تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : إلى خاتم النُّبَّاء (شعر/ حسن الحضري)



حسن الحضري
2012-09-17, 11:42 AM
بـمــكــةَ نـــــورٌ قـــــد سَـــــرَى وضـــيـــاءُ = تَـــنَــــزَّل َ بـالــبُــشــرى فــنِــعـــمَ الـــلــــواءُ


سَــــرَى بـكـتــابِ الــلِــه يـنـشــر هَــدْيَـــه = فـــلِـــلأرضِ مـــنـــه رحـــمــــةٌ وشـــفــــاءُ


إمـــامُ الـهُــدَى خـيــرُ الـبـريَّـة مـــا لــــه = عـلــى الـدهــر بـيــن العـالـمـيـن كــفــاءُ


شـفـيـع الـــورى إن ضـــجَّ كـــلٌّ بـذنـبـه = ولــــم تـقـتــرب مِـــــن قـــــدرِه الأنـبــيــاءُ


ألـسـتَ تــرى إيــوان كـسـرى تـصـدَّعـتْ = دعــائــمـــه فـــارفَــــضَّ وهْـــــــو قــــــــواءُ


وأُثْـبِــتَ فـــي الـجــنِّ الـشـهـابُ فـردَّهــم = حـيــارَى، لـهــم عـنــد الـخـطـوب نـــداءُ


وأشــرقـــت الـدنــيــا ســــــرورًا وفـــرحـــةً = تـسـامــتْ إلـيــهــا أرضُــهـــا والـســمــاءُ


تلـبِّـي نــداء الـحــق مِـــن كـــلِّ وجـهــةٍ = وتـهـتــف بــاســم الله؛ نِــعْــمَ الــدعـــاءُ


إلــــى خــاتــم الـنُّـبَّــاء تُـنْـصِــتُ للهُدَى = وقـــــــد غَـمَــرَتْــهـ ـا نــــشــــوةٌ ورجــــــــاءُ


يــرتِّــلُ آيـــــاتٍ مـــــن الله قـــــد دعـــــتْ = إلـــى خـيــر عُـقـبــى والـقـلــوبُ ظــمــاءُ


فَـخُــذْهــا بـفــضــل الله خــيـــرَ هـــدايـــةٍ = وإن صَــرَفَــتْــه ـــم غـــفـــلـــةٌ وعَـــــمـــــا ءُ


أتــانـــا بــفــضــل الله يَــفْــصِــلُ بـيـنــنــا = فــكـــلٌّ أمـــــام الـفــصــل فــيـــه ســــــواءُ


دعــوتَ فـمـا تخـشـى عـــداوةَ مُـبْـغِـضٍ = ولِــلْــحــقِّ عـــنـــد الـطـالـبــيــن بـــهــــاءُ


صــــدوقٌ أمــيــنٌ لــــم تَـشُـبْــه ثـمـامــةٌ = ولِـلـصــدقِ بــيــن الـسـامـعـيـن عـــــلاءُ


تُــقَــوِّمُ بـالـشــورى الـنـفــوسَ تـحـسُّـبًــا = لــقـــولِ بـغــيــضٍ مـــــا لــديـــه حــيـــاءُ


وتـجـلــو نــفــوسَ المـؤمـنـيـن بـرحـمــةٍ = ولِــيــنٍ لـــــه بــيـــن الـقــلــوب صــفـــاءُ


عـجــبــتُ لـــقـــومٍ كـــذبـــوكَ وشــايــعــوا = ضـغـائـنـهـم، والـــحـــقُّ مــنــهــا بــــــراءُ


بسطـتَ رداءَ الصـبـر والحِـلـم حولـهـم = ولـو شـئـتَ جــادت بالـعـذابِ السـمـاءُ


وقــلــتَ لــهــم إنــــي مـــــن الله مــنـــذرٌ = وربُّــــك يــهـــدي للهُدَى مـــــن يــشـــاءُ


لـهـم كـــلَّ يـــومٍ مـنــكَ دعـــوةُ صـــادقٍ = ومــنــهــم جُـــحـــودٌ دُونـــهــــا وعـــــــداءُ


أيرجون غير الحق في الأرض شِرعةً = فــلــيـــس وراء الــــحــــق إلا الــعَـــمـــاء ُ


دعـــوتَ إلـــى ديـــن الــسَّــلام بـحـكـمـةٍ = لـهــا فــــي قــلــوب المُخْـبِـتِـيـ نَ دعــــاءُ


وجمَّعتَ شَمْـلَ العالميـن علـى الهُـدَى = لــهـــم بـــهُـــداكَ الـمُـسْـتَـبِـ يـنِ ضـــيـــاءُ


وجـاهـدتَ بالـقـول السـديـدِ فـمـن يَــزِغْ = فــنـــارُ الــوغَـــى فـيــهــا لـــــذاكَ وفـــــاءُ


وسـبَّـح للـرحـمـن فـــي يـــدك الـحـصـى = ولـــكــــنْ قـــلــــوبُ الـغـافـلــيــن هـــــــواءُ


فـإنْ يجحـدوا فالضغـنُ أعمَـى قلوبهـم = ولــــيــــس لـــحـــقـــدِ الــحــاقــديــ ـن دواءُ


أهُـمْ يَقْسِـمـون الفـضـل سبـحـان ربِّـنـا = وهـــــل لــهـــمُ عــنـــد الـقــضــاءِ إبــــــاءُ


لـــقـــد غـــرَّهـــم شـيـطـانــهــم فــأذلَّــهـــم = فـســاءَ لــهــم ســعــيٌ وســــاء الــجــزاءُ


وربُّــــك غــفَّــارٌ لــمــن تــــاب واهــتــدى = ومـــــا يُـقْــنِــطُ الـبـاغـيــن إلا الـشــقــاءُ


ومـــــن يـعـتـصــمْ بالله يُــهْـــدَ سـبـيـلَــه = ولـيــس ســـوى هـــذا الـسـبـيـل نــجــاءُ


دعــوتَ إلــى الرحـمـن لـســتَ بـطـالـبٍ = بـــهـــا مَــغــرمًــا والــغــارمــون شـــكَـــاءُ


فَــنَــبِّــئْ ــهُــمُ أنَّ الأمـــــــــــ ورَ مـــــردُّهــــ ــا = إلـــى الله يـقـضـي بـيـنـنـا مــــا يــشــاءُ


وقـل لــذوي الأضـغـان مـوتـوا بغيظـكـم = فــلــيــس لِــمَــكْـــرِ الـمــاكــريــن بـــقــــاءُ


ألا إنَّ وعــــــــــدَ الله حــــــــــقٌّ وإنـــــمـــــا = عـــن الـحــق دومًـــا يـغـفـل الأشـقـيــاءُ


عَفَفـتَ عـن الدنيـا ولــو شـئـتَ نلتَـهـا = وكــــــــلُّ مــــتــــاعٍ يــعــتــريــه الــفـــنـــاءُ


تـنـاهَــى إلــيــكَ الـمـجــد فــهْــو مــؤمِّــلٌ = لــديـــكَ عــــــلاءً لــــــم يَــطُــلْــه عــــــلاءُ


تـقـابِـل بالحُـسْـنَـى الـمـســيءَ وتـتـقــي = بـحِـلـمٍ هَــــوَى فــــي ســاحِــه الـجُـبَـنَـاءُ


وتـغـضَــبُ لـلـرحـمــن لــيـــس لـحــاجــةٍ = بـنـفـســكَ فـلـيـنـطِـقْ بــهـــا الــشــهــداءُ


فمـاذا يقـول الشعـر مِــن بـعـد أن تــلا = شــهـــادة رب الــعـــرش وهْـــــي كــفـــاءُ


سـمـوتَ بـهـا عـــن مـدحـهـم وثنـائـهـم = وحـسْــبُــكَ مِـــــن رب الـعــبــاد الـثــنــاءُ


فـصـلَّــى عـلــيــكَ الله فـــــوق سـمــائــه = وآتــــاكَ مــــا يـرضـيــكَ كــيــف تــشـــاءُ
شعر/ حسن عبد الفتاح خلف الحضري