المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية



الصفحات : 1 [2]

أبو يعلى البيضاوي
2013-01-26, 08:48 PM
227- الرافضة وتحريف القرآن

[ قال الإمام الرسعني رحمه الله ]: لقد احتدت شوكة الرافضة في زماننا بالموصل واشتدت شَكِيمَتهم، وظنوا أن الوثب تهزهم، ولات حين ما يطلبون، وأنّى وكلمة الله هي العليا، والله مظهر دينه، وناصر من نصره، وخاذل من خذله، وطمعوا اعتزازاً منهم وجهلاً بما كتبه الله تعالى على نفسه من حفظ كتابه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، أن يحرفوا مواضع من القرآن ويُنزِلُوها على وِفْق أهوائهم؛ فقرأ قارئ منهم في محفل من محافلهم آيات من سور شتى, انتخبتها طواغيتهم، ولفقوها تلفيقاً متناقضاً، ونظموها نظماً تشهد رصانة القرآن وفصاحته بتهافتها وافترائها، وأنا أستحيي من حكايتها، وأستغفر الله تعالى من جريان قلمي بكتابتها، فقرأ آيات كثيرة منها: "إنما وليكم الله ورسوله وعلي الذين يقيمون الصلاة"
وقرأ: "أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كعلي آمن بالله" وفساد هذا في العربية أكثر وأظهر من أن يذكر
وقرأ: "إن الله وملائكته يَصِلونَ علياً بالنبي"
وقرأ: "فأما عليٌ فأعطى واتقى وصدق بالحسنى"، وزاد آية في كتاب الله فقرأ في سورة الشعراء عند قوله: { وإنه لفي زبر الأولين } : "وإن علياً وشيعته لهم الفائزون"، في آيات كثيرة اقترؤوها ثم افتروها.
فلما شاع ذلك وذاع، وحدثني به رجل صالح من فضلاء القُرَّاء ممن حضر وسَمِع، لَزِمَتني حُجَّةُ الله الذي اتخذها على الذين أوتوا الكتاب ليبيّننه للناس ولا يكتمونه، وطوّقت القول في ذلك طوق الحمامة، فرفعتُ حديثَه إلى والي الأمر بالموصل، فنَفَى ذلك القارئ من البلاد، وأراح منه العباد.
ومن أعجب ما بلغني عن بعض عظمائهم أنه قال: إنما أنكروا ذلك لكونه في فضائل علي عليه السلام، فقلت: لو أن شخصاً استحل الزيادة في كتاب الله أو التحريف فيه بتوحيد الله وتمجيده والثناء عليه، مضيفاً ذلك إلى القرآن، معتقداً نزوله فيه، كان كافراً بإجماع أهل العلم، ولكن هذا دأبهم وديدنهم عند إنكار أهل الحق عليهم ما يختلقونه في المناقب والمثالب، ونحن بحمد الله تعالى بفضائل أمير المؤمنين علي وآله أدرى، وبمحبته وولايته أولى وأحرى


المصدر: [ رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز 3 / 586 ]

قلت - رحم الله والدي-:
جزى الله خير الجزاء هذا الإمام الفاضل الناصح لدينه على ما قام به من واجب العلم والعمل به في هذه الواقعة النازلة في زمنه, ولقد ازداد شر "الرافضة" أخزاهم الله بعد ذلك كثيرا, واستطار شررهم, وخلغوا برقع الحياء وجلباب التقية, وصرحوا بما كانوا يُبطِنون ويُسِرُّون في مجالسهم وخاصتهم, ففي ظل "دولة إيران" الصفوية الرافضية المجوسية ألف "الميرزا النوري الطبرسي" [ت1320 هـ] -لا نور الله قبره- كتابه المشؤوم الموسوم بـ: فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الارباب, وموضوعه ظاهر من عنوانه, وقد كان الرافضة يتسترون على طبعته الأولى, ويستحيون من ذكره حتى هتك الله سترهم بظهوره ونشره, لتقوم الحجة على خيانتهم وتآمرهم على دين الله وكتابه / رابط تحميل الكتاب (http://www.archive.org/download/fasl_khtab_nakd/fasl_khtab_nakd.pdf) مع دراسة ونقد , فاللهم يسر لهذه الأمة أمر عز وطاعة يذل فيه أهل البدعة والضلالة, آمين

أبو يعلى البيضاوي
2013-01-26, 11:48 PM
228- الشغف بالكيمياء

كان "شمس الدين شيخ الربوة" العروف بـ: "ابن أبي طالب" يقول: زعم بعضهم أن "المقامات" و"كليلة ودمنة" رموز في الكيمياء, سمعته يقول ذلك غير ما مرة, ويزعمون أيضا أن الصناعة مرموزة في صورة البرابي، وكل ذلك من شغفهم وكَلَفِهم بِحَلِّهَا, نسأل الله السلامة
ووجدت بعض من جرب وتعب فأقلقه الوجد, وظن أن جدها لعب قد كتب على بعض مصنفات "جابر بن حيان" تلميذ "جعفر الصادق":



هذا الذي بمَقَالِه *** غَرَّ الأوائل والأواخر
ما أنتَ إلا كَاسِرٌ *** كذب الذي سَمَّاك جابر


وبعض الناس يُنْكِرُ وُجُودَ "حابر" هذا, وهو مُحَال, لأن له تصانيف كثيرة, وهي مشـهورةٌ بين القوم.

المصدر: [ الغيث المنسجم شرح لامية العجم 1 / 24 ]

أبو يعلى البيضاوي
2013-01-28, 12:14 AM
229- "لامية العرب" و"لامية العجم"


أما هذه القصيدة اللامية فإنما سميت "لامية العجم" تشبيها بـ: "لامية العرب", لأنها تضاهيها في حكمها وأمثالها. و"لامية العرب" هي التي قالها "الشنفرى" وأولها:



أقيموا بني أمي صدور مطيكم *** فإني إلى قوم سواكم لأميل

وقد روي عن أمير المؤمنين "عمر بن لخطاب" رضي الله عنه أنه قال: "علموا أولاد كم لامية العرب فإنها تعلمهم مكارم الأخلاق", ورأيت لها "شرحا" حسنا, تام المقاصد, كثير الفوائد, وهو مجلد جيد, وحسبك أن الناس قالوا في هذه القصيدة إنهـا: "لامية العجم", في نظير تلك, بمعنى إِنْ كان للعرب قصيدة لامية مشهورة بالأدب والأمثال والحكـم فإن للعجم لامية مثلها تناظرها
وإضافة الشيء إلى شيء مشهور أو عظـيم يدل على شرف المضاف, ألا ترى قوله تعالى: {من كان عدوا لله وملائكته} أشرف لهم من قوله: والملائكة, لإضافتهم إليه
وزعم بعضهم أن بعض الشعراء غَيَّرَ قوافي هذه القصيدة من اللام إلى العين، وهذا عندي يتعذر, لأن ألفاظ هذه القصيدة في غاية الفصاحة, وتراكيب كلماتها كلها منسجمة عذبة, غير قلقة ولا نافرة, ومعانيها بليغة غير ركيكة, وقوافيها قي غاية التمكن, فهي كما قال "ابن عنين":



معنى بليغٌ وألفاظٌ مُنَقَّحَةٌ *** غريىةٌ وقوافٍ كلها نُخَبُ


المصدر: [ الغيث المنسجم شرح لامية العجم 1 / 27 ]

قلت –رحم الله والدي-:
قصيدة "لامية العرب" لها عدة شـروح منها:
1- "لمحمد بن يزيد المبرّد"(ت 285هـ)، طبع
2- و"لأبي العباس أحمد بن يحيى الشيباني" المشهور بـ: "ثعلـب"(ت 291هـ)
3- و"لابن دريـد"(ت 321هـ)
4- و"ليحيى بن علي التبريزي"(ت 502هـ)، طبع
5- و"لجار الله الزمخْشري"(ت 538هـ), سماه: «أعجب العجب في شرح لامية العرب»، طبع
6- و"لعبد الله بن الحسين العُكبَري"(ت 616هـ)، طبع
7- و"ليحيى بن حميدة بن ظافر الغساني الحلبي" الشهير بـ: "ابن أبي طيّ"(ت 630 هـ), سماه: "المنتخب في شرح لامية العرب"، مخطوط منه نسخة في الأسكوريال ، رقمها 314
8- و"لمحمد بن الحسن ابن ايلجك التركي" شرحه سنة 698هـ/ مخطوط بخط المؤلف في أيا صوفيا استانبول رقمها 3145
9- و"لمؤيد بن عبد اللطيف النخجواني" شرحه سنة 983هـ/ مخطوط في ليدن رقم: 2758/3
10- و"لأبي جمعة سعيد بن مسعود الماغوسي الصنهاجي المراكشي"(ت بعد 1016 هـ), سماه: "إتحاف ذوى الأرب بمقاصد لامية العرب", طبع بالمغرب في مجلد
11- و"لأبي الإخلاص جاد الله الغنيمي الفيومي الشافعيّ", سماه: "عنوان الأدب، بشرح لامية العرب", وضعه سنة 1101هـ / مخطوط في دار الكتب المصرية القاهرة رقم: أدب 195.
12- و"لأبي عبد الله محمد بن القاسم بن زاكور الفاسى المالكى"(ت 1121هـ), سماه: "تفريج الكُرب عن قلوب أهل الأدب في معرفة لامية العرب"، طبع
13- و"لأبي البركات عبد الله بن الحسين السويدي" البغدادي الشافعي(ت 1174 هـ), سماه: "رشف الضرب في شرح لامية العرب", ذكره صاحب"هدية العارفين"(1 / 483)
14- ولولده "زين الدين أبي الخير عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسين السويدي"(ت 1200هـ), سماه: "سكب الأدب على لامية العرب", ذكره صاحب"هدية العارفين"(1 / 483)
15- و"لعطاء الله بن أحمد المصري الأزهري"(ت بعد 1188هـ), سماه: "نهاية الأرب في شرح لامية العرب", طبع
16- و"لسليمان بن عبد الله بن شاوي الحميري البغدادي" (ت 1209 هـ), سماه: "سكب الأدب على لامية العرب", مجلد مخطوط في خزانة الأوقاف ببغداد (الرقم: أدب 405) كتاب من تأليفه سنة 1178 عليه تقاريظ لعلماء عصره ذكره "الزركلي في أعلامه" (3 / 129)
17- و"لأحمد بن محمد بن إِسماعيل المعافى الضحوي التهامي"(ت نحو 1280 هـ), ذكره "الزركلي في أعلامه" (1 / 246)
18- و"للحسن بن أحمد بن عبد الله اليمني " المعروف بـ: "عاكش"(ت 1289 هـ, وقد رد عليه في مواضع منه العلامة "محمد محمود ولد التلاميد الشنقيطي" بكتاب: "إحقاق الحق وتبرئة العرب مما أحدثه عاكش اليمني في لامية العرب", وكتاب الشنقيطي مطبوع
19- و "لمحمد بابا الصحراوي الشنقيطي"(ت 1342هـ), مخطوط بخطه
20- و"لأبي حامد محمد المكيّ بن محمد الشرشالي البطاورى الرباطي"(ت 1355 هـ), سماه: "هامية الطرب في شرح لامية العرب", ذكره "الزركلي في أعلامه"(7 / 110
21- و"لحكمة بن محمّد شريف الطرابلسي" ذكره "الزركلي في أعلامه" [2 / 268]




- وأما "لامية العجم" فلها شروح كثيرة, منها:
1- "لأبي البقاء العكبري", طبع في مجلة الجامعة اﻹسﻼمية ، المجلد العاشر، العدد اﻷول ،ص195 – ص2002، 244
2- و"لعلي بن محمد بن أبي القاسم بن محمد بن فرحون" التونسي المدني (ت 746 هـ) , سماه: "نزهة النظر ونخبة الفكر في شرح لامية العجم", ذكره في "معجم المؤلفين"(7 / 227)
3- و"ليوسف المالكي", ألفه حوالي سنة 750هـ
4- وللعلامة "صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي"(ت 764هـ), سماه: "الغيث المنسجم في شرح ﻻمية العجم"، طبع في دار الكتب العلمية في مجلدين دون تحقيق, وقد اختصره عدد من العلماء ، منهم :
أ- "محمد بن عباس البدراني"/ مخطوط في برلين 6044 ،3123.
ب- "كمال الدين محمد بن موسى الدميري"(ت 808هـ) ، طبع في دار المنهاج جدة
ج- "عبده بني باباد" / مخطوط في مكتبة جوتا 2249 .
د- "محمد بن الخليل الكازروني"/ مخطوط المكتب الهنـدي 801 رقم 3 .
هـ- "جلال الدين محمد بن أحمد المصري المحلي"(ت864هـ) / مخطـوط في مدريد 1 :224.
و- "محمد بن حسن بن صالح العاملي الكوثراني", كان حيا 1230 هـ, فرغ منه في صفر سنة 1230 هـ, ذكره في "معجم المؤلفين"(9 / 194)
ز- و"لعبد الرحيم بن عبد الرحمن العبادي العباسي"(ت 963هــ), "حاشية على الغيث المنسجم), ذكره في"هدية العارفين"(1 / 563)
ح- و"لبدر الدين محمد بن أبي بكر الـدماميني"(ت 827هــ) : "نزول الغيث على الغيث" في نقد شرح "الصفدي"/ مخطوط في ليدن 658-657 وباريس 3124 واﻹسكوريال ثان 560، 1 ، 325 ، ونقد هذا الشرح "نور الدين علي بن محمد اﻷقبرسي" (ت 862هــ), سماه: "تحكيم العقول بأفول البدر بالنزول" / مخطوط له في باريس 3125 .
وهناك مختصرات أخرى لمجاهيل


5- و"لتقى الدين أبي بكر على بن عبد الله الحموي" الحنفي الشهير بـ: "ابن حِجة" (ت 837 هـ), سماه: "بروق الغيث الذى انسجم في شرح لامية العجم", ذكره في"هدية العارفين"(1 / 731)
6- و"ﻷبي الفتح بهاء الدين محمد بن أحمد اﻷبشيهي المحلي"(ت 852هـ)/ مخطوط في برلين 7666 .
7-و"ﻷبي يحيى زكريا بن محمـد اﻷنصـاري السـنيكي"(ت 926هـ)/ مخطوط في الجزائر 1855 .
8- و"لمحمد بن عمر بن مبارك الحميري الحضرمي" الشهير بـ: "بحرق"(ت 930هـ), سماه: "نثر العلم في شرح لامية العجم" / مخطوط في برلين 7669-7668 والقـاهرة أول : 595 ولدى مصورة عنها .
9-و"لجلال بن خضر الحنفي" سماه: "نبذ العجم على ﻻمية العجم" ألفه سنة (966هـ)،/ مخطوط في أستانبول : أوبساﻻ 137 والمتحف البريطاني ثان 1057 .
10- و"لعلي بن قاسم الزيتوني، الرومي، الحنفي (ت 979هـ), سماه: "حل المبهم والمعجم في شرح لامية العجم, ذكره في "معجم المؤلفين"(4 / 168)
11- و"لشيخ بن عبد الله بن شيخ بن عبد الله العيدروسي، اليمني،(ت 990هـ), سماه: "نفحات الحكم على لامية العجم"، ذكره في "معجم المؤلفين"(4 / 312)
12- و"ﻷبي جمعة سعيد بن مسعود الصنهاجي المراكشـي"(ت بعد 1016هـ), سماه: "إيضاح المبهم من ﻻمية العجم"/ مخطوط في الرباط 376 د
13- و"لعبد اللطيف بن عبد الرحمن النزيلي اليمني"/ مخطوط بخط المؤلف في سنة (1018هـ) في أيا صوفيا 4111 .
14- و"لمحمد على بن أبى طالب أبو المعالى الجيلاني الشيعي"(ت1084هـ), ذكره في"هدية العارفين" (2 / 294)
15-و"لعلى بن القاسم بن علي الطبري الأسترابادى ", وسماه: "حل المبهم والمعجم في شرح لامية العجم", ذكره في "هدية العارفين"(1 / 713) / مخطوط فـي القاهرة ثان 88:2 وجامعة برسﻼو .
16- و"لرفاعة بن بدوي الطهطاوي المصري الحسيني"(ت 1290 هـ), ذكره في "معجم المؤلفين"(4 / 168)
17- و"لعبد الرحمن الشافعي الحلبي العلواني" الطبيب, سماه: "الغيث المنسجم", طبـع علـى هامش كتاب: "نفحة اﻷزهار" لعبد الغني النابلسي في بوﻻق 1299هـ .
18- و"لعبد الرحمن الحلواني" سماه: "قطر الغيث"/ مخطوط لهذا الشرح في برلين Oct . 2 رقم1843
19- و"لزين العابدين بن محي الدين بن ولي الدين اﻷنصاري السنيكي"(ت 1068هـ) .
20- و"لحسين بن رستم الكفوى" ثم الرومي الحنفي (ت 1010هـ), ذكره في "هدية العارفين"(1 / 321) / مخطوط لهذا الشـرح فـي. 2 ، 121 رقم 31 ؛ 44 رقم 49 الموصل
21- و"لعبد القادر بن محمد الفيومى" المصرى الشافعي(ت 1022هـ) سماه: " قطر الغيث المسجم في شرح لامية العجم", ذكره في "هدية العارفين"(1 / 600)
22- و"لمحمد علي أفندي المنياوي"(ت 1335هـ), سماه: "تحفة الرائي لﻼمية الطغرائي"، طبع في مطبعة بوﻻق سنة 1311هـ .
23- و"لسيد بن علي المرصفي" الازهري (ت 1350 هـ), سماه: "الدر الذي انسجم على لامية العجم"، ذكره في "معجم المؤلفين"(4 / 287)
24- و"لأبي حامد محمد المكيّ بن محمد الشرشالي البطاورى الرباطي"(ت 1355هـ), مخطوط في الرباط رقم: 3128 كت, ذكره "الزركلي في أعلامه"(7 / 110)
25- شرح "لمجهول" / مخطوط في برلين 7671 .
26- و"لعبد الوهاب بن صدقة بن عبد ربه الحجازي", سماه: "مﻼك الشيم بحل معاني ﻻمية العجم"/ مخطوط بدار الكتب المصرية


فائدة: ذكر في "كشف الظنون"[2 / 1539]: "لامية الروم" لمحمد بن محمد بن محمد بن محمد، المعروف: بابن الحكيم الحلبي, أولها:

حتَّام أنظم من دمعي ومن غزلي *** أدلة وحبيب القلب معتزلي .اهـ
وهناك "لامية الهند" نظم القاضي ركن الدين عبدالمقتدر بن محمود الشريحي الكندي الدهلوي/ ت 791هـ, أولها:

يا سائق الظعن في الأسحار والأصلِ *** سلم على دار سلمى وابك ثم سلِ

أبو يعلى البيضاوي
2013-01-28, 12:48 AM
230- سائل مُلح

[ قال ابن العربي المعافري رحمه الله:] أخبرني بعضهم عن "أبي الحسن القابسي" أنه كان في مسجده سائل يُلِحُّ, يقول: أين المواسون ؟, أين المتصدقون ؟, أين المنفقون ؟, أين الراغبون ؟, حتى أَلَحَّ في ذلك, فقال له: ذهبوا مع الذين لا يسألون الناس إلحافا

المصدر: [ عارضة الأحوذي 2 /123]

أبو يعلى البيضاوي
2013-01-28, 10:22 AM
231- إحرام الرافضة

[ قال الحافظ ابن العربي المعافري رحمه الله ]: فى "كتاب مسلم": «أن النبى صلى الله عليه وسلم وَقَّتَ لأهل العراق ذات عرق», والصحيح أن "عمر" أَقَّتَهَا على تقدير وباتفاق مع الصحابة, و"الشيعة" لا يحرمون منه
لما كانت سنة تسع وثمانين وأربعمائة أَهَلَّ علينا هلال ذى الحجة ليلة الخميس بالدبرة, فرحلنا عنه, وقد فرح الناسُ بوَقْفَةِ الجمعة, ليجتمع لهم فضل اليومين, فضل يوم عرفة وفضل يوم الجمعة, ولأن حَجَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم أيضا كان يوم عرفة يوم الجمعة, فبِتنا بمكان يقال له "المسجد", ثم رجعنا سَحَرا, فلما صلّينا الصبحَ وأشرقت الشمس إذا بالقافلة بلقاء نَرَى فيها النفرَ المحرمين بالثياب البيض بين الناس, فقلت: ما هذا ؟, قال لى بعضهم: هم "الشيعة" لا يُحرمون من ميقات "عمر" ذات عرق, قلت له: فمن أين لهم هذا ؟, قال لى: هم يزعمون أن عليا خرج من الكوفة فأحرم من هذا الماء, قلت له: ومن روى هذا ؟, قال لى: هم رووه , قلت لهم: إذا كان كل صاحب مذهب يعمل له حديثا فالأمر غير مضبوط, والحكم لله العلى الكبير


المصدر: [ عارضة الأحوذي 2 /262 ]

قلت - رحم الله والدي-:
دينهم كله معمول على وفق أهوائهم أصولا وفروعا, فعندهم دار الضرب, وهم أكذب الفرق, فالله المستعان

أبو يعلى البيضاوي
2013-01-29, 01:51 AM
232- تقوى الله كفاية من كل سوء

قال "السمعاني": أخبرنا أبو بكر، أخبرنا أبو المحاسن عبد الواحد الروياني، حدثنا مالك بن سنان قال: سمعت القاضي العالم أبا إسحاق إبراهيم بن محمد المطهري بسارية يقول: سمعت أبا طاهر محمد بن عبد الرحمن يقول: سمعت أبا القاسم البغوي، حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: سمعت أبا نعيم يقول:
كتب "سفيان" - يعني الثوري - إلى "ابن أبي ذئب":
من "سفيان بن سعيد" إلى "محمد بن عبد الرحمن", سلام عليك، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، وأوصيك بتقوى الله، فإنك إن اتقيت الله عز وجل كفاك الناس، وإن اتقيت الناس فلن يُغْنُوا عنك من الله شيئا، فعليكَ بتقوى الله.


قال الشيخ [ ابن الصلاح ]: هكذا كانت كتبهم يصدرونها بالسلام والحمد كذلك.


المصدر : [طبقات الفقهاء الشافعية لابن الصلاح 1/ 316 ]

أبو يعلى البيضاوي
2013-01-29, 02:00 AM
233- امتحان عالم

حكى القَاضِي "أَبُو الْعَلَاء الغزنوي" فِي كتاب " سر السرُور ":
أَن "نظام الملك" صَادف فِي سفر رَاجِلا فِي زي الْعلمَاء, قد مَسّه الكلال, فَقَالَ لَهُ: أَيهَا الشَّيْخ، عييت أم أعييت؟ , فَقَالَ: أعييت يَا مَوْلَانَا، فَتقدم إِلَى حَاجته بِتَقْدِيم بعض الجنائب إِلَيْهِ، والْإِصْلَاح من شَأْنه، وَأخذ فِي اصطناعه.
[ قال ابن الصلاح ]: وَإِنَّمَا أَرَادَ بسؤاله اختباره، فَإِن عيي: فِي اللِّسَان، وأعيى: كل وتعب.


المصدر : [طبقات الفقهاء الشافعية 1/ 447]

أبو يعلى البيضاوي
2013-01-30, 12:32 AM
234- جفاء ظاهر واعتذار خفي

الشيخ "أبو حامد أحمد بن أبي طاهر محمد بن أحمد الإسفرايني" ، الفقيه الشافعي, روي أنه قابله بعض الفقهاء في مجلس المناظرة بما لا يليق، ثم أتاه في الليل مُعتذرا إليه، فأنشده يقول:



جفاءٌ جَرَى جهرا لدى الناسِ وانبسط ... وعُذْرٌ أتى سِرّا فأَكَّدَ ما فَرَطْ
ومن ظن أن يمحو جَلِيُّ جَفَاِئِه ... خَفِيَّ اعتذارٍ فهو في أَعْظَمِ الغَلَطْ


المصدر : [ وفيات الأعيان 1 / 73]

قلت - رحم الله والدي-:
توضيح وبيان: "أبو حامد": هو الأستاذ، العلامة، شيخ الإسلام أبو حامد أحمد بن أبي طاهر الإسفراييني, شيخ الشافعية ببغداد, قال الشيخ أبو إسحاق في (الطبقات) :انتهت إليه رئاسة الدين والدنيا ببغداد، وعلق عنه تعاليق في شرح المزني، وطبق الأرض بالأصحاب، وجمع مجلسه ثلاث مائة متفقه/ توفي سنة 406 هـ
ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 193, تاريخ بغداد 4 / 368 ، وفيات الأعيان 1 / 72 ، طبقات السبكي 4 / 61

أبو يعلى البيضاوي
2013-01-30, 12:39 AM
235- شرف الإنسان

قال "أبو حيان التوحيدي" : سمعت "أبا حامد المروروذي" يقول: ليس ينبغي أن يُحْمَدَ الإنسانُ على شَرَفِ الأَبّ ولا يُذم عليه، كما لا يُمدح الطويل على طوله، ولا يُذم القبيح على قبحه.


المصدر " [ وفيات الأعيان 1 / 69 ]

قلت - رحم الله والدي-:
توضيح وبيان: "المروروذي": هو العلامة، شيخ الشافعية، "أبو حامد أحمد بن بشر بن عامر المروروذي"، مفتي البصرة، وصاحب التصانيف, توفي سنة 362 هـ
ترجمته في: سير أعلام النبلاء 16 / 166, وفيات الأعيان 1 / 69 ، طبقات السبكي 3 / 12 ، شذرات الذهب 3 / 40

أبو يعلى البيضاوي
2013-01-30, 08:42 PM
236- أبيات شعرية في ذم الصوفية

"شداد بن إبراهيم بن حسن", أبو النجيب الملقب بـ: "الطاهر الجزري", شاعر من شعراء "عضد الدولة ابن بويه"، [ت 401هـ ], من شعره:


أيا جيلَ التَّصَوُّفِ شَرَّ جِيلِ *** لقد جِئْتُمْ بأمرٍ مُسْتَحِيلِ
أفي القرآن قال لكم إِلهي *** كُلُوا مِثل البهائِم وارْقُصُوا لِي


المصدر : [ معجم الأدباء 3 / 1414 ]

أبو يعلى البيضاوي
2013-01-30, 09:49 PM
237- أبيات في "الصاحب"

[ قال ياقوت رحمه الله ]: قرأت بخط "أبي إسحاق ابراهيم بن محمد الطبري" المعروف بـ: "توزون" ما يرفعه إلى "شبيل [ بن عزرة ] الضبعي" أنه أنشد "للمتلمس"، وكان عالما بـ: "المتلمس" لأنهما من "ضبيعة":



إذا كنت في كلّ الأمور مُعاتبا *** صَديقك لا تلقى الذي لا تعاتبه
فعش واحدا أو صِلْ أخاك فإنه *** مقارف ذنب مرة ومجانبه
إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى *** ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه


قال "أبو عبيدة": فأنشدني "بشار" هذه الأبيات لنفسه, في قصيدته التي يقول فيها:

رويدا تصاهل بالعراق جيادنا ... كأنك بالضحاك قد قام نادبه

فقلت "لبشار": إن "شبيلا" أنشدني هذه الأبيات "للمتلمس", فقال: كذب "شبيل"، هذه والله شعري، ولقد أعطاني "ابن هبيرة" عليه أربعين ألفا.


المصدر : [ معجم الأدباء 3 / 1413]

قلت - رحم الله والدي-:
الأبيات في "ديوان بشار" المطبوع بتحقيق الشيخ "محمد الطاهر بن عاشور"/ رابط تحميله (http://www.archive.org/details/diwan-ibn-bord)/ وعنده [1/325]:

إذا كنت في كل الذنوب معاتبا *** صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه
فعش واحدا أوصل أخاك فإنه *** مفارق ذنب مرة ومجانبه

أبو يعلى البيضاوي
2013-01-30, 11:59 PM
237- أبيات في "الصاحب"

[ قال ياقوت رحمه الله ]: قرأت بخط "أبي إسحاق ابراهيم بن محمد الطبري" المعروف بـ: "توزون" ما يرفعه إلى "شبيل [ بن عزرة ] الضبعي" أنه أنشد "للمتلمس"، وكان عالما بـ: "المتلمس" لأنهما من "ضبيعة":



إذا كنت في كلّ الأمور مُعاتبا *** صَديقك لا تلقى الذي لا تعاتبه
فعش واحدا أو صِلْ أخاك فإنه *** مقارف ذنب مرة ومجانبه
إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى *** ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه


قال "أبو عبيدة": فأنشدني "بشار" هذه الأبيات لنفسه, في قصيدته التي يقول فيها:

رويدا تصاهل بالعراق جيادنا ... كأنك بالضحاك قد قام نادبه

فقلت "لبشار": إن "شبيلا" أنشدني هذه الأبيات "للمتلمس", فقال: كذب "شبيل"، هذه والله شعري، ولقد أعطاني "ابن هبيرة" عليه أربعين ألفا.


المصدر : [ معجم الأدباء 3 / 1413]

قلت - رحم الله والدي-:
الأبيات في "ديوان بشار" المطبوع بتحقيق الشيخ "محمد الطاهر بن عاشور"/ رابط تحميله (http://www.archive.org/details/diwan-ibn-bord)/ وعنده [1/325]:

إذا كنت في كل الذنوب معاتبا *** صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه
فعش واحدا أوصل أخاك فإنه *** مفارق ذنب مرة ومجانبه

أبو يعلى البيضاوي
2013-02-01, 12:18 AM
238- شعر ابن هانئ الأندلسي

"ابن هانئ المغربي", محمد بن ابراهيم, أبو القاسم وأبو الحسن الأزدي, الأندلسي الشاعر المشهور , قيل: أنه من ولد "يزيد بن حاتم بن قبيصة بن المهلب بن أبي صفرة" وقيل: من ولد أخيه "روح"


قال "ابن خلكان": وليس في المغاربة من هو في طبقته, لا من متقدميهم ولا من متأخريهم, بل هو أشعرهم على الإطلاق, وهو عندهم "كالمتنبي" في المشارقة, وكانا متعاصرين
قلت [ الصفدي ]: أما "أبو العلاء المعري" فكان يقول عن شعره" هو بَعْرٌ مُفَضَّض, وإذا سمعه يقول: رَحًى تَطْحَنُ قُرُوناً, وهذا من التعصب المفرط, لأن شعرهُ يرشف خَنْدَرٍيساً, ويَكْسِفُ من أشعار غيره شموسا

المصدر : [ الوافي بالوفيات 1/ 260 ]

قلت - رحم الله والدي-:
"ابن هانئ" قال الحافظ "الذهبي" في "السير"[16 / 132]: نظمه بديع في الذروة، وكان حافظا لأشعار العرب وأيامها، لكنه فاسق خمير يتهم بدين الفلاسفة، فهرب لما هموا به إلى العدوة، فاتصل بالمعز العبيدي، فأنعم عليه، وشرب عند قوم، فخنق في رجب سنة 362 ه، وهو في عشر الخمسين, و"ديوانه" كبير، وفيه مدائح تُفضِي به إلى الكفر .اهـ
قلت: من ذلك قوله في "المعز لدين الرافضة العبيدي":

ما شئتَ لا ما شاءتِ الأقدارُ *** فاحكُمْ فأنتَ الواحد القهّار
و كأنّما أنتَ النبيُّ محمّدٌ *** وكأنّما أنصاركَ الانصارُ
أنتَ الذي كانتْ تُبشِّرنَا بهِ *** في كُتْبِها الأحبارُ والأخبارُ
هذا إمامُ المتَّقينَ ومنْ بهِ *** قد دُوِّخَ الطُّغيانُ والكُفّار
هذا الذي ترجى النجاة ُ *** بحبِّه و به يحطُّ الإصرُ والأوزار
هذا الذي تجدي شفاعته *** غداوتفجَّرَتْ وتدفّقَتْ أنهار
فعليه من الله ما يستحق

أبو يعلى البيضاوي
2013-02-01, 09:05 PM
233- امتحان عالم

حكى القَاضِي "أَبُو الْعَلَاء الغزنوي" فِي كتاب " سر السرُور ":
أَن "نظام الملك" صَادف فِي سفر رَاجِلا فِي زي الْعلمَاء, قد مَسّه الكلال, فَقَالَ لَهُ: أَيهَا الشَّيْخ، عييت أم أعييت؟ , فَقَالَ: أعييت يَا مَوْلَانَا، فَتقدم إِلَى حَاجته بِتَقْدِيم بعض الجنائب إِلَيْهِ، والْإِصْلَاح من شَأْنه، وَأخذ فِي اصطناعه.
[ قال ابن الصلاح ]: وَإِنَّمَا أَرَادَ بسؤاله اختباره، فَإِن عيي: فِي اللِّسَان، وأعيى: كل وتعب.


المصدر : [طبقات الفقهاء الشافعية 1/ 447]



تتميم :
وهذه "المسألة اللغوية" كانت سببا للإمام "أبي الحسن الكسائي" [ت هـ189 هـ] في أن يطلب "علم النحو" , فقد ذكر في "إنباه الرواة"(2 / 257): عن "الفرّاء" قوله: إنما تعلّم "الكسائىّ" النحو على الكبر؛ وكان سبب تعلّمه أنه جاء يوما وقد مشى حتى أعيا، فجلس إلى الهبّاريّين- وكان يجالسهم كثيرا- فقال: قد عيّيتُ، فقالوا له: تجالسنا وأنت تلحن! , قال: كيف لحنتُ؟ ,قالوا له:
إن كنت أردت من التعب، فقل: «أعييتُ» ، وإن كنت تريد من انقطاع الحيلة فقل: «عَييتُ» (مخفّفة) , فأنت من هذه الكلمة لحنت, ثم قام من فوره ذلك يسأل عمن يعلّم النحو، فأرشدوه إلى "معاذ الهراء " ، فلزمه حتى أنفد ما عنده, ثم خرج إلى البصرة، فلقى "الخليل" وجلس فى حلقته

أبو يعلى البيضاوي
2013-02-02, 12:32 AM
239- لا كرامة لمبتدع

قال "المروذي": أَخْبَرْتُ "أحمد بن حنبل" أنّ "أبا شعيب السوسي" الرقي زَوَّجَ بنته رجلا، فلما وَقَفَ في القرآن فَرَّقَ بينه وبين ابنته، وقد كان شاور "النُّفَيلِي" فأمره أن يفرّق بينهما, فقال "أحمد": أحسن "السوسي"، عافاه الله


المصدر: [ مسالك الأبصار في ممالك الأمصار 5 / 273 ]

قلت - رحم الله والدي-:
رحم الله هؤلاء الائمة الأبرار الأطهار, هذا في زمانٍ كان فيه استقامة الدين والعقيدة هو معيار الصلاح, وميزان القَبُول, وأما اليوم فصار الدرهم والدينار هما المعيار والميزان, قإن صَلح درهمك ودينارك لم ينظر في شيء بعدهما, فالله عفوك وسترك علينا
توضيح وبيان: "النفيلي": عبد الله بن محمد بن علي الإمام الحافظ، عالم الجزيرة، أبو جعفر القضاعي الحراني، أحد الأعلام, قال فيه الإمام"أحمد بن حنبل": أبو جعفر النفيلي: أهل أن يقتدى به /ت 234 هـ, ترجمته في "السير"[10 / 634]
و"السوسي": أبو شعيب صالح بن زياد بن عبد الله, الإمام المقرئ المحدث، شيخ الرقة/ت261 هـ, ترجمته في "السير "[12 / 380]

أبو يعلى البيضاوي
2013-02-02, 07:57 PM
240- العمل الخالص لله تعالى

- قال "عبد الله العجلي": كان "حمزة" سنةً يكونُ بالكوفة, وسنةً بحلوان, فختم عليه رجل من أهل حلوان من مشاهيرهم، فبعث إليه بألف درهم، فقال لابنه: كنت أظن لك عقلا أنا آخذ على القرآن أجرا ؟ , أنا أرجو على هذا الفردوس !!
- وقال "خلف بن تميم": مات أبي وعليه دين، فأتيت "حمزة" ليُكَلِّمَ صاحب الدين, فقال: ويحك إنه يقرأ عليّ القرآن، وأنا أكره أن أشربُ الماءَ من بيت من يقرأ عَلَيَّ.
- وقال "حسين الجعفي": ربما عطش "حمزة" فلا يستسقي كراهية أن يصادف من قرأ عليه.


المصدر: [ مسالك الأبصار في ممالك الأمصار 5 / 221 ]

قلت - رحم الله والدي-:
"حمزة بن حبيب بن عمارة التيمي" , الإمام القدوة شيخ القراءة، أبو عمارة التيمي مولاهم، الكوفي، الزيات، ترجمته في "السير"(7 / 90)

أبو يعلى البيضاوي
2013-02-03, 10:28 PM
241- عرفه من أثره

لما قُتِلَ "عبد الله بن الزبير" قدم أخوه "عروة" على "عبد الملك بن مروان"، فقال له يوما: أن تعطيني سيف أخي "عبد الله"، فقال: هو بين السيوفِ ولا أُمَيِّزُهُ من بينها فقال "عروة": إذا حضرت السيوف مَيَّزْتُهُ أنا، فأمر "عبد الملك" بإحضارها, فلما حضرت أخذ منها سيفا مُفَلَّلَ الحَدِّ، فقال: هذا سيف أخي، فقال "عبد الملك"، كنت تعرفه قبل الآن، فقال: لا, فقال: كيف عرفته ؟ , فقال بقول "النابغة الذبياني": [الطويل]

ولا عيبَ فيهم غير أن سيوفَهم ... بهن فُلولٌ من قِرَاعٍ الكتائِبِ


المصدر: [ مسالك الأبصار في ممالك الأمصار 5 / 611 ]

أبو يعلى البيضاوي
2013-02-03, 10:34 PM
242- عاقل الأندلس

يحيى بن يحيى بن كثير بن وسلاس الليثي الأندلسي، راوي كتاب "الموطأ" [ت 230 هـ]
كان "مالك" يسميه: "عاقل الأندلس"، وكان سبب ذلك فيما روي: أنه كان في مجلس "مالك" مع جماعة من أصحابه فقال قائل: قد حَضَرَ "الفيل"، فخرج أصحاب "مالك" كلهم لينظروا إليه, ولم يخرج "يحيى"، فقال له "مالك": ما لك لا تخرج تراه، لأنه لا يكون بالأندلس؟ , فقال: أنا جئت من بلدي لأنظر إليك، وأتعلم منك هديك وعلمك، ولم أجئ لأنظر إلى "الفيل", فأعجب به "مالك" وسماه: "عاقل الأندلس".

المصدر: [ مسالك الأبصار في ممالك الأمصار 5 / 574 ]

قلت - رحم الله والدي-:
يعجب المرء أشد العجب من حرض هؤلاء الأئمة الأعلام على طلب العلم وأسبابه, وإيثارهم ذلك على الملاذ والشهوات الدنيوية, فرحمهم الله وجزاهم عنا خير الجزاء, ويقرب من هذه القصة ما ذكره "الذهبي" في "سيره "(14 / 291): عن الحافظ "ابن طاهر المقدسي" قال: كنت يوما أقرأ على "أبي إسحاق الحبال" جزءا، فجاءني رجل من أهل بلدي، وأَسَرَّ إِلَيَ كلاما قال فيه: إن أخاك قد وصل من الشام، وذلك بعد دخول الترك بيت المقدس، وقتل الناس بها، فأخذت في القراءة، فاختلطت علي السطور، ولم يُمْكِنِّي أقرأ، فقال "أبو إسحاق": ما لك? قلت: خير، قال: لا بد أن تخبرني، فأخبرته، فقال: وكم لك لم تر أخاك? قال: سنين، قال: ولم لا تذهب إليه? قلت: حتى أتم "الجزء"، قال: ما أعظم حرصكم يا أهل الحديث، قد تم المجلس، وصلى الله على محمد، وانصرف.

أبو يعلى البيضاوي
2013-02-05, 12:45 AM
243- العسل شفاء

"محمد بن أحمد بن إبراهيم, أبو الفرج البغدادي" المقرئ, غلام ابن شنبوذ «[ ت388 ه]


قال "أبو عمرو الداني": سمعت "عبد العزيز بن علي المالكي" يقول: دخل "أبو الفرج" غلام شنبوذ على "عضد الدولة" زائرا، فقال له: يا "أبا الفرج"، {إن الله يقول يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ}, ونرى العسل يأكله المَحْرُور فيتأذى به، والله الصادق في قوله ؟ , قال: أصلح اللهُ الملكَ، إن الله لم يَقُلْ فيه الشفاءُ- بالألف واللام- اللذين يدخلان لاستيفاء الجنس، وإنما ذكره منكّراً، فمعناه فيه شفاء لبعض الناس دون بعض.


المصدر: [ مسالك الأبصار في ممالك الأمصار 5 / 294 ]

قلت - رحم الله والدي-:
قال "ابن الجوزي" في"زاد المسير"(2 / 570): الصحيح أن ذلك خرج مخرج الغالب, قال "ابن الأنباري": الغالب على العسل أنه يعمل في الأدواء، ويدخل في الأدوية، فإذا لم يوافق آحادَ المرضى، فقد وافق الأكثرين، وهذا كقول العرب: "الماء حياة كل شيء"، وقد نرى من يقتله الماء، وإِنما الكلام على الأغلب.اهـ
وقال "ابن عطية" في "المحرر الوجيز"(3 / 406): قوله {فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ} الضمير للعسل، قاله الجمهور, ولا يقتضي العموم في كل علة, وفي كل إنسان، بل هو خبر عن أنه يشفي كما يشفي غيره من الأدوية في بعض دون بعض, وعلى حال دون حال، ففائدة الآية إخبار مُنَبِّهٌ منه في أنه دواء كما كثر الشفاء به, وصار خليطا ومعينا للأدوية في الأشربة والمعاجين، وقد روي عن "ابن عمر" أنه كان لا يشكو شيئا إلا تداوى بالعسل، حتى إنه كان يدهن به الدمل والضرحة ويقرأ فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ, قال القاضي "أبو محمد": وهذا يقتضي أنه يرى الشفاء به على العموم. اهـ
وقال العلامة "ابن القيم" رحمه الله في "زاد المعاد"(4 / 34): قد اختلف الناس في قوله تعالى: {يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس}، هل الضمير في " فيه " راجع إلى الشراب، أو راجع إلى القرآن؟ , على قولين, الصحيح رجوعه إلى الشراب, وهو قول "ابن مسعود"، و"ابن عباس"، و"الحسن"، و"قتادة"، والأكثرين فإنه هو المذكور, والكلام سيق لأجله، ولا ذكرَ للقرآنِ في الآية، وهذا الحديث الصحيح وهو قوله: صدق الله كالصريح فيه، والله تعالى أعلم.

أبو يعلى البيضاوي
2013-02-06, 01:10 AM
244- نصيحة إبليس

حكى "أبو الحسن ابن العطار" عنه [ أي الإمام النووي رحمه الله ] أنه قال:
كنت مريضا بالرواحية, فبينا أنا ليلة في الصُفَّة الشرقية بها, ووالدي وإخوتي نائمون إلى جانبي, إذ عافاني الله من ألمي, ونشطني للذكر, فجعلت أسبّح بين السر والجهر، فبينما أنا كذلك إذا بشيخ حسن الصورة, جميل المنظر, يتوضأ على البركة, قريبا من نصف الليل، فلما فرغ من وضوئه أتاني, وقال لي: يا ولدي لا تذكر فتزعج أباك وإخوتك وأهل المدرسة, فقلت: يا شيخ من أنت؟ , قال: أنا ناصح لك، ودعني أكون من كنت، فوقع في نفسي أنه "إبليس"، فقلت: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ورفعت صوتي بالتسبيح، فأعرض عني, ومشى نحو باب المدرسة، فقمت أتبعه فلم أجده، ووجدت الباب مقفلا، وفتشتها فلم أجد أحدا فيها، غير من كان فيها، فقال لي والدي: ما خبرك يا يحيى؟ , فأخبرته، فجعل هو وإخوتي يتعجبون وقعدنا كلنا نسبح ونذكر .

المصدر: [ مسالك الأبصار في ممالك الأمصار 5 / 682 ]


قلت - رحم الله والدي-:
القصة في كتاب: "تحفة الطالبين في ترجمة الإمام محيي الدين" [ص 52] تأليف "أبي الحسن علاء الدين علي بن إبراهيم ابن العطار" تلميذ النووي المتوفي سنة 724هـ / تحميل الكتاب (http://www.archive.org/download/waq86902p/86902p.pdf)
بيان وتوضيح: "المدرسة الرواحية" هي ملاصقة للمسجد الأموي دمشق من جهة الشرق, داخل باب الفراديس, بناها "أبو القاسم هبة الله" المعروف‏:‏ "بابن رواحة", ووقفها على الشافعية، وفوض نظرها وتدريسها إلى الشيخ "تقي الدين بن الصلاح الشهرزوري"

أبو يعلى البيضاوي
2013-02-06, 11:53 PM
القصة في صحيح البخاري من كتاب المَغَازِي باب قتل أبي جهل. (الأميرية ج5 / ص76) بتغيير طفيف.



http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif (http://gool.us/)



من مشاركة للاخ الفاضل : القاسم بن محمد / ملتقى اهل الحديث جزاه الله خيرا

أبو يعلى البيضاوي
2013-02-07, 12:25 AM
245- من درر اللغة

(أُخْرَى) تأنيث: "آخر", وهو غير مصروف, قال الله تعالى: {فعدة من أيام أُخَر} [البقرة: 184], لأن أفعل الذي معه "مِن"، لا يُجمع ولا يُؤنث، ما دام نكرة, تقول: "مررت برجل أفضل منك", "وبرجال أفضل منك", "وبامرأة أفضل منك"
فإن أدخلت عليه "الألف واللام", أو أضفته ثَنَّيْتَ وجَمَعْتَ وأَنَّثْتَ، تقول" "مررت بالرجل الأفضل", "وبالرجلين الأفضلين", "وبالرجال الأفْضَلِين", "وبالمرأة الفُضلَى", "وبالنساء الفضل", "ومررت بأفضلهم", "وبأفضليهم", "وبأفضليهم", "وبفضلاهن", "وبفضلهن"
ولا يجوز أن تقول: "مررت برجل أفضل", "ولا برجال أفاضل", "ولا بامرأة فضلى" حتى تصله بـ: "مِن", أو تدخل عليه "الألف واللام", وهما يتعاقبان عليه
وليس كذلك "آخَر"، لأنه يؤنث ويجمع بغير "مِن" وبغير "الألف واللام" وبغير الإضافة, تقول: "مررت برجل آخر", "وبرجال أُخَر", "وآخرين", "وبامرأة أخرى", "وبنسوة أُخَر"
فلما جاء معدولا وهو صفة مُنِع الصرف, وهو مع ذلك جمع, فإن سَمَيْتَ به رجلا صَرَفْتَهُ في النكرة عند "الأخفش" ولم تصرفه عند "سيبويه".


المصدر: [ مختار الصحاح 1 / 15 / مادة: أخ ر]

أبو يعلى البيضاوي
2013-02-07, 10:39 PM
246- بين الفارسي والمتنبي

ذكر "علي بن عيسى الربعي" في كتاب «التنبيه» الذي رد فيه على "ابن جني" في كتاب «الفسر» قال:
كنت يوما عند "المتنبي" بشيراز, فقيل له: "أبو علي الفارسي" بالباب، وكانت بينهما مودة، فقال: بادروا إليه فأنزلوه، فدخل عليه "أبو علي" وأنا جالس عنده، فقال: يا "أبا الحسن" خذ هذا «الجزء» فأعطاني جزءا من كتاب «التذكرة», وقال: اكتب عن الشيخ البيتين اللذين ذاكرتك بهما، وهما:

سأطْلُبُ حَقّي بالقَنَا ومَشايخٍ *** كأنّهُمُ من طولِ ما التَثَمُوا مُرْدُ
ثِقالٍ إذا لاقَوْا خِفافٍ إذا دُعُوا *** كَثيرٍ إذا اشتَدُّوا قَليلٍ إذا عُدُّوا



فهما مثبتان في «التذكرة» بخطي، قال: وهذا من فعل الشيخ "أبي علي الفارسي" عظيم، قال "الربعي": وكان قصد "أبي علي الفارسي" نفعه لا التأدب والتكثّر، وأيّا قصد فهو كثير.


المصدر : [ بغية الطلب فى تاريخ حلب 2/ 671]



قلت - رحم الله والدي-:
القصة فيها من الفوائد: طلب "أبي علي" لعلو الإسناد , ثم رواية الأكابر عن الأصاغر, وتعظيم الفارسي للمتنبي ومعرفة مكانته في الشعر, والضمير في "نَفْعه" عائد إلى "الربعي"
بيان وتوضيح: "الرَّبَعِيُّ": أبو الحسن علي بن عيسى بن الفرج البغدادي، إمام النحو, صاحب التصانيف, لازم "أبا سعيد السيرافي" ببغداد، و"أبا علي الفارسي" بشيراز حتى بلغ الغاية, ت420 هـ/ ترجمته في سير الأعلام [17/ 392]

أبو يعلى البيضاوي
2013-02-07, 11:59 PM
247- ميتة شاعر

[ قال ياقوت الحموي رحمه الله ] : قرأت بخط "يحيى بن سلامة بن الحسين بن محمد الحصكفي" في «تعليق» له، حكي أن "السّريّ الرفّاء" حين قصد "سيف الدولة ابن حمدان" رحمه الله أنشده بديها بيتين هما:

إني رأيتك جالسا في مجلسٍ ... قعد الملوكُ به لديكَ وقامُوا
فكأنك الدهرُ المحيطُ عليهم ... وكأنهم من حولكِ الأيامُ


ثم أنشده بعد ذلك ما كان قال فيه من الشعر، وبعد يومين أو ثلاثة أنشده "أبو الطيب المتنبي":

أيدري الدمع أي دم أراقا.
إلى أن انتهى إلى قوله:

وخصر تنبتُ الأبصارُ فيه ... كأنَّ عليهِ من حَدَقٍ نِطاقا

قال: فقال "السري" هذا والله معنى ما قدر عليه المتقدمون، ثم إنه حُمَّّ في الحال حسداً، وتحامل إلى منزله، فمات بعد ثلاثة أيام.
قلت [ ياقوت ]: هكذا وجدته بخط "الحصكفي"، و"المتنبي" فارق "سيف الدولة" في سنة ست وأربعين وثلاثمائة [346هـ], و"السري" توفي بعيد سنة ستين وثلاثمائة [360 هـ] بغداد على ما نقله "الخطيب" في «تاريخه»، وقيل سنة اثنتين وستين وثلاثمائة [362 هـ]، فعلى هذا لا يكون لهذه الحكاية صحة
وقد نقل "أبو اسحاق إبراهيم بن حبيب السقطي" في تاريخه المسمى: «بلوامع الأمور» أن "السري" توفي سنة أربع وأربعين وثلاثمائة [344هـ]، فعلى هذا تكون هذه الحكاية محتملة الصحة, بشرط أن يكون موت "السري" بالشام، ولم ينقل ذلك كيف، وهو أن هذه القصيدة من أول شعر "أبي الطيب المتنبي" في "سيف الدولة" والله أعلم.


المصدر : [بغية الطلب فى تاريخ حلب 2/ 672]

أبو يعلى البيضاوي
2013-02-09, 03:51 PM
248- صادق الوعد

قال الشيخ الإمام [ تقي الدين السبكي ] رحمه الله -:
نكتة بيضاء لَمَحْتُهَا من غير أن أسمعها من أحد, قوله تعالى {واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد} [مريم: 54]الآية، فَكَّرْتُ من مدة طويلة وأنا بديار مصر, في إفراده عن أبيه وأخيه, والفصل بينهما بقصة موسى عليه السلام, فوقع في خاطري أنه لكونه جد النبي صلى الله عليه وسلم فذُكِرَ مستقلا بنفسه تعظيما لقدر النبي صلى الله عليه وسلم, وفكرتُ الآن فيه بالتلاوة فلمحتُ ذلك وزيادة عليه, وهي الصفات التي أثنى عليه بها, ومن جملتها وهو ختامها {وكان عند ربه مرضيا}[مريم: 55] والمرضِيُّ عند الله هو الصفوة والخلاصة, والنبي صلى الله عليه وسلم مصطفى منه, ومن جُملتها {وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة}[مريم: 55], وإذا كان أهله بهذه الصفة وهو بصفة صدق الوعد والرسالة والنبوة وهما أعني إسماعيل عليه السلام وأهله أصلا في غاية الزكاء والخير, فهو وأهله جرثومة نور نشَأَ منها أعظم منها، وهو النور الأعظم خاتم النبيين وسيد المرسلين - صلى الله عليه وسلم - انتهى.


المصدر : [ فتاوى السبكي 1 / 68 ]

قلت - رحم الله والدي-:
من عجيب ما اتفق لنبينا صلى الله عليه وسلم فوافق فيه أباه إسماعيل النبي عليه السلام, موافقته في صفة صدق الوعد الذي مدح به في الآية الكريمة, ومن شابه أباه فما ظلم, فقد أخرج "ابن أبي حاتم" في «تفسيره»[13148] عن سفيان الثوري قال: بلغني أن "إسماعيل" وصاحبا له أتيا قرية, فقال له صاحبه: إما أن أجلس وتدخل فتشتري طعاما زادنا, وإما أن أدخل فاكفيك ذلك, فقال له "إسماعيل": بل ادخل أنت, وأنا أجلس أنتظرك, فدخل ثم نسي, فخرج فأقام مكانه حتى كان الحول من ذلك اليوم, فمر به الرجل فقال له: أنت ههنا حتى الساعة, قال: قلت لك لا أبرح حتى تجيء, فقال تعالى: {واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد}
وأخرج "ابن جرير" عن سهل بن سعد قال: أن "إسماعيل" عليه السلام وعد رجلا أن يأتيه, فجاء ونسي الرجل, فظل به "إسماعيل" وبات حتى جاء الرجل من الغد, فقال: ما برحت من ههنا, قال: لا قال: إني نسيت, قال: لم أكن لأبرح حتى تأتيني, ولذلك {كان صادق الوعد}
وأخرج "أبوداود" في «سننه»[4996]: عن عبد الله بن أبي الحمساء، قال: بايعت النبي صلى الله عليه وسلم ببيع قبل أن يُبعث, وبقيت له بقية فوعدته أن آتيه بها في مكانه، فنسيتُ، ثم ذكرتُ بعد ثلاث، فجئتُ فإذا هو في مكانه، فقال: «يا فتى، لقد شققتَ علَيَّ، أنا هاهنا منذ ثلاث أنتظرك».

أبو يعلى البيضاوي
2013-02-09, 10:26 PM
249- الاهتمام لقوت الأولاد

قال الشيخ الإمام [ تقي الدين السبكي ]- رحمه الله –



مِنْ النَّاسِ مَنْ قَدْ دَبَّرُوا فَتَحَصَّلُوا ... عَلَى نِعْمَةٍ فِي نَسْلِهِمْ هِيَ بَاقِيَهْ
وَمَا لِي تَدْبِيرٌ لِنَفْسِي لَا وَلَا ... لِنَسْلِيَ لَكِنْ نِعْمَةُ اللَّهِ كَافِيَهْ
كَمَا عَالَنِي دَهْرِي كَذَاكَ يَعُولُ مَنْ ... أُخَلِّفُهُ فِي عِيشَةٍ هِيَ رَاضِيَهْ
وَمِنْهُمْ أُنَاسٌ وَفَّرَ اللَّهُ حَظَّهُمْ ... لِخَيْرِهِمْ فِي جَنَّةٍ هِيَ عَالِيَهْ
وَقَوْلِي رَبِّي آتِنَا حَسَنَتَيْهِمَا ... وَثَالِثَةً عَنَّا جَهَنَّمَ وَاقِيَهْ


نظمتُها يوم الاثنين سابع شوال سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة, بسبب أني تفكرتُ في حالي وحال أولادي, ولِي في القضاء أربع عشرة سنة, لم يَحصُل لهم ما يَبقَى لهم من بعدي, وأقمتُ قبل ذلك بمصر نحوا من سبع عشرة سنة متمكنا من أن أحصل لهم رواتب كثيرة لم أحصل لهم شيئا من ذلك، وافتكرت قاضيين في دمشق "ابن أبي عصرون" و"ابن الزكي" حصلا ما هو باق لذريتهما إلى اليوم, و"ابن دقيق العيد" في مصر لم يتركْ لأولاده شيئا, ولا حَصَلَ لهم بعده شيئا, ونفسي تطلب الخير لأولادي في حياتي وبعد مماتي, فتوكلت على الله وأحلتهم على فضله كما تفضل علي
ونظمتُ هذه الأبيات, وأشرتُ في البيت الأخير إلى قوله تعالى {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} [البقرة: 201]
أسأل الله تعالى ذلك وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليما كثيرا.


المصدر: [ فتاوى السبكي 1 / 125 ]

أبو يعلى البيضاوي
2013-02-11, 10:01 AM
250- شاعر رافضي

أحمد بن منير بن أحمد بن مفلح أبو الحسين الاطرابلسي الشاعر[ ت 548 هـ]


[ قال ابن العديم رحمه الله ]: حكى لي "أبو طالب" القيّم، وكان شيخا مسنا عندنا بحلب، وكان أولا قيما بالمسجد الجامع بحلب، ثم صار قيما بمدرسة شاذبخت النوري رحمه الله، والعهدة عليه، قال:
لما مات "ابن منير" خرجنا جماعة من الأحداث تنفرج بمشهد الحف, فقال بعضنا لبعض: قد سمعنا أنه لا يموت من كان يسب أبا بكر وعمر رضي الله عنهما إلا ويمسخه الله في قبره خنزيرا، ولا نشك أن "ابن منير" كان يسبّهما، وأجمع رأينا على أن نمضي الى قبره تلك الليلة, وننبشه لنشاهده، قال لي: فمضينا جميعا, ونبشنا قبره, فوجدنا صورته صورة خنزير, ووجهه منحرف عن القبلة إلى جهة الشمال, وكان معنا ضوء, فأخرجناه على شفير قبره ليشاهده الناس، ثم بدا لنا فأحرقناه, ووضعناه في القبر, وأعدنا التراب عليه، هذا معنى ما حكاه لي "أبو طالب القيّم والله أعلم.


المصدر: [بغية الطلب فى تاريخ حلب 3 / 1164 ]

قلت - رحم الله والدي-:
قال في "السير" (20 / 224): قال ابن عساكر : رأيته مرات، وكان رافضيا، خبيث الهجو والفحش، سجنه "بوري" مدة، وهم بقطع لسانه، ثم تسحب، فلما ولي "شمس الملوك"، عاد إلى دمشق، فبلغ "شمس الملوك" عنه أمر، وأراد صلبه، فاختفى، وهرب، ثم قدم في صحبة الملك "نور الدين"، وتوفي في جمادى الآخرة، سنة 548، بحلب, وكان هو و"القيسراني" كفرسي رهان، لكن "القيسراني" سني دين.

أبو يعلى البيضاوي
2013-02-12, 01:23 AM
251- مناظرة مجوسي

[ قال ابن العديم ]: أخبرنا أبو القاسم عبد الرحيم بن يوسف بن الطفيل, قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السّلفي, قال: حدثنا أبو الفتح القزويني, قال: حدثنا "أبو يعلى الخليلي" قال: سمعت "الحاكم أبا عبد الله" يحكي بإسناد لا يحضرني:
أن "إسحاق بن راهويه" ناظره عند بعض الأمراء مجوسي, فقال: أنتم لا تُحسِنُون الى الموتى، توارونَهم في التراب حتي تنفسد أعضاؤهم, ونحن نُحسن إليهم، نَفتح عليهم الرياحَ، فقال: بيني وبينك مسألة المولود إذا ولدته أمه ثم اكترت له ظئرا ترضعه إذا فطم، الأمُّ أولى به أم الظئرُ ؟ , فقال: الأم، فقال: الأرض أُمَّنَا قال الله تعالى: { مِنْها خَلَقْناكُمْ وَفِيها نُعِيدُكُمْ }


المصدر: [بغية الطلب فى تاريخ حلب 3 / 1400 ]

أبو يعلى البيضاوي
2013-02-13, 01:07 AM
252- شعر نحس



أبو محمد ابن الخشاب عبد الله بن أحمد بن أحمد البغدادي , الشيخ الإمام العلامة المحدث إمام النحو [ت 567 هـ ]


كان يوما في داره في وقت القيلولة، والحرّ شديد وقد نام، إذ طرق الباب عليه طرقا مزعجا, فانتبه وخرج مبادرا، وإذا رجلان من العامة، فقال: ما خطبكما ؟ , فقالا: نحن شاعران، وقد قال كل واحد منا قصيدة، وزعم أنها أجود من قصيدة صاحبه، وقد رضينا بحكمك, فقال: ليبدأ أحدكما, قال: فأنشد أحدهما قصيدته، وهو مُصْغٍ إليه، إلى أن فرغ منها، وهَمَّ الآخرُ بالإنشاد، فقال له "ابن الخشاب": على رسلك، شِعركَ أجودُ، فقال: كيف خَبِرتَ شِعري ولم تَسمعه؟ , فقال: لأنه لا يمكن أن يكون شيء أنحس من شعر هذا.


المصدر: [ معجم الأدباء 4 / 1498 ]

أبو يعلى البيضاوي
2013-02-13, 01:21 AM
253- السياسة الشرعية

لما صنف "أبو زيد" «كتاب السياسة» "ليانس" الخادم، وهو إذ ذاك والي بلخ، قال "أبو القاسم الكعبي":
قد جمع الله تعالى السياسة كلها في آية من «القرآن» ، حيث يقول: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}

المصدر: [ معجم الأدباء 4 / 1492 ]

قلت - رحم الله والدي-:
بيان وتوضيح: الكعبي أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن محمود البلخي, العلامة، شيخ المعتزلة، من نظراء أبي علي الجبائي، / ت 309 هـ
وأبو زيد: هو أحمد بن سهل البلخي /ت 322 هـ, ترجمته في الأعلام للزركلي (1 / 134)

أبو يعلى البيضاوي
2013-02-19, 12:53 AM
254- كتب مبذولة

قرىء على أبي الفتح الميدومي - بمصر، وأنا أسمع - أخبركم أبو الفرج الحراني، قال: أنشدنا أبو عبد الله محمد بن عثمان بن عبد الله العكبري الواعظ، من لفظه وحفظه، قال: أنشدني شيخي "ابن الباقلاني" المقرىء الواسطي:



كتبي لأهل العلم مبذولة ... أيديهم مثل يَدِي فيها
متى أرادوها بلا مِنَّةٍ ... عارية فليستعيروها
حاشاي أن أكتمها عنهمو ... بُخلا كما غيري يُخفيها
أعارَنا أشياخُنا كُتبهم ... وسنةُ الأشياخِ نُحْيِيهَا


وقد روى هذه الأبيات ابن السمعاني عن ابن الباقلاني، قال: أنشدني "خميس الجوزي" لنفسه.


المصدر: [ ذيل طبقات الحنابلة (2 / 527 ]

أبو يعلى البيضاوي
2013-02-19, 12:59 AM
255- مصيبة والد

ذكر "ناصح الدين بن الحنبلي": أن "ابن نجا" نَشَأَ له ولد حسن الصورة, فلما بلغ أخذ في سبيل اللهو، فدعا عليه فمات, فحضر الناس والدولة لأجله، فلما وضعوا سريره في المصلى نصبوا للشيخ كرسيا إلى جانبه، فصعد عليه، وحمد الله تعالى، وقال:
اللهم إن هذا ولدي بلغ من العمر تسع عشرة سنة، لم يجر عليه فيها قلم إلا بعد خمس عشرة سنة، بقي له ثلاث سنين، نصفها نوم، بقي عليه سنة ونصف، قد أساء فيها إلي وإليك, فأما جنايته علي، فقد وهبتها له, بقي الذي لك فهبه لي, فصاح الناس بالبكاء, فنزل وصلى عليه.


المصدر: [ذيل طبقات الحنابلة 2 / 535]

قلت - رحم الله والدي-:
بيان وتوضيح: "ابن نجا": علي بن إبراهيم بن نجا بن غنائم الأنصاري الدمشقي، الفقيه الواعظ المفسر, زين الدين أبو الحسن بن رضي الدين أبي طاهر، المعروف بـ: "ابن نجية", نزيل مصر، سبط الشيخ "أبي الفرج الشيرازي" الحنبلي: / ت 599 هـ

أبو يعلى البيضاوي
2013-02-19, 01:08 AM
256- الحافظ "عبد الغني المقدسي" رحمه الله

[قال الحافظ الضياء]: سمعت شيخنا الحافظ "عبد الغني" يقول: كنت يوما بأصبهان عند الحافظ "أبي موسى [ المديني ]", فجرى بيني وبين بعض الحاضرين منازعة في حديث, فقال: هو في «صحيح البخاري», فقلت: ليس هو فيه, قال: فكتب الحديث في رقعة ورفعها إلى الحافظ "أبي موسى" يسأله عنه, قال: فناولني الحافظ "أبو موسى" الرقعة, وقال: ما تقول، هل هذا الحديث في البخاري، أم لا ؟ , قلت: لا, قال: فخجل الرجل, وسكت.


المصدر: [ذيل طبقات الحنابلة 3 / 5 ]

أبو يعلى البيضاوي
2013-02-20, 12:38 AM
257- لا تبع الدار

قال " الحاكم ": قصدني " أبو محمد الميكالي " ، وأنا بـ" باب جنيد " في دار لي جديدة، فقال: بلغني أنك هممت ببيع دارك بـ:" باب عزيز " ، فقلت: هو كما بلغ الشيخ الرئيس, فقال: إني قصدتك لأمنعك من هذا، وأُبَيِّنُ لك عوار ما هممت به, دارٌ كان فيها سلَفُكَ، ثم وُلِدْتَ فيها، ومجلسٌ ختمتَ في محرابه ونُسِبَ إليك، ألم تسمع أبيات " ابن الرومي " :

ولي وطنٌ آليتُ ألا أبيعه ... وأن لا أرى غيري له الدهر مالكا
عهدتُ به شرخَ الشبابِ ونعمة ... كنعمة قوم أصبحوا في ظِلالكا
فقد ألِفَتْهُ النفسُ حتى كأنه ... لها وطنٌ إن فاتَ غُودِرتُ هالكا
وحَبَّبَ أوطان الرجال إليهم ... مآربُ قضاهَا الشبابُ هنالكا
إذا ذُكِرَتْ أوطانُهم ذَكَّرَتْهُم ... عهودَ الصِّبَا فيها فحَنُّوا لذلكا
ثم لم يفارقني رحمه الله حتى أخذ عهدي على أن أرجع إلى الدار القديمة, وأبيع تلك الحديثة، رضي الله عن ذلك الشيخ، وجزاه عن دينه وشفقته على إخوانه خيرا.


المصدر: [ معجم الأدباء 4 / 1508 ]

قلت - رحم الله والدي-:
توضيح وبيان: عبد الله بن إسماعيل بن عبد الله بن محمد بن ميكال, كنيته أبو محمد، وهو عم أبي الفضل عبد الله بن أحمد الميكالي, كان رئيس نيسابور، مات بمكة سنة 379 هـ, ترجمته في معجم الأدباء [4 / 1507 ]

أبو يعلى البيضاوي
2013-02-21, 10:35 PM
258- سبب طلب العلم

"عبد الله بن السّيد البطليوسي", وقيل" عبد الله بن محمد بن السّيد النحوي،[ ت521ه]


حكي عنه أنه قال: كان سبب طلبتي للعلم أن والدي كان رجلا من أهل القرى، وكان له ثروة، فسلّم إليّ مالا لأدخل به إلى الحاضرة للتجارة، فدخلت إلى قرطبة, فاتفق أني اجتزت في السوق, فوجدت حلقة تباع فيها الكتب، فوقفت عليها، واستحسنت الكتب، وشريت منها بمقدار مائتي دينار للتجارة، فلما خلوت بها جعلت أفتقدها, وأقول: هذا جيد, لا ينبغي أن يباع، وهذا جيد, إلى أن اخترت لنفسي أكثرها، ثم جعلت أطالعها, فلا أفهم معانيها، فيضيق صدري, فسألت بعض الطلبة، وقلت له: أي العلوم أنفق؟ , فقال: الناس في الأدب أرغب منهم في غيره, قلت له: وأيّ الكتب أشهر من كتب الأدب؟ , فقال: كتاب "العين", فشرعت فيه على شيخ هناك, فلم تمض لي شهور حتى حفظته، ثم حفظت كتابا في النحو, ولَذَّ لي العلم، فلم تمض إلا مدة قليلة حتى صرت ممن يشار إليه, فاشتقت إلى أهلي بعد أن أنفقت جميع ما كان معي، فخرجت إليهم, واجتمعت بوالدي، فسألني عن الحال، فأخبرته بقصتي، فلم يُنكره عَلَيَّ بل سَرَّه، وقال: يا ولدي، هذه نعمة من الله في حقك, حيث ألهمك بالعلم, وأمدني بشيء آخر من المال، ورجعت إلى المدينة، وطلبت المشايخ حتى بلغت إلى ما ترون.


المصدر: [ معجم الأدباء 4 / 1528 ]

أبو يعلى البيضاوي
2013-02-21, 10:41 PM
259- كيف أصبحت ؟

"عبد الله بن أسعد بن عيسى بن علي بن الدهان الجزري" ثم الموصلي, الفقيه الشافعي الأديب الشاعر أبو الفرج [ت 581 هـ]


حكي أنه دخل يوما على "نور الدين محمود بن زنكي"، فقال له: كيف أصبحت؟ , فقال: كما لا يريد الله, ولا رسوله, ولا أنت, ولا أنا, ولا ابن عصرون، فقال له: كيف؟ , فقال: لأن الله يريد مني الإعراض عن الدنيا, والإقبال على الآخرة، ولست كذلك.
وأما رسوله فإنه يريد مني ما يريده الله مني، ولست كذلك.
وأما أنت فإنك تريد مني أن لا أسألك شيئا من الدنيا، ولست كذلك.
وأما أنا فإنني أريد من نفسي أن أكون أسعد الناس، وملك الدنيا بأجمعها، ولي الدنيا بأسرها، ولست كذلك.
وأما ابن عصرون فإنه يريد مني أن أكون مقطّعا إربا إربا، ولست كذلك.
فكيف يكون من أصبح لا كما يريد الله, ولا رسوله, ولا سلطانه, ولا نفسه، ولا صديقه, ولا عدوّه, فضحك منه، وحباه حباء حسنا.


المصدر : [ معجم الأدباء 4 / 1509 ]

أبو يعلى البيضاوي
2013-02-23, 11:54 AM
260- بعتُ جاري

كان "لأبي الأسود [ الدؤلي ]" جار يؤذيه, ويرميه بالحجارة، فشكا "أبو الأسود" ذلك إلى قومه وغيرهم، فكلموه ولاموه, فقال: لم أرمه، وإنما يرميه اللهُ, لقطعه الرحم, وسرعته إلى الظلم في بخله بماله، فقال "أبو الأسود": ما أجاور رجلا يقطع رحمي, ويكذب على الله ربي, فقيل له: وكيف يكذب على ربك ؟ , فقال: لأنه عز وجل لو رماني ما أخطأني، وهذا فلا يصيبني, ثم باع داره واشترى دارا في هذيل, فقيل لأبي الأسود: أبعت دارك ؟ , قال: ما بعت داري, وإنما بعت جاري, فأرسلها مثلا.


المصدر: [معجم الأدباء 4 / 1470 ]

أبو يعلى البيضاوي
2013-02-23, 12:28 PM
261- الحياة حركة

قيل: أصاب "أبا الأسود" الفالج, فكان يخرج إلى السوق يجر رجله, وكان موسرا ذا عبيد، فقيل له: فقد أغناك الله عن السعي في حاجاتك، لو جلست في بيتك.
فقال: لا، ولكني أخرج، ثم ادخل، فيقول الخادم: قد جاء، ويقول الصبي: قد جاء، ولو جلستُ في البيت فبالتْ عليّ الشاةُ ما منَعَها أحدٌ عَنِّي.


المصدر: [ معجم الأدباء 4 / 1472 ]

أبو يعلى البيضاوي
2013-03-01, 01:41 AM
262- أكلها دائم

قال "إبراهيم بن نوح" : سمعت "مالك بن أنس" يقول: " ليس في الدنيا من ثمار ما يشبه ثمار الجنة إلا الموز " لأن الله يقول: { أكلها دائم }[الرعد: 35], وأنت تجد الموز في الصيف والشتاء.
قال "القاضي [ابن العربي]" : وكذلك رُمَّان "بغداد"، شاهدتُ "المحول" قرية من قرى "نهر عيسى" وفي شجر الرمان حب العامين يجتمع, تقطع منه متى شئتَ صيفا وشتاء، وقيظا وخريفا، إلا أن الحبة التي بقيت في الشجرة عاما لا تَفْلِقُهَا إلا بالقدوم من شِدَّة القَشْر، فإذا انفلقت ظهر تحته حب الرمان أجمل ما كان وأينعه


المصدر : [ أحكام القرآن لابن العربي 3 / 85 ]

أبو يعلى البيضاوي
2013-03-01, 01:50 AM
263- تفسير مذموم

قوله تعالى { فما لبث أن جاء بعجل حنيذ }[هود: 69]
قال بعض علمائنا: كانت ضيافة قليلة فشكرها الحبيبُ من الحبيبِ، وهذا تَحَكُّمٌ بالظن في موضع القطع, وبالقياس في موضع النقل، من أين علم أنه قليل؟ , بل قد نقل المفسرون أن الملائكة كانوا ثلاثة, جبريل وميكائيل وإسرافيل، وعِجْلٌ لثلاثة عظيم، فما هذا التفسير في كتاب الله بالرأي ؟ , هذا بأمانة الله هو التفسير المذموم، فاجتنبوه فقد علمتموه


-المصدر: [أحكام القرآن لابن العربي 3 / 22 ]

أبو يعلى البيضاوي
2013-03-01, 02:03 AM
264- حكم إفساد العملة والتلاعب بها

قال "أبو عبد الرحمن التجيبي": كنت عند "عمر بن عبد العزيز" قاعدا، وهو إذ ذاك أمير المدينة، فأتي برجل يقطع الدراهم، وقد شهد عليه، فضربه وحلقه، فأمر فطيف به، وأمره أن يقول: هذا جزاء من يقطع الدراهم، ثم أمر به أن يرد إليه، فقال له: إنه لم يمنعني أن أقطع يدك إلا أني لم أكن تَقَدَّمْتُ في ذلك قبل اليوم، فقد تَقَدَّمْتُ في ذلك، فمن شاء فليقطع.
قال القاضي "ابن العربي": أما أدبه بالسوط فلا كلام فيه، وأما حلقه فقد فعله عمر كما تقدم, وقد كنت أيام الحكم بين الناس أضرب وأحلق؛ وإنما كنت أفعل ذلك بمن يُرَبِّي شعرَهُ عوناً على المعصية, وطريقا إلى التجمل به في الفسوق، وهذا هو الواجب في كل طريقة للمعصية أن يقطع إذا كان ذلك غير مؤثر في البدن.
وأما قطع يده فإنما أخذ ذلك "عمر" والله أعلم من فصل السرقة، وذلك أن قرض الدراهم غير كسرها، فإن الكسر إفساد الوصف, والقرض تنقيص القدر، فهو أخذ مال على جهة الاختفاء.
فإن قيل: ليس من حرز، والحرز أصل في القطع, قلنا: يحتمل أن يكون "عمر" رأى أن تَهْيِئَتَهَا للفصل بين الخلق دينارا أو درهما حرز لها، وحرز كل شيء على قدر حاله, وقد أنفذ بعد ذلك "ابن الزبير"، وقطع يد رجل في قطع الدراهم والدنانير.
وقد قال علماؤنا "المالكية": إن الدراهم والدنانير خواتيم الله, عليها اسم الله, ولو قطع على قول أهل التأويل من كسر خاتما لله لكان أهلا لذلك، إذ من كسر خاتم سلطان عليه اسمه أدب، وخاتم الله تقضى به الحوائج، فلا يستويان في العقوبة.
وأرى القطع في قَرْضِهَا دون كَسْرِها، وقد كُنْتُ أفعلُ ذلك أيام تَوْلِيَتِي الحُكمَ، إلا أني كنتُ مَحْفُوفًا بالجُهَّالِ، لم أُجِبْ بسبب المقالِ للحَسَدَةِ الضُّلَّالِ، فمن قَدَرَ عليه يوما من أهل الحق فليَفْعَلْهُ احتِسَاباً لِلَّه تعالى.

المصدر : [ أحكام القرآن لابن العربي 3 / 26 ]

أبو يعلى البيضاوي
2013-03-03, 01:15 AM
265- فقه العوام

كان "أبو الفضل المراغي" يقرأ بمدينة السلام [ بغداد ]، فكانت الكتب تأتي إليه من بلده، فيضعها في صندوق، ولا يقرأ منها واحدا, مخافة أن يطلع فيها على ما يزعجه, أو يقطع به عن طلبه، فلما كان بعد خمسة أعوام، وقضى غرضا من الطلب، وعزم على الرحيل شد رحله، وأبرز كتبه، وأخرج تلك الرسائل, وقرأ منها ما لو أن واحدة منها قرأها في وقت وصولها ما تمكن بعدها من تحصيل حرف من العلم، فحمد الله تعالى، ورحل على دابته قاشه، وخرج إلى باب الحلبة طريق "خراسان"، وتقدمه "الكَرِي" بالدابة، وأقام هو على "فامي" يبتاع منه سفرته؛ فبينما هو يحاول ذلك معه إذ سمعه يقول لفامي آخر: "أي فل"، أما سمعتَ العالمَ يقول يعني الواعظ: إن "ابن عباس" يُجَوِّزُ الاستثناءَ ولو بعد سنة، لقد اشتغل بالي بذلك منه منذ سمعته يقوله, وظللت فيه متفكرا, ولو كان ذلك صحيحا لما قال الله تعالى لأيوب: {وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث} [ص: 44]و وما الذي كان يمنعه من أن يقول حينئذ: قل إن شاء الله
فلما سَمِعْتُهُ يقول ذلك قلت: بَلَدٌ يكون "الفاميون" به من العلمِ في هذه المرتبة أَخْرُجُ عنه إلى المراغة ؟, لا أفعله أبدا, واقتَفَى أَثَرَ "الكَرِيّ"، وحَلَّلَهُ من الكراء، وصرف رحله, وأقام بها حتى مات - رحمه الله -.

المصدر : [ أحكام القرآن لابن العربي 2 / 154]

قلت - رحم الله والدي-:
توضيح وبيان: "الفامي": بفتح الفاء وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى الحرفة، وهو لمن يبيع الأشياء من الفواكه اليابسة، ويقال له «البقال» أيضا/ من "الأنساب للسمعاني"(10 / 142)
"الكَرِي": كـ: "غَنِيّ", المكاري, وهو الذي يكريك دابته / "تاج العروس" (39 / 391)
"أي فل": معناه أي فلان, فرخم, وقيل: فل لغة في فلان في غير النداء, من "شرح النووي على مسلم" 7 / 117

أبو يعلى البيضاوي
2013-03-04, 01:07 AM
266- مائدة الحواريين

شاهدتُ "المائدة" بـ: "طور زيتا" مرارا، وأكلتُ عليها ليلا ونهارا، وذكرتُ الله سبحانه فيها سرا وجهارا، وكان ارتفاعها أسفل من القامة بنحو الشبر، وكان لها درجتان قلبيا وجوفيا، وكانت صخرة صلداء لا تؤثر فيها المعاول، فكان الناس يقولون: مسخت صخرة إذ مسخ أربابها قردة وخنازير.
والذي عندي أنها كانت في الأصل صخرة قطعت من الأرض محلا للمائدة النازلة من السماء، وكل ما حولها حجارة مثلها، وكان ما حولها محفوفا بقصور، وقد نُحِتَ في ذلك الحجر الصلدِ بيوتٌ، أبوابها منها، ومجالسها منها مقطوعة فيها، وحناياها في جوانبها، وبيوت خدمتها قد صورت من الحجر، كما تصور من الطين والخشب، فإذا دخلتَ في قصر من قصورها ورددتَ الباب, وجعلت من ورائه صخرة كثمن درهم لم يفتحه أهل الأرض للصوقه بالأرض؛ فإذا هبت الريحُ وحَثَتْ تحته الترابَ لم يُفتَح إلا بعد صَبِّ الماء تحته والإكثار منه، حتى يسيلَ بالترابِ, وينفرج منعرج الباب، وقد مات بها قوم بهذه العلة، وقد كنت أخلو فيها كثيرا للدرس، ولكني كنت في كل حين أكنس حول الباب مخافة مما جرى لغيري فيها، وقد شرحتُ أمرها في كتاب " ترتيب الرحلة " بأكثر من هذا.

المصدر " [ أحكام القرآن لابن العربي 2 / 4]

أبو يعلى البيضاوي
2013-03-05, 12:38 AM
267- حال الدنيا

[ قال ابن العربي رحمه الله ]: أخبرنا النجيب الصوفى التركى, أخبرنا أبو عبدالله محمد بن فتوح, أخبرنا أبو منصور بكر بن محمد أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد العزيز, أخبرنا أبو محمد الحسن بن رشيق بمصر, أنشدنا يحيى بن مالك بن عابد, أنشدنى أبو عمر أحمد بن عبد ربه:


ألا إنما الدنيا غضارةُ أيكةٍ *** اذا أخْضَرَّ منها جانبٌ جَفَّ جانبُ
هى الدارُ ما الآمالُ الا فجائعٌ *** عليها ولا اللذاتُ [ إلا ] مصائبُ
فكم سَخنَتْ بالأمس عينٌ قريرةٌ *** وقَرَّتْ عيونٌ دمعُهَا اليوم َ ساكبُ
فلا تكتحِلْ عيناكَ منها بعبرةٍ *** على ذاهبٍ منها فانك ذاهبُ


وما يفعل الله من ذلك فانه تأديب لعباده, وعِبرة لمن كان على غفلة, أو فترة, أوغرة


المصدر : [ عارضة الأحوذي 9 / 26 ]

أبو يعلى البيضاوي
2013-03-07, 12:45 AM
268- شاعر وولده

إبراهيم بن محمد بن محمد بن جعفر بن لنكك، الشاعر ابن الشاعر, توفي في حدود الأربعمائة
روى عنه أبو القاسم التنوخي قال: جلس "ابن لنكك" في الجامع بالبصرة، فجلس إليه قوم من العامة، فاعترضوا كلامه بما غاظه، فأخذ محبرةً بعض الحاضرين وكتب من شعره:


وعصبةٍ لمّا توسّطتهم ... ضاقت عليّ الأرض كالخاتم
كأنهم من بعد إفهامهم ... لم يخرجوا بعد إلى العالم
يضحك إبليس سروراً بهم ... لأنّهم عارٌ على آدم
كأنّني بينهم جالسٌ ... من سوء ما شاهدت في ماتم


فاعترضه ولده وقال: يا أبة, أبياتك متناقضة، ولكن اسمع ما عملت:



لا تصلح الدنيا ولا تستوي ... إلاّ بكم يا بقر العالم
من قال للحرث خلقتم فلم ... يكذب عليكم لا ولم ياثم
ما أنتم عارٌ على آدم ... لأنّكم غير بني آدم


المصدر : [ فوات الوفيات 1 / 47 ]

أبوصلاح الدين
2013-03-07, 01:37 AM
جزاكم الله خيرا
منتقيات طيبة ومختارات مفيدة
التاريخ حدائق ذات بهجة وهو مرآة الحياة فمن فهم التاريخ فهم الحياة
ورغم ذالك أمتنا تتعثر وتتعثر وكأنها لم تفقه االتاريخ ،
والله المستعان

أبو يعلى البيضاوي
2013-03-08, 01:14 AM
269- نِساءُ نابلس

قال "مالك": لا يمنع النساء المسجد, ويخرجن للعيد المتجالات, وفي السُقْيَا, ولا تُكْثِر الشابة الخروج, وقال مرة أخرى: تكون المتجالة كالشابة
الثاني قال "الثوري": يكره لها الخروج من بيتها, وكذلك قال "ابن مسعود": المرأة عورة فاذا خرجت استشرف لها الشيطان, وبه قال "أبو حنيفة:, و"ابن المبارك" ونحوه عن "سفيان", وروى عن "أبي حنيفة" أن العبد بخلاف غيره, وفرق "أبو يوسف" بين الشابة والمتجالة, وهو حسن
وقد كُنَّ في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرجن في العيد وغيره, وأما اليوم فلا, اللهم إلا لو كن كنساء "نابلس" المدينة التي رمى بها إبراهيم بالمنجنيق في النار, وبها موضعه الى اليوم رمادا في الماء, وفي موضع المنجنيق "مسجد الرباط" سَكَنْتُهَا مدة مُرَابطا مُتَعَلِّماً, فكنت أمشي فيها النهار كله [ و] الزمان بأجمعه فلا تلقى امرأة, ولا يقع لك عينٌ عليها, إلا يومَ الجمعةِ فإِن المسجدَ يمتلئُ منهن, ثم لا يخرجن إلى الجمعةِ الأخرى, فمثلُ هؤلاءِ لا حرجَ عليهن


المصدر: [ عارضة الأحوذي 3 / 89 ]

قلت - رحم الله والدي-:
وقال أيضا في "قبسه"[1/268]: دخلت "نابلس" وهي قرية المنجنيق لإبراهيم عليه السلام, فما رأيت أحسن منها, سَكَنْتُهَا مدة , وترددت عليها مرارا, فما وقعت عيني على امرأة نهارا, حتى إذا كان يومَ الجمعةِ امتلأ المسجدَ بهن, ثم لا تقع عين عليهن إلى الجمعةِ الأخرى

أبو يعلى البيضاوي
2013-03-09, 12:37 AM
270- محبة الله فرض

قال الشيخ أبو الفتح عبد الرحيم بن أحمد - خادم ابن خفيف صالح فاضل -: سمعت أ"با عبد الله محمد بن خفيف" يقول:
سَأَلَنَا يوما القاضي "أبو العباس ابن سريج" بشيراز، وكنا نحضر مجلسه لدرس الفقه، فقال لنا: محبة الله فرض أو غير فرض؟ , قلنا: فرض, قال: ما الدلالة على فرضها؟, فما فينا من أتى بشيء فقَبِل، فرجعنا إليه وسألناه الدليل على فرض محبة الله عز وجل، فقال: قوله تعالى: {قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم} إلى قوله تعالى: {أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره} [التوبة: 24], قال: فتواعدهم الله عز وجل على تفضيل محبتهم لغيره على محبته ومحبة رسوله، والوعيد لا يقع إلا على فرض لازم، وحتم واجب.

المصدر : [طبقات الفقهاء الشافعية 1 / 155]

قلت - رحم الله والدي-:
وذكره أيضا السبكي في "طبقاته"[3/ 158], وقال: قلت: ومثل هذا الدليل فى الدلالة على محبة النبى صلى الله عليه وسلم قوله: " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وأهله وماله وولده والناس أجمعين"

أبو يعلى البيضاوي
2013-03-09, 11:10 AM
271- دليل رؤية الله

قال الأستاذ "أبو القاسم القشيري": سمعت الإمام "أبا بكر ابن فورك" يقول: سُئل الأستاذُ "أبو سهل الصعلوكي" رحمه الله عن جواز رؤية الله من طريق العقل، فقال: الدليل عليه شوق المؤمنين إلى لقائه، والشوق إرادة مفرطة، والإرادة لا تتعلق بالمحال.
فقال السائل: ومن الذي يشتاق إلى لقائه؟ , فقال الأستاذ "أبو سهل": يشتاق إليه كل حُرٍّ مُؤمن، فأما من كان مثلكَ فلا يشتاق


المصدر : [ طبقات الفقهاء الشافعية 1/ 164]

أبو يعلى البيضاوي
2013-03-12, 01:25 AM
272- هواية وزير

[ قال ياقوت - رحمه الله- ]: قرأت بخط الشريف النسابة "محمد بن أسعد بن علي الجواني" المعروف بـ: "ابن النحوي": كان الوزير "جعفر بن الفضل بن الفرات" المعروف بـ: "ابن حنزابة" يهوى النظر الى الحشرات, من الأفاعي والحيّات والعقارب, وأم أربعة وأربعين, وما يجري هذا المجرى، وكان في داره التي تقابل "دار الشنتكاني" و"مسجد ورش"، وكانت "للماذرائي" قبل ذلك قاعة لطيفة مرخّمة فيها سلل الحيات, ولها قيّم فراش "حاو" من الحواة، ومعه مستخدمون برسم الخدمة, ونقل السلل وحطّها، وكان كل "حاو" في مصر وأعمالها يصيد له ما يقدر عليه من الحيات، ويتباهون في ذوات العجب من أجناسها, وفي الكبار, وفي الغريبة المنظر، وكان الوزير يثيبهم في ذلك أوفى الثواب, ويبذل لهم الجزيل حتى يجتهدوا في تحصيلها
وكان له وقت يجلس فيه على دكة مرتفعة, ويدخل المستخدمون والحواة، فيخرجون ما في السلل، ويطرحونه في ذلك الرخام، ويحرشون بين الهوام، وهو يتعجب من ذلك ويستحسنه، فلما كان ذات يوم أنفذ رقعة إلى الشيخ الجليل "ابن المدبر" الكاتب، وكان من أعيان كتّاب أيامه ودولته، وكان عزيزا عنده، وكان يسكن في جوار "دار ابن الفرات"، يقول له فيها:
نُشْعِرُ الشيخَ الجليلَ- أدام الله سلامته- أنه لما كان البارحةَ وعَرَضَ علينا الحواةُ الحشراتِ، الجاري بها العادات، انسابت الى دارهِ منها الحيةُ البتراءُ, وذاتُ القرنين الكبرى, والعقربانُ الكبير, وأبو صوفة، وما حصلوا لنا بعد عناء ومشقة، وبجعلة بذلناها للحواة، ونحن نأمر الشيخ -وفقه الله تعالى- بالتقدمِ إلى حاشيتهِ وصبيتِهِ بصَوْنِ ما وُجِدَ منها إلى أن نُنْفِذَ الحواةَ لأخذها, وردها إلى سللها
فلما وقف "ابن المدبر" على الرقعة قلبها, وكتب في ذيلها: أتاني أمر سيدنا الوزير-أدام الله نعمته وحرس مدته- بما أشار إليه في أمر الحشرات، والذي يَعْتَمِدُ عليه في ذلك أن الطلاق يلزمُهُ ثلاثا إن باتَ هو أو واحدٌ من أهلهِ في الدار، والسلام.


المصدر: [ معجم الأدباء 2/ 785]

قلت - رحم الله والدي-:
توضيح وبيان: "ابن حنزابة": هو الإمام الحافظ الثقة الوزير الأكمل أبو الفضل جعفر ابن الوزير أبي الفتح الفضل بن جعفر بن محمد بن موسى بن الحسن بن الفرات البغدادي، نزيل مصر , وزر بمصر لكافور, حدث عنه: الدارقطني، والحافظ أبو محمد عبد الغني المصري، وطائفة /ت 391هـ, ترجمته في "سير أعلام النبلاء" 16 / 485

أبو يعلى البيضاوي
2013-03-13, 01:20 AM
273- من جهد البلاء

قيل إن "أحمد بن المدبر" قال: حُبِست في حبس "لابن طولون" ضَيِّق، وفيه خَلقٌ, وبعضنا على بعض، فحُبِسَ معنا أعرابي, فلم يجد مكاناً يَقْعُدُ فيه، فقال: يا قوم، لقد خِفْتُ من كل شيء إلا أني ما خِفتُ قطُ ألا يكون لي موضع في الأرض في الحبس أقعد فيه، ولا خطر ذلك ببال، فاستعيذوا بالله من حالنا.


المصدر: [ فوات الوفيات 1 / 133 ]

قلت - رحم الله والدي-:
لا نملك إلا أن ندعو بالدعاء الماثور فنقول: "اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلاء, ومن درك الشقاء", وإِن تعجب فعجبٌ من قومٍ نُزِعت من قلوبهم الرحمة على خلق الله, ولا بُدَّ من يومٍ تجتمعُ فيه الخصوم, ويُنتصف مِن الظالمِ للمظلوم, وقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم: "أشد الناس عذابا عند الله يوم القيامة أشدهم عذابا للناس في الدنيا", أخرجه "الإمام أحمد" في "المسند" 4 / 90, قال العلامة "الالباني" رحمه الله في "السلسلة الصحيحة" 3 /428: إسناده صحيح رجاله ثقات رجال مسلم, غير خالد بن حكيم وهو ثقة
توضيح وبيان: أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبيد الله المدبر الضبي الكاتب, ترجم له "الذهبي" في"السير" 13 /124, ضمن ترجمة أخيه "أبي إسحاق إبراهيم بن محمد", وكذا في "فوات الوفيات" 1 /133, و"الوافي بالوفيات" 8 /38

أبو يعلى البيضاوي
2013-03-14, 02:23 AM
274- خائن وأمين

حمزة بن بِيض -بكسر الباء الموحدة وسكون الياء والضاد المعجمة- الحنفي , كوفي شاعر مجيد سائر القول كثير المجون، كان منقطعاً إلى المهلب بن أبي صفرة وولده [ت120هـ]


أودع عند "ناسك" ثلاثين ألف درهم، ومثلُها عند رجل "نباذ"، فأما الناسك فبنى بها دارَهُ, وزَوَّجَ بناتَهُ, وأنفقَهَا وجَحَدَهُ، وأما "النباذ" فأدّى إليه الأمانة في ماله، فقال "حمزة":



ألا لا يغرّك ذو سجدةٍ ... يظلّ بها دائماً يخدع
كأنّ بجبهته جلبةً ... تسبح طوراً وتسترجع
وما للتُّقَى لزِمَت وجهَه ... ولكن ليغترّ مستودعُ
فلا تنفرنّ من أهل النبيذ ... وإن قيل يشرب لا يُقْلِعُ
فعندي علمٌ بما قد خبرتُ ... إن كان علمٌ بهم ينفعُ
ثلاثون ألفاً حواهَا السجودُ ... فليست إلى أهلها تَرجعُ
بنى الدار من غير ما ماله ... فأصبح في بيته يرتعُ
مهائر من غير مالٍ حواه ... يقاتون أرزاقهم جوّع
وأدى أخو الكاسِ ما عنده ... وما كنتُ في رَدِّهَا أَطمَعُ


المصدر : [ فوات الوفيات 1 / 397 ]

أبو يعلى البيضاوي
2013-03-15, 12:47 AM
275- جزاءا وِفاقا

"سهل بن هارون بن راهيون الدستميساني"، أبو عمر, تولى خزانة الحكمة "للمأمون"، وكان حكيماً فصيحاً شاعراً، فارسي الأصل شعوبي المذهب, كان نهاية في البخل، وله فيه حكايات,
عمل "كتاباً" في البخلِ ومَدَحَهُ، وبعثه إلى "الحسن بن سهل" يستمنحه, فَوَقَّعَ إليه "الحسن بن سهل": لقد مدحتَ ما ذَمَّ الله, وحَسَّنْتَ ما قَبَّحْ، وما يَقُومُ لفسادِ معناكَ صلاحُ لفظِكَ، وقد جَعَلْنَا ثَوَابَكَ قبولَ قولِك، فما نُعطيكَ شيئاً.


المصدر: [ فوات الوفيات 2 / 84 ]

أبو يعلى البيضاوي
2013-03-16, 12:49 AM
276- كتاب الشكوك

حُكِي أنه توفي "لصالح بن عبد القدوس" ولدٌ, فحضر إليه "أبو الهذيل العلاف", ومعه "إبراهيم النظـام", وهوصغير, فوجداه يَتَلَظَّى حُزنا على ولده, فقال له [ أبو الهذيل ]: لا أرى لتَحَرُّقِكَ وجهـا إذ الناس إذ عندك كالنبات, فقال: يا "أبا الهذيل" إنما تَحَرُّقِي لأنه لم يقرأ "كتـاب الشكوك", فقال: وما هذا ؟ , قال: كتاب وضعته, من قرأه شك فيما كان حتى كأنه لم يكن, وفيما لم يكن حتى كأنه كان, فقال له "إبراهيم النظام": فابْنِ أنت على أنه لم يمت وإن كان قد مات, وعلى أنه قرأ الكتاب وإن لم يكن قرأه, فلم يُحِر جوابا


المصدر : [ الغيث المنسجم 1/81 ]

قلت - رحم الله والدي-: نسأل الله أن يحفظ علينا أدياننا, وأن يعافينا من مضلات الأهواء والشبهات, ما ظهر منها وما بطن, وأن يلحقنا بالسلف الصالحين غير مُبدِّلين ولا مُغَيِّرين, آمين
"صالح بن عبد القدوس", ترجم له "ابن خلكان" في "وفياته"[ 2/ 492] فقال: أبو الفضل صالح بن عبد القدوس البصري مولى الأزد، أحد الشعراء، اتهمه "المهدي" بالزندقة, فأمر بحمله، فأحضر، فلما خاطبه أُعْجِبَ بغزارة أدبه وعلمه, وبراعته وحسن بيانه, وكثرة حكمته, فأمر بتخلية سبيله، فلما ولى رَدَّهُ, وقال: ألست القائل:

والشيخ لا يترك أخلاقه ... حتى يوارى في ثرى رمسه
إذا ارعوى عاد إلى جهله ... كذي الضنى عاد إلى نكسه

قال: بلى يا أمير المؤمنين, قال: فأنت لا تترك أخلاقك، ونحن نحكم فيك بحكمك في نفسك، ثم أمر به فقتل وصلب على الجسر
ويقال" أن "المهدي" أبلغ عنه أبياتاً عرض فيها بذكر النبي صلى الله عليه وسلم، فأحضره "المهدي" وقال له: أنت القائل هذه الأبيات, قال: لا والله يا أمير المؤمنين، ما أشركت بالله طرفة عين، فاتق الله, ولا تسفك جمي على الشبهة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ادرأوا الحدود بالشبهات"، وجعل يتلو عليه القرآن حتى رق له, وأمر بتخليته, فلما ولى قال: أنشدني قصيدتك "السينية"، فأنشده حتى بلغ إلى قوله فيها:

والشيخ لا يترك أخلاقه ... *************
فأمر به حينئذ فقتل, ومن مستحسنات قصائد "صالح" المذكور القصيدة التي أولها:

المرء يجمع والزمان يفرق ... ويظل يرقع والخطوب تمزق
وقال"ياقوت" في"معجمه"[4/ 1445]: له أخبار يطول ذكرها، وأشهر شعره قصيدته "البائية" التي مطلعها:

صرمت حبالك بعد وصلك زينب ... والدّهر فيه تصرّم وتقلّب

أبو يعلى البيضاوي
2013-03-17, 12:46 AM
277- كتابٌ لعامَّةِ الناس لا لخاصَّتِهم

"تمام بن غالب بن عمرو" يعرف بـ: "ابن التياني", أبو غالب المرسي الأندلسي [ت 436 هـ]
له كتاب: «تلقيح العين» في اللغة، لم يُؤَلَّفْ مِثلُهُ اختصارا وإكثارا، وله فيه قصة تدلّ على فضله، وذلك أن الأمير "أبا الجيش مجاهد بن عبد الله العامري" وَجَّهَ إلى "أبي غالب" هذا أيام غلبته على "مُرسية"، وأبو غالب ساكن بها، ألف دينار أندلسية على أن يزيد في ترجمة هذا الكتاب:
«مما ألفه تمام بن غالب لأبي الجيش مجاهد», فردّ الدنانير, ولم يفعل, وقال: والله لو بذل لي ملء الدنيا ما فعلت, ولا استجزت الكذب، فإني لم أجمعه له خاصة, لكن لكلّ طالب عامة.
قال "الحميدي": فاعْجَبْ لِهِمَّةِ هذا الرئيسِ وعُلُوِّهَا، واعجب لنفس هذا العَاِلِم ونزاهتها

المصدر : [ معجم الأدباء 2/ 769 ]

عبدالرحمن محمد التميمي
2013-03-17, 01:33 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:ـ


إن العبد لا يصاب بشئ أعظم من الغفلة,والغفلة ركن من أركان الكفر كما قال أهل العلم .قال تعالى:{وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ}و مرض الغفلة هذا مرض خطير فتجد المرء ينتبه لكل شيئ إلا الدين, وتجد أحدهم يعتني بكل شيئ : بسيارته ,بمطعمه,بملبسه ,بمشربه ,بكل شأن من شؤون الحياة ولكنه لا يعرف الدين.عرف الإنسان جهاز الحاسوب وما عرف الطريق إلى الله . فهو مستعد أن يضحي بكل وقت إلا في الإستقامة, مستعد أن يتكلم عشرات الساعات لكن بغير ذكر الله, وأن يقرأ من المجلات والصحف ما شاء لكن في غير كتب العلم .ولذلك تجد بعض الناس في غفلة عجيبة لا يريد من يفقهه في الدين ولا من يذكره, يعيش في غفلة وفي سبات عميق لا يعلمه إلا الله .

: ومن أسباب الغفلة :

سكنى البوادي , ونحن لا نقول لأهل البوادي : تعالوا إلى المدن ..لا,لكن نقول لهم:اعتنوا بدينكم وانتبهوا.وسكنى القرى من أسباب الغفلة ,قال صلى الله عليه وسلم في حديث ثوبان وفي سنده نظر ,أورده البخاري في كتاب "الأدب المفرد":يا ثوبان :لا تسكن الكفور,فساكن الكفور كساكن القبور.يعني لا تسكن القرى.ولذلك بعض القرى يمر عليها سنة لا تسمع فيه درسا ولا محاضرة فهذا من أسباب الغفلة التي ما بعدها غفلة .

قال ابن تيمية:هؤلاء يفهمون مجمل الدين, ولا يفهمون تفصيل الدين ,لأن الدين يحتاج منك كل يوم أن تفهم معلومة وأن تفهم آية وأن تفهم حديثا.أما تعيش ستين سنة وأنت على دينك الأول فهذا ليس بصحيح .
فأنت لم ترض في الدنيا في بيت واحد هذه الفترة أو ترضى بسيارة واحدة أو بثوب واحد فكل يوم أنت تجدد إلا الدين .

قال رجل لأبي هريرة : أريد أن أطلب العلم لكن أخاف أن أنساه , فقال أبو هريرة :كفى بتركك طلب العلم إضاعة .يقول:الآن ضيعت العلم, ما دمت تخاف أن تنساه.فواجب المسلم أن يصرف عن نفسه الغفلة بالذكر والعلم ,فواجبه أن يتعلم ولو كان في الثمانين وأن يطلب وأن يتفقه وأن يجالس أهل العلم وطلبة العلم لعل الله أن يفتح عليه قال تعالى:{قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ},{وَ ُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا},{وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ }, وكان وهب بن المنبه يسير في ليلة ممطرة فألجأه المطر إلى قوم جالسين,فقال: الحمد لله لقد وفقني الله بأخيار ما بعدهم أخيار وقد رأيت لحاهم وعمائمهم.

فإذا أحدهم يقول للآخر : متى أتى ابنك ؟ وهل أتى بمال ؟

ويقول الآخر:هل بعت سلعتك ؟

قال وهب بن المنبه: لقد ساء ظني بكم .

قالوا:لماذا ؟

قال : مثلي ومثلكم كمثل رجل أتى عليه مطر وليل فرأى بابا مفتوحا فظن أن وراء الباب بيتا فدخل هاربا من المطر ثم دخل الباب فوجده مكشوفا من السماء فلا بيت وراءه.

وقالوا لعيسى عليه السلام وهو طفل وقد مر بقوم:ألا تلعب معنا ؟

قال :ما خلقني الله للعب .قال تعالى{وَآتَيْنَ هُ الْحُكْمَ صَبِيًّا},{أَفَح سِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ ,فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ}.

كان بعض السلف إذا واجه بعض الناس,قال:في كم ختمت القرآن ؟ كم قرأت اليوم ؟ كم سبحت ؟

كم صليت ؟ ليس من باب الرياء,لكن ليتشجع بعضهم ببعض .

((هذا وصلا الله على نبينا محمد عليه افضل الصلوات واتم التسليم))

أبو يعلى البيضاوي
2013-03-24, 01:19 AM
278- شعرٌ مسروق


" أبو العباس أحمد بن علي بن محمد بن عبد الملك الكناني الإشبيلي" المعروف بـ: "اللص"، لكثرة سرقته أشعار الناس, ومن أعجب ما وقع له في السرقة :
أن واليا قدم "إشبيلية", فانتدبَ أدباؤُهَا لمدحه، قال: فطمعتُ تلك الليلة أن يَسْمَح خَاطِرِي بشيء, فلم يَسْمَح، فنظرت في مُعَلَّقَاتِي، فإذا قَصِيدٌ "لأبي العباس الأعمى" مكتوب عليه: "لم يُنْشَدْ" فأدغمتُ فيه اسمَ الوالي، فلما أصبحنا وأنشد الناس أنشدتُ تلك القصيدةَ؛ فقام شخصٌ وأخرج القصيدةَ من كُمِّهِ؛ وقد صَنَعَ فيها ما صنعتُ، و وَقَعَ لهُ ما وقع؛ فضحِكَ الوالي من ذلك، وكَثُرَ العَجَبُ من التواردِ على السرقة


المصدر : [بغية الوعاة 1/ 345]



المصدر : [بغية الوعاة 1/ 345]

أبو يعلى البيضاوي
2013-03-25, 01:19 AM
279- دية كلب

أسماء بن خارجة بن حصن بن حذيفة الفزاري, أحد الأجواد من الطبقة الأولى من التابعين من الكوفة/ ت 66هـ


قال "الكلبي": خرج "أسماء" في أيام الربيع إلى ظاهر الكوفة, فنزل في رياض معشبة، وهناك رجل من "بني عبس" نازل، فلما رأى قِبابَ "أسماء" وخيامَه قَوَّضَ خيامه ليرحل، فقال له "أسماء": ما شأنك؟ , فقال: لي كلبٌ هو أحب إِلَيَّ من ولدي، وأخاف أن يؤذيكم فيقتله بعض غلمانكم، فقال له "أسماء": أقم وأنا ضامن كلبك، ثم قال لغلمانه: إذا رأيتم كلبه قد ولغ في قدوري وقصاعي فلا تُهيجوه، وأقام على ذلك مدة، ثم ارتحل "أسماء", ونزل في الروضة رجل من "بني أسد"، وجاء الكلب على عادته فضربه "الأسدي" فقتله، فجاء "العبسيُ" إلى "أسماء", فقال له: أنت قَتَلتَ كلبي، قال له: وكيف؟ قال: عَوَّدْتَهُ عادةً ذَهَبَ يَرُومُهَا من غيرِك فقُتْلَ، فأمر له بمائة ناقة ديةَ الكلبِ.

المصدر : [ فوات الوفيات 1 / 169]

أبو يعلى البيضاوي
2013-03-26, 10:42 PM
280- شتان ما بيننا


"فتح بن عبد الله" الْفَقِيه أ"َبُو نصر السندي", الْمُتَكَلّم مولى لآل الْحسن بن الحكم ثمَّ عتق, وَقَرَأَ الْفِقْه وَالْكَلَام على "أبي عَليّ الثَّقَفِيّ"


[ قال الحافظ أبو الفضل ابن طاهر رحمه الله ]: أخبرنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ الأديب, قَالَ أخبرنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ, قَالَ حَدثنِي عبد الله بن الْحُسَيْن, قَالَ:
كُنَّا يَوْمًا مَعَ "أبي نصر السندي" وَفينَا كَثْرَة حواليه, وَنحن نمشي فِي الطين, فَاسْتقْبلنَا "شرِيف" سَكرَان, قد وَقع فِي الطين, فَلَمَّا نظر إِلَيْنَا شتم "أَبَا نصر", وَقَالَ: يَا قن, يَا عبد, أَنا كَمَا ترى, وَأَنت تمشي وخلفك هَؤُلَاءِ, فَقَالَ "أَبُو نصر": أَيهَا الشريف, تَدْرِي لم هَذَا ؟, لِأَنِّي مُتبع آثَار جدك, وَأَنت مُتبع آثَار جدي


المصدر : [ المؤتلف والمختلف لابن القيسراني 1 / 81 ]

قلت - رحم الله والدي-:
صدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من بطأ به نسبه لم يسرع به حسبه", وقال: " إن الله تعالى يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين"

أبو يعلى البيضاوي
2013-03-27, 11:03 PM
281- بأسهم بينهم

[ قال الحافظ أبو الفضل ابن طاهر رحمه الله ]: قلت يَوْمًا "للمرتضى أبي الْحسن المطهر بن عَليّ الْعلوِي" بِالريِّ:
"الزيدية" فرقتان": "الصالحية", و"الجارودية", أَيهمَا خير ؟, فَقَالَ: لَا تقل أَيهمَا خير, وَلَكِن قل" أَيهمَا شَرّ
وكنتُ يَوْمًا فِي مجْلِس "يحيى بن الْحُسَيْن الزيدي" الْعلوِي الصَّالِحِي, فَجرى ذكر "الإمامية", فأغلظ القَوْل فيهم وَقَالَ: لَو كَانُوا من الْبَهَائِم لكانوا الْبَقر, وَلَو كَانُوا من الطير لكانوا الرخم, فِي فصل طَوِيل
فَقلت فِي نَفسِي: قد كفى الله أهل السّنة الوقيعة فيهم بوقيعة بَعضهم فِي بعض, وَكَانَا إمَامِيْ الْفرْقَتَيْنِ فِي وقتهما


المصدر: [ المؤتلف والمختلف لابن القيسراني ص 88]

قلت - رحم الله والدي-:
كذلك حالُ أهل الأهواء والبدع من خوارج ورافضة -لا كثرهم الله-, قد ألقى الله تعالى بينهم البغضاء والعداوة والشنآن, فكل فرقة منهم تفترق وتنقسم إلى عدة فرق, وتعادي الأخرى وتتبرا منها, ونظرة في كتب الملل والنحل يتبين لك الأمر, وتتضح الصورة, فالحمد لله على الإسلام والسنة
وقد كان دائما ما بين "الزيدية" وغلاة "الإمامية الإثناعشرية" متبباعدا جدا, وقد يتقاربون إذا اتحدت مصلحتهم, وقد كان شيء من ذلك في عهد "المقبلي" رحمه الله, وسطر ذلك في كتابه "العَلَم الشامخ"[ص62] فقال: ...رأيناهم إذا وفد "إِمَامِيٌّ" على هذه الدولة المباركة في اليمن الآن هَشُّوا إليه, وأجهشوا، وعششوا وانتعشوا، وقلتُ للخطيبِ المشار إليه في خطبة هذه "الأبحاث"... أراكم يفد على هذه الدولة المباركة الرجل من "الإمامية" فكأنما وَفَدَ عليكم مَلِك, ومن أصولهم البراءةِ منكم, ومن سائر الفرق الإسلامية المنكرين للنَّصِ على أئمتهم, لأنهم أنكروا ما عُلِم من الدين ضَرُورةً بزعمهمم, وأن أئمتكم منذ "زيد بن علي" إلى يومنا هذا رؤساءُ الضلال والكفر -صانهم الله تعالى-, ويسمون من خالفهم كافرا ومنافقا, وإذا جاءكم الرجل من أهل المذاهبِ الأربعة فكأنما رأيتم شيطانا, ومن أصولهم وأمهات المسائل عندهم أن لا يُكَفَّرُ أحدٌ من أهل القبلة, فأخبرني ما هذا؟, فما وجد من الجواب إلا أن قال: "الإمامية" لم يشتَغِلُوا بنا ولا بأَذِيَّتِنَا, وهؤلاء يرموننا بالابتداع, فقلت أيهما أعظم: الرمي بالبدعة مع الشهادة لكم بالإسلام أم الرمي بالكفر واستحلال دمائكم وسبي نسائكم, وأبنائكم, واغتنام أموالكم ؟ , فأُلْجِمَ.اهـ

أبو يعلى البيضاوي
2013-03-29, 01:00 AM
282- شباب الحي

[ قال الحافظ أبو الفضل ابن طاهر رحمه الله ]:أخبرنَا أَبُو الْحسن عَليّ بن أَحْمد بن يُوسُف الْقرشِي الصُّوفِي بالموصل, حَدثنَا أَبُو الْقَاسِم سعيد بن مُحَمَّد بن الْحسن الأندلسي بصيداء, قَالَ أنشدنا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن شنبويه الْأَصْبَهَانِي ّ بِصَنْعَاء بِبَاب دمشق, قَالَ أنشدنا أَبُو عبد الله الْفَقِيه المراغي الشَّافِعِي رَحمَه الله:



إِذا رَأَيْت شباب الْحَيّ قد نشأوا *** لَا ينقُلُون قِلالِ الحِبر والوَرَقا
وَلَا تراهم لَدَى الْأَشْيَاخ فِي حلق *** يَعُونَ من صَالحِ الْأَخْبَار مَا اتَّسَقَا
فذرهم عَنْك وَاعْلَم أَنهم همج *** قد بدلُوا بعلو الهمة الحُمُقَا

المصدر : [ المؤتلف والمختلف لابن القيسراني 1 / 90 ]

أبو يعلى البيضاوي
2013-03-30, 01:13 AM
283- مقدمة كتاب

[ قال الحافظ أبو الفضل ابن طاهر رحمه الله ]: سَمِعت القَاضِي "أَبَا بكر مُحَمَّد بن عَليّ الميانجي" يَقُول: سَمِعت أبي يَقُول:
دخلت على الْوَزير "أبي عَليّ الْحسن بن عَليّ بن إِسْحَاق", وَبَين يَدَيْهِ كتاب من تصنيف "أبي الْمَعَالِي بن الْجُوَيْنِيّ" الْمُتَكَلّم, فناولنيه, وَقَالَ: أنظر فِيهِ, ففتحته فَإِذا فِي أَوله: "الْحَمد لله القيوم الْحَيّ", فَتركتُ الْكتاب, وَلم أنظر مَا بعده, فَقَالَ لي: لم تركته ؟, فَقلت: لِأَنَّهُ خَالف النَّص فِي أول الْكتاب, فَلَا أنظر فِيمَا بعده, فَقَالَ: وَمَا مُخَالفَته النَّص ؟ , قلت: قَالَ الله عز وَجل: {الله لَا إِلَه إِلَّا هُوَ الْحَيّ القيوم}, وَهُوَ يَقُول: القيوم الْحَيّ, وَهَذَا خلاف النَّص, وتغيير نظم الْقُرْآن, فَسكتَ, وَلم يُجِبْ بِشَيْء


المصدر : [ المؤتلف والمختلف لابن القيسراني ص 137 ]

أبو يعلى البيضاوي
2013-04-02, 01:01 AM
284- امتحان محدث

أبو الفضل محمد بن هبة الله بن العلاء بن عبد الغفار، البروجردي، الحافظ، من أهل برجرد, شيخ عالم، صحب أبا الفضل محمد بن طاهر المقدسي، واستفاد منه، وتلمذ له, وكان من المتميزين الفهمين.


قال الحافظ :أبو سعد السمعاني" -رحمه الله- : أول ما لقيته أني كنت قاعدًا في "جامع بروجرد" أنسخ شيئًا من الحديث، فدخل شيخٌ عليه هيئةٌ رَثةٌ, وسَلَّمَ وقَعَدَ, فرددتُ وسَكَتُّ، فبعد ساعة قال لي: إيش تكتب؟ , فكرهتُ جوابَه، وقلتُ في نفسي: مالَهُ وهذا السؤال !؟, ثم قلت متبرمًا: الحديث, فقال: كأنكك تطلب الحديث؟ , قلت: بلى، فقال: من أين أنت؟, فقلت: من مرو، فقال: عن من يروي البخاري الحديث من المراوزة ؟ , فقلت: عن عبدان، وصدقة، وعلي بن حجر، وجماعة من هذه الطبقة، فقال: ما اسم عبدان؟ , فقلت: عبد الله بن عثمان بن جبلة، فقال: لم قيل له عبدان ؟ , فوقفتُ، فتَبَسَّمَ، فنظرتُ إليه بعينٍ أُخرى، وقلت: يذكُرُه الشيخُ، فقال: كنيته أبو عبد الرحمن، واسمه عبد الله، فاجتمع في كنيته واسمه العبدان، فقيل له: عبدان، ففرحتُ بهذه الفائدةِ، فقلت له: عن من سمعت هذا ؟ , فقال: عن "أبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي"
ثم بعد ذلك كتبت عنه أحاديث من أجزاء انتخبتها عليه.


المصدر : [ المنتخب من معجم شيوخ 3 / 1641 ]

أبو يعلى البيضاوي
2013-04-02, 01:16 AM
285- نذر العجائز

قال الحافظ "أبو سعد السمعاني" -رحمه الله- : أبنا محمد بن أبي سعيد الدرغاني قراءة عليه، أبنا أبو الفتح عبيد الله بن محمد بن أردشير بن محمد الهشامي، أخبرنا جدي أبو العباس أردشير بن محمد الهشامي، سمعت أبا العباس أحمد بن سعيد المعداني، يقول: وقال الحسين:
تذاكروا الشجاعة والفرسان يومًا في مجلس المأمون، فأكثروا, فقال المأمون: لم يكن في الإسلام بعد "علي بن أبي طالب"، و"الزبير بن العوام" أهل بيت شملتهم الشجاعة كـ: "المهلب بن أبي صفرة"، وولده, لقد حدثت عن "داود بن المساور العبدي"، قال:
دخلنا على "يزيد بن المهلب" حين ظفر "بعدي بن أرطاة"، وغلب على البصرة، فبينا نحن عنده إذ أتاه رجل من العرب، فقال: أصلح الله الأمير، إني جعلت لله نذرًا علي لإن رأيتك في هذا القصر أميرًا أن أقبل رأسك, فقال "يزيد": وما للرجال والنذور في القُبَل، لله در عسكرين؛ كنا في أحدهما، و"الأزارقة" في الآخر، ما كان أبعدهم أن تكون نذرهم مثل ما نذرت يا شيخ.
لقد رأيتني يومًا وأنا واقف بين "الحريش بن هلال السعدي"، وبين مولى له, إذ خرج ثلاثة نفر من صنف "الخوارج"، فشدوا على صفنا, فخرقوه حتى دخلوا إلى عسكرنا، ففعلوا ما أرادوا، ثم رجعوا سالمين، وأحدهم آخذ بسنان رمحه يجره في الأرض, وهو يقول:



وإنا لقوم ما نعودُ خيلنا ... إذا ما التقينا أن تَحِيد وتنفرا
ونُنكِرُ يوم الورع ألوان خيلنا ... من الطعن حتى نحسب الجوز أشقرًا
وليس بمعروفٍ لنا أن نَردها ... صِحاحًا ولا مستنكرًا أن تعقرا


فقلت عند ذلك: ما رأيت ثلاثة نفر بلغوا من عسكر فيه من في عسكرنا ما بلغ هؤلاء, فقال "الحريش": فما يمنعك من مثلها "أبا خالد" ؟ , فقلت: من؟ , قال: بي، وبك، وبمولاي هذا, فشددنا ثلاثتنا فصنعنا بصفهم كما صنعوا بصفنا، ثم خرج "الحريش" آخذًا بزج رمحه يجره، وهو يقول:



حتى خرجن بنا من تحت كوكبهم ... حمرًا من الطعن أعناقًا وأكفالًا
تلك المكارم لا قعبان من لبن شِيبَا ... بماء فعاد أبعد أبوالا


فمثل هذا فاصنعوا وانذروا، ولا تنذروا نذر العجائز الضعاف، ثم قال: ادن يا شيخ، فاوف بنذرك، فدنا فقبل رأسه.


المصدر : [ المنتخب من معجم الشيوخ 3 / 1665 ]

أبو يعلى البيضاوي
2013-04-03, 01:21 AM
286- شدائد الدنيا

[قال الحافظ "أبو سعد السمعاني" -رحمه الله-] : سمعت "أبا القاسم التميمي" بأصبهان، سمعت "أبا الفضل يونس بن أحمد بن محمد بن علي الحبال الجواليقي" الكاتب، لفظًا في دارنا، يقول:
" شدائد الدنيا أربع : البناتُ ولو كانت واحدة، وغَمُّ الدَّيْنِ وإن كان درهمًا، وغَمُّ الغُربة وإن كان يومًا، وغَمُّ الفقر وإن كان ساعة"


المصدر " [ المنتخب من معجم الشيوخ / 660 ]

أبو يعلى البيضاوي
2013-04-03, 01:22 AM
287- أحياء موتى

[ قال الحافظ "أبو سعد السمعاني" -رحمه الله- ] : أخبرنا الحسن بن نصر القاضي بكش، ثنا مسعود بن الحسين الخطيب إملاء بسمرقند، أنشدنا أبو اليسر محمد بن الحسين البزدوي إملاء، قال: أنشدنا الحافظ "أبو نصر الحسين بن عبد الواحد الشيرازي"، قال: أنشدت "للمبرد" في "عبد الله بن طاهر":



يقول أناسٌ إن مصرًا بعيدةٌ ... وما بَعُدَتْ مصرُ وفيها ابن طاهر
وأبعَدُ من مصر رجالٌ نَعُدُّهُمْ ... بحَضرتِنا مَعْرُوفُهُم غير حَاضِرِ
عن الخير مَوْتَى ما تبالي أَزُرتَهُمْ ... على طَمَعٍ أم زُرْتَ أهل المقابرِ؟


المصدر " [ المنتخب من معجم الشيوخ 3 / 679 ]

يوسف الحربي
2013-04-22, 03:39 PM
ح- و"لبدر الدين محمد بن أبي بكر الـدماميني"(ت 827هــ) : "نزول الغيث على الغيث" في نقد شرح "الصفدي"/ مخطوط في ليدن 658-657 وباريس 3124 واﻹسكوريال ثان 560، 1 ، 325 ، ونقد هذا الشرح "نور الدين علي بن محمد اﻷقبرسي" (ت 862هــ), سماه: "تحكيم العقول بأفول البدر بالنزول" / مخطوط له في باريس 3125 .

أخي أبا يعلى البيضاوي ، أشكرك على هذه المعلومات المفيدة ، كما أحب أن أشير إلى أن كتاب (تحكيم العقول بأفول البدر بالنزول) لابن أقبرس ، قام بتحقيقه الدكتور عادل محمد الرفاعي ، وكان التحقيق بغرض الحصول على درجة الماجستير، وكان تحقيقه من أجود ما يكون، فقد نال إعجاب الأساتذة المناقشون والمشرف على الرسالة، وأوصوا بطباعة الكتاب ونشره.

أبو يعلى البيضاوي
2013-05-12, 09:04 PM
288- يكتب برجله

أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن علي بن الحسن بن فطيمة البيهقي, من أهل خسروجرد؛ إحدى قرى بيهق، وهو قاضيها.
كان شيخًا فاضلًا، مسنًا كبيرًا، جليل القدر، حسن السيرة، مليح الأخلاق، كثير المحفوظ، ...اتفق أن لحقته علة الدم بكرمان فقطعت أصابعه العشرة، ولم يبق له إلا الكفان فحسب، ومع هذا كان يأخذ القلم بكفيه ويضع الكاغذ على الأرض, ويمسكه برجل, ويكتب بكفه خطًا حسنًا مقروءًا مبينًا، وربما يكتب في كل يوم خمس طاقات من الكاغذ، وهذا عجيب ما رأيته

المصدر : [المنتخب من معجم شيوخ السمعاني 2 / 688 ]

أبو يعلى البيضاوي
2013-05-12, 09:19 PM
289- الفراق شديد

[ قال السمعاني رحمه الله ] أبنا أبو منصور الصالحاني، بقراءتي عليه، أخبرتنا عائسة بنت الحسن الوركانية، قالت: أنا أبو الحسين عبد الواحد بن محمد بن الشاه الشيرازي، حدثني عبد الواحد بن بكر الورثاني، حدثني إبراهيم بن علي الصوفي، قال:


قيل لعبد الله بن إبراهيم الدسوقي: ما بال الشمس عند غروبها تصفر وتلون؟ , قال: خوف الفراق.

المصدر : [المنتخب من معجم شيوخ السمعاني 2/ 711 ]

أبو يعلى البيضاوي
2013-05-12, 09:25 PM
290- شكوى إلى الطبيب

[ قال السمعاني رحمه الله ]: سمعت أبا علي النسفي الأديب، في داره بنسف، يقول: سمعت الخطيب أبا القاسم الكشاني، بسمرقند إملاء، يقول: سمعت الأديب الشاوغري، يحكي عن عبد الله بن محمد بن عقبة، أنه قال:
كنت يومًا بالبصرة أدور في بعض سككها, إذا انتهيت إلى أعرابي عليل, طريح في مزبلة، فدنوتُ منه, وسألته عن حاله, فوجدته ضعيفًا، ثم قال: وجهني إلى القبلة، فوجهته إلى القبلة، وقلت له: ما تشتهي؟ , فقال لي: المغفرة، فقلت: ليس ذاك إلي، ثم قال: ألا تعالج؟ , فأنشدني:

يا فارج الغَمِّ عن نُوح وأسرتِهِ ... وصاحبِ الحوتٍ مولَى كُلِّ مَكْرُوبِ
وفالقِ البحرِ عن موسى وشيعتِه ... ومُذْهِبِ الهَمِّ عن ذي البَثِّ يعقوبِ
وجاعل النار لإبراهيم باردة ... ورافع السقم عن أوصال أيوب
إن الأطباء لا يُغْنُوَن عن وصب ... أنت الطبيبُ طبيب غير مغلوبِ


المصدر : [ المنتخب من معجم شيوخ السمعاني 2 / 727 ]

أبو يعلى البيضاوي
2013-05-20, 08:30 PM
291- إسناد الأمور إلى غير أهلها

علي بن أحمد بن سلّك الفالي:- بالفاء- يعرف بالمؤدّب، من أهل بلدة فالة- موضع قريب من إيذج. وليس بأبي علي القالي بالقاف، ذلك آخر اسمه إسماعيل وكنية هذا أبو الحسن، ...كان يقول الشعر ومنه:


تَصَدَّرَ للتَّدْرِيس كُلُّ مهوس ... بَلِيد يسمّى بالفقيه المُدَرِّسِ
فَحُقَّ لأهل العلمِ أن يَتَمَثَّلُوا ... ببيت قديمٍ شاعَ في كلّ مجلسِ
لقد هزلَت حتى بَدَا من هزالها ... كلاها وحتى سَامَهَا كُلّ مُفلِسِ



المصدر : [ معجم الأدباء 4 / 1646 ]

أبو يعلى البيضاوي
2013-05-20, 08:32 PM
292- ومنه أيضا

قال "أبو زكرياء يحيى بن علي الخطيب التبريزي" : أنشدنا "أبو الحسن الفالي" لنفسه:

لما تبدلت المنازلُ أوجهاً ... غير الذين عَهِدتُ من علمائها
ورأيتُهَا محفوفةً بسِوى الأُلَى ... كانوا ولاةَ صدورِها وفِنائها
أنشدتُ بيتاً سائراً متقدماً ... والعينُ قد شَرقت بجَارِي مائِها
أما الخِيَامُ فانها كخِيامِهم ... وأرَى نِساءَ الحَيِّ غير نِسائها








المصدر : [ معجم الأدباء 4 / 1646 ]

قلت - رحم الله والدي -:
أظن أن "الفالي" كان يؤلمه ما يرى في زمنه من المتصدرين وليسوا بأهل, فلذلك كان يكثر التشكي والتالم فينفس عن نفسه ومكنون صدره بهذه الأبيات الشعرية, فكيف لو أدرك - رحمه الله- زماننا, ورأى كثرة من يصعد المنابر ويؤلف الكتب والدفاتر, ويفتي في الإذاعات والفضائيات , إذا لرأى العجب العجاب, فالله المستعان

أبو يعلى البيضاوي
2013-05-20, 08:32 PM
293- فراق أنيس

حدث "أبو زكرياء التبريزي" قال : رأيت نسخة ب «كتاب الجمهرة» لابن دريد باعها "أبو الحسن الفالي" بخمسة دنانير من القاضي "أبي بكر ابن بديل التبريزي", وحملها إلى تبريز، فنسخت أنا منها نسخة، فوجدت في بعض المجلدات رقعة بخط "الفالي" فيها:



أَنِسْتُ بها عشرين حولاً وبعتُهَا ... فقد طالَ شوقي بعدَها وحنيني
وما كان ظنّي أنني سأبيعُهَا ... ولو خلّدتني في السجونِ دُيُوني
ولكن لضعفٍ وافتقارٍ وصبيةٍ ... صغارٍ عليهم تستهلُّ شُؤُوني
فقلتُ ولم أملك سوابقَ عَبرةِ ... مقالةَ مَشْوِيِّ الفؤادِ حزينِ
وقد تخرجُ الحاجاتُ يا أمَّ مالك ... كرائم من ربٍّ بهنَّ ضنينِ


فأريتُ القاضي "أبا بكر" الرقعةَ والأبيات, فتَوَجَّعَ, وقال: لو رأيتها قبل هذا لرددتها عليه، وكان "الفالي" قد مات.


قال المؤلف [ ياقوت الحموي ]: والبيت الأخير من هذه الأبيات تضمين قاله أعرابيّ في ما ذكره "الزبير بن بكار" عن يوسف بن عياش قال: ابتاع "حمزة بن عبد الله بن الزبير" جملا من أعرابي بخمسين دينارا, ثم نَقَدَهُ ثمنه، فجعل الأعرابي ينظر إلى الجمل ويقول:



وقد تخرج الحاجات يا أم مالك ... كرائم من ربّ بهنّ ضنين

فقال له حمزة: خُذ جَمَلك, والدنانيرُ لك، فانصرف بجمله وبالدنانير.



المصدر : [ معجم الأدباء 4 / 1646 ]

أبو يعلى البيضاوي
2013-05-20, 08:33 PM
294- حماقة الرافضة

قرأت بخط الشيخ "أبي محمد ابن الخشاب"، حدثني الشيخ الصالح أبو صالح قرطاس بن ألطنطاش الظفري الصوفي التركي من لفظه قال: سمعت "ابن الرملي" يقول وكان مُسِنّاً: حضرتُ مجلسَ "أبي القاسم المرتضى", وأنا إذ ذاك صبيٌّ، فدخل عليه بعض أكابر الديلم، فتزحزح له, وأجلسه معه على سريره، وأقبل عليه مُسَائِلا، فسارّه "الديلمي" بشيء لم نعلم ما هو، فقال له متضجرا: نعم، وأخذ معه في كلام كأنه مُدَافِعُه، فنهض "الديلمي"، فقال "المرتضى" بعد نهوضه: أهؤلاء يريدون منا أن نزيل الجبال بالريش؟! , وأقبل على من في مجلسه, فقال: أتدرون ما قال هذا "الديلمي"؟, فقالوا: لا يا سيدي، فقال قال: بيّن لي هل صَحَّ إسلامُ أبي بكر وعمر؟


قلت أنا [ ياقوت ]: رضي الله عنهما.
قلت أنا [ أبو يعلى ]: أبغض الله مبغضهما, وشنأ شانئهما, ولعن لاعنهما


المصدر: [معجم الأدباء 4 / 1732]

أبو يعلى البيضاوي
2013-05-22, 10:16 PM
295- ظاهر مُمَوّه وباطن مشوه

قرأت بخط "هلال بن المظفر الزنجاني" في "كتاب" أَلَّفَهُ: ذكر غير واحد من أهل زنجان أن رجلا منها يعرف بجابر بن أحمد خرج إلى بغداد متأدبا، فحين دخل قصد "علي بن عيسى النحوي" بعد أن لبس ثيابا فاخرة عطرة, وتجمل وتزين, ودخل عليه وسلّم، فقال له "علي بن عيسى": من أين الفتى؟, قال: من الزنجان بالألف واللام، فعلم "الربعي" أن الرجل خالٍ من الفضل، فقال: متى وردت؟, قال: أمس، فقال:جئت راجلا أم راكبا , فقال: بل راكبا، قال: المركوب مكترى أم مشترى؟, قال: بل مكترى، فقال الشيخ: مُرّ واسترجع الكريَّ, فإنه لم يَحمِل شيئا، ثم أنشد الشيخ:

وما المرءُ إلا الاصغرانِ لسانه ... ومعقوله, والجسمُ خلقٌ مُصوّرُ
فإِنْ طرّة راقتكَ فاخْبُر فرُبَّما ... أَمَرَّّ مذاقُ العودِ والعودُ أخضرُ


المصدر : [ معجم الأدباء 4 / 1830]

قلت -رحم الله والدي-:
في مثله ضرب المثل المشهور: ترى الفتيان كالنخل وما يدريك ما الدخل, قال العسكري في "جمهرته"[1170]: في هذا المذهب قول حسان:

لابأس بالقوم من طول ومن عرض ... جسم البغال وأحلام العصافير
فأخذه ابن الرومي فقال:

طول وعرض بلا عقل ولا أدب ... فليس يحسن إلا وهو مصلوب

أبو يعلى البيضاوي
2013-07-17, 03:23 AM
296- إلى متى يطلب العلم ؟

قال "ابن مناذر": سألت "أبا عمرو بن العلاء": حتى متى يحسُنُ بالمرءِ أن يتعلم ؟, قال: ما دامت الحياةُ تحسن به.


المصدر : [ وفيات الأعيان 3 / 468 ]

أبو يعلى البيضاوي
2013-07-17, 03:29 AM
297- العمل والعجب

أبو حفص عمر بن محمد البكري الملقب شهاب الدين السهروردي...كان أرباب الطريق من مشايخ عصره يكتبون إليه من البلاد صورة فتاوى يسألونه عن شيء من أحوالهم
[ قال ابن خلكان ]:سمعت أن بعضهم كتب إليه " يا سيدي, إن تركتُ العملَ أخلدتُ إلى البطالةِ، وإن عَملتُ داخلَنِي العُجْبُ، فأيهمَا أولَى ؟
فكتبَ جوابَه: " اعْمَلْ واستغفِرْ اللهَ تعالى من العُجب "

المصدر: [ وفيات الأعيان 3 / 447]

قلت – رحم الله والدي- :
المسألة ذكرها "التاج السبكي" في خاتمة "جمع الجوامع" فقال: (اعْمَلْ وَإِنْ خِفْتَ الْعُجْبَ مُسْتَغْفِرًا), قال "المحلي" في "شرحه": أَيْ إذَا وَقَعَ قَصْدًا كَمَا تَقَدَّمَ فَإِنَّ تَرَكَ الْعَمَلِ لِلْخَوْفِ مِنْهُ مِنْ مَكَائِدِ الشَّيْطَانِ

أبو يعلى البيضاوي
2013-07-17, 03:54 AM
298- غضبة لله

هارون الواثق بالله بن محمد المعتصم بالله بن هارون الرشيد / ت 232هـ
من نادر كلامه لشخص كان عاملاً له على عمل، نُقِل عنه أنه قال لمن شَفَعَ إليه في قصته: لو شَفَع لك النبيُ صلى الله عليه وسلم ما شَفَّعْتُك", لولا أنَّ في خطأِ لفظِكَ إشارةٌ إلى صوابِ معناكَ في استعظامِكَ, ووضعِكَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في غايةِ التمثيلِ لمَثَّلْتُ بِك
ثم أمر أن يٌضرَب ثمانين سوطاً ويعزل, ورُئِيَ الواثقُ في تلك الحالةِ وهو يرعَدُ غَضَباً وقال: والله لا وُليتَ لي عَمَلاً أبداً

المصدر: [ فوات الوفيات 4 / 228 ]

قلت – رحم الله والدي-:
رحم الله هذا الخليفة العباسي رحمة واسعة لغضبه لحرمات الله لما انتقصت, وما أحوجنا اليوم إلى أمثاله من وُلاَة الأمرِ وحُمَاة الشرعِ ليأخذوا على يد الأقزام ممن تُسول لهم أنفسهم الأمارة بالسوء التطاولَ على حُرماتِ الدينِ وشعائرِ الإسلامِ

أبو يعلى البيضاوي
2013-07-18, 05:32 PM
299- بيت القرآن



"ابن العديم العقيلي" يكنى: "أبا القاسم" ويلقب: "كمال الدين"، من أعيان أهل حلب وأفاضلهم، وهو: عمر بن أحمد بن هبة الله بن محمد بن هبة الله بن أحمد بن يحيى بن زهير بن هارون بن موسى بن عيسى بن عبد الله بن محمد بن أبي جرادة صاحب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه، واسم أبي جرادة عامر بن ربيعة بن خويلد بن عوف بن عامر بن عقيل، أبي القبيلة، بن كعب بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.


قال [ ياقوت ]: حدثني "كمال الدين أبو القاسم" قال حدثني جمال الدين أبو غانم محمد بن هبة الله بن محمد بن أبي جرادة عمي قال:
لما ختمت "القرآن" قَبَّلَ والدي رحمه الله بين عينيّ, وبكى وقال: الحمد لله يا ولدي هذا الذي كنت أرجوه فيك، حدثني جدّك عن أبيه عن سلفه أنه ما منا أحد إلى زمن النبي صلّى الله عليه وسلّم إلّا من ختم القرآن.


المصدر: [ معجم الأدباء5 / 2069 ]

قلت -رحم الله والدي-:
"كمال الدين" هو : "ابن العديم الحلبي" المتوفى سنة 660هـ صاحب التاريخ العظيم المسند: "بغية الطلب في تاريخ حلب"
اشتهر في التاريخ الإسلامي الخالد بيوتات للعلم ظل فيهم العلم وحفظ القرآن ورواية الحديث متصلا متوارثا قرونا عديدة, وأزمنة مديدة, جيلا بعد جيل, وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء وهو ذو الفضل العظيم, وقد ألفت في ذكرها كتب, منها كتاب: الترجمة الذهبية لأعلام آل تيمية لمحمد صالح قرواش اليافعي/ رابط تحميله (http://saaid.net/book/10/3359.zip)/ وكتاب: "من بيوتات العلم بدمشق آل القاسمي ونبوغهم في العلم والتحصيل للشيخ العلامة محمد بن ناصر العجمي طبع في دار البشائر / رابط تحميله (http://www.archive.org/download/waq43800/43800.pdf) , وكتاب: "بيوتات الحديث بدمشق" تأليف محمد بن عزوز, طبع في دار الفكر المعاصر, وكتاب: "بيوتات العلم و الحديث في الأندلس" ل محمد بن زين العابدين رستم طبع في دار ابن حزم

أبو يعلى البيضاوي
2013-07-20, 08:40 PM
300- قُرَّاِء آخرِ الزمانِ

[ قال ياقوت –رحمه الله - ] قرأت بخط "أبي سعد" باسناد رفعه إلى مجاهد أنه قال:
انطلق غلامُ من بني إسرائيل بِفَخٍّ, فنَصَبَهُ منتبذا عن الطريق، فجاء عصفور فوقع قريبا منه, وأنطق الله العصفور, وأَفهمَ الفخَّ، فقال العصفورُ: مالى أراك منتبدا عن الطريق ؟, قال: اعتزلتُ شرورَ الناس، قال: فمالي أراك نحيفا؟, قال: أنهَكَتْنِي العبادةُ, قال: فما هذه الحَبَّة في فِيكَ ؟, قال: أَرصُدُ بها مِسكيناً أو ابن سبيل، قال: فأنا مسكينٌ وابن سبيل؟ ، قال: فدونَكَها, فوثَبَ العصفورُ فأخذَ الحبَّةَ، فوثبَ الفَحُّ فوقع في عنقِه، فجعلَ العصفورُ يقولُ: عيق عيق، وعزةُ رَبِّي لا غَرَّنِى بعدها قَارىءٌ مُرَاءٍ أبدا
قال مجاهد: وهذا مثل قرائين مرائين يكونون آخر الزمان.


المصدر: [معجم الأدباء 5 / 2272]



قلت – رحم الله والدي- :
"أبوسعد", هو الحافظ أبو سعد عبد الكريم ابن الإمام أبي بكر محمد ابن الإمام أبي المظفر التميمي السمعاني المروزي رحمهم الله, المتوفى سنة 562هـ

أبو يعلى البيضاوي
2013-07-22, 05:59 PM
301- جهل مركب

[ قال الحافظ للسمعاني- رحمه الله- ]: أخبرنا أبو محمد يحيى بن على بن الطراح المدير بقراءتي عليه ببغداد, عن أبى بكر أحمد بن على بن ثابت الخطيب الحافظ, ثنا منصور بن ربيعة الزهري بالدينور, قال: سمعت بعض القضاة يحكي أن رجلا قال:
دخلتُ حمص وفي فمي درهم, لعلي أرى شيئا فأشتريه به, فإذا رجل جالس بباب الجامع على كرسي, وعلى رأسه عمامة, متحنك بها, وقد ترك فوقها قلنسوة, وقد لبس فروة مقلوبة بلا سراويل, وقد تقلد بسيف, وفي حجره مصحف يقرأ منه, وعنده كلب رابض, وقد تمسك عقوده, فسلمت عليه فرد السلام, فقلت: أترى القوم قد صلوا ؟ , قال: أفأنت أعمى ما تراني قاعدا ؟ , قلت: من أنت؟ فقال: أنا ابو خالد إمام الجامع, وكلبى أبو جعفر، قلت: أتحفظ القرآن؟ , قال: نعم، قلت: ما هذه الضوضاء والجلبة؟ , قال: قد ورد رجل زنديق يقرأ السبع الطوال, ويشتم أبا بكر الصناديقي وعمر القواريري وعثمان بن أبى شيبة ومعاوية بن غسان الّذي هو من حملة العرش, وزوجه النبي صلى الله عليه وسلم ابنته عائشة, في زمن الحجاج بن يوسف, فاستولدها الحسن والحسين، فقلت: ما أسخن عينك! ما أعرفك بالمقالات والأنساب! , قال: وما خفي عليك أكثر، قلت: فاقرأ شيئا من القرآن، فقال: بسم الله الرحمن الرحيم: "وَإِذْ قال لُقْمانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً , وَأَكِيدُ كَيْداً فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً"
فرفعت يدي وصفعة صفعة سقطت عمامته, وبقي التحنك في عنقه، فصاح بالناس فلبَّبُونِى, وقال: احملوه الى المحتسب، فكل من لقيني قال: ما فعل؟ , قالوا: صفع إمام الجامع، قال: يا مسكين, أهلكت نفسك، فقلت: كذا حكم الله, فصبرا عليه, ويزمعون هم أيضا حتى وصل بى إلى المحتسب, فإذا رجل حاسر حاف, قد لبس دراعة بلا سراويل, فقدمت إليه, فقالوا: هذا صفع إمام الجامع، فقلت: نعم، قال: يا مسكين, أهلكت نفسك، قلت: كذا حكم الله فصبرا عليه، قال: أيما أحبّ إليك, سَمْلُ العين, أو قطع اليد, أو أن تدفع نصف درهم؟, فرفعت يدي وصفعت المحتسب صفعة, ثم أخرجت الدرهم من فمي وقلت: خذ يا سيدي! , نصف درهم لك, ونصف درهم لإمامك، وانصرفت.


المصدر: [الأنساب للسمعاني 1 / 32]

قلت رحم الله والدي-:
ما أشبه الجهل المركب عند هؤلاء بما حكاه "ابن الجوزي" في أخبار الحمقى والمغفلين"[ص 160]:عن ثمامة بن أشرس قال: شهدت رجلاً وقد قَدَّمَ خصماً له إلى بعض الولاة, فقال: أصلحك الله، أنا رافضي ناصبي، وخصمي جهمي مشبه مجسم قدري، يشتم الحجاج بن الزبير الذي هدم الكعبة على علي بن أبي سفيان, ويلعن معاوية بن أبي طالب؛ فقال له الوالي: ما أدري مم أتعجب، من علمك بالأنساب, أم من معرفتك الألقاب، قال: أصلحك الله، ما خرجت من الكتاب حتى تعلمت هذا كله.

أبو يعلى البيضاوي
2013-07-25, 03:32 AM
302- حفظ خارق

[قال ياقوت]: قال هارون بن عبد العزيز، قال أبو جعفر: لما دخلت مصر لم يبق أحد من أهل العلم إلا لقيني وامتحنني في العلم الذي يتحقق به، فجاءني يوما رجل فسألني عن شيء من العروض، ولم أَكُنْ نشِطْتُ له قبلَ ذلك، فقلت له: عَلَيَّ قول ألا أتكلمَ اليوم في شيء من العروض، فإذا كان في غد فصِرْ إِلَيَّ، وطلبتُ من صديقٍ لي "العروض" للخليل بن أحمد فجاء به، فنظرتُ فيه ليلَتي، فأمسيتُ غير عروضِيٍّ وأصبحتُ عرُوضِيا.


المصدر: [معجم الأدباء 6 / 2449]

قلت –رحم الله والدي-:
ومثل هذه الحكاية ما حصل من الإمام أبي بكر محمد بن القاسم "ابن الأنباري" النحوي اللغوي الأديب, فقد ذكر "الخطيب" في ترجمته من "تاريخ بغداد"(4 / 299): قال لنا "أبو الحسن العروضي":
كان يتردد "ابن الأنباري" إلى أولادِ "الراضي"، فكان يوما من الأيام قد سألته جارية عن شيء من تفسير الرؤيا، فقال: أنا حاقِن ثم مضى، فلما كان من غَدٍ عاد وقد صار معبرا للرؤيا، وذاك أنه مضى من يومه فدرس "كتاب الكرماني" وجاء.

أبو يعلى البيضاوي
2013-07-27, 05:29 PM
303- دعوة والدة

جار الله أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري, الإمام المفسر المعتزلي, صاحب تفسير "الكشاف"...أصابه خراج في رجله فقطعها, واتخذ رجلا من خشب، وقيل: أصابه برد الثلج في بعض أسفاره بنواحي خوارزم فسقطت رجله
وحُكِي أن "الدامغاني" المتكلم الفقيه سأَلَهُ عن سبب قطع رجله, فقال: دعاءُ الوالدة، وذلك أني أمسكت عصفورا وأنا صبيّ صغير, وربطت برجله خيطا, فأفلَتَ من يدي, ودخل خرقا فجذبته, فانقطعت رجله، فتألمت له والدتي, وقالت: قطع الله رجلك كما قطعت رجله، فلما رحلتُ إلى "بخارى" في طلب العلم سقطت عن الدابة في أثناء الطريق, فانكسرت رجلي, وأصابني من الألم ما أوجب قطعها.


المصدر: [معجم الأدباء 6 / 2688]
قلت: رحم الله والدي-:
سبحان الله, دعوة وافقت قَدَرا وساعة إجابة, ولهذا نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح وهو في "صحيح مسلم"[ 3009] عن الدعاء على النفس والأموال والأولاد, فقال: «لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء، فيستجيب لكم»

أبو يعلى البيضاوي
2013-09-22, 09:39 PM
304- دعاء له أم عليه ؟

قال "ابن حجة الحموي" : يحكى أن بعض الشعراء هنأ "الحسن بن سهل" باتصال ابنته "بالمأمون"، مع مَنْ هَنَّأَهُ، فأثابَ الناس كلهم وحَرَمَهُ، فكتب إليه: إن أنت تماديتَ على حِرماني، عَمِلتُ فيك بيتًا لا تعلمُ مدحتُكَ فيه أو هجَوْتُكَ, فاستحضره, وسأله عن قوله، فاعترف وقال: لا أعطيك أو تفعل, فقال:

بارك الله للحسن *** ولبوران في الختن
يا إمام الهدى ظفر *** ــت ولكن ببنت من ؟
فلم يعلم ما أراد بقوله: "ببنت من" في الرفعة أو في الصغر؟ , واستحسن منه "الحسن" ذلك, وناشده: أسمعت هذا المعنى أم ابتكرته؟ , فقال: لا والله بل نقلته من شعر شاعر مطبوع، كثير العبث بهذا النوع, اتفق أنه فضل قباء عند خياط أعور اسمه: "زيد"، فقال له
الخياط على طريق العبث به: سآتيك به لا تدري أقباء هو أم دواج, فقال له الشاعر: إِنْ فعلتَ ذلك لأعملن فيك بيتًا، لا يَعلَمُ أحدٌ ممن سمعه، أدعوتُ لكَ أم دعوتُ عليك ففعل الخياط، فقال الشاعر:

خاط لي زيد قباء *** ليت عينيه سواء
فما علم أحد، أن الصحيحة تساوي السقيمة أو بالعكس، فاستحسن "الحسن" صدقَهُ أضعاف استحسانه حِذْقَهُ.
[ قال ابن حجة]: وغالب الناس يسمون الخياط "عمرًا", ويقولون:

خاط لي عمرو قباء *** ليت عينيه سواء
ولكن نقل "زكي الدين بن أبي الأصبع"، في كتابه المسمى: "بتحرير التحبير"[ص 596] أن الخياط كان اسمه: "زيدًا"، وأورد البيت مصرعًا، مرفوع العروض والضرب، ووجه الرفع ظاهر فيهما.
ولم يتفق للمتأخرين ولا للسلف من قبل، في هذا الإبهام، غير البيت المتعلق بالخياط زيد، والبيت المتعلق بالحسن بن سهل، وقد تقدم ذكرهما
وقد عززتهما بثالث لما وقفت على "تاريخ زين الدين بن قرناص الحلبي", ووجدته قريبًا من "قباء زيد" الخياط، فقلت:

تاريخ زين الدين فيه عجائب ... وبدائع وغرائب وفنون
فإذا أتاه مناظر في جمعه ... خبره عني إنه مجنون


المصدر: [خزانة الأدب وغاية الأرب 1 / 178]

قلت -رحم الله والدي-:
قال في " تاج العروس "[34 / 480] : قال ابن الأعرابي: الختن أبو امرأة الرجل، وأخو امرأته وكل من كان من قبل امرأته. (وهي) ختنة بهاء, وفي "التهذيب": الأحماء من قبل الزوج، والأختان من قبل المرأة، والصهر يجمعهما, والختنة: أم المرأة، ومنه حديث سعيد بن جبير، رضي الله تعالى عنه: أينظر الرجل إلى شعر ختنته ؟ أي: أم امرأته. اهـ

أبو يعلى البيضاوي
2013-09-28, 10:35 PM
305- تعريض في الدعاء


ونحو هذا في التعريض بالدعاء على الشخص في صورة الدعاء له ما ذكره "ابن حجة الحموي" أيضا ,قال:
قيل: دخلت امرأة على "هارون الرشيد" وعنده جماعة من وجوه أصحابه, فقالت: يا أمير المؤمنين, أقر الله عينك, وفَرَّحَكَ بما آتاك, وأتم سعدك, لقد حكمت فقسطت, فقال لها: من تكونين أيتها المرأة ؟, فقالت: من آل برمك, ممن قتلت رجالهم, وأخذت أموالهم, وسلبت نوالهم, فقال: أما الرجال فقد مضى فيهم أمر الله, ونفذ فيهم قَدَرُهُ, وأما المال فمردود إليك.
ثم التفت إلى الحاضرين من أصحابه, فقال: أتدرون ما قالت المرأة ؟, فقالوا: ما نراها قالت إلا خيراً , قال: ما أظنكم فهمتم ذلك, أما قولها: "أقر الله عينك" أي: أسكنها عن الحركة, وإذا أسكنت العين عن الحركة عميت, وأما قولها: "وفرحك بما آتاك" فأخذته من قوله تعالى: [ حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة], وأما قولها: "وأتم الله سعدك", فأخذته من قول الشاعر.

إذا تمَّ أمرٌ بدا نقصه *** ترقَّب زوالاً إذا قيل تم
وأما قولها: "لقد حكمت فقسطت" فأخذته من قوله تعالى: [ وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا] فتعجبوا من ذلك.

المصدر: [ ثمرات الأوراق في المحاضرات 2 / 226]

أبو يعلى البيضاوي
2013-09-29, 03:25 PM
306- دعاء متنطع


مما ينكر في الدعاء استعمال الوحشي من اللغات والتنطع في الطلب, فمما جرى من ذلك ما حكاه "ابن الأثير" قال:
قول بعضهم وقد اعتلت أمه, فكتبَ رِقَاعاً, وألقاها في الجامع بمدينة السلام, [بغداد], وهي:
"صِينَ امرؤٌ ورعى، دعا لامرأةٍ مقسئنه، قد مُنِيَتْ بأكلِ الطرموق، فأصابها من أجله الاستمصال، أن يَمُنَّ عليها بالاطرغشاش، والابرغشاشّ"
وكل من قرأ رقاعه لعنه ولعن أمه.


المصدر: "الجامع الكبير في صناعة المنظوم من الكلام والمنثور"[1 / 47]

أبو يعلى البيضاوي
2013-09-29, 03:30 PM
307- رسالة إلى من تزوجت أمه

"عمرو بن مسعدة بن سعيد بن صول" الكاتب، أحد وزراء المأمون, كان كاتباً بليغاً, جزل العبارة وجيزها, سديد المقاصد والمعاني.


قال "ابن خلكان" : ظَفِرْتُ له برسالةٍ بديعةٍ, كتبها إلى بعض الرؤساء, وقد تزوجت أمه, فسَاءَهُ ذلك، فلما قرأها ذلك الرئيس تَسَلَّى بها, وذَهَبَ عنه ما كان يَجِدُهُ، فآثَرْتُ الإتيانَ بها لحُسْنِهًا، وهي:
" الحمد لله الذي كشف عنا سِتْرَ الحَيْرَة، وهدانا لسَتْرِ العورة، وجَدَعَ بما شَرَعَ من الحلال أَنْفَ الغيرة، ومنع من عَضْلِ الأمهات، كما منع من وأدِ البنات، استنزالاً للنفوس الأبية، عن الحمية حَمِيَّةِ الجاهلية, ثم عَرَّضَ لجزيل الأجر من استسلم لواقع قضائه، وعَوَّضَ جليل الذخر من صبر على نازلِ بلائه، وهَنَاكَ الذي شرح للتقوى صدرك، و وَسَّعَ في البلوى صبرك، وألهمك من التسليم لمشيئته، والرضا بقضيته، ما وفقك له من قَضَاءِ الواجب في أحد أبويك، ومن عَظُمَ حقه عليك، وجعل تعالى جده ما تجرعته من أَنَفٍ، وكظمته من أَسَفٍ، معدوداً فيما يَعْظُمُ به أجرك، ويجزل عليه ذخرك، و قَرَنَ بالحاضر من امتعاضك بفعلها، المنتظر من ارتماضِكَ بدَفْنِهَا، فتستوفى بها المصيبة، وتستكمل عنها المثوبة، فوصل الله لسيدي ما استشعره من الصبر على عُرْسِهَا، ما يستكسبه من الصبر على نفسها، وعَوَّضَهُ من أَسِرَّةِ فرشها، أَعْوَادَ نعشها، وجعل تعالى جده ما يُنْعِمُ به عليه بعدها من نعمة، مُعَرًّى من نقمة، وما يوليه من بعد قبضها من منحة، مُبَرَّأً من محنة، فأحكام اللهِ -تعالى جده وتقدست أسمائه- جاريةٌ على غير مرادِ المخلُوقِين، لكنه –تعالى- يختار لعباده المؤمنين، ما هو خيرٌ لهم في العاجلة، وأبقى لهم في الآجلة، اختار الله لك في قبضها إليه، وقدومها عليه، ما هو أنفع لها، وأولى بها، وجعل القبر كفؤاً لها، والسلام ".


وقيل: إن هذا الرسالة "لأبي الفضل ابن العميد", ولقد أذْكَرَتْنِي هذه الرسالة بيتين "للصاحب بن عباد" في شخص زَوَّجَ أمه، وهما:

عَذَلتُ لتزويجه أُمه *** فقال: فعلتُ حَلالاً يَجُوزْ
فقلت: صدقتَ، حلالاً فعلتَ *** ولكن سَمَحتَ بصدع العجوزْ


المصدر: [ وفيات الأعيان 3 / 476 ]

أبو يعلى البيضاوي
2013-09-29, 09:02 PM
308-الحريري والمُعَيْدِي

يحكى أن [ الحريري صاحب المقامات ] كان دميما قبيح المنظر، فجاءه شَخصٌ غريبٌ يزورُهُ, ويأخذ عنه شيئا، فلما رآه استزرى شكله، ففهم "الحريري" ذلك منه، فلما التمس منه أن يملي عليه قال له: اكتب :

ما أنت أول سار نحره قمر ... ورائد أعجبته خضرة الدمن
فاختر لنفسك غيري إنني رجل ... مثل المعيدي فاسمع بي ولا ترني
فخجل الرجل منه, وانصرف


و"المعيدي" -بضم الميم وفتح العين المهملة وسكون الياء المثناة من تحتها وبعدها دال مهملة مكسورة وياء مشددة-، وقد جاء في المثل: "تسمع بالمعيدي لا أن تراه" وجاء أيضا: "تسمع بالمعيدي خير من أن تراه"
وقال "المفضل الضبي": أول من تكلم به "المنذر بن ماء السماء"، قاله "لشقة بن ضمرة التميمي الدارمي"، وكان قد سَمِعَ بذكره، فلما رآه اقتحمته عينه، فقال له هذا المثل وسار عنه، فقال له "شقة": أَبَيْتَ اللعن, إن الرجال ليسوا بجُزُرٍ يراد منها الأجسام، إنما المرء بأصغريه قلبه ولسانه، فأ-عجب "المنذر" ما رأى من عقله وبيانه.
وهذا "المثلُ" يُضرَب لمن له صِيتٌ وذِكرٌ و لا منظرَ له، و"المعيدي" منسوب إلى "معد ابن عدنان"، وقد نسبوه بعد أن صغروه وخففوا منه الدال.


المصدر: [ وفيات الأعيان 4 / 66 ]

أبو يعلى البيضاوي
2013-09-30, 08:44 PM
309- قبيلة باهلة




قال "ابن خلكان": كانت العرب تستنكف من الانتساب إلى هذه القبيلة, حتى قال الشاعر:

وما ينفع الأصل من هاشم *** إذا كانت النفس من باهلة
وقال الآخر:

ولو قيل للكلب يا باهلي ** عوى الكلب من لؤم هذا النسب

وقيل لأبي عبيدة: يقال إن الأصمعي دَعِيٌّ في نَسَبِهِ إلى باهلة، فقال: هذا ما يمكن، فقيل: ولم ؟ , فقال: لأن الناس إذا كانوا من "باهلة" تبرأوا منها، فكيف يجيء من ليس منها وينتسب إليها


ورأيت في بعض "المجاميع" أن "الأشعث ابن قيس الكندي" قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أتتكافأ دماؤنا ؟, فقال: نعم، ولو قتلت رجلا من باهلة لقتلتك به.
وقال "قتيبة بن مسلم" [ وهو باهلي] "لهبيرة بن مسروح": أي رجل أنت لو كان أخوالك من غير سلول, فلو بادلت بهم، فقال: أصلح الله الأمير، بادل بهم من شئت من العرب, وجَنِّبْنِي باهلة.


ويحكى أن أعرابيا لقي شخصا في الطريق, فسأله: ممن أنت ؟, فقال: من باهلة، فرَثِيَ له الأعرابي، فقال ذلك الشخص: وأزيدك أني لست من صميمهم، ولكن من مواليهم، فأقبل الأعرابي عليه يُقَبِّلُ يديه ورجليه، فقال له: ولم ذاك ؟, فقال: لأن الله تبارك وتعالى ما ابتلاك بهذه الرزية في الدنيا إلا ويعوضك الجنة في الآخرة.
وقيل لبعضهم: أيسرك أن تدخل الجنة وأنت باهلي ؟, فقال: نعم، بشرط ألا يَعْلَمَ أهل الجنة أني باهلي.
والأخبار في ذلك كثيرة، رحمهم الله أجمعين.


المصدر: [ وفيات الأعيان: 4 / 90 ]

أبو يعلى البيضاوي
2013-10-03, 12:12 AM
310- عجائب

قال "المزنى" سمعتُ "الشافعي": يقول رأيتُ بالمدينة أربع عجائب:
1- رأيتُ جدةً بنت واحدة وعشرين سنة
2- ورأيتُ رجلاً فَلَّسَهُ القاضِى فى مُدَّيْنِ نَوًى
3- ورأيتُ شيخاً قد أتى عليه تسعونَ سنة يدور نهاره أجمع حافيا راجلا على القيناتِ, يعلمهن الغناء, فإذا أتى الصلاةَ صلى قاعِداً
4- ونسيتُ الرابعة


المصدر" [ طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2 / 99 ]

أبو يعلى البيضاوي
2013-10-06, 10:17 AM
311- ولدٌ على الكبر

حُكِي أن "محمد بن نصر" [ المروزي ] كان يتمنى على كِبَرِ سنه أن يولد له ابن , قال الحاكي:
فكنا عنده يوما وإذا برجل من أصحابه قد جاء وساره فى أذنه, فرفع يديه وقال: { الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل }, ثم مسح وجهه بباطن كفه, ورجع إلى ما كان فيه
قال الحاكي, فرأينا أنه استعمل فى تلك الكلمة الواحدة ثلاث سُنَنٍ,
1- تسمية الولد
2- و حَمدُ الله على المَوْهِبَةِ
3- وتسميتُهُ "إسماعيل" , لأنه ولد على كِبَر سنه, وقال الله عز وجل: { أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده }


قلت: كذا أسند هذه الحكاية "الحاكم أبو عبد الله", وإن كان "محمد بن نصر" قصد الثلاث فنستفيد من هذا أنه يستحب لمن ولد له ابن على الكبر أن يسميه "إسماعيل", وهى مسألة حسنة, وأحسب "إسماعيل" هذا من "خنة", بخاء معجمة ثم نون, وهى أخت القاضى "يحيى بن أكثم", كان "محمد بن نصر" قد تزوجها

المصدر: [طبقات الشافعية الكبرى للسبكي: 2 / 252 ]

أبو يعلى البيضاوي
2013-10-06, 11:00 AM
312- معنى "القرطبان"

قال "الحاكم": أخبرني أبو محمد بن زياد, حدثنا الحسن بن على بن نصر الطوسى, قال:
سمعت "أبا عبد الله البوشنجي" بسمرقند, وسأله أعرابي, فقال له: أى شئ القرطبان ؟ , قال: كانت امرأة فى الجاهلية يقال لها "أم أبان", وكان لها قرطب, و"القرطب" هو السدر, وكان لها تيس فى ذلك القرطب, وكانت تنزى تيسها بدرهمين, وكان الناس يقولون نذهب إلى قرطب أم أبان, نُنْزِى تيسَهَا على مَعزَانا, فكثر ذلك, فقالت العامة "قرطبان"
قلت: وهذه التثنية مما جاء على خلاف الغالب, فإن التثنية عند العرب جعل الاسم القابل دليل اثنين متفقين فى اللفظ غالبا, وفى المعنى على رأي, بزيادة ألف فى آخره رفعا, وياء مفتوح ما قبلها جرا ونصبا, يليهما نون مكسورة, فتحها لغة, وقد تضم, والحارثيون يلزمون الألف, قال النحاة: فمتى اختلفا فى اللفظ لم يجز تثنيتهما, وما ورد من ذلك يحفظ, ولا يقاس عليه


قال شيخنا "أبو حيان": والذى ورد من ذلك إنما روعى فيه التغليب, فمن ذلك:
"القمران": للشمس والقمر
و"العمران": لأبى بكر وعمر رضى الله عنهما
و"الأَبَوان": للأب والأم, وفى الأب والخالة, ومنه قوله تعالى: {ورفع أبويه على العرش}
و"الأُمَّانِ": للأم والجدة
و"الزهدمان": فى زهدم وكردم ابنى قيس
و"العمران": لعمرو بن حارثة وزيد بن عمرو
و"الأحوصان": الأحوص بن جعفر وعمرو بن الأحوص
و"المصعبان": مصعب بن الزبير وابنه
و"البحيران": بحير وفراس ابنا عبد الله بن سلمة
و"الحران": الحر وأخوه أبى
و"العجاجان": فى العجاج وابنه
هذا جميع ما أورده "شيخنا" فى "شرح التسهيل"


ورأيت الأخ سيدى الشيخ الإمام "أبا حامد" سلمه الله ذكر فى "شرح التلخيص" فى المعانى والبيان ما ذكره "أبو حيان", وزاد فقال:
و"الخافقان": للمغرب والمشرق, وإنما الخافق حقيقة اسم للمغرب, بمعنى مخفوق فيه
و"البصرتان": للبصرة والكوفة
و"المشرقان": للمشرق والمغرب
و"المغربان" لهما أيضا
و"الحنيفان": الحنيف, وسيف ابنا أوس بن حميرى
و"الأقرعان": الأقرع بن حابس, وأخوه مزيد
و"الطليحتان" طليحة بن خويلد الأسدى, وأخوه حبال
و"الخزيميان", و"الربيبان": خزيمة, وربيبة من باهلة بن عمرو


فهذا مجموع ما ذكره الشيخ والأخ, وفاتهما "القرطبان" كما عرفت
و"الدحرضان": اسم لماءين, يقال لأحدهما: "الدحرض", وللآخر "وسيع" قال الشاعر:

شربت بماء الدحرضين فأصبحت *** زوراء تنفر عن حياض الديلم

و"الأسودان": للتمر والماء, قال صلى الله عليه وسلم: "الأسودان التمر والماء"
و"الفمان": للفم والأنف, ذكره الشيخ "جمال الدين ابن مالك"
و"الأخوان": لأخ وأخت
و"الأذانان": الأذان, والإقامة وقال صلى الله عليه وسلم: "بين كل أذانين صلاة", أجمعوا أن المراد به الأذان والإقامة
و"الجونان": معاوية وحسان ابنا الجون الكنديان, ذكره "أبو العباس المبرد" فى أوائل "الكامل", بعد نحو خمس كراريس منه, وأنشد عليه

كأنك لم تشهد لقيطا وحاجبا *** وعمرو بن عمرو إذ دعوا يال دارم
ولم تشهد الجونين والشعب والصفا *** وشدات قيس يوم دير الجماجم


و"العاشقان" اسم للعاشق والمعشوق, وعليه قول "العباس بن الأحنف":

العاشقان كلاهما متغضب .***. وكلاهما متوجد متحبب
صدت مغاضبة وصد مغاضبا *** وكلاهما مما يعالج متعب
راجع أحبتك الذين هجرتهم *** إن المتيم قلما يتجنب
إن التباعد إن تطاول منكما *** دب السلو له فعز المطلب
أراد بالعاشقين الخليفة وواحدة من حظاياه, كان وقع بينه وبينها شنآن, فتهاجرا فحدث "العباس" فى ذلك فأنشده هذه الأبيات فقام إليها وصالحها


و"الأنفان": اسم للأنف والفم, ذكره وأنشد عليه:

إذا ما الغلام الأحمق الأم سافنى *** بأطراف أنفيه اشمأز فأنزعا


واعلم أن شيخنا "أبا حيان" استشهد على أن "العمرين" اسم لأبى بكر وعمر بقول الشاعر:

ما كان يرضى رسول الله فعلهم *** والعمران أبو بكر ولا عمر


وأنا ما أحفظ هذا البيت إلا "والطيبان أبو بكر ولا عمر", والوزن به أتم
واستشهد على أن "القمرين" اسم للشمس والقمر يقول "الفرزدق":

أخذنا بآفاق السماء عليكم *** لنا قمراها والنجوم الطوالع


وكان الشيخ الإمام الوالد رحمه الله يقول: إنما أراد بـ: "القمرين" النبى صلى الله عليه وسلم و"إبراهيم" عليه السلام, وبالنجوم الصحابة, وهذا ما ذكره "ابن الشجرى" فى "أماليه"
ورأيت فى ترجمة "هارون الرشيد" أنه سأل من حضر مجلسه عن المراد بـ: "القمرين" فى هذا البيت فأجاب بهذا الجواب, نعم أنشد "ابن الشجري" على "القمرين" للشمس والقمر قول "المتنبى":

واستقبلت قمر السماء بوجهها *** فأرتنى القمرين فى وقت معا


المصدر: [طبقات الشافعية الكبرى للسبكي (2 / 195 ]



قلت رحم الله –والدي-:
قال "ابن دريد" في "جمهرة اللغة"[2 / 1121] : فَأَما "القَرْطَبان" الَّذِي يتكلّم بِهِ العامّة فَلَيْسَ من كَلَام الْعَرَب.
وقال "الأزهري" في "تهذيب اللغة"[9 / 302]: وأما "القرطبان" الذي يقوله العامة للذي لا غيرة له فهو مُغَيَّرٌ عن وجهه, وروى "ثعلب" عن أبي نصر عن الأصمعي، قال: "الكلبتان" مأخوذ من الكلب، وهو القيادة، والتاء والنون زائدتان, قال: وهذه اللفظة هي القديمة عن العرب, قال: وغيرتها العامة الأولى، فقالت: "القلطبان"، وجاءت عامة سُفلى فغيرت على الأولى فقالت: "القرطبان". اهـ


- "البوشنجي": محمد بن إبراهيم بن سعيد أبو عبد الله العبدي, شيخ أهل الحديث فى زمانه بنيسابور, توفي سنة 290 هـ, ترجمته في طبقات السبكي [2 / 189], طبقات ابن قاضى شهبة [1 / 81]
فائدة: للعلامة الأديب محمد أمين بن فضل الله المحبي المتوفى سنة 1111 هـ كتاب مفيد سماه: "جنى الجنتين في تمييز نوعي المثنيين" استقصى فيه هذه الاسماء المثناة / وهذا رابط تحميله (http://ia600301.us.archive.org/5/items/016828/016828.pdf) نفعكم الله به

أبو يعلى البيضاوي
2013-10-07, 08:08 PM
313- قدر العلماء عند الأمراء

قال "ابن عدي": ركب "إسحاق بن راهويه" دَيْنٌ فخرج من مرو وجاء نيسابور, فكَلَّمَ أصحابَ الحديث "يحيى بن يحيى" في أمر "إسحاق", فقال ما تريدون ؟ , قالوا: تكتب إلى "عبد الله بن طاهر" رقعة, وكان "عبد الله" أمير خراسان, وكان بنيسابور, فقال "يحيى": ما كتبتُ إليه قط, فألحوا عليه, فكتب في رقعة إلى "عبد الله بن طاهر":
" أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم رجل من أهل العلم والصلاح "
فحمل إسحاق الرقعة إلى "عبد الله بن طاهر" فلما جاء إلى الباب, قال للحاجب: معي رقعة "يحيى بن يحيى" إلى الأمير, فدخل الحاجب, فقال له: رجل بالباب زعم أن معه رقعة "يحيى بن يحيى" إلى الأمير, فقال: يحيى بن يحيى ؟ , قال: نعم , قال: أدخله, فدخل إسحاق, وناوله الرقعة, فأخذها "عبد الله" وقَبَّلَهَا, وأقعد "إسحاق" بجنبه, وقضى دينه ثلاثين ألف درهم, وصيره من ندمائه
قلت [ أي السبكي ]: انظر ما كان أعظم أهل العلم عند الأمراء, وانظر ما أدنى هذه الكلمة, وأقصر هذه الرقعة, وما ترتب عليها من الخير, وما ذلك إلا لحسن اعتقاد ذلك الأمير, وصيانة أهل العلم أيضا, والناسُ بزمانِهِم أشبهُ منهم بآبائِهِم

المصدر: [ طبقات الشافعية الكبرى للسبكي: 2 / 85 ]

أبو يعلى البيضاوي
2013-10-08, 12:16 AM
314- مسألة فقهية

من المسائل عن "أبي ثور" والفوائد:َ
نقل "العبدري": أن الدَّيْنَ مقدمٌ على الوصيةِ عند الفقهاء كلهم إلا "أبا ثور" فإنه قَدَّمَ الوصيةَ, وهذا غريبٌ مُصَرَّحٌ بحكايةِ الإجماع على خِلافِه, فلعل إجماعَهُم لم يَبْلُغْ "أبا ثور", ولعله يُنازِع في وقوع الإجماعِ على ذلك, أو لعل ما نقَلَه "العبدري" غيرُ ثابت, فقد نقل "ابن المنذر" عن "أبي ثور" فيمن أوصى بعتق عبده على أن لا يفارق ولده وعليه دين محيط بماله أنه أبطل الوصية, وقال: يباع في الدين, فإن أعتقه الورثة لم يجز عتقهم, وهذا يخالف ما نقله "العبدري"


المصدر: [ طبقات الشافعية الكبرى للسبكي : 2 / 77 ]



قلت - رحم الله والدي- :
إبراهيم بن خالد بن أبي اليمان الكلبي, أبو ثور, الفقيه صاحب الشافعي, قال "أبو بكر الأعين" سألت عنه "أحمد" فقال: "أعرفه بالسنة منذ خمسين سنة, وهو عندي في مسلاخ الثوري", وقال "أبو حاتم بن حبان": "كان أحد أئمة الدنيا فقها وعلما, وورعا وفضلا, وديانة وخيرا, ممن صنف الكتب, وفَرَّعَ على السُنَنِ", مات سنة 240 هـ

رضا الحملاوي
2014-05-26, 09:49 PM
جزاك الله خيرا

أبو يعلى البيضاوي
2014-07-03, 03:48 PM
315- إخوان الصدق

قال الحافظ ابن عساكر في [تاريخ دمشق 24/38]: قرأت على أبي محمد السلمي, عن أبي بكر الخطيب, أنبأ عبد الله بن علي بن حموية الهمذاني, بها أنا أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن موسى الشيرازي, أنا أبو يعلى الحسين بن أسلم بن جابر بن سعد الصفدي بصفد, وأبو أحمد محمد بن أحمد بن عمران الفقيه الشاشي بالشاش, قالا نا أبو حفص عمر بن محمد بن بجير, نا محمد بن خلف نا رواد بن الجراح, قال:
« سألني صدقة بن يزيد أن آتيه بكتب, فوعدته فمكثت أياما ثم جئته, فقال: أين كنت ؟, فقلت: شغلني عنك صديق لي, فقال: قال صديق, قال قلت: نعم, قال: أنا أكبر من أبيك وما أَعلَمُ لي صديقا, قال: سمعت قتادة يقول: في قول الله تعالى: أو صديقكم, قال: هو الرجل يكون بينه وبين الرجل الإخاء والمودة, فيأتيه فيطلبه في منزله فيقول: أين أخي فلان ؟ فيقول له أهله: ليس ها هنا , فيقول: غدونا عشونا, أعطوني ثوبه, أسرجوا لي دابته, فيفعلون ذلك به, فيأتي الرجل فيقول له أهله: قد جاء أخوك فلان غديناه عشيناه, أسرجنا له دابتك, أعطيناه ثوبك, ولا يقع في قلبه إلا كما لو قيل: جاء أبوك وأخوك وعمك, فعلنا به ذلك, فذلك الصديق ».

----------------------
قلت -رحم الله والدي - :
هكذا كان الناس قديما لما كانت الأُخُوَّةُ صادقة, والمحبةُ في الله خالصة

فقد أخرج الحافظ ابن أبي الدنيا في كتاب: « الإخوان » عن ابن عمر، قال:
« رأيتنا وما أحد بأحق بديناره ودرهمه من أخيه المسلم » [الإخوان لابن أبي الدنيا ص 202 ح157]

وعن عبد الله بن الوليد قال: قال لنا أبو جعفر محمد بن علي: « يُدْخِلَ أحدُكُم يده في كم صَاحِبَه ويَأْخُذُ ما يريد ؟ , قلنا: لا , قال: فلستم بإخوان كما تزعمون ».[الإخوان ص203 ح 159]

وعن ابن عون قال: قال محمد: « ما نزل الرجل يأخذ من دراهم صديقه, قال: قال أحمد: فحدثني محمد بن عيسى عن إسماعيل قال: قلت لابن عون بغير إذنه ؟ قال: كذلك هو عندنا »[الإخوان ص 204 ح 161]

وعن رباح بن الجراح العبدي ، قال: « جاء فتح الموصلي إلى صديق له يقال له عيسى التمار فلم يجده في المنزل, فقال للخادم: أخرجي إلي كيس أخي, فأخرجته له, فأخذ درهمين, وجاء عيسى إلى منزله فأخبرته الخادم بمجيء فتح, وأخذه الدرهمين, فقال: إن كنتِ صادقةً فأنت حرة, فنظر فإذا هي صادقة فعتقت ».
[ الإخوان ص205 ح 162, ومن طريقه الخطيب في تاريخ بغداد 3 / 446

تبيين وتوضيح: رواد بن الجراح، أبو عصام العسقلانى, من صغار أتباع التابعين, قال ابن حجر: صدوق اختلط بأخرة فترك، وفى حديثه عن الثورى ضعف شديد, ترجمته في تهذيب الكمال 9/227
صدقة بن يزيد الخراساني، ثم الشامي, نزل الرملة, عن حماد بن أبي سليمان, وعنه الوليد بن مسلم، ضعفه أحمد, وقال أبو حاتم: صالح, وقال أبو زرعة الدمشقي: ثقة, وقال ابن عدي: هو إلى الضعف أقرب, ترجمته في ميزان الاعتدال 2/313 ترجمة 3882 ]