محمد المبارك
2012-06-16, 06:16 AM
معن الحليم مسرحيـة من فصل واحد
هذه المسرحية مقتبسة من قصة واقعية حدثت للقائد الشهير معـن بن زائدة الشيباني البكري في عهد الخليفة المنصور العباسي
المشهد الأول
في سوق بلدة (واسط ) جلس سعيد الإسكافي و صالح البزاز يتحدثان على عادتهما …سعيد : هيه يا صالح ..أ تَـرَى ذلك الأعرابي الذي يتـكـئُ على عصــا غـليظة ، إنـه من أعـراب الكوفة .
صالح : ومـا أدرا ك ياسعــيـد ؟
سعيد : قد عشت في الكوفة زمنا فأعر ف لباسهم .
صالح : لا ، بل هو من البصرة ، ألا تسمع جلبته وصياحه ، هكذا أهل البصرة أعرفهم جـيدا ،
سعيد : حسنا ، فلنتراهن إذن .
صالح : لا، لا ، هو من البصرة ولا نتراهن .
سعيد : ولم لا تراهني ما دمت متأكـدا ؟
صالح : لا ، لا أراهنك ، أنت رجل محظوظ فلا آمن أن يكون قد عـاش في الكوفة برهةً من الدهر لحُـسن طالعـك ، فاعتاد ملبسَهم .
سعيد : أنت تتلـكـأ، أنا أتكلم عن مولده ونشأته ، و ليس عن البلاد التي أقام فيها ، فلا تتهرب .
صالح : لا لا لا ، لا أراهنك أبدا ما حـييت ، لقد كد ت أن افلس ويُحجَـرُ علي من كثرة ما تغـلبني في الرهان ثم إني سألـت الشيخ عبد الصمد إمام المسجد فأخبرني أن الرهان حرام،
سعيد : ماذا تقصد ، الن تراهنني بعد اليوم ،
صالح : نعم ، أرجو ذلك .
سعيد : إذن سأبحث عن مغـفــل غـيرك ، فأنا أتكسب من الرهان أكثر من الدُّ كان .
صالح : ابحث ما بدا لك لكن بعيدا عني .
سعيد : نعم سأبحث ، ولكني سأفتقدك يا صاحبي فلو بحثـت الدهر فلن أجد أكثر تغفيلا منك .
صالح : أعلم ذلك ، ولكن إذا تركت مراهنتك ذهب عني ماتذكر .
سعيد : ولم لا يكون هذا الأعرابي الجلف ؟
صالح : يكو ن ماذا ؟
سعيد : يكون الضحية الجديدة .
صالح : أ ظن أنك انتقلت إلى زمرة المغفلين ياسعيد ، أتراهن الأعرابي عن مكان نشأته ؟
سعيد : لا لا ، اصبر قليلا ….
………..ثم يقوم سعيد إلى الأعرابي ويتلقاه بالبشاشة والترحيب سعيد : أهلا وسهلا بك ياأعرابي ، إلى أين تريد ؟
الأعرابي : أريد الأمير معن بن زائدة ، فقد سمعـت عن جوده وكرمه الشيء الكثير .
سعيد : و كم ترجو أن يعطيك ؟
الأعرابي : مئتا درهم ، وإن أعطاني مئة درهم فخيرٌ وبركـة ،
سعيد : وما تقول في من يعطيك عشرا من الإبل ؟
الأعرابي : عشــرا من الإ بل ؟
سعيد : نعم وأشهد أهل السوق على ذلك ، ولكن لي شرط .
الأعرابي : وما شرطك .
سعيد : أن تغـضـب الأمير حتى يطردك من مجــلسه .
الأعرابي : هين موجود ، فإن لم يغضب ؟
سعيد : آخُـذ بعيرك هذا .
الأعرابي : اتفقنـا فأحضر الشهود .
سعيد : تعال يا صالح . فقد وجدت من يحل مكانك ، تعال فاشهد .
يأتي صالح ليشهد ثم يلتفت إلى سعيد قائلا :
قاتلك الله ماأوسع حـيلتـك ، أنت تعـلم أن أميرنا معـناً لا يغـضب أبدا .
سعيد : نعم أعلم ذلك ، ولذلك راهنت الأعرابي ، و إذا لم يغـضـب الأ مير فسآخذ البعير.
هذه المسرحية مقتبسة من قصة واقعية حدثت للقائد الشهير معـن بن زائدة الشيباني البكري في عهد الخليفة المنصور العباسي
المشهد الأول
في سوق بلدة (واسط ) جلس سعيد الإسكافي و صالح البزاز يتحدثان على عادتهما …سعيد : هيه يا صالح ..أ تَـرَى ذلك الأعرابي الذي يتـكـئُ على عصــا غـليظة ، إنـه من أعـراب الكوفة .
صالح : ومـا أدرا ك ياسعــيـد ؟
سعيد : قد عشت في الكوفة زمنا فأعر ف لباسهم .
صالح : لا ، بل هو من البصرة ، ألا تسمع جلبته وصياحه ، هكذا أهل البصرة أعرفهم جـيدا ،
سعيد : حسنا ، فلنتراهن إذن .
صالح : لا، لا ، هو من البصرة ولا نتراهن .
سعيد : ولم لا تراهني ما دمت متأكـدا ؟
صالح : لا ، لا أراهنك ، أنت رجل محظوظ فلا آمن أن يكون قد عـاش في الكوفة برهةً من الدهر لحُـسن طالعـك ، فاعتاد ملبسَهم .
سعيد : أنت تتلـكـأ، أنا أتكلم عن مولده ونشأته ، و ليس عن البلاد التي أقام فيها ، فلا تتهرب .
صالح : لا لا لا ، لا أراهنك أبدا ما حـييت ، لقد كد ت أن افلس ويُحجَـرُ علي من كثرة ما تغـلبني في الرهان ثم إني سألـت الشيخ عبد الصمد إمام المسجد فأخبرني أن الرهان حرام،
سعيد : ماذا تقصد ، الن تراهنني بعد اليوم ،
صالح : نعم ، أرجو ذلك .
سعيد : إذن سأبحث عن مغـفــل غـيرك ، فأنا أتكسب من الرهان أكثر من الدُّ كان .
صالح : ابحث ما بدا لك لكن بعيدا عني .
سعيد : نعم سأبحث ، ولكني سأفتقدك يا صاحبي فلو بحثـت الدهر فلن أجد أكثر تغفيلا منك .
صالح : أعلم ذلك ، ولكن إذا تركت مراهنتك ذهب عني ماتذكر .
سعيد : ولم لا يكون هذا الأعرابي الجلف ؟
صالح : يكو ن ماذا ؟
سعيد : يكون الضحية الجديدة .
صالح : أ ظن أنك انتقلت إلى زمرة المغفلين ياسعيد ، أتراهن الأعرابي عن مكان نشأته ؟
سعيد : لا لا ، اصبر قليلا ….
………..ثم يقوم سعيد إلى الأعرابي ويتلقاه بالبشاشة والترحيب سعيد : أهلا وسهلا بك ياأعرابي ، إلى أين تريد ؟
الأعرابي : أريد الأمير معن بن زائدة ، فقد سمعـت عن جوده وكرمه الشيء الكثير .
سعيد : و كم ترجو أن يعطيك ؟
الأعرابي : مئتا درهم ، وإن أعطاني مئة درهم فخيرٌ وبركـة ،
سعيد : وما تقول في من يعطيك عشرا من الإبل ؟
الأعرابي : عشــرا من الإ بل ؟
سعيد : نعم وأشهد أهل السوق على ذلك ، ولكن لي شرط .
الأعرابي : وما شرطك .
سعيد : أن تغـضـب الأمير حتى يطردك من مجــلسه .
الأعرابي : هين موجود ، فإن لم يغضب ؟
سعيد : آخُـذ بعيرك هذا .
الأعرابي : اتفقنـا فأحضر الشهود .
سعيد : تعال يا صالح . فقد وجدت من يحل مكانك ، تعال فاشهد .
يأتي صالح ليشهد ثم يلتفت إلى سعيد قائلا :
قاتلك الله ماأوسع حـيلتـك ، أنت تعـلم أن أميرنا معـناً لا يغـضب أبدا .
سعيد : نعم أعلم ذلك ، ولذلك راهنت الأعرابي ، و إذا لم يغـضـب الأ مير فسآخذ البعير.