المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رومانسيات سلفية



ابو الوليد الصفريوي
2012-05-11, 12:55 AM
ذات عشية على شرفة دارنا وأنا أشرب عصيرا ، مستمتعا أشرب الكوب تلو الكوب ، متكئا على لوح اتخذته سريرا ، والشمس كلون العصير مالت للغروب ، لمحتُ زوجين ما رأيت لهما نظيرا ، يجريان وسط الطريق يحاولان الهروب ، دقـَّقـت النظر وقد قطـَّرتُ الكوب تقطيرا ، توارى الزوجان وقد تسللا وسط الدروب ، فزاد عجبي واعتبرت ما رأيت خطيرا ، سألت أخي: ما بال هذا الزوج للدروب يجوب !!؟ لعله يعطي لما استغربته تفسيرا ، فضحك حتى كأني من ردِّه مرعوب ، فقال مستعليا لازلت يا أُخيَّ صغيرا ، إنهما حبيبان أحدهما للآخر لعوب ، لا تهتم لأمرهم ولا تجل تفكيرا ، ستتزوج ثم ستحاكي ذلك الأسلوب ، قلت ما هذا حب وان كنتَ كبيرا ، فليس أمام الناس ذلكم مطلوب ، سابق النبي زوجه وكان سراجا منيرا ، لكن وحيدين صلى الإله على المحبوب ، زمـن عجيب فأنـَّى تجدُ للحق نصيرا ، حمق وسخافة وأطنان ذنوب ، بقيت متأملا على الأهواء مغيرا ، أهكذا حال الزوج دوما على الهـوى مصلـوب ؟ كيف سيكون حالي؟ـ أقول لنفسي مستشيرا ـ ، أيكون بيتي جنة أم ساحة للحروب ؟ أخاف زوجي وألتمس لأخطائي تبريرا ، أم أصارحها بحب وحنان مصحوب ، قمت من مكاني مقررا تقريرا ، ألا أعود للتفكير في حالة المحبوب ، ولأعتبر نفسي بين الناس ضريرا ، فليس يعلم زوجي أحد إلا علام الغيوب .
وعلى الشرفة ليلا كان لي موعد مع القمر ، فلست أخلف وعده إن كان بدرا جليّا ، أراقب شكله وكيف على طول السنين صبر ، وأتفكر في خلق الله وزينة الثريّا ، وأتذكر انشقاقه وتهمة الكفار أن النبي سَحَر ، صلى الله على الصادق صبحا وعشيّة ، وبينما أحادث البدر دهش النظر ، كأنه ظل بدا وسطه إنسيّا ، وكأنه خيال امرأة على جواد قد عَبَر ، استرجعت خوفا واستعذتُ برب البريّة ، ضَعُفَ بصري أو ضوء النجوم به أضَر ، لكن لازلت أراها وقد ضحكت إليَّ ، فقلت من أنت يا قمرا وسط القمر!!؟ تبسمتْ فغلب نورها وصار نور البدر خفيّا ، فأعدت السؤال لعلني أدري الخبر ، فقالت : طاب المساء فأنا البنت الصبيّة ، فقل أفصحي قبل أن يعلوني الضجر ، قالت أنا زوجتك التي تبادلك حبا صفيّا ، قلت : زوجتي ؟؟؟ وطار الشـَرَر ، وكأن السماء أنارت شرقيا وغربيا ، ما هذا البهتان العظيم و لما تكذبين عليَّ ؟ أنا أعزب ولا أعرفك يا من حضر ، فضحكت ثم انبعث الشعاع من فمها نورا زهيّا ، تفتح منه الورد وفاحت منه عطور الزهر ، صَحَت الطيور على الشجر حسبته صبحا قد أسفر ، فغردت وزقزقت لحنا شجيّا ، اصبرْ على حالي ـ يا قارئا ـ فلقد فاز من صبر ، أعلم أنه وصفي بعيد عن الحقيقة بعدا قصيّا ، ثم قالت : يا عليُّ اسمي سَحَر ، ناديتني عن الغروب فخِلتـُك فردا شقيّا ، فجئت أسليك أداوي الضرر ، قل بل والله تزيدينه ألماً قويّا ، طال غيابكِ وطال السفر، لكن وقد حضرتِ وكان أمر الله مقضيّا ، أكشف اليوم ما كان قلبي قد أقـْبَر ، وأدَرُهُ يسمعكِ نشيدا يرسله لحنا شجيّا ، يا زوجتي معا ننجو من سقر، معا إلى الجنة نمشي مشيا سويّا ، نتبع المصطفى وللسنة لا نـَذر ، حتى نـَردَ الحوض ونلقى النبيَّ ، أطيعيني ما أطعتُ الله والسُّور ، كوني حنونة وأحبي الخير ليَّ ، لا تكثري العتاب ولا تكوني ممن غدر ، رضاك عني لأكون عنك رضيّا ، نقوم سويا للصلاة أوقات السَّحر ، وعلى وجه المتهاون نرشُّ قطرا نديّا ، ونكثر ذكر لله لنيل المنى و الدُرَر ، أطعمي زوجك دوما طبخا شهيا ، ولا تغتابي أحدا بداري وإلا لن أُسر ، ولا تكثري ذكر الدنيا ذكرا مليّا ، كوني عفيفة جلبابك لكل جسمك قد خَمر ، فلا يقربكِ شر وتسلمي من الأذيَّة ، تبسمتْ ثم انْـفَـتـَلـَتْ تمشي على حذر ، وقالت : انتظر جوابي ليكون جوابا شفيّا ....
وفي اليوم التالي سرحت مجددا بخيالي ، أنتظر أن أتلقى منها جوابا ، انتظرت مصطبرا أنادي هلالي ، مثل العصفور في عشه يترقب لأمِّه إيابا ، متى تعود زوجتي مبشرة بقبولي ؟ فالسماء اليوم صافية ما أرى بها سحابا ، فما بالـُها لا تريد التعجيل بوصالي ، لعلها خافت غضبي أو أن أسمعها عـتابا ، لا والله لست ممن أتقن لغة الإذلال ، يا قمر لقد فقدت صبري وفقدت الصوابَ ، سأعاود انتظارها وان توالت الليالي ، فبلغها سلامي وأخبرها أن لا تطيل الغيابَ ....


سبحانك اللهم وبحمدك نشهد ألا اله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.

كتبه : أبو الوليد

المَاسَّةُ قُرطبة
2012-05-11, 12:59 AM
بورك في قلمكم وفي طرحكم وفي حبكتكم البلاغية.

الحفيشي
2012-05-11, 03:07 AM
أحسنت اخي أنت تذكرني بالشعراء والبلغاء الفحول الكبار..أعذرني من إطراء فهذا ما جال في فكري حينها..

ابو الوليد الصفريوي
2012-05-11, 12:39 PM
بورك في قلمكم وفي طرحكم وفي حبكتكم البلاغية.

جزاكم الله خيرا وبارك فيكم

ابو الوليد الصفريوي
2012-05-11, 12:40 PM
أحسنت اخي أنت تذكرني بالشعراء والبلغاء الفحول الكبار..أعذرني من إطراء فهذا ما جال في فكري حينها..
حفظك الله أخي ورعاك
جعلني الله خيرا مما تضن

ابو العبدين البصري
2012-05-21, 11:28 PM
مشاء الله زادك الله توفيقاً .
جميلة .

ابو الوليد الصفريوي
2012-05-23, 04:54 PM
مشاء الله زادك الله توفيقاً .
جميلة .
وفقني الله وإياك لكل خير
وجزاك عني أفضل الجزاء

عودة الفرسان
2012-06-08, 08:27 PM
نصّ فخم أنيق

ألا بورك صاحب اليراع.. وكثّر أمثاله في البقاع..
هكذا فليكن الإبداع

ابو الوليد الصفريوي
2012-06-26, 01:17 AM
بارك الله فيك
وجزاك خيرا اخي الكريم

الحفيشي
2012-06-26, 01:30 AM
هلا ومرحبا بشاعرنا البليغ..أين أنت يا رجل.....وين لقيت...والله افتقدتك كثير

ابو الوليد الصفريوي
2012-06-26, 01:49 AM
هلا ومرحبا بشاعرنا البليغ..أين أنت يا رجل.....وين لقيت...والله افتقدتك كثير
أخي اشتقت لكم كثيرا
بعض المشاغل ابعدتنا والله
اسال الله لي ولكم الجنة

ابو الوليد الصفريوي
2012-12-17, 07:44 AM
أشير الى أمر التبس على بعض الاخوة فعجلوا عليّ اللوم
أنا لا أقصد أحدا انما هو أدب فقط
والاسم الوارد هنا اقتضاه السياق لا غير
بارك الله فيكم وغفر لي ولكم

أبو البراء محمد علاوة
2012-12-17, 11:17 AM
بارك الله فيك، ولكن هل يجوز الحديث مع الأجنبية............. مزحححححح ليت لها أخت، فتكون لي عروس .

ابو الوليد الصفريوي
2012-12-18, 12:52 AM
بارك الله فيك، ولكن هل يجوز الحديث مع الأجنبية............. مزحححححح ليت لها أخت، فتكون لي عروس .
أضحكتني أضحك الله سنك
عندما تعود سأسألها عن أختها فمن يدري لعل الله ييسر لك
بارك الله فيك وغفر لي ولك

ابو الوليد الصفريوي
2013-04-29, 02:28 PM
بارك المولى فيكم
تحياتي

أبوعثمان المصرى
2013-04-29, 03:48 PM
ذات عشية على شرفة دارنا وأنا أشرب عصيرا ، مستمتعا أشرب الكوب تلو الكوب ، متكئا على لوح اتخذته سريرا ، والشمس كلون العصير مالت للغروب ، لمحتُ زوجين ما رأيت لهما نظيرا ، يجريان وسط الطريق يحاولان الهروب ، دقـَّقـت النظر وقد قطـَّرتُ الكوب تقطيرا ، توارى الزوجان وقد تسللا وسط الدروب ، فزاد عجبي واعتبرت ما رأيت خطيرا ، سألت أخي: ما بال هذا الزوج للدروب يجوب !!؟ لعله يعطي لما استغربته تفسيرا ، فضحك حتى كأني من ردِّه مرعوب ، فقال مستعليا لازلت يا أُخيَّ صغيرا ، إنهما حبيبان أحدهما للآخر لعوب ، لا تهتم لأمرهم ولا تجل تفكيرا ، ستتزوج ثم ستحاكي ذلك الأسلوب ، قلت ما هذا حب وان كنتَ كبيرا ، فليس أمام الناس ذلكم مطلوب ، سابق النبي زوجه وكان سراجا منيرا ، لكن وحيدين صلى الإله على المحبوب ، زمـن عجيب فأنـَّى تجدُ للحق نصيرا ، حمق وسخافة وأطنان ذنوب ، بقيت متأملا على الأهواء مغيرا ، أهكذا حال الزوج دوما على الهـوى مصلـوب ؟ كيف سيكون حالي؟ـ أقول لنفسي مستشيرا ـ ، أيكون بيتي جنة أم ساحة للحروب ؟ أخاف زوجي وألتمس لأخطائي تبريرا ، أم أصارحها بحب وحنان مصحوب ، قمت من مكاني مقررا تقريرا ، ألا أعود للتفكير في حالة المحبوب ، ولأعتبر نفسي بين الناس ضريرا ، فليس يعلم زوجي أحد إلا علام الغيوب .
وعلى الشرفة ليلا كان لي موعد مع القمر ، فلست أخلف وعده إن كان بدرا جليّا ، أراقب شكله وكيف على طول السنين صبر ، وأتفكر في خلق الله وزينة الثريّا ، وأتذكر انشقاقه وتهمة الكفار أن النبي سَحَر ، صلى الله على الصادق صبحا وعشيّة ، وبينما أحادث البدر دهش النظر ، كأنه ظل بدا وسطه إنسيّا ، وكأنه خيال امرأة على جواد قد عَبَر ، استرجعت خوفا واستعذتُ برب البريّة ، ضَعُفَ بصري أو ضوء النجوم به أضَر ، لكن لازلت أراها وقد ضحكت إليَّ ، فقلت من أنت يا قمرا وسط القمر!!؟ تبسمتْ فغلب نورها وصار نور البدر خفيّا ، فأعدت السؤال لعلني أدري الخبر ، فقالت : طاب المساء فأنا البنت الصبيّة ، فقل أفصحي قبل أن يعلوني الضجر ، قالت أنا زوجتك التي تبادلك حبا صفيّا ، قلت : زوجتي ؟؟؟ وطار الشـَرَر ، وكأن السماء أنارت شرقيا وغربيا ، ما هذا البهتان العظيم و لما تكذبين عليَّ ؟ أنا أعزب ولا أعرفك يا من حضر ، فضحكت ثم انبعث الشعاع من فمها نورا زهيّا ، تفتح منه الورد وفاحت منه عطور الزهر ، صَحَت الطيور على الشجر حسبته صبحا قد أسفر ، فغردت وزقزقت لحنا شجيّا ، اصبرْ على حالي ـ يا قارئا ـ فلقد فاز من صبر ، أعلم أنه وصفي بعيد عن الحقيقة بعدا قصيّا ، ثم قالت : يا عليُّ اسمي سَحَر ، ناديتني عن الغروب فخِلتـُك فردا شقيّا ، فجئت أسليك أداوي الضرر ، قل بل والله تزيدينه ألماً قويّا ، طال غيابكِ وطال السفر، لكن وقد حضرتِ وكان أمر الله مقضيّا ، أكشف اليوم ما كان قلبي قد أقـْبَر ، وأدَرُهُ يسمعكِ نشيدا يرسله لحنا شجيّا ، يا زوجتي معا ننجو من سقر، معا إلى الجنة نمشي مشيا سويّا ، نتبع المصطفى وللسنة لا نـَذر ، حتى نـَردَ الحوض ونلقى النبيَّ ، أطيعيني ما أطعتُ الله والسُّور ، كوني حنونة وأحبي الخير ليَّ ، لا تكثري العتاب ولا تكوني ممن غدر ، رضاك عني لأكون عنك رضيّا ، نقوم سويا للصلاة أوقات السَّحر ، وعلى وجه المتهاون نرشُّ قطرا نديّا ، ونكثر ذكر لله لنيل المنى و الدُرَر ، أطعمي زوجك دوما طبخا شهيا ، ولا تغتابي أحدا بداري وإلا لن أُسر ، ولا تكثري ذكر الدنيا ذكرا مليّا ، كوني عفيفة جلبابك لكل جسمك قد خَمر ، فلا يقربكِ شر وتسلمي من الأذيَّة ، تبسمتْ ثم انْـفَـتـَلـَتْ تمشي على حذر ، وقالت : انتظر جوابي ليكون جوابا شفيّا ....
وفي اليوم التالي سرحت مجددا بخيالي ، أنتظر أن أتلقى منها جوابا ، انتظرت مصطبرا أنادي هلالي ، مثل العصفور في عشه يترقب لأمِّه إيابا ، متى تعود زوجتي مبشرة بقبولي ؟ فالسماء اليوم صافية ما أرى بها سحابا ، فما بالـُها لا تريد التعجيل بوصالي ، لعلها خافت غضبي أو أن أسمعها عـتابا ، لا والله لست ممن أتقن لغة الإذلال ، يا قمر لقد فقدت صبري وفقدت الصوابَ ، سأعاود انتظارها وان توالت الليالي ، فبلغها سلامي وأخبرها أن لا تطيل الغيابَ ....


سبحانك اللهم وبحمدك نشهد ألا اله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.

كتبه : أبو الوليد

بارك الله فيك راااائعه نظرت فنظرنا معك وسرحت فسرحنا معك



انتظرت فانتظرنا لك معك

ابو الوليد الصفريوي
2013-04-29, 11:31 PM
بارك الله فيك أخي
حفظك الله ورعاك