المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : آثار ابن مسعود رضي الله عنه في تفسير الفاتحة



كمال سعد سعود
2012-09-03, 07:05 AM
]أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه[

1-عن عبد الله بن مسعود t قال:( همزه المؤتة،-يعني الجنون-، ونفخه الكبر، ونفثه الشعر). التـخريـج: صحيح موقوف. رواه عبد الرزاق في المصنف (2/رقم 2581)، والطبراني من طريقه في الكبير (9/9303) عن الثوري عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله موقوفا. ورواه محمد بن فضيل في كتاب الدعاء (رقم 118)، وابن أبي شيبه (6/29114)، والإمام أحمد في المسند (6/رقم 3828) من طريق عمار بن زريق، و(رقم 3830) من طريق ابن أبي شيبه، وابن ماجه ( رقم 808)، وأبو يعلى في المسند (8/4994 و9/5077-5380)،وابن أبي حاتم(5/1640 رقم 9414)،وابن خزيمة في الصحيح(1/رقم 472) من طريق محمد بن فضيل، والبيهقي في شعب الإيمان (2/2066) من طريق ورقاء، وفي الكبرى (2/36) من طريق ابن فضيل وورقاء لكن جعل التفسير من كلام عطاء،كلهم عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عبد الله مرفوعا. ورواه الطبراني في الكبير (9/9302)، البيهقي في الكبرى (2/36)، من طريق حماد بن سلمة عن عطاء به موقوفا لكن دون ذكر التفسير. قال الشيخ أحمد شاكر في تحقيق المسند (5/317) :"إسنادُه حسنٌ." وأعله بعدم سماع عمار بن زريق من عطاء قديما وباختلاط عطاء وكان قد رجّح قبلُ سماعَ أبي عبد الرحمن السلمي من ابن مسعود تحت حديث (3578). قلت : "ولا خلاف في سماع ابن زريق وابن فضيل من عطاء بعد الاختلاط، إنما الخلاف في سماع حماد بن سلمة منه([1] (http://majles.alukah.net/#_ftn1)). فذهب العقيلي وعنه عبد الحق الإشبيلي إلى أنه سمع منه في الحالتين وقال الدارقطني :"دخل عطاء البصرة مرتين فسماع أيوب وحماد بن سلمة في الرحلة الأولى صحيح ."وتابعهم ابن حجر كما هو ظاهر كلامه في التهذيب فقال كخلاصة :" فاستفدنا من هذه القصة -أي التي ذكرها العقيلي – أنّ رواية وهيب وحماد وأبي عوانة عنه في جملة ما يدخل في الإختلاط."، ووافقهم الألباني. وذهب الجمهور إلى أنّ سماعه كان قبل الإختلاط قال ابن الكيال : "واستثنى الجمهور رواية حماد بن سلمة أيضا قاله ابن معين وأبو داود والطحاوي وحمزة الكناني…". قلت : والصواب والله أعلم صحة من قال بسماعه في الحالتين ويؤيد هذا أنه روى عنه حديث زادان وأبي البختري وقد قال شعبة : "ما حدّثك عطاء بن السائب عن رجاله زادان وميسرة وأبي البختري فلا تكتبه…". قلت : وأظنه عمدة العقيلي في ترجيح السماع بعد الاختلاط فقد روى بإسناده قال: "ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي ثنا روح ثنا حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن أبي البختري وميسرة أنّ عليا قال في الحرام :» هي عليه حرام « وقد تقدم كلام شعبة أن رواية عطاء عن هؤلاء مظنة الإختلاط إن لم تكن دليلا عليها. لكن لا تضرّنا الآن هذه العلة لأنّها متابعة ولعلّه يترجح عندنا أنّ هذه الرواية قد سمعها حماد من عطاء قبل اختلاطه لأنه اتفق مع عبد الرزاق على وقفه خلافا لابن فضيل وعمار وورقاء فرفعوه. والصواب الوقف والله أعلم.


]باسم الله الرّحمن الرّحيم[[1/1]

2-عن عبد الله بن مسعود t قال:( كنا لا نعلم فصل ما بين السورتين حتى ينزل (باسم الله الرحمن الرحيم). التـخريـج : إسناده منقطع. رواه البغوي معلقا(1/13)، وأبو الحسن الواحدي في أسباب النزول (ص 16)، والبيهقي في الشعب (2/2333): من طريق عبد الله بن أبي حسين قال "ذكر عن عبد الله بن مسعود قال: 000"وإسناده منقطع كما لا يخفى .لكن الأثر صحيح من مسند ابن عباس كما عند أبي داود. أثـر آخـر: 3-عن ابن مسعود t قال: قال رسول الله r: »(إنّ عيسى بن مريم أسلمته أمه إلى الكتاب ليعلّمه. فقال له المعلم:" باسم الله". فقال له عيسى: " وما باسم؟" فقال المعلم: "ما أدري. فقال عيسى:" الباء بهاء الله، والسين سناؤه، والميم مملكته. فقال له المعلم:"اكتب الله. فقال له عيسى:" أتدري ما الله؟ إله الآلهة." قال عيسى بن مريم:" الرحمـن رحمـن الآخرة والدنيا، والرحيم رحيم الآخرة" .) « التـخريـج([2] (http://majles.alukah.net/#_ftn2)): موضوع. رواه الطبري –مقطعا-(1/رقم 140-145-147) من طريق إسماعيل بن عياش عن إسماعيل بن يحيى عن ابن أبي مليكة عمّن حدّثه عن ابن مسعود. وذكره ابن كثير (1/32) عن ابن مردويه من طريق إسماعيل بن يحيى عن مسعر عن عطية عن أبي سعيد مرفوعا، وزاد رواية الطبري ثم قال:" وهذا غريب جدا، وقد يكون صحيحا إلى ما دون رسول الله r وقد يكون من الإسرائيليات لا من المرفوعات" اهـ قلت : "ليس يصح إلى ما دون النبي r إذ إسناد ابن مردويه فيه إسماعيل بن يحيى التيمي ذكره الذهبي في تلخيص كتاب الموضوعات لابن الجوزي( رقم 103) تحت هذا الحديث وقال:" آفته إسماعيل بن يحيى التيمي، كذبه الدارقطني"، وإسناد الطبري فيه إسماعيل هذا وجهالة شيخ ابن أبي مليكة."

]مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ[[1/4]

4-عن ابن مسعودt أنّه قرأ على رسول الله r : }مالك يوم الدين{، بالألف ، و}غير المغضوب{ بالخفض. التـخريـج: نسبه السيوطي -موقوفا على ابن مسعود- لعبد بن حميد عن أبي عبيدة عن عبد الله ، وذكره هكذا مرفوعا الهيثمي في المجمع (6/311) وقال: ( رواه الطبراني وفيه الفياض بن غزوان وجماعة لم أعرفهم)اهـ. أقول :" الأثر عند الطبراني في الكبير (10/117 رقم 10067) قال حدثنا علي بن سعيد الرازي ثنا محمد بن نباتة الرازي ثنا عبد الصمد بن عبد العزيز المقرئ قال قرأت القرآن على طلحة بن سليمان أخي إسحاق بن سليمان فقال لي طلحة قرأت على فياض بن غزوان وقال الفياض قرأت على طلحة بن مصرف اليامي وقال طلحة قرأت على يحيى بن وثاب، وقرأ يحيى على علقمة بن قيس، وقرأ علقمة بن قيس على عبد الله بن مسعود، وقرأ عبد الله بن مسعود على رسول الله r.. .

5-أثـر آخـر: عن ابن مسعود في قوله:}يوم الدين{: قال :»هو يوم الحساب.« التـخريـج:إسناد حسن. رواه ابن جرير الطبري (1/98 رقم 168)، والحاكم في المستدرك (2/284 رقم 3022) من طريق أسباط بن نصر الهمداني عن إسماعيل بن عبد الرحمن السدي عن مرة الهمداني عن ابن مسعود به. وقال الحاكم:" صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. وهو إسناد حسن من أجل الكلام على السدي. وهذه إحدى الطرق المشهورة عن عبد الله بن مسعود. والخلاف واقع على السدي وهو الكبير واسمه إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة من رجال مسلم ضعفه ابن معين وقبله الشعبي، والجوزجاني على تحامله على أهل الكوفة، وأبو حاتم، وغيرهم. لكن الجمهور على توثيقه منهم إبراهيم النخعي وهو من أقرانه وابن بلده قال :"أما إنّه يفسر تفسير القوم."، والإمام أحمد وعبد الرحمن بن مهدي بل لقد غضب ابن مهدي لماّ سمع تضعيف ابن معين، وقال العجلي: "ثقة …عالم بالتفسير راوية له."، وقال البخاري : "قال علي : سمعت يحيى [بن سعيد] يقول : ما رأيت أحدا يذكر السدي إلا بخير، وما تركه أحد."، وابن القطان، وابن عدي، والنسائي، وابن تيمية، والألباني من المعاصرين. وقال ابن حجر : "صدوق يهم رمي بالتشيع". فتعقبه صاحبا تحرير التقريب بكلام العجلي المتقدم.([3] (http://majles.alukah.net/#_ftn3))



]اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيمَ[[1/6]

6-قال عبد الله بن مسعود t :»هو القرآن). التـخريـج: رواه البغوي بهذا اللفظ معلقا (1/15)، والطبراني في الكبير(9/240 رقم 9032)من طريق سعيد بن منصور ثنا سفيان عن جامع بن راشد عن أبي وائل عن عبد الله به وقال الهيثمي في المجمع(6/326): "رجاله رجال الصحيح." ورواه الطبراني أيضا في الكبير (9/240 رقم 9031) بلفظ أتم وفيه ( والصراط المستقيم : كتاب الله فتمسكوا به) من طريق سفيان عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله، وفي إسناده عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم –شيخ الطبراني – وهو ضعيف كما قال الهيثمي(6/326)، لكن هذا لا يضر فقد رواه أيضا الطبري(1/104 رقم 177)، والحاكم(2/284 رقم 3023) ، وقال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه " ووافقه الذهبي. وليس عبد الله هذا عندهما.

7-أثـر آخـر: عن عبد الله بن مسعود t قال في قوله }اهدنا الصراط المستقيم{: »هو الإسلام). التـخريـج : رواه الطبري (1/105 رقم 172)من طريق أسباط عن السدي في خبر ذكره عن مرة الهمذاني عن ابن مسعود. وهو حسن. وزاد السيوطي فنسبه لوكيع، وعبد بن حميد، وابن المنذر وابن الأنباري في المصاحف والبيهقي في شعب الإيمان.

8-أثر ثالث([4] (http://majles.alukah.net/#_ftn4)): عن ابن مسعود t قال:» (الصراط المستقيم): الذي تركنا رسول الله r على طرفه والطرف الآخر في الجنة « التـخريـج : إسناده ضعيف. رواه البيهقي في (شعب الإيمان ج: 2 ص: 226)، والطبراني في الكبير (10/245 رقم 10454) من طريق إبراهيم بن مهدي المصيصي ثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله موقوفا وهذا إسناد رجاله ثقات عدا إبراهيم بن مهدي قال عنه ابن حجر :"مقبول."والصواب أنه ثقة كما قال أحمد وغيره.لكن العلّة في الأعمش فهو وإن كان ثقة فهو مدلس وقد عنعنه. ونسبه السيوطي في الدر (1/29) لابن مردويه.



]غَيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ[[1/7]

9-عن عبد الله بن مسعود قال: ( المغضوب عليهم: اليهود، والضآلين: النصارى) التـخريـج : رواه الطبري مفرقا (1/ رقم 201،و رقم214) عن أسباط بن نصر عن السدي في خبر ذكره عن … مرة عن ابن مسعود
([1]) أنظر : »الضعفاء للعقيلي « (3/398)، » تهذيب التهذيب لابن حجر « (3/104-105)، » شرح علل الترمذي لابن رجب الحنبلي « (2/557-559)، » المعرفة والتاريخ للفسوي « ( )، » الكواكب النيرات لابن الكيال « (72-73)، » السلسلة الضعيفة للألباني « (2/رقم 880)، » الإسراء والمعراج للألباني « (80)
([2])-ذكرت هذا الأثر مع ما فيه من علل لأنّ جل كتب التفسير قد ذكرته ولم أجد من بيّن نكارته وكم من أثر قد ذكر فيها وحري أن يجعل في كتب الموضوعات وأن تصفى كتب التفاسير من قول على الله بغير علم والله المستعان.
([3])-أنظر : » تاريخ الثقات للعجلي« (رقم 94)، » التاريخ الأوسط« (140)، » الجرح والتعديل لابن أبي حاتم « (2/625)، » أحوال الرجال للجوزجاني « (رقم 20)، » ميزان الإعتدال للذهبي « (1/236)، » المغني في الضعفاء له « (1/رقم 682)، » المدخل إلى الصحيح للحاكم « (4/129)، » تهذيب التهذيب لابن حجر « (1/159)، » تقريب التهذيب له « (رقم 463)، » بحر الدم لابن المبرد « (رقم 87)، » تفسير آيات أشكلت = =لابن تيمية « (1/164)، » السلسلة الصحيحة للألباني « (1/622)، » الإرواء له أيضا « (8/20)، » الضعفاء الكبير للعقيلي « (1/رقم 101).
([4])-يقول شيخ الإسلام ابن تيمية ردا على من قال بوجود خلاف بين الصحابة في التفسير مستدلين بتفاسير الصحابة للصراط المستقيم : "من عادة السلف في تفسيرهم أن يذكروا بعض صفات المفسَّر من الأسماء ، أو بعض أنواعه، ولا ينافي ذلك ثبوت بقية الصفات للمسمّى، بل قد يكونان متلازمين، ولا دخول لبقية الأنواع فيه... ومن تدبّره علم أنّ أكثر أقوال السلف في التفسير متفقة غير مختلفة.مثال ذلك قول بعضهم في (الصراط المستقيم) إنّه الإسلام، وقول آخر إنّه القرآن، وقول آخر إنّه السنّة والجماعة، وقول آخر إنّه طريق العبودية، فهذه صفات له متلازمة لا متباينة. وتسميته بهذه الأسماء بمنزلة تسمية القرآن والرسول، بل بمنزلة أسماء الله الحسنى." (المجموع:6/390). وانظر (6/394، 13/237-240-307-308وغيرها.) قلت: وقد سمعت مرة الشيخ الشعراوي –رحمه الله-في قوله تعالى ] إنّه لقرآن كريم[ ما ملخصه "أنّ القرآن من صفاته أنّه كثير العطاء وهذا هو معنى كرمه فمنذ ما يزيد على 14 قرنا تجد فوائده لا تنقطع بل دوما يفيد ويخرج أسرارا وكنوزا حتى أنّ السامع لها يظن أنّه إنما نزل في ذلك العصر." وأزيد على ما ذكره : أنّ من كرم القرآن تعدد فوائده وشمولها في اللفظة الواحدة مما يعجز البشر وأعظم مثال على ذلك تفسير الصراط المستقيم فسبحان منزله.