الأيام
2012-09-05, 02:02 AM
كَازو...وبُعْدُ الدّارِ زَادَ بِـيَ الْـجَوَىْ
على حدود تركيا , في مدينة رأس العين ..وأنا أناجي الظلام ويُناجيني ..أطلّ طيفُ قريتي كازو [من نواحي حماة ] ككوكبٍ دُرّي , وانساب في مُخيلتي ومشاعري , فصغتُ الشوقَ والحبَّ أحْرُفَ غربة, وكلماتِ حنين , ثم نثرتُها في السِّفْر ...فأتت هذه القصيدةُ :
هل تعلمـيـنَ بـأن هجرَك قاتـلي
والـذكرياتِ وطيفَها في داخـلـي ؟
يا قريةً كم كـنتُ بيـن ربـوعـها
ألـهو , ولم يَـكُ أيُّ هـمٍّ شـاغلي !
كازو...وبُعْدُ الدار زادَ بـيَ الـجوى
والشوقُ بـحـرٌ لا يُـحـاط بساحلِ
فإذا هجـرتُ رُباك يـومـاً مرغَمـاً
سألَ الـحنـيـنُ الروحَ : أين منازلي ؟
فعنِ الطـفـولـةِ والـبراءة حَـدِّثي
وعن التَّسـامرِ فـي ظِـلالـك سائلي
...مضتِ الطفولةُ , وانقضتْ بنعيمها
أيامَ نُـمـضـي دَهـرَنـا بـتـفاؤُلِ
يا جـنةَ الـدنيا كـأن حـياتَـنـا
مَـرَّتْ كـطَـيْـفٍ أو كـظـلٍّ زائلِ
ذَرَفَ القريضُ دموعَه , وبكى معـي
واللـيـلُ يَـمضـي مُـثقَـلاً بِتطاولِ
لا ذنـبَ للـكلمـاتِ إلا أنـهـا
لم تستـطـعْ تـفـسـيرَ شـوقِ القائلِ
يا قريتـي : أنـتِ الجـمالُ بأسره
فلِـكوكـبِ الـجـوزاءِ حُسـناً طاوِلي
هل تذكرينَ طفولتـي وصـفاءَها ؟
...لكنْ مـضـتْ , وغـدتْ كوَرْدٍ ذابلِ
أمّي , أبي , والأصدقاءُ كإخــوتي
والـدوحُ يَكْـنُـفُـنـا بشجْوِ بـلابلِ
فمتى أراكِ بِمُقلتـي , وجـفونُـها
سقتِ الـرُّبـوعَ ضُـحىً بدمعٍ هاطلِ ؟
وسقى الـحيا تلكَ الـديارَ وأهلَها
حُـبّاً فُـراتـاً مثـلَ غَـيْـثٍ وابِـلِ
...مـــن ظنَّ أن الكونَ يُغني عن ثَرى
وطـنٍ يَعـيـش بـه فلـيـس بـعاقلِ
الشاعر :مصطفى قاسم عباس
منقول
على حدود تركيا , في مدينة رأس العين ..وأنا أناجي الظلام ويُناجيني ..أطلّ طيفُ قريتي كازو [من نواحي حماة ] ككوكبٍ دُرّي , وانساب في مُخيلتي ومشاعري , فصغتُ الشوقَ والحبَّ أحْرُفَ غربة, وكلماتِ حنين , ثم نثرتُها في السِّفْر ...فأتت هذه القصيدةُ :
هل تعلمـيـنَ بـأن هجرَك قاتـلي
والـذكرياتِ وطيفَها في داخـلـي ؟
يا قريةً كم كـنتُ بيـن ربـوعـها
ألـهو , ولم يَـكُ أيُّ هـمٍّ شـاغلي !
كازو...وبُعْدُ الدار زادَ بـيَ الـجوى
والشوقُ بـحـرٌ لا يُـحـاط بساحلِ
فإذا هجـرتُ رُباك يـومـاً مرغَمـاً
سألَ الـحنـيـنُ الروحَ : أين منازلي ؟
فعنِ الطـفـولـةِ والـبراءة حَـدِّثي
وعن التَّسـامرِ فـي ظِـلالـك سائلي
...مضتِ الطفولةُ , وانقضتْ بنعيمها
أيامَ نُـمـضـي دَهـرَنـا بـتـفاؤُلِ
يا جـنةَ الـدنيا كـأن حـياتَـنـا
مَـرَّتْ كـطَـيْـفٍ أو كـظـلٍّ زائلِ
ذَرَفَ القريضُ دموعَه , وبكى معـي
واللـيـلُ يَـمضـي مُـثقَـلاً بِتطاولِ
لا ذنـبَ للـكلمـاتِ إلا أنـهـا
لم تستـطـعْ تـفـسـيرَ شـوقِ القائلِ
يا قريتـي : أنـتِ الجـمالُ بأسره
فلِـكوكـبِ الـجـوزاءِ حُسـناً طاوِلي
هل تذكرينَ طفولتـي وصـفاءَها ؟
...لكنْ مـضـتْ , وغـدتْ كوَرْدٍ ذابلِ
أمّي , أبي , والأصدقاءُ كإخــوتي
والـدوحُ يَكْـنُـفُـنـا بشجْوِ بـلابلِ
فمتى أراكِ بِمُقلتـي , وجـفونُـها
سقتِ الـرُّبـوعَ ضُـحىً بدمعٍ هاطلِ ؟
وسقى الـحيا تلكَ الـديارَ وأهلَها
حُـبّاً فُـراتـاً مثـلَ غَـيْـثٍ وابِـلِ
...مـــن ظنَّ أن الكونَ يُغني عن ثَرى
وطـنٍ يَعـيـش بـه فلـيـس بـعاقلِ
الشاعر :مصطفى قاسم عباس
منقول