تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : فتح الباب لكارهة الحجاب



ابو الوليد الصفريوي
2012-05-14, 01:54 AM
في يوم مشرق من شهر آب ، خرير ماء و صفاء سماء زرقاء بلا سحاب ، والجو نقاء والأرض زرابي خضراء من كثرة الأعشاب ، شذى أزهار وشجي أطيار تحوم في أسراب ، وتحت شجرة وارفة الأغصان متشابكة الأفنان عتيقة الأحقاب ، ثلاث بنات يافعات في سن الشباب ، في ضجة ورجة وبهجة الأتراب ، سلمى هنا وزينب هناك وتلك رباب . دَنوتُ منهن خلسة وبالغت في الاقتراب ، تقول إحداهن : ما اسم هذا الطائر شحرور أم غراب ؟ تتعالى أصواتهن ويزداد الاضطراب ، يعلن الطائر سخطه ويعلن الانسحاب ، لحظات صمت تعيد صدى الطبيعة وألحان الغاب ، والريح تعزف مع أوراق الشجر جِيئة وذهاب .....
الصاحبات تلميذات بشعبة الآداب ، فعدد الأيام التي جمعتهن كأعواد الثقاب ، فلا تغضب هذه من الأخرى ولا تناقشها الحِساب ، وإن تجادلن مرة فلا لوم ولا عتاب ، إلا موضوع واحد يخفينه في الدولاب ، فكلما ذكرنه صارت المحبة في تَبَاب ، اختلفت فيه آراؤهن وحارت الألباب ، إنه أمر يهم المسماة رباب ، فسلمى تلومها دوما على لبس الحجاب ، وتبالغ في تقريعها ووصفها بالارتياب ، وزينب لا إلى هذه تميل ولا إلى الأخرى تحاول الاقتراب ، وفي هذا الجو المنسجم يا أصحاب ، يتمنين ألا يبدأ الجدال لعدة أسباب ، لكن الرياح تجري بما لا يروق لمن ركب البحر وجاب ....
قالت سلمى : ألا تشعرين بالحَرِّ يا رباب ؟ أزيلي قماشك مثلما كشفنا الرقاب ، لازلتِ تُحِبِّين الوصف بالتزمت والإرهاب ، عجيب أمرك بل عجب عُجاب ، أجابتها بحزم الثابت الذي لا يهاب : لا عليك فليس يضر السحاب نبح الكلاب ، ثم إن الناس لن يرضوا عن هذه الثياب، فلا أرجو أكثر من رضا رب الأرباب ، قالت سلمى البسي سروالا فلما الجلباب ؟ ثم إن هذا ليس من الدين بل هذا للحرية استلاب ، كذبوا على الإسلام وبئس الكِذاب ، ديننا تحرر ومن خالفني فما أصاب ، أليس الحجاب كما قالوا في سورة الأحزاب ؟ فهو فقط لأزواج النبي أفيقي من سكرة الشراب ، لك عقل به فكري ولا تتبعي السراب ، ما اقتنعتُ يوما بقماش على شعري فكيف بهذا النقاب ؟ تبسمت سلمى تبسم الذي لا يخشى الصعاب ، ثم زفرت زفرة مَكلومٍ عَلاهُ الاكتراب ، وقالت : اليوم أفصل في هذا الخطاب ، اليوم أُجَلِّي ما حجبه عنك الضباب ، فتعودي إلى الحق ويا حسن المآب ، إن الحلوى المَحجوبة مصونة والعارية يقصِدها الذباب ، إن الكوب المغطى يقصده الذي يريد الشراب ، والعاري مرغوب عنه مهما كثرت الأكواب ، والثمين من الجواهر في حِرز عليه أقفال صِلاب ، كذلك المرأة غالية مصونة بالحجاب ، لذلك فرضه الإسلام وأورده جليا في الكتاب ، ومن قال إنه لزوجات النبي ولله ما أصاب،أما تقرئين قوله تعالى : "ونساء المؤمنين" في الأحزاب ؟ ومن قال غير هذا فمُدلِّس ربه لا يهاب ، ثم هل تَشَبُّهٌ بزوجات النبي شيء يُعاب ؟ بل شرف و أي شرف وانتساب ، فمن التائه بيننا الضائع وسط الشِّعاب ؟ لا تهتمي إن وُصِفتِ بشيء من تِلكُم الألقاب ، فقائله حسود أراد لك الاغتراب ، أراد عيش الوحوش ومنطق الغاب ، لا دين ولا خلق ولا حياء ولا آداب ، تراهم بخبثهم على الشهوات في انكباب ، فكما بيوتهم خربوا أرادوا لنا الخراب ، بثُّوا سمومهم ولِزَوالِنا هم في ارتقاب ، مزقوا العفة شتتوا الشمل وقطعوا الأنساب ، الإسلام عندهم سبب التأخر فهم المِشجاب ، ليتهم أنصفوا وسمعوا منا الجواب ، لكنهم طبول للغرب أبواق للخراب ، سلي ذوات الستر عن سعادة النفوس وميزات الحجاب ، تمشي كأميرة مرفوعةَ الرأس موفورةَ الجناب ، في احترام واضح الكل لها يهاب، فلا لصا تخاف ولا متفلتا من الشباب،ومن فكر في الشر حسب لفعله الحساب ...
قامت زينب غاضبة تنفض عن ساقيها التراب ، تقول : العفة ؟؟؟ الحياء ؟؟؟ الآداب ؟؟؟ هيهات هيهات كلامك شِبه ُالسراب ، ألا ترين فِعَال بعض مَن شَمَلتِ بالخطاب ؟ فَاقَت أفعالهن كثيرا ممن تبرجن وتعرين في الثياب ، أهذا ما تَوَلَّدَ عن حجابكن؟ بئس ذا الإنجاب ، قامت سلمى لتُجيب والهامةُ في انتصاب : ذاك ليس حجابا وإلا فبئس الحجاب ، متى كان فقط ستر الشعور هو الصواب ؟ بل تحقيق خلق النساء التي وصف الكتاب ، من عفةٍ وطهارةٍ وبعدٍ عما يجلب الارتياب ، المؤمن من خاف الإله وعمل خوف الحساب ، مع محبة وطاعة ورجا الثواب ، ولنفترض أن كلامك محض الصواب ، فإن من وصفتِ الملومات وليس الملوم هو الحجاب ، فكم تحصي الأرض من طائعةٍ مثيرةِ الإعجاب ؟ فكوني أنت مثلهن وأكملي النِّصَاب ، إن الله رحيم لم يُرِد تضيقا علينا ولا عذاب ...
بدأت الشمس تمييل إلى الغياب ، وحان وقت الانصراف والإياب ، ضَمَّت سلمى صاحبتيها وهَمَمنَ بالانسحاب ، بعد أن أقررن أن كلامها صدق لا يُعاب ، حنَّت الطيور لأعشاشها وعوت في الغاب الذئاب ،أرخى الليل أستاره وأضاء الشهاب ...



أبو الولـــيد

الحفيشي
2012-05-14, 02:56 AM
يا ابو الوليد الصفريوي أنت تحسن إحسانا عظيما..حقا أنت مبدع..حماك الله وجعلك أسدا من أسود الإسلام ينحر به أعداء الله..نحبك في الله دون أن نعرفك..موفق بإذن الله..

ابو الوليد الصفريوي
2012-05-14, 08:11 AM
يا ابو الوليد الصفريوي أنت تحسن إحسانا عظيما..حقا أنت مبدع..حماك الله وجعلك أسدا من أسود الإسلام ينحر به أعداء الله..نحبك في الله دون أن نعرفك..موفق بإذن الله..
بارك الله فيكم أخي الكريم وجعلني وإياكم من حملة العلم الشرعي العاملين به

أبو عبد الله المصري
2012-05-14, 10:18 AM
تبسمت سلمى تبسم الذي لا يخشى الصعاب ، ثم زفرت زفرة مَكلومٍ عَلاهُ الاكتراب ، وقالت : اليوم أفصل في هذا الخطاب ، اليوم أُجَلِّي ما حجبه عنك الضباب

تقصد رباب

أبو عبد الله المصري
2012-05-14, 10:20 AM
قامت سلمى لتُجيب والهامةُ في انتصاب : ذاك ليس حجابا وإلا فبئس الحجاب ، متى كان فقط ستر الشعور هو الصواب

تقصد أيضا رباب

ابو الوليد الصفريوي
2012-05-14, 10:40 AM
تقصد أيضا رباب
صدقت
المشكل أنني وضعت النص غير المصحح ولا حول ولا قوة الا بالله
شكر الله لك على التنبيه أخي

علي أحمد عبد الباقي
2012-05-14, 04:51 PM
صدقت
المشكل أنني وضعت النص غير المصحح ولا حول ولا قوة الا بالله
شكر الله لك على التنبيه أخي

لا بأس يا أبا الوليد ضع النص المصحح في المشاركة التالية وسوف أستبدله بالنص الموجود في المشاركة الأولى.
وفقك الله وأعانك.

عبدالعزيز عبدالرحمن
2012-05-14, 05:13 PM
أسلوب بليغ حفظك الله وجعل قلمك في خدمة دينك.