تخريج حديث: "لا يوطن الرجل المساجد للصلاة إلا تبشبش الله به ... "

[أبو القاسم البيضاوي]

بسم الله الرّحمن الرّحيم

وصلى الله على سيدنا محمد، وآله وصحبه وسلم

أما بعد:
فهذا تخريج حديث: "لا يوطن الرجل المساجد للصلاة إلا تبشبش الله به .."
وفي لفظ : "لاَ يَتَوَضَّأُ أَحَدكم فَيُحْسِنُ وُضُوءَهُ وَيُسْبِغُهُ ثُمَّ يَأْتِي الْمَسْجِدَ لاَ يُرِيدُ إِلاَّ الصَّلاةَ فيه إلا تبشبش الله به ..."
وفي لفظ: "... إلا استبشر الله به ..."

رواه سعيد المقبري واختلف عليه فيه

... يُتبع -بإذن الله- بحديث اللَّيث...

[أبو القاسم البيضاوي]

- تَخريج ودراسة حديث اللّيث :
1- فرواه عنه الليث بن سعد واختلف عليه كذلك:
فرواه أحمد [المسند ج3 ح:8065] حدثنا هاشم -ابن القاسم- / (ومن طريقه: -ابن بشران في الاول من أماليه ح:78 -وابن الجوزي في التبصرة 1/106)
وقال أيضا في [المسند ج14 ح:8487] حدثنا يونس وحجاج / (ومن طريقه عن حجاج رواه أبو موسى المديني في اللطائف ص181)
وأبو سعيد الدارمي [الرد على الجهمية 887/2] حدثنا عبد الله بن صالح /
وابن خزيمة في [صحيحه 2/374 ح:1491] نا الربيع بن سليمان نا شعيب -ابن الليث- /
والبيهقي في [الاسماء والصفات 2/421 ح:998] من طريق ابن ملحان عن يحيى بن بكير /

كلهم (هاشم ويونس وحجاج وعبد الله وشعيب وابن بكير) عن الليث عن سعيد عن ابي عبيدة عن سعيد بن يسار عن ابي هريرة مرفوعاً ، وجاء عند ابن بشران: (ابن عبيدة)

ورواه محمد بن اسحاق ابن منده في [التَّوحيد 3/237 ح:751] من طريق يحيى بن أيوب العلاف وابن ملحان عن ابن بكير دون ذكر أبي عبيدة
وليس هذا بمحفوظ عن ابن ملحان
وهذا يُشبه أن يكون وهما من ابن منده أو من دونه، وحَمْلُ الروايات بعضها على بعض يوقع في مِثل هذا
فإن الحافظ احمد بن عبيد الصفّار رواه عن ابن ملحان بذِكر أبي عبيدة
بل قال الحافظ في الاتحاف [ج15 ص9] (( - "كم" في الصلاة: ثنا عبدان بن يزيد الدَّقَّاق، ثنا إبراهيم بن الحسين، ثنا آدم بن أبي إياس، ثنا ابن أبي ذئب، به. / وعن أبي بكر بن إسحاق الفقيه، ثنا أحمد بن إبراهيم بن مِلحان، ثنا يحيى بن بكَيْر، ثنا الليث، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي عُبَيْدة، عن سعيد بن يسار، نحوه. كذا زاد فيه رجلاً، وقال: صحيح على شرط الشيخين))
وابو بكر ابن اسحاق هو نفسه احمد بن اسحاق بن ايوب الذي أخرج ابن مندة طريق أحمد بن ابراهيم ابن ملحان من طريقه، ولم أقف على طريق ابن ملحان التي أشار إليها الحافظ في المستدرك.

ورواه الحارث ابن أبي أسامة في مسنده [كما في بغية الباحث 1/252 ح:128] حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ حَدَّثَنِي الْمَقْبُرِيُّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ عن أبي هريرة ... مرفوعا .
أبو النضر هو هاشم بن القاسم، وخالف الحارث في إسناده = أحمد بن حنبل كما تقدَّم فذكر أبا عبيدة
ورواه أبو موسى المديني في اللطائف من طريقه وقال: ((هذا إسناد صحيح، أخرج مسلمٌ في صحيحه بهذا الإسنادِ حديثاً)) [ص308]

ورواه قتيبة عن الليث فلم يذكر أبا عبيدة [علل الدارقطني 5/269 م:2086]

فلدينا خمس أو ستُّ رواة رووه عن الليث عن سعيد عن ابي عبيدة عن سعيد بن يسار عن ابي هريرة
وخالفهم قتيبة فلم يذكر أبا عبيدة
والراجح كما قال الدَّارقطني: ((والصَّحيح عَن اللَّيث = القَول الأَول)) [العلل 5/269]

تحرير ألفاظ رواية الليث :
وكُلُّ من ذكرتُهم رووه عن الليث بألفاظٍ متقاربة، فقالوا: (( لاَ يَتَوَضَّأُ أَحَدكم -قال أبو صالح وهاشم بن القاسم: أحدٌ- فَيُحْسِنُ وُضُوءَهُ وَيُسْبِغُهُ ثُمَّ يَأْتِي الْمَسْجِدَ لاَ يُرِيدُ إِلاَّ الصَّلاةَ فيه -ولم يذكر بعضهم "فيه" - إِلاَّ تَبَشْبَشَ اللَّهُ به-قال شُعيب: "إليه"- كَمَا يَ تَبَشْبَشُ أَهْلُ الْغَائِبِ بِطَلْعَتِهِ))

... يتبع -بإذن الله- بحديث ابن ابي ذئب ...

[أبو القاسم البيضاوي]

-تخريج ودراسة حديث ابن ابي ذئب :
2- ورواه عنه -يعني المقبري- ابن أبي ذئب واختُلف عليه فيه أيضا:

فرواه أبو داود الطّيالسي [كما في المسند 4/95 ح:2455] /
وأحمد في [المسند 14/91 ح:8350] حدثنا أبو النضر/
وأحمد [المسند 14/91 ح:8350] * وابن بطة [الابانة الكبرى 7/334 ح:265] من طريق محمد الصَّاغَانِيّ * وابن منده في [التوحيد 3/237 ح:750] من طريق ابن أبي الخناجر* ثلاثتهم (أحمد وابن ابي الخناجر و الصَّاغَانِيّ) قالوا: حدثنا (يحيى) بن أبي بكير/
ورواه أحمد كذلك [المسند 15/523 ح:9841] حدثنا حجاج /
وابن أبي شيبة كما في [الاحكام الكبرى لعبد الحق الاشبيلي 2/37 (ولم أظفر به في المصنف ولا في المسند) ] قال: حدثنا شبابة / (ومن طريق ابن ابي شيبة: محمد ابن ماجه في سننه ح:800)
وقال البوصيري: ((هذا إسناد صحيح)) [مصباح الزّجاجة 102/1]

ورواه ابن خزيمة في صحيحه [2/379 ح:1503] نا يونس بن عبد الأعلى ثنا ابن وهب /
وخالف محمد بن داود -أراه ابن ابي ناجية- يونسَ بن عبد الأعلى عن ابن وهب، فرواه عن ابن وهب عن رجل عن سعيد المقبري عن أبي هُرَيْرة عن النبي صلى الله عليه وسلم

ورواه كذلك ابن حبان في [التَّقاسيم والانواع (الصحيح) 4/484 ح:1607 وح:2278] من طريق الإمام إسحاق ابن راهويه قال: أَخْبَرَنَا عثمان بن عمر -ابن فارس- /
وابن حيّان الاصبهاني (أبو الشيخ) [الامثال ص339 ح:290] من طريق دُحيم ثنا ابن أبي فديك /
وابن بطة [الابانة الكبرى 7/334 ح:265] من طريق حسين بن محمد ابن بَهْرام /
والحاكم في [المستدرك 1/213 ح:771] من طريق ابراهيم ابن دِيْزِيل* وابن منده في [التوحيد 3/237 ح:750] من طريق إسماعيل بن عبد الله الاصبهاني "سمويه" * قالا: حدثنا آدم بن أبي إياس/
والسّمعاني في [أدب الاملاء والاستملاء ص43] من طريق ابن عديّ عن عبد الله بن سعيد (الزّهري) ثنا أسد بن موسى /
فهؤلاء عشر رُواة (ابن ابي اياس وابن بهرام وابن ابي فديك وهاشم بن القاسم وابن فارس وابن وهب وشبابة وحجاج وابن ابي بكير وأسد بن موسى) كلهم رووه عن ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن سعيد بن يسار عن ابي هريرة مرفوعا

تنبيه: جاء في المطبوع من كتاب (أدب الاملاء ص43) ط دار الكتب العلمية : (( ... ثنا بن أبي ذئب عن المغيرة عن سعيد بن يسار ...)) فتحرَّف الاسناد من (المقبري) إلى (المغيرة) .

وخالفهم:
(1) يعقوب بن الوليد بن ابي هلال المدنيّ، رواه ابن منيع البغوي في مسنده [كما في الاتحاف للبوصيري 2/1010] ومن طريقه حفيده أبو القاسم البغوي في الجعديات (المشهور بمسند ابن الجعد) [ص415 ح:2838] قال: حدثني جدي، نا يعقوب بن الوليد /
(2) وابن ابي بكير -في رواية- كما رواه أبو القاسم البغوي في الجعديات (المشهور بمسند ابن الجعد) [ص415 ح:2838] قال: نا يعقوب بن إبراهيم -الدورقي- ، نا ابن أبي بكير/
كلاهما عن ابن أبي ذئب عن المقبري، عن أبي هريرة مرفوعاً
والصواب رواية الجماعة عنه -ابن ابي ذئب- بذكرِ أبي الحباب بين المقبري وابي هريرة -رضي الله عنه- وذلك لأمور:
- الأمر الأوّل: أن يعقوب بن الوليد كذَّاب
قال عبد الله بن أحمد: سمعتُ أبي يَقُولُ: ((يعقوب بْن الوليد الْمَدِينِيّ أَبُو يوسف كتبتُ عَنْهُ، وخرَّقت حديثه منذ دهر، وكان من الكذابين ، وكان يضعُ الحديث، وكان يكذب، يحدث عَن أبي حازم، وهشام بْن عُروة، وابن أبي ذئب، وسمعت أبي غير مرة، يَقُولُ : كَانَ كذابًا يضعُ الحديث)) [تاريخ بغداد 16/387] وكذَّبه غير واحد

- الثَّاني: أن الدَّورقي -إن كانت الرواية محفوظة عنه- قد خالف ثلاثة من الثّقات: أحمد بن حنبل وابن ابي الخناجر و محمد الصَّاغَانِيّ في ابن ابي بكير، والقول قولهم .

- تحرير ألفاظ حديث ابن ابي ذئب :
((لا يوطن -قال شبابة: "ما توطن"- رجل -زاد ابو النضر وآدم وحجاج وأسد وابن ابي فديك ورواية عن ابن ابي بكير: "مسلم"- المساجدَ للصّلاةِ والذِّكرِ -رواه ابن فارس بالشَّك "للصلاة أو لذكر الله" وقال ابن وهب: "للصلاة" فقط- إِلَّا تَبَشْبَشَ اللَّهُ بِهِ -قال شبابة: "له" وتفرَّد أسد بلفظ: "استبشر الله به"- حين يخرج -زاد ابن ابي فديك وحجاج وابن وهب "من بيته" ، وقال الطيالسي: "إذا خرج من أهله" وزاد بن الوليد (الكذاب) "مِنْ حِينِ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ إِلَى أَنْ يَدْخُلَ الْمَسْجِدَ" ولم يذكر شبابة واسد وابن فارس شيئا من ذلك- كما يتبشبش أهل الغائب بغائبهم إذا قدم عليهم -قال ابن فارس: "كما يتبشبش أهل الغائب إذا قدم عليهم غائبهم" ، وقال أسد: "كما يستبشر..." وقال أبو داود: "كما يتبشبش أهل الغائب بغائبهم" ولم يزد- ))

...يتبع -بإذن الله- بحديث ابي معشر ومالك ...

[أبو القاسم البيضاوي]

- حديث أبي معشر :
3- ورواه أبو معشر نَجيح السِّندِي عن المقبري عن أبي هريرة [علل الدَّارقطني 11/9]
ولم أقف على من أخرجه ولا على لفظه

ونجيح محلّه الصِّدق ولَيْسَ فِي الحَدِيثِ بِثِقَة، ويُستثنى من هذا أحاديثه في:
- الرقاق
- والمغازي
- وأحاديثه عن محمد بن كعب في التَّفسير
وقال أحمد -وذكر سعيدا المقبري- : ((أضعفهم عنه حديثا: أبو معشر)) [العلل 334/1 م:602]


- حديث مالك :
4- رواه عبد العظيم بن حبيب الشَّامي عن مالك عن سعيد عن ابي هريرة
أخرجه أبو أحمد الحاكم [الكُنى 2/169 ر:569] والدَّارقطني في غرائب مالك [كما في اللسان لابن حجر 5/223 ر:4847] كلاهما من طريق محمد بن عمر بن حفص عن عبد العظيم بن حبيب أبو بكر ثنا مالك بن أنس، حَدَّثنا سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من توضأ وأحسن الوضوء ثم أتى مسجدا ... -الحديث-
قال أبو أحمد: ((أبو بكر عبد العظيم بن حبيب الفهري: عن مالك بن أنس الأصبحي ، وَمُحَمد بن الوليد الزبيدي.
منكر الحديث ... )) [الكُنى 2/169 ر:569]
وقال الدَّارقطني: ((لَيس بِثِقَة، كَثير الغَلَط)) [العلل 4/436] وقال أيضا في غرائب مالك [كما في اللسان لابن حجر 5/223 ر:4847] : ((لم يكن بالقوي في الحديث))

... يتبع -بإذن الله- بحديث ابن عجلان ...

[أبو القاسم البيضاوي]

- حديث ابن عجلان :
5- ورواه عن المقبري: محمد بن عجلان واختُلِف عليه فيه:
فرواه مُسَدَّد في مسنده [كما في المطالب العالية لابن حجر 3/551 ح:370] ثنا يحيى -بن سعيد القطَّان- /
وأبو بكر ابن الهيثم البُندار الأنباري [كما في المُنتقى من حديثه (مخطوط) ح:44] حدثنا ابن أبي العوام ثنا أبو عاصم / وذكره الدَّارقطني كما في [العلل 11/8]
كلاهما (أبو عاصم ويحيى) عن ابن عجلان عن المقبري عن سعيد بن يسار أبي الحباب عن أبي هريرة قوله
قال ابن حجر: ((صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ وَرَوَاهُ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ سَعِيدٍ مَرْفُوعًا أَخْصَرَ مِنْهُ)) [المطالب العالية 3/551]

وخالف بندار مُسدَّداً في إسناده، فرواه عن يحيى عن ابن عجلان عن سعيد عن أبي الحباب عن ابي هريرة فرفعه، وفي النَّفس من هذا شيئ، ويُشبه أن يكون وهما، ويؤيِّد هذا ما ذكره الدَّارقطني، فقد حكى عن يحيى رواية واحدة وهي الوَقْف، وعلى أيّ حال فمُسدَّد وبندار كلاهما ثبتٌ في يحيى -بعد علي بن المديني- إلا أن مُسدَّد أتقن عندي من بندار، وقال ابن معين: ((كَانَ ما عَلِمْتُ رَجُلاً كريمًا، قَالَ لي يَحْيَى بن سَعِيْد: لو آثرت أن أدع كُتُبِي عند أَحَدٍ إِذَا خَرَجْتُ إِلَى مَكَّة وضعتها عند مُسَدَّد)) [سؤالات ابن محرز م:298]
وقال ابن الجنيد: ((سمعت يحيى بن معين يقول: عليُّ بن الْمَدِيْنِيِّ من أَرْوَى الْنَّاس عن يَحْيَى بن سَعِيْد، إني أرى عنده أكثر من عشرة آلاف.
قُلْتُ لِيَحْيَى: أكثر من مُسَدَّد؟ قَالَ: نَعَم، إن يَحْيَى بن سَعِيْد كان يُكرمه ويُدنيه، وكان صديقه، يَعْنِي عليًّا، وكان علي يَلزمه)) [سؤالاته م:703]


وخالف أبا عاصم وأبا سعيدٍ القطان في إسناده:
(1) سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ كما ذكر الدارقطني [العلل 11/8] (ولم أقف على من أخرجه)
(2) مُحَمَّدُ بْنُ الزِّبْرِقَان أَبُو هَمَّام رواه الخطيب في التَّلخيص [281/1]
فروَياه عنه مرفوعاً
ورواية يحيى وأبي عاصم النبيل أَوْلى وهُما أثبت من سليمان بن بلال وابن الزَّبرقان ، والله أعلم

- تحرير ألفاظ حديث ابن عجلان :
(ما من رجل كان يوطن المساجد فشغله أمر أو علة ثم عاد إلى ما كان إلا تبشبش الله إليه كما يتبشبش أهل الغائب بغائبهم إذا قدم) لفظ حديث بندار عن يحيى ورواه البقية بنحوه، ولم يذكر ابن الزبرقان العلة أو المرض، وتفرَّد عن ابن عجلان بلفظ: (استبشر الله) بدل (تبشبش) ، وقال مسدد عن يحيى (إلا تَبَشْبَشَ الله له تَبَشْبُشَ أهْلِ الغائب بغائبهم إذا جاء من غَيْبَتِه)

... يتبع -بإذن الله- بخلاصة البحث ...

[أبو القاسم البيضاوي]

والخُلاصة:
أن هذا الحديث رواه سعيد المقبري واختُلِف عليه فيه، فرواه:
1- ابن ابي ذئب عنه عن أبي الحباب سعيد بن يسار عن ابي هريرة مرفوعاً
2- وخالفه ابن عجلان -في رواية- فأوقفه على أبي هريرة
3- ورواه أبو معشر عن المقبري عن ابي هريرة فلم يذكر سعيد بن يسار في إسناده
4- وتابعه عبد العظيم ابن رغبان عن مالك على ذلك ، ولا يثبت هذا عن مالك
5 - و رواه اللَّيث بن سعد عن المقبري عن أبي عبيدة -أو ابن عبيدة- عن أبي الحباب عن أبي هريرة مرفوعاً

قال الدَّارقطنيّ: ((وَيُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ اللَّيْثُ قَدْ حَفِظَهُ مِنَ الْمَقْبُرِيِّ)) [العلل ج11 ص9]

قلتُ: حديث اللَّيث أشبه بالصَّواب لأمرين:
(1) أن الليث من أَثْبَتِ أصحاب سعيد بن أبي سعيد المقبري
قال أحمد: (( أصحُّ النَّاسِ حديثاً عن سعيدٍ المقبريّ = لَيْث بن سعد )) [العلل 334/1 م:602] وقال في موضِعٍ آخر: ((هو ثبت في حديثه جدّاً)) [العلل350/1 م:659]
وقال الدَّارقطني: ((حَدثنا النَّيسابُوري، حَدثنا مُحمد بن إِسحاق الصاغاني، قال: سَمعتُ يَحيَى بن مَعِين، يَقُولُ:
"أَثبَت الناس في سَعيد اللَّيث بن سَعد" )) [العلل 241/5 م:2053]
وقال أيضا: ((اللَّيث بن سَعد، فيما ذَكَر يَحيَى بن مَعِين، وأَحمَد بن حَنبل أَصَح الناس رِوايَةً، عَن المَقبُري)) [العلل 120/4 م:1472]
وقال علي بن المديني: ((لَيْسَ أحدٌ أَثْبَتُ في سَعِيْد بن أَبِي سَعِيْد الْمَقْبُريِّ من ابن أَبِي ذِئْبٍ، ولَيْث بن سَعْد، ومُحَمَّد بن إِسْحَاق، هَؤُلاَءِ الثلاثة يسندون أَحَادِيْث حِسَان، ابن عَجْلاَن كَانَ يُخْطِىءُ فيها)) [سؤالات ابن محرز ر:1644]
وقال الدَّارقطني: ((اللَّيث من أَثبَت الناس في حَديث سَعيد المَقبُري)) [العلل 97/3]
وذكر الدارقطني حديثا يرويه عبيد الله بن عمر، وعَبد العَزيز بن جُرَيج، وأَيوب بن مُوسَى، وإِسماعيل بن أُمَية، وأُسامة بن زَيد، وعَبد الرَّحمَن بن إِسحاق، وابن أَبي ذِئب، ومُحمد بن عَجلاَن، وعَبد الله بن عُمر العُمري، وأَبو معشر كُلُّهم عن سعيد المقبري ، ثُمَّ قال: ((وخالَفهُم اللَّيث بن سَعد وهو أَحفَظ الجَماعَة، عَن المَقبُريِّ)) [العلل 5/250]

(2) أنَّ "سعيد عن ابي عبيدة عن أبي الحباب عن ابي هريرة" غريب، وإسناد "سعيد عن ابي الحباب عن ابي هريرة" مشهور، فيظهر بذلك أن الآخرين سلكوا الجادة وأحالوا على المشهور

وأبو عبيدة هذا جَهَّلَهُ الدَّارقطنيّ [العلل ج11 ص9] ، وهو عِلَّة الحديث .

هذا ما ظهر لي
والله أعلم

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

[أبو زُرعة الرازي]

بارك الله فيك وجزاك كل خير أخي الحبيب أبو القاسم البيضاوي .

[أبو القاسم البيضاوي]

بارك الله فيك وجزاك كل خير أخي الحبيب أبو القاسم البيضاوي .

آمين وإياكم أخي الحبيب

[ابو عبد الاله المسعودي]

جزى الله خيرا صاحبنا أبا القاسم المغربي -حفظه الله- على هذا التخريج المفيد


وابن حيّان الاصبهاني (أبو الشيخ) [الامثال ص339 ح:290] من طريق دُحيم ثنا ابن أبي فديك /

وعن أبي الشيخ الأصبهاني خرّجهُ أبو منصور معمر بن أحمد بن محمّد بن زياد الصوفي الأصبهاني(ت418هـ) في"الأربعين"رقم(26)-مخطوط
تجد المخطوط بصيغة الشاملة هنا:
http://shamela.ws/rep.php/book/276

[ابو عبد الاله المسعودي]

وقال أيضا في [المسند ج14 ح:8487] حدثنا يونس وحجاج / (ومن طريقه عن حجاج رواه أبو موسى المديني في اللطائف ص181)

روايةُ أبي موسى المديني في "اللطائف" من طريق أحمد عن شيخه حجّاج -غير مقرون بيونس- موجودةٌ في "المسند" ج15 ح:9842

[ابو عبد الاله المسعودي]

وخالف بندار مُسدَّداً في إسناده، فرواه عن يحيى عن ابن عجلان عن سعيد عن أبي الحباب عن ابي هريرة فرفعه، وفي النَّفس من هذا شيئ، ويُشبه أن يكون وهما، ويؤيِّد هذا ما ذكره الدَّارقطني، فقد حكى عن يحيى رواية واحدة وهي الوَقْف، وعلى أيّ حال فمُسدَّد وبندار كلاهما ثبتٌ في يحيى -بعد علي بن المديني- إلا أن مُسدَّد أتقن عندي من بندار...

كأنه سقط عند النقل عزوُ رواية بندار عن يحي القطان !!
وهي عند ابن خزيمة في "صحيحه" 1/ 186 ح:359

[ابو عبد الاله المسعودي]

وابن أبي شيبة كما في [الاحكام الكبرى لعبد الحق الاشبيلي 2/37 (ولم أظفر به في المصنف ولا في المسند) ]..

وكما في "الترغيب والترهيب" للمنذري (495)
تعزيزاً لعزو ابن الخرّاط البجائي الحديثَ إلى "ابن أبي شيبة" ..فلعل مشرقيٌّ -إذا لم يجده في المطبوع- يقول: وهل هذا المغربيُّ -بالتكبير- !!
وإلا فهو فقد أقدم من المنذري (ولد المنذري سنة وفاة الإشبيلي) فالعزو إليه فيه علو وهو مطلوب -

[ابو عبد الاله المسعودي]

ورواه ابن خزيمة في صحيحه [2/379 ح:1503] نا يونس بن عبد الأعلى ثنا ابن وهب /
وخالف محمد بن داود -أراه ابن ابي ناجية- يونسَ بن عبد الأعلى عن ابن وهب، فرواه عن ابن وهب عن رجل عن سعيد المقبري عن أبي هُرَيْرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
كأنه سقط عند النقل عزوُ رواية محمّد بن داود عن ابن وهب !!
وهي مخرّجةٌ في كتاب غريب الحديث لابن قتيبة 1/ 414

[أبو القاسم البيضاوي]

بارك الله فيكم شيخنا مصطفى المسعودي -أسعدني الله وإياكم في الدنيا والآخرة-



وخالف بندار مُسدَّداً في إسناده، فرواه عن يحيى عن ابن عجلان عن سعيد عن أبي الحباب عن ابي هريرة فرفعه، وفي النَّفس من هذا شيئ، ويُشبه أن يكون وهما، ويؤيِّد هذا ما ذكره الدَّارقطني، فقد حكى عن يحيى رواية واحدة وهي الوَقْف، وعلى أيّ حال فمُسدَّد وبندار كلاهما ثبتٌ في يحيى -بعد علي بن المديني- إلا أن مُسدَّد أتقن عندي من بندار...

كأنه سقط عند النقل عزوُ رواية بندار عن يحي القطان !!
وهي عند ابن خزيمة في "صحيحه" 1/ 186 ح:359



ورواه ابن خزيمة في صحيحه [2/379 ح:1503] نا يونس بن عبد الأعلى ثنا ابن وهب /
وخالف محمد بن داود -أراه ابن ابي ناجية- يونسَ بن عبد الأعلى عن ابن وهب، فرواه عن ابن وهب عن رجل عن سعيد المقبري عن أبي هُرَيْرة عن النبي صلى الله عليه وسلم

كأنه سقط عند النقل عزوُ رواية محمّد بن داود عن ابن وهب !!
وهي مخرّجةٌ في كتاب غريب الحديث لابن قتيبة 1/ 414

هذا من العجلة -أصلح الله أحوالنا-
جزاكم الله خيرا على سدِّ ثغرات هذا "التّخريج" !


روايةُ أبي موسى المديني في "اللطائف" من طريق أحمد عن شيخه حجّاج -غير مقرون بيونس- موجودةٌ في "المسند" ج15 ح:9842


بارك الله فيك، قد قلتُ:

(ومن طريقه عن حجاج رواه أبو موسى المديني في اللطائف ص181)


والشكر موصول لكم أخي الكريم ولكل من شارك بدعاء أو استدراك أو تصويب


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

[احمد ابو انس]

جزاكم الله خيرا .