تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حُزْنُ القُلُوْبِ .. وَدَمْعُ العُيُوْنِ



أبو عبد الرحمن العراقي
2012-07-03, 05:39 PM
حُزْنُ القُلُوْبِ .. وَدَمْعُ العُيُوْنِ

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد الأمين ، وعلى آله وأصحابه أجمعين .. وبعد :
فالحياة فيها ( فرح ) ، وفيها ( حزن ) ، وهما يتعقابان ـ فيما بينهما ـ على بني آدم ، ومن منغصاة الحيــــاة ـ التي لا بد منها ـ ؛ هو : ( النزول بعد الصعود ) ، ولكن ليس كل ( نزول ) يعتبر ( مستقبحاً ) ! ، فإن هناك من ينزل من علوٍ مختاراً له من غير إضطرار ؛ فهذا قبيح لدى العقول السليمة ، أما من إخـتار النـــــزول ( مضطراً ) ـ لا رغبةً فيه ـ ؛ فهـذا مما لا يستقبــحه النـاس ـ أبداً ـ ، ومثال الثاني هو الأستاذ الفاضــــل : ( سامي محمد نصيف ) ـ المحترم ـ الذي أمضى شطر عمره ـ تقريباً ـ في خدمة ( العِلْمِ ) .. مُدرِّساً .. مُربِّياً .. ومُعلِّماً .. وكفى بهذه الثلاثة شرفاً ، فكيف لو علمنا أنه كان يدرس أشرف العـلوم والمواد ـ قاطبةً ـ وهي مادة : ( التربية الإسلامية ) ؟! ، وها قد أزف موعد رحيلة من مهنة ( التدريـس ) ، لكنه رحـيل بالجسد ـ فقط ـ ، أما ذكراه .. وأنفاسه .. بل هو كله باقٍ في القلوب ، وأنا لست بشاعرٍ بليغ ، ولا خطيب مُفوَّه ! ، ولكن أبت يدي ، وسنَّ قلمي ، وقريحة فؤادي إلا أن يسطرنَّ شيئاً قليـــــلاً في حقِ هذا الــــــرجل ( المفضـــال ) .. ؛ فكتبت قصيدة متواضعة ، خرجت من داخــل قلبي ـ ولســـت بشـــاعر ـ ، وأسميتها : (( حُزْنُ القُلُوْبِ .. وَدَمْعُ العُيُوْنِ )) ! ، وأعـــتذر ـ أولاً ـ للأستاذ على قليل الكلام ـ فضلاً عن ركيكهِ ! ـ ! ، ثم أعــــتذر ـ ثانياً ـ للشعر وللشـعراء على تطــفل أمثـــــالي على صــرح ( الشعر ) ! ، راجياً من ( أبي مصطفى ) ـ المحترم ـ قبول قليلي ـ هذا ـ ، وما يحمــــله فـــــؤادي ـ نحـــــوه ـ كثير ـ وكثير جداً !! ـ ، وهذا هو ( الجود بالمقدور ) ..

أَخُوْكَ ــ وُمُحِبُّكَ فَيْ اللهِ ــ : الأُسْتَاذ : ( بَكْرُ أَبُوْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ العُبَيْدِيِّ ) ....

يَوْمُ ( الإِثْنَيْنِ ) المُوَافِقِ ( 28 / 5 / 2012 ) م

ـ ـ ـ (( حُزْنُ القُلُوْبِ .. وَدَمْعُ العُيُوْنِ )) ـ ـ ـ

أَبْدَأُ بِسْمِ اللهِ ( ذِيْ الجَلَالِ ) .. وَعَلَى نَبِيِّهِ ( صَلَاتِهِ ) ، وَلَهُ ( إِجْلَالِيْ ) ..

وَعَلَى الْآلِ وَالأَصْحَابِ ـ مِنَ اللهِ ـ ( رِضْوَانِ )

وَبَعْدَهَا أَقُوْلُ ـ وَالْلِّسَانُ مُتَلَعْثِمٌ ! ـ : ..... لَاْ أَدْرِيْ مَا أَقُوْلُ !! ..

غَيْرَ أَنِّيْ سَأَرْبِطُ جَأشِيْ .. وَأَسْتَعِيْدُ عَزِيْمَتِيْ وَقُوَّتِيْ .. ؛ لِأُسْمِعَ النَّاسَ كَلَامَاً ذَا شُجُوْنِ ..

أَيَا ( سَامِيَ الخَيْرِ ) ؛ أَصَحِيْحٌ مَا بَلَغَ الأَسْمْاعَ ؟!!! ..

أَصَحِيْحٌ مَا تَنَاقَلَتْهُ الأَلْسُنُ .. وَدَمَعَتْ لِأَجْلِهِ العُيُوْنُ ؟!!! ..

أَصَحِيْحٌ سَتَرْحَلُ بَعْدَ بَقَاءٍ ؟!! .. وَسَتَمْضِيَ ـ لِرَاحَةٍ ـ بَعْدَ عَنَاءٍ ؟!! ..

إِنْ كَانَ ذَاكَ حَقَّاً ؛ فَيَا قُلُوْبُ إِحْزَنِيْ .. وَيَا دِمَاءُ جَرْيَاً جَرْيَاً مِنَ العُيُوْنِ ..

وَإِيَّاكِ ـ مِنَ الحُزْنِ ـ أَنْ تَنَامِيْ يَا جُفُوْنِيْ ..

سَتَبْكِيْكَ ( جُدْرَانُ المَدَارِسِ ) ، وَ ( تُرَابُهَا ) !! ..

وَتَبْكِيْكَ ( مَنَافِذُهَا ) ، وَ ( تِلْكَ السُّقُوْفْ ) !! ..

وَيَبْكِيْكَ ( كُلُّ بُنْيَانِهَا ) ، وَ ـ كَذَا ـ ( الصُفُوْفْ ) !! ..

سَتَبْكِيْكَ ( أَرْضَاً ) وَطِئْتَ عَلَيْهَا !! ..

سَتَبْكِيْكَ ( الكُتُبُ ) ، وَ ( القِرْطَاسُ ) .. وَ ( مَا عَلَيْهَا خَطَّتْ أَنَامِلُكَ الحُرُوْفْ ) !! ..

سَتَبْكِيْكَ ( أَجْيَالٌ ) زَرَعْتَ نُوْرَ ( الوَحْيَيْنِ ) فِيْهِمْ ..

لَا تَبْتَغِيْ ـ بِذَا ـ إِلَّا رِضَا الرَّحِيْمِ الرَّؤُوْفْ ..

( مُدَرِّسٌ ) ـ مِنْهُمْ ـ ، وَذَا ( مُهَنْدِسٌ ) ، وَذَا ( طَبِيْبٌ ) .. ـ وَغَيْرُهُمْ ـ ..

وَكُلُّهُمْ مُعْتَرِفٌ بِذَا الجَمِيْلِ ، وَذَاكَ المَعْرُوْفْ ..

كَمْ صَبَرْتَ ؟! .. وَكَمْ صَابَرْتَ ؟! .. وَكَمْ جَاهَدْتَّ ؟! ..

فَكُنْتَ ( شُعْلَةً ) تُنِيْرُ الدَّرْبَ لِلْسَّالِكِيْن َ .. لَا تَعْرِفُ الخُفُوْتْ ..

وَلَا ( الكَسَلَ ) ! ، وَلَا ( التَّوَانِيَ ) !! ، وَلَا ( العُزُوْفْ ) !!! ..

فَتَعَلَّمَ ( الجَدُّ ) مِنْكَ ( الجَدُّ ) ! ، .. بِالحَقِّ سِرْتَ .. وَ ( عَدَلْتَ ) ـ بِالحَقِّ ـ بِلَا ( مُجَافَاةٍ ) ..

وَلَا ( مُحَابَاةَ ) ـ لِلْبَاطِلِ ـ ، وَلَا ( مُدَارَاةَ ) ، وَلَا لَهُ ( خُضُوْعَ ) ، وَلَا عَلَيْهِ ( عُكُوْفْ ) !! ..

لَا تُغَيِّرَ ( حَقَّاً ) ـ رَأَيْتَهُ ـ ، وَلَوْ عَلَى ( حَزِّ الحَلَاقِمِ ) ! ، وَقَطْعِ ( الغَلَاصِمِ ) ! ، وَ ( ضَرْبِ الجَمَاجِمِ ) ! ، ..

وَ ( ضَرْبِ الجَمَاجِمِ ) ! ـ بِحَدِّ السُيُوْفْ ـ !! ..

فَسَارَ إِسْمُكَ مَسَارَ ( النَّسِيْمِ العَاطِرِ ) ؛ لِيُنْعِشَ ـ بِطِيْبِهِ ـ شُمَّ الأُنُوْفْ ..

وَأَمَّا ( الحَاسِدُوْنَ ) .. وَ ( الحَاقِدُوْنَ ) .. وَ ( الشَانِئُوْنَ ) .. ؛

فَمَا عَسَايَ ـ وَعَسَاكَ ـ أَنْ نَقُوْلَ لَهـُمْ ؟! ..

عَزَاؤُكَ بِـ ( خَيْرِ الوَرَىْ ) ؛ جَاءَ القَوْمَ بِالخَيْرِ ؛ فَنَابَذُوْهُ بِـ (الشَّتْمِ ) ، وَ ( سَلِّ السُّيُوْفْ ) !! ..

أَفَتُرَاكَ تَسْلَمُ مِنْهُمْ ؟! .. وَمِنْ ( طَعَنَاتِهِمْ ) ؟! .. وَ ( لَمـَـزَاتِهِمْ ) ؟! ..

سَيَمْضُوْنَ .. وَمَا جَنَوْا إِلَّا ( حُرُوْفَاً ) تَجُرُّ ( الحُتُوْفْ ) !! ..

فَصَبْرَاً ـ ( أَبَا مُصْطَفَى ) ـ فِيْ الخَيْرِ ـ صَبْرَاً .. ؛ فَلَكَ فِيْ ( سَيِّدِ الخَلْقِ ) أُسْوَةٌ ..

فَبِهِ تَقَرُّ الأَعْيُنُ ، وَبِهِ تَسْعَدُ القُلُوْبُ .. وَ ـ كَذَا ـ النُّفُوْسُ ..

أَلَا يَكْفِيْكَ أَجْرُ مَنْ عَلَّمْتَهُمُ الخَيْرَ ـ وَإِنْ مَضَىْ زَمَنٌ ، وَتَبَاعَدَتْ سُنُوْنٌ ! ـ ؟!! ..

آهٍ لَوْ رَأَيْتَ القَلَمَ وَقَدْ تَعَثَّرَتْ بِخَطْوِهِ تِلْكَ الحُرُوْفْ ..

وَجَفَّ مِدَادُهُ ؛ فَأَمْدَدْتُهُ بـِ ( مَاءِ العَيْنِ ) .. ؛ إِسْعَافَاً لِتِلْكَ الحُرُوْفْ ..

فَحُقَّ لِـمِثْلِيَّ ـ بَعْدَ هَذَا ـ كَسْرَ سِنِّ قَلَمِهِ ، وَرِمْيِهِ ـ وَالأَوْرَاقَ ـ فَوْقَ الرُّفُوْفْ ..

وَعَزَائِيْ ـ إِنْ لَمْ نَلْتَقِ فِيْ ( مَدْرَسَةٍ ) ـ ؛ بَقَاءُ ذَاكَ ( الوُدِّ ) مَا بَقِيَتْ ـ فِيْ الأَبْدَانِ ـ تِلْكَ النُّفُوْسِ ..

رَاجِيَاً بِذَا الوُدِ جَمْعَاً بِجِنَانِ خُلْدٍ .. وَذَا وَعْدُ ( الصَّادِقِ ) ، وَلَا لِوَعْدِهِ ( خَلُوْفْ ) ..

( أَبَا مُصْطَفَى ) .. : إِقْبَلْ إِعْتِذَارِيَ ـ وَالجَمِيْعَ ـ مِنْ ( تَجَاوُزٍ ) ! ، ..

أَوْ ( عَثْرَةِ لِسَانٍ ) !! ، أَوْ ( تَعَمُّدِ خَطَأٍ ) !!! ..

فَالعَفْوُ ـ عِنْدَكَ ـ مَأْمُوْلٌ يَا ذَا ( القَلْبِ العَطُوْفْ ) ..

وَإدْعُ لَنَا ـ بِظَهْرِ غَيْبٍ ـ بِرِضَا الرَّحْمَنِ .. وَنَيْلِ عَالِيَ الجِنَانِ .. بِغَيْرِ حِسَابٍ مِنَ الدَّيَّانِ ..

ثُمَّ الصَلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى النَّبِيِّ العَدْنَانِ .. وَالآلِ وَالأَصْحَابِ ذَوِيْ العِرْفَانِ ..

مَا هَبَّتِ النَّسَائِمُ .. وَمَا غَرَّدَ بُلْبُلٌ عَلَى أَغْصَانِ ..

مدحت السعدي
2012-08-23, 09:53 PM
بارك الله فيك وجزاك خيرا موضوع في غاية الروعة سلمت الايادي جعله الله في موازين حسناتك يوم القيامة