المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا وصفهم جل وعلا بأنهم : ( عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ ) ؟؟؟



ابو العبدين البصري
2012-06-18, 07:50 PM
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على إمام الموحدين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
وبعد
فمن باب قول الصحابي الجليل عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه : " من أراد العلم فليثور القرآن، فإن فيه علم الأولين والآخرين " (1 ) .

فإننا في هذا المنتدى المبارك نتعاون على نقل الدرر من كلام أهل العلم حول بعض آيات الكتاب العزيز ومنها هذه الآية وهي قوله تعالى : { وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ } [ الحِجر : 47 ] .

فما هو السر بوصفهم بأنهم متقابلين ؟!






_____________
( 1) أخرجه ابن المبارك في «الزهد» ( ص 280_ رقم 814) ، والفريابي في «فضائل القرآن» (ص- 197_ رقم 78) ، وأبو عبيد في «فضائل القرآن» (ص 36_ رقم 80) وابن أبي شيبة (10_ 485_ رقم 10067) كلهم من طريق سفيان، عن أبي إسحاق عن مرة .... وفيه عنعنة السبيعي وهي هنا من رواية سفيان فهي مأمونة انظر " سلسلة الآثار الصحيحة " : (ج1 _ ص 151_ 143) . للداني آل زهوي .
__________________

ابو العبدين البصري
2012-06-22, 02:13 PM
قال الشيخ العلامة ابن عثيمين في تفسير هذه الآيات:-[الواقعة:15-16]

قال تعالى: عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ * مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ (سرر) جمع سرير: وهو ما يتخذه الإنسان للجلوس والنوم، (موضونة) قال العلماء: منسوجة من الذهب، (متكئين عليها) أي: معتمدين على أيديهم وعلى ظهورهم، فهم في راحة في اليد وفي الظهر، (متقابلين) أي: يقابل بعضهم بعضاً، وهذا يدل على سعة المكان؛ لأن المكان إذا كان ضيقاً لا يمكن أن يكون الناس متقابلين، لماذا؟ لا يتسع لهم، لابد أن يكون صفاً وراء صف، لكن إذا اتسع المكان ووضعت لهم سرر دائرية تقابلوا ولو كثروا، وهذه الآية تدل على أن الأمكنة واسعة وهو كذلك، ولهذا كان أدنى أهل الجنة منـزلة من ينظر في ملكه ألفي عام، ينظر أقصاه كما ينظر أدناه، لا إله إلا الله، عجباً! ولكن ليس بعجب؛ لأن الله على كل شيءٍ قدير، والجنة عرضها كعرض السماوات والأرض، من يحيط بسماءٍ واحدة، كيف وهي كعرض السماوات السبع، والسماوات السبع بعضها فوق بعض، وكلما كان الشيء فوق، كانت الدائرة أوسع، فمن يحيط بهذا إلا الله عز وجل، عرضها كعرض السماوات والأرض. إذاً هم متقابلون؛ لأن أمكنتهم واسعة، ولأن لديهم من كمال الأدب ما لا يمكن أن يستدبر أحدهم الآخر، كلهم مؤدبون، كلهم قلوبهم صافية، قال الله تعالى: وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ [الحجر:47] ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن التدابر، والتدابر يشمل التدابر القلبي بحيث يكون كل واحد متجه إلى وجه، والتدابر البدني، إلا عند الحاجة والضرورة هذا شيء آخر، وإلا فمتى أمكن التقابل فهو أفضل، ولو أن أحداً يكلمكم وهو قد ولاكم ظهره، هل يكون استماعكم له ومحبتكم له كما لو كان يحدثكم مستقبلاً إياكم؟ لا، وهذا شيء مشاهد معلوم.
...........................

ابو العبدين البصري
2012-06-22, 02:14 PM
..........................

أبو بكر كوجر
2012-06-22, 03:02 PM
بارك الله فيك وجزاك خيراً.
أسأل الله أن يجعلنا ممن سيكونون على سرر متقابلين... آمين

ابو العبدين البصري
2012-06-22, 04:33 PM
بارك الله فيك وجزاك خيراً.
وفيك بارك وجزاك مثله .
أسأل الله أن يجعلنا ممن سيكونون على سرر متقابلين... آمين
اللهم آمين .

أم علي طويلبة علم
2012-06-23, 12:28 AM
جزاكم الله خيرا

ابو العبدين البصري
2012-07-22, 08:11 PM
جزاكم الله خيرا
وجزاكم مثله .