أبو عبد الله القاضي
2012-05-28, 06:40 AM
توفي أبي ... رحمه الله ...
فشعرت بأن ظهري انكسر...
هذا ليس شعورا مجازيا ... ولكنه شعور حقيقي أحسست به إحساسا عميقا ومباشرا ...
وبعد عودتنا من دفنه .. وكان لدفنه قصة غريبة جدا أرجو ان يجعلها في حسناتي لعلي أذكرها في موضع آخر ...
بعد عودتنا من دفنه كتبت هذه الأبيات .. التي تنزف من مشاعري وفي الوقت نفسه تتأمل الموت والحياة !!!!!
====
اللَّهُمّ اغفر لحيِّنا وميِّتَنا وتوفنا على مِلّةِ أبينا إبراهيم ..
اللهم لا تخزنا واختم لنا بخاتمة السعادة يا رب العالمين .
=========
الصُّـبْـحُ يُتْـكِـرُونِـي ، وأُنْـكِــرُهُ *** واللـيـلُ يطويـنـي ، وأنـشُــرُهُ
والضَّوْءُ يَجْهَمُ لِي ، وبـي أَلـمٌ *** كالسـيـل يـغـزونـي وأزجُـــرُه
ومشانـقُ التَّذْكـار قـد نُصِبَـتْ *** لا ذنــــبَ لـــــي إلاَّ تــذَكُّـــرُه
الوُدُّ – كـلّ الـودُّ – فـي رجـل *** هـو ذا الـذي بالتـرب نَسْـتُـرُهُ
هُـوَ لـي أبٌ ، وأخٌ ، وَمَرْحَمَـةٌ *** يشتـدُّ بـي كَسْـرِي فيجـبُـرُهُ
ويزيـد بِـي هَـمِّـي فَيُسكِـنُـهُ *** ويــزلُّ بـــي ذنِـبــي فيـغـفُـرُه
كم ساغ لي طعم الحياةِ بـه *** أأنـا الـذي أسعـى فأقْـبُـرُه ؟
ومُـوَدَّعٍ .. فـي القبـر أعظُمُـه *** يحـنـو علـيـه القَـبْـرُ .. يُكْـبِـرُهُ
لو كان في جَفْنِ الثرى مُقَـلٌ *** لَـبَـكَـى ، وعـــاوَدَهُ تَـحَـسُّـرُهُ
أو كــان يشـعُـرُ مــا يُـلِـمُّ بــه *** لتوجَّـعَـتْ بالشِّـعْـرِ أسـطُــرُهُ
أو كـان دمـع العيـن يُنْصِفُنِـي *** لـرويــتــه بـالــدَّمــعِ أنـــثُـــرُهُ
يا واحة الإحسان .. في زَمَنٍ *** أبْـــدَتْ لـنــا الأنـيــابَ أَنْـمُــرُهُ
يـا مُسْتَقَـرَّ الطُّهْـرِ فـي زمَــنٍ *** يستنـزفُ الإنسـان ، يَعْـصِـرُهُ
ها ، قَدْ تركـتَ الزَّيْـفَ يـا أبتـا *** فـــي عـالــم يـعـتـزُّ أحْــقَــرُهُ
أنت الذي هاجـرتَ مـن وَطَـنٍ *** الــبــومُ والـغِـرْبَــان ُ تَـعْــمُــرُهُ
لـو كـان فيـه الخيـر – يـا أبتـا *** بالله قُلْ : هل كنْتَ تَهْجُـرُهُ ؟
نحن الذيـن نعيـش فـي نكـد *** مـــا إنْ صـفــا دلَــــوٌ نُــكَــدِّرُه
كُـلُّ السِّـقـامِ بـنـا وتحسَبُـنـا *** صَـقْـرُ الـهـواءِ لـنـا ، وأنْـسُـرُهُ
نَحْنُ الدُّمَى ، والدَّهر يملكنـا *** كـلُّ الــذي نـرضـى .. يُغَـيِّـرُهُ
لا أرى لـلــرائــي فـيـحـفـظَـه *** لا أمْــــرَ لـلـقـاضــي يُــدَبِّـــرُه ُ
كُلُّ الـذي فـوق الثـرى جُثَـثٌ *** لا يُـغْـريَـنَّــ كَ مــــــا تُـــقَـــدِّرُ هُ
موتـى .. ولكـن فيهـم نَـفَـسٌ *** لابُــــــدّ مِــــــنْ آتٍ يُـــدَمِّـــرُ هُ
دَبَّ الثَّـرَى فـوق الثَّـرى زَمَنَـاً *** هل كان يعلمُ أن سيحْضُرُهُ ؟
هـل فَكَّـرَ العُريـانُ فـي غِيَرٍ *** - لــو كــان ينفَـعُـهُ تَـفَـكُّـرُهُ –
مِـــنْ بَـعْــدِ أثـــوابٍ مـنـمَّـقَـةٍ *** ماذا سِوى الأكفانِ تَسْتُـرُهُ ؟
هــل كــان يهـنـأ نـائــمٌ أبـــداً *** والعـالـمُ المجـهـول ينْـظُـرُهُ ؟
خـلـف الجـنـازةِ ألــف مـتَّـبـعٍ *** مِـنْ مُسْتَحـثِّ السَّيْـرِ يَـزْبُـرُهُ
هـــل قـــدَّر الـبـاكـون أنَّـهَــم *** كُــلٌّ لــه جِـسْـرٌ سيَـعْـبُـرُهُ ؟
للحفـرة الظَّلْـمـاءِ .. يحفـرهـا *** لكنهـا – حَتْمَـاً - سَتَحْـشُـرُهُ
خـلـف الجـنـازة ألْــفُ مُـتَّـبـعٍ *** كُـــــلٌّ لـــــه أَمْـــــرٌ يُــقَـــدِّرُه ُ
يـتـراحـمـون كـأنـهــم غَــنَــمٌ *** يـبــدو لـهــا ذِئْـــبٌ فَتـخْـفَـرُهُ
حتَّـى إذا مـا الذِّئـبُ غَـادَرَهـا *** عـادت إلـى المَـرْعَـى يُغَـبِّـرُهُ
عفواً – أبي – هذي مساوئنامَـنْ لا يخـافُ الشـيءَ يذكُـرُه
عفواً – أبي – هـذي بضاعتنـا *** فيهـا سخيـفٌ الـقـولِ آشَــرُهُ
مـا عـادَ فـي تِلْـكَ الرُّبَـا مـطـرٌ *** مـا الــذي قــد كــان يُمْـطِـرُهُ
لـمَّـا أحــاط الـتُّــربُ أعـظُـمَـهُ *** واضَّوَّعَـتْ فـي التُّـربِ أَعْطُـرُهُ
ضَلَّ القَريضَ فمي ، ونازعني *** فـيـه جلـيـلُ الـشـوقِ أكـبَـرُهُ
كُـلُّ الـذي وافـاهُ مـنـه نَــدىً *** يثـنـي عـلـى الـبـاري يُكَـبّـره
والـكُــلُّ يــدعــو اللهَ مـغـفــرةً *** وبـجـنـة الـفــردوس يَـغْـمُــرُه
=====
رحمــه الله وأدخله الجنة ..
================
فشعرت بأن ظهري انكسر...
هذا ليس شعورا مجازيا ... ولكنه شعور حقيقي أحسست به إحساسا عميقا ومباشرا ...
وبعد عودتنا من دفنه .. وكان لدفنه قصة غريبة جدا أرجو ان يجعلها في حسناتي لعلي أذكرها في موضع آخر ...
بعد عودتنا من دفنه كتبت هذه الأبيات .. التي تنزف من مشاعري وفي الوقت نفسه تتأمل الموت والحياة !!!!!
====
اللَّهُمّ اغفر لحيِّنا وميِّتَنا وتوفنا على مِلّةِ أبينا إبراهيم ..
اللهم لا تخزنا واختم لنا بخاتمة السعادة يا رب العالمين .
=========
الصُّـبْـحُ يُتْـكِـرُونِـي ، وأُنْـكِــرُهُ *** واللـيـلُ يطويـنـي ، وأنـشُــرُهُ
والضَّوْءُ يَجْهَمُ لِي ، وبـي أَلـمٌ *** كالسـيـل يـغـزونـي وأزجُـــرُه
ومشانـقُ التَّذْكـار قـد نُصِبَـتْ *** لا ذنــــبَ لـــــي إلاَّ تــذَكُّـــرُه
الوُدُّ – كـلّ الـودُّ – فـي رجـل *** هـو ذا الـذي بالتـرب نَسْـتُـرُهُ
هُـوَ لـي أبٌ ، وأخٌ ، وَمَرْحَمَـةٌ *** يشتـدُّ بـي كَسْـرِي فيجـبُـرُهُ
ويزيـد بِـي هَـمِّـي فَيُسكِـنُـهُ *** ويــزلُّ بـــي ذنِـبــي فيـغـفُـرُه
كم ساغ لي طعم الحياةِ بـه *** أأنـا الـذي أسعـى فأقْـبُـرُه ؟
ومُـوَدَّعٍ .. فـي القبـر أعظُمُـه *** يحـنـو علـيـه القَـبْـرُ .. يُكْـبِـرُهُ
لو كان في جَفْنِ الثرى مُقَـلٌ *** لَـبَـكَـى ، وعـــاوَدَهُ تَـحَـسُّـرُهُ
أو كــان يشـعُـرُ مــا يُـلِـمُّ بــه *** لتوجَّـعَـتْ بالشِّـعْـرِ أسـطُــرُهُ
أو كـان دمـع العيـن يُنْصِفُنِـي *** لـرويــتــه بـالــدَّمــعِ أنـــثُـــرُهُ
يا واحة الإحسان .. في زَمَنٍ *** أبْـــدَتْ لـنــا الأنـيــابَ أَنْـمُــرُهُ
يـا مُسْتَقَـرَّ الطُّهْـرِ فـي زمَــنٍ *** يستنـزفُ الإنسـان ، يَعْـصِـرُهُ
ها ، قَدْ تركـتَ الزَّيْـفَ يـا أبتـا *** فـــي عـالــم يـعـتـزُّ أحْــقَــرُهُ
أنت الذي هاجـرتَ مـن وَطَـنٍ *** الــبــومُ والـغِـرْبَــان ُ تَـعْــمُــرُهُ
لـو كـان فيـه الخيـر – يـا أبتـا *** بالله قُلْ : هل كنْتَ تَهْجُـرُهُ ؟
نحن الذيـن نعيـش فـي نكـد *** مـــا إنْ صـفــا دلَــــوٌ نُــكَــدِّرُه
كُـلُّ السِّـقـامِ بـنـا وتحسَبُـنـا *** صَـقْـرُ الـهـواءِ لـنـا ، وأنْـسُـرُهُ
نَحْنُ الدُّمَى ، والدَّهر يملكنـا *** كـلُّ الــذي نـرضـى .. يُغَـيِّـرُهُ
لا أرى لـلــرائــي فـيـحـفـظَـه *** لا أمْــــرَ لـلـقـاضــي يُــدَبِّـــرُه ُ
كُلُّ الـذي فـوق الثـرى جُثَـثٌ *** لا يُـغْـريَـنَّــ كَ مــــــا تُـــقَـــدِّرُ هُ
موتـى .. ولكـن فيهـم نَـفَـسٌ *** لابُــــــدّ مِــــــنْ آتٍ يُـــدَمِّـــرُ هُ
دَبَّ الثَّـرَى فـوق الثَّـرى زَمَنَـاً *** هل كان يعلمُ أن سيحْضُرُهُ ؟
هـل فَكَّـرَ العُريـانُ فـي غِيَرٍ *** - لــو كــان ينفَـعُـهُ تَـفَـكُّـرُهُ –
مِـــنْ بَـعْــدِ أثـــوابٍ مـنـمَّـقَـةٍ *** ماذا سِوى الأكفانِ تَسْتُـرُهُ ؟
هــل كــان يهـنـأ نـائــمٌ أبـــداً *** والعـالـمُ المجـهـول ينْـظُـرُهُ ؟
خـلـف الجـنـازةِ ألــف مـتَّـبـعٍ *** مِـنْ مُسْتَحـثِّ السَّيْـرِ يَـزْبُـرُهُ
هـــل قـــدَّر الـبـاكـون أنَّـهَــم *** كُــلٌّ لــه جِـسْـرٌ سيَـعْـبُـرُهُ ؟
للحفـرة الظَّلْـمـاءِ .. يحفـرهـا *** لكنهـا – حَتْمَـاً - سَتَحْـشُـرُهُ
خـلـف الجـنـازة ألْــفُ مُـتَّـبـعٍ *** كُـــــلٌّ لـــــه أَمْـــــرٌ يُــقَـــدِّرُه ُ
يـتـراحـمـون كـأنـهــم غَــنَــمٌ *** يـبــدو لـهــا ذِئْـــبٌ فَتـخْـفَـرُهُ
حتَّـى إذا مـا الذِّئـبُ غَـادَرَهـا *** عـادت إلـى المَـرْعَـى يُغَـبِّـرُهُ
عفواً – أبي – هذي مساوئنامَـنْ لا يخـافُ الشـيءَ يذكُـرُه
عفواً – أبي – هـذي بضاعتنـا *** فيهـا سخيـفٌ الـقـولِ آشَــرُهُ
مـا عـادَ فـي تِلْـكَ الرُّبَـا مـطـرٌ *** مـا الــذي قــد كــان يُمْـطِـرُهُ
لـمَّـا أحــاط الـتُّــربُ أعـظُـمَـهُ *** واضَّوَّعَـتْ فـي التُّـربِ أَعْطُـرُهُ
ضَلَّ القَريضَ فمي ، ونازعني *** فـيـه جلـيـلُ الـشـوقِ أكـبَـرُهُ
كُـلُّ الـذي وافـاهُ مـنـه نَــدىً *** يثـنـي عـلـى الـبـاري يُكَـبّـره
والـكُــلُّ يــدعــو اللهَ مـغـفــرةً *** وبـجـنـة الـفــردوس يَـغْـمُــرُه
=====
رحمــه الله وأدخله الجنة ..
================