مشاهدة النسخة كاملة : رفع الكروب بفقه خبر نبي الله أيوب عليه السلام
أم لؤي
2012-10-07, 12:58 AM
عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن رسول الله (ص) قال: «إن أيوب نبي الله لبث به بلاؤه خمسة عشر سنة فرفضه القريب والبعيد، إلا رجلين من إخوانه كانا من أخص إخوانه، قد كانا يغدوان إليه ويروحان. فقال أحدهما لصاحبه ذات يوم: نعلم –والله- لقد أذنب أيوب ذنبا ما أذنبه أحد من العالمين. فقال له صاحبه: وما ذاك؟ قال: منذ ثمانية عشر سنة لم يرحمه الله فكشف عنه ما به. فلما راحا إلى أيوب؛ لم يصبر الرجل حتى ذكر له ذلك، فقال له أيوب: لا أدري ما تقول غير أن الله يعلم أني كنت أمر بالرجلين يتنازعان يذكران الله فأرجع إلى بيتي فأكفر عنهما؛ كراهية أن يذكر الله إلا في حق، وكان يخرج لحاجته، فإذا قضى حاجته؛ أمسكت امرأته بيده حتى يبلغ فلما كان ذات يوم أبطأ عليها، فأوحى الله إلى أيوب في مكانه أن اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب، فاستبطأته فتلقته وأقبل عليها قد أذهب الله ما به من البلاء، وهو أحسن ما كان. فلما رأته؛ قالت: أي بارك الله فيك! هل رأيت نبي الله هذا المبتلى؟ واللهِ على ذلك ما رأيت رجلا أشبه به منك إذ كان صحيحا. قال: فإني أنا هو. قال: وكان له أندران أندر للقمح وأندر للشعير، فبعث الله سحابتين، فلما كانت إحداهما على أندر القمح أفرغت فيه الذهب حتى فاض، وأفرغت الأخرى في أندر الشعير الورق حتى فاض» . أخرجه ابن حبان (2898)، والحاكم (4115)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (17).
مروة عاشور
2012-10-07, 10:35 AM
أحسن الله إليك وشكر لكِ أيتها الفاضلة.
خنساء
2012-10-07, 05:14 PM
بارك الله فيكم أُختي الفاضلة,ونفع بكم.
أم لؤي
2012-10-08, 09:14 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد اقتضت حكمة الباري عز وجل أن يخلق الإنسان ويبتليه ؛ فقال عز وجل (إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه) [الإنسان:2] ، وكان آدم عليه السلام - أبو البشرية الأول - في طليعة المبتلين ، فضعُف ، قال تعالى (ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما) [طه"115] ، هذا مع عظم خلقته ، وكمال قوته ، فقد كان عليه السلام طوله ستون ذراعا في السماء ، كما صح بذلك الخبر ؛ فكيف بسائر البشر ؟
فالابتلاء سنة من الله تعالى ماضية ، وشدة الابتلاء تابعة لدرجة الإيمان ؛ ففي الحديث الصحيح عن أبي سعيد الخدري قال : (دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يوعك ، فوضعت يدي عليه ، فوجدت حره بين يدي فوق اللحاف ، فقلت : يا رسول الله ! ما أشدها عليك ! قال : إنا كذلك يضعف لنا البلاء ، ويضعف لنا الأجر ، قلت : يا رسول الله ! أي الناس أشد بلاء ؟ قال : الأنبياء ، قلت : يا رسول الله ! ثم من ؟ قال : ثم الصالحون ، إن كان أحدهم ليبتلى بالفقر حتى ما يجد أحدهم إلا العباءة التي يحويها ، وإن كان أحدهم ليفرح بالبلاء كما يفرح أحدكم بالرخاء) . السلسلة الصحيحة (274/1) .
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.