج التطبيقية أنّ هذه الأحاديث:
(خرجت من جدران الكوفة تحت ضغط الأهواء)؟
الخضر بن ادم القرشي
2013-04-26, 09:12 AM
موضوعها طويل جدا أخي الحبيب
ربما تسنح الفرصة ولكنها فعلا طويلة جدا ومجال خصب للباحث متقد الذهن
ربما اسهلها بحثا الحديث في الصحيحين, في اختلاف رواية لفظ اهل المدينة عن لفظ اهل العراق, رغم ان بعض العراقيين يرويها ايضا على لفظ اهل المدينة
البخاري رحمه الله اسند: اول اهلي لحوقا بي, واسند سيدة نساء الامة, ولم يسند سيدة نساء الجنة
أشرف بن محمد
2013-04-26, 10:11 AM
أخي الكريم..
تقول: (البخاري رحمه الله اسند: اول اهلي لحوقا بي, واسند سيدة نساء الامة, ولم يسند سيدة نساء الجنة).
أقول: بل رواه البخاريُّ مسندا موصولا في علامات النبوة من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها .. قال الحافظ في الفتح: (في رواية عروة: أنه إخبار إياها بأنها أول أهله لحوقا به، وفي رواية مسروق: أنه إخباره إياها بأنها سيدة نساء أهل الجنة، وجعل كونها أول أهله لحوقا به مضموما إلى الأول. وهو الراجح؛ فإنّ حديث مسروق يشتمل على زيادات ليست في حديث عروة، وهو من الثقات الضابطين).
أشرف بن محمد
2013-04-26, 10:15 AM
هذا، وقد ذكرت سنة 2006م في "ملتقى أهل الحديث" طرفا من تأثير الحياة الاجتماعية والسياسية على الرواية، وذلك في موضوع: "التأثير السياسي والاجتماعي على الرواية والتدوين" وذكرت بعض الأمثلة أذكر واحدا منها مزيدا:
قال البخاريُّ في صحيحه:
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبَّاسٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ العَاصِ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِهَارًا غَيْرَ سِرٍّ يَقُولُ: (إِنَّ آلَ أَبِي - قَالَ عَمْرٌو: فِي كِتَابِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ بَيَاضٌ - لَيْسُوا بِأَوْلِيَائِي، إِنَّمَا وَلِيِّيَ اللَّهُ وَصَالِحُ المُؤْمِنِينَ).
وقوله: "إنّ آل أبي" كذا للأكثر بحذف ما يضاف إلى أداة الكنية، وأثبته المستملي في روايته، لكن كنى عنه، فقال: "آل أبي فلان" وكذا هو في روايتي مسلم والإسماعيلي. "فتح"
قال النووي في شرح مسلم: (هذه الكناية بقوله "يعني: فلانا" هي من بعض الرواة، خشي أن يسميه فيترتب عليه مفسدة وفتنة، إما في حق نفسه، وإما في حقه وحق غيره، فكنى عنه).
وهذا البياض بيّنه أبو ذر [الهروي] في "جمع الصحيحين" ["المسند المؤلف على الصحيحين"] عن شعبة، بالسند الصحيح، فقال: «آل أبي طالب ليسوا إلي بأولياء، إنما وليي الله وصالح المؤمنين». "عارضة ابن العربي مع أحكام القرآن".
قال أبو بكر بن العربي في "سراج المريدين": (كان في أصل حديث عمرو بن العاص: "أن آل أبي طالب" فغيّر "آل أبي فلان"). قال ابن حجر: (كذا جزم به، وتعقبه بعض الناس، وبالغ في التشنيع عليه، ونسبه إلى التحامل على آل أبي طالب، ولم يصِب هذا المنكِر؛ فإن هذه الرواية التي أشار إليها ابن العربي موجودة في "مستخرج أبي نعيم" من طريق الفضل بن الموفَّق، عن عنبسة بن عبد الواحد -بسند البخاري- عن بيان بن بِشر، عن قيس بن أبي حازم، عن عمرو بن العاص رفعه: "إن لبني أبي طالب رحما أبلها ببلالها". وقد أخرجه الإسماعيلي من هذا الوجه أيضا لكن أبهم لفظ طالب. وكأنّ الحامل لمن أبهم هذا الموضع ظنهم أن ذلك يقتضي نقصًا في آل أبي طالب وليس كما توهّموه). وقد ذكر الداودي أنّ المراد بهذا النفي: (من لم يُسلِم منهم). قال ابن حجر: (ولو تفطّن من كنى عن أبي طالب لذلك لاستغنى عما صنع).
وهذا ضرب من التأثير .. ولكنه مشفوع بالدليل..
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.