الشيخ: حسن شبالة.
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، وسلم تسليما كثيراً. أما بعد:
فإن الكتابة في بيان العقيدة الإسلامية الصحيحة الصافية النقية والدفاع عنها من أهم المجالات العلمية التي تحتاج إليها الأمة وخاصة في هذا العصر، الذي اختلت فيه الموازين، وانعكست فيه المفاهيم ومسخت فيه الفطر عند كثير من الناس اليوم!

ومما زادني اندفاعاً للكتابة في هذا الموضوع ما لمسته وقرأته لكثير من الكتاب المعاصرين الذين انحرفوا عن المنهج المستقيم الذي سلكه السلف الصالح في هذا الباب، فقدموا عقولهم على الكتاب والسنة واتهموا النصوص الشرعية، وصاروا يردون كثيراً من مسائل الغيب، والاعتقادات الصحيحة بحجة مخالفتها لعقولهم أو لأقيستهم التي ابتدعوها، وعارضوا بها النقل الصحيح.
ونظراً لأن كثيراً من الباحثين اختلط عليهم المنهج الصحيح بغيره ونسبوا إلى العقيدة الصحيحة ما ليس من أصولها، واستغنوا بعقولهم وآرائهم عن التصور الصحيح للعقيدة.
أحببت أن أكتب في هذا الموضوع هذا البحث الذي يتناول العقيدة الإسلامية الصحيحة كما فهمها السلف الصالح والعقيدة كما فهمها أهل الكلام مبينا الفروق بينهما سواء من حيث المصدر والمنشأ وطرق الاستدلال، أو من حيث الثر والثمرة لكل منهما، واقتصرت في بحثي على أهم فرق الكلام وخاصة التي مازالت أفكارها باقية إلى اليوم وهي: المعتزلة والأشاعرة والماتريدية، وحرصت على الاختصار وعدم التطويل بما يتناسب وقدرات المستفيدين من هذا البحث ,وسميت هذا البحث: (العقيدة الإسلامية بين السلف والمتكلمين)، وهو يمثل مفردات مادة علمية مقررة على طلاب جامعة إب تسمى: (التوحيد وعلم الكلام) في كليتي التربية والآداب قسمي علوم القرآن والدراسات الإسلامية، لذلك خلا البحث من المناقشات التفصيلية لكثير من حجج وأدلة الفرق وأقتصر على نماذج وأمثلة قليلة يتم بها تحقيق الهدف وهو معرفة الفرق بين منهج السلف ومنهج المتكلمين في أصول الاعتقاد.
أسأل الله أن ينفع كاتبه وقارئه، إنه سميع مجيب.


لتحميل البحث من على موقع منبر علماء اليمن:
http://www.olamaa-yemen.net/main/articles.aspx?selected_article _no=13297