مشاهدة النسخة كاملة : مامعنى وحدة الشهود . .؟
فتى تميم
2012-09-26, 11:27 PM
السلام عليكم ورحمة من الله وبركاته
لقد فهمت معنى وحدة الإتحاد ووحدة الوجود
لكن ما المقصود بوحدة الشهود الذي تبنى فكرتها الإمام الغزالي
ثم تأثر بها الهروي الحنبلي مؤلف كتاب منازل السائرين، وكذلك تأثر بهذه الفكرة الشيخ عبد القادر الجيلاني
ولقد التمس ابن القيم و شيخ الإسلام ابن تيمية العذر للغزالي
لكن أريد شرحها وفهمها .
فارس ابن عامر
2012-09-29, 01:47 PM
قال أبو حامد الغزالي [ الحالة الرابعة سماع من جاوز الأحوال والمقامات فعزب عن فهم ما سوى الله تعالى حتى عزب عن نفسه واحوالها ومعاملاتها وكان كالمدهوش الغائص في بحر عين الشهود الذي يضاهي حاله حال النسوة اللاتي قطعن ايديهن في مشاهدة جمال يوسف عليه السلام حتى دهشن وسقط احساسهن , وعن مثل هذه الحالة تعبر الصوفية بأنه قد فنى عن نفسه , ومهما فنى عن نفسه فهو عن غيره أفنى فكأنه فنى عن كل شيء إلا عن الواحد المشهود , وفنى أيضا عن الشهود فإن القلب أيضا إذا التفت إلى الشهود وإلى نفسه بأنه مشاهد فقد غفل عن المشهود ]
ثم قال [ كما روي عن أبي الحسن النوري أنه حضر مجلسا فسمع هذا البيت : ما زلت أنزل من ودادك منزلا ... تتحير الالباب عند نزوله
فقام وتواجد وهام على وجهه , فوقع في أجمة قصب قد قطع وبقيت أصوله مثل السيوف فصار يعدو فيها ويعيد البيت إلى الغداة والدم يخرج من رجليه حتى ورمت قدماه وساقاه وعاش بعد ذلك أياما ومات -رحمه الله-
فهذه درجة الصديقين في الفهم والوجد , فهي أعلى الدرجات ; لأن السماع على الأحوال نازل عن درجات الكمال وهي ممتزجة بصفات البشرية وهو نوع قصور , وإنما الكمال أن يفنى بالكلية عن نفسه واحواله أعنى أنه ينساها فلا يبقى له التفات إليها كما لم يكن للنسوة التفات إلى الأيدي والسكاكين .
فيسمع لله وبالله وفي الله ومن الله وهذه رتبة من خاض لجة الحقائق وعبر ساحل الأحوال والأعمال واتحد بصفاء التوحيد وتحقق بمحض الإخلاص فلم يبق فيه منه شيء أصلا بل خمدت بالكلبة بشريته وفنى التفاته إلى صفات البشرية رأسا ولست أعنى بفنائه فناء جسده بل فناء قلبه ولست أعنى بالقلب اللحم والدم بل سر لطيف له إلى القلب الظاهر نسبة خفية وراءها سر الروح الذي هو من أمر الله عز و جل عرفها من عرفها وجهلها من جهلها... ]
فارس ابن عامر
2012-09-29, 01:48 PM
قال في التعريفات [ رؤية الحق بالحق ] وكذا عند القاشاني .
فتى تميم
2012-09-29, 08:50 PM
جزاك الله عني كل خير .
وشكر الله لك وأبقاك على طاعته ومحبته .
إذن وحدة الشهود مصطلح خاص بالمتصوفة المتشددين فلذلك سأنقل لك ماوجدته منهم في تعريف
هذا المصطلح وتحريره عند الصوفية حتى نستوعب الفكرة ونفهمها وندركها جيّدا
يقول ابن عجيبة*:
( إن الفناء هو أن تبدو لك العظمة فتنسيك كل شيء، وتغيبك عن كل شيء، سوى الواحد الذي "ليس كمثله شيء"، وليس معه شيء. أو تقول: هو شهود حق بلا خلق، كما أن البقاء هو شهود خلق بحق... فمن عرف الحق شهده في كل شيء، ولم يرَ معه شيئاً، لنفوذ بصيرته من شهود عالم الأشباح إلى شهود عالم الأرواح، ومن شهود عالم المُلك إلى شهود فضاء الملكوت. ومن فني به وانجذب إلى حضرته غاب في شهود نوره عن كل شيء ولم يثبت مع الله شيئاً.)
* أحمد بن محمد الحسني، إيقاظ الهمم في شرح الحكم
وإن الصوفية يطلقون البقاء على وحدة الشهود والفناء على وحدة الإيجاد ويرى بعض منهم أنهما متلازمتان .!
وإذا قال الصوفي: "لا أرى شيئاً غير الله"، فهو في حال وحدة شهود.
وإذا قال: "لا أرى شيئاً إلا وأرى الله فيه"، فهو في حال وحدة وجود.
يقول أبو العلا عفيفي في وصف حالة الشهود وصفا دقيقا:
( هو التوحيد الناشئ عن إدراك مباشر لما يتجلَّى في قلب الصوفي من معاني الوحدة الإلهية في حال تجلُ عن الوصف
وتستعصي على العبارة؛ وهي الحال التي يستغرق فيها الصوفي ويفنى عن نفسه وعن كل ميل سوى الحق، فلا يشاهد
غيره لاستغراقه فيه بالكلية ، وهو الفناء الصوفي بعينه، وهو أيضاً مقام المعرفة الصوفية التي ينكشف فيها للعارف معنى
التوحيد الذي أشار إليه ذو النون المصري إذ يقول: "إنه بمقدار مايعرف العبد من ربِّه يكون إنكاره لنفسه؛ وتمام المعرفة
بالله تمام إنكار الذات" )
*التصوف – الثمرة الروحية في الإسلام
محمد أوفاري
2013-04-20, 01:56 AM
معاني لذيذة وأسرار عجيبة،ما أحوجنا اليوم الى تذوقها واستلذاذها والاحساس بها ،فإنها عذبة حلوة لذيذة،ألذ من الماء الزلال
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.