قال الدكتور
علي بن عبد الله الصّياح محقق
بعض الأجزاء من كتاب علل ابن أبي حاتم < رسالة دكتوراة > :
- التخريج:
1- يحيى بن محمد بن يحيى النيسابوري، عن أحمد بن عبدالله بن علي بن سويد بن مَنْجُوف، عن أبي داود الطيالسي، عن هشام، وعمران، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة-مرفوعاً-.
أخرجه :
- البزار في مسنده- كما في كشف الأستار (1/385 رقم812)-.
- وابنُ حبان في صحيحه -كما في الإحسان (14/598-599 رقم6630) كتاب التاريخ، باب وفاته صلى الله عليه وسلم-، قال: أخبرنا محمد بن أحمد الرقام.
كلاهما عن أحمد بن عبدالله بن علي -به-، وقال البزار:((لا نعلم رواه هكذا موصولاً إلاّ أبو داود، ورواه يزيد بن زريع وغيره، عن هشام، عن قتادة، عن سعيد مرسلاً))
وذكر رواية أحمد بن عبدالله بن علي الدارقطنيُّ في العلل (7/306).
وفي الرواية أنّ أبا داود الطيالسي شكَّ هل تابع عمرانَ القطان أبان العطار، أو هشام الدستوائي، وسيأتي أنَّ مسلم بن إبراهيم، ووهب بن جرير بن حازم، ويزيد بن زريع رووا الحديث عن هشام الدستوائي، عن قتادة مرسلاً، فلعل هذه قرينة تدلُ على أنّ الذي تابع عمران القطان هو أبان العطار.
وتابعهما عن قتادة بن دعامة : همّامُ بنُ يحيى: رواه ابن الأعرابيّ في معجمه (2/547رقم 1068) -ومن طريقه الخطابيُّ في غريب الحديث (1/158)- قال: أخبرنا إبراهيم بن الوليد، قال: أخبرنا محمد بن كثير العبديّ، عن همام، عن قتادة -به-، وذكر رواية همّام هذه الدارقطنيُّ في العلل (7/306) ( ) وقع في العلل ( هشام ) بدل ( همّام )، والأظهر أنه همّام ففي ترجمة محمد بن كثير أنه يروي عن همّام بن يحيى ولم يذكر هشام في شيوخه. انظر: تهذيب الكمال ( 26/ 335). ).
ورَوى حديثَ أبي هريرة ابنُ عساكر في تاريخ دمشق- كما في مختصره لابن منظور (2/396) ( ) وهذا الجزء من تاريخ دمشق ساقط من المخطوط والمطبوع. )-.
معاذ بن هشام، عن أبيه، عن قتادة، عن الحسن( ) تقدم في ص(284) أنّ في نفسي من ذكر الحسن البصري شيء،وقلتُ فيما تقدم: لعله سعيد بن المسيب. ) -مرسلاً-.
لم أجد من أخرج هذا الطريق.
هذا وقد روى الحديث عددٌ من الثقات من أصحاب قتادة عنه، عن سعيد بن المسيب مرسلاً، وهم:
سعيد بن أبي عروبة ، أخرجه: ابن سعد في الطبقات الكبرى (2/ 284) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: أخبرنا سعيد بن أبي عروبة.
وشعبة بن الحجاج ، أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (2/ 284) قال: أخبرنا وكيع بن الجراح ومسلم بن إبراهيم عن شعبة بن الحجاج.
ومعمر بن راشد ، أخرجه: عبد الرزاق في مصنفه (3/420 رقم6165) كتاب الجنائز، باب الكفن.
وهشام الدَّستوائي ، أخرجه: ابن سعد في الطبقات الكبرى (2/ 284) قال: أخبرنا وهب بن جرير بن حازم ومسلم بن إبراهيم قالا: أخبرنا هشام الدستوائي، وعنه أيضاً يزيد بن زريع ذكر ذلك البزار -كما في كشف الأستار (1/385 رقم812)-.
وهمام بن يحيى ، أخرجه: ابن سعد في الطبقات الكبرى (2/ 284) قال: أخبرنا عفان بن مسلم عن همام.
جميعهم عن قتادة عن سعيد بن المسيب أنّ النبي صلى الله عليه وسلم.. مرسلاً.
- - -
- الدراسة والحكم على الحديث:
اختلف في الحديث عن قتادة بن دعامة على ثلاثة أوجه :
الوجه الأوَّل : رواه عمران القطانُ، وهمامُ بن يحيى- عنه : محمد بن كثير العبدي-، وأبانُ العطار أو هشام الدستوائي -شَكَ أبو داود الطيالسي، وتقدم أنّ الأقرب أنه أبان العطار- عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة مرفوعاً.
و هذه الرواية عن همام مرجوحة ، فإن محمد بن كثير وإن كان ثقة غير أنه خالف عفان بن مسلم الذي أرسل الحديث، وعفان بن مسلم ثقة ثبت أوثق من محمد بن كثير بدرجات فتقدم روايته على رواية محمد بن كثير.
الوجه الثاني : رواه معاذ بن هشام، عن أبيه، عن قتادة، عن الحسن( ) تقدم أنّ في نفسي من ذكر الحسن البصري شيء. ) -مرسلاً-.
الوجه الثالث : رواه سعيد بن أبي عروبة، وشعبة بن الحجاج، ومعمر بن راشد، وهشام الدستوائي، وهمام بن يحيى- في رواية عفان بن مسلم- جميعهم عن قتادة، عن سعيد بن المسيب ، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم… مرسلاً.
وقد رجح الدارقطنيُّ الوجه الثالث فقال:((وغيره يرويه عن قتادة، عن ابن المسيب مرسلاً، وهو الصواب)).
ورجح أبو زرعة، وأبو حاتم الوجه الثاني !-والذي يظهر أنّ ترجيحهما موافق لترجيح الدارقطني، وأنَّ ما في النسخة خطأ-.
وترجيح الوجه الثالث ظاهر لثلاثة أمور:
أنّ رواته أكثر من المخالفين.
أنهم المُقَدّمون من أصحاب قتادة، كما نص على ذلك عدد من النقاد:
قال البرديجيُّ -كما في شرح علل ابن رجب (2/506-507):((فإذا أردت أن تعلم صحيح حديث قتادة فانظر إلى رواية شعبة، وسعيد بن أبي عروبة، وهشام الدستوائي، فإذا اتفقوا فهو صحيح)).
وقال ابن معين كما في سؤالات ابن الجنيد (ص127 رقم313):((سعيد بن أبي عروبة أثبت الناس في قتادة)).
وقال ابن محرز في معرفة الرجال (2/194 رقم 645):((سمعت عليّ بن المديني يقول: سعيد أحفظهم عن قتادة، وشعبة أعلم بما يسمع وما لم يسمع، وهشام أروى القوم، وهمام أسندهم إذا حدث من كتابه، هم هؤلاء الأربعة أصحاب قتادة)).
وقال الفلاّس-كما في التهذيب (11/ 69)-:((والأثبات من أصحاب قتادة: ابن أبي عروبة، وهشام، وشعبة، وهمام)).
وقال أبو حاتم-كما في علل الحديث (1/86 رقم المسألة 228):((قتادة كان واسع الحديث، وأحفظهم سعيد بن أبي عروبة قبل أن يختلط، ثم هشام، ثم همّام)).
وقال الدارقطنيُّ -لمّا سئل عن أثبت أصحاب قتادة كما في سؤالات أبي عبدالله بن بكير للدارقطنيّ (ص48 رقم 41)-:((شعبة، وسعيد، وهشام)).
أنَّ هذه السلسلة ( قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة مرفوعاً ) نصّ النقاد على أنه لا يصح منها شيء:
ذكر ابن رجب في شرح علل الترمذيّ ( 2/ 732) في: ذكر الأسانيد التي لا يثبت منها شيء، أو لا يثبت منها إلاّ شيء يسير مع أنه قد روى بها أكثر من ذلك، ثم ذكر هذه السلسلة، ونقل قول البرديجيُّ:((هذه الأحاديث كلها معلولة..)).
وقال إسماعيل القاضي-كما في التهذيب (8/ 356)-:((سمعتُ علي بن المديني يضعف أحاديث قتادة، عن سعيد بن المسيب تضعيفاً شديداً، وقال: أحسب أن أكثرها بين قتادة وسعيد فيها رجال)).
وقال أبو داود-في مسائله ( ص304):((سمعتُ احمد يقول: أحاديث قتادة، عن سعيد ما أدري كيف هي ؟ قد أدخل بينه وبين سعيد نحواً من عشرة رجال لا يعرفون)).
والحديثُ من الوجه الراجح ضعيفٌ لإرساله، وقد قال مسلم بن الحجاج في صحيحه (1/0 3):((والمرسل من الروايات في أصل قولنا وقول أهل العلم بالأخبار ليس بحجة))، وقال ابن أبي حاتم في المراسيل (ص7رقم15):((سمعتُ أبي، وأبا زرعة يقولان: لا يحتج بالمراسيل، ولا تقوم الحجة إلاّ بالأسانيد الصحاح المتصلة، وكذا أقول أنا)).
وقد ثبت في الصحيحين ما يغني عن هذا الحديث؛ فقد أخرج البخاريُّ في الجامع الصحيح (3/ 135 رقم 1264) كتاب الجنائز، باب الثياب البيض للكفن، ومسلمٌ في صحيحه (2/ 649 رقم 941) كتاب الجنائز، باب في كفن الميت، عن عائشة -رضي الله تعالى عنها- قالت:((كُفّن النبيّ صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أثواب يمانية بيض سُحُولية( )سُحُولية -بضم المهملتين-: جمع سَحْل: وهو الثوب الأبيض النقي. فتح الباري (3/140). ) من كُرْسف( ) الكُرْسف-بضم الكاف، والمهملة بينهما راءٌ ساكنة-: هو القطن. فتح الباري (3/140). ) ليس فيهن قميص ولا عمامة)).
قال ابن عبد البر في التمهيد:((هذا أثبت حديث يُروى في كفن الرسول صلى الله عليه وسلم))