مشاهدة النسخة كاملة : لماذا قال (في أكنة)؟
محمد الصاعدي
2012-05-08, 08:12 PM
السلام عليكم:
قال تعالى: (وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آَذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ)
لماذا قال: في أكنة ولم يقل: عليها أكنة؟ أليس المعنى: عليها غطاء, ولا يُقال: في غطاء؟
خالد الدرملى
2012-05-09, 07:15 AM
السلام عليكم
أخى الكريم :محمد الصاعدى
هذا من قبيل قوله سبحانه ( ولاصلبنكم فى جذوع النخل ) 71 سورة طه ، ومعلوم أن فرعون يقصد فوق النخل ولكن التعبير جاء ب ( فى ) ليشعر مدى قوة الربط بحيث تتخلل أجسامهم جذوع النخل لتصبح كأنها فيه .
كذلك ماجاء فى سؤالك فالقلوب عليها غطاء يمنعها من السماع لكنها استغرقت فيه بحيث أصبحت كأنها هى التى دخلت فى الغطاء فاصبح يحتويها فلا يصل اليها شيئا تسمعه
محمد الصاعدي
2012-05-09, 08:18 PM
جزاك الله خيرا..
مثل هذه المعلومات القيمة, في أيِّ الكتب نجدها؟
خالد الدرملى
2012-05-11, 06:06 AM
السلام عليكم
تفسير الشعراوى -- أظن مثل ظن الذين قال فيهم الله ( الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم اليه راجعون ) 46 البقرة - أن هذا التفسير به من الكنوز الكثير
هشام الحلواني
2012-06-02, 10:16 AM
جزاك الله خيرا
عبد الله الجابر
2012-06-03, 10:10 PM
أخي الكريم محمد الصاعدي، أظنك قد التبس عليك معنى الأكنة بمعنى الأغطية. فهما ليسا سواء. ما أفهمه عن الأكنة أنها تحيط بالمكنون وليس فقط تغطيه. وقد قال الله تعالى في سورة الصافات: "وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ (48) كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ (49)".
قال ابن كثير عند تفسير الآية الأخيرة:
"وقال السدي: البيض في عشه مكنون.
وقال سعيد بن جبير: { [كَأَنَّهُنَّ] بَيْضٌ مَكْنُونٌ } ، يعني: بطن البيض."
وبالتالي، يكون معنى " قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ" كما هو في ظاهر اللفظ أن القلوب في أكنة، وليس أن عليها أكنة.
وقد قال الله تعالى في سورة البقرة: " خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7)".
قال ابن كثير عند تفسير هذه الآية: " فإن الطبع يكون على القلب وعلى السمع، والغشاوة -وهي الغطاء-تكون على البصر، كما قال السدي في تفسيره عن أبي مالك، عن أبي صالح، عن ابن عباس، وعن مرّة الهَمْداني، عن ابن مسعود، وعن أناس من أصحاب رسول الله (11) صلى الله عليه وسلم في قوله: { خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ } يقول: فلا يعقلون ولا يسمعون، ويقول: وجعل على أبصارهم غشاوة، يقول: على أعينهم فلا يبصرون."
وأيضا أنصحك أخي بالرجوع إلى بعض المعاجم والقواميس, مثل كتاب "لسان العرب". فبالنظر إلى معاني الكلمات يكمن أن يزول الإشكال في بعض المسائل.
هذا والله أعلم.
خالد الدرملى
2012-06-04, 06:43 AM
السلام عليكم
أخى الكريم : عبد الله الجابر
أنت قلت أن الأكنة تحيط بالشيء المكنون اذا فلا خلاف لان الأكنة فى هذه الحالة هى غطاء لهذا المكنون والكلام عن الغطاء وليس المغطى ، وسنأخذ من كلامك لمحة جميلة وهى أنك قلت أن العش يحيط بالبيض ،والسؤال ماذا فعل العش غير أنه منع الرؤية عن البيض وهو المكنون فى هذا المثال ، وكذلك فى أية فصلت فان الأكنة منعت وصول الايمان عن القلوب وهى المكنون فى الأية ،وسنأخذ أيضا لمحة أخرى من كلامك وهى أن الغطاء هو الشيء اللاصق على المغطى ولذلك جاء فى أية البقرة وعلى أبصارهم غشاوة وأنت قلت أن الغشاوة هى الغطاء ،أما الأكنة التى تحيط بالشيء المكنون ليست لاصقة عليه مباشرة ، ومن هنا جاء الاختلاف فى استعمال الألفاظ فى القرآن ،واذا نظرنا الى لفظ الغشاوة والأكنة فانها أشياء معنوية ولكن الذى جعل الغشاوة على العيون هو الله والذى جعل القلوب فى أكنه هم الكفار وهم يريدوا بذلك أن تكون بعيدة الى أقصى حد ممكن فجاؤا باللفظ الذى يخدم هذا المعنى وهو حتى اذا وصل الايمان الى الأكنة فما زال هناك مسافة بين القلوب - وهى المكنون - وبين الايمان ، فحسب اعتقادهم فقد وضعوا القلوب التى ممكن أن تتأثر بسماع القرآن فى مكان أمين ، وهذا الذى أخذناه منك جزاك الله عنا خيرا ، والله تعالى أعلى وأعلم .
عبد الله الجابر
2012-06-04, 11:54 PM
وعليكم السلام ورحمة الله
أخي الكريم، خالد الدرملي.
فيما أظنه، فإن الأكنة أخص من الأغطية. فالأكنة هي تغطي الشيء من كل الجهات. أما الأغطية فيمكن أن تغطيه من جهة واحدة أو أكثر. وللتأكد من هذا الكلام، يمكنك الرجوع إلى أحد القواميس.
وعما ذكرته عن العش وأنه فقط منع الرؤية عن البيض، فأقول إن البيض مغطى من كل جهاته ولو أن العش نفسه لم يقم بالعمل الكامل لتغطيته من كل الجهات. فما قاله السدي هو أن البيض مكنون، لا أن العش هو اللذي أكنه.
وأيضا قلت أن الذى جعل الغشاوة على العيون هو الله والذى جعل القلوب فى أكنه هم الكفار. والله تعالى قد قال في سورة الإسراء: " وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آَذَانِهِمْ وَقْرًا". (من الآية 46)
فهذا التعبير قد استعمله الله تعالى في الآية المذكورة كما ترى. وعلى أية حال، جزاك الله خيرا على ردك وأدخلك الجنة بلا حساب ولا عذاب.
أمة الستير
2012-06-05, 01:26 AM
"وجعلت القلوب في أكنة لإفادة حرف "في "معنى إحاطة الظرف بالمظروف ."ا(التحرير والتنوير)
خالد الدرملى
2012-06-05, 06:29 AM
السلام عليكم
ياأخى العزيز : أنا قلت ان الله قال - أقصد فى هذه الاية - لان الكلام عليها ، ولم أقل ان الله قال فى جميع القرآن
وفتح الله لك وزداك علما
عبد الله الجابر
2012-06-06, 05:53 AM
جزاك الله خيرا، أخي العزيز.
وأريد أيضا أن أوضح عن شيء كنت أنا قلته في أول رد لي في هذا الموضوع. فقد قلت أن معنى "قلوبنا في أكنة" هو كما في الظاهر- أي أن القلوب في أكنة، وليس أن عليها أكنة. قولي "وليس أن عليها أكنة" كان المقصود منه "وليس أن عليها أغطية". وقد يكون اللذين قرؤوا الموضوع قد فهموا قصدي على أية حال.
خالد الدرملى
2012-06-06, 06:17 AM
بارك الله لك ، على حرصك لزيادة البيان .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.