الموضوع: تخريج حديث منهومان لا يشبعان

أعني أخي الكريم أبا زرعة طريقة تخريج الشيخين حديث أبي عوانة عن قتادة وقد تكلم فيه ابن معين وابن المديني

حديث ابن عباس
رواه ليث بن أبي سليم واختلف عنه فرواه عبد الله بن إدريس عن ليث عن طاووس عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : منهومان لا يشبعان طالب علم وطالب دنيا.
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (26642) وعنه عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد (1210)
وأخرجه الدارمي في المسند (346 ) نا إسماعيل بن أبان قالا ثنا عبد الله بن إدريس عن ليث به
ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (583)

وأخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية (112) نا ابن ناصر نا نصر بن أحمد نا ابن رزقويه قال نا عبد الرحمن بن محمد بن حامد نا عبيد الله بن إبراهيم قال حدثني عبد السميع بن أحمد الشكري نا قتيبة عن ليث عن طاوس عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

أقول : عبيد الله بن إبراهيم وعبد السميع لم أتبينهما وهذا الإسناد فيه تصحيف أو سقط لأن الحديث حديث ليث بن أبي سليم وقتيبة إن لم يكن ابن سعيد البغلاني فلم أعرفه والبغلاني ولد بعد وفاة ليث وكتاب العلل المتناهية يحتاج إلى خدمة يسر الله من يقوم بذلك وهذا وجه آخر روي عن ليث

ورواه جرير عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس قال أحسبه رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال : « منهومان لا يقضي واحد منهما نهمته منهوم في طلب العلم لا يقضي نهمته ومنهوم في طلب الدنيا لا يقضي نهمته »
أخرجه إسحاق في المسند (883) وأبو خيثمة في العلم (141)
وأخرجه ابن أبي عاصم في الزهد (285) والبزار في المسند (4880) قالا نا يوسف بن موسى
وأخرجه الطبراني في الكبير[1] (11095) ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا محمد بن إسحاق بن أيوب الرازي
وأخرجه الخطيب في الجامع (1741) ني علي بن أحمد بن محمد بن داود الرزاز أنا محمد بن إسماعيل بن موسى بن هارون الرازي نا أبو عمران موسى بن نصر بن محمد المقانعي خمستهم قالوا ثنا جرير عن ليث به
ومن طريق أبي خيثمة أخرجه في الحث على طلب العلم (ص 59)

قال البزار : وكان ليث قد أصابه شبه الاختلاط ولم يثبت ذلك عنه فقد بقي في حديثه لين بذلك السبب وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجه أحسن من هذا الوجه.
وقال الطبراني : لم يرو هذا الحديث عن ليث إلا جرير تفرد به أبو بهز الرازي

أقول : مراد الطبراني ظاهر أنه لم يروه عن ليث من هذا الوجه إلا جرير وله نحو هذا كثير لكن أغرب في حكمه بتفرد أبي بهز به فقد رواه جماعة عن جرير مثل رواية أبي بهز

تنبيهان :
1/ ورد في رواية البزار " عن ليث عن طاووس أو مجاهد عن ابن عباس رفعه "

أقول : رواه عن يوسف بن موسى شيخ البزار ابن أبي عاصم الحافظ فقال كما قال إسحاق وأبي خيثمة وهذا أصح

2/ جزم أبو عمران المقانعي ولم أتبينه برفع هذا الحديث ولعل ذلك من محمد بن إسماعيل الرازي فقد قال الخطيب كان غير ثقة وكذبه اللالكائي فقول الحفاظ عن جرير بالحسبان أصح

الخلاصة أن هذا الحديث اختلف فيه عن ليث بن أبي سليم فقال ابن إدريس عن ليث عن طاوس عن ابن عباس موقوفا وقال جرير عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس أحسبه رفعه وليث مضطرب الحديث سيء الحفظ ولم يقم إسناد هذا الحديث

هذا ما تيسر لي تحريره في رواية ابن عباس وفي القلب لوعة من فراق الوالد فاللهم ارحمه رحمة واسعة وعبدا قال آمين

---

[1]وفي الأوسط (5670)

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدلان الجزائري

هذا ما تيسر لي تحريره في رواية ابن عباس وفي القلب لوعة من فراق الوالد فاللهم ارحمه رحمة واسعة وعبدا قال آمين

آمين آمين آمين
اللهم ارحم أبا عدلان، واعف عنه فإنك أرحم الراحمين
اللهم وارزق الصبر آل عدلان وواسهم، وسلهم.

إنّا لله وإنّا إليه راجِعُون
لله ما أَخذ ولهُ ما أعْطى وكلُّ شيْءٍ عنده بأَجَلٍ مُسَمَّى

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدلان الجزائري

هذا ما تيسر لي تحريره في رواية ابن عباس وفي القلب لوعة من فراق الوالد فاللهم ارحمه رحمة واسعة وعبدا قال آمين

آمين

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو عبد الاله المسعودي

اللهم ارحم أبا عدلان، واعف عنه فإنك أرحم الراحمين
اللهم وارزق الصبر آل عدلان وواسهم، وسلهم.

آمين

اللهم ارحم أبا عدلان، واعف عنه فإنك أرحم الراحمين
اللهم وارزق الصبر آل عدلان وواسهم، وسلهم.

مرسل الحسن البصري
تقدم أن عبد الأعلى رواه عن حماد بن سلمة عن حميد الطويل عن الحسن البصري عن النبي صلى الله عليه وسلم

أقول : وقد ورد عن الحسن أيضا من وجهين آخرين أحدهما مرسل والآخر موقوف عليه وإليك البيان :
1/ المرسل
أخرجه العسكري كما في المقاصد الحسنة (ص: 679) من حديث خالد بن الحارث عن عوف عن الحسن قال بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أيها الناس إنما هما منهومان فمنهوم في العلم لا يشبع ومنهوم في المال لا يشبع

وهذا الإسناد الذي أبرزه السخاوي صحيح إلى الحسن

2/ الموقوف
أخرجه الدارمي في المسند (343) نا عبد الله بن جعفر الرقي عن عبيد الله بن عمرو عن زيد هو ابن أبي أنيسة عن سيار عن الحسن قال : " منهومان لا يشبعان منهوم في العلم لا يشبع منه ومنهوم في الدنيا لا يشبع منها فمن تكن الآخرة همه وبثه وسدمه يكفي الله ضيعته ويجعل غناه في قلبه ومن تكن الدنيا همه وبثه وسدمه يفشي الله عليه ضيعته ويجعل فقره بين عينيه ثم لا يصبح إلا فقيرا ولا يمسي إلا فقيرا "

وهذا إسناد صحيح إلى الحسن

أقول : هذا ما تيسر لي جمعه من طرق هذا الخبر وخلاصتها أنها لا يثبت فيها شيء مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم والله تعالى أعلم

تنبيه : قول الحسن " فمن تكن الآخرة همه ... " روي عنه مرفوعا وسأحرر القول فيه لاحقا إن شاء الله تعالى

بارك الله فيك أخي الحبيب عدلان . متابع .

أقول : قد رفع عن الحسن قوله " فمن تكن الآخرة همه ... " جماعة ثم اختلفوا عنه
فرواه إسماعيل بن مسلم المكي واختلف عنه فرواه أبو معاوية عن إسماعيل عن الحسن عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن العبد إذا كان همه الدنيا وسدمه أفشى الله عليه ضيعته وجعل فقره بين عينيه ولم يصبح إلا فقيرا ولم يمس إلا فقيرا إن العبد إذا كانت الآخرة همه وسدمه جمع الله له ضيعته وجعل غناه في قلبه ولا يصبح إلا غنيا ولا يمسي إلا غنيا »
أخرجه هناد في الزهد (2/ 354)
وأخرجه البزار في المسند (6704) ثنا محمد بن العلاء أبو كريب
وأخرجه البيهقي في الشعب الإيمان (9858) نا أبو عبد الرحمن السلمي نا جدي يعني أبا عمرو بن نجيد نا محمد بن إسحاق الثقفي نا أبو المسهر ثلاثتهم قالوا ثنا أبو معاوية ثنا إسماعيل بن مسلم عن الحسن به

تنبيه : سقط من إسناد هناد الحسن

قال البزار : وهذا الحديث لا نعلم رواه عن الحسن عن أنس إلا إسماعيل بن مسلم تفرد به أنس.

ورواه يزيد بن هارون عن إسماعيل عن قتادة عن أنس قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « من يرد الآخرة أبقى الله عليه ضيعته وجعل غناه في قلبه ومن يرد الدنيا وكانت همه وسدمه وطلبه ونيته أفشى الله عليه ضيعته وجعل فقره بين عينيه ولا يصبح إلا فقيرا، ولا يمسي إلا فقيرا »
أخرجه ابن الأعرابي في الزهد (72) ثنا محمد بن عبد الملك الدقيقي ثنا يزيد بن هارون ثنا إسماعيل المكي ثنا قتادة به

ورواه عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن إسماعيل فقال يحيى بن يحيى النيسابوري عن المحاربي عن إسماعيل عن الحسن عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخرجه البيهقي في الشعب الإيمان (9858) نا أبو عبد الله الحافظ نا دعلج بن أحمد نا إسماعيل بن إسحاق السراج نا يحيى بن يحيى نا المحاربي عن إسماعيل بن مسلم به

ورواه سفيان بن وكيع عن المحاربي عن إسماعيل بن مسلم عن الحسن وقتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم
أخرجه أبو الفضل الزهري في حديثه (260) نا أحمد
وأخرجه ابن عدي في الكامل (1/ 461) ثنا الفضل بن عبد الله بن مخلد قالا ثنا سفيان بن وكيع ثنا المحاربي عن إسماعيل بن مسلم به
ومن طريق ابن عدي أخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية (1329)

أقول : يشبه أن يكون سفيان حفظ ذكر قتادة فإن يزيد بن هارون حفظه عن إسماعيل

الخلاصة أن إسماعيل بن مسلم المكي رواه عن الحسن وقتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم

وإسماعيل متروك الحديث

ورواه عوف بن أبي جميلة عن الحسن قال بلغني أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال : إن العبد إن كان همه الآخرة كف الله عليه ضيعته وجعل غناه في قلبه وإن كان همه الدنيا أفشى الله عليه ضيعته وجعل فقره بين عينيه فلا يمسي إلا فقيرا ولا يصبح إلا فقيرا
أخرجه أحمد في الزهد (180) ثنا روح ثنا عوف عن الحسن به

وتابع عوفا جعفر بن حيان
أخرجه أحمد في الزهد (1672) ثنا عبد الصمد ثنا أبو الأشهب عن الحسن قال ولا أعلمه إلا رفعه قال : إذا أراد الله بعبد خيرا جعل غناه في قلبه وكف عليه ضيعته وإذا أراد الله بعبد شرا جعل فقره بين عينيه وأفشى عليه ضيعته.

فهذان اثنان عوف الأعرابي وأبو الأشهب روياه عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم

أقول : هذا مرسلا الصحيح المحفوظ عن الحسن وهو الذي بين نكارة حديث إسماعيل عنه

يتبع إن شاء الله بالتعليق على رواية إسماعيل عن قتادة

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدلان الجزائري

الخلاصة أن إسماعيل بن مسلم المكي رواه عن الحسن وقتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم

وإسماعيل متروك الحديث

ورواه بشر بن عبيد عن عبدان بن معدان عن الحسن عن أنس وأبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « من أراد الآخرة جعل الله غناه في قلبه وكف عليه ضيعته ومن أراد الدنيا أفسد الله عليه ضيعته وجعل فقره بين عينيه فلا يصبح ولا يمسي إلا فقيرا »
أخرجه ابن شاهين في الترغيب (352) ثنا علي بن موسى بن محمد الأنباري ثنا الحسين بن بحر البيروذي ثنا بشر بن عبيد حدثني عبدان بن معدان عن الحسن به

أقول : بشر بن عبيد أراه أبو علي الدارسي قال ابن عدي منكر الحديث بين الضعف وقال الأزدي كذاب وعبدان بن معدان لم أجد له ترجمة ولا رواية

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدلان الجزائري

فهذان اثنان عوف الأعرابي وأبو الأشهب روياه عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم

قال المزي في تهذيب الكمال (7/ 214) : حكيم بن عبد الرحمن أبو غسان المصري أظنه بصري الأصل.
روى عن الحسن البصري (قد) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني حديث قبله عن أنس : من كانت الدنيا همه وسدمه ... (الحديث) .
روى عنه الليث بن سعد (قد) لم يذكره أبو سعيد بن يونس في تاريخ المصريين وحكاه عنه أبو عبد الله بن مندة في كتاب الكنى روى له أبو داود في كتاب القدر.

وقال مغلطاي في الإكمال (4/ 131) : هذا الرجل مذكور في كتاب تاريخ الغرباء لأبي سعيد بن يونس بعد جزمه بأنه بصري فقال حكيم بن عبد الرحمن يكنى أبا غسان بصري قدم مصر حدث عنه الليث بن سعد وغيره وكذا «التاريخ» مشهور كثير النسخ رويناه قديما من طريق السلفي رحمه الله تعالى
ولما ذكر أبو أحمد الحاكم أبو غسان حكيم بن عبد الرحمن الراوي عن الحسن والراوي عنه الليث قال وقد روى الليث ويزيد عن حكيم بن عبد الله بن قيس أبو مخرمة القرشي عن ابن عمر وعامر بن سعيد.
فلا أدري الراوي عن الحسن هو الراوي عنهما أم هما اثنان؟ وخليقا أن يكونا اثنين والله تعالى أعلم.

وقال الذهبي في الميزان (1/ 587) مصري مجهول.

أقول : رواية حكيم هذه موافقة لرواية عوف وأبي الأشهب المرسلة

حيا الله صاحبنا وبلدينا عدلان الجزائري، وجزاه الله خيراً عن الحديث وأهله
لله درك يا أبا صهيب ما كنتُ أظن أنه يوجد في الجزائر من يحسن ما تحسنه !!
زادك الله فهما، وأعاذك من شر كل حاسد.

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدلان الجزائري

فهذان اثنان عوف الأعرابي وأبو الأشهب روياه عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم

ورواه مثلهما المباركُ بن فضالة؛ أخرجه أحمد في الزهد (2343):
حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : "إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا كَفَّ عَلَيْهِ ضَيْعَتَهُ وَجَعَلَ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ، وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ شَرًّا بَثَّ عَلَيْهِ ضَيْعَتَهُ وَجَعَلَ فَاقَتَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ "

أحسن الله إليك أخانا وشيخنا الحبيب أبا عبد الإله وشكر الله لك حسن ظنك بأخيك وأنا أستفيد منك أكثر مما تستفيد مني وجزاك الله خيرا على الفوائد التي تتحفنا بها دائما

رواية قتادة
تقدم أن إسماعيل بن مسلم المكي رواه عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم

أقول : قد وقفت على متابعين لإسماعيل
1/ أيوب بن خوط
أخرجه الطبراني في الأوسط (8882) ثنا مقدام نا أسد بن موسى نا أيوب بن خوط ثنا قتادة عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من كانت الدنيا همه وسدمه ولها يشخص ولها ينصب ويطلب جعل الله فقره بين عينيه وشتت عليه ضيعته ولم يأته منها إلا ما كتب له ومن كانت الآخرة همه وسدمه ولها يشخص ولها ينصب ويطلب جعل الله غناه في قلبه وجمع له الضيعة وأتته الدنيا وهي صاغرة

قال الطبراني : لم يرو هذا الحديث عن أيوب إلا أسد ولا رواه عن قتادة إلا أيوب بن خوط وهمام ولا رواه عن همام إلا داود بن المحبر تفرد به محمد بن يحيى الأزدي

أقول : رواه عن أسد مقدام وهو ابن داود الرعيني قال النسائي ليس بثقة لكن الظاهر أنه لم يتفرد به وإلا لنص على ذلك الحافظ الطبراني

أيوب بن خوطقال الساجي أجمع اهل العلم على ترك حديثه كان يحدث بأحاديث بواطيل وكان يرمى بالقدر وليس هو بحجة لا في الأحكام ولا في غيرها

أقول : هذا من منكرات أيوب

2/ همام بن يحيى
رواه داود بن محبر عن همام عن قتادة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من كانت الدنيا همه وسدمه لها يشخص ولها ينصب وإياها ينوي جعل الله عز وجل الفقر بين عينيه وشتت عليه ضيعته ولم يأته منها إلا ما كتب له ومن كانت الآخرة همه وسدمه لها يشخص ولها ينصب وإياها ينوي جعل الله الغنى في قلبه وجمع عليه ضيعته وأتته الدنيا وهي صاغرة راغمة »
ورواه عن داود فيما وقفت عليه اثنان
1/ محمد بن يحيى الأزدي
أخرجه الحربي في غريبه (2/ 516) وابن أبي عاصم في الزهد (165) وابن أبي الدنيا في الزهد (333)
وأخرجه ابن الأعرابي في الزهد (73) ثنا أبو داود [في القدر][1]
أخرجه ابن حبان في المجروحين (1/ 291) ثنا الحسن بن سفيان
وأخرجه الطبراني في الأوسط (5990) ثنا محمد بن أحمد بن الصباح ستتهم قالوا ثنا محمد بن يحيى بن عبد الكريم الأزدي ثنا داود بن المحبر بن قحذم ثنا همام بن يحيى عن قتادة به

2/ محمد بن إبراهيم
أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 572) ثنا أحمد بن الحسن بن محمد بن عمرو بن أبي سلمة التنيسي ثنا أبو أمية محمد بن إبراهيم الطرسوسي ثنا داود بن محبر ثنا همام عن قتادة به

شيخ ابن عدي لم أقف له على ترجمة

فهذان اثنان محمد بن يحيى وأبو أمية الطرسوسي روياه عن داود بن المحبر بن قحذم عن همام عن قتادة عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

قال الطبراني : لم يرو هذا الحديث عن همام إلا داود بن المحبر تفرد به محمد بن يحيى الأزدي
وقال ابن عدي : وهذا عن همام بهذا الإسناد لا أعلم يرويه غير داود.

---

[1] قال المزي في تهذيب الكمال (8/448) في ترجمة داود بن المحبر : روى له أبو داود في القدر حديثه عن همام عن قتادة عن أنس من كانت الدنيا همه وسدمه قلت : أراه يقصد هذا الحديث فإنه من أفراد محمد بن يحيى الأزدي وهو من شيوخ أبي داود

تنبيهان :
1/ ينظر ثبوت متابعة أبي أمية فإني لم أعرف شيخ ابن عدي الراوي عنه وقد جزم الحافظ الطبراني بتفرد محمد بن يحيى به عند داود

2/ وقع في رواية إبراهيم الحربي " حدثنا محمد بن يحيى الأزدي حدثنا شريك حدثنا همام به

أقول : ظاهر هذه الرواية أن شريكا تابع داود بن المحبر ولا أراه إلا مصحفا عن داود والدليل على ذلك جملة قرائن

1/ جزم الحافظين الطبراني وابن عدي بتفرد داود به ومثل أحكام الأيمة هذه خاصة إذا تضافرت لا يعترض عليها بما ورد في بعض كتب الحديث خاصة تلك التي لم تنل حظا وافرا من ضبط أهل العلم لها

2/ قال إبراهيم بن محمد الكندي كما في تاريخ بغداد (4/ 655) ومات محمد بن يحيى الأزدي سنة اثنتين وخمسين ومائتين

أقول : شريك مات سنة ثمانية وسبعين ومائة ومحمد يدخل بينه وبين شريك يزيد بن هارون وأسود بن عامر فيبعد جدا سماعه منه ويقويه أن محمد بن يحيى قد حدث عن جعفر بن محمد الفريابي[1] قاله الخطيب في السابق واللاحق (ص 176) وجعفر ولد سنة سبع ومائتين وقد قال كتبت الحديث سنة أربع وعشرين ومائتين فلو قدرنا أن الأزدي ولد سنة ستين ليتأتى له السماع من شريك على تقدير أنه سمع منه وهو ابن خمسة أو ستة عشر ثم حدث الفريابي سنة ثلاثين وهو ابن سبع وعشرين وسمع منه الأزدي أول سنة من تحديثه لكان عمر الأزدي يومها سبعين سنة ورجل في مثل هذا السن يبعد جدا أن يسمع من هذا الشاب والله أعلم

3/ لم أجد رواية شريك عن همام بعد البحث والتقصي وها هي ذي دوواين السنة المشهورة ليس فيها حرف من ذلك

4/ روى هذا الحديث خمسة من الحفاظ عن محمد بن يحيى فكلهم قال عن داود بن المحبر غير رواية إبراهيم الحربي وروايتهم عند الترجيح أصح لاجتماعهم وفيهم حافظ الدنيا أبو داود السجستاني الإمام

أقول : كل هذه القرائن ترجح أن ذكر شريك خطأ وهو مصحف عن صاحب هذا الحديث داود بن المحبر والله أعلم

الخلاصة أن داود بن المحبر رواه عن همام بن يحيى عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم

أقول : هذا تفرد به داود عن همام وهو غير محفوظ عنه وقد ساقه ابن حبان وابن عدي في جملة منكرات داود وداود متروك الحديث

---

[1]أخرجه البيهقي في الشعب (6390) والخطيب في التاريخ (2345) قالا نا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر الحمامي المقرئ نا محمد بن عبد الله الشافعي نا إبراهيم بن إسحاق الحربي نا محمد بن يحيى الأزدي نا جعفر بن محمد الخراساني نا عمرو بن زرارة ....

الخلاصة أن هذا الحديث رواه إسماعيل المكي وأيوب بن خوط عن قتادة وهما متروكان ورواه داود بن المحبر عن همام عن قتادة وداود متروك ولا يثبت هذا الحديث عن قتادة من كل طرقه بل هو من مناكير الرواة عنه أو ممن دونهم

أقول : يشبه أن يكون سبب وهم هؤلاء أنه اختلط عليهم حديث الحسن مرسلا بما رواه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قوله : (من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون) أي لا يظلمون يقول : من كانت الدنيا همه وسدمه وطلبته ونيته جازاه الله بحسناته في الدنيا ثم يفضي إلى الآخرة وليس له حسنة يعطى بها جزاء وأما المؤمن فيجازى بحسناته في الدنيا ويثاب عليها في الآخرة (وهم فيها لا يبخسون) أي في الآخرة لا يظلمون.
أخرجه ابن جرير في التفسير (18019) ثنا بشر ثنا يزيد
وأخرجه ابن أبي حاتم في التفسير (10746) ثنا أبي ثنا هشام بن خالد ثنا شعيب بن إسحاق قالا ثنا سعيد عن قتادة به

وهذا إسناد صحيح عن قتادة

وأخرج ابن جرير في التفسير (18020) حدثنا محمد بن عبد الأعلى ثنا محمد بن ثور وحدثنا الحسن بن يحيى نا عبد الرزاق جميعا عن معمر عن قتادة : (من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها) الآية قال : من كان إنما همته الدنيا إياها يطلب أعطاه الله مالا وأعطاه فيها ما يعيش وكان ذلك قصاصا له بعمله (وهم فيها لا يبخسون) قال لا يظلمون.

أقول : ورد هذا الحديث من طريق يزيد الرقاشي عن أنس وسأذكر تخريجه قريبا إن شاء الله تعالى

جزاكم الله خيراً ... نتمنى ألا تحرمونا من تخريجاتكم الماتعة النافعة