المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إشكال في صحيح البخاري.



احمد موسى مصطفى
2012-06-20, 02:51 PM
بسم الله.
أشار الشيخُ عبد الوكيل بن العلامة عبد الحق الهاشمي - حفظه الله - إلى وجود حديثٍ في صحيح البخاري سقط من معظم الطبعات - بل كلها تقريباً - وهو قبل حديث رقم : 4506 ( ترقيم عبد الباقي )، باب قوله: ففف أياماً معدوداتٍ .....ققق، كتاب التفسير.
حدثنا أبو معمر، حدثنا عبد الوارث، حدثنا حميد، حدثنا مجاهد، عن ابن عباس أنه كان يقرأ ففف وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مساكينققق يعني على الشيخ الكبير الذي لا يطيق الصوم أمر أن يطعم كل يوم مسكيناً، ومن أراد أن يطعم أكثر من مسكين فهو خيرٌ له.
قلتُ: وحميد هو ابن قيس الأعرج، فلا يوجد من اسمه : حميد، يروي عن مجاهد سواه، كما في تهذيب الكمال 27 / 230.
وفي ترجمة حميد بن قيس في تهذيب الكمال 7 / 385 في الرواة عنه : عبد الوارث بن سعيد.
الإشكال أن المزي - رحمه الله - رمز لعبد الوارث بن سعيد : د س . !!!
فإما هذا خطأ مني، أو وهم من الشيخ عبد الوكيل، أو سهو من الإمام المزي.
فما رأي المشايخ في هذا ؟!

احمد موسى مصطفى
2012-06-20, 03:52 PM
تعديل : وهو بعد حديث 4507، باب ففف فمن شهد منكم الشهر فليصمه ققق.

خالد الشافعي
2012-06-20, 05:54 PM
رجعت إلى نسختي الخاصة < نسخة الإمام اليونيني > في المكان الذي أشرتم إليه ، وكذلك إلى شراح البخاري كابن حجر والعيني والكرماني والقسطلاني وابن بطال والكشميري فلم أجد الأثر المذكور .
ورجعت إلى جامع الأصول لابن الأثير فوجدته قال :
484 - (خ د س) - عطاء - رحمه الله -: أنه سمع ابن عباس يقرأُ : {وعلى الذين يُطَوَّقونَهُ (1) فِديةٌ طَعامُ مِسكِينٍ} قال ابن عباس : ليستْ بمنسوخةٍ (2) ، هي للشَّيخ الكبير والمرأةِ الكبيرةِ ، لا يستطيعانِ أن يصوما ، فيُطعمانِ مكانَ كُلِّ يومٍ مسكيناً ، هذه رواية البخاري.
وفي رواية أبي داود قال : {وعلى الذين يُطيقُونَهُ فديةٌ طعامُ مسكينٍ} فكان من شاءَ منهم أن يفتديَ بطعامِ مسكينٍ افتدى ، وتمَّ له صومُه ، فقال [ص:22] الله تبارك وتعالى : {فمن تطَوَّعَ خيراً فهُوَ خيرٌ لَهُ وأَن تصومُوا خيرٌ لكم} ثم قال : {فمن شهِدَ منكم الشَّهرَ فَلْيَصُمْهُ ومن كان مريضاً أو على سفرٍ فَعِدَّةٌ مِن أيامٍ أُخَر} .
وفي أخرى له : أُثبِتَتْ لِلْحُبَلى والمُرضِعِ ، يعني الفِديَةَ والإفطارَ.
وفي أخرى له : {وعلى الذين يُطيقُونَهُ فديةٌ طعامُ مسكينٍ} قال : كانت رُخصةً للشَّيخ الكبير والمرأة الكبيرة - وهما يُطيقان الصِّيامَ - أن يفطِرَا ، ويُطعِمَا مكان كل يومٍ مسكيناً،والحُبْ لَى والمُرضِع : إذا خافتَا - يَعني على أولادِهِما - أفطرتَا وأَطْعمتا.
وأخرجه النسائي قال : في قول الله عزَّ وجلَّ {وعلى الذين يُطيقُونَهُ فديةٌ طعامُ مسكينٍ} قال : يُطِيقونَه : يُكلَّفونه ، فِديَةٌ طعامُ مسكين واحد ، فمن تطوَّع : فزاد على مسكينٍ آخرَ ، ليست بمنسوخة ، فهو خير له {وأن تصوموا خير لكم} لا يرخص في هذا إلا للذي لا يُطيقُ الصِّيام أو مريضٍ لا يُشفى (3) .


[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يُطَوَّقُونَه) أي : يُكَلَّفونه ، كأنه يُجعلُ في أعناقهم مثل الطَّوقِ.
قال محقق الكتاب الشيخ عبد القادر الأرناؤوط :
(1) بفتح الطاء وتخفيفها وتشديد الواو مبنياً للمفعول ، وهي قراءة ابن مسعود أيضاً قال الحافظ في " الفتح " 8 / 135 : وقد وقع عند النسائي من طريق ابن أبي نجيح عن عمرو بن دينار : يطوقونه : يكلفونه ، وهو تفسير حسن ، أي : يكلفون إطاقته ، وقد رد الطبري في تفسيره 3 / 438 هذه القراءة بقوله : وأما قراءة من قرأ ذلك {وعلى الذين يطوقونه} فقراءة لمصاحف أهل الإسلام خلاف ، وغير جائز لأحد من أهل الإسلام الاعتراض بالرأي على ما نقله المسلمون وراثة عن نبيهم صلى الله عليه وسلم نقلًا ظاهراً قاطعاً للعذر ، لأن ما جاءت به الحجة من الدين هو الحق الذي لا شك فيه أنه من عند الله ، ولا يعترض على ما قد ثبت وقامت به حجة أنه من عند الله بالآراء والظنون والأقوال الشاذة .
(2) قال الحافظ : هذا مذهب ابن عباس ، وخالفه الأكثر . وفي حديث ابن عمر الذي في الصحيح ما يدل على أنها منسوخة ونص حديث ابن عمر أنه قرأ : {فدية طعام مسكين} قال : هي منسوخة ورجحه ابن المنذر من جهة قوله : {وأن تصوموا خير لكم} قال : لأنها لو كانت في الشيخ الكبير الذي لا يطيق الصيام لم يناسب أن يقال له : {وأن تصوموا خير لكم} مع أنه لا يطيق الصيام .
(3) البخاري 8 / 135 في التفسير ، باب قوله تعالى {أياماً معدودات فمن كان منكم مريضاً أو على سفر} ، وأبو داود رقم (2316) وإسناده حسن ، في الصيام ، باب نسخ قوله تعالى : {وعلى الذين يطيقونه فدية} ، ورقم (2317) في الصوم ، باب من قال : هي مثبتة للشيخ والحبلى ، وإسناده حسن ، ورقم (2318) ، وإسناده قوي ، والنسائي 4 / 190 ، 191 ، وإسناده صحيح ، في الصيام ، باب تأويل قول الله عز وجل {وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين} .

احمد موسى مصطفى
2012-06-20, 10:02 PM
والأثر مثبت في صحيح البخاري الطبعة الهندية.

خالد الشافعي
2012-06-20, 10:27 PM
الطبعة الهندية متى طبعت ؟
وأخشى ما أخشاه أن تكون زيادات من النساخ على نسخة البخاري ، ولما طبع صحيح البخاري < الطبعة الهندية > أقحمت بالخطأ ، والعلم عند الله .