تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ما حكم طلب الشفاعة من الشهيد ؟



أبو سليمان الروقي
2012-10-27, 07:05 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد

هذه المسألة سبق وأن بحثت عنها فلم أجد جوابا شافيا لها .. ولم أجد إلى الآن أي إجابة علمية رصينة ومدعمة بالدليل الشرعي مع كلام أهل العلم المعتبرين ..
لذلك فأنا آمل من الإخوة وطلاب العلم الأفاضل مساعدتي في هذا الموضوع .. وأرجو ممن لديه علم بهذه المسألة ألا يبخل عليَ بها ..
بارك الله لنا ولكم ..

أبو سليمان الروقي
2012-10-28, 05:44 PM
هل سؤالي واضح ؟!!

سليمان الخراشي
2012-10-28, 06:03 PM
بورك فيك ..
لافرق بين الشهيد وغيره من الأموات :
http://islamqa.info/ar/ref/153666

أبو سليمان الروقي
2012-10-28, 06:53 PM
بارك الله فيك أخي سليمان الخراشي ..
وجزاك الله خيرا على الرابط ..
لكن أنا لم أقصد ( الميت ) بل قصدت مايقع فيه البعض من طلب الشفاعة ممن يُظن فيه أنه سوف ينال الشهادة ( وهو حي قبل إستشهاده ) .. فما الحكم في مثل هذه المسألة ؟
هل اتضح السؤال ؟

سليمان الخراشي
2012-10-29, 01:57 PM
بورك فيك ..يبقى السؤال : هل هو - إن كتب الله له الشهادة - مُخيّر فيمن سيشفع لهم من أقاربه ؟ هذا من أمور الغيب ..مع تذكر أن المشفوع فيهم لابد أن يرضى الله عنهم . ( ولا يشفعون إلا لمن ارتضى ) . وأفدني إن وجدت فائدة عن هذه المسألة .

أبو سليمان الروقي
2012-10-29, 07:20 PM
أخي الحبيب ..
لقد كان هذا الوضوع محل نقاش بيني وبين بعض الإخوة وكان الكلام يدور -اختصاراً- على مايلي :

هل هذه الصورة المذكورة داخلة تحت الشفاعة الشركية الممنوعة ؟ أما أنها غير داخلة في ذلك ؟!

فالبعض ذكر أن هذه الصورة داخلة في الشفاعة الشركية وراح يذكر بعض الأدلة المجملة والعامة .. والبعض الآخر ذكر أنها غير داخلة في الشفاعة الممنوعة اجتهد على إخراجها من الصورة الشركية وراح يعلل ويقيس لذلك ..

وكلا الفريقين كلامه له وجاهه وقوة ..

ومما زاد في غموض واشكالية المسألة أننا –ولأسف- لم نجد كلاماً لأحد من أهل العلم يوضح فيه هذه المسألة .. ويزيل عنها اللبس الحاصل .. فهل لنا من معين من الإخوة المشايخ وطلاب العلم الأفاضل في هذا المنتدى المبارك ..

لاحرمتم الأجر ..

أبو حاتم ابن عاشور
2012-10-30, 08:12 PM
وبماذا استدل أصحاب القول الثاني؟

أبو سليمان الروقي
2012-10-30, 11:12 PM
حياك الله أخي ..

ليست لهم أدلة صريحة أو واضحة .. بل قرروا بعض الأمور – منها - :
1- أن الأصل الإباحة لأنها لا تشابه الشفاعة الشركية بأي وجه من الوجوه .. !( هذا قولهم )

2- بل نسبوا مثل هذا الفعل لبعض السلف - وهذا الذي لم أقف عليه إلى الأن ولم أتأكد منه - فقد ذكروا قصةً مشهورة - أظنها في مشارع الأشواق - عن المرأة التي جاءت بابنها إلى أحد قادة المسلمين فطلبت منه أن يأخذ ابنها معهم في الجيش لكي يشارك في القتال والجهاد فاشترط شروطاً يختبره فيها فوافقت أمه وبدأ هذا القائد بمراقبة ابنها فلما وجد ابنها صادقاً وظهرت عليه سيما الصلاح والتقوى جالسه في احدى المرات وقال له أنه سوف يشركه في الجيش لكنه اشترط عليه أنه لو قتل واستشهد أن يشفع له يوم القيامة واتفقا على ذلك ( ! ) ثم قتل الفتى في إحدى المعارك هذه هي القصة بالمعنى .. ولا أذكر نصها ..

لكن يبقى هناك بعض الأمور لكي يستقيم الإستشهاد بها – وليس الإستدلال – فمن ذلك :

ماصحة هذا الأثر .. ؟

وهل فيه حجة ؟ ( إن صح ) ..

وحقيقةً لا أخفيكم .. بأنني أقف محايداً في هذه المسألة ( مع أن في النفس منها شيء ) لكن لأنني لم أقف على كلام في هذه المسألة لأحد من أهل العلم فأنا لا أستطيع الجزم بشيء معين حتى أجد بغيتي .. ولكي نختصر الموضوع أقول :

البحث لا يخرج عن كونه :
1- جائز
2- أو بدعة
3- أو شرك أصغر
4- أو شرك أكبر

والمجال مفتوح للبحث والمناقشة والإفادة من أهل العلم وطلابه ..

الإمام الدهلوي
2012-10-31, 03:11 PM
يا أخي الفاضل : هذه المسألة تحتاج إلى تفصل حتى لا تخلتط علينا الأحكام فأقول : لا شك أن الشهيد - والله أعلم بمن يكون شهيداً - قد جاءت النصوص الشرعة التي تبين أنه داخل في أهل الشفاعة الذين يأذن الله لهم بذلك ويرضى عنهم ، فمن عظيم أجر الشهيد أنه يشفع في عدد من اهل بيته ولا يعني هذا الحصر بل يدخل في ذلك أقاربه ومعارفه من الأصول والفروع كما قال اهل السلف ، وطلب الشفاعة من الحي كالشهيد الذي سوف يدخل المعركة وقد يقتل فيها .. فهذا إن قصد به الدعاء بمعنى أنه إن اخلص نتيه وصار شهيداً فإنه سوف يسأل الله أن يشفعه في من طلب منه ذلك فهذا كله وإن كان من الغيب إذ اننا لا نعلم مآله ولا مآل من طلب منه الشفاعة إلا أنه لا يدخل في باب الشرك لا من قريب ولا من بعيد .. فالشفاعة الشركية أمر غير هذا تماماً وما دام طلب الدعاء من الحي جائز على العموم فقد لا يكون في ذلك حرج .. والاولى ترك ذلك حتى لا يقع المرء في البدعة ، إذ مآل الامور فيه كلها من الغيب الذي لا يعلمه الا الله عزوجل والقصة التي أشرت إليها قد تكلم اهل العلم فيها وقد سبق نقاشها على هذا الرابط تفضل وجزاك الله خير http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=98791

رجا الريحاني
2012-10-31, 04:34 PM
أخي إذا طلبت منك أن تسأل الله لي الجنة فهل أكون مشركا
ثم شروط الشفاعة معروفة وهي أن يأذن الله بالشفاعة ويرضى الله عن الشافع ويرضى الله عن المشفوع
فإن توافرت هذه الشروط فما المانع

أبو سليمان الروقي
2012-11-01, 07:04 PM
أخي الدهلوي تقول : (ولا يعني هذا الحصر ) مالدليل على عدم الحصر ؟ هذا أولاً ..
وثانياً : أريد أن توضح لي الفرق بين الصورة المذكورة أعلاه وبين من يأتي إلى الولي الفلاني ويطلب منه الشفاعة .. فكلاهما غير قادر وأيضاً فلا أحد يستطيع الجزم بمصيرهم ومآلهم عند الله يوم القيامة .. فهذا المعبود من دون الله – بطلب الشفاعة الشركية – لا أحد يجزم بمآله ولا بمنزلته عند الله يوم القيامة والأمر نفسه قد يقال في مسألتنا !
إذ الجميع يعتقد الناس فيهم الناس أنهم من الصالحين وأن لهم منزلة عند الله .. !
وكلاهما لا تنطبق عليه شروط الشفاعة .. !

أخي الريحاني .. لو جائني مشرك يطلب الشفاعة بصورتها الشركية من الولي الفلاني الذي يقول : ( ياسيدي فلان اشفع لي عند الله ) فما الفرق بينه وبين من يأتي إلى هذا الذي يتوقع أنه سيقتل في سبيل الله ويقول له : ( يا فلان اشفع لي عند الله ) ..
فكلاهما حي حاضر لكن غير قادر !
ثم اني أرجوا منك أن توضح لي أين هي الشروط التي تقول أنها متوفرة في هذه الصورة ؟
مع إبراز الفرق بينها وبين الصورة الشركية ؟ حتى تتضح المسألة ..

ملاحظة أخيرة : أرجوا من المشاركين –وفقنا الله وإياهم – التفصيل أثناء النقاش مع ذكر الأدلة إن وجد لأن مثل هذه المسائل تحتاج إلى تدقيق .. بارك الله فيكم

محمد طه شعبان
2012-11-02, 01:10 AM
بل ان أهل العلم تكلموا في هذ المسألة وقالوا بأن طلب الشفاعة لا يجوز سواء من الحي أو الميت؛ لأن الذي طلبت منه الشفاعة وهو حي لا يدري هل يأذن الله له أم لا، والذي طلب الشفاعة لا يدري هل يرضى الله عنه أم لا، وانما تطلب الشفاعة من الله وحده، فيقول اللهم شفع في أنبيائك أوملائكتك أو المؤمنين أو نحو ذلك ممن علم بالدليل أن لهم شفاعة وانظر هذا الكلام للشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرحه لكشف الشبهات.

أبو سليمان الروقي
2012-11-02, 02:21 PM
بل ان أهل العلم تكلموا في هذ المسألة وقالوا بأن طلب الشفاعة لا يجوز سواء من الحي أو الميت

أقول : وهل نص العلماء على هذه الصورة ؟

فإن قلت نعم .. فأرجو أن تذكر لي من نص عليه من أهل العلم ؟
وإن قلت هو داخل في العمومات .. رجعنا إلى نفس الإشكال بارك الله فيك !

محمد طه شعبان
2012-11-02, 02:49 PM
نعم أخي بارك الله فيك نص العلماء على ذلك وأنا أذكر من هؤلاء العلماء الشيخ ابن عثيمين نص على ذلك في شرح كشف الشبهات (ص:87)ط:دار الشريعة

الإمام الدهلوي
2012-11-02, 03:30 PM
قولك : ( أخي الدهلوي تقول : (ولا يعني هذا الحصر ) مالدليل على عدم الحصر ؟ هذا أولاً .. )
أقول : الحديث ينص على أن الشهيد يشفع في سبعين من اهله ، قال أهل العلم في شرحه أهل بيته أي من أصوله وفروعه وزوجاته وغيرهم ، وقالوا لفظ السبعين يحتمل التكثير ، وراجع هذا الرابط : وقولك : ( وثانياً : أريد أن توضح لي الفرق بين الصورة المذكورة أعلاه وبين من يأتي إلى الولي الفلاني ويطلب منه الشفاعة .. فكلاهما غير قادر وأيضاً فلا أحد يستطيع الجزم بمصيرهم ومآلهم عند الله يوم القيامة .. فهذا المعبود من دون الله – بطلب الشفاعة الشركية – لا أحد يجزم بمآله ولا بمنزلته عند الله يوم القيامة والأمر نفسه قد يقال في مسألتنا !
إذ الجميع يعتقد الناس فيهم الناس أنهم من الصالحين وأن لهم منزلة عند الله .. !
وكلاهما لا تنطبق عليه شروط الشفاعة ) إهــ
أقول والله الموفق : أخي أنا لا أتفق معك في هذا التقسيم ابتداء ، لأني أعتقد أنه ليس كل من ذهب إلى الولي وطلب منه الشفاعة قد وقع في الشفاعة الشركية وهذه أمر حصل فيه نقاش أكثر من مرة في هذا المنتدى ، فهناك فرق بين الشفاعة الشركية التي عابها القرآن على المشركين ، وبين الشفاعة الشرعيى المثبتة التي ؤمن بها الموحدون وثبتونها للشافع دون غلو ، وإن كان بعض أحاد المسلمين قد يخطئ في فهم بعض معانيها فيقع في بعض الممارسات الخاطئة التي فيحكم عليه عندها بحسب نوع تلك الممارسة ونوعها ولكن داخل نطاق دائرة الإيمان ... وعلى كل حال يجب النظر أولاً في معنى الشفاعة الشركية كما قلت لك سابقاً ... ويمكن أن ترجع إلى هذا الرابط وتستفيد منه
http://www.dd
-sunnah.net/forum/showthread.php?t=123665

الإمام الدهلوي
2012-11-02, 03:34 PM
هذه هي الرواط : http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=167124http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=123665

الإمام الدهلوي
2012-11-02, 03:35 PM
هذا رابط موضوع الشفاعة : http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=123665

أبو سليمان الروقي
2012-11-02, 08:09 PM
أما قولك : ( أقول : الحديث ينص على أن الشهيد يشفع في سبعين من اهله ، قال أهل العلم في شرحه أهل بيته أي من أصوله وفروعه وزوجاته وغيرهم ، وقالوا لفظ السبعين يحتمل التكثير .. )

وأماقولك : ( أقول والله الموفق : أخي أنا لا أتفق معك في هذا التقسيم ابتداء ، لأني أعتقد أنه ليس كل من ذهب إلى الولي وطلب منه الشفاعة قد وقع في الشفاعة الشركية وهذه أمر حصل فيه نقاش أكثر من مرة في هذا المنتدى ، فهناك فرق بين الشفاعة الشركية التي عابها القرآن على المشركين ، وبين الشفاعة الشرعيى المثبتة التي ؤمن بها الموحدون وثبتونها للشافع دون غلو ، وإن كان بعض أحاد المسلمين قد يخطئ في فهم بعض معانيها فيقع في بعض الممارسات الخاطئة التي فيحكم عليه عندها بحسب نوع تلك الممارسة ونوعها ولكن داخل نطاق دائرة الإيمان ... وعلى كل حال يجب النظر أولاً في معنى الشفاعة الشركية كما قلت لك سابقاً ... )-

أقول : بالنسبة لكلام العلماء فهو معروف -جزاكم الله خيرا- لكن هل من دليل عليه ؟

وبالنسبة لمسألتنا فأنا أحتاج لأمرين :

1- تفصيل واضح للكلام الذي ذكرته - بارك الله فيك - لكي تتضح المسألة التي أشرتم إليها لأنني لم
أجد في الرابط الذي أحلتموني عليه أي ذكر للمسألة ولاالنقاش الذي أشرتم إليه ..

2- بالنسبة لمسألة الشهيد فإلى الآن لم أجد فيها تفصيل واضح أو كلام صريح لأحد من مشائخنا
المعروفين والمعتبرين ..

وأتمنى حقيقةً لو أن بعض الإخوان ممن لهم تواصل وارتباط بالمشائخ أن يسألوا لنا عن صورة هذه المسألة
وأن يأتوا لنا بتفصيل يزول معه الإشكال .. جزاكم الله خيراً

أبو سليمان الروقي
2012-11-04, 01:40 PM
للتذكير ..


أتمنى حقيقةً لو أن بعض الإخوان ممن لهم تواصل وارتباط بالمشائخ أن يسألوا لنا عن صورة هذه المسألة
وأن يأتوا لنا بتفصيل يزول معه الإشكال .. جزاكم الله خيراً

محمد طه شعبان
2012-11-04, 02:46 PM
الدليل_بارك الله فيك_ قوله تعالى:{ولا يشفعون الا لمن ارتضى}الأنبياء:28 ، فأنت مهما طلبت الشفاعة من الشهيد فان رضى الله عنك ليس بيده وانما هو بيد الله وحده. وهذا اذا تنزلنا وقلنا بأن هذا الشخص بعينه قد قبله الله شهيدا وأذن له في الشفاعة ، وهذا بطبيعة الحال لا يعلمه الا الله، وكم من مقتول في الحرب وليس بشهيد؛ لأنه كان يقاتل حمية أو ليقال: جريء، كما أخبر بذلك صلى الله عليه وسلم، وقد منع النبي صلى الله عليه وسلم من الحكم على أحد بالجنة لأن هذا من الغيبيات التي لا يعلمها الا الله، وقد دل على هذا المعنى أكثر من حديث عند البخاري وغيره، وقد بوب البخاري باب:(لا يقال فلان شهيد).

الكاغد
2012-11-04, 10:21 PM
سئل الشيخ ابن باز لو رأى مثلا شخص سوف يذهب للجهاد في سبيل الله فقال له:إن استشهدت في سبيل الله فاشفع لي؟
فأجاب رحمه الله:هذا يشفع بعد الموت,هذا محله بعد البعث والنشور يطلب منه أن يشفع منه,وهوحي يوصيه وهو حي الآن,لابأس معناه إذا بُعِث يوم القيامة
ثم سئل ياشيخ مافيها شيء؟
فأجاب:مافيها شيء [شرح كشف الشبهات]

أبو سليمان الروقي
2012-11-05, 04:25 AM
سئل الشيخ ابن باز لو رأى مثلا شخص سوف يذهب للجهاد في سبيل الله فقال له:إن استشهدت في سبيل الله فاشفع لي؟
فأجاب رحمه الله:هذا يشفع بعد الموت,هذا محله بعد البعث والنشور يطلب منه أن يشفع منه,وهوحي يوصيه وهو حي الآن,لابأس معناه إذا بُعِث يوم القيامة
ثم سئل ياشيخ مافيها شيء؟
فأجاب:مافيها شيء [شرح كشف الشبهات]


بارك الله عليك أخي الكاغد .. هذا ماكنت أبحث عنه ...

ولو أتحفتنا أنت وباقي الإخوان بنقولات أخرى عن أهل العلم مثل هذه التي ذكرت أكون لكم من الشاكرين ..

أبو سليمان الروقي
2012-11-08, 06:05 AM
رحم الله الإمام ابن باز وأسكنه فسيح جناته .. وجزاه خير الجزاء

نريد نقولات أخرى .. نريد من يستفتي لنا بارك الله فيكم ..

فالموضوع مهم .. ولو أستطيع أن أستفتي بنفسي لفعلت .. لكني لا أستطيع فمن يستفتي لنا وله منا الدعاء ..

أبوعاصم أحمد بلحة
2012-11-08, 03:24 PM
الأخ الفاضل : أبو سليمان الروقي _ سددده الله ووفقه _مسألتك هذه (أعني : طلب الشفاعة ممن يظن أنه سيموت شهيداً) ، فهذا المسألة ، الرد عليها من أوجه :
أولاً : قال النبي _صلى الله عليه وسلم _ "للشّهِيدِ عندَ الله سِتّ خِصَالٍ: يُغْفَرُ لَهُ في أَوّلِ دُفْعَةٍ ويرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنّةِ، ويُجَارُ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَيَأْمَنُ مِنَ الفَزَعِ الأكْبَرِ، وَيُوضَعُ على رأْسِهِ تَاجُ الوَقَارِ، اليَاقُوتَةُ منها خَيْرٌ مِنَ الدّنْيَا وما فيها، ويُزَوّجُ اثْنَتَيْنِ وسْبعِينَ زَوْجَةً مِنَ الْحُورِ "الْعِينِ" ، وَيُشَفّعُ في سَبْعِينَ مِنْ أقَارِبِهِ" .

فهذا لمن تكتب له الشهادةُ عند الله ، وهذا الأمر لا نسطيع الجزم به ، بل بوب البخاري _ رحمه الله _ في "صحيحه" باباً أسماه : "بابُ لايقال فلانٌ شهيد" ، وهذا مذهب جماهير السلف رضوان الله عليهم ، وذهبت طائفة من أهل العلم إلى جواز اطلاق لفظ "الشهيد" ، على من من مات في "موطن الشهادة " ، مع ترك حاله الباطن ، إلى الله _ تبارك وتعالى _ .

ولكن ما يعنينا في هذا الحديث ، هو أن النبي _ صىلى الله عليه وسلم _ لم ينصْ في هذا الحديث ، ولا في غيره ، على طلب الشفاعة ، ممن يظن أنه سيموت في موطن الشهادة ، كما أنه لم يرد عن أحدٍ من الصحابة _رضى الله عنهم _ أنه طلب أي نوعٍ من الشفاعة ، التي تتعلق بالدار الآخرة . وقبل ذلك أيضا ؛ خلو المسألة من دليل في القرآن .

ثانياً : لم يرد هذا الفعل ( أي : طلب الشفاعة ..) ، عن السلف _ رضوان الله عليهم جميعاً _ . ، لذا يسعنا ما وسعهم ، و لا ندخل أنفسنا في مسائل لم يتعرض لها السلف _رضوان الله عليها _ أو جماهير العلماء بالنصِّ عليها ، وإنما كان ذلك كذلك ؛ لتأويلات عدة ، منها : عدم ورود دليل واضح ، كوضوح الشمس في رابعة النهار، للتكلم في هذه المسألة بجواز أو امتناع . أو لوضوحها عندهم ، أو أنك تدخل في الأدلة العامة ، التي تنصُّ على عدم طلب الشفاعة من الأحياء ، ولا الأموات .

أبو حاتم ابن عاشور
2012-11-08, 05:36 PM
ورد في ((إتحاف السائل بما في الطحاوية من مسائل)) لفضيلة الشيخ صالح آل شيخ حفظه الله السؤال التالي:
س/ ما حكم قول من قال لمن ذهب إلى الغزو: إن استشهدت فاجعلني من السبعين الذين تشفع لهم. وهل إذا قُتل يكون شهيدا؟
ج/ الله المستعان، كما جاء في البخاري أنَّ عمر ( لمَّا كَثُرَ قول الناس في ذلك، لما رجعوا من معاركهم يقول(تقولون فلان شهيد وفلان شهيد، والله أعلم بمن يُكْلَمُ في سبيله، والله أعلم بمن يُستشهد في سبيله)24.
فالمسألة عسيرة ولذلك لا يقال لأحد إنه شهيد، الشهيد فلان، هذا جزم لأنّ الشهداء معلومة منزلتهم في الأحاديث، فلا يجوز أن يقال فلان شهيد لأنه حكم له من أنه من أهل الجنة وهذا موقوف على معرفة النية والخاتمة.
وقد ذُكِرَ رجل بأنه استشهد فقال ? في حقه "لا هو في النار"25 فلما رأوا إذا هو قد غلَّ شَمْلَةْ، نسأل الله العافية.
وما أحسن قول أنس بن مالك رضي الله عنه وأرضاه لما رأى الناس وما توسعوا فيه قال (إنكم لتعملون أعمالا هي أدق في أعينكم من الشعر كنا نَعُدُّها على زمن رسول الله ? من الموبقات)26.
والناس لا يتوسعون في الألفاظ خاصة العالم، طالب العلم ما يتلاعب بالألفاظ الشرعية بالمدح؛ لأنه بالتلاعب بالألفاظ تذهب معالم الدين وتذهب حراسته، فلابد لطالب العلم أن يكون حريصاً على ألفاظه حتى يسلم أولاً وحتى لا ينشر شراً بالألفاظ، ولهذا صار من علامات يوم القيامة أو مما يكون قرب الساعة أن يُقَالَ فلان أمين فلان فيه كذا فيه كذا من أنواع المدح، كما جاء في الحديث "فلان أمين ما أجلده ما أظرفه وليس في قلبه من الإيمان حبة خرذل"27.
فالثناء يكون بما فيه إذا أراد المرء أن يُثني على أحد يكون بما فيه وبما لا يتضمن محظوراً شرعياً؛ لأنّ الثناء على المرء بما فيه يشجّع ويحثّ المرء به الآخرين على الخير وينتشر الخير، ولكن لا يكون في وجهه حتى لا يكون مدحا إلا لمصلحة شرعية.
ولهذا ينبغي على طلاّب العلم ألا يتوسّعوا في الألفاظ الخادشة بالشرع أو التي ليس لها أصل في الشرع أو التي فيها مؤاخذة في الاعتقاد كلفظ الشهيد، الشهيد فلان، الشهيد فلان، والله المستعان.

أبو سليمان الروقي
2012-11-09, 03:56 PM
أخي الكريم / أبو عاصم أحمد بلحة - بارك الله فيك- وأشكرك على هذه المشاركة اللطيفة .. لكن اسمح لي أخي ببعض الملاحظات :
تقول :
(( .. فهذا لمن تكتب له الشهادةُ عند الله ، وهذا الأمر لا نسطيع الجزم به ، بل بوب البخاري _ رحمه الله _ في "صحيحه" باباً أسماه : "بابُ لايقال فلانٌ شهيد" ، وهذا مذهب جماهير السلف رضوان الله عليهم ، وذهبت طائفة من أهل العلم إلى جواز اطلاق لفظ "الشهيد" ، على من من مات في "موطن الشهادة " ، مع ترك حاله الباطن ، إلى الله _ تبارك وتعالى _ )) .
قلت: هذا كلام جيد ولا أخالفك في أكثره .. والإختلاف فيه يسير إن شاء الله .. لكن - بارك الله فيك - ليس هو موضوع مسألتنا ! فمسألتنا ليست في حكم إطلاق اسم الشهيد على من قتل في أثناء المعركة وما أشبه ذلك .. إلخ فموضوع مسألتنا هو : حكم طلب الشفاعة ممن يظن به الشهادة وفرق بين المسألتين أخي ..
تقول :
((ولكن ما يعنينا في هذا الحديث ، هو أن النبي _ صىلى الله عليه وسلم _ لم ينصْ في هذا الحديث ، ولا في غيره ، على طلب الشفاعة ، ممن يظن أنه سيموت في موطن الشهادة ، كما أنه لم يرد عن أحدٍ من الصحابة _رضى الله عنهم _ أنه طلب أي نوعٍ من الشفاعة ، التي تتعلق بالدار الآخرة . وقبل ذلك أيضا ؛ خلو المسألة من دليل في القرآن .
ثانياً : لم يرد هذا الفعل ( أي : طلب الشفاعة ..) ، عن السلف _ رضوان الله عليهم جميعاً _ . ، لذا يسعنا ما وسعهم ، و لا ندخل أنفسنا في مسائل لم يتعرض لها السلف _رضوان الله عليها _ أو جماهير العلماء بالنصِّ عليها ، وإنما كان ذلك كذلك ؛ لتأويلات عدة ، منها : عدم ورود دليل واضح ، كوضوح الشمس في رابعة النهار، للتكلم في هذه المسألة بجواز أو امتناع . أو لوضوحها عندهم ، أو أنك تدخل في الأدلة العامة ، التي تنصُّ على عدم طلب الشفاعة من الأحياء ، ولا الأموات)).
قلت: أخي الفاضل أنا لا أعرف لماذا توجه لي هذا الكلام ؟!
فمن حيث المضمون أنا أوافقك عليه .. بل هو مما يستدل به من قال بالمنع .. وليس لي عليه أي اعتراض ! أما بالنسبة لي فأنا أتكلم وأبحث عن مسألة وقعت وحدثت مع كثير من الشباب وأحاول أن أعرف حكمها الشرعي !فما الضير في ذلك ؟! وما الإشكال في البحث وسؤال أهل العلم ؟!
ثم هل أدخل الشيخ ابن باز -رحمه الله- نفسه في مسائل لم يتعرض لها السلف !!
أخي أرجو ألا تغضب لكن أظن أنك لم تفهم الموضوع على وجهه .. نفع الله بك وبانتظار مشاركتك ..

أبو سليمان الروقي
2012-11-09, 04:07 PM
أخي الفاضل / أبو حاتم ابن عاشور .. أشكرك على هذه المشاركة القيمة .. فالسؤال الموجه للشيخ كان في صلب موضوعنا لكن إجابة الشيخ-وفقه الله- كانت بعيدة عن الموضوع للأسف .. !
علما بأني استفدت منها .. لا حرمنا الله من مشاركاتكم المفيدة ..

الإمام الدهلوي
2012-11-16, 02:57 PM
مع أحترامي الشديد لكلام الشيخ ابن باز رحمه الله إلا أني أريد أن أوكد على ما قلته سابقاً بأن الأولى في هذه المسألة هو تركها من باب خشية الوقوع في البدعة ، لأن الشهيد هو من أهل الشفاعة الاخروية التي لا تكون إلا بعد تحقق شروطها وهي : رضا الله تبارك وتعالى على الشافع والمشفوع ، والإذن من الله عزوجل في ذلك ، وهذا لاعلم لنا به في الحياة الدنيا ، ثم لو فتح هذا الباب لجاز طلب الشفاعة الأخروية من كثير من الخلق كالعلماء والعباد والزهاد بل والمؤمنين عموماً ، لن هذه الأصناف كلها قد جاءت نصوص كثيرة تفيد أنهم يشفعون يوم القيامة فلا يقتصر الأمر على الشهيد فقط ، وهذا لا شك قد يوقع الجاهل في المعنى القبيح للشفاعة فكان الأولى والأسلم المنع من باب سد الوقوع في البدع .. والله أعلم .

أبو عبد القهار
2013-11-18, 03:13 PM
الجواب على عين السؤال تجده هنا
القول السديد في بيان حكم طلب الشفاعة من الشهيد للشيخ أحمد الحازمي
ظ…ظˆظ‚ط¹ ظپط¶ظ?ظ„ط© ط§ظ„ط´ظ?ط® / ط£ط*ظ…ط¯ ط¨ظ† ط¹ظ…ط± ط§ظ„ط*ط§ط²ظ…ظ? - ط§ظ„ظ…ظƒط?ط¨ط© ط§ظ„طµظˆط?ظ?ط© - ط´ط¨ظ‡ط§ط? ظˆط±ط¯ظˆط¯ - ط§ظ„ظ‚ظˆظ„ ط§ظ„ط³ط¯ظ?ط¯ ظپظ? ط¨ظ?ط§ظ† ط*ظƒظ… ط·ظ„ط¨ ط§ظ„ط´ظپط§ط¹ط© ظ…ظ† ط§ظ„ط´ظ‡ظ?ط¯ (http://www.alhazme.net/articles.aspx?article_no=2047)

أبو موسى الروسي
2015-03-11, 03:49 PM
قال الإمام أحمد رحمه الله

حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا حَرْبُ بْنُ مَيْمُونٍ عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ سَأَلْتُ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَشْفَعَ لِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ قَالَ أَنَا فَاعِلٌ بِهِمْ قَالَ فَأَيْنَ أَطْلُبُكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَا نَبِيَّ اللَّهِ قَالَ اطْلُبْنِي أَوَّلَ مَا تَطْلُبُنِي عَلَى الصِّرَاطِ قَالَ قُلْتُ فَإِذَا لَمْ أَلْقَكَ عَلَى الصِّرَاطِ قَالَ فَأَنَا عِنْدَ الْمِيزَانِ قَالَ قُلْتُ فَإِنْ لَمْ أَلْقَكَ عِنْدَ الْمِيزَانِ قَالَ فَأَنَا عِنْدَ الْحَوْضِ لَا أُخْطِئُ هَذِهِ الثَّلَاثَ مَوَاطِنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

هذا الحديث قد يضعف بتفرد حرب بن ميمون مع أنه وُثق وروى مسلم في صحيحه من هذا الطريق

قال الضياء: "رَوَى مُسْلِمٌ حَدِيثًا بِهَذَا الطَّرِيقِ يُونُسُ عَنْ حَرْبٍ عَنِ النَّضْرِ عَنْ أَنَسٍ"


وقال الترمذي عنه: "حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه" وهذا إشارة إلى التضعيف

لكن هناك حديث صحيح بهذا المعنى

قال الإمام أحمد

حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا خَالِدٌ يَعْنِي الْوَاسِطِيَّ قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى الْأَنْصَارِيُّ عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ مَوْلَى بَنِي مَخْزُومٍ عَنْ خَادِمٍ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٍ أَوْ امْرَأَةٍ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا يَقُولُ لِلْخَادِمِ أَلَكَ حَاجَةٌ قَالَ حَتَّى كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ حَاجَتِي قَالَ وَمَا حَاجَتُكَ قَالَ حَاجَتِي أَنْ تَشْفَعَ لِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ وَمَنْ دَلَّكَ عَلَى هَذَا قَالَ رَبِّي قَالَ إِمَّا لَا فَأَعِنِّي بِكَثْرَةِ السُّجُودِ

هذا الحديث صحيح صححه مقبل بن هادي في الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحن وغيره

قال عبد الرزاق: عن بن عيينة عن عمرو عن الحسن قال كان رجل من الأنصار يقال له سوادة بن عمرو يتخلق كأنه عرجون وكان النبي صلى الله عليه و سلم إذا رآه يعض له قال فجاء يوما وهو يتخلق فأهوى له النبي صلى الله عليه و سلم بعود كان في يده فجرحه فقال القصاص يا رسول الله فأعطاه العود وكان على النبي صلى الله عليه و سلم قميصان قال فجعل يرفعهما قال فنهره الناس ( قال ) فكشف عنه حتى انتهى إلى المكان الذي جرحه فرمى بالقضيب وعلقه يقبله وقال يا نبي الله بل أدعها لك تشفع لي بها يوم القيامة

قال ابن قانع: "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي سَوَّادُ بْنُ عَمْرٍو ، قَالَ : أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ، وَأَنَا مُتَخَلِّقٌ بِخَلُوقٍ ، فَقَالَ : وَرْسٌ وَرْسٌ ، حُطَّ حُطَّ وَغَشِيَنِي بِقَضِيبٍ فِي يَدِهِ فِي بَطْنِي ، فَأَوْجَعَنِي ، قُلْتُ : الْقِصَاصُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَكَشَفَ لِي عَنْ بَطْنِهِ ، فَأَقْبَلْتُ أُقَبِّلُهُ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، دَعْنِي أَدَّخِرُهَا شَفَاعَةً لِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ"

وهذا الحديث رجاله ثقات وله شاهد عند الطبراني من طريق عبد الله بن جبير الخزاعي وهذا يدل على أن له أصلا

قال ابن سعد في الطبقات 6726- أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ , قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ , أَنَّ كَعْبًا أَخَذَ بِيَدِ الْمُغِيرَةِ بْنِ نَوْفَلٍ , فَقَالَ : اشْفَعْ لِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، قَالَ : فَانْتَزَعَ يَدَهُ مِنْ يَدِهِ , وَقَالَ : وَمَا أَنَا , إِنَّمَا أَنَا رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ . قَالَ : فَأَخَذَ بِيَدِهِ , فَغَمَزَهَا غَمْزًا شَدِيدًا , وَقَالَ : مَا مِنْ مُؤْمِنٍ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ إِلاَّ وَلَهُ شَفَاعَةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ , ثُمَّ قَالَ : اذْكُرْ هَذَا بِهَذَا.

وعلي بن زيد مضعف لكن يكتب حديثه ويستأنس به

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في القاعدة العظيمة: "ولا يفعلون كما يفعل النصارى فيستشفعون بالملائكة، أو الموتى من الأنبياء والصالحين، عند قبورهم أو غير قبورهم، ولا يقول أحد منهم: يا جبريل، يا ميكائيل، اشفع لي إلى الله، ولا يقول: يا إبراهيم، يا موسى، يا عيسى، اشفع لي إلى الله، كما يفعل النصارى، بل قد علموا أن الغائب لا يطلب منه شيء، والميت لا يُطلب منه شيء، وأن الملائكة لا يفعلون إلا ما أمرهم به ربهم، ولا يشفعون إلا لمن ارتضى، وكذلك الأنبياء والصالحين، ولكن يطلب من أحدهم في حياته الدعاء والشفاعة، كما كان الصحابة يطلبون من النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، وكما يطلب الخلق منه الشفاعة يوم القيامة، صلى الله عليه وسلم تسليمًا"

فهذه الأحاديث والآثار تبطل كل مناطات التكفير التي قعدها الشيخ الحازمي إلا أن يقال: جاء هناك النص بإثبات شفاعة نبينا بعينه لكن كيف يطلبها من غيره من الأحياء؟

الجواب أن يقال إنه لم يجزم بأن هذا المستشهد أهلا للشفاعة ولم يجزم لنفسه بأن الله سيرضى عنه لكن علق سؤاله على الشرط - أن يكون شهيدا حقيقة فيأذن الله له بالشفاعة وأن يكون السائل ممن أذن الله بالشفاعة له لرضاه به

ففي الجملة قول الشيخ ابن باز صحيح لا غبار عليه وهو يؤيده الأحاديث الآثار والعقل الحصيح والله أعلم

أحمد البكري
2015-03-13, 12:53 PM
القول السديد في بيان حكم طلب الشفاعة من الشهيد

http://www.alhazme.net/articles.aspx?article_no=2047

أبو مالك المديني
2015-03-13, 05:51 PM
بارك الله فيك أخانا أحمد البكري ، الرابط قد أحال عليه أخونا أبو عبد القهار آنفا .
وهذا له علاقة بما دار في النقاش :
http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=61234

ابن عمريروش
2016-02-08, 05:23 PM
النبي صلى الله عليه وسلم كان الصحابة رضي الله عنهم يطلبون منه - في حياته - الشفاعة بالإجماع .. كما نقله أهل العلم .. ويوم القيامة .. يطلبها الناس منه مباشرة ..فكيف نجمع بينه هذا وبين كون الشفاعة تطلب من الله عز وجل .. لقوله تعالى : (قل لله الشفاعة جميعا) .. فهل هذه خاصة به صلى الله عليه وسلم ؟

محمد طه شعبان
2016-02-08, 05:31 PM
النبي صلى الله عليه وسلم في حياته يُطلب منه الدعاء وليس الشفاعة المقصودة، ويوم القيامة لا يشفع إلا بإذن الله حين يسجد تحت العرش.

أبو مالك المديني
2016-02-08, 08:00 PM
وشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم - وغيره - مردها إلى إذن الله تعالى له في الشفاعة ، فترجع إلى قوله : ( قل لله الشفاعة جميعا ).

ابن عمريروش
2016-02-08, 09:25 PM
وشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم - وغيره - مردها إلى إذن الله تعالى له في الشفاعة ، فترجع إلى قوله : ( قل لله الشفاعة جميعا ).

شيخنا الكريم .. أنا أقصد أن الناس يطلبونها منه يوم القيامة .. لا يطلوبونها من الله عز وجل ..

أما كون النبي صلى الله عليه وسلم يشفع بعد أن يأذن الله له .. هذا صريح في حديث الشفاعة .. لكن الإشكال الذي وقع لي هو أن الناس يطلبون الشفاعة من الأنبياء مباشرة لا من الله عز وجل .. فهل هذا جائز يوم القيامة ..

بارك الله فيكم جميعا ..

محمد طه شعبان
2016-02-08, 09:55 PM
شيخنا الكريم .. أنا أقصد أن الناس يطلبونها منه يوم القيامة .. لا يطلوبونها من الله عز وجل ..

أما كون النبي صلى الله عليه وسلم يشفع بعد أن يأذن الله له .. هذا صريح في حديث الشفاعة .. لكن الإشكال الذي وقع لي هو أن الناس يطلبون الشفاعة من الأنبياء مباشرة لا من الله عز وجل .. فهل هذا جائز يوم القيامة ..

بارك الله فيكم جميعا ..
هم يطلبون من النبي صلى الله عليه وسلم التوجه إلى ربهم وسؤاله؛ فأهل الموقف إنما يطلبون من النبي صلى الله عليه وسلم أن يشفع لهم في فصل القضاء ، لحضوره معهم ، واستطاعته أن يتوجه إلى ربه بالسؤال ، فهو من باب طلب الدعاء من الحي الحاضر فيما يقدر عليه.

محمد طه شعبان
2016-02-08, 09:58 PM
السؤال:
أسمع من يقول بأن الشفاعة ملك لله وحده لا تطلب إلا منه ، وآخرين يقولون إن الله أعطى الشفاعة لنبيه صلى الله عليه وسلم ولأوليائه الصالحين فيصح أن نطلبها منهم ، فما هو الصواب من ذلك مع ذكر ما تستند إليه من الأدلة الشرعية ؟.
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد :
فالشفاعة هي التوسط للغير في جلب المنفعة أو دفع المضرة.
وهي قسمان :
القسم الأول : الشفاعة التي تكون في الآخرة ـ يوم القيامة ـ .
القسم الثاني : الشفاعة التي تكون في أمور الدنيا .
فأما الشفاعة التي تكون في الآخرة فهي نوعان :
النوع الأول: الشفاعة الخاصة، وهي التي تكون للرسول صلى الله عليه وسلم خاصة لا يشاركه فيها غيره من الخلق وهي أقسام :
أولها: الشفاعة العظمى ـ وهي من المقام المحمود الذي وعده الله إياه ، في قوله تعالى: " وَمِنْ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا(79) " سورة الإسراء . وحقيقة هذه الشفاعة هي أن يشفع لجميع الخلق حين يؤخر الله الحساب فيطول بهم الانتظار في أرض المحشر يوم القيامة فيبلغ بهم من الغم والكرب ما لا يطيقون ، فيقولون: من يشفع لنا إلى ربنا حتى يفصل بين العباد، يتمنون التحول من هذا المكان ، فيأتي الناس إلى الأنبياء فيقول كل واحد منهم : لست لها، حتى إذا أتوا إلى نبينا صلى الله عليه وسلم فيقول: "أنا لها، أنا لها". فيشفع لهم في فصل القضاء ، فهذه الشفاعة العظمى، وهي من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم.
والأحاديث الدالة على هذه الشفاعة كثيرة في الصحيحين وغيرهما و منها ما رواه البخاري في صحيحه ( 1748 ) عن ابن عمر رضي الله عنهما: "إن الناس يصيرون يوم القيامة جُثاً، كل أمة تتبع نبيها، يقولون: يا فلان اشفع، حتى تنتهي الشفاعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود".
ثانيها : الشفاعة لأهل الجنة لدخول الجنة:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( آتي باب الجنة يوم القيامة فأستفتح فيقول الخازن: من أنت؟ فأقول: محمد، فيقول: بك أمرت لا أفتح لأحد قبلك " رواه مسلم (333 ) .
وفي رواية له( 332 )" أنا أول شفيع في الجنة ".
ثالثها : شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم لعمه أبي طالب:
فعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر عنده عمه أبو طالب فقال: "لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة، فيجعل في ضحضاح من نار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه" رواه البخاري ( 1408 ) ومسلم(360 )
رابعها : شفاعته صلى الله عليه وسلم في دخول أناس من أمته الجنة بغير حساب :
وهذا النوع ذكره بعض العلماء واستدل له بحديث أبي هريرة الطويل في الشفاعة وفيه : "ثُمَّ يُقَالُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ سَلْ تُعْطَهْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَقُولُ أُمَّتِي يَا رَبِّ أُمَّتِي يَا رَبِّ أُمَّتِي يَا رَبِّ فَيُقَالُ يَا مُحَمَّدُ أَدْخِلْ مِنْ أُمَّتِكَ مَنْ لا حِسَابَ عَلَيْهِمْ مِنْ الْبَابِ الْأَيْمَنِ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ وَهُمْ شُرَكَاءُ النَّاسِ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ مِنْ الْأَبْوَابِ " رواه البخاري ( 4343 ) ومسلم ( 287 ) .
النوع الثاني: الشفاعة العامة، وهي تكون للرسول صلى الله عليه وسلم ويشاركه فيها من شاء الله من الملائكة والنبيين والصالحين وهي أقسام:
أولاها: الشفاعة لأناس قد دخلوا النار في أن يخرجوا منها . والأدلة على هذا القسم كثيرة جدا منها :
ما جاء في صحيح مسلم( 269 ) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعا: " فوالذي نفسي بيده ما منكم من أحد بأشد مناشدة لله في استقصاء الحق من المؤمنين لله يوم القيامة لإخوانهم الذين في النار، يقولون: ربنا كانوا يصومون معنا ويصلون ويحجون. فيقال لهم: أخرجوا من عرفتم، فتحرم صورهم على النار فيخرجون خلقا كثيرا... فيقول الله عز وجل: شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون ولم يبق إلا أرحم الراحمين، فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قط" .
ثانيها: الشفاعة لأناس قد استحقوا النار في أن لا يدخلوها، وهذه قد يستدل لـها بقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( ما من مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله فيه) أخرجه مسلم ( 1577 ) فإن هذه شفاعة قبل أن يدخل النار، فيشفعهم الله في ذلك.
ثالثها: الشفاعة لأناس من أهل الإيمان قد استحقوا الجنة أن يزدادوا رفعة ودرجات في الجنة ،ومثال ذلك ما رواه مسلم رحمه الله (1528) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه دعــا لأبي سلمة فقال: " اللّهمّ اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديّين، واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يا ربّ العالمين، وافسح له في قبره، ونوّر له فيه"".
شروط هذه الشفاعة :
دلت الأدلة على أن الشفاعة في الآخرة لا تقع إلا بشروط هي :
1) رضا الله عن المشفوع له، لقول تعالى: (ولا يشفعون إلا لمن ارتضى) الأنبياء/ 28 . وهذا يستلزم أن يكون المشفوع له من أهل التوحيد لأن الله لا يرضى عن المشركين. وفي صحيح البخاري ( 97 ) عن أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَقَدْ ظَنَنْتُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَنْ لا يَسْأَلُنِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ أَحَدٌ أَوَّلُ مِنْكَ لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الْحَدِيثِ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ خَالِصًا مِنْ قَلْبِهِ أَوْ نَفْسِه "ِ
2) إذن الله للشافع أن يشفع لقوله تعالى : ( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ) البقرة/255 .
3) رضا الله عن الشافع، لقوله تعالى: (إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى) النجم/26.
كما بَيَّن الرسول صلى الله عليه وسلم أن اللعانين لا يكونون شفعاء يوم القيامة كما روى مسلم في صحيحه ( 4703 ) عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ اللَّعَّانِينَ لا يَكُونُونَ شُهَدَاءَ وَلا شُفَعَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَة "ِ.


القسم الثاني: الشفاعة المتعلقة بالدنيا ، وهي على نوعين:
الأول:ما يكون في مقدور العبد واستطاعته القيام به ؛ فهذه جائزة بشرطين :
1) أن تكون في شيء مباح، فلا تصح الشفاعة في شيء يترتب عليه ضياع حقوق الخلق أو ظلمهم ، كما لا تصح الشفاعة في تحصيل أمر محرم. كمن يشفع لأناس قد وجب عليهم الحد أن لا يقام عليهم، قال تعالى: ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) المائده/2 .
وفي الحديث عن عائشة رضي الله عنها " أَنَّ قُرَيْشًا أَهَمَّهُمْ شَأْنُ الْمَرْأَةِ الْمَخْزُومِيَّ ةِ الَّتِي سَرَقَتْ فَقَالُوا مَنْ يُكَلِّمُ فِيهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا وَمَنْ يَجْتَرِئُ عَلَيْهِ إِلا أُسَامَةُ حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَلَّمَهُ أُسَامَةُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَشْفَعُ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ ثُمَّ قَامَ فَاخْتَطَبَ فَقَالَ أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا " رواه البخاري ( 3261 ) ومسلم ( 3196).
وفي صحيح البخاري (5568) ومسلم (4761 ) عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَتَاهُ طَالِبُ حَاجَةٍ أَقْبَلَ عَلَى جُلَسَائِهِ فَقَالَ" اشْفَعُوا فَلْتُؤْجَرُوا وَلْيَقْضِ اللَّهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ مَا أَحَب "َّ.
2) أن لا يعتمد بقلبه في تحقيق المطلوب ودفع المكروه إلا على الله وحده ،وأن يعلم أن هذا الشافع لا يعدو كونه سببا أَذِنَ الله به، وأن النفع والضر بيد الله وحده ، وهذا المعنى واضح جدا في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
فإذا تخلف أحد هذين الشرطين صارت الشفاعة ممنوعة منهيا عنها .
الثاني : ما لا يكون في مقدور العبد ، وطاقته ووسعه كطلب الشفاعة من الأموات وأصحاب القبور ، أو من الحي الغائب معتقدا أن بمقدوره أن يسمع وأن يحقق له طلبه فهذه هي الشفاعة الشركية التي تواردت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية بنفيها وإبطالها لما فـي ذلك مـن وصفهم بصفات الخالق عز وجل ، لأن من صفاته عز وجل أنه هو الحي الذي لا يموت .
وشبهة هؤلاء أنهم يقولون: إن الأولياء وإن السادة يشفعون لأقاربهم، ولمن دعاهم، ولمن والاهم، ولمن أحبهم، ولأجل ذلك يطلبون منهم الشفاعة، وهذا بعينه هو ما حكاه الله عن المشركين الأولين حين قالوا: (هؤلاء شفعاؤنا عند الله) يونس/18 ، يعنون معبوداتهم من الملائكة، ومن الصالحين، وغيرهم ، وأنها تشفع لهم عند الله . وكذلك المشركون المعاصرون الآن ؛ يقولون: إن الأولياء يشفعون لنا، وإننا لا نجرؤ أن نطلب من الله بل نطلب منهم وهم يطلبون من الله، ويقولون: إن النبي صلى الله عليه وسلم وسائر الأنبياء والصالحين أعطاهم الله الشفاعة، ونحن ندعوهم ونقول: اشفعوا لنا كما أعطاكم الله الشفاعة. ويضربون مثلاً بملوك الدنيا فيقولون: إن ملوك الدنيا لا يوصل إليهم إلا بالشفاعة إذا أردت حاجة فإنك تتوسل بأوليائهم ومقربيهم من وزير وبواب وخادم وولد ونحوهم يشفعون لك حتى يقضي ذلك الملك حاجتك، فهكذا نحن مع الله تعالى نتوسل ونستشفع بأوليائه و بالسادة المقربين عنده، فوقعوا بهذا في شرك السابقين ، وقاسوا الخالق بالمخلوق.
والله تعالى ذكر عن الرجل المؤمن في سورة يس قوله: (أأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمن بضر لا تغن عني شفاعتهم شيئاً)(يس:23)، وذكر الله تعالى أن الكفار اعترفوا على أنفسهم بقولهم: (قالوا لم نك من المصلين * ولم نك نطعم المسكين * وكنا نخوض مع الخائضين * وكنا نكذب بيوم الدين * حتى أتانا اليقين * فما تنفعهم شفاعة الشافعين) المدثر/43-48 .
والنبي صلى الله عليه وسلم وإن أعطي الشفاعة يوم القيامة ، إلا أنه لن يتمكن منها إلا بعد إذن الله تعالى ، ورضاه عن المشفوع له.
ولهذا لم يدع صلى عليه وسلم أمته لطلب الشفاعة منه في الدنيا ، ولا نقل ذلك عنه أحد من أصحابه رضي الله عنهم ، ولو كان خيرا ، لبلَّغه لأمته ، ودعاهم إليه ، ولسارع إلى تطبيقه أصحابه الحريصون على الخير ، فعُلم أن طلب الشفاعة منه الآن منكر عظيم ؛ لما فيه من دعاء غير الله ، والإتيان بسبب يمنع الشفاعة ، فإن الشفاعة لا تكون إلا لمن أخلص التوحيد لله .
وأهل الموقف إنما يطلبون من النبي صلى الله عليه وسلم أن يشفع لهم في فصل القضاء ، لحضوره معهم ، واستطاعته أن يتوجه إلى ربه بالسؤال ، فهو من باب طلب الدعاء من الحي الحاضر فيما يقدر عليه.
ولهذا لم يرد أن أحدا من أهل الموقف سيطلب منه صلى الله عليه وسلم أن يشفع له في مغفرة ذنبه .
وهؤلاء الذين يطلبون منه الشفاعة الآن ، بناء على جواز طلبها في الآخرة ، لو ساغ لهم ما يدّعون ، للزمهم الاقتصار على قولهم : يا رسول الله اشفع لنا في فصل القضاء !! ولكن واقع هؤلاء غير ذلك ، فهم لا يقتصرون على طلب الشفاعة ، وإنما يسألون النبي صلى الله عليه وسلم -وغيره - تفريج الكربات ، وإنزال الرحمات ، ويفزعون إليه في الملمات ، ويطلبونه في البر والبحر ، والشدة والرخاء ، معرضين عن قول الله ( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أءله مع الله ) النمل/62 .
ومن خلال ما سبق يتضح لكل منصف أن الشفاعة المثبتة هي الشفاعة المتعلقة بإذن الله ورضاه ،لأن الشفاعة كلها ملك له . و يدخل في ذلك ما أذن الله به من طلب الشفاعة في أمور الدنيا من المخلوق الحي القادر على ذلك ، و ينتبه هنا إلى أن هذا النوع إنما جاز لأن الله أذن به ، وذلك لأنه ليس فيه تعلقٌ قلبيٌ بالمخلوق وإنما غاية الأمر أنه سبب كسائر الأسباب التي أذن الشرع باستخدامها . وأن الشفاعة المنفية هي التي تطلب من غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله ، لأن غير الله لا يملك الشفاعة و لا يستطيعها حتى يأذن الله له بها ، ويرضى . فمن طلبها من غيره فقد تعدى على مقام الله ، وظلم نفسه ، وعرضها للحرمان من شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة ، نسأل الله العافية والسلامة ، ونسأله أن يُشفِّع فينا نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم .. آمين .
للاستزادة ينظر كتاب ( الشفاعة عند أهل السنة والجماعة للشيخ / ناصر الجديع .) ، والقول المفيد للشيخ محمد ابن عثيمين ( 1 / 423 ) ، أعلام السنة المنشورة ( 144 ).
https://islamqa.info/ar/26259

محمد طه شعبان
2016-02-08, 10:21 PM
وعليه، فلا يجوز الاحتجاج بذلك على طلب الشفاعة من الموتى.

أم حبيبة محمد
2016-02-08, 10:56 PM
وعليه، فلا يجوز الاحتجاج بذلك على طلب الشفاعة من الموتى.
جزاك الله خير

محمد طه شعبان
2016-02-09, 02:16 PM
وجزاكم مثله

ابن عمريروش
2016-02-09, 04:25 PM
بارك الله فيكم .. وعلى هذا النقل الطيب ..

أما طلب الشفاعة من الموتى فهذا مفروغ منه .. وأنه من الشرك الأكبر ..

لكن الذي يحتج به الناس .. وهو أصل البحث في هذا الموضوع .. هو طلبها من الحي الذي يعتقد فيه الصلاح ! كطلبها من المجاهد الذي ترجى شهادته .. (اذا استشهدت اشفع لي يوم القيامة !) .. يقولون :
1- أجمع العلماء على أن الصحابة كانو يستشفعون بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو حي .
2 - طلب الناس الشفاعة من النبي يوم القيامة وهو حي بينهم ..

محل النزاع :
1 - هل يجوز طلب الشفاعة [ليوم القيامة] من الحي الذي يعتقد فيه الصلاح .. كالشهيد مثلا ؟
2 - هل هذا الفعل من الشرك الأكبر .. بناءا على أنها طلبت من غير الله عز وجل ؟

بارك الله فيكم .. والله إنا لنستفيد من هذه المباحثات فوائد جمة ..

محمد طه شعبان
2016-02-09, 10:57 PM
بارك الله فيكم .. وعلى هذا النقل الطيب ..

أما طلب الشفاعة من الموتى فهذا مفروغ منه .. وأنه من الشرك الأكبر ..

لكن الذي يحتج به الناس .. وهو أصل البحث في هذا الموضوع .. هو طلبها من الحي الذي يعتقد فيه الصلاح ! كطلبها من المجاهد الذي ترجى شهادته .. (اذا استشهدت اشفع لي يوم القيامة !) .. يقولون :
1- أجمع العلماء على أن الصحابة كانو يستشفعون بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو حي .
2 - طلب الناس الشفاعة من النبي يوم القيامة وهو حي بينهم ..

محل النزاع :
1 - هل يجوز طلب الشفاعة [ليوم القيامة] من الحي الذي يعتقد فيه الصلاح .. كالشهيد مثلا ؟
2 - هل هذا الفعل من الشرك الأكبر .. بناءا على أنها طلبت من غير الله عز وجل ؟

بارك الله فيكم .. والله إنا لنستفيد من هذه المباحثات فوائد جمة ..
بل ان أهل العلم تكلموا في هذ المسألة وقالوا بأن طلب الشفاعة لا يجوز سواء من الحي أو الميت؛ لأن الذي طلبت منه الشفاعة وهو حي لا يدري هل يأذن الله له أم لا، والذي طلب الشفاعة لا يدري هل يرضى الله عنه أم لا، وانما تطلب الشفاعة من الله وحده، فيقول اللهم شفع في أنبيائك أوملائكتك أو المؤمنين أو نحو ذلك ممن علم بالدليل أن لهم شفاعة وانظر هذا الكلام للشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرحه لكشف الشبهات.

أم حبيبة محمد
2016-02-10, 08:04 AM
جزاكم الله خير

محمد طه شعبان
2016-02-10, 12:07 PM
وجزاكم مثله

محمد طه شعبان
2016-02-10, 05:24 PM
وأما منع الشيخ ابن عثيمين لهذا الأمر؛ فلأنه اعتبره عبث؛ حيث إن المطلوب منه لا يعلم هل سيرضى الله عنه، وهل سيأذن له أم لا، وهل يرضى الله تعالى عن الطالب لا.
وأما الشيخ ابن باز فأباحه لأنه رأى أن الأمر ليس شركًا.

الطيبوني
2018-12-16, 10:20 PM
.............................. ....

لو احتج محتج بجواز طلب الشفاعة ممن يظن انه اهل لذلك بحديث الشفاعة الطويل
و فيه ان الانبياء طلبوا الشفاعة من غير النبي صلى الله عليه و سلم
فيفرق بين من يكون طلبه و ظنه مبني على امور شرعية و بين من يكون ظنه مبني على غير ذلك ؟

محمدعبداللطيف
2018-12-17, 01:40 AM
.............................. ....

لو احتج محتج بجواز طلب الشفاعة ممن يظن انه اهل لذلك بحديث الشفاعة الطويل
و فيه ان الانبياء طلبوا الشفاعة من غير النبي صلى الله عليه و سلم
فيفرق بين من يكون طلبه و ظنه مبني على امور شرعية و بين من يكون ظنه مبني على غير ذلك ؟ بارك الله فيك اخى الكريم الطيبونى-- الامور الشرعية اخى الكريم الطيبونى مبنية على الشفاعة المثبتة يقول الشيخ صالح ال الشيخ-هل تنفع الشفاعة مطلقا أم لابدَّ أيضا من قيود؟ نعم الشفاعة تنفع؛ لكن لا بدَّ من شروط، ولهذا أورد الآيتين بعدها، قال جل وعلا ?مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ?[البقرة:255]، قال (وقوله: ?وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى?[النجم:26]) فوجه الاستدلال من الآية الأولى أن فيها قيد الإذن؛ فليس أحد أن يشفع إلا بشرط أن يأذن الله له (مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ) يعني لا أحد يشفع عند الله إلا بإذنه لا الملائكة ولا الأنبياء ولا المقربون، وإنما الله جل وعلا هو الذي يملك الشفاعة.
إذا كان كذلك وأنه لا بد من إذنه جل وعلا، فمن الذين يأذن الله جل وعلا لهم؟
لا أحد -إذن- يبتدئ بالشفاعة دون أن يؤذن له، فإذا كان كذلك -فإذن رجع الأمر إلى أنَّ الله هو الذي يوفق للشفاعة وهو الذي يأذن بها، ولا أحد يبتدئ بالشفاعة.
كذلك الآية الأخرى قال(إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ) يعني من الشافعين (وَيَرْضَى) يرضى قول الشافع ويرضى أيضا عن المشفوع له.
هذه هى الشروط---وإذا ثبت انه لا أحد يملكها وأن من يشفع إنما يشفع بإكرام الله له وبإذنه جل وعلا له، فإذن كيف يتعلق المتعلق بهذا المخلوق؟ إنما يتعلق بالذي يملك الشفاعة، ولهذا شفاعة النبي عليه الصلاة والسلام يوم القيامة حاصلة لكن نطلبها ممن؟ نطلبها من الله؛ فنقول: اللهم شفِّع فينا نبيك. لأنه هو الذي يفتح ويُلهم النبي عليه الصلاة والسلام أن يشفع في فلان وفي فلان؛ في من سألوا الله أن يشفع لهم النبي عليه الصلاة والسلام. ......فالشفاعة تنفع بشرط أن يأذن الله، فإذن لا يبتدئ هذا الشافع فيشفع..[كفاية المستزيد]-----------------------------------
ويقول الشيخ صالح ال الشيخ -الشفاعة هي الدعاء، وطلب الشفاعة هو طلب الدعاء، فإذا قال قائل: أستشفع برسول الله. كأنه قال: أطلب من الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يدعو لي عند الله. فالشفاعة طلب، ولهذا من استشفع فقد طلب الشفاعة، فالشفاعة دعاء، وهي الدعاء أيضا.
فلهذا صار كل دليل تقدم لنا، وكل دليل في الكتاب أو في السنة فيه إبطال أن يدعى مع الله جل وعلا إلها آخر يصلح أن يكون دليلا للشفاعة؛ يعني لإبطال الاستشفاع بالموتى وبالذين غابوا عن دار التكليف، لأن حقيقة الشافع أنه طالب، وأن حقيقة المستشفع أنه طالب، فالشافع في ظن المستشفع يدعو، والمستشفع يدعو من أراد منه الشفاعة؛ يعني إذا أتى آتٍ إلى قبر النبي أو قبر ولي أو نحو ذلك فقال: استشفع بك أو أسألك الشفاعة. يعني طلب منه ودعاه أن يدعوا له.
فلهذا صار صرفها أو صار التوجه بها إلى غير الله جل وعلا شرك أكبر؛ لأنها في الحقيقة دعوة لغير الله؛ لأنها في الحقيقة سؤال من هذا الميْت، سؤال والتوجه بالطلب والدعاء من غير الله جل وعلا، فيتوجه إلى غير الله بالسؤال والطلب والدعاء.

إذن فالشفاعة عرفتَ معناها، وأنَّ التوجه إلى غير الله بالشفاعة -يعني بطلب الشفاعة- شرك أكبر إذا كان هذا المتوجَّه إليه من الأموات------------------------------------------------، أما إذا كان حياًّ فإنه في دار التكليف يُطلب منه أن يشفع عند الله بمعنى أن يدعُوَ وقد يجاب دُعاءه وقد لا يجاب، أو كما يحصل أن يشفع بعض الناس لبعض بالشفاعة الحسنة أو بالشفاعة السيئة، من يشفع شفاعة حسنة ومن يشفع شفاعة سيئة، فهذا يحصل لأنهم في دار تكليف ويقدرون على الإجابة، وقد أذن الله في طلب الشفاعة منهم بأن يدعوا، لهذا - كان الصحابة في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - ربما أتى بعضهم النبي عليه الصلاة والسلام وطلب أن يشفع له -يعني أن يدعوا له-------------------------اما اذا وصى بها حى حاضر ذاهب للجهاد كما فى كلام الشيخ بن باز فيحتاج الى توضيح- والموافق للاصول الشرعية المنع من ذلك لانه كما تقدم لا احد يبتدئ بالشفاعة الا من بعد ان يأذن الله ويرضى -- ولكن كلام الشيخ بن باز مقيد ومعلق انه اذا رزق هذا الحى الشهادة وصار يوم القيامة واذن الله له بأن يشفع فيختار هذا الموصى له اذا كان اهلا للشفاعة لان كلام الشيخ بن باز لا يخرج عن قيود الشفاعة المثبتة فلابد ان يقيد ويعلق بها لان الشفاعةلا يبتدئ بهااحد و لا أحد يملكها يوم القيامة حتى الانبياء وانما الذي يفتح ويُلهم ويوفق لها الله جل وعلا--------------------------------اما اذا طلبها من حى غائب-- يقول الشيخ صالح ال الشيخ فى شرح كشف اللشبهات--(فإن الشفاعة أعطيها غير النبي - صلى الله عليه وسلم - فصح أن الملائكة يشفعون أتقول: إن الله أعطاهم الشفاعة وأطلبها منهم؟) - أعطوا الشفاعة وأنا أطلبه مما أعطاه الله، فقل -هذا من جهة الإلزام؛ لأن الإلزام إن التزمه تناقض فصار مبطلا، وإن لم يلتزمه تناقض أيضا وصار مبطلا -فإذن هل يكون هذا الذي احتج بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أعطي الشفاعة يقول بأن كل من أعطي الشفاعة يُسأل الشفاعة ونقول كذلك الملائكة إذن الملائكة يشفعون فهل يطلب المسلم الشفاعة من الملائكة ويقول: يا جبريل اشفع لي عند الله، وهذا لا قائل به حتى عباد القبور لا يقول بهذا لأنهم لو قالوا به صاروا إلى دين الجاهلية بالاتفاق وصاروا مشركين بالاتفاق.
فإذن هذه الحجة حجة إلزامية، يُحتج عليهم بما يقرون به على ما يحتجون له، فهم يقرون أن الملائكة يشفعون، ويقال لهم: النبي - صلى الله عليه وسلم - أعطي الشفاعة كما ذكرتم؛ ولكن نهينا أن نسأله الشفاعة، فإن قالوا: لا؛ بل أعطيها ونسأله الشفاعة، نقول لهم الملائكة يعني نبرهن لهم بالبرهان الأول (فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا) فإن لم ينفع فيهم فنقول لهم الملائكة أيشفعون؟ فإن قالوا: لا. فنقول لهم: بل يشفعون؛ لأن الله جل وعلا قال فيهم قال ?وَلا يَشْفَعُونَ إِلاّ لِمَنِ ارْتَضَى?[الأنبياء:28] ولأنه ثبت في الحديث الصحيح أن الله جل وعلا يقول يوم القيامة"شفعت الملائكة وشفعت الأنبياء وشفع العلماء ولم يبق إلا رحمة أرحم الراحمين فيخرج بعثا من النار" إلى آخر الحديث.
فإذن إذا قلنا له الملائكة تشفع بنص القرآن، وأخبر الله أنهم يشفعون والنبي - صلى الله عليه وسلم - أخبر، فاسأل الملائكة أن يشفعوا لك، فإن قال به ولا قائل به فيصير إلى دين المشركين بالاتفاق الذي بيننا وبين عباد القبور.[ بتصرف من كشف الشبهات حتى يناسب المقام]

أبو البراء محمد علاوة
2018-12-17, 02:19 AM
والشفاعة يوم القيامة لها شروط ثلاثة لا تكون حتى تتحقق جميعها ، وهي :
1. إذْن الله سبحانه وتعالى للشافع أن يشفع .
2. رضاه سبحانه عن الشافع .
3. رضاه سبحانه عن المشفوع فيه .
وانظري تفصيل هذا في جوابي السؤالين ( 21672 (https://islamqa.info/ar/answers/21672) ) و ( 11931 (https://islamqa.info/ar/answers/11931) ) .
والذي أردنا بيانه لكِ – أختنا السائلة – أنه يوجد شفاعة من المؤمنين بعضهم لبعض ، سواء في عدم دخول النار ، أو بالخروج منها ، أو برفع الدرجات ، لكنَّ الشفاعة تلك لا تكون إلا بإذن الله تعالى ، فلا يشفع أحدٌ عند الله تعالى حتى يُؤذن له ، ومن أين لنا الجزم بأن فلاناً سيأذن له ربُّه تعالى في أن يشفع لنا ؟! ومن أين لنا أن الله تعالى سيقبل شفاعته سواء مطلقاً أو في فلان ؟! .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - : " ولهذا كان سيد الشفعاء صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا جاء الخلائق يوم القيامة يطلبون الشفاعة من آدم فيعتذر ، ثم يطلبونها من نوح ومن إبراهيم ثم موسى ثم من عيسى فيقول : اذهبوا إلى محمد فإنه عبد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، قال : ( فأذهب إلى ربي فإذا رأيت ربي خررتُ ساجداً فأحمد ربي بمحامدَ يفتحها عليَّ لا أُحسِنُها الآن فيقول : أي محمد ، ارفعْ رأسَك ، قُلْ تُسمعْ ، وسَلْ تُعطَه ، فأشفع ) – متفق عليه - .
فبيَّن صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه إذا أتى ربَّه لا يشفع حتى يُؤذن له ، بل يبدأ بالسجود لله والثناء عليه ، فيأذن له ربه في الشفاعة" انتهى من" جامع المسائل " ( 4 / 290 ) .
وقال – رحمه الله – أيضاً - : " فهذا خير الخلق وأكرمهم على الله إذا رأى ربه لا يشفع حتى يسجد له ويحمده ، ثم يأذن له في الشفاعة ؛ فيحد له حدّاً يدخلهم الجنة ، وهذا تصديق قوله تعالى ( مَنْ ذَا الذِّي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ ) إلى غير ذلك من الآيات ، وقد جاء في الحديث الصحيح أنه ( تشفع الملائكة والنبيون والمؤمنون ) ، لكن بإذنه في أمور محدودة ليس الأمر إلى اختيار الشافع ، فهذا فيمن علم أنه يشفع ... والرجل الصالح قد يشفعه الله فيمن يشاء ، ولا شفاعة إلا في أهل الإيمان " انتهى من " مجموع الفتاوى " ( 2 / 106 ) .
والمؤمن عليه أن يعمل بطاعة ربِّه تعالى ويترك مخالفته ، ولا ينبغي له تعليق أمره على شفاعة أحد ، وقد ذكرنا في جواب السؤال رقم ( 140545 (https://islamqa.info/ar/answers/140545) ) أنه لا يجوز ترك العمل الصالح بحجة شفاعة المؤمنين لنا يوم القيامة ، فلينظر .
وأنتِ ترين أن المؤمن الصادق في إخوته يشفع لإخوانه يوم القيامة إن أذن الله تعالى له بذلك حتى لو لم يحصل اتفاق معهم في الدنيا على ذلك . بل لا نعلم أصلا من حال السلف لهذا الاتفاق والمواعدة ، وما فيه من التحديد : لا يخلو من تكلف ظاهر ، فأقل ما يقال فيه : إن الأولى ترك تكلف ذلك ، والانشغال به ، والتعلق به ، وليكن همكنَّ منصبّاً على تحقيق التوحيد في حياتكنَّ ، والقيام بالطاعات ، والحرص على رضا الله تعالى ، فهذا خير ما ينشغل به المؤمن في دنياه .


https://islamqa.info/ar/answers/171518/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D9%84 %D9%8A%D9%82-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%85%D9%86-%D8%AA%D9%88%D8%A7%D8%B9%D8%AF %D8%AA-%D9%85%D8%B9-%D8%B5%D8%AF%D9%8A%D9%82%D8%AA %D9%87%D8%A7-%D8%A7%D9%86-%D8%AA%D8%B4%D9%81%D8%B9-%D9%83%D9%84-%D9%88%D8%A7%D8%AD%D8%AF%D8%A9-%D9%85%D9%86%D9%87%D9%85%D8%A7-%D9%84%D9%84%D8%A7%D8%AE%D8%B1 %D9%89-%D9%8A%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%8A%D8%A7 %D9%85%D8%A9

أبو البراء محمد علاوة
2018-12-17, 02:46 AM
حبذا لو وقفنا على أثر عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- الذي ذكره الشيخ العدوي وبحثنا عن صحته، فلو كان ذلك لكان شاهدًا في محل النقاش.
وجدته ولله الحمد والمنَّة:

عند مسلم: (29)، غيره: عَنْ الصُّنَابِحِيِّ ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، أَنَّهُ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَيْهِ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ، فَبَكَيْتُ، فَقَالَ: مَهْلًا، لِمَ تَبْكِي؟ فَوَاللهِ لَئِنْ اسْتُشْهِدْتُ لَأَشْهَدَنَّ لَكَ، وَلَئِنْ شُفِّعْتُ لَأَشْفَعَنَّ لَكَ، وَلَئِنْ اسْتَطَعْتُ لَأَنْفَعَنَّكَ ، ثُمَّ قَالَ: وَاللهِ مَا مِنْ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَكُمْ فِيهِ خَيْرٌ إِلَّا حَدَّثْتُكُمُوه ُ، إِلَّا حَدِيثًا وَاحِدًا وَسَوْفَ أُحَدِّثُكُمُوه ُ الْيَوْمَ، وَقَدِ اُحِيطَ بِنَفْسِي، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: (مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ النَّارَ).

محمدعبداللطيف
2018-12-17, 01:57 PM
وجدته ولله الحمد والمنَّة:

عند مسلم: (29)، غيره: عَنْ الصُّنَابِحِيِّ ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، أَنَّهُ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَيْهِ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ، فَبَكَيْتُ، فَقَالَ: مَهْلًا، لِمَ تَبْكِي؟ فَوَاللهِ لَئِنْ اسْتُشْهِدْتُ لَأَشْهَدَنَّ لَكَ، وَلَئِنْ شُفِّعْتُ لَأَشْفَعَنَّ لَكَ، وَلَئِنْ اسْتَطَعْتُ لَأَنْفَعَنَّكَ ، ثُمَّ قَالَ: وَاللهِ مَا مِنْ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَكُمْ فِيهِ خَيْرٌ إِلَّا حَدَّثْتُكُمُوه ُ، إِلَّا حَدِيثًا وَاحِدًا وَسَوْفَ أُحَدِّثُكُمُوه ُ الْيَوْمَ، وَقَدِ اُحِيطَ بِنَفْسِي، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: (مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ النَّارَ). هذا الحديث الشفاعة المثبتة فيه معلقة كما تقدم التعليق على مقصود كلام الشيخ بن باز -والجملة الشرطية تؤكد ذلك اخى الكريم ابو البراء
لَئِنْ اسْتُشْهِدْتُ لَأَشْهَدَنَّتد خل أداة الشرط على فعلين، فيسمى الأول فعل الشرط، ويسمى الثاني جواب الشرط-- وهذه الجملة تفيد -امتناع الجواب لامتناع تحقق الشرط -----يقول الشيخ بن عثيمين إذا علق ثواب على عمل فهل نجزم به لمن عمله - الجواب - الثواب المعلق أو المرتب على عمل هل يلزم أن يحصل لكل من عمل هذا العمل ؟ لا ، لأنه قد يكون هناك موانع ---
وجدته ولله الحمد والمنَّة: يقول الشيخ بن عثيمين رحمه الله على هذا الحديث فى شرح صحيح مسلم كتاب الايمان -حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن ابن عجلان عن محمد بن يحيى بن حبان عن ابن محيريز عن الصنابحي عن عبادة بن الصامت أنه قال : ( دخلت عليه وهو في الموت فبكيت فقال : مهلا ، لم تبكي ؟ فوالله لئن استشهدت لأشهدن لك ، ولئن شفعت لأشفعن لك ، ولئن استطعت لأنفعنك ، ثم قال : والله ما من حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لكم فيه خير إلا حدثتكموه ، إلا حديثا واحدا وسوف أحدثكموه اليوم ، وقد أحيط بنفسي ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : من شهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، حرم الله عليه النار ) .
الشيخ : تركيب الحديث فيه شيء من الركاكة في أوله عن الصنابحي عن عبادة بن الصامت أنه قال : دخلت عليه ظاهره أن الفاعل في قال يعود على عبادة ولكنه يعود على الصنابحي ، دخل على عبادة وهو في سياق الموت ، وفي هذا إشارة إلى أن عبادة بن الصامت رضي الله عنه حدث بهذا الحديث عند موته وهذا كما فعل معاذ بن جبل رضي الله عنه حين حدثه النبي صلى الله عليه وسلم أن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ، وحق العباد على الله ألا يعذب من لا يشرك به شيئا فقال : يا رسول الله ، أفلا أبشر الناس؟ قال : لا تبشرهم فيتكلوا ، لكن معاذا أخبر بذلك عند موته تأثما يعني خوفا من الإثم ، وهكذا عبادة بن الصامت كأنه أمسك عن التحديث بهذا الحديث خوفا من أن يتكل الناس عليه.-----وكما قدمنا سابقا لابد من التقييد والتعليق
كلام الشيخ بن باز لا يخرج عن قيود الشفاعة المثبتة فلابد ان يقيد ويعلق بها لان الشفاعةلا يبتدئ بهااحد و لا أحد يملكها يوم القيامة حتى الانبياء وانما الذي يفتح ويُلهم ويوفق لها الله جل وعلا-هذا هو المحكم [هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ

محمدعبداللطيف
2018-12-17, 02:13 PM
لا يجوز أن تطلب الشفاعة في الدنيا من ميت أو غائب ، ولو كان قد ثبت أنه شفيع في الآخرة ، فلا يجوز أن يقال: يا رسول الله اشفع لي، أو يا ملائكة الله اشفعوا لي، مع أن الملائكة والنبيين سيشفعون يوم القيامة ؛ لأن طلب الشفاعة إنما يكون في وقته ، حين يكون النبي حيا حاضرا، فيأتيه الناس فيقولون له: اشفع لنا عند ربك، كما جاء في حديث الشفاعة المشهور .
وأما الطلب الآن فهو طلب من غائب ، لم يؤذن في الطلب منه، فيكون ممنوعا داخلا في عموم تحريم سؤال غير الله ودعائه .
ولهذا لم يرد عن أحد من الصحابة أنه طلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته.
وطلب الدعاء أو الشفاعة من الميت، بأن يقول: ادع الله لي، أو اشفع لي عند ربك، فيه خلاف هل هو شرك أو ذريعة إلى الشرك .
وأما الطلب المباشر من الميت كقوله: فرج كربي، أو اقض حاجتي، أو أعني، أو المدد، فهذا شرك أكبر ، اتفاقا.-[حكم قول: يا رمضان اشفع لنا عند ربك

]
http://majles.alukah.net/t170670/
نعم بارك الله فيك هذا هو الموافق للضوابط الشرعية والاصول المرعية من حماية جناب التوحيد وسد كل الطرق المؤدية اليه-------------------------
وطلب الدعاء أو الشفاعة من الميت، بأن يقول: ادع الله لي، أو اشفع لي عند ربك، فيه خلاف هل هو شرك أو ذريعة إلى الشرك .
- قد بينا الجواب الشافى على انه شرك اكبر على رابط هذا الموضوع-[شبهة عند المتخذين وسائط بينهم وبين الله يجيب عنها شيخ الإسلام (http://majles.alukah.net/t170372/)

]---------------
وطلب الدعاء أو الشفاعة من الميت، بأن يقول: ادع الله لي، أو اشفع لي عند ربك، يقول الشيخ صالح ال الشيخ - س/ إذا قيل للشهيد أو للرسول عند قبره اشفع لي يوم تبعث فما حكم ذلك؟
ج/ هذا الذي نتكلم فيه من الصباح، هذا هو الذي نتكلم فيه من بعد صلاة العشاء، هو شرك لأنه سأل طلب منه دعاه سأله، هذا شرك.[شرح كشف الشبهات]

محمدعبداللطيف
2018-12-17, 03:35 PM
قال بن القيم رحمه الله--
قال تعالى : أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أولو كانوا لا
يملكون شيئا ولا يعقلون قل لله الشفاعة جميعا له ملك السموات والأرض
فأخبر أن الشفاعة لمن له ملك السموات والأرض وهو الله وحده فهو الذي يشفع بنفسه إلى نفسه ليرحم عبده فيأذن هو لمن يشاء أن يشفع فيه فصارت الشفاعة في الحقيقة إنما هي له والذي يشفع عنده إنما يشفع بإذنه له وأمره بعد شفاعته سبحانه إلى نفسه وهي إرادته من نفسه أن يرحم عبده وهذا ضد الشفاعة الشركية التي أثبتها هؤلاء المشركون ومن وافقهم وهي التي أبطلها الله سبحانه في كتابه بقوله : واتقوا يوما لا تجزى نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة [ البقره : 123 ] وقوله : يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة [ البقره : 254 ] وقال تعالى : وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع لعلهم يتقون [ الأنعام51 ] وقال : الله الذي خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش مالكم من دونه من ولى ولا شفيع [ الأنعام32 : 4 ]
فأخبر سبحانه أنه ليس للعباد شفيع من دونه بل إذا أراد الله سبحانه رحمة عبده أذن هو لمن يشفع فيه كما قال تعالى : ما من شفيع إلا من بعد إذنه [ يونس : 3 ] وقال : من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه [ البقره : 255 ] فالشفاعة بإذنه ليست شفاعة من دونه ولا الشافع شفيع من دونه بل شفيع بإذنه
والفرق بين الشفيعين كالفرق بين الشريك والعبد المأمور فالشفاعة التي أبطلها الله : شفاعة الشريك فإنه لا شريك له والتي أثبتها : شفاعة العبد المأمور الذي لا يشفع ولا يتقدم بين يدي مالكه حتى يأذن له ويقول : اشفع في فلان ولهذا كان أسعد الناس بشفاعة سيد الشفعاء يوم القيامة أهل التوحيد الذين جردوا التوحيد وخلصوه من تعلقات الشرك وشوائبه وهم الذين ارتضى الله سبحانه
قال تعالى : ولا يشفعون إلا لمن ارتضى [ الأنبياء : 28 ] وقال : يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضى له قولا [ طه : 109 ] فأخبر أنه لا يحصل يومئذ شفاعة تنفع إلا بعد رضاء قول المشفوع له وإذنه للشافع فيه فأما المشرك فإنه لا يرتضيه ولا يرضى قوله فلا يأذن للشفعاء أن يشفعوا فيه فإنه سبحانه علقها بأمرين : رضاه عن المشفوع له وإذنه للشافع فما لم يوجد مجموع الأمرين لم توجد الشفاعة
وسر ذلك : أن الأمر كله لله وحده فليس لأحد معه من الأمر شيء وأعلى الخلق وأفضلهم وأكرمهم عنده : هم الرسل والملائكة المقربون وهم عبيد محض لا يسبقونه بالقول ولا يتقدمون بين يديه ولا يفعلون شيئا إلا بعد إذنه لهم وأمرهم ولا سيما يوم لا تملك نفس لنفس شيئا فهم مملوكون مربوبون أفعالهم مقيدة بأمره وإذنه فإذا أشرك بهم المشرك واتخذهم شفعاء من دونه ظنا منه أنه إذا فعل ذلك تقدموا وشفعوا له عند الله فهو من أجهل الناس بحق الرب سبحانه وما يجب له ويمتنع عليه فإن هذا محال ممتنع شبيه قياس الرب تعالى على الملوك والكبراء حيث يتخذ الرجل من خواصهم وأوليائهم من يشفع له عندهم في الحوائج وبهذا القياس الفاسد عبدت الأصنام واتخذ المشركون من دون الله الشفيع والولي
والفرق بينهما هو الفرق بين المخلوق والخالق والرب والمربوب والسيد والعبد والمالك والمملوك والغني والفقير والذي لا حاجة به إلى أحد قط والمحتاج من كل وجه إلى غيره .http://islamport.com/w/qym/Web/3168/219.htm............[ رحم الله الامام بن القيم فقد اتانا بالجواب الشافى الجامع لكل ما تقدم] --نسأل الله تعالى أن يُشفِّع فينا نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم .. آمين .

محمدعبداللطيف
2018-12-18, 11:16 AM
السؤال
أسمع من يقول بأن الشفاعة ملك لله وحده لا تطلب إلا منه ، وآخرين يقولون إن الله أعطى الشفاعة لنبيه صلى الله عليه وسلم ولأوليائه الصالحين فيصح أن نطلبها منهم ، فما هو الصواب من ذلك مع ذكر ما تستند إليه من الأدلة الشرعية ؟.
نص الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد : فالشفاعة هي التوسط للغير في جلب المنفعة أو دفع المضرة.
وهي قسمان :
القسم الأول : الشفاعة التي تكون في الآخرة ـ يوم القيامة ـ .
القسم الثاني : الشفاعة التي تكون في أمور الدنيا .
فأما الشفاعة التي تكون في الآخرة فهي نوعان :
النوع الأول: الشفاعة الخاصة، وهي التي تكون للرسول صلى الله عليه وسلم خاصة لا يشاركه فيها غيره من الخلق وهي أقسام :
أولها: الشفاعة العظمى ـ وهي من المقام المحمود الذي وعده الله إياه ، في قوله تعالى: " وَمِنْ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا(79) " سورة الإسراء . وحقيقة هذه الشفاعة هي أن يشفع لجميع الخلق حين يؤخر الله الحساب فيطول بهم الانتظار في أرض المحشر يوم القيامة فيبلغ بهم من الغم والكرب ما لا يطيقون ، فيقولون: من يشفع لنا إلى ربنا حتى يفصل بين العباد، يتمنون التحول من هذا المكان ، فيأتي الناس إلى الأنبياء فيقول كل واحد منهم : لست لها، حتى إذا أتوا إلى نبينا صلى الله عليه وسلم فيقول: "أنا لها، أنا لها". فيشفع لهم في فصل القضاء ، فهذه الشفاعة العظمى، وهي من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم.
والأحاديث الدالة على هذه الشفاعة كثيرة في الصحيحين وغيرهما و منها ما رواه البخاري في صحيحه ( 1748 ) عن ابن عمر رضي الله عنهما: "إن الناس يصيرون يوم القيامة جُثاً، كل أمة تتبع نبيها، يقولون: يا فلان اشفع، حتى تنتهي الشفاعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود".
ثانيها : الشفاعة لأهل الجنة لدخول الجنة:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( آتي باب الجنة يوم القيامة فأستفتح فيقول الخازن: من أنت؟ فأقول: محمد، فيقول: بك أمرت لا أفتح لأحد قبلك " رواه مسلم (333 ) .
وفي رواية له( 332 )" أنا أول شفيع في الجنة ".
ثالثها : شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم لعمه أبي طالب:
فعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر عنده عمه أبو طالب فقال: "لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة، فيجعل في ضحضاح من نار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه" رواه البخاري ( 1408 ) ومسلم(360 )
رابعها : شفاعته صلى الله عليه وسلم في دخول أناس من أمته الجنة بغير حساب :
وهذا النوع ذكره بعض العلماء واستدل له بحديث أبي هريرة الطويل في الشفاعة وفيه : "ثُمَّ يُقَالُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ سَلْ تُعْطَهْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَقُولُ أُمَّتِي يَا رَبِّ أُمَّتِي يَا رَبِّ أُمَّتِي يَا رَبِّ فَيُقَالُ يَا مُحَمَّدُ أَدْخِلْ مِنْ أُمَّتِكَ مَنْ لا حِسَابَ عَلَيْهِمْ مِنْ الْبَابِ الْأَيْمَنِ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ وَهُمْ شُرَكَاءُ النَّاسِ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ مِنْ الْأَبْوَابِ " رواه البخاري ( 4343 ) ومسلم ( 287 ) .
النوع الثاني: الشفاعة العامة، وهي تكون للرسول صلى الله عليه وسلم ويشاركه فيها من شاء الله من الملائكة والنبيين والصالحين وهي أقسام:
أولاها: الشفاعة لأناس قد دخلوا النار في أن يخرجوا منها . والأدلة على هذا القسم كثيرة جدا منها :
ما جاء في صحيح مسلم( 269 ) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعا: " فوالذي نفسي بيده ما منكم من أحد بأشد مناشدة لله في استقصاء الحق من المؤمنين لله يوم القيامة لإخوانهم الذين في النار، يقولون: ربنا كانوا يصومون معنا ويصلون ويحجون. فيقال لهم: أخرجوا من عرفتم، فتحرم صورهم على النار فيخرجون خلقا كثيرا... فيقول الله عز وجل: شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون ولم يبق إلا أرحم الراحمين، فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قط" .
ثانيها: الشفاعة لأناس قد استحقوا النار في أن لا يدخلوها، وهذه قد يستدل لـها بقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( ما من مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله فيه) أخرجه مسلم ( 1577 ) فإن هذه شفاعة قبل أن يدخل النار، فيشفعهم الله في ذلك.
ثالثها: الشفاعة لأناس من أهل الإيمان قد استحقوا الجنة أن يزدادوا رفعة ودرجات في الجنة ،ومثال ذلك ما رواه مسلم رحمه الله (1528) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه دعــا لأبي سلمة فقال: " اللّهمّ اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديّين، واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يا ربّ العالمين، وافسح له في قبره، ونوّر له فيه"".
شروط هذه الشفاعة :
دلت الأدلة على أن الشفاعة في الآخرة لا تقع إلا بشروط هي :
1) رضا الله عن المشفوع له، لقول تعالى: (ولا يشفعون إلا لمن ارتضى) الأنبياء/ 28 . وهذا يستلزم أن يكون المشفوع له من أهل التوحيد لأن الله لا يرضى عن المشركين. وفي صحيح البخاري ( 97 ) عن أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَقَدْ ظَنَنْتُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَنْ لا يَسْأَلُنِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ أَحَدٌ أَوَّلُ مِنْكَ لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الْحَدِيثِ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ خَالِصًا مِنْ قَلْبِهِ أَوْ نَفْسِه "ِ
2) إذن الله للشافع أن يشفع لقوله تعالى : ( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ) البقرة/255 .
3) رضا الله عن الشافع، لقوله تعالى: (إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى) النجم/26.
كما بَيَّن الرسول صلى الله عليه وسلم أن اللعانين لا يكونون شفعاء يوم القيامة كما روى مسلم في صحيحه ( 4703 ) عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ اللَّعَّانِينَ لا يَكُونُونَ شُهَدَاءَ وَلا شُفَعَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَة "ِ.
القسم الثاني: الشفاعة المتعلقة بالدنيا ، وهي على نوعين:
الأول:ما يكون في مقدور العبد واستطاعته القيام به ؛ فهذه جائزة بشرطين :
1) أن تكون في شيء مباح، فلا تصح الشفاعة في شيء يترتب عليه ضياع حقوق الخلق أو ظلمهم ، كما لا تصح الشفاعة في تحصيل أمر محرم. كمن يشفع لأناس قد وجب عليهم الحد أن لا يقام عليهم، قال تعالى: ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) المائده/2 .
وفي الحديث عن عائشة رضي الله عنها " أَنَّ قُرَيْشًا أَهَمَّهُمْ شَأْنُ الْمَرْأَةِ الْمَخْزُومِيَّ ةِ الَّتِي سَرَقَتْ فَقَالُوا مَنْ يُكَلِّمُ فِيهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا وَمَنْ يَجْتَرِئُ عَلَيْهِ إِلا أُسَامَةُ حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَلَّمَهُ أُسَامَةُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَشْفَعُ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ ثُمَّ قَامَ فَاخْتَطَبَ فَقَالَ أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا " رواه البخاري ( 3261 ) ومسلم ( 3196).
وفي صحيح البخاري (5568) ومسلم (4761 ) عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَتَاهُ طَالِبُ حَاجَةٍ أَقْبَلَ عَلَى جُلَسَائِهِ فَقَالَ" اشْفَعُوا فَلْتُؤْجَرُوا وَلْيَقْضِ اللَّهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ مَا أَحَب "َّ.
2) أن لا يعتمد بقلبه في تحقيق المطلوب ودفع المكروه إلا على الله وحده ،وأن يعلم أن هذا الشافع لا يعدو كونه سببا أَذِنَ الله به، وأن النفع والضر بيد الله وحده ، وهذا المعنى واضح جدا في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
فإذا تخلف أحد هذين الشرطين صارت الشفاعة ممنوعة منهيا عنها .
الثاني : ما لا يكون في مقدور العبد ، وطاقته ووسعه كطلب الشفاعة من الأموات وأصحاب القبور ، أو من الحي الغائب معتقدا أن بمقدوره أن يسمع وأن يحقق له طلبه فهذه هي الشفاعة الشركية التي تواردت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية بنفيها وإبطالها لما فـي ذلك مـن وصفهم بصفات الخالق عز وجل ، لأن من صفاته عز وجل أنه هو الحي الذي لا يموت .
وشبهة هؤلاء أنهم يقولون: إن الأولياء وإن السادة يشفعون لأقاربهم، ولمن دعاهم، ولمن والاهم، ولمن أحبهم، ولأجل ذلك يطلبون منهم الشفاعة، وهذا بعينه هو ما حكاه الله عن المشركين الأولين حين قالوا: (هؤلاء شفعاؤنا عند الله) يونس/18 ، يعنون معبوداتهم من الملائكة، ومن الصالحين، وغيرهم ، وأنها تشفع لهم عند الله . وكذلك المشركون المعاصرون الآن ؛ يقولون: إن الأولياء يشفعون لنا، وإننا لا نجرؤ أن نطلب من الله بل نطلب منهم وهم يطلبون من الله، ويقولون: إن النبي صلى الله عليه وسلم وسائر الأنبياء والصالحين أعطاهم الله الشفاعة، ونحن ندعوهم ونقول: اشفعوا لنا كما أعطاكم الله الشفاعة. ويضربون مثلاً بملوك الدنيا فيقولون: إن ملوك الدنيا لا يوصل إليهم إلا بالشفاعة إذا أردت حاجة فإنك تتوسل بأوليائهم ومقربيهم من وزير وبواب وخادم وولد ونحوهم يشفعون لك حتى يقضي ذلك الملك حاجتك، فهكذا نحن مع الله تعالى نتوسل ونستشفع بأوليائه و بالسادة المقربين عنده، فوقعوا بهذا في شرك السابقين ، وقاسوا الخالق بالمخلوق.
والله تعالى ذكر عن الرجل المؤمن في سورة يس قوله: (أأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمن بضر لا تغن عني شفاعتهم شيئاً)(يس:23)، وذكر الله تعالى أن الكفار اعترفوا على أنفسهم بقولهم: (قالوا لم نك من المصلين * ولم نك نطعم المسكين * وكنا نخوض مع الخائضين * وكنا نكذب بيوم الدين * حتى أتانا اليقين * فما تنفعهم شفاعة الشافعين) المدثر/43-48 .
والنبي صلى الله عليه وسلم وإن أعطي الشفاعة يوم القيامة ، إلا أنه لن يتمكن منها إلا بعد إذن الله تعالى ، ورضاه عن المشفوع له.
ولهذا لم يدع صلى عليه وسلم أمته لطلب الشفاعة منه في الدنيا ، ولا نقل ذلك عنه أحد من أصحابه رضي الله عنهم ، ولو كان خيرا ، لبلَّغه لأمته ، ودعاهم إليه ، ولسارع إلى تطبيقه أصحابه الحريصون على الخير ، فعُلم أن طلب الشفاعة منه الآن منكر عظيم ؛ لما فيه من دعاء غير الله ، والإتيان بسبب يمنع الشفاعة ، فإن الشفاعة لا تكون إلا لمن أخلص التوحيد لله .
وأهل الموقف إنما يطلبون من النبي صلى الله عليه وسلم أن يشفع لهم في فصل القضاء ، لحضوره معهم ، واستطاعته أن يتوجه إلى ربه بالسؤال ، فهو من باب طلب الدعاء من الحي الحاضر فيما يقدر عليه.
ولهذا لم يرد أن أحدا من أهل الموقف سيطلب منه صلى الله عليه وسلم أن يشفع له في مغفرة ذنبه .
وهؤلاء الذين يطلبون منه الشفاعة الآن ، بناء على جواز طلبها في الآخرة ، لو ساغ لهم ما يدّعون ، للزمهم الاقتصار على قولهم : يا رسول الله اشفع لنا في فصل القضاء !! ولكن واقع هؤلاء غير ذلك ، فهم لا يقتصرون على طلب الشفاعة ، وإنما يسألون النبي صلى الله عليه وسلم -وغيره - تفريج الكربات ، وإنزال الرحمات ، ويفزعون إليه في الملمات ، ويطلبونه في البر والبحر ، والشدة والرخاء ، معرضين عن قول الله ( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أءله مع الله ) النمل/62 .
ومن خلال ما سبق يتضح لكل منصف أن الشفاعة المثبتة هي الشفاعة المتعلقة بإذن الله ورضاه ،لأن الشفاعة كلها ملكله . و يدخل في ذلك ما أذن الله به من طلب الشفاعة في أمور الدنيا من المخلوق الحي القادر على ذلك ، و ينتبه هنا إلى أن هذا النوع إنما جاز لأن الله أذن به ، وذلك لأنه ليس فيه تعلقٌ قلبيٌ بالمخلوق وإنما غاية الأمر أنه سبب كسائر الأسباب التي أذن الشرع باستخدامها . وأن الشفاعة المنفية هي التي تطلب من غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله ، لأن غير الله لا يملك الشفاعة و لا يستطيعها حتى يأذن الله له بها ، ويرضى . فمن طلبها من غيره فقد تعدى على مقام الله ، وظلم نفسه ، وعرضها للحرمان من شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة ، نسأل الله العافية والسلامة ، ونسأله أن يُشفِّع فينا نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم .. آمين .https://islamqa.info/ar/answers/26259 (https://islamqa.info/ar/answers/26259/%D8%A7%D9%86%D9%88%D8%A7%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%81%D8%A7 %D8%B9%D8%A9)- وانظر -
الفرق بين الشفاعة المثبتة والمنفية (http://majles.alukah.net/t170686/)

أبو البراء محمد علاوة
2018-12-18, 04:15 PM
جزاكم الله خيرًا على التوضيح والبيان.

أبو البراء محمد علاوة
2019-08-28, 03:09 PM
حكم طلب الشفاعة من الشهيد بأن يقول: إن استشهدت وشفعك الله فاشفع لي

السؤال

قرأت في موقعكم فتاوى متعددة حول الشفاعة ، والذي أود أن أعرفه هو : هل قول الرجل للمجاهد الحي أو العالم الحي الحاضر : "إذا أذن الله لك اشفع لي" يعتبر من الشرك الأكبر ، أما بدعة ؟ فبعض الناس يكفرون الناس بهذا القول ، قائلين بأن الشفاعة ملك لله لا تطلب إلا منه ، ومن قال : " إذا أذن الله لك اشفع لي ، أو إذا قبل الله شهادتك اشفع لي" قالوا :من قال هذا وقع في الشرك الأكبر .

نص الجواب
الحمد لله
أولا:
الشفاعة لله وحده كما قال: قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ الزمر/44 .
وذلك أن الشفاعة لا تتم لأحد إلا بثلاثة شروط:
1-رضا الله عن الشافع، كما قال تعالى: يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا طه/109 .
2-رضا الله عن المشفوع له، كما قال: يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ الأنبياء/28 .
3-إذن الله للشافع، كما قال تعالى: مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ البقرة/256 .
فلهذا كانت الشفاعة كلها لله، لأنها لا تكون إلا بإذنه ورضاه.
ثانيا:
ومن المعلوم الثابت أن المؤمنين يشفعون في إخوانهم من المؤمنين، من أهل النار، ويشفعهم الله فيهم ، ويأذن لهم في إخراج إخوانهم الذين يعرفونهم بالإيمان ، من النار.
روى البخاري (7439) من حديث أبي سعيد الخدري في الشفاعة: فَمَا أَنْتُمْ بِأَشَدَّ لِي مُنَاشَدَةً فِي الحَقِّ، قَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنَ المُؤْمِنِ يَوْمَئِذٍ لِلْجَبَّارِ، وَإِذَا رَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ نَجَوْا، فِي إِخْوَانِهِمْ، يَقُولُونَ: رَبَّنَا إِخْوَانُنَا، كَانُوا يُصَلُّونَ مَعَنَا، وَيَصُومُونَ مَعَنَا، وَيَعْمَلُونَ مَعَنَا، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: اذْهَبُوا، فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ دِينَارٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجُوهُ، وَيُحَرِّمُ اللَّهُ صُوَرَهُمْ عَلَى النَّارِ، فَيَأْتُونَهُمْ وَبَعْضُهُمْ قَدْ غَابَ فِي النَّارِ إِلَى قَدَمِهِ، وَإِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ، فَيُخْرِجُونَ مَنْ عَرَفُوا .
فالمؤمن يشفع لأخيه المؤمن، بعد إذن الله تعالى له، وإقداره على الشفاعة، مع رضاه عن الشافع والمشفوع له.
ثم، من المعلوم الثابت أيضا : أن الناس يقولون للنبي يوم القيامة: اشفع لنا عند ربك.
وانظر للفائدة جواب السؤال رقم : (187506 (https://islamqa.info/ar/answers/187506))، ورقم : (284331 (https://islamqa.info/ar/answers/284331)) .
لكن مع ذلك : لا يجوز طلب الشفاعة من ميت أو غائب، كأن يقول الآن: يا رسول الله اشفعي لي، أو يا علي أو يا حسين، لأن ذلك من دعاء غير الله، وهو شرك ، كما دلت عليه النصوص والإجماع؛ فالشفاعة ملكه سبحانه وتعالى ، والنبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الأموات لا يملكون التصرف بعد الموت في شفاعة ولا في دعاء ولا في غير ذلك .
وينظر للفائدة جواب السؤال رقم : (132624 (https://islamqa.info/ar/answers/132624)) ، ورقم : (153666 (https://islamqa.info/ar/answers/153666)) .
وأما الحي ، الحاضر ، فيجوز طلب الدعاء – عموما - منه ، كما يجوز أن يطلب منه ما يقدر عليه .
وعلى ذلك : فلا حرج أن يقول المؤمن لأخيه : ادع الله لي.
ثالثا:
الصورة المسئول عنها وهو قوله لرجل: إن أذن الله لك بالشفاعة يوم القيامة فاشفع لي، تلحق بهذه الصورة؛ لأنها سؤال الحي الحاضر في أمر يقدر عليه في وقته.
ولا يقال: إنه لا يقدر على الشفاعة الآن .
لأنا نقول: السائل لم يسأله الشفاعة الآن التي لا يقدر عليها، وإنما سأله شفاعة معلقة على حصول الإذن والإقدار له يوم القيامة.
فمضمون سؤاله: إن أقدرك الله ، وأذن لك بالشفاعة يوم القيامة؛ فاشفع لي.
ولكن يجب أن يُعلم أن الأمر لا يتم بذلك بحسب، بل لا بد من رضا الله عن هذا السائل كما تقدم، وهذا يوجب التعلق بالله تعالى، واللجوء إليه سبحانه.
ومما يستأنس به هنا: ما روى مسلم (29) عَنْ الصُّنَابِحِيِّ ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، أَنَّهُ قَالَ [أي الصنابحي]: " دَخَلْتُ عَلَيْهِ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ، فَبَكَيْتُ، فَقَالَ [أي عبادة]: مَهْلًا، لِمَ تَبْكِي؟ فَوَاللهِ لَئِنْ اسْتُشْهِدْتُ لَأَشْهَدَنَّ لَكَ، وَلَئِنْ شُفِّعْتُ لَأَشْفَعَنَّ لَكَ، وَلَئِنْ اسْتَطَعْتُ لَأَنْفَعَنَّكَ ، ثُمَّ قَالَ: وَاللهِ مَا مِنْ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَكُمْ فِيهِ خَيْرٌ إِلَّا حَدَّثْتُكُمُوه ُ، إِلَّا حَدِيثًا وَاحِدًا وَسَوْفَ أُحَدِّثُكُمُوه ُ الْيَوْمَ، وَقَدِ اُحِيطَ بِنَفْسِي، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ النَّارَ ".
وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله: "س: لو رأى شخصًا سوف يذهب إلى الجهاد في سبيل الله فقال له: إن استشهدت في سبيل الله اشفع لي؟
ج: هذا يشفع بعد الموت، هذا محله بعد البعث والنُّشور، يطلب منه أن يشفع له وهو حي، يُوصيه وهو حي الآن ؛ لا بأس ، إذا بُعث يوم القيامة.
س: يا شيخ، ما فيها شيء؟
ج: ما فيها شيء" انتهى من "شرح كشف الشبهات" على موقع الشيخ:
http://bit.ly/2SkFwTs (http://bit.ly/2SkFwTs)
فهذا التصرف لا يعدو أن يكون وصية، يوصي أخاه ويقول: إن شفّعك الله، واحتجت، فاشفع لي.
ولهذا كان قولا جائزا، لا شركا.
لكن يخشى على قائله أن يتعلق قلبه بهذا العالم أو المجاهد، وأن يظن أن الأمر يتوقف على رضا الله عن هذا المجاهد وإذنه له في الشفاعة، ويغفل عن شرط رضا الله عن السائل نفسه.
ثم لمَ يرضى لنفسه أن يكون مقصرا، يأمل في شفاعة غيره فيه، وهو في زمان الإمهال، ويمكنه أن يتعلم، ويجاهد، ويكون من الصالحين.
ولهذا نقول: هذا السؤال ليس شركا، وهو من سؤال الحي الحاضر فيما لو أقدره الله وأذن له، لكن سد هذا الباب أولى، فإن النفوس الجاهلة قد تتعلق بالمخلوق وتنسى الخالق.
وسؤال الحي الحاضر ليس مرغبا فيه في الأصل، كما روى مسلم (1043) عن عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ، قَالَ: " كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تِسْعَةً أَوْ ثَمَانِيَةً أَوْ سَبْعَةً، فَقَالَ: أَلَا تُبَايِعُونَ رَسُولَ اللهِ؟ وَكُنَّا حَدِيثَ عَهْدٍ بِبَيْعَةٍ، فَقُلْنَا: قَدْ بَايَعْنَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ، ثُمَّ قَالَ: أَلَا تُبَايِعُونَ رَسُولَ اللهِ؟ فَقُلْنَا: قَدْ بَايَعْنَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ، ثُمَّ قَالَ: أَلَا تُبَايِعُونَ رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: فَبَسَطْنَا أَيْدِيَنَا وَقُلْنَا: قَدْ بَايَعْنَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ، فَعَلَامَ نُبَايِعُكَ؟ قَالَ: عَلَى أَنْ تَعْبُدُوا اللهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَالصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ، وَتُطِيعُوا - وَأَسَرَّ كَلِمَةً خَفِيَّةً - وَلَا تَسْأَلُوا النَّاسَ شَيْئًا فَلَقَدْ رَأَيْتُ بَعْضَ أُولَئِكَ النَّفَرِ يَسْقُطُ سَوْطُ أَحَدِهِمْ، فَمَا يَسْأَلُ أَحَدًا يُنَاوِلُهُ إِيَّاهُ " .
فليجتهد المؤمن في تحصيل الطاعات، وفي البعد عن المحرمات، وليجعل سؤاله وطلبه من الله تعالى، وليدع أمر المخلوق، وعليه بمصاحبة الأخيار، فإنه إن زل، ودخل النار، فإن الله قد يشفع فيه إخوانه، كما سبق في الحديث.
والله أعلم.

https://islamqa.info/ar/answers/295308/%D8%AD%D9%83%D9%85-%D8%B7%D9%84%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%81%D8%A7 %D8%B9%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D9%8A %D8%AF-%D8%A8%D8%A7%D9%86-%D9%8A%D9%82%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B4%D9%87 %D8%AF%D8%AA-%D9%88%D8%B4%D9%81%D8%B9%D9%83-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%81%D8%A7%D8%B4%D9%81%D8%B9-%D9%84%D9%8A?fbclid=IwAR2sG8yp fHPFzNhW0qPq8DYMo8mSvIerYBPVKS yurfh88ma0318Fqn1MlQg